سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 22 )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 22 )..
سافرت إلى باكستان والتقت قادة المجاهدين الأفغان وحثتهم على وحدة الصـف
رأت رسول الله في منامها فقررت حضور المؤتمر النسائي رغم حالتها المرضية


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

عبر الإخوان عن شكرهم وامتنانهم للسيدة زينب الغزالي وأشفقوا عليها من المجهود الكبير الذي يحتاجه الحفل منها في هذه السن, ورفضوا أن يحملوها أعباء إقامته في فندق.

وربما كان هذا الإفطار هو الحافز الذي دفع قيادات الإخوان المسلمين بعد ذلك, إلى إقامة حفل إفطار سنوي, بدأ في فندق الأمان بالجيزة ( وكان الفندق الوحيد في ذلك الوقت الذي لا يقدم خمورا لنزلائه ) في عام 1987 م ـ 1407 هـ في عهد المرشد العام الأستاذ محمد حامد أبو النصر رحمه الله, واستمر بعد ذلك لفترة طويلة, حتى تدخلت الأجهزة الأمنية لمنعه في السنوات الأخيرة.

وفى هذا الحفل السنوي لم تكن الداعية زينب الغزالي تنسى الأخوات المسلمات.. كانت توجه لهن الدعوة بمفردهن أو مع أزواجهن, فيحضر ما بين عشرين وثلاثين أختا بدون أولادهن لظروف المكان والمناسبة, وكانت تدعو أحد كبار الضيوف ليلقى كلمة لهن, عن الدور المطلوب منهن لخدمة الإسلام , ومسئوليتهن عن نهضة الأمة من جديد, ويجيب عن أسئلتهن الدعوية والتربوية والاجتماعية, وكان الاختيار في الأغلب يقع على الأستاذ الكبير عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين رحمه الله حتى توفي في عام 1986 , ثم الأستاذ والمربي الكبير مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان بعد ذلك رحمه الله.

ورغم المجهود البدني والنفسي الكبير الذي كانت تبذله الداعية الفاضلة, قبل وأثناء حفل الإفطار السنوي, وكانت قد جاوزت السبعين من عمرها في ذلك الوقت, إلا أنها كانت تشعر بسعادة غامرة وارتياح كبير, لتوفيق الله لها للقيام بهذا العمل الطيب, وتشريف كل هؤلاء الدعاة والعلماء والقادة لبيتها ولشخصها, وقيامها على خدمتهم وراحتهم في هذا الشهر المبارك.

الحاجه زينب.jpg

وفي عام 1986 صدر لها كتاب جديد بعنوان " نحو بعث جديد " الذي أكدت فكرته الأساسية على وحدة العقيدة والتوحيد منذ خلق الله الكون, وأنه سبحانه خلق آدم وأبناءه لعمارة الأرض وبناء الحضارة, وأرسل الرسل وأنزل الكتب السماوية لهداية البشر, حتى جاء خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ بخير رسالة وأكمل شريعة, وتدعو الأمة الإسلامية إلى قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية من جديد, وإحياء المنهج الإسلامي الذي سادت به الدنيا مئات السنين.

وفي نوفمبر من نفس العام سافرت مع الداعية الكبيرة إلى دولة الباكستان, للمشاركة في مؤتمر عالمي عن " السيرة النبوية ", دعتنا إليه السيدة الفاضلة نثار فاطمة الزهراء ـ رحمها الله ـ عضو البرلمان المركزي الباكستاني.. كانت سيدة كريمة في الخمسينيات من العمر, تشتعل حماسة وحباً وشوقا لتطبيق مبادئ دينها, وتسعى بكل طاقتها من أجل نهضة وتقدم ورقي أمتها الإسلامية, وكانت على علاقة طيبة بالجماعة الإسلامية التي أسسها العلامة الأستاذ أبو الأعلى المودودي, وكان يرأسها في تلك الفترة الشيخ ميان طفيل محمد.

حضرنا المؤتمر في مدينة لاهور وهي من كبريات المدن الباكستانية العريقة, وألقت فيه الداعية محاضرة مهمة عن" دور المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي ", وأدلت بالعديد من الحوارات الصحفية والإذاعية والتليفزيونية, وزارت بعض الولايات القريبة, وألقت فيها عدة محاضرات باللغة العربية, صاحبها ترجمة فورية باللغة الباكستانية ( الأوردية ).

وفى أواخر العام التالي ـ 1987 م ـ جاءتها الدعوة لحضور نفس المؤتمر, ووصلت أنا وهي إلى باكستان في أوائل شهر ديسمبر , وكانت الداعية الكبيرة في ذلك الوقت قد تخطت السبعين من العمر, ورغم ذلك كانت تمتلئ حماسة وعزيمة لخدمة الإسلام والمسلمين في أي مكان, وقبل أن تبدأ أعمال المؤتمر بساعات قلائل, مرضت مرضاًَ شديداً, وارتفعت درجة حرارتها لما يقارب الأربعين درجة مئوية, وقررت الاعتذار عن عدم الحضور والمشاركة في أعمال المؤتمر الذي حضرت من القاهرة خصيصا من أجله, وقضت ليلتها في الفندق الذي تنزل فيه وهى تعاني من شدة الألم.

ومع أنفاس الليل الأخيرة هدأت حرارتها قليلا وخف الألم واعترتها سنة من النوم, وإذ بها ترى رؤيا في منامها.. رأت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زارها وهو يرتدي حلة بيضاء زاهية, وقدم لها أوراقاً مكتوبة بعد أن وقّع عليها, ثم استيقظت من نومها بعد هذه الرؤيا, لتشعر بارتياح نفسي بالغ وسعادة داخلية غامرة ونشاط بدني غير عادي.. لقد كانت تتمنى رؤية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في منامها منذ فترة طويلة, وها هو قد زارها في المنام بعد انقطاع.. كانت رؤية الرسول الكريم في المنام, كفيلة بأن تصعد بها إلى عنان السماء من الإحساس والشعور بالفرح والبهجة والسرور, كيف لا وهو من كانت رؤيته المنامية في أيام السجن الحالكة, كفيلة بأن تنسيها كل آلام التعذيب التي تعيش فيها, والتي كانت فوق طاقة واحتمال البشر.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو