سلسة التوريث في مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
سلسة التوريث في مصر


هذا تلخيص لمعاناه الشعب

شعبنا ليس سلبى وكن شعبنا تخفى عليه أشياء كثيرة فى دهاليز السياسة

المصرين من اكثر الشعوب حبا لوطنها مما يدعوهم بتوهم ان مصر تمشى فى مسار صحيح فى ظل قياده رشيده فى ملخص عام ( مصر تعبانه) بكل القايس هناك فساد انتشر وهناك سؤال من يحمى الفاسد ولماذا واين الشعب والى متى سنظل صامتين حتى يأتى يوم ونصبح اعر الشعوب ونصبح عراه ونحن ارض الكنانه ارض العزه والكرامه اين هيبه مصر فى ظل نظلم فاسد لا يعرف الرحمه لا يحكم غير بللارهاب والطوارىء المصرين تم تلخيص المعناه فى سلسله لعله يأتى يوما ويفيق الشعب ويدرك ان مصر تنهار


وصايا التوريث (1)

فجأة شعر الطاغية (حسنى) بانهيار عضلى وجسدى، وأحس بدنو أجله فانتابه القلق أنه لم يوص ولى العهد (جيمى) وينقل له خبرته الطويييييييييلة فى الحكم، فأسرع وأيقظه من النوم وبادره بالقول:

- الظاهر يا جيمى يابنى مش ها الحق أسلمك المملكة بنفسى، لكن أنا كنت عامل حساب اليوم ده، واتعلمت من عمك حافظ الأسد، ورتبت الأمور مع عمو صفوت وعمو فتحي علشان يسلموك البلد لو أنا مت.

- مش يمكن يا دادى يستغلوا غيابك ويفرقعونى، وياخدوها منى؟

- ما يقدروش يابنى، احنا ماسكين عليهم بلاوى، وكلها تحت إيد أمك، وهما عارفين كده كويس. المهم أنا مجهز لك 10 وصايا عايزك تسمعنى كويس، وتصحصح، وتحطها حلقة فى ودنك. وقبل ما أبدأ فى الوصايا عايزك تفهم إنى قسمت بينك وبين أخوك (علوءة) الثروة والسلطة، ودول حاجتين مهمين: الثروة تسند السلطة، والسلطة تحمى الثروة. مش عايز واحد يطمع فى نصيب التانى، وأخوك فاهم إن الثروة الضخمة اللى معاه مش له لوحده، دى كتير كتير، وهى ملك لكم وأولادكم وأحفادكم. والسلطة كمان يا جيمى؛ أخوك له فيها نصيب، وممكن بعدين تبقوا تبدلوا مع بعض، لكن بدون طمع، الخير كتير أوى أوى.

- ماشى يا دادى، فين بقى الوصايا العشرة؟

- امسك القلم واكتب علشان ما تنساش:


(1) الأسياد والعبيد

- لازم تعرف يا بنى إن الدنيا دى عبارة عن (أسياد وعبيد)، هِيّا طول عمرها كده. وكل زمن له أسياده وعبيده، وفى الزمن ده أسيادنا هما الأمريكان واليهود، والغرب عموما. دول ناس عفاريت تربعوا على القمة، واحنا ناس غلابة محتاجين ولا ألف سنة علشان نبقى زيهم. عايزك تسمع كلامهم وتمشى وراهم، واوعى تزعلهم فى أى وقت علشان يسيبوك فى حالك، بدل ما يعملوا فيك زى صدام.

- هما طلباتهم أيه يا دادى؟

- هما دلوقت عايزين حاجتين: (1) مساعدة إسرائيل والخضوع لها، (2) وفرملة الإسلام. وعلشان ترضيهم وما تستفزش البقر بتوعنا لازم تلف وتدور، يعنى تسمِّى إسرائيل (السلام)، والإسلام (الإرهاب). بالطريقة دى تقدر تمدح فى السلام، وتلعن أبو الإرهاب زى ما انت عايز.

- يعنى مطلوب منى إلغاء الإسلام يا دادى؟

- الحكاية مش سهلة كده، احنا بنحكم شعب مسطول، الناس هنا بتعتقد إن فيه آخرة وجنة ونار، دراويش وهبل!، علشان كده مش سهل انك تقاوم العقيدة دى مباشرة وعلنا، لازم تكون لئيم لأن الأمور الدينية حساسة. والمهم ان أسيادنا ما يكونش عندهم شك إنك مسطول زى الشعب، وخليك لئيم زى أبوك: لما كنت بزور أمريكا أول مرة اختبرنى فخامة الرئيس وقال لى نجيب لك سجادة علشان تصلي؟، أنا طبعا فهمت الملعوب وقلت له صلاة ايه ياريس؟، سيادتك مفكرنى عبيط زى الشعب المصرى؟، وكمان قلت لأمك تكون متحضرة وتسيبه يبوسها.

- دا عمو بوش؟

- بوش مين ياتُحفة، أنا دوِّبت 5 رؤساء أمريكيين، وعايزك تدوّب 10 لأنك هتبدأ الرئاسة وانت صغير. وخلاصة الكلام اننى كنت سباق، وقبل 11 سبتمبر بكتير، فهمتها وهى طايرة: منعت الحجاب فى التلفزيون، وحاولت منعه فى المدارس (وانت لازم تكمّل)، غيرت المناهج فى التعليم، شلّيت الأزهر والتعليم فيه، غيرت عطلة نهاية الأسبوع علشان أسهـِّل تغييرها ليوم الأحد، زي ما الأسياد عايزين. أيوه يابنى احنا لازم نسمع الكلام، هى العين تعلى ع الحاجب؟!. الشعب الأهبل بيقولوا عليا غبى وجبان، لكن دى نصاحة ولؤم، أنا بالطريقة دى حكمتهم 30 سنة، يعنى أكتر من الملوك الحقيقيين، ولو كنت بدأت صغير زيك كان ممكن احكمهم 50 سنة.

- نرجع لموضوع الأسياد والعبيد!

- أيوه يابنى؛ الكلام دا فى العلاقات الدولية، هما أسياد واحنا عبيد. أما داخليا ف احنا الأسياد والشعب كله عبيد، بما فيه أفراد الحكومة، كل الناس فى البلد دى عبيد عندك، ولازم تتصرف على هذا الأساس.


التوريث (2)

(2) لا تثق بالشعب المصرى

- الشعب المصرى يا جيمى سليل الفراعنة، شعب خطير مالوش أمان، طول عمره بيكرهنا، وطول عمره يحاول يقتل حكامه. خد بالك دايما؛ لا تأتمن أى مصرى إلا إذا كنت ماسك عليه ذِلة علشان يخاف منك. ما تروحش أى مكان يكون فيه ناس همج من الشعب، وامشى على نظامى: الأمن الخاص هو الجمهور، وهو المواطنين، وهو الموظفين والعمال اللى تضطر تتصور معاهم علشان تمثل انك مش متعالى ع الشعب. لكن اوعى عينك تغفل وتختلط أو تقرب من الناس الهمج، دول مش شعب، دول شياطين. وكمان خد بالك لا تأكل أو تشرب أو تلبس من أى شيء منتج فى مصر، انت شايف احنا كل أكلنا وشربنا ولبسنا من فرنسا يوم بيوم. استمر على نفس النظام.

- وأجيب ناس منين يساعدونى يا دادى؟، الحكومة يعنى؟!

- للأسف دول لازم يكونوا من الشعب، علشان كده أنا وضعت نظام حلو، عملت غربال محترم من أمن الدولة: كل من يُشك فى إنه متدين أو بيصلى أو شريف أو أمين أو نزيه أو وطنى (أو أى حاجة من الهجص ده) ما ينفعناش.

أفضل ناس تتحكم فيهم وتذلهم ويفضلوا تحت رجليك هم اللصوص والمتسلقين واللى عايزين يقبّوا على وش الدنيا. ولازم قبل ما تجيبهم تكون ماسك عليهم ذِلة، لكى يشعروا انك أنقذتهم ويعبدوك. والصنف دا كتير فى كل المجالات والمستويات، كتير كتير، مش هتلاقى مشكلة فى توفير أى عدد منهم. احنا عندنا دلوقت حوالى مليون شغالين عندنا زى العبيد، وهم اللى بيحافظوا ع النظام لأنهم جزء منه. وأنا بصراحة سايبهم يسرقوا وينهبوا ويقتلوا علشان يفضلوا مرعوبين وكمان يحسوا بالنعمة ويحافظوا عليها. بكده هما مستعدين يموتوا من أجل بقاء النظام لأنه إذا سقط ضاعوا وفضحوا وصودرت منهوباتهم وأعدموا. دا السبب فى اننى مطمئن انهم هيرحبوا بيك لأن أى واحد تانى مش هيكون مضمون لهم، أنت وهم فى مركب واحد، والعدو (الشعب) واحد، يعنى بتاع ده شيلنى واشيلك!.


(3) امشى جنب الحيط

- الناس يابنى ما يعجبهاش العجب، لا عجَبهم عبد الناصر ولا السادات، أنا قلت ياواد يا حسنى تعمل ايه؟، ما هو اللى يشتغل لازم يغلط، والناس سِم بدنهم ان الكبير يغلط، ما هم فراعنة واخدين على ان الحاكم دا مش بشر. علشان كده انا لقطتها بسرعة وقلت أفضل شيء ان الواحد ما يشتغلش، وبالتالى ما يغلطش. وحياتك يا جيمى طلعت الفكرة اللى هيه: مشيت جنب الحيط فقعدت فى الحكم 30 سنة. إذن خد نصيحتى: ما تعملش أى حاجة، (امشى جوّا الحيط، مش جنبه)، سيب البلد ماشية لوحدها، الناس تعودوا ان مافيش حكومة وبيمشوا حالهم بعيد عنا.

- ماهو كده يا دادى الجرايد والتليفجان مش هيلاقوا حاجة يقولوها، عن الإنجازات يعنى!

- هأ هأ هأ، ماتخافش انا سايب لك إعلام ما حصلش يحول الفسيخ لشربات، هم بيألفوا الإنجازات ويروجوها. مفيش حاجة اسمها إنجازات، البلد دى مش وش ذلك، والناس هنا خسارة فيهم ان الواحد يتعب نفسه.

- يعنى ما ينفعش افرقع لى بُقين كدا، وشوية وعود أخدع بيهم الناس؟

- (منفعلا):افهم يابن الهبلة، هوا احنا بنبيع ترمس؟، هتعمل زى عبد الناصر؟، ماهو خد صابونة فى الآخر. انت ها تيجى لك الخطبة جاهزة، تقولها زى ماهيه وخلاص، ورجالتى اللى هتورثهم من بعدى هيقوموا باللازم.

- (غاضبا) انت يا دادى كل ما تكون مامى مش موجودة تشتمنى وتقوللى يابن الهبلة!

- ماعليهش يا جيمى، أنا متعود على كدا من أيام الجيش. أصل القائد بتاعى وانا فى الكلية الحربية كان دايما يقوللى يابن الهبلة، وأنا لما تخرجت لقيت الكلمة شبطت ف لسانى وبدأت أقولها للعساكر، ومش قادر اتخلص منها؛ مش فاكر لما قلتها للشيخ طنطاوى بتاع الأزهر؟.


وصايا التوريث (3)

(4) احذر السياسة والسياسيين

- العمل السياسى الحقيقي هناك عند أسيادنا فى الغرب، انما هنا فى بلادنا المتخلفة مفيش مجال للسياسة لأن الناس الهمج بتوعنا لو هتاخد رأيهم يبقى منتاش نافع.

- طيب وأجيب وزراء منين؟

- طريقتى أحسن طريقة: اختار موظف قديم من كل وزارة وعينه وزير يبوس رجلك ويعمل خده مداس، وبرضه تسيبه يسرق علشان يفضل مذلول لك. إنما بتوع الأحزاب تلاقى الواحد منهم عايز يعمل راسه براسك، يقولك سياستى وبرنامجى وخطتى!، وممكن يقدم استقالته، دوامة ملهاش أول من آخر. أنا ما عنديش وزير يستقيل، (أنا اللى أتِفُّه مش هو اللى يتفنى)، ولذلك انت شايف الوزرا بتوعنا: شوية خدامين يموتوا ف جلدهم لو قلنا هنعمل تغيير أو تعديل وزارى، كل واحد ينسب شغله لي ولتعليماتى، وكلهم فرحانين بالنعمة وخايفين تزول. انت فاكر البغل بتاع التعليم اللى كان اسمه بتاع دا؛ بهاء الدين؟، شفت ازاى كان بييجى لأمك يبكى علشان تتوسط له عندى وأسيبه شوية ف الوزارة؟، واهو عامل نفسه دكتور محترم.

- بصراحة يا دادى احنا مش ناقصنا غير حكاية الدكترة دى، ما كنتش تاخد الدكتوراه، أو تديهالى؟

- دكاترة ايه ياولد؟، انت مش واثق فى نفسك يابن الهبلة؟ دول شوية عبيد: شوف التانى كمان مش فاكر بتاع ايه اللى اسمه شهاب مفيد، نسى نفسه دقيقة واحدة واتكلم فى السياسة، ولما قررت أشوطه: فاكر لما لحس جزمتك؟، وقلنا نسخطه لوزير دولة مالوش قيمة علشان يكون عبرة، والغريب انه قبل الإهانة علشان الوزارة. شفت ازاى سياستى ناجحة؟

- طيب والحزب الوطنى؟

- حزب ايه يابن الهبلة؟، انت صدقت ان فيه حزب؟، أنا متعمد انه يكون حزب على الورق فيه شوية لصوص تحت السيطرة، واهو عبارة عن واجهة لتمثيلية الانتخابات.

- وليه ما نعملش حزب حقيقى؟

- هاتجيب ناس منين يا فالح؟، مش هم برضه الناس الهمج اللى بيكرهونا اللى هينضموا للحزب؟، وبعد شوية ياخدوها جد ويتقلبوا علينا؟. لا يا جيمى يا حبيبى؛ ابعد عن السياسة وغنّي لها. احنا عندنا 16 حزب (على الورق) تحت السيطرة، كل حزب عبارة عن رئيس وجريدة. أمن الدولة هى اللى أنشأتهم وبيديرهم ظابط منها، ودول بينفعوا لما بنحتاج نمرر حاجة: الإعلام يقول: 16 حزب يؤيدون الحكومة، ولما عملنا تمثيلية انتخابات الرئاسة أهم نفعونا؛ مجموعة رشحناهم كمنافسين لى، ومجموعة أيدونى. وفيه كمان 3-4 أحزاب فلتوا من تحت السيطرة، ولكن انت شايف الأمن شالل حركتهم وشغال عليهم ليل نهار. عايزك تاخد بالك: لو أي حزب فلت من تحت ايدينا وقدر يوصل للناس الهمج تبقى مصيبة؛ لأن الناس بتكرهنا، وإذا وجدوا بديل هيمشوا وراه زى الغنم وتبقى واقعة سودة. كمان باحذّرك ما تمشيش ورا الناس الهمج، لو شعروا إن رأيهم مسموع يبقى يا ويلك يا سواد ليلك: هيتشجعوا ويتمادوا وهتفتح باب ما ينسد. انت شايف سياستى: الناس تقول يمين: أروح شمال، يرفضوا وزير أسيبه على قلبهم 20 سنة لما يعفن فى الوزارة، حتى وزير الثقافة اللى عنده شذوذ جنسى، عمرى ما فكرت أشوطه لأن ده يبقى خضوع للشعب الهمجى، ولولا انه شايف نفسه حبتين كنت عملته رئيس وزرا.


وصايا التوريث (4)

(5) جوّع شعبك يتبعك

- دي حكمة تعلمتها من القذافى، كنا بنقول عليه مجنون ومريض نفسيا، لكن طلع فعلا ولد ذكى. ليبيا دولة غنية وشعبها مش كتير، وكان ممكن ينغنغ الناس فى فلوس البترول؛ لكنه فاهم إن الناس لو شبعت هتستريح وبعدين تتدوّر عليه. أنا بصراحة عملت زيه لأن الهمج بتوعنا لو شبعوا يبقى يا ويلنا. لازم الناس يفضلوا يلهثوا ورا لقمة العيش، وورا تعليم أولادهم، وورا العلاج؛ ودا السبب فى انهم انشغلوا عنا.

اوعى تنسى الحكمة دى (جوّع شعبك يتبعك): أى حاجة تريح الناس أو تعمل رواج فى البلد لازم تتضرب من تحت لتحت. فاكر أنا عملت إيه فى شركات توظيف الأموال؟، وشايف أحوال التعليم: أنا تركته يتدهور وينتقل للدروس الخصوصية فى البيوت لشغل الناس وإلهاؤهم. كمان انتشار الأمراض مهم؛ من مصلحتنا إن الناس تتلهى فى الجرى ورا الدكاترة والعلاج، ومن مصلحتنا نسيب الدكاترة والمستشفيات الخاصة يسرقوا المرضى: منهم ينشغلوا، وكمان نستنزف فلوسهم. والأمراض اللى بتقص أجلهم زى التهاب الكبد والكلى والسرطان كلها خير ومطلوبة، ويجب تركها تحِش فيهم.

وتاخد بالك الحاجات دى من تحت لتحت، يعنى أنا مثلا لما وزير صحة مش فاكر مين جالى وقال لى يا ريس التهاب الكبد الوبائى عمّال ينتشر، ونسبة اللى عندهم فيروس سى زادت عن 50%، قلت له: وعايز إيه يعنى؟، عايزنا نصرف ميزانية البلد على علاجهم؟، قال لا أنا أقصد ناخد إجراءات وقائية فى العيادات والمستشفيات وعند الحلاقين، وكفاية اللى أصيبوا وننقذ الجيل الجديد!. قلت له: أنا حُشتك؟، روح اعمل ما بدالك. قال لازم نصدر قانون للإلزام بتعقيم الأدوات، قلت له وماله. وقبل ما يوصل مكتبه كنت شايط الوزارة كلها علشان ما يظهرش اننى كنت أقصده هوه. ولما قالوا نصنع دوا علاج التهاب الكبد، قلت لا اصنعوا (الفياجرا) علشان نبسط الناس.

- برافو عليك يادادى!

- وكمان مفيد هنا اننا نسيب التلوث ينتشر، على الأقل يساعد في الحد من الزيادة السكانية، لأنى مش عارف إيه الشعب الحديدى ده؟: أمراض وجوع وتلوث؛ وعمّال يزيد فى العدد. كان عمك يوسف والى قايم باللازم، لكن الغبى كشف نفسه، والصحف عملتها لبانة (خصوصا انه يهودى)، فاضطريت أشوطه. لكن عموما الأمور ماشية كويس لأن إسرائيل واخدة بالها من موضوع التلوث ده وبتورد لنا بلاوى. كمان أنا سايب البلد مفتوحة لكل السلع الفاسدة بما فيها المواد الغذائية، ووافقت لأسيادنا انهم يجربوا المواد الغذائية الجديدة المهندسة وراثيا فى الشعب المصرى، مش هما بيقولوا فى المثل لحمة الكلب تسند القلب؟؛ خليهم ياكلوا ويتلهوا عنا. والمهم فى الحاجات دى انها بتقضى ع الناس ببطء، لأننا لو عملنا إبادة جماعية فورية تبقى مشكلة.


(6) البيوت الزجاجية

- انت عارف المثل اللى بيقول (اللى بيته من إزاز ما يرميش الناس بالطوب)؟؛ عايزك تحطه حلقة ف ودنك. المخابرات فى أمريكا واسرائيل والغرب عموما ناس مش بتلعب، دول فاهمين الدنيا كويس وفاهمين طبايعنا. كل حاكم فى دول العبيد اللى زينا له عندهم ملف أسود، يقدروا يطلعوه فى أى لحظة و(يفنِّشوا) اللى يدوس لهم على طرف.

- والملفات دى جابوها منين يا دادى؟

- منين؟!، هأ هأ؛ انت مش سبق قلت لى أيام ما أخدوك الأمريكان يعالجوك من الإدمان إنهم كانوا مهتمين بيك وبيصوروك 24 ساعة؟

- يا سلام، دى كانت أيام ممتعة!

- أيوه يا سيدى، آهم بسطوك وجابولك أحلى بنات وصوروا كل حاجة، وعملولك ملف، وهما عارفين إن شعبنا متخلف ومؤمن بالشرف والآخرة!

- طيب ليه يعنى؟!

- علشان انت ابن رئيس، وطول ما انا موجود يهددونى بيك، ولما يوصلوك للحكم بعدى تفضل عايش مهدد وتسمع كلامهم.

- طيب ما انت كنت (ابن بواب محكمة) مش ابن رئيس، عملوا لك ملف امتى وليه؟

- ملفى اتعمل بعد ما وصلت للحكم؛ ورطونى فى حسابات فى سويسرا وقتل معارضين ومؤيدين (مثل رفعت المحجوب)، وحاجات كده. فهمت متأخر بموضوع التسجيل والملفات؛ وبدأت العملية تجرجر، مع إنى من أول يوم كنت مطيع ومسلّم لهم وعايز أحافظ على الأمَلَة اللى السادات حطنى فيها، وقلت يوم ما أقسمت اليمين: السادات قال 99% من أوراق اللعبة فى إيد أمريكا، أنا با أقول 100%. لكن هم ما بيآمنوش للعرب، بيخافوا نقلب عليهم زى صدام كده، علشان كده خلوه عبرة المسكين، ولو كان له ملف من الأول ما كانش يعصلج ولا كان حصل اللى حصل.

- يعنى الملف بتاعى مصلحة بأه؟!

- فالح يا خويا!.


التوريث (5)

(7) أوعى تعمل عنترة!

- عايز أحذرك؛ اوعى حد يضحك عليك ويقولك اعمل عنترة وتاخد أى خطوة مجنونة علشان الشعب يحبك، ملعون أبو الشعب، الشعب دا آخر حاجة نفكر فيها، وسبق قلت لك الشعب ده يمشى كويس بجزرة دبْلانة وعَصَاية مكسورة.

- خطوة مجنونة زى إيه يا دادى؟

- انت مش مرة قلت لى نسحب سفيرنا من إسرائيل علشان نبسط الناس بعد مذبحة البتاع ده ف غزة؟. هو احنا قد اسرائيل واللا أمريكا؟؛ بلاش هبل!، انت عايزهم يفنِّشونا؟. سبق قلت لك دول أسياد واحنا جنبهم عبيد.

يعنى الناس تكره اسرائيل زى ما هى عايزة، إنما يورطونا ف حاجة احنا مش قدها: لا وألف لا. حد يقولك سيب الناس (فى السر) تقاطع أمريكا واسرائيل واللا حتى الدنمارك؛ برضه لا لأن مافيش حاجة اسمها سر، ودول سامعينا دلوقتي وعارفين حتى ماركة الفانلة اللى انت لابسها. لو اتزنقت ف تصريح تقول احنا ناس عاقلين وواقعيين، واحنا التزمنا بأن السلام خيار استراتيجي، ودى علاقات وشرعية دولية وارتباطات تحكمها معاهدات، وهكذا. إسرائيل تحاول تستفزنا ويقتلوا كام عسكرى ع الحدود: ولا حاجة، العساكر عندنا كتير.

واعى تبص للناس المتهورة زى حسن نصر الله، واسماعيل هنية، وخالد مشعل، وأحمدى نجاد، وشافيز وغيرهم؛ دول ناس قبوا فجأة والمخابرات الغربية ما لحقتش تعمل لهم ملفات، وبعدين ها يروحوا من أمريكا واسرائيل فين؟!. ولما تتزنق فى بيان إدانة لمجازر أمريكا أو اسرائيل؛ تاخد بالك لازم تتصل بسفيرهم عندنا بنفسك، وتبين له احترامك له وتفهمه إن دا مجرد كلام لامتصاص غضب الناس، وهم بصراحة بيقدَّروا وبيقولوا لى (ما تقلقش)، احنا فاهمين. يعنى خد بالك التصريحات وكلام الاستهلاك الإعلامى حاجة، والواقع حاجة تانية خالص. انت مش شفت لما أنا سمعت الكلام ومشيت جنب الحيط عمَّرْت فى الرئاسة قد إيه؟.


(8) الجيش والبوليس والقضاء

أهم حاجة هاسيبها لك هى الجيش والبوليس. أنا ظبَّطت الجيش بحيث يستحيل يعمل انقلاب. معاهدة السادات مع اسرائيل خدمتنى فى تخفيض أعداد الجيش ونزع سلاحه. كمان أنا شغـَلت الجيش بالترفيه والبيزنس والحفلات والمشاريع الخاصة، ودا يجب أن يستمر علشان تأمن شر الانقلابات. وخد بالك هم ناس جد وبيحبوا البلد، ولو شغّلوا مخهم لحظة هيقلبوا عليك.

والبوليس يابنى بيساعدنا كتير فى تزوير الانتخابات والقضاء على الخونة المعارضين ومنع وجود أى بديل يقدر يلم الناس حواليه. وطبعا كان لازم أسيبهم براحتهم مقابل خدماتهم للنظام، وهم عارفين طريقهم وبيلقطوا رزقهم من الناس، وأنا سايبهم متعمد علشان يحافظوا على النعمة اللى هم فيها. كمان لازم تبقى عارف انهم مسيطرين على كل حاجة، ومافيش حاجة تحصل إلا بعلمهم. يعنى مثلا شرطة المخدرات هى اللى بتدير تجارة وتعاطى المخدرات (والمخدرات مهمة لإلهاء الشعب وتخديره)، وشرطة الآداب تدير تجارة الدعارة اللى بتجيب دخل كويس وبتستخدم وقت اللزوم، وشرطة التموين تدير تجارة الأغذية الفاسدة وهكذا؛ الخيوط كلها ف إيدى. يعنى ما فيش أى حاجة تحصل فى البلد دى إلا بعلم النظام طبعا، لأنك لازم تتحكم فى كل شيء، وكمان تقدر تقلب على أى حد يلعب بديله فى أى لحظة. بهذه الطريقة؛ البوليس ماسك البلد وعنده تمويل ذاتى، وكله من الشعب الأهبل.

أما القضاء فهو مشكلة لأن القضاة منفوخين ومفكرين نفسهم مستقلين عن سلطتنا، علشان كده أنا غيرت الدستور لأمنعهم من دس أنوفهم فى الانتخابات.. لازم دايما يكون عندك وتحت إيدك بعض القضاة التابعين من اللى بياخدو رشاوى، تمسكها عليهم وتديهم مناصب ويكونوا هما اللى ف الصورة، أما اللى عاملين شرفا وبيكرهونا زي عشماوى دا اللى سممناه فلا تتردد فى الخلاص منهم، والقتل أحسن طريقة.


التوريث (6)

(9) وسائل الإعلام

كمان من هم أدوات القوة اللى ها سيبهالك وسائل الإعلام اللى ظبـّطتها لك علشان هتساعدك كتير. عندنا دلوقت جيش من الطبالين والزمارين يقدروا يقلبوا الأبيض أسود والأسود أبيض. أنا قضيت على أى إمكانية لظهور رأى آخر (مؤثر)، قفّلت الصحف المعادية وجمدت أحزابها، ومنعت ظهور قنوات أو إذاعات معادية. خد بالك فيه 3 خطوط حُمر: (ما فيش حاجة اسمها حرية صحافة، ولا حرية تكوين أحزاب، ولا استقلال القضاء)، لو فقدت السيطرة على هذه الثلاثة هتروح فى شربة ماء لأن الناس بتكرهنا ولو وجدوا الفرصة هيشوطوك وتلاقى نفسك متعلق على باب زويلة. فيه كمان البتاع ده اللى اسمه (الإنطرنط) أنا مش فاهمه، الناس بتقل أدبها علينا فيه ومش عارفين نطولهم لأن الكمبيوترات داخل البيوت، لكن هاييجى يوم نحرقه. عندك 16 حزب تحت إيدينا ممكن يصدروا صحف كتير، واهى اسمها صحف معارضة، وفيه صحف سميناها مستقلة وسيبنا أصحابها يعلوا صوتهم؛ لكنهم تابعين لنا وبينفذوا سياسة مرسومة، أنا مش فاهمها لكن بيقولوا ماشية كويس.

الإعلام يابنى له دور خطير فى عملية غسل مخ الناس، الناس فى مصر مخها زنخ ولازم من الغسيل كل لحظة. خد بالك من الصحف القومية، ومهم جدا الاهتمام باختيار رؤساء التحرير: لازم يكونوا وسخين ورداحين واولاد غسالة، وكمان لازم تسيبهم يسرقوا وتمسك على كل واحد منهم ذِلة علشان يفضل زي الكلب يسمع الكلام، لأنهم بيضطروا يقولوا كلام مش مؤمنين بيه وممكن يقلبوا عليك فى أى لحظة. ولازم كل فترة تحبس لك كام صحفى: اضرب المربوط يخاف السايب؛ فاهم؟. بالبوليس من ناحية والإعلام من الناحية التانية تقدر تكسر إرادة الناس وتوصلهم إلى أعلى درجات الإذلال واليأس فلا يملكون إلا الاستسلام.


(10) نحن والعرب

خد بالك ان العرب عمرهم ما هيتوحدوا ولا هيتفقوا، لأن العربى زى القرع يمد لبرَّة. مفيش عربي قراره من دماغه، كلهم زينا كده عبيد للأسياد الخواجات. علشان كده كل ما نتفق على حاجة ما تمشيش لأن الأسياد بيقولوا مش موافقين. لكن مافيش مانع اننا نبيع كلام ونعمل مؤتمرات واجتماعات؛ لكن بشرط اننا ما نزعلش الأسياد.

يعنى مثلا لما أمريكا استفزت الناس واستخدمت الفيتو للمرة الخمسين بعد مذابح اسرائيل فى البتاع ده، عملنا اجتماع وزراء خارجية وفهّمت العرب قبل الاجتماع انّى مش هاقدر أقطع العلاقات مع اسرائيل، وسيبناهم ياخدوا قرار (كده وكده) برفع الحصار المالى عن الفلسطينيين. وعلشان تعرف طبيعة العرب: أنا قلت أسبّق واتصل بسيدى وسيدك بوش أعتذر له عن القرار وأعرّف فخامته إن القرار مجرد كلام ولن ينفذ، وكنت فاكر انى سبقت الملوك والرؤساء العرب، لكن وجدت إنهم سبقونى . لكن رغم كده مطلوب شوية مجاملات علشان نحرجهم بالذوق ونمنع وسائل الإعلام العربية الكثيرة من أن تفتح علينا باب ما ينسد زى ما كانت ليبيا والعراق وسوريا بيعملوا زمان قبل ما نتفاهم مع بعض من خلال مؤتمر وزراء الإعلام العرب (برعاية أمريكية). وكفاية علينا بتاع قطر اللى مسلط علينا (الجزيرة) لأنه بيحتمى فى أمريكا واسرائيل ومش همُّه حد من الحكام العرب، بحجة حرية الإعلام.

كمان مطلوب ان المصرى ما يكونش له كرامة خارج مصر، علشان مايتعودش على كده، والمصريين كتير قوى فى الدول العربية ولازم تكون فيه مجاملة مع الدول دى علشان تسمع الكلام وتذل المصريين لأن المصرى لا يعرف قيمة أمه إلا بعد ما يشوف مرات أبوه. وخد بالك يابنى مصر أغنى من كل الدول العربية، لكن دا سر يجب كتمانه لأن زى ما قلت لك (جوع شعبك يتبعك)، دخل البترول بتاعنا سر حربى لأنه كتير خالص، ومش عايزين الشعب يحس.

وأهم حاجة يا جيمى: مالناش دعوة لا بفلسطين ولا العراق أو لبنان ولا حتى السودان، دى بلاد تحت إيد قوى دولية احنا مش قدها. يقولوا لك الجوار والقدس والمقدسات: كل دى حاجات ماتهمناش، كل واحد يدور على مصلحته. وعمك بوش هيقسِّم معظم الدول العربية، ومعاه حق علشان مصالح أمريكا، ولما ييجى علينا الدور ما تعصلجش وخليك لئيم زى ابوك؛ قسّمها بينك وبين أخوك. مفيش حاجة اسمها دفاع عربى مشترك، ولا أخوّة وجوار والهجص ده، كل واحد عارف مصلحته؛ فى دى خليك منوفى ابن منوفى.

دى الوصايا العشرة اللى عايزك تحطها حلقة ف ودنك، وعايزك لما أموت ماتنساش تكرمنى وتخللى قبرى مزار زى عمك حافظ الأسد، وعايز كمان تحط اسمى على ميدان رمسيس، وأنا سهّلت لك المهمة بإزالة تمثال رمسيس، واسمى موجود من زمان على محطة المترو بتاعة رمسيس. كمان عايزك ما تفتحش كلام كتير عن دورى فى حرب اكتوبر، علشان نقفل ع الموضوع وينسى الناس، لأنهم ممكن يستغلوا غيابى ويفضحوا حكاية الضربة الأولى، لأنها زى ما انت عارف مش حقيقى