رابعة والنهضة وذكريات العيد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٦:٠١، ٢ يونيو ٢٠١٩ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (حمى "رابعة والنهضة وذكريات العيد" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رابعة والنهضة وذكريات العيد

مقدمة

ميدان رابعة: سنفرح بالعيد رغم أنف الانقلاب ومرحب مرحب بالثوار

كلمة العيد صغيرة في عددِ حروفها، كبيرة في معناها، فهي تجمعُ في طياتها الفرح والحبّ في آن واحد، وبالنسبة للمسلمين فهناك عيدان، العيد الأول وهو عيد الفطر الذي يأتي عقب صوم شهر رمضان الذي نزل فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويرى فيه المسلمون فرحة كبيرة منحها الله لهم في أعقاب صوم شهر متوالٍ، قاموا فيه بعبادة الله بطرق مختلفة، منها تلاوة القرآن والصلاة في المساجد القريبة من مكان سكناهم، أو بالذهاب إلى أداءِ مناسك العمرة.

ميدان رابعة يستعد لاستقبال مليونية الصمود

ويوم العيد يستعدّ له المسلمون طوالَ شهر رمضان، من تحضير للملابس الجميلة التي يفرح بها الاطفال ويزهون بها، بل ويحضّرونها بالقرب من فراشهم أمَلاً في لبسها في الصباح الباكر، ليبدأوا يومهم الحافل السعيد، إضافة إلى الآمال الأخرى، وأهمّها الحصول على المال الذي لا يحصلون عليه في الأيام العاديّة؛ ليذهبوا به إلى محلّات البَاعة؛ لشراء اللّعب الجميلة التي تنتشر في المجالات المختلفة؛

ميدان رابعة يشهد اليوم أطول مائدة رمضانية في التاريخ

بألوانها وأحجامها وأشكالها وأنواعها، وأيضاً لشراء بعض الحلويات والحاجات التي لا يقدرون على شرائها بمصروفهم اليومي. وفي هذا اليوم يكثر التّراحم والتزاور بين الأقارب؛ ليصل بعضهم بعضاً ويذهبون إلى أقاربهم، ليكون هناك نوعٌ من المودة والرحمة، عملاً بما حثّ عليه الرسول -عليه السّلام- من المودة والرحمة.

لقد كان الميدان يمتلئ بالصائم والقائمين والركع السجود، فترى هذا تالي للقرآن ، وهذه باكية من خشية الرحمن، وأخر يجول ليرطب وجه الصائمين، وثالث قائم على تجهيز الطعام، وأخريات يغنيين فرحا بقرب العيد فقمن بتجهيز الكعك والبسكويت.

كعك عيد الميدان

لقد كان من المثير حقا ما شهده ميدانا رابعة والنهضة يوم عيد الفطر المبارك الخميس 1 شوال 1434 هـ الموافق 8 أغسطس 2013م، من استعدادات لاستقبال العيد بكل مظاهره المعتادة، فبينما كان من المتوقع أن تقل أعداد المعتصمين في كل منهما مع حلول العيد كانت المفاجأة أن الأعداد تقريبا بقيت على حالها، في حين تزايدت وتيرة النشاط بين المعتصمين الذين تفرغ بعضهم لإعداد المكان لصلاة العيد وانشغل آخرون بإعداد مساحة خاصة لإقامة بعض الألعاب للأطفال، كما حضرت كثير من هذه الحشود لتحضر تكبيرات العيد في الميدان والذي تحول لساحة تموج بالبشر التي رسمت على وجوههم علامات البهجة والسرور بهذا الاحتفال الفريد.

كان واضحا من التجول في الميدان صور ومظاهر الاستعداد ليوم العيد والذي زحفت إليه أعداد لا حصر لها، لم تتخيل ان تشهد العيد في الميدان، ولا أن تستنشق هذه الأجواء الغريبة التي شعر بها كل انسان لأول مرة، أجواء جميلة، وروح حميدة كانت تسري في الجميع، فلم تشهد عراك، ولا تشاحن، ولا تجاذب بين الأطفال على الألعاب، بل الكل استمتع وفرح ولعب وأكل وهو يبتسم في وجوه الجميع دون تميز.

لقد نجحت عزيمة الأخوات وفاز اصرارهم بعمل الكعك والتي فاحت رائحته الزكية فملأت بها جو الميدان، ونال كل من حضر العيد نصيبه من هذا الكعك، حتى أن الواحد كان يتقاسم الكعكة بين الجميع ليتذوق كل واحد فضل هذا العمل الكريم.

لقد كانت أجواء السعادة والإصرار بادية علي الأخوات وهن يقمن بعمل الكعك، وحرص بعضهن على تقديم لافتات معبرة فقامت سيدة بوضع كمية من الكعك في الصينية وقد كتبت بها عبارات "مرسي رئيسي" و"نعم للشرعية".

وفي الوقت الذي شرعت الأخوات في إقاد مواقد الكعك كان بعض الرجال يصنعون حاجزا خشبيا ليفصل بين المنطقة التي ستشهد صلاة عيد الفطر وأخرى يجري تخصيصها لإقامة ألعاب بسيطة يلهو بها أطفال المعتصمين احتفالا بالعيد، خصوصا أن هناك الكثير من الأسر التي تشارك في الاعتصام بكامل أفرادها من أب وأم وأولاد وبنات.

وانشق فجر يوم العيد، وأعلنت التكبيرات، وزحف الناس من كل حدب وصوب، واصطف الجميع خلف الإمام حتى ضاق المكان، فكانت جماعات متتالية، وبعد أن ختم الإمام خرج الجميع سعداء يهنئ كل من يقابله يعرفه أو لا يعرفه، قابله من قبل أم لم يقابله، فالجو لم يشهده من قبل، ورغم ذلك لا تحرش، ولا انتهاك للحرمات، القلوب ترفرف في معية الله، والوجوه الطيبة تبتسم لكل من تقابله، وانطلاقات المسرات بالأغاني والبهجة، حتى أنك إذا سألت أحد عن شعوره، قال: لم تشاهد عيني مثل هذا من قبل.

إنه يوم عيد في الميدان، حيث لم يرغب الكثيرين في مغادرة هذا اليوم، وحزن من لم يحضره في الميدان، ووقت أن كان البعض يزحف في المنازل إلى الراحة كان الميدان يزدهر بوجوه الأطفال السعداء، والآباء والأمهات الذين حرصوا على قضاء هذا اليوم في جو الميدان.

إنه يوم عيد حقا يعم في البهجة والسرور على وجوه الجميع، غير أن المسلم بعد أن أدى فريضة الصيام يحرص على تعظيم شعائر الله في يوم العيد، مثل زكاة الفطر التي شرعها الإسلام برًا بالفقراء والمساكين، وتدعيمًا لروح التكافل الاجتماعي بين الأمة الواحدة بمناسبة هذا الموسم المبارك.

يقول محمد عاشور، أحد من شهدوا العيد برابعة.

كنت مترددا في المشاركة في الاعتصام ولكن وجدت العديدين من قريتي يسافرون من المحافظة إلى القاهرة للمشاركة وذهبت معهم قبل العيد بخمسة أيام وحضرت العيد في ميدان رابعة وشعرت أن هناك مجتمعا خاصا يتم تأسيسه في الميدان، وكان عيد الفطر في الاعتصام كأننا انتقلنا إلى متنزه كبير داخل مجتمع جديد علينا أو علي أنا شخصيا، وأن أكثر ما جعلني أشعر بخصوصية هذا المجتمع هو التعامل المميز من قبل منظمي الاعتصام مع الناس حتى على مشارف الاعتصام وخارج أبواب رابعة، وهو ما لفت نظر الكثير ممن يشاركون في مثل هذه الفعاليات للمرة الأولى.

إنه يوم العيد، والذي كان يخبئ خلفه يوم عيد أخر لارتقاء الشهداء حيث تخضب الميدان بدماء آلاف الشهداء الذين لم يدم بهم الحال ليفرحوا ببهجة العيد.

للمزيد من كتابات الإخوان في العيد

مرشدو وقادة الإخوان في العيد

.

مقالات وأخبار متعلقة

.

تابع مقالات وأخبار متعلقة

وثائق وأحداث في صور