رسائل أطفال المحالين للعسكرية قبل النطق بالحكم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسائل أطفال المحالين للعسكرية قبل النطق بالحكم


"امشي في طريق الخير.. بلاش تروح النار.. إنت عارف ومتأكد أنهم أبرياء.. بلاش تاخد وزر وذنب 40... حتروح منهم فين يوم القيامة..؟! كفاية ظلم.. أشغالهم اتعطلت، وفلوسهم ضاعت، وأسرهم اتشتتت، وبرامج حياتهم انهارت.. لسه قدامك فرصة تعمل حاجة صحّ.. ما تسمعش كلام حد حتى لو هددوك بالأذى.. بلاش تظلم أهلنا.. بابا ما عملش حاجة غلط.. ساعات بحس إنك جنتل وساعات بحس إنك شرّير وححكم عليك بعد ما تحكم على بابا".

هذه رسائل قصيرها وبرقيات سريعة، بعثها أولاد 40 أخا إصلاحيًّا مدنيًّا وعلى رأسهم النائب الثاني للمرشد العام المهندس خيرت الشاطر إلى قاضي المحكمة العسكرية قبل ساعات قليلة من جلسة النطق بالحكم، بعد مرور أكثر من عام على اعتقالهم، وبعد عناء وعذاب الأهالي والأطفال ورحلاتهم المكوكية، بين سجن مزرعة طرة وقاعات محاكم الجنايات في التجمع الخامس والقضاء الإداري وأخيرًا قاعة المحكمة العسكرية في طريق القاهرة إسماعيلية الصحراوي، وبعد العديد من المؤتمرات والنداءات والفعاليات التي تدافع عن حقِّ هؤلاء الشرفاء في الخروج من وراء القضبان، وحقهم في استعادة مكانتهم الاجتماعية ووظائفهم المرموقة وأموالهم السليبة.

الكلمات الرقيقة خرجت من قلوب الصغار قبل أن تخرج من أفواههم.. كلمات تحمل حكمةً تفوق أعمارَهم بأعمار، يدفعون الظلم عن آبائهم بأيديهم الصغيرة، ويعبِّرون بأحرف من نور عن الحق الذي يرونه ويشعرون به، يأخذون بيد المخطئ ويوجِّهونه ويحذِّرونه من مغبَّة الظلم. الصغار تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام واثني عشر عامًا، ولكنهم استطاعوا أن يقولوا ما لا يستطيع بعض الكبار قوله، ولسان حالهم جميعًا يقول: "اللهم بلَّغْنَا.. اللهم فأشهد".

أروى فرحات (10 سنوات) تتحدث بلغة ونضج أكبر من سنها بكثير عندما تخاطب رئيس المحكمة بقولها: "أنت لو حتحكم حكم عادل وواثق أنه الحق وأنه يرضي ربنا، ربنا حيوفقك، أعمل اللي جوّه قلبك وأشهد بالحق اللي أنت شايفه قدامك، وحاسب نفسك، واتأكد قبل ما تنطق بكلمة واحدة.. أنت مصدق الحكم ده ولا ده من الورقة اللي قدامك؟!".

ولم يقتصر طلب عائشة حسن مالك (10 سنوات) على والدها أو ما يخصها، ولكنها طلبت البراءة لكل المعتقلين.. تقول عائشة: "يا قاضي.. هاتلنا العدالة كلنا وما تظلمش حد، ولازم تعرف أنك لو حكمت على حد بالبراءة وحد تاني حبسته، اللي حيخرج ده عمره ما حيكون فرحان أنه خرج؛ لأنه عاوز الباقيين كلهم يخرجوا زيه، فمن فضلك فرَّحنا كلنا ورجَّعلنا آباءنا، ولازم كل يوم ترجع فيه البيت وتشوف ولادك وتشوف فرحتهم بيك، تفكر في كل الأولاد اللي اتحرموا من باباهم ومستنيينهم يرجعوا".

المصدر