سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة السابعة )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة السابعة )..
كيف علمت بمؤامرة اغتيال حسن البنا ولماذا لم تبلغه حتى يتمكن من النجاة؟اتهمتها السلطة بالانتماء إلى الشيوعية وحلت جمعيتها لكن القضاء رد اعتبارها


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

وتكمل زينب الغزالي الموضوع: " وعاد شقيقي ليحدد لي لقاءً سريعاً في دار الشبان المسلمين, كان المفروض أن يحدث وكأنه مصادفة, ولم أكن أعلم مبرراً لتواجدي هناك, فقد كنت ذاهبة إلى صالة دار الشبان المسلمين لإلقاء محاضرة, والتقيت بالأستاذ حسن البنا فقلت له ونحن نصعد الدرج: " اللهم إني أبايعك على العمل لقيام دولة الإسلام, وأرخص ما أقدم في سبيلها دمي, والسيدات المسلمات بشهرتها " فقال: " وأنا قبلت البيعة, وتظل السيدات المسلمات الآن على ما هي عليه ", وافترقنا على أن يكون اتصالنا بواسطة شقيقي محمد, وكانت أول رسالة من الإمام البنا لي تكليفاً بالوساطة بين النحاس باشا ( الزعيم الوفدي المعروف ) و الإخوان المسلمين , وكان رفعة مصطفي باشا النحاس خارج الحكم حينذاك, وحدد النحاس المرحوم أمين خليل للقيام بإزالة سوء التفاهم, ورضي به الإمام الشهيد وكنت أنا حلقة الاتصال..

وفي ليلة من ليالي فبراير سنة 1949 جاءني أمين خليل يقول لي: يجب اتخاذ إجراءات سريعة ليسافر حسن البنا من القاهرة, فالمجرمون يأتمرون به ليقتلوه.. ولم أجد وسيلة للاتصال به مباشرة فقد اعتقل أخي, فحاولت الاتصال بالإمام الشهيد شخصياً, وأنا في طريقي للاتصال به بلغني خبر الاغتيال ونقله إلى المستشفى, ثم تواترت الأخبار بسرعة بسوء حالته, وذهب شهيداً إلى ربه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحين أولئك رفيقاً..".

كانت فترة الأربعينيات من القرن الماضي من أخصب الفترات في حياة الداعية زينب الغزالي , من ناحية العمل الدعوي والاجتماعي والانتشار داخل مصر , حيث اتسعت دائرة علاقاتها الفكرية والعلمية مع علماء الأزهر الشريف في مجالات العقيدة والحديث والتفسير والفقه واللغة, وغيرها من علوم الدين, كما اتسعت دائرة علاقاتها بالوسط الإسلامي الشعبي من خلال علاقتها ب الإخوان المسلمين رجالاً ونساءً, وقويت علاقاتها كذلك على المستوى السياسي والحزبي, خصوصاً مع قيادات حزب الوفد وعلى رأسهم مصطفى النحاس باشا.. أما على المستوى الشخصي فقد تزوجت من الشيخ محمد الحافظ التيجاني, وكان عالماً كبيراً من علماء الحديث, وصاحب طريقة صوفية " الطريقة التيجانية ", وله مريدون في معظم الدول الأفريقية..

ونجحت كل هذه العلاقات فيما عدا العلاقة الزوجية التي استمرت عامين فقط ( من 42 إلى 1944 م ).. وكانت زينب الغزالي قد قطعت على نفسها عهداً ألا تتزوج, حتى تنشر رسالة السيدات المسلمات, وأن تحقق هدفها في الدعوة إلى الله, وتوقعت أن تستغرق هذه المدة عشر سنوات, ولكن جاء هذا الزواج بعد خمس سنوات فقط من تأسيس الجمعية.. كان الشيخ الحافظ التيجاني عالماً جليلاً وشيخاً معروفاً, لكنه كان بعيداً عن الحياة العامة والميدان السياسي والإعلامي, وبالتالي بدأ يضيق بالجو الذي تعيش فيه زوجته, وبدأ يشعر بالخوف أحياناً من مشاركتها في العمل السياسي.

الحاجه زينب.jpg

وذات يوم جاءها ضابط من البوليس السياسي يسأل عنها, وعندما احتجت على ذلك بطريقتها التي تعبر عن شخصيتها القوية, وخلعت صورة الملك فاروق من فوق الحائط وداست عليها, انزعج الزوج أيما انزعاج, وغضب أشد الغضب, وخشي أن يتعرض لمكروه أو إيذاء من قبل السلطة, وهو ما دفع السيدة زينب الغزالي لتتأكد من استحالة استمرار الحياة الزوجية بينهما, وأن طريقها لا يتوافق مع طريقه, وعلى الفور طلبت منه أن يطلقها, ورغم محاولاته لإثنائها عن قرارها, إلا أنها أصرت وحصلت بالفعل على الطلاق, وواصلت دعوتها وجهودها وعطاءها من خلال جمعية السيدات المسلمات , ولم يرزقها الله بأولاد من الشيخ الحافظ التيجاني, كما لم يرزقها بعد ذلك من زوجها الثاني الحاج محمد سالم سالم ـ رجل الأعمال ـ الذي تزوجته عام 1951 وعاشت معه حتى توفي في عام 1966.

انتشرت فروع وجهود جمعية السيدات المسلمات في الأربعينيات من القرن الماضي في عدد كبير من المحافظات المصرية, وبدأت دروس الوعظ والإرشاد تنتشر في مساجد القاهرة, من خلال الواعظات العاملات مع الجمعية, واشتهرت الجمعية كذلك بنشاطها الاجتماعي والخدمي, سواء في حل المشكلات الزوجية أو في رعاية وإيواء الأيتام أو اللقطاء, وبرز أيضاً الحضور والتأثير السياسي للجمعية بشكل قوي, ومن المفارقات المدهشة أن الحكومة في نهاية الأربعينيات قامت بحل الجمعية, وتقدمت إلى القضاء بطلب تأييد قرار الحل لسبب غريب وطريف, وهو أنها تدعو للشيوعية! وكانت تهمة الانتماء إلى الشيوعية شديدة الوقع في ذلك الوقت على المجتمع المصري المتدين, وبالتالي سلاح السلطة ضد المناوئين لها.

وعندما تم عرض الأمر على القضاء المصري, أعاد الأمور إلى نصابها وألغي قرار الحل, وكتب في نص الحكم برفض حل الجمعية بعد أن فحص أوراقها وأنشطتها: إن جمعية السيدات المسلمات قامت بجهود وأنشطة وطنية وإسلامية, جدير بها أن تسجل بأحرف من نور في سجلات التاريخ!

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو