رائد صلاح: المحكمة ليست ضدنا وإنما ضد القرآن والإسلام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رائد صلاح: المحكمة ليست ضدنا وإنما ضد القرآن والإسلام

[19-12-2004]

مقدمة

في حين يواصل "رهائن الأقصى" إضرابَهم عن الطعام لليوم السابع على التوالي أعلن الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- أن إضرابهم عن الطعام قد يمتد لأسابيع أوأشهر، في وقتٍ أنزلت فيه مديرية السجون الصهيونية كلَّ العقوبات كمصادرة المدفَأة الوحيدة من غرفتهم، وجهازي التلفاز والمذياع بسبب إضرابهم عن الطعام.

ونذكر هنا أن "رهائن الأقصى"- الشيخ رائد صلاح وإخوانه المعتقلين في السجون الصهيونية منذ 20 شهرًا- قد أعلنوا يوم الجمعة 10/12/2004م إضرابًا مفتوحًا عن الطعام؛ احتجاجًا على الإجراءات الظالمة بحقِّهم وانتصارًا للقرآن والإسلام..

وفيما يلي نص مقابلة كاملة أُجرِيت مع الشيخ رائد صلاح، أجراها المركز الفلسطيني للإعلام


نص الحوار

  • ما هي الرسائل التي يريد "رهائن الأقصى" إيصالها من خلال مواصلة إضرابهم المفتوح عن الطعام؟
أريد أن أؤكد عدة ملاحظات مهمة جدًا، أولاً نحن أعلنا الإضراب كصرخة احتجاجٍ مدوية لكل العالم ولكل الأمة الإسلامية والعالم العربي بأن هذه المحكمة التي تُقام في هذه القاعة ليست ضدنا بشكلٍ شخصي وإنما هي ضد القرآن العظيم وضد الإسلام وضد كل تاريخنا وعقيدتنا وكل حياتنا في الحاضر والمستقبل.. هذا أولاً.
وثانيًا نحن من خلال هذه القاعة نقول إننا أضربنا وهدفنا أن نواصل الإضراب، قد يطول هذا الإضراب لأيامٍ وقد يطول لأسابيع، وقد يطول لأشهر، نحن نعتبر هذا الإضراب صرخةَ حقٍّ في وجه الظلم لن نساوم عليها، ولن نهتز في خلال إضرابنا إطلاقًا، هدفنا من هذا الإضراب كما قلت هوأنْ نَضْرِب هدفنا، بمعنى أن نُسمِع كلّ إنسانٍ في العالم سوداوية هذا الظلم الذي يقع علينا، والذي يروِّج له جهاز المخابرات، والذي يقف من ورائه كذلك الجنرال شارون- رئيس الحكومة- ومساعده الأيمن كتساف- رئيس الدولة- ممثّلين رسميًا بالنيابة التي لا تزال تسول لها نفسها أن تحاكم ليس الإسلام فقط وليس القرآن فقط، وإنما شعبنا الفلسطيني، تريد أن تحاكم وسطنا العربي في الداخل الفلسطيني في داخل 48 تريد أن تحاكمه، ويكفي أن أقول لقد وصلت الوقاحة والإجرام والعنصرية أن يقول الخبير التعيس المدعو "يسرائيلي" إن الجيش لم يقتلْ بما فيه الكفاية من الوسط العربي في هبة القدس والأقصى، هذه وقاحة دموية، هذا إرهابٌ منظّم، هذه عنصرية قاتلة، هذا هو جو المحكمة الذي نعيش تحت وطأته خلال 20 شهرًا كاملة.
  • هددت مديرية السجون الصهيونية فرض العقوبات عليكم بسبب إضرابكم عن الطعام، ما هي العقوبات التي أوقعت عليكم بعد إضرابكم عن الطعام؟
حتى هذه اللحظات فرضت علينا كل العقوبات، حتى هذه اللحظات دخلت طواقم من العاملين في السجن وأخرجوا كل ما في غرفتنا من أدوات كهربائية، بما في ذلك التلفاز والمذياع والمسجلات، وهذا يعني أننا لم نعُدْ نقدِر على الاستماع للأشرطة والمكالمات المسجلة التي تبلغ مائة ألف مكالمة حتى نستعد لمرحلة الدفاع، التي باتت على الأبواب، وهذا يعني أننا نُنـْزع من حقنا الطبيعي بالاستعداد الطبيعي للدفاع عن أنفسنا، فوق ذلك أيضًا صادر من غرفتنا المدفئة الكهربائية الوحيدة ولمن لا يعلم، فإن معتقل الجلمة شديد البرودة جدًا، وبذلك يلتقي علينا البرد الشديد والجوع الشديد والظلم الشديد ولكننا نحن مع الله، ثم منعونا من الاتصال الهاتفي بالمحامين، علمًا بأن هذا قرارٌ صدر من هذه المحكمة يُلزم مديرية السجون أن تسمح لنا بالاتصال مع المحامين؛ لأنّ ملفنا ليس ملفًا عاديًا، إنما هوملفٌ طويل، وملفٌ ثقيل، وملفٌ سمين يحتاج أن نتصلّ بالمحامين في كلّ لحظة.
معنى ذلك أنهم لمّا يمنعون هذا الحقّ أيضًا يقطعوننا عن العالم الخارجي، فوق كلّ ذلك منعونا من زيارة الأهل الأسبوعية التي تكون كلّ يوم خميس وهذا أيضًا تصرّفٌ بشعٌ لا ينمّ عن أيّ شعورٍ إنسانيّ.


رسالة

  • هل من رسالةٍ تبعثونها للإخوة المتضامنين في "خيمة الإضراب المفتوح عن الطعام" في مدخل مدينة أم الفحم؟
أقول لمن في الخيمة:
"اصبروا وصابروا ورابطوا ونحن كذلك على العهد لن نقيل ولن نستقيل ولن ننثني في موقفنا".. نحن على الحقّ بإذن الله ربّ العالمين ونحن على يقين، ليجنّدوا ما يشاءون من شهود، ليجنّدوا ما يشاءون من حيلٍ ومكائد، ليرفع رئيس الحكومة صوته، وليرفع رئيس الدولة صوته، ولتخطّط المخابرات، نحن المنتصرون؛ لأنّ قضيّتنا قضيّة المنتصر أمام الباطل، وأمام الظلم، وأمام العنصرية.. وهذا سيكون إنْ لم يكن اليوم فغدًا أوبعد غدٍ أو بعد شهر أو بعد سنوات، والسنوات في نظرنا هي لمحة عينٍ إن كنّا نعيش كلّ هذا الأمر طاعةً لله رب العالمين.
  • استمعتم اليوم لشهادة المدعو الخبير "رافي يسرائيلي" حول الإسلام والقرآن والحركة الإسلامية، ما تعليقكم على أقواله؟!
هذا الشاهد يمثِّل الوجه الحقيقيّ للمؤسسة الإستراتيجية التي وضعت خططها التي تنفّذ ضدّنا الآن كيف تتعامل معنا، والتي وضعت خططها كيف تتعامل معنا في المستقبل، هذا الشاهد يمثّل هذه المؤسسة التي قد أجمعت مكرها وأجمعت كيدها على استئصالنا من هذه الأرض، وعلى طردنا منها، ثم على طرد شعبنا الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم محاولة تدمير دولة الأردن حتى يُقال إنها هي الوطن البديل، هذا هوالذي يخطّط له..
وهذا الشاهد قد صرّح بذلك كما سمعتم بلسانه، ويحاول أن "يشرعِنَ" هذه السياسة العنصرية، وهذا التخطيط الذي لا أقول "نازيّ" بل أبشع من النازيّ يحاول أنْ "يشرعِنَ" هذا التخطيط بناءً على ادعاء أسفل من السافل، وهو اتهام القرآن أنه يدعو إلى الكراهية والأحقاد واتهام الرسول أنه مصّاص دماء، واتهام المسلمين أنهم لا زالوا يمثّلون بؤرة إرهاب، واتهام الشعب الفلسطيني أنّه لا يزال يمثّل مصنعًا لإنتاج الإرهاب، واتهام الوسط العربي في الداخل أنّه طابور خامس يمثّل أدوات تصنيع الإرهاب.
لا يُعقل أنْ يحدث ذلك تحت سقف محكمةٍ بادعاء أنّ هذا انتصارٌ للعدالة، وبادعاء أنّ هذا هوموقف القانون، لا يُعقل أن يجري ذلك، إنّ الذي يجري هو مهزلة تقودها المخابرات، ينظّمها شارون، يضبطها كتساف، تخطّط لها النيابة وتدعمها وسائل الإعلام العبرية، التي باعت ضميرها في هذه القضية الساخرة، وهذا الملف البشع، الذي لا أقول هو ضدّ الحركة الأسلامية، أعود وأقول هو ضد الإسلام، هو ضدّ القرآن، هو ضدّ الرسول، هو ضد الأمة الإسلامية، هو ضدّ العالم العربي، وهو ضدّ شعبنا الفلسطيني، ومن هنا أقول لينتبه كلّ أردنيّ، من هنا الخبير الذي يدلي بشهادته بات يخطّط كيف يزيل الأردن بعد إزالة الضفة الغربية، وقطاع غزة وبعد طردنا حتى يحقّق بنات أحلامه السوداوية الحاقدة، العنصرية، اللئيمة، الأبشع من النازية على حساب الدم المسلم والعربي والفلسطينيّ.

المصدر