سعد الجزار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الحاج سعد الجزار .... النجار القائد

مقدمة

قال الإمام الشهيد حسن البنا:

"إذا لامست معرفة الله قلب الإنسان تحول من حال إلى حال، وإذا تحول القلب تحول الفرد، وإذا تحول الفرد تحولت الأسرة، وإذا تحولت الأسرة تحولت الأمة، وما الأمة إلا مجموعة من أسر وأفراد".


سعد الجزار اسم لا يعرفه كثير من الناس، ولم يسمع عنه معظم شبابنا، اسم غائب حاضر بيننا، ناضل كثيرا من أجل الوطن، وكافح طويلا من اجل الحريات ونشر المبادىء الإسلامية.


شخصية حفرت لها مكانة بمداد من نور فى ذاكرة التاريخ، ولم يكن واحدا ولد ثم مات فحسب، بل امتلك شخصية أثرت وتأثرت بمحيط المجتمع والبيئة التي وجد بها، فمنذ أن ولد في بيئة تجاهد وتكافح الاستعمار الجاسم على صدر الأمة، وقد اشتعلت لديه غريزة العزة التى تأبى وجود مستعمر فوق تراب وطنه، وتفتحت لديه مشاعر وأحاسيس الأديب الذى ينشد الحرية لوطنه السليب.

النشأة

سعد زكى محمود الجزار من مواليد طرة، فى 12 أبريل 1925م ، ولد فى أسرة كان الوالد فيها من محبي مصطفى كامل ومحمد فريد تعلم مهنة والده فعمل نجارا منذ صغره فى ورشة والدي، وبعد عام 1939م التحق بسلاح الإشارة وعمل فى ورشة، وظلت هذه المهنة تلازمه حتى كبر سنه وتركها.

لم يلتحق بمراحل التعليم غير أنه استطاع أن يمحى أميته عندما التحق بالإخوان المسلمين.

تزوج صغيرا من ابنة خالته عام 1945م، غير أنها توفيت بعد عامين ونصف من الزواج، فتزوج من أختها في 1948م، ورزقنا الله بالذرية الصالحة فرزقه الله بابنته وداد عام 1952م، وسمية عام 1955 بعد دخوله المعتقل، وأسماء عام 1965م قبل أن يعتقل للمرة الثانية.

سعد الجزار فى مدرسة حسن البنا

بعد أن اخذت الدعوة فى الانتشار أخذ الإخوان على عاتقهم العمل فى كل مكان لتوصيل الدعوة فلم يترك مكان إلا وقد ارتادوه ليوصلوا للناس دعوتهم، وقد اعتنى الإمام البنا بمنطقة حلوان لاستشعاره أنها منطقة بكر فيها خير كثير فنشر دعوته بها وبالمناطق المحيطة بها.

وكان سعد الجزار أحد الذين تأثرو بهذه الدعوة منذ الصغر وفى هذا يحدثنا عن كيفية التحاقه بهذا الركب المبارك فيقول:

"تعرفت على دعوة الإخوان فى البداية وأنا صغير عام 1934م حيث كان عمى عبد الحميد محمود الجزار عليه رحمة الله موظفا بمصلحة المساحة بالجيزة وكان له صديق فدعاه عمى لزيارته فوافق وأخبرني أن أكون موجودا وقت وجود الضيف وكنت سعيدا وعندما جاء الضيف قدمت لهم واجب الضيافة وكانوا يتحدثون في الدين وكنت لا أفهم شيئا مما يقولون وفى أحد الأيام وجدت مجموعة من الناس وكان بينهم الأستاذ البنا فى منطقتنا واتفقوا أن يكون هناك موعد أسبوعي يحضره الأستاذ البنا أو غيره من الإخوة مثل الشيخ أحمد الباقوري وعبد اللطيف الشعشاعى ، يلتقون فيه بالناس ويلقى فيه المحاضرات، واستمر هذا الحال من عام 1934 م حتى 1936م.
حتى فوجئت فى أحد الأيام بالبوليس يقتحم المكان وقام بجمع كل الأوراق الموجودة فى المكان وأخذها ولم تترك أيدهم اى شئ حتى أنهم مزقوا الآيات الملصقة على الجدران مما كان له أثرا عميقا فى نفسي خاصة بعد أن مزق الورقة المكتوب عليها قول الله عز وجل" فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ "، وانقطعت الأخبار عنى حتى عام 1942م فخرجت أسير فى شارع 154 بالمعادى وجدت دارا وقد كتبت عليها يافطة كبيرة "الإخوان المسلمون شعبة المعادي"
فاقتربت منها فوجدت واحدا بداخلها ينادى على باسمى فكان الأستاذ عبد العزيز رسلان استاذى فى المدرسة فسلم على وسألني عن عمى وعن بعض الناس ثم قال لى:"ألا تكبرون وتكونون رجالا وتقيمون شعبة عندكم"، فقلت له سأرى الموضوع، فقال لي ابحث عن شقة وأخبرني بعد أن تأجر المكان وأنا احضر لك الأساس وأثناء عودتي لطرة وجدت يفطا كثيرة مكتوبًا عليها الإخوان المسلمون ، والله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا
فسألت من كتب هذه الأشياء فقالوا الشيخ هاشم وكان أحد رجال الطريقة الرفاعية فذهبت له وقلت لماذا كتبت هذه الأشياء فقال لا أدرى إنما أعجبتني الكلمات فكتبتها فقلت له لابد من عمل ونحن بصدد تأجير مكان لعمل دار للإخوان المسلمين، ومن وقتها أصبحت من الإخوان وأصبح لنا دار، ولم يعترض أبى على سيري مع الإخوان المسلمين، وكان يأتي الشيخ محمود سعيد والأخ فريد عبد الخالق ليحاضروا فيها".
منذ هذه اللحظة وقد انطلق سعد الجزار فى شعبته يعمل على ترسيخ معانى الحب فى الله وينشر الفضيلة وسط صفوف المجتمع وبحكم مهنته كنجار فقد استطاع أن يكون له علاقات اجتماعية جيدة بصفوف المجتمع فكانت فتحا عليه حيث استطاع ان يدخل كل بيت وينشر بالقدوة الإسلام العملى وحسن الخلق.

انطلاق نحو الهدف

بعد أن التحق بالإخوان انتظم فى عمل الشعبة فاختير ضمن شباب الجوالة، والجوالة نظام أوجده الإمام البنا لتدريب الشباب على المعاني الجهادية وقد اعتمد مجلس الشورى الثالث للإخوان

والذي عقد فى 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935 م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م، لائحة الجوالة وألزم المناطق والشعب بتكوين فرق الجوالة وتم اختيار الأخ محمد أفندي مختار إسماعيل مديرًا لفرق رحلات الإخوان المسلمين،

وقد كان لتلك الفرق أناشيد خاصة بكل فرقة وأناشيد لجميع فرق الإخوان فكان نشيد "يا رسول الله هل يرضيك أنّا" للشيخ أحمد حسن الباقوري هو نشيد الجوالة حتى كتب عبد الحكيم عابدين نشيد "هو الحق يحشد أجناده" فصار نشيد الجوالة، نشيد الجوالة الرسمي للشيخ أحمد حسن الباقوري "يا رسول الله هل يرضيك أنَّا"

يا رسول الله هل يرضيك أنا
إخوة في الله للإسلام قمنا

ننفض اليوم غبار النوم عنا

لا نهاب الموت لا بل نتمنى

أن يرانا الله في ساح الفداء

إن نفسًا ترتضي الإسلام دينًا

ثم ترضى بعده أن تستكينا

أو ترى الإسلام في أرض مهينا

ثم تهوي العيش نفس لن تكونا

في عداد المسلمين العظماء

حبذا الموت يريح البائسين

ويرد المجد للمستعبدين

فلنمت نحن فداء المسلمين

سادة الدنيا برغم الكاشحين

وليسد في الأرض قانون السماء

آن للدنيا بنا أن تطهرا

نحن أسد الله لا أسد الشرى

قد قطعنا العهد ألا نقبرا

أو نرى القرآن دستور الورى

كل شيء ما سوى الدين هباء

أيقظت جمعية الإخوان فينا

روح آباء كرام فاتحينا

أسعدوا العالم بالإسلام حينا

فاستجبنا للمعالي ثائرينا

وتسابقنا إلى حمل اللواء

غيرنا يرتاح للعيش الذليل

وسوانا يرهب الموت النبيل

إن حيينا فعلى مجد أثيل

أو فنينا فإلى ظل ظليل

حسبنا أنا سنقضي شهداء

ثم بعد فترة كتب الأستاذ عبد الحكيم عابدين ديوان "البواكير" فاختار الإخوان منه نشيد: "هو الحق يحشد أجناده" وجاء فيه من المعاني الجميلة:

هو الحق يحشد أجناده
ويعتد للموقف الفاصل

فصفوا الكتائب آساده

ودكوا به دولة الباطل

نبي الهدى قد جفونا الكرى

وعفنا الشهي من المطعم

نهضنا إلى الله نحو السرى

بروعة قرآنه المحكم

ونشهد من دب فوق الثرى

وتحت السما عزة المسلم

دعاة إلى الحق لسنا نرى

له فدية دون بذل الدم

هو الحق يحشد أجناده

ويعتد للموقف الفاصل

فصفوا الكتائب آساده

ودكوا به دولة الباطل

تآخت على الله أرواحنا

إخاء يروع بناء الزمن

وباتت فدى الحق آجالنا

بتوجيه "مرشدنا" المؤتمن

رقاق إذا ما الدجى زارنا

غمرنا محاريبنا بالحزن

وجند شداد إذا رامنا

لبأس رأى أسدًا لا تهن

هو الحق يحشد أجناده

ويعتد للموقف الفاصل

فصفوا الكتائب آساده

ودكوا به دولة الباطل

أخا الكفر إما تبعت الهداة

فأصبحت فينا الأخ المفتدى

وإما جهلت فنحن الكماة

نقاضي إلى الروع من هددا

إذن لأذقناك ضعف الحياة

وضعف الممات ولن تنجدا

فإنا نصول بروح الإله

ونقفو ركاب نبي الهدى

إلى النصر في الموقف الفاصل

إلى النصر في الموقف الفاصل

ومن الجدير بالذكر أن الإمام البنا رفض ضغوط الإخوان عليه لتحويل فرق الجوالة إلى فرق ذات طابع عسكري كفرق القمصان الزرق التابعة للوفد، وفرق القمصان الخضر التابعة لمصر الفتاة، وأصر أن تظل فرق الجوالة تابعة للجمعية الكشفية.

وكانت فرق الجوالة موجودة فى كل شعبة،وأصبح سعد الجزار بعد فترة زعيما لرهط الجوالة فى منطقة طرة، وكان للجوالة دور عظيم فى علاج مشاكل كثيرة كشغل أوقات الفراغ لدى الشباب، وتفريغ طاقتهم فيما هو مفيد وصالح لمجتمعهم،

ومساعدة الناس فى أوقات الأزمات مثل أزمة الكوليرا التي اجتاحت مصر عام 1947م كما كان لها دور عظيم فى الوصول للأماكن التي توطن فيها المرض وعملوا على توعية الناس بطرق الوقاية الصحيحة.

اختير بعد ذلك مشرفا على قسم العمال ثم انتخب أمينا لصندوق الشعبة فترة ثم سكرتيرا لها فترة ثم وكيلا للشعبة حتى انتخب نائبا الشعبة عام 1948م،لكن النقراشي باشا أصدرا قرار فى 8/12/1948م بحل الجماعة واعتقال أفرادهاوظلت الجماعة فى محنة حتى حكمت المحكمة بإلغاء قرار الحل وعودة الجماعة عام 1951م،

وبعد عودة الجماعة وإلغاء الأمر العسكري تابعت الشعبة نشاطها بعد ان اشتروا دارا أكبر من التي أخذت منهم وبدأوا العمل الدعوى فيها وقد نشطت الأقسام بعد عام 1951م مثل قسم الطلبة والذى كان يقوم بنشاط كبير بين صفوف الطلبة خاصة فى أجازة الصيف، وقام الجزار بمعاونة إخوانه فى الشعبة بتأجير قطعة أرض وأقاموا عليها ناديا رياضيا للعبة البنج بنج والتنس وغيره من الألعاب.

مع الإمام البنا

حرص الأستاذ البنا منذ البداية على تربية الإخوان تربية إسلامية صحيحة فأنشأ عام 1937م نظام الكتائب، ثم في عام 1942م أنشأ نظام الأسر والتي تجمع عدد من الإخوة صغير ليكونوا على هيئة أسرة واحدة يتحقق فيها معاني التعارف والتكافل والتكامل ، وكان يجوب ومن معه من بعض الإخوان ليعلموا ويربوا الإخوان .

وكان الأستاذ طاهر عبد المحسن وهو كان من الرعيل الأول للدعوة وكان عضو مكتب إرشاد فى عهد الإمام البنا يذهب لمنطقة طرة ليربى الأفراد الموجودين فيها ويهيئهم لبيعة الدعوة والعمل لها فى المنشط والمكرة.

والتحق بإحدى الكتائب الموجودة فى المركز العام وكان الإمام البنا يذهب إليهم ويحضر معهم الكتائب فى المركز العام، ويقول الحاج سعد:" وكنا نحافظ على حضور محاضراته حتى أنني أثناء الكتيبة كان يغالبني النوم لطبيعة عملي المرهقة فى النجارة فكان يسمح لى بالانصراف لكي أرتاح".

تميز الإمام البنا بحفظ أسماء وأشكال كل من رآه مرة من قبل أو رأى صورة له ومن كثرة حضور الحاج سعد للمحاضرات والمؤتمرات والكتائب فى المركز العام عرفه الإمام البنا معرفة شخصية وكان دائما محافظا على زيارته فى البيت.

ومن المواقف التى يذكرها أنه عندما قتل أحمد ماهر واعتقل الإمام البنا ذهبت لزيارته بعد خروجه وكان معه ابن عمته عبد الفتاح وبعد أن جلسوا معه قال له: "استأذن سيادتكم لأن عبد الفتاح وراءه موعد الآن، فقال: عبد الفتاح يذهب لموعده ويخبر خاله إنك ستتأخر بعض الوقت، ثم قال اتجه أنت إلى سطح المركز العام وانتظر فوقه فتوجهت إلى سطح المركز العام فاعترضنى بعض الأخوة فقلت لهم: كنت مع الإمام البنا وقال لي اذهب إلى سطح المركز العام فأذنوا لى، وبعد ذلك رأيت وفودا من سوريا ولبنان مع الإمام البنا منهم جميل مردم ورياض الصلح وعلمت أننا كنا نقوم بتأمين المكان".

حرب فلسطين

فطن الإخوان لما يحدث من المنظمة اليهودية ودول الغرب من محاولة اقتطاع فلسطين من جسد الأمة الإسلامية وإعطاءها لليهود لتكون وطن قومي لهم، وفى 1917م أصدرت انجلترا وعد بلفور بجعل فلسطين وطن قومي لليهود، فثار الفلسطينيين وعمت المظاهرات وقامت الثورات فى ربوعها، وبرزت ثورة عز الدين القسام واستطاعت ان تلفت نظر العالم لما يحدث فى فلسطين.

تبن الإخوان قضية فلسطين وجعلوها إحدى قضاياهم فنشطوا فى جمع التبرعات وإرسالها للحاج أمين الحسيني مفتى فلسطين، كما قاموا بطبع كتيب صغير يبين الفظائع التى ارتكبتها انجلترا فى حق شعب فلسطين، وأخذت صحف الإخوان تظهر للعالم المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطيني.

ومع ذلك كان الإمام البنا قد أنشأ النظام الخاص وعمل على تدريب رجاله تدريبا عسكريا بهدف محاربة المحتل الانجليزى داخل مصر وصد الهجوم الصهيوني عن فلسطين وما كاد الإنجليز يعلنون أنهم سينسحبون من فلسطين إلا وقد جهز الإمام البنا رجاله لدخول فلسطين لمعاونة أهلها ضد المخطط اليهودي، وسافرت أول كتيبة لفلسطين وأبلت بلاء حسنا وتقدم إخوان سوريا تحت قيادة المجاهد الشيخ مصطفى السباعي المراقب العام لإخوان سوريا.

واعدوا كتيبة لمساعدة إخوانهم القادمين من مصر واستقبلوهم فى معسكر قطنة حتى أن الإمام البنا حرص على زيارتهم فى المعسكر وطالب الإمام البنا من الحكومات العربية عدم التدخل فى هذه الحرب حتى لا يكتسب اليهود عطف العالم وذكرهم بأنها حرب عصابات بين المجاهدين الفلسطينيين والعصابات اليهودية ولا تنفع معهم الجيوش المنظمة، لكن الملوك والحكام رفضوا ودخلت جيوش سبعة دول عربية لكنها لم تكن معدة اعداد جيد فنالت الهزيمة فى كل معاركها وكانوا يستعينون بالمجاهدين الإخوان فى كثير من العمليات وظهرت خيانة الحكام بقبول الهدنة ثم اعتقال المجاهدين ثم اكتملت المؤامرة باغتيال الإمام البنا فى 12/2/1949م.

النظام الخاص

كان الأستاذ الجزار أحد أفراد الجوالة الذين تدربوا استعدادا للسفر إلى فلسطين ، وانتابته حالة من الحماسة الشديدة فى التدريب لاسعادته بالجهاد فى سبيل الله، واخذ يستشعر معنى .. الجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا،

غير أن هذه الحماسة تفتتت على صخرة الرفض حيث رفض الإمام البنا سفره لمعرفته بوالده وعمه معرفة جيدة،وشعر أن سفر سيتسبب فى مشكلة، فآثر الإمام البنا أن يقوم بجمع السلاح وإرساله إلى المجاهدين فى فلسطين عن طريق الهيئة العليا تحت رئاسة المجاهد أمين الحسيني ولا تحدث مشكلة فى البيت، ونشط الاستاذ سعد فى جمع السلاح من صحراء حلوان والمقطم وأجزاء من الصحراء الغربية، وتنظيفها وإصلاحها ثم ارسالها للهيئة.

ولم يقتصر دورة على جمع السلاح فحسب بل كانوا يقومون بجمع التبرعات من الأهالى وارسالها للهيئة، فيقول:

" فى إحدى المرات أقمنا حفلا بمناسبة المولد النبوي فى مسجد الجزار التابع للعائلة وأرسل إخواننا شيكات للتبرع لفلسطين مع الأخ علي عثمان وعلي عصام ومسكت الشيكات وخطبت فى الناس أن يتبرعوا فسارع كل واحد منهم للتبرع حتى نفدت الشيكات على اختلاف فئتها ولكن كانت التبرعات مستمرة ففتحت حجر ثوبي وأخذت أتلقى التبرعات بعد نفاد الشيكات".

لم يكن فى النظام الخاص فى فترة الإمام البنا لكن كان يسمع عنه خاصة بعد حادث الخازندار والسيارة الجيب، لكنه كان ضمن المكلفين بحراسة المركز العام خاصة المطابع الموجودة فى الدار القديمة وكانوا يقسمون أنفسهم إلى مجموعتين كل مجموعة تحرس عدة أيام.

تعرف على الأستاذ السيد فايز وهو أحد قادة النظام الخاص حيث كان مهندسا ومقاولا وكان الجزار صاحب ورشة نجارة فكان بينهم تعامل وكان المهندس فايز يلمح له بالانضمام إلى النظام الخاص حتى اغتيل سيد فايز بأن ارسل له طرد به علبة من الحلوى واستلمتها أخته الصغرى وأعطتها له وما كاد يفتحها حتى انفجرت فيه فمات سيد فايز وترك ذلك أثرا فى الاستاذ سعد وحزن حزنا شديدا.

بعد أن تم التشكيل الجديد بعد الأستاذ عبدالرحمن السندي اختير ضمن النظام الخاص وقد رشحه الأخ عبدالمتعال مدني وكانت مجموعته مكون من محمد ماهر وسعد عمار ودرويش إسماعيل وأحمد مصطفى ، وكان دورهم مقصور على القيام بتنفيذ البرامج الإيمانية والتدريبات العسكرية فى معسكر حلوان كما كانوا يتدربون على السلاح في الجبال القريبة منهم، وكان قد تولد لديه بغض شديد للأفعال التى كان الإنجليز يقومون بها من سكر والتعرض للنساء فى الشوارع فتولد لديه الانتقام من هم خاصة فى منطقة المعادى.

ويقول عن هذا الشعور :

"وأذكر وأنا صغير قمت أنا وابن عمى حسن بجلب البارود ووضعه على الطريق الذى يسير عليه الإنجليز وهو طريق النيل فانفجر حتى أن جزء من الطريق سقط فى النيل فخاف الإنجليز من هذه العمليات، لكننا لم نكلف بعمل شئ أثناء وجودي فى النظام الخاص، بل بالعكس استفدت كثيرا بكوني أحد أفراد النظام ونائب الشعبة حيث كنت أمنع الأخبار والمعلومات التي أرى أنها ستثير البلبلة وسط الصف خاصة فى الفترة التى كان التوتر ظاهر بين الإخوان ورجال الثورة".

فى مواجهة المحن

الأستاذ عاكف وسعد الجزار فى حفل بمنزل عبدالرحمن البنان

المحن سنة من سنن الله فى الكون ليمحص الصف المؤمن ولينقه من الخبيث قال تعالى

" وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين(142) "َ (سورة آل عمران 139 -142).

ولقد تعرضت جماعة الإخوان المسلمين إلى المحن لانتهاجها الفهم الصحيح للاسلام والشامل ومن ثم فقد وجهت لها سهام المخالفين للإسلام وأعداءه فقد ناصبهم الإنجليز العداء فنفوا مرشدهم ثم اعتقلوه ثم حاولوا تلفيق أول قضية عسكرية للإخوان فى عام 1942م غير أن الله خيب ظنهم ونجى الإخوان من كيدهم، وما تكاد الأيام تمر حتى صدر أمر حل الجماعة فى 8/12/1948م ثم اعتقل أفرادها وصودرت أموالها.

ثم عادت مرة أخرى الى ثائر نشاطها لكن أصحاب المصالح الشخصية أخافهم فهم الإخوان وتمسكهم بمبادئهم، حتى وجهت لها الضربة القوية، ففى الساعة الحادية عشر مساء ليلة 26/10/1954م كان عبد الناصر يخطب فى ميدان المنشية وفى هذه الساعة نقل المذياع أن عبد الناصر أطلق عليه النار لكنه نجى وأن الذي أطلق عليه النار واحد من الإخوان، ولم تمض لحظات حتى انطلقت سيارات المباحث العامة والعسكرية تجوب البلاد شرقها وغربها تعتقل الإخوان.

وفى 30/10/1954 اعتقل الأستاذ سعد من الموسكى وذهبوا به إلى سجن مصر ثم إلى مجلس قيادة الثورة وكان التعذيب شديدا، وكان القائم على التعذيب بعض ضباط الثورة أمثال علي صبري والدسوقي الششتاوي وعلي شفيق ومحمد عبد الرحمن نصير، ثم ذهبوا به إلى القلعة وكانت مكانا موحشا بعيدا عن العمران ومكث فيها فترة ثم نقل إلى السجن الحربي وقد وجهت له تهمة أنه أحد أفراد الجهاز السري والذي يهدف على قلب نظام الحكم، وحكم على بعشر سنوات قضي تسعة منها فى سجن الواحات وعام قضيه فى سجن أسيوط قبل الخروج عام 1964م.

رحل إلى سجن الواحات فى 16/5/1955م، حيث كان به كل قيادات الجماعة فكان معظم أعضاء مكتب الإرشاد هناك مثل الأستاذ محمد حامد أبو النصر وعمر التلمساني وحسين كمال الدين وكمال خليفة .

وأحمد شريت،وكان أول عمل لإدارة السجن أن قامت بحرق ملابسهم وألبسوهم ثياب السجن المكون من قميص وبنطلون فى الشتاء والصيف، وكان محبوسا معهم بعض الشيوعيين فى الواحات لكنهم خرجوا بعد أن هدد رئيس روسيا أنه لن يمد مصر بدعم لتنفيذ مشروع السد العالي إلا بعد إطلاق سراح الشيوعيين وتقليدهم الإعلام.

وكان الإخوان يحيون حياتهم بالعبادة والطاعة وتوثيق عرى الأخوة حتى أن الأخ محمد سليم كان فى العيد يحضر لهم الشاي وأي شئ يطلبه الإخوان، واستطاعوا التأقلم مع الظروف حتى خرج في أكتوبر 1964 م، لكن لم تمض فترة كبيرة بالخارج حتى صدر قرارا باعتقاله مرة أخرى فى 11/8/1965م وذهبوا به إلى القلعة وأخذوا يسألونه عن الشوال الذي وزعه على محمد عبد المجيد وحسن كامل وهم كانوا عندهم ورش نجارة وفى هذا التوقيت كانت الخامات قليلة وما هذا الشوال إلا شوال غرة كان قد حصل عليه ولقد تعرض للتعذيب الشديد فعلقوه وبدأت العلقة الساخنة حتى يعترف لكن الله ثبته فلم يعترف إلا بالحقيقة من أن هذا الشوال شوال غرة.

رحل إلى سجن الفيوم وقضي به فترة ثم نقل إلى السجن الحربي وعذب عذابا شديدا بسبب أن علي عشماوي قال: إن سعد الجزار عضو فى التنظيم وعندما واجهته وسألوه عنى قال: لا أعرفه، فقد كان يقصد الأخ سعد عمار الذى كان يعمل جزاراً لكن الناس كانت تناديه سعد الجزار ، وبعد السجن الحربي انتقل إلى أبو زعبل وبعد النكسة رحل إلى معتقل طرة.

وبعد النكسة قدم للمحاكمة قادة الجيش أمثال شمس بدران وغيره من طواغيت هذا العصر والذين عملوا على تمجيد الحاكم ومحاولة منهم للقضاء على كل ما هو اسلامى، وحكم على شمس بدران بالسجن وعنه يقول عبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة الثورة :

"طوال أيام المعركة كان شمس بدران وزير الحربية موجوداً مع المشير عبد الحكيم عامر بالمكتب، وينام معه في الغرفة الملحقة بمكتبه. وكان واضحاً جهله بإدارة العمليات الحربية ويظهر أنه يعلم هذا عن نفسه ولذا لم يكن يعمل شيئاً طوال هذه الأزمة إلا تقديم بعض الأوراق لعبد الحكيم الواردة إلى مكتبه.

وعندما اندلعت حرب يونيو حزيران 1967 كان المشير عامر‏ معلقاً داخل طائرة كانت في طريقها إلي قاعدة المليز الجوية بسيناء‏,‏ وكان القادة الكبار هناك بانتظاره‏، أي أن الحرب بدأت وليس هناك قائد في مقر قيادته‏.‏

وبالنسبة للثقافة العسكرية للمشير عامر‏,‏ فقد توقف به العلم عند رتبة الصاغ‏ (‏الرائد‏),‏ أما وزير الحربية شمس بدران فقد توقفت به رحلة العلم وخبرة القتال عند رتبة الملازم أول"‏.

يقول محمد عبد الغني الجمسي:

"وجاء الدور على شمس بدران وزير الحربية بتقديمه للمحاكمة، وأثناء هذه المحاكمة في فبراير 1968 سأله رئيس المحكمة عن رأيه فيما حدث، وترتب عليه هزيمة يونيو، رد قائلاً:
"لما تطور الموقف، ورأينا أننا لازم نسحب البوليس الدولي قوات الطواريء الدولية علشان نبين إن إحنا جاهزين للهجوم، لأن وجود البوليس الدولي يمنع أي عملية دخول لقواتنا، وانسحب البوليس الدولي، استتبع ذلك احتلال شرم الشيخ الذي استتبع قفل خليج العقبة.
"وكان الرأي أن جيشنا جاهزٌ للقيام بعمليات ضد الكيان الصهيوني ، وكنا متأكدين 100% إن إسرائيل لا تجرؤ على الهجوم أو اخذ الخطوة الأولى أو المبادرة بالضربة الأولى، وأن دخول إسرائيل أي عملية معناها عملية انتحارية لأنها قطعاً ستهزم في هذه العملية".
"ولما سألته المحكمة مستفسرةً عن رأيه في أن الرئيس عبدالناصر قرر قفل خليج العقبة بعد أن أخذ تمام من القائد المسؤول، رد شمس بدران قائلاً: " القائد العام المشير عامر أعطى تماما وقال أقدر أنفذ، وبعدين من جهة التنفيذ كان صعب عليه".
"علق رئيس المحكمة على كلام شمس بدران بقوله: "والله إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل وتحسب على هذا الأساس، ولا تكون فيه مسؤولية الكلمة ومسؤولية التصرف، يبقى مش كثير اللي حصل لنا".

.‏ وظل فيه حتى خرج فى 28/11/1970م.

مواقف حية

ولقد حدث له عدة مواقف فى حياته الدعوية يقول عنها :

"من المواقف التي لا أنساها أنني كنت نائبا للشعبة فكان الأستاذ طاهر عبد المحسن يأتي ليعلمنا الدعوة وأهدافها ومبادئها، وفى إحدى المرات قال له وكيل الشعبة- وكان أكبر منى سني-: الله يقول" وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ "، فقلت له: لا يا أستاذ فلتأتي بالآية من أولها" وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
والتهلكة هي الإمساك عن الإنفاق، لكن الإخوان اعتبروني أخطأت فى هذا الرد لصغر سني عنه، وبعدها اجتمع مجلس إدارة الشعبة وقرر إيقافي ثلاثة أيام، فاستجبت لهذا القرار وخرجت من البلد حتى لا يأتى إلى أحد من الإخوان ويحدثني وأحدثه فى أمور الدعوة كنائب للشعبة وسافرت إلى المحلة الكبرى عند الأخ مصطفى الغنيمي رحمة الله وبعد أن مرت الثلاثة أيام عدت للشعبة وكأن شيئاً لم يحدث.

ومن مواقف داخل المعتقل يقول عنها :

" أن الإخوان كانوا يسيرون مع بعضهم البعض فكان الدكتور أحمد الملط وهو طبيب تراه يسير مع الأستاذ حسنى عبد الباقي المليحي وهو مزارع والأخ عبد العزيز زعير وكان بقالا فكان قائد المعسكر ينادى على ويقول هؤلاء الثلاثة طوال الطابور يتحدثون مع بعضهم ففي ماذا يتحدثون؟
رجل طبيب ومزارع وبقال، فقلت له الدكتور الملط طبيعي سيتحدث عن القلب لكن ليس القلب الذي تعرفه بل القلب الذي ذكره الرسول (صلى الله عليه وسلم) " ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب" فهو يتحدث عن القلب المعنوي لا الحسي، وحسنى عبد الباقي مزارع يفهم حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) "إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها" فهو يتحدث عن تعمير الأرض وزراعتها فقال أجل طيب والبقال قلت البقال:
هو تاجر فهي كلمة مقسمة إلى (ت) وهى تقوى والـ(أ) تعنى أمانة ، والـ(ج) تعنى جريئا ، والـ(ر) تعنى أن يكون رءوفا، ثم قلت له: كل الإخوان يتكلمون فى المعاني التي يستطيعوا أن يخدموا بها إسلامهم ، فقال: أنا أتعجب من طبيب ومزارع وتاجر فى هذه الجماعة العجيبة.
وفى شهر مضان قبل دخول المعتقل كنا نعمل شئ جميل فى الشعبة فقد كنا نطبع برامج المحاضرات التى تقوم بها الشعبة فى رمضان ونكتب على الوجه الآخر مواعيد القطارات على خط حلوان .
اما رمضان فى المعتقل فبعد أن حكم علي بعد حادثة المنشية بعشرة سنوات كان من الضروري أن أتأقلم مع ظروف الحياة وقد قضيت تسعة سنوات فى سجن الواحات حيث الحرارة المرتفعة جدا نهارا والبرد الشديد ليلا لكن كنا نقضى رمضان في العبادة وقرأة القرآن وتدارسه وكنت تشعر بالروحانية العالية بين الأفراد والتزود من العلم فقد كان الأخ الدكتور كمال خليفة وحسين كمال الدين يقومون بعمل دروس لمحو أمية الإخوان الأميين كما كنا ننشغل بأعمالنا حيث كنت أعمل نجار وكانت لي ورشة داخل السجن، وكان يساعدني الأخ دسوقي بقنينة من دمنهور والأخ محمد العدوي كما كان الأخ محمد مهدي عاكف يقوم على شئون الرياضة والتمارين الرياضية وكنا نلعب كرة القدم وننظم الدوارات الرياضية تحت إشراف الأخ عاكف.

أهله والمحن

بعد أن اعتقل عبدالناصر الإخوان قطع رواتبهم ليدفع أسرهم بالضغط عليهم للتأييد أو لتشريد الأسرة إن لم يستجب أحد، لكن أسر الإخوان ثبتت وبعون الله استطاعت التغلب على هذه الظروف باللجوء الى الله والاستعانه به وداخل المعتقل لم يفكر فى هذا الأمر لحظة قط فقد كان الإخوان يعلمون أنهم ابتلوا فى سبيل الله فاحتسب كل واحد أمره لله، وعن وضع أهل الاستاذ سعد فيقول :" وكانت زوجتي وأهلي يقدرون هذا الأمر بل بالعكس كنا نشعر بسعادة أننا نقضى السجن على هذه الصورة ونحن محتسبين الأمر لله".

لقد حول الإخوان المعتقل الى جنة فيحاء ووطنوا أنفسهم على المعيشة بداخله فكانت تحيطهم مشاعر الأخوة الصادقة فقد كانوا عشرة فى الغرفة الواحدة فتوثقت عرى المحبة بينهم، وعن هذه الروح وتلك المشاعر يقول الاستاذ سعد الجزار :

" فكنت ترى الألفة والمودة والمحبة بين كل الإخوان ولم يوجد أى سوء تفاهم حتى أنني كان من عادتي أن أضع قدم فوق الأخر وأخذ راحتي فى الجلسة فكنت أقول لهم إخواني نحن سنقضى عشر سنوات مع بعضنا فلا أستطيع أن أجلس مؤدب فضحكوا وقالوا:

خد راحتك لكن واحد هو ما كنت استحي أن أجلس أمامه هكذا وهو الأستاذ عمر التلمسانى فعندما كان يدخل علينا كنت أهب واقفا.

وكانت الإدارة بعد أن شعرت بصلابة موقف الإخوان لم تجهد نفسها معهم بل كانت تشاركهم أحيانا احتفالاتهم وتركت كل مقاليد الأمور فى أيدهم وتركتهم يفعلون فى السجن ما يشاءون مما ساعدهم على التفرغ للعبادة وحسن الصيام وقرأة القرآن، كما أن الإخوان كانوا يستطيعون التغلب على مثل هذه الظروف.

حياة ما بعد المعتقل

بعد أن قضى الاستاذ سعد فترة الإعتقال الثانية، وانتهت بموت جمال عبدالناصر وتولى السادات مقاليد الحكم والذى عمل على الإفراج عن الإخوان، خرج الأستاذ سعد فى 28/11/1970م، ولم ينعزل عن الناس ولم ينطوى على نفسه فقد كان مؤمنا بقدر الله فبعد أن خرج عاد إلى حياته الطبيعية وعاد إلى ورشة النجارة التى عمل على تطويرها.

كما لم ينس دعوته فقد كان نعم الجندى الذى ينتظر الأوامر للإسراع بتنفيذها فنشط فى منطقته يعمل مع إخوانه فى إعادة هيكلة الجماعة والانتشار وسط الناس لتعريفهم بدعوة الله خاصة المرحلة التى انتشر فيها العرى والخلاعة بعد خروجهم من المعتقل والتى كانت نتاجا لحكم عبد الناصر الذى ساعد على ذلك.

وقد عاونته زوجته على أمور حياته فانتعشت ورشته ، وكان حبه الشديد لورشته بسبب أنها العمل العظيم الذى ساعده على التفرغ للعمل الدعوى وبالرغم من تجاوزه الثمانين إلا أنه يحمل قلب الشباب والحب الشديد لإخوانه والخوف على الدعوة ورجاله، كما يمتلك حث رجل النظام الخاص فى حسن تصرفه مع الأمور وتعامله مع المواقف.

وعندما قمت بزيارته وجد فيه نعم الرجل المتواضع فلم تشغله بهارج الدنيا ولا زينتها ولم ينشغل بتحصيل الكماليات بل اكتفى بما يعينه على الحياة فى مقابل ان ينال رضا الله، تراه يخدم ضيفه بكل كرم رغم أنه يعيش فى بيت متواضع ليس به كل الكماليات ، كما تراه رحيما مشفقا على أهل بيته فى حديثه معهم، وتراه رغم فارق السن يقدر من أمامه فلا يشعره بشئ، مما اعطى نماذجا للمسلم الذى فهم الإسلام بشموله.

الوفاة

أنتقل الى رحمة الله عزوجل بتاريخ 1 مايو 2013

المراجع

  1. حوار شخصى مع الحاج سعد الجزار
  2. مذكرات عبد اللطيف البغدادي، المكتب المصرى الحديث
  3. محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، دار الدعوة
  4. محمد عبد الغني الجمسي: حرب أكتوبر 1973م،

ألبوم صور

الحاج سعد الجزار
 

سعد الجزار

الحاج-سعد-الجزار

سعد الجزار

سعد-الجزار

سعد الجزار

البنان-والمرشد-وسعد-الجزار-وحسين-ابراهيم

سعد الجزار

الأستاذ-عاكف-وسعد-الجزار-فى-حفل-بمنزل-عبد-الرحمن-البنان-2006

سعد الجزار

سعد-الجزار-وعبده-دسوقي


إقرأ أيضاً

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات خارجية

مقالات خارجية

وصلات فيديو