رسائل هامة وجهتها العمليات الأخيرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسائل هامة وجهتها العمليات الأخيرة

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

لقد حطمت المقاومة الفلسطينية بما قامت به حركة المقاومة الإسلامية حماس من عمليات في فلسطين المحتلة في الثلاثة أيام الماضية، النظرية الأمنية الصهيونية، والخطط الأمنية الإرهابية التي نفذها الإرهابي "شارون" بهدف قتل المقاومة، ولقد شكلت العمليات الأخيرة رسالة واضحة خاطبت فيها الفلسطينيين أولا، والأمة العربية والإسلامية ثانيا، والصهاينة ثالثا، والمجتمع الدولي رابعا بلغة سهلة يستطيع أن يفهمها الجميع دون كثير عناء، فما فحوى تلك الرسالة، وما هو مضمونها؟

فأما خطابها للشعب الفلسطيني فيقول :

إنك شعب حي، وشعب مقاتل، وإنك قادر على مواجهة الإرهاب الصهيوني، وقد حققت معجزة توازن الردع بفضل الله أولا ثم بفضل صبرك وجهادك، لقد تحملت الكثير من المعاناة والألم ولم تلن لك قناة، وواجهت ببسالة في الوقت الذي اعتقد فيه البعض أنك إنما تناطح الصخر، وأجبرت العدو المتبجح بقوته على الاعتراف بأنك لن تقهر، ووضعت بجهادك قضيتك العادلة على سلم أولويات العالم، فألق باليأس من وراء ظهرك، واعلم بأن الله معك، ولن يخذلك، وتذكر دائما قوله عز وجل (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:104).

وأما خطابها للأمة العربية والإسلامية فيقول :

لقد أثبتنا في فلسطين أننا قادرون على تحدي العدو رغم الاختلال الشديد في ميزان القوة لصالحه، وهذا يعني أن الأمة بما تملك من إمكانات هائلة تستطيع أن تخرج من حالة الاستضعاف التي صبغت تاريخها على مدى ما يزيد على قرنين من الزمان، ولكن ذلك شريطة أن توظف إمكاناتها تلك في معركة المصير، وهي رسالة واضحة للأمة أننا لن نستسلم لأننا إنما ندافع عن أرض مسلمة، وعن مقدسات لها في قلب كل مسلم منزلة ومكانة، وعن أطفال ونساء وشيوخ أبرياء يذبحون في كل صباح بدم بارد على يد الغزاة الصهاينة دون ذنب إلا أنهم أصحاب الوطن ولا يقبلون التفريط في ذرة من ترابه، إن هذه الدماء التي تسيل إنما تدافع عن حياض الأمة وكرامتها، .
ولذلك فإن هذه الدماء تستصرخ كل مسلم أن ينصر قضيتها، أن يقدم لها كل ما تحتاج من دعم مادي ومعنوي وإعلامي، وفي الوقت الذي يطالب فيه أعداء الأمة دولنا العربية أن تمتنع عن تقديم العون للمجاهدين بينما هم يقدمون كل أشكال الدعم للصهاينة المعتدين، ينبغي علينا أن نعلن رفضنا لمطالبهم وإملاءاتهم، وعلينا ألا ننسى أن الجهاد بالمال قرين الجهاد بالنفس فطوبى لمن جاهد بماله ونفسه (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة:41).

وأما خطابها للصهاينة فيقول :

لقد غرر بكم زعماؤكم، وجلبوكم من شتات الأرض لتمارسوا الإرهاب والعدوان على شعب فلسطين بحجة أنها أرض الميعاد، لقد غرروا بكم عندما جندوكم لارتكاب المذابح بشعب أعزل، وغرروا بكم يوم وعدوكم بالأمن، وأقنعوكم أن الأمن يكون لكم بمزيد من العدوان كما قال لكم "آلون" في نظريته التي نشرها بعد عام 1967 في بحث تحت عنوان "الدروس المستفادة من حرب يونيو / حزيران 1967 " ونشرته صحيفة "معاريف" آنذاك ومما جاء فيه "إن الأمن لا يتحقق بالضمانات الدولية ولا بالقوات الدولية ولا بمعاهدات السلام, إنه يتحقق فقط بالأرض، تلك الأرض التي تصلح كقواعد صالحة للهجوم الإسرائيلي في المستقبل، والحدود حينئذ يجب أن ترتكز على موانع طبيعية مثل القنوات والأنهار والممرات المائية والمرتفعات, على أن تبدأ بالاستيطان المسلح في المناطق التي تنسحب منها إسرائيل فذلك خير من الإعلان عن ضمها".
واليوم هاأنتم اغتصبتم الأرض وأقمتم المستوطنات المسلحة واختبأتم وراء موانع طبيعية، وجدر صناعية، فهل توفر لكم الأمن؟ ألم يعدكم "شارون" بتوفير الأمن خلال مائة يوم؟
والآن بعد ما يزيد على العامين من حكم "شارون" هل رأيتموه صادقا؟
ثم هل تعتقدون أن الشعب الفلسطيني يمكن أن ينسى هذه الدماء التي سفكتموها؟
وهل يمكن أن ينسى مدنه التي دمرتموها؟
وهل يمكن أن ينسى مقدساته التي دنستموها؟
وهل يمكن أن ينسى عذابات الإبعاد والاعتقال والاغتيال والتجويع والحصار؟
إذا أردتم الأمن فلكم ذلك ولكن في أوطانكم التي جئتم منها لغزونا وليس في فلسطين ، ولا تنسوا أن ثمن معاناتنا باهظ التكاليف، وأنتم ستدفعون الثمن عاجله وآجله (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ َ) (البقرة:190، 191).

وأما خطابها إلى المجتمع الدولي فيقول :

إنكم تعلمون أن وطننا قد اغتصب عام 1948 م، وتعلمون جيدا أننا نقاوم كيانا أنتم صنعتموه ومكنتموه من اغتصاب أرضنا، صنعتموه في وعد بلفور، وفي قرار التقسيم، وفي الاعتراف بدولته التي قامت على الاغتصاب، وفي عدوانكم الثلاثي عام 1956 م، وفي دعمكم لاحتلال باقي فلسطين عام 1967 م، وفي قرارات "الفيتو" وما أكثرها، وفي تزويدكم إياه بأحدث التكنولوجيا العسكرية، وبالسماح له بامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وبإعلانكم الحرب على مقاومتنا المشروعة التي تتصدى لعدوانه وإرهابه، وباحتلالكم العراق ونزع أسلحته، ولكنكم جهلتم أننا لن نستسلم لعدوانه، ولن نرضخ لإرهابه، وأننا سنمنعه الاستقرار والأمن، فكنتم سببا في معاناتنا ومعاناته، عليكم أن تدركوا أن الحقوق لا تضيع بالتقادم،

وأن الشعوب الحرة لا تعرف سياسة التنازل، خاصة إذا كان المطلوب هو التنازل عن الوطن، وأي وطن؟

إنه فلسطين ، وأنتم تعلمون أنها أرض وقف إسلامي، واعلموا أن مخططاتكم التصفوية للقضية والوجود الفلسطيني لن تنجح، وأن أمننا أولا هو الذي يجب أن يكون، وأن حقوقنا المشروعة هي التي يجب أن تقر، وأن مبعدينا هم الذين يجب أن يعودوا إلى الوطن، لقد صنعتم كيانا مجرما ولكنكم لن تستطيعوا الحفاظ على بقائه، فهو زائل بإذن الله لأنه قام على الظلم (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (النمل:52).

المصدر


للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.