رحلة الإمام البنا إلى فلسطين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رحلة الإمام البنا إلى فلسطين


الإمام البنا فى فلسطين ومعه الأستاذ سعد الدين الوليلى والدكتور مصطفي السباعي

حرص الإمام البنا منذ نشأة الجماعة ألا يحصرها داخل نطاق مصر فحسب، بل عمل على عالمية هذه الدعوة ووحدة الأمة، فلم تقتصر يومًا من الأيام على مصر والمصريين، أو العروبة والعرب، بل كانت إسلاميةً جامعة، ومن ثَمَّ منذ النشأة وقد حرص على توصيل الدعوة إلى القطار الخارجية؛ فنشأت الدعوة في سوريا و لبنان و السودان وغيرها من الدول، بل وقف الإخوان مع قضايا الأمة وعلمائها وزعمائها أمثال ثورة القسام ومحمد أمين الحسيني وعلال الفاسي وعمر المختار وعبدالكريم الخطابي، وغيرهم من الزعماء الذين عملوا على تحرير أوطانهم.

وكانت قضية فلسطين على رأس أولويات القضايا الخارجية التي اهتمَّ بها الإمام البنا والإخوان المسلمين، منذ ثورة القسام عام 1936 م حتى الآن.

وقد حرص الإمام البنا على دعم القضية ماديًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا، والتصدي للمحاولات الصهيونية للسيطرة على فلسطين .

كما حرص الإمام البنا على إيفاد البعثات للدول الإسلامية لتوثيق الصلة بهذه البلاد ولنشر فكر الإخوان المسلمين بها، ولم يكتف بذلك بل قام هو ببعض الزيارات كزيارات الحج التي كانت تهدف إلى التواصل مع إخوانه بالخارج وتوثيق الصلة بهم، وزيارته لفلسطين للوقوف على الأوضاع هناك، وفتح شعب جديدة للإخوان، والإعداد لمرحلة التصدي العسكري لليهود.

في سلامة الله ورعايته أدركنا رفح بالسيارات قبيل صلاة الجمعة فإذا بها تموج بالمستقبلين، وكان في النية أداء الصلاة في رفح بناءً على دعوة الإخوان الكرام رشاد الشريف نائب الإخوان وعلي أحمد الكيكي أمين الصندوق، وكمال الطيراوني المدرس بمدرسة الإخوان ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان.. فلقد وصل نبأ مقدم المرشد العام إلى أهالي خان يونس، فلحقوا لاستقباله، ودعوته لتأدية فريضة الجمعة بمسجدها الكبير.

إستقبال الإمام حسن البنا في غزة

ولقد كان وفد المستقبلين مكونًا من السادة أحمد مصطفى الأغا وعيد حسين الأغا وحلمي الأغا والشيخ فهمي الأغا إمام المسجد وسكرتير الإخوان والحاج علي عليان المصري سكرتير اللجنة القومية والحاج محمد المصري وعثمان العبادلة وراغب شراب وكامل شراب والأخ صالح مصلح زعرب مساعد قائد جوالة الإخوان والحاج محمد الشاعر وعثمان شعت، وكلهم من الإخوان وأعضاء في اللجنة القومية، كما حضر الحاج حسين أبوسنة عن قضاء بئر السبع.

ولم يرد فضيلته دعوتهم، كما لم يفته أن يشكر لإخوان رفح تنازلهم عن حقهم في زيارة فضيلته لدارهم ومدرستهم ومسجدهم وتحركوا إلى خان يونس.

  • هذا ما وصفه الأستاذ سعد الوليلي حفل الاستقبال من أهلي فلسطين الكرام، ثم يكمل وصف الرحلة فينقل لنا خطبة الإمام البنا التي جاء فيها قوله لأهل فلسطين:-

في عام 1936م عزمتُ على السفر إلى فلسطين واستخرجتُ جواز السفر، ولكن قيل لي إنه لا بد لي من تأشيرة القنصلية الانجليزية، فثارت نفسي، واستكبرت أن أدخل وطنًا من أوطان الإسلام بتصريحٍ بريطاني وعزمت على ألا أدخلها ما دام الأمر كذلك.

وإذا بالظروف تتغير والحوادث تتحول وشاء الله أن ندخل فلسطين بدعوة الله تبارك وتعالى.

إنني ما جئتُ اليوم زائرًا، ولكن للتشاور والتفاهم في الخطوات العملية لتنظيم القوى وتكتيل الجهود حتى نتحرر وننتصر ونفوز، وإن النصر لقريب.

وبعد هذه الخطبة في الجامع الكبير استعرض المسلحين الفلسطينيين قرب قلعة السلطان برقوق.

الإمام البنا يستعرض كتائب الإخوان فى فلسطين

ويضيف الوليلي: وفي صبيحة يوم السبت من جمادي الأولى 1367هـ الموافق 20 مارس 1948 م قدم إلينا مندوب من اللجنة القومية بغزة، وأخبر فضيلة المرشد العام بوصول القائد العام للجبهة الجنوبية فجأةً، وبرغبته في أن يتفضل فضيلته بزيارته في مقر القيادة العامة وأن يضع عربته الخاصة بسائقها في خدمة فضيلته لهذا الغرض.

وفي مكانٍ خاص اجتمع المرشد العام بالقائد العام مهنئًا بهذا الاختيار الذي صادف أهله، وقص عليه ما شاهد وسمع ورأى من أحوال الجبهة الجنوبية، ودله على رأيه في ذلك وطلب إليه الإسراع في طلب المعدات الحربية، واستدعاء الفوج الأول من متطوعي مصر ، الذي تم إعداده ليعاون كتيبة الإخوان التي تنتظر الأمر باللحاق بالطليعة التي تسلمت معسكر النصيرات، وتنظيم الجهود الشعبية حتى تثبت القيادة وجودها، وتبدأ عملها في أقرب وقت بإذن ربها.

وما إن انتهى فضيلته من هذه المقابلة حتى استعجلنا في الانتقال إلى دار الإخوان المسلمين بغزة؛ حيث كان في مقدمة المستقبلين من الإخوان الأساتذة الشيخ عمر صوان رئيس الإخوان والسيد ظافر الشوا سكرتير الجماعة بغزة والسادة حسن الخضري وأحمد فوزي بسيسو وعيسى سيسالم وهجود أحمد دبابش والحاج صادق الأمزيتي، ويحيى عيسى سيسالم ونهاد الغلابيني والشيخ عثمان الطباع إمام جامع العمري الكبير وشعبان سيد الحلو والحاج صالح مرتجي خليل هاشم، السيد علي الحلبي وكيل الصحف العربية ومراسل جريدتي الدفاع وفلسطين وهما أهم الجرائد الفلسطينية رواجًا وانتشارًا فوجه إلى فضيلته عدة أسئلة طلب إليه الإجابة عليها، والسيد رشدي الشوا بك رئيس البلدية، وحاكم لوائها، وغيرهم.

وفي غزة ألقى الأستاذ البنا كلمة أمام جموع الإخوان والشعب فقال:-

"أحمل إليكم تحية إخوانكم في وادي النيل الذين أحبوكم، وإن لم يروكم واشتاقوا إليكم، وإن لم يلقوكم.

الإمام البنا يخطب في جموع الإخوان

وفي نفس الوقت يغبطونكم على أن أتاح الله لكم قبلهم فرصة العمل والجهاد ، وهم جميعًا في وادي النيل يودون أن لو استطاعوا أن يكونوا معكم جنبًا إلى جنب حتى ننتصر ونفوز إن شاء الله.. ما كان في عزمي أن أشرف بهذه الزيارة، رغم أنها أمنية ظللنا نتمناها دهرًا طويلاً وبيننا وبينكم رابطة هي أقدس الروابط، ولقد كنت أحب أن أجيء جنديًّا مجاهدًا ثم يكون هذا الاجتماع في مواكب النصر، ولكن رب صدفة خيرٌ من ألف ميعاد.. نحن نريد والله يريد فنفذت إرادة الله، وسعدنا بأن رأيناكم في هذه الفرصة المباركة، ونحن نشكر لإخوان في غزة لهذه الفرصة الطيبة التي أتاحوها لنا".

ثم قال: "ووصيتي في هذه الظروف الحرجة أن تخلص النيات وتتضامن وتتوحد، وتتوب وتتطهر ثم نسير إلى العمل والجهاد والقوة بقدر ما نستطيع ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران)".

وفي يوم السبت التاسع من جماد الأولى سنة 1367هـ الموافق العشرين من مارس 1948 م تقابل مع مجموعة من الإخوان والأقباط في مقدمة هؤلاء سيادة سُليمان الرشماوي خوري رئيس طائفة الروم الأرثوذكس، والسيد رشدي الشوا بك رئيس البلدية، والسيد عبد الرءوف الخبال عميد حزب الكتلة الوطنية، والسيد موسى الصوراني بك رئيس اللجنة القومية بها مع وفد من كبار رجالاتها، والسيد وصفي عبدالمجيد مراقب السلوك والخدمات الاجتماعية، والسيد عبدالكريم الشوا، والشيخ عمر صوان رئيس الإخوان، والسيد ظافر الشوا سكرتيرهم، والسيد حسين الشوا وغيرهم.

ويضيف الأستاذ الوليلي أدركنا خان يونس، واسترحنا في إدارة شركة النقل والتجارة لصاحبها الوجيه يوسف بك بامية وغادرناها إلى معسكر الإخوان قرب العريش.

الإمام البنا بدار الإخوان فى غزة

ووصلنا العريش قرابة عصر اليوم، واسترحنا في دار الإخوان وفيها رتب الإمام البنا أمر انتقال الكتيبة، فدبر لها السيارات لركوب الأفراد واللوريات لحمل الأمتعة والأسلحة والذخائر، ووكل إلى الأستاذ الشيخ محمد فرغلي أمر الإشراف على تحرك الكتيبة إلى ثكناتها بمعسكر النصيرات، وأوصاه بالإخوان خيرًا، ودعا الله لهم بالنصر والتأييد.

وبعد فجر يوم الاثنين الحادي عشر من جمادى الأولى الموافق الثاني والعشرين من مارس 1948 م عدنا إلى القاهرة، فوصلنا حوالي الساعة الثامنة.

كانت هذه زيارة الإمام البنا لفلسطين وهي الزيارة الوحيدة له لهذه البلد وبعدها حلت الجماعة في 8 ديسمبر 1948 م بسبب ما قام به جنود الإخوان من مواقف شهد لها العداء قبل الأصدقاء في الحرب التي دارت رحاها بين القوي الصهيونية وقوات [الإخوان المسلمين] على أرض فلسطين، والتي كانت سببًا في عمل الغرب على التخلص من هذا الرجل والفئة التي آمنت لفكرة فاغتالته في 12 فبراير 1949 م واعتقلت كل من جاهد على ارض فلسطين وزجت بهم في السجون مكافأة لهم على ما بذلوه في التصدي للعدو الصهيوني.


المصدر : مجلة الإخوان المسلمين النصف شهرية، عام 1367هـ - الموافق مايو 1948 م


للمزيد عن الإمام حسن البنا

Banna banner.jpg

للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية