سرقوا العجول.. وأكلوا الحمير!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سرقوا العجول.. وأكلوا الحمير!!


(الخميس 18 يونيو 2015)

بقلم: د. عز الدين الكومي

عندما قال الوزير الألماني في عهد "هتلر": (أعطني إعلامًا بلا ضمير أعطِك شعبًا بلا وعي)؛ كان ذلك الوزير الألماني يقصد الوعي السياسيّ، ولكننا ابتُلينا اليوم بإعلام فَقَد إنسانيتَه وضميرَه ودينَه أيضا، وإلا كيف يمكن لعاقل أن يصدق إنسانًا يدَّعي الانتساب لأي دين يخرج على شاشات التلفزة ليقنع الشعب بأن لحوم الحمير ليس بها مشكلة، كما فعل الانقلابيُّ "محمود سعد" الذي قال: إنه أكل لحم الحمير وانبسط!!.

وكانت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب قد نقلت تصريحات لمسئولين عن الرقابة البيطرية وأطباء يُطمئنون فيها المواطنين، ويؤكدون أن لحوم الحمير آمنة وغير مضرة بصحتهم!!.

فقد قال رئيس هيئة سلامة الغذاء التابعة لوزارة الصحة: إن لحم الحمير مثله مثل أي لحوم أخرى إذا اتُّبِعت الإجراءات السليمة أثناء الذبح!! مشيرًا إلى أن تداول لحم الحمير والكلاب في الأسواق المصرية ليس جديدًا!!.

وأضاف - في مداخلة هاتفية مع إحدى الفضائيات الموالية للنظام الانقلابي - أنه من المستحيل التفريق بين لحوم الحمير والقطط والكلاب واللحوم العادية إذا تم فَرْمُها، مشيرًا إلى أن مشكلة لحم الحمير فقط أنه مخالف للشريعة ومقزز وممنوع ذبحه قانونًا!!.

كما قال رئيس إدارة التفتيش على المجازر والصحة العامة: إن المواطنين قد يُقبِلون على لحوم الحمير؛ لكونَها تحتوي على نسبة كبيرة من الجليكولين، وهو ما يعطيها طعمًا مسكرًا، إلى جانب أن أليافها ناعمة ودقيقة، وهو ما يجعل لحمها طريًّا ومستساغًا من الجمهور، منوِّهًا أنه لا يوجد أيُّ ضرر صحي من تناول لحوم الحمير!!.

في ظل الغياب المتعمد من الجهات الرقابية؛ حيث يسود الفساد في هذه الجهات والتي يكون الانتساب إليها عبر الواسطات والمحسوبيات، وقد كانت دولة المؤامرات المتخلفة الداعم الحصري للنظام الانقلابي أهدت الحكومة الانقلابية مائة ألف عجل لمحدودي الدخل حسب زعم حكومة الانقلاب، ولكن للأسف الشديد أن هذه المنحة أو الهدية سرقتها مافيا وزارة الزراعة والعصابات التابعة لها، وحسب نظرية ـ مشفهومش وهم بيسرقوا شفوهم وهم بيقسموا ـ حيث تبادلت وزارة الزراعة ووزارة الحكم المحلي الاتهامات حول عدم توزيع العجول وبيعها في السوق السوداء.

وكان وزير الزراعة الهمام قد أقال 23 قيادة فاسدة من وزارة الزراعة، لكن لم نسمع أنه تمت محاسبة هؤلاء المستبعدين، ما يلقى بظلال كثيفة من الشك حول أن الوزير نفسه هو زعيم العصابة، وأنه هو الذي تستر على أفراد هذه العصابة، وجعل منهم عجول فداء بدل عجول الإمارات، ولما فاحت رائحة سرقة هذه الهدية فتحوا تحقيقا وشكلوا لجنة، والله أعلم متى تنتهي من تحقيقاتها.

المهم في الموضوع أن المنحة وصلت بالفعل واستلمتها وزارة الزراعة الانقلابية، وتمت سرقتها وبيعها في السوق السوداء في أسواق إمبابة والفيوم والصعيد ومزارع أنجس أجناد الأرض التي حظيت بنصيب الأسد من هذه المنحة، على اعتبار أن العسكر أولى بالمعروف، وتم توفير البديل من لحوم الحمير البتلو والطازجة وبأسعار اقتصادية ومضمونة حسب تصريحات الطب البيطري والجهات الرقابية، ومحمود سعد.

في ظل المؤسسات الرقابية الفاسدة والتي هي حكر على المتقاعدين من أنجس أجناد الأرض وأبنائهم والمحظوظين من حاشيتهم، وفي ظل شرطة القوادين واللصوص وتجار المخدرات ولصوص الآثار يتم بيع لحوم الحمير وتوريدها لأشهر المطاعم (أبو شقرة، وأم حسن، والبرنس) والحمد لله أن معظم رواد هذه المطاعم كلهم من الشعب الثاني الذين نسمع نهيقهم مساء كل ليلة على شاشات الفضائيات الموالية للانقلاب.

وماذا ننتظر من عصابة العسكر التي تركت ثكناتها وتخلت عن مهامها في حماية الثغور والحدود، وزجت بنفسها في الاستيلاء على السلطة بالسطو المسلح، ودخلت كمنافس تجاري للشعب في أقواته ولقمة عيشه، مع حماية الفساد المالي والإداري في كل إدارة ومؤسسة، وكأن هذه العصابة تقصد انتشار هذا الجو عملا بنظرية "المخلوع": (أنا أو الفوضى)، مع وجود ظهير إعلامي فقد ضميره وإنسانيته، حتى تلك النظريةَ قاموا بالالتفاف عليها وحولوها إلى: (أعطني إعلامًا بلا ضمير؛ أُعطِك شعبًا يسرقُ العجولَ، ويأكلُ لحومَ الحمير)!!.

المصدر