الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سيد قطب»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
 
(٢١ مراجعة متوسطة بواسطة ٦ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''بقلم / عبد القادر عبار'''
'''<center><font color="blue"><font size=5> الأستاذ سيد قطب </font></font></center>'''




== شهيد المفسرين ... سيد قطب ==
'''بقلم: [[عبد القادر عبار]]'''
[[صورة:Qutb1.jpg|تصغير|<center>'''الأستاذ سيد قطب'''</center>]]
هو سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم ولد في أحضان عائلة موسرة نسبيا في قرية " قها" الواقعة في محافظة [[:تصنيف:إخوان أسيوط|أسيوط]] سنة 1906 . كان والده رجلا متدينا مرموقا بين سكان القرية وعضوا في لجنة الحزب الوطني الذي كان يرأسه مصطفى كامل ... يهتم بزراعة أراضيه ويعطف على الفقراء ويبر بهم مما اضطره على ما يبدو إلى أن يبيع قسما كبيرا من أطيانه .. أما أمه فكانت سيدة متدينة تنتسب إلى عائلة معروفة وقد عنيت بتربيته فحنت عليه وزرعت في نفسه الطموح وحب المعرفة..


== شهيد المفسرين .. سيد قطب ==
[[ملف:سيد-قطب-(13).jpg|تصغير|200بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]] شاباً</center>]]


كانت له أختان وأخ اصغر منه سنا هم [[حميدة قطب|حميدة]] وأمينة ومحمد. فقد والده وهو لم يزل يتابع دراسته بالقاهرة فأحس بثقل المسؤولية التي ورثها إزاء أمه واخوته وكرهت نفسه الإقامة في مسقط رأسه فاقنع أمه بالانتقال إلى [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] وكان لموت أمه المفاجئ عام [[1940]] اثر كبير في نفسه إلى درجة انه أحس نفسه وحيدا في الحياة غريبا عنها ..
هو سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم ولد في أحضان عائلة موسرة نسبيا في قرية '''" قها"''' الواقعة في محافظة [[أسيوط]] سنة [[1906]]. كان والده رجلا متدينا مرموقا بين سكان القرية وعضوا في لجنة [[الحزب الوطني]] الذي كان يرأسه [[مصطفى كامل]] ... يهتم بزراعة أراضيه ويعطف على الفقراء ويبر بهم مما اضطره على ما يبدو إلى أن يبيع قسما كبيرا من أطيانه .. أما أمه فكانت سيدة متدينة تنتسب إلى عائلة معروفة وقد عنيت بتربيته فحنت عليه وزرعت في نفسه الطموح وحب المعرفة..


كانت له أختان وأخ اصغر منه سنا هم [[حميدة قطب|حميدة]] وأمينة ومحمد. فقد والده وهو لم يزل يتابع دراسته [[القاهرة|بالقاهرة]] فأحس بثقل المسؤولية التي ورثها إزاء أمه واخوته وكرهت نفسه الإقامة في مسقط رأسه فاقنع أمه بالانتقال إلى [[القاهرة]] وكان لموت أمه المفاجئ عام [[1940]] اثر كبير في نفسه إلى درجة انه أحس نفسه وحيدا في الحياة غريبا عنها ..


كان سيد رجلا اسمر اللون مجعّد الشعر لا هو بالبدين ولا هو بالنحيل . أميل إلى القصر منه إلى الطول بغير قماءة. رقيق الإحساس لطيف المعشر متواضعا شجاعا حاضر البديهة سليط اللسان في نقده شغوفا إلى حب المعرفة ميالا إلى مساعدة الآخرين.
كان سيد رجلا أسمر اللون مجعّد الشعر لا هو بالبدين ولا هو بالنحيل . أميل إلى القصر منه إلى الطول بغير قماءة. رقيق الإحساس لطيف المعشر متواضعا شجاعا حاضر البديهة سليط اللسان في نقده شغوفا إلى حب المعرفة ميالا إلى مساعدة الآخرين.
 


ولم يكن سيد يتمتع بصحة جيدة منذ صغره وقد ساعد على تدهور حالته الصحية عوامل القلق التي داهمته بعد وفاة والديه وفي المدة الأخيرة من حياته كان يعاني من أمراض شتى في معدته . اضطرته إلى أن يحمل معه أينما ذهب الأدوية اللازمة لعلاجه.
ولم يكن سيد يتمتع بصحة جيدة منذ صغره وقد ساعد على تدهور حالته الصحية عوامل القلق التي داهمته بعد وفاة والديه وفي المدة الأخيرة من حياته كان يعاني من أمراض شتى في معدته . اضطرته إلى أن يحمل معه أينما ذهب الأدوية اللازمة لعلاجه.


== المساومة قبل الإعدام ==
== المساومة قبل الإعدام ==


'''تقول الداعية [[زينب الغزالي]] ׃''' "... طلب الطغاة [[حميدة قطب|حميدة]]قطب ليلة تنفيذ الحكم بالإعدام. فقالت׃ استدعاني [[حمزة البسيوني]] إلى مكتبه واراني حكم الإعدام والتصديق عليه ثم قال لي إن الحكومة مستعدة أن تخفف هذا الحكم إذا كان شقيقي يجيبهم إلى ما يطلبونه ثم أردف قائلا إن شقيقك خسارة ل[[مصر]] كلها وليس لك وحدك... إننا نريد أن ننقذه من الإعدام بأي شكل وبأي وسيلة . إن بضع كلمات يقولها ستخلصه من حكم الإعدام ولا أحد يستطيع أن يؤثّر عليه إلا أنت . أنت وحدك مكلفة بأن تقولي له هذا ... نريد أن يقول إن هذه الحركة كانت على صلة بجهة ما.. وبعد ذلك تنتهي القضية بالنسبة لك. أما هو فسيفرج عنه بعفو صحي.
'''تقول الداعية [[زينب الغزالي]] ׃'''  


:"... طلب الطغاة [[حميدة قطب]] ليلة تنفيذ الحكم بالإعدام. فقالت׃ استدعاني [[حمزة البسيوني]] إلى مكتبه وأراني حكم الإعدام والتصديق عليه ثم قال لي إن الحكومة مستعدة أن تخفف هذا الحكم إذا كان شقيقي يجيبهم إلى ما يطلبونه ثم أردف قائلا إن شقيقك خسارة ل[[مصر]] كلها وليس لك وحدك... إننا نريد أن ننقذه من الإعدام بأي شكل وبأي وسيلة .


قلت له ولكنك تعلم كما يعلم [[عبدالناصر]] أن هذه الحركة ليست على صلة بأي جهة من الجهات . قال [[حمزة البسيوني]] ׃ أنا عارف وكلنا عارفون أنكم الجهة الوحيدة في [[مصر]] التي تعمل من اجل العقيدة... نحن عارفون أنكم احسن ناس في البلد .. ولكننا نريد أن نخلص سيد قطب من الإعدام.
:إن بضع كلمات يقولها ستخلصه من حكم الإعدام ولا أحد يستطيع أن يؤثّر عليه إلا أنت . أنت وحدك مكلفة بأن تقولي له هذا ... نريد أن يقول إن هذه الحركة كانت على صلة بجهة ما.. وبعد ذلك تنتهي القضية بالنسبة لك. أما هو فسيفرج عنه بعفو صحي.


:قلت له ولكنك تعلم كما يعلم [[عبدالناصر]] أن هذه الحركة ليست على صلة بأي جهة من الجهات . قال [[حمزة البسيوني]] ׃ أنا عارف وكلنا عارفون أنكم الجهة الوحيدة في [[مصر]] التي تعمل من أجل العقيدة... نحن عارفون أنكم احسن ناس في البلد .. ولكننا نريد أن نخلص سيد قطب من الإعدام.


فقلت له إذا كان سيادتك عاوز تبلغه هذا فلا مانع.
:فقلت له إذا كان سيادتك عاوز تبلغه هذا فلا مانع.


:وذهبت إلى سيد شقيقي وسلمت عليه وبلغته ما يريدون منه فنظر إلي ليرى اثر ذلك على وجهي وكأنه يقول׃ أأنت التي تطلبين أم هم ؟ واستطعت أن افهمه بالإشارة انهم هم الذين يقولون ذلك . وهنا نظر إلي وقال ׃ ولله لو كان هذا الكلام صحيحا لقلته ولما استطاعت قوة على وجه الأرض أن تمنعني من قوله. ولكنه لم يحدث وأنا لا أقول كذبا أبدا.


وذهبت إلى سيد شقيقي وسلمت عليه وبلغته ما يريدون منه فنظر إلي ليرى اثر ذلك على وجهي وكأنه يقول׃ أأنت التي تطلبين أم هم ؟ واستطعت أن افهمه بالإشارة انهم هم الذين يقولون ذلك . وهنا نظر إلي وقال ׃ ولله لو كان هذا الكلام صحيحا لقلته ولما استطاعت قوة على وجه الأرض أن تمنعني من قوله. ولكنه لم يحدث وأنا لا أقول كذبا أبدا.
:... وأفهمت أخي بالحكاية من أولها وقلت له إن حمزة استدعاني وأراني تنفيذ حكم الإعدام وطلب مني أن اطلب منك هذا الطلب.


:سأل ׃ وهل ترضين ذلك ؟ قلت لا . قال إنهم لا يستطيعون لأنفسهم ضررا ولا نفعا ... إن الأعمار بيد الله وهم لا يستطيعون التحكم في حياتي ولا يستطيعون إطالة الأعمار ولا تقصيرها.. كل ذلك بيد الله والله من ورائهم محيط...


... وأفهمت أخي بالحكاية من أولها وقلت له إن حمزة استدعاني واراني تنفيذ حكم الإعدام وطلب مني أن اطلب منك هذا الطلب.
:..وبعد أيام سمعنا عن تنفيذ الحكم وقد ضرب أفراد من الجيش اعتمروا الخوذات الفولاذية وتزودوا بالرشاشات الثقيلة حصارا حول سجن [[القاهرة]] حيث تم تنفيذ حكم الإعدام بعد أن منع الصحفيون من دخول السجن وطلب منهم مغادرة المنطقة... أما من ناحية الدفن فإنه قد تم من قبل السلطات الرسمية وبصورة سرية في إحدى مدافن [[القاهرة]].


== [[في ظلال القرآن]] .. تجربة رجل ==
[[ملف:سيد-قطب-(11).jpg|تصغير|200بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]]</center>]]
لعل من ابرز بركات الصحوة الإسلامية المعاصرة إلى جانب فضلها ودورها الريادي في رفع الغبن عن الذاتية الإسلامية  أنها أعادت الاعتبار لكتاب الله كدستور خالد لهذه الأمة وكمنهاج عامل وفاعل وشامل للحياة الإسلامية المنشودة. (1)


سأل ׃ وهل ترضين ذلك ؟ قلت لا . قال انهم لا يستطيعون لأنفسهم ضررا ولا نفعا ... إن الأعمار بيد الله وهم لا يستطيعون التحكم في حياتي ولا يستطيعون إطالة الأعمار ولا تقصيرها.. كل ذلك بيد الله والله من ورائهم محيط...
وقد كان هذا القرآن الكريم كذلك في عصر التنزيل وما بعده في أيام الراشدين والتابعين إلا أن الأعاصير التي انطلق هديرها منذ '''"صفين"''' قويا مدمرا قد أحدثت شروخا وجروحا حادة في العقل المسلم والحياة الإسلامية بصفة عامة وكان لها الدور البارز والمؤثر في تمييع الرابطة المقدسة والمتينة بين المسلمين وكتابهم المنزل وكذلك في تبليد الفهم وتجميد الوعي المطلوب والضروري للإبقاء على الوصال المقدس بين المسلم ودستوره الخالد. (2)


..وبعد أيام سمعنا عن تنفيذ الحكم وقد ضرب أفراد من الجيش اعتمروا الخوذات الفولاذية وتزودوا بالرشاشات الثقيلة حصارا حول سجن [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] حيث تم تنفيذ حكم الإعدام بعد أن منع الصحفيون من دخول السجن وطلب منهم مغادرة المنطقة... أما من ناحية الدفن فإنه قد تم من قبل السلطات الرسمية وبصورة سرية في إحدى مدافن [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]].
ولولا قوة المسك لهذا الكتاب وألوهية الحفظ له لضاع في أتون الصراعات والغارات التي حلت بالأمة الشاهدة وهذا فضل من المولى ونعمة على الإسلاميين تدبرها والتشمير الجاد لأداء شكرها.. (3)


ولقد زامل القرآن العظيم أجيال المسلمين المختلفة منذ أربعة عشر قرنا ولا يزال فحفظه كثيرون عن ظهر قلب وبرع في ترتيله كثيرون وعكف على تفسير آياته كثيرون ونسخه بخط اليد كثيرون وكتبه بماء الذهب كثيرون...


== [[في ظلال القرآن]] .... تجربة رجل ==
ولكن قليلون هم الذين جربوا الحياة في ظلال هذا القرآن الحياة بكل ما في هذه الكلمة من معنى ذلك أننا عرفنا كثيرا ممن حفظوا هذا القرآن الكريم حفظ الخزن فهم يرددونه صباح مساء في خوف من تحريف حركاته أو سهو في ترتيب آياته وسوره ... فتعيه ذاكرتهم ولا تعيه قلوبهم...وهذه ليست حياة ولا تجربة حياة في ظلال هذا القرآن و إن كانت ولابد فهي في تقديري  جافة كل الجفاف وباهتة كل البهت وساكنة كل السكون. (4)


(1)
إن الحياة [[في ظلال القرآن]] نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه ... والحمد لله . لقد منّ عليّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي . ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر فتباركه وتزكيه لقد عشت اسمع الله سبحانه . يتحدّث إلي بهذا القرآن أنا العبد القليل الصغير ... أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ..أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل.. أي مقام جليل يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟


لعل من ابرز بركات الصحوة الإسلامية المعاصرة إلى جانب فضلها ودورها الريادي في رفع الغبن عن الذاتية الإسلامية  أنها أعادت الاعتبار لكتاب الله كدستور خالد لهذه الأمة وكمنهاج عامل وفاعل وشامل للحياة الإسلامية المنشودة.
وعشت [[في ظلال القرآن]] انظر من علوّ إلى الجاهلية التي تموج في الأرض والى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة ... انظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال وتصورات الأطفال واهتمامات الأطفال... كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ومحاولات الأطفال ولثقة الأطفال واعجب.. ما بال هذا الناس ؟؟ ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئية ولا يسمعون النداء العلوي الجليل .. النداء العلوي الذي يرفع العمر ويزكيه.


=== غاية الوجود الإنساني وحركة الإنسان ===


وقد كان هذا [[القرآن الكريم]] كذلك في عصر التنزيل وما بعده في أيام الراشدين والتابعين إلا أن الأعاصير التي انطلق هديرها منذ "صفين" قويا مدمرا قد أحدثت شروخا وجروحا حادة في العقل المسلم والحياة الإسلامية بصفة عامة وكان لها الدور البارز والمؤثر في تمييع الرابطة المقدسة والمتينة بين [[المسلمين]] وكتابهم المنزل وكذلك في تبليد الفهم وتجميد الوعي المطلوب والضروري للإبقاء على الوصال المقدس بين المسلم ودستوره الخالد.
[[في ظلال القرآن]] عشت أتملى ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود... لغاية الوجود كله وغاية الوجود الإنساني وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في شرق وغرب وفي شمال وجنوب ... وأسأل كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن وفي الدرك الهابط وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتفع الزكي وذلك المرتقى العالي وذلك النور الوضيء ؟


(2)
وعشت [[في ظلال القرآن]] أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله وحركة هذا الكون كما أبدعه الله ثم انظر فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عينا وبين فطرتنا التي فطرنا الله عليها وأقول في نفسي أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم .. يا حسرة على العباد...


ولولا قوة المسك لهذا الكتاب وألوهية الحفظ له لضاع في أتون الصراعات والغارات التي حلت بالأمة الشاهدة وهذا فضل من المولى ونعمة على الإسلاميين تدبرها والتشمير الجاد لأداء شكرها..
وعشت [[في ظلال القرآن]] أرى الوجود اكبر بكثير من ظاهره المشهود. اكبر في حقيقته واكبر في تعدد جوانبه . أنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وأنه الدنيا والآخرة لا هذه الدنيا وحدها والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول والموت ليس نهاية الرحلة وإنما هو مرحلة في الطريق وما يناله الإنسان من شيء في هذه الأرض ليس نصيبه كله.  


(3)
إنما هو قسط من ذلك النصيب وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك فلا ظلم ولا نجس ولا ضياع . على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة حيّ مأنوس وعالم صديق ودود . كون ذي روح تتلقى وتستجيب وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع '''( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال )''' ..'''( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن و إن من شيء إلا يسبح بحمده)''' أي راحة وأي سعة وأي أنس وأي ثقة يفيضها هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح ؟؟


ولقد زامل [[القرآن]] العظيم أجيال المسلمين المختلفة منذ أربعة عشر قرنا ولا يزال فحفظه كثيرون عن ظهر قلب وبرع في ترتيله كثيرون وعكف على تفسير آياته كثيرون ونسخه بخط اليد كثيرون وكتبه بماء الذهب كثيرون...
=== المؤمن ..  من ذلك الموكب الكريم ===
[[ملف:سيد-قطب-(15).jpg|تصغير|200بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]] </center>]]
في ظلال القرآن عشت أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد. إنه إنسان بنفخة من روح الله '''(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)''' وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض '''(وسخر لكم ما في الأرض جميعا)'''


ولكن قليلون هم الذين جربوا الحياة في ظلال هذا القرآن الحياة بكل ما في هذه الكلمة من معنى ذلك أننا عرفنا كثيرا ممن حفظوا هذا [[القرآن الكريم]] حفظ الخزن فهم يرددونه صباح مساء في خوف من تحريف حركاته أو سهو في ترتيب آياته وسوره ... فتعيه ذاكرتهم ولا تعيه قلوبهم...وهذه ليست حياة ولا تجربة حياة في ظلال هذا القرآن و إن كانت ولابد فهي في تقديري  جافة كل الجفاف وباهتة كل البهت وساكنة كل السكون
ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والعلو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة.. جعلها آصرة العقيدة في الله. فعقيدة المؤمن هي وطنه وهي قومه وهي أهله ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها لا على أمثال ما يتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج..


(4)
والمؤمن ذو نسب عريق ضارب في شعاب الزمان انه واحد من ذلك الموكب الكريم الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم ׃ نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام '''( و إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)''' هذا الموكب الكريم الممتد في شعاب الزمان من قديم يواجه كما يتجلى [[في ظلال القرآن]] مواقف متشابهة وأزمات متشابهة وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكرّ الدهور وتغيّر الزمان وتعدد الأقوام يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى والاضطهاد والبغي والتهديد والتشريد


إن الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه ... والحمد لله . لقد منّ عليّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي . ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر فتباركه وتزكيه لقد عشت اسمع الله سبحانه . يتحدّث إلي بهذا القرآن أنا العبد القليل الصغير ... أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ..أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل.. أي مقام جليل يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟
ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو مطمئن الضمير واثقا من نصر الله متعلقا بالرجاء فيه متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد '''(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من لرضنا أو لتعودنّ في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكنّ الظالمين ولنسكنّنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيدي)''' موقف واحد وتجربة واحدة وتهديد واحد ويقين واحد ووعد واحد للموكب الكريم... وعافية واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد.


=== استشعار الهدوء النفسي .. الاطمئنان إلى رحمة الله ===


وعشت في ظلال القرآن انظر من علوّ إلى الجاهلية التي تموج في الأرض والى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة ... انظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال وتصورات الأطفال واهتمامات الأطفال... كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ومحاولات الأطفال ولثقة الأطفال واعجب.. ما بال هذا الناس ؟؟ ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئية ولا يسمعون النداء العلوي الجليل .. النداء العلوي الذي يرفع العمر ويزكيه.
في ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ولا للفلتة العارضة '''(إنا كل شيء خلقناه بقدر)''' .. '''(وخلق كل شيء فقدره تقديرا)''' وكل أمر بحكمة ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تنكشف للنظرة الإنسانية القصيرة '''(فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)''' ..'''(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون)''' .


والأسباب التي تعارف عليها الناس قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها . ذلك انه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ لاثار والنتائج كما تنتج الأسباب والمقدمات سواء '''(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)''' .. '''(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)'''.


== غاية الوجود الإنساني.... وحركة الإنسان ==
والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها والاطمئنان إلى رحمة الله وعدله وحكمته وعلمه هو وحده الملاذ الامين والنجوة من الهواجس والوساوس '''(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)'''. ومن ثم عشت [[في ظلال القرآن]] هادئ النفس مطمئن السريرة قرير الضمير. عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر .
[[ملف:سيد قطب 5.jpg|تصغير|<center>'''الأستاذ سيد قطب'''</center>]]


[[في ظلال القرآن]] عشت أتملى ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود... لغاية الوجود كله وغاية الوجود الإنساني وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في شرق وغرب وفي شمال وجنوب ... وأسأل كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن وفي الدرك الهابط وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتفع الزكي وذلك المرتقى العالي وذلك النور الوضيء ؟
عشت في كنف الله وفي رعايته. عشت استشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها '''(أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)''' .'''(وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير)'''. '''(والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)'''.'''( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه)''' .'''(فعّال لما يريد)'''... إن الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء عمياء فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة والمشيئة المطلقة والله يخلق ما يشاء ويختار..  


كذلك تعلمت أن يد الله تعمل ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة وانه ليس لنا أن نستعجلها ولا أن نقترح على الله شيئا فالمنهج الإلهي موضوع ليعمل في كل بيئة وفي كل مرحلة من مراحل النشأة الإنسانية وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض أخذ في الاعتبار فطرة هذا الإنسان وطاقاته واستعداداته وقوته وضعفه وحالاته المتغيرة التي تعتريه .


وعشت في ظلال القرآن أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله وحركة هذا الكون كما أبدعه الله ثم انظر فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عينا وبين فطرتنا التي فطرنا الله عليها وأقول في نفسي أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم .. يا حسرة على العباد...
إن ظنّه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض أو يهدر قيمته في صورة من صور حياته سواء وهو فرد أو وهو عضو في جماعة. كذلك هو لا يهيم مع الخيال فيرفع  هذا الكائن فوق قدرته وفوق طاقته وفوق مهمته التي أنشأه الله لها يوم أنشأه ولا يفترض في كلتا الحالتين أن مقومات فطرته سطحية تنشأ بقانون أو تكشط بجرّة قلم.


=== الإنسان... والارتفاع إلى الكمال ===
[[ملف:سيد-قطب-(28).jpg|تصغير||190بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]] </center>]]


وعشت [[في ظلال القرآن]] أرى الوجود اكبر بكثير من ظاهره المشهود. اكبر في حقيقته واكبر في تعدد جوانبه . انه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وانه الدنيا والآخرة لا هذه الدنيا وحدها والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول والموت ليس نهاية الرحلة وإنما هو مرحلة في الطريق وما يناله الإنسان من شيء في هذه الأرض ليس نصيبه كله. إنما هو قسط من ذلك النصيب وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك فلا ظلم ولا نجس ولا ضياع . على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة حيّ مأنوس وعالم صديق ودود . كون ذي روح تتلقى وتستجيب وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع (( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال )) ..(( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن و إن من شيء إلا يسبح بحمده)) أي راحة وأي سعة وأي انس وأي ثقة يفيضها هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح ؟؟
الإنسان هو هذا الكائن بعينه بفطرته وميوله واستعداداته يأخذ المنهج الإلهي بيده ليرتفع به إلى أقصى درجات الكمال المقدر له حسب تكوينه ووظيفته ويحترم ذاته وفطرته ومقوماته وهو يقوده في طريق الكمال الصاعد إلى الله ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل هذا القرآن ومن ثم لم يكن متعسفا ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من هذا المنهج.  


إن المدى أمامه ممتد فسيح لا يحده عمر فرد ولا تستحثه رغبة فان يخشى أن يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة . كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين يعتسفون الأمر كله في جيل واحد ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا يصرون على الخطو المتزّن .


== المؤمن... من ذلك الموكب الكريم ==
وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر وتسيل الدماء وتتحطم القيم وتضطرب الأمور ثم يتحطمون هم في النهاية وتتحطم مذاهبهم المصطنعة تحت مطارق الفطرة التي لا تصمد لها المذاهب المتعسفة.. فأما [[الإسلام]] فيسير هيّنا ليّنا مع الفطرة يدفعها من هنا ويردعها من هناك ويقوّمها حين تميل ولكنه لا يكسّرها ولا يحطّمها انه يصبر عليها صبر العارف البصير الواثق من الغاية المرسومة والذي لا يتم في هذه الجولة يتم في الجولة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو المائة أو الألف.  


في ظلال القرآن عشت أرى الإنسان اكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد. انه إنسان بنفخة من روح الله ((''' فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين''' )) وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض (( '''وسخر لكم ما في الأرض جميعا''')) و لأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والعلو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة.. جعلها آصرة العقيدة في الله. فعقيدة المؤمن هي وطنه وهي قومه وهي أهله ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها لا على أمثال ما يتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج..
فالزّمن ممتد والغاية واضحة والطريق إلى الهدف الكبير طويل وكما تنبت الشجرة الباسقة وتضرب بجذورها في التربة وتتطاول فروعها وتتشابك . كذلك ينبت [[الإسلام]] ويمتد في بطء وعلى هيّنة وفي طمأنينة ثم يكون دائما ما أراده الله أن يكون ... والزرعة قد تسقى عليها الرمال وقد يأكل بعضها الدود وقد يحرقها الظمأ وقد يغرقها الري..  


ولكن الزارع البصير يعلم أنها رزعة للبقاء والنماء وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل فلا يعتسف ولا يقلق ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة السمحة الودود.. انه المنهج الإلهي في الوجود كله '''(ولن تجد لسنّة الله تبديلا)'''.


والمؤمن ذو نسب عريق ضارب في شعاب الزمان انه واحد من ذلك الموكب الكريم الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم ׃ نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام (( و إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)) هذا الموكب الكريم الممتد في شعاب الزمان من قديم يواجه كما يتجلى [[في ظلال القرآن]] مواقف متشابهة وأزمات متشابهة وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكرّ الدهور وتغيّر الزمان وتعدد الأقوام يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى والاضطهاد والبغي والتهديد والتشريد ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو مطمئن الضمير واثقا من نصر الله متعلقا بالرجاء فيه متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد (( '''وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من لرضنا أو لتعودنّ في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكنّ الظالمين ولنسكنّنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيدي''')) موقف واحد وتجربة واحدة وتهديد واحد ويقين واحد ووعد واحد للموكب الكريم... وعافية واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد.
=== أصالة الحق في هذا المنهج ===


والحق في منهج الله أصيل في بناء هذا الوجود ليس فلتة عابرة ولا مصادفة غير مقصودة . إن الله سبحانه هو الحق ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده '''(ذلك بأن الله هو الحق و أن ما تدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير)''' وقد خلق الله هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل '''(ما خلق الله ذلك إلا بالحق)''' .


== استشعار الهدوء النفسي ... الاطمئنان إلى رحمة الله ==
'''(ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك)''' والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك '''( ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن)''' ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر ولا بد للباطل أن يزهق ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح '''(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)''' والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق باقية بقاءه في الأرض .


في ظلال القرآن تعلمت تنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ولا للفلتة العارضة (( '''إنا كل شيء خلقناه بقدر''')) .. (( '''وخلق كل شيء فقدره تقديرا''')) وكل أمر بحكمة ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تنكشف للنظرة الإنسانية القصيرة (( '''فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا''')) ..(( '''وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون''')) .
=== لا صلاح إلا في الرجوع إليه ===


انتهيت من فترة الحياة [[في ظلال القرآن]] إلى يقين جازم حاسم.. انه لا صلاح لهذه الأرض ولا راحة لهذه البشرية ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله.


والأسباب التي تعارف عليها الناس قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها . ذلك انه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ لاثار والنتائج كما تنتج الأسباب والمقدمات سواء (( '''لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا''')) .. (('''وما تشاؤون إلا أن يشاء الله''' )). والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها والاطمئنان إلى رحمة الله وعدله وحكمته وعلمه هو وحده الملاذ الامين والنجوة من الهواجس والوساوس (('''الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم''' )). ومن ثم عشت [[في ظلال القرآن]] هادئ النفس مطمئن السريرة قرير الضمير. عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر .
والرجوع إلى الله .. له صورة واحدة وطريق واحد. واحد لا سواه . انه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم .. انه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها والتحاكم إليه وحده في شؤونها وإلا فهو الفساد في الأرض والشقاوة للناس والارتكاس في الحمأة والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله '''( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون الهوى ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين )'''


=== صورة: إيمان أو لا إيمان ===
[[ملف:الشهيد-سيد-قطب.jpg|تصغير|200بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]] تحت الحراسة</center>]]


عشت في كنف الله وفي رعايته. عشت استشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها ((''' أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء''')) . (( '''وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير''')). ((''' والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون''')) . ((''' واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه''')) . (( '''فعّال لما يريد'''))... إن الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء عمياء فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة والمشيئة المطلقة والله يخلق ما يشاء ويختار.. كذلك تعلمت أن يد الله تعمل ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة وانه ليس لنا أن نستعجلها ولا أن نقترح على الله شيئا ف[[المنهج]] الإلهي موضوع ليعمل في كل بيئة وفي كل مرحلة من مراحل النشأة الإنسانية وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض أخذ في الاعتبار فطرة هذا الإنسان وطاقاته واستعداداته وقوته وضعفه وحالاته المتغيرة التي تعتريه . إن ظنّه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض أو يهدر قيمته في صورة من صور حياته سواء وهو فرد أو وهو عضو في جماعة. كذلك هو لا يهيم مع الخيال فيرفع  هذا الكائن فوق قدرته وفوق طاقته وفوق مهمته التي أنشأه الله لها يوم أنشأه ولا يفترض في كلتا الحالتين أن مقومات فطرته سطحية تنشأ بقانون أو تكشط بجرّة قلم.
إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس تطوعا ولا نافلة ولا موضع اختيار إنما هو الإيمان أو فلا إيمان '''(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)'''
فالأمر إذن جدّ . انه أمر العقيدة من أساسها. ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها.


إن هذه البشرية وهي من صنع الله لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتح من صنع الله ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يديه سبحانه وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق وشفاء كل دواء. '''(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)''' . '''( إن هذا القرآن ليهدي للتي هي أقوم)'''.


== الإنسان... والارتفاع إلى الكمال ==
ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه ولا تسلك في أمر نفسها وفي أمر إنسانيتها وفي أمر سعادتها  أو شقائها ما تعودت أن تسلكه من أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة.  


الإنسان هو هذا الكائن بعينه بفطرته وميوله واستعداداته يأخذ المنهج الإلهي بيده ليرتفع به إلى أقصى درجات الكمال المقدر له حسب تكوينه ووظيفته ويحترم ذاته وفطرته ومقوماته وهو يقوده في طريق الكمال الصاعد إلى الله ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل هذا [[القرآن]] ومن ثم لم يكن متعسفا ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من هذا [[المنهج]]. إن المدى أمامه ممتد فسيح لا يحده عمر فرد ولا تستحثه رغبة فان يخشى أن يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة . كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين يعتسفون الأمر كله في جيل واحد ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا يصرون على الخطو المتزّن . وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر وتسيل الدماء وتتحطم القيم وتضطرب الأمور ثم يتحطمون هم في النهاية وتتحطم مذاهبهم المصطنعة تحت مطارق الفطرة التي لا تصمد لها المذاهب المتعسفة.. فأما [[الإسلام]] فيسير هيّنا ليّنا مع الفطرة يدفعها من هنا ويردعها من هناك ويقوّمها حين تميل ولكنه لا يكسّرها ولا يحطّمها انه يصبر عليها صبر العارف البصير الواثق من الغاية المرسومة والذي لا يتم في هذه الجولة يتم في الجولة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو المائة أو الألف. فالزّمن ممتد والغاية واضحة والطريق إلى الهدف الكبير طويل وكما تنبت الشجرة الباسقة وتضرب بجذورها في التربة وتتطاول فروعها وتتشابك . كذلك ينبت [[الإسلام]] ويمتد في بطء وعلى هيّنة وفي طمأنينة ثم يكون دائما ما أراده الله أن يكون ... والزرعة قد تسقى عليها الرمال وقد يأكل بعضها الدود وقد يحرقها الظمأ وقد يغرقها الري.. ولكن الزارع البصير يعلم أنها رزعة للبقاء والنماء وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل فلا يعتسف ولا يقلق ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة السمحة الودود.. انه [[المنهج]] الإلهي في الوجود كله (('''ولن تجد لسنّة الله تبديلا''')).
وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع هذا الجهاز ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه فترده إلى المصنع الذي منه خرج ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب. الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه و أنشأه '''(انه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)'''


== أصالة الحق في هذا [[المنهج]] ==
=== اصل الشقوة العامة ===


والحق في منهج الله أصيل في بناء هذا الوجود ليس فلتة عابرة ولا مصادفة غير مقصودة . إن الله سبحانه هو الحق ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده (('''ذلك بأن الله هو الحق و أن ما تدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير''' )) وقد خلق الله هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل (( '''ما خلق الله ذلك إلا بالحق''')) .
ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة البشرية المسكينة البشرية التي لن تجد الرشد ولن تجد الهدى ولن تجد الراحة ولن تجد السعادة إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير كما ترد الزهيد إلى صانعه الصغير.


(('''ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك''')) والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك ((''' ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن''')) ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر ولا بد للباطل أن يزهق ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح (( '''بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق''' )) والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق باقية بقاءه في الأرض .
ولقد كانت تنحية [[الإسلام]] عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ونكبة قاصمة في حياتها . نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألمّ بها من نكبات. لقد كان [[الإسلام]] قد تسلم القيادة بعدما فسدت الأرض فأسنت الحياة وتعفّنت القيادات وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة '''(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)'''


تسلم [[الإسلام]] القيادة بهذا القرآن وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن وبالشريعة المستمدة من هذا التصور. فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان اعظم ف حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته .


== لا صلاح ...إلا في الرجوع إليه ==
لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا.كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور قبل أن ينشأه لها القرآن إنشاء .. نعم..  


انتهيت من فترة الحياة [[في ظلال القرآن]] إلى يقين جازم حاسم.. انه لا صلاح لهذه الأرض ولا راحة لهذه البشرية ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله.
لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال والعظمة والارتفاع والبساطة واليسر والواقعية والإيجابية والتوازن والتناسق .. بحيث لا يخطر للبشرية على بال . لولا أن الله أراده لها وحققه في حياتها [[في ظلال القرآن]] ومنهج القرآن وشريعة القرآن.
 
والرجوع إلى الله .. له صورة واحدة وطريق واحد. واحد لا سواه . انه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم .. انه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها والتحاكم إليه وحده في شؤونها وإلا فهو الفساد في الأرض والشقاوة للناس والارتكاس في الحمأة والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله(( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون الهوى ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين  ))


ثم وقعت تلك النكبة القاصمة ونحيّ [[الإسلام]] عن القيادة . نحيّ عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى في صورة من صورها الكثيرة . صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان.


== صورة:إيمان أو لا إيمان ==
===عصابة المضللّين===


إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس تطوعا ولا نافلة ولا موضع اختيار إنما هو الإيمان أو فلا إيمان (( '''وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم''' ))
إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ثم يقولون لها اختاري.. اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله وهذا اخداع لئيم خبيث فوضع المسألة ليس هكذا أبدا.  
فالأمر إذن جدّ . انه أمر العقيدة من أساسها. ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها.


إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني إنما هو مشرّع لهذا الإبداع وموجّه له الوجهة الصحيحة ذلك لكي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض هذا المقام الذي منحه الله له وأقدره عليه ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه وسخر له من القوانين الكنية ما يعينه على تحقيقه ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام والتقيد بشرطه في عقد الخلافة


إن هذه البشرية وهي من صنع الله لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتح من صنع الله ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يديه سبحانه وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق وشفاء كل دواء. (('''وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين''' )) . ((''' إن هذا القرآن ليهدي للتي هي أقوم'''.)) ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه ولا تسلك في أمر نفسها وفي أمر إنسانيتها وفي أمر سعادتها  أو شقائها ما تعودت أن تسلكه من أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة. وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع هذا الجهاز ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه فترده إلى المصنع الذي منه خرج ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب. الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه و أنشأه (('''انه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير'''))
وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى فهم سيّئو النية شرّيرون يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح و أن تؤوب من المتاهة المهلكة و أن تطمئن إلى كنف الله.
 
== اصل الشقوة العامة ==
[[صورة:Qutb3.jpg|تصغير|<center>'''الأستاذ سيد قطب'''</center>]]
ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة البشرية المسكينة البشرية التي لن تجد الرشد ولن تجد الهدى ولن تجد الراحة ولن تجد السعادة إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير كما ترد الزهيد إلى صانعه الصغير.
 
ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ونكبة قاصمة في حياتها . نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألمّ بها من نكبات. لقد كان [[الإسلام]] قد تسلم القيادة بعدما فسدت الأرض فأسنت الحياة وتعفّنت القيادات وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة (('''ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس'''))
 
تسلم [[الإسلام]] القيادة بهذا [[القرآن]] وبالتصور الجديد الذي جاء به [[القرآن]] وبالشريعة المستمدة من هذا التصور. فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان اعظم ف حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته .
 
لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا . كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور قبل أن ينشأه لها [[القرآن]] إنشاء .. نعم.. لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال والعظمة والارتفاع والبساطة واليسر والواقعية والإيجابية والتوازن والتناسق .. بحيث لا يخطر للبشرية على بال . لولا أن الله أراده لها وحققه في حياتها [[في ظلال القرآن]] ومنهج [[القرآن]] وشريعة [[القرآن]].
 
ثم وقعت تلك النكبة القاصمة ونحيّ الإسلام عن القيادة . نحيّ عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى في صورة من صورها الكثيرة . صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان.
عصابة المضللّين
 
إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية يضعون لها [[المنهج]] الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ثم يقولون لها اختاري.. اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله وهذا اخداع لئيم خبيث فوضع المسألة ليس هكذا أبدا. إن [[المنهج]] الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني إنما هو مشرّع لهذا الإبداع وموجّه له الوجهة الصحيحة ذلك لكي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض هذا المقام الذي منحه الله له وأقدره عليه ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه وسخر له من القوانين الكنية ما يعينه على تحقيقه ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام والتقيد بشرطه في عقد الخلافة وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله فأما أولئك الذين يضعون [[المنهج]] الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى فهم سيّئو النية شرّيرون يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح و أن تؤوب من المتاهة المهلكة و أن تطمئن إلى كنف الله.


وهناك آخرون لا ينقصهم حسن النية ولكن ينقصهم الوعي الشامل والإدراك العميق هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة ويجعلون للقوانين الطبيعية مجالا وللقيم الإيمانية مجالا آخر ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الإيمانية وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا ابتغوا منهج الله أم خالفوا عنه حكموا بشريعة الله أم بأهواء الناس.
وهناك آخرون لا ينقصهم حسن النية ولكن ينقصهم الوعي الشامل والإدراك العميق هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة ويجعلون للقوانين الطبيعية مجالا وللقيم الإيمانية مجالا آخر ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الإيمانية وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا ابتغوا منهج الله أم خالفوا عنه حكموا بشريعة الله أم بأهواء الناس.
سطر ١٤٢: سطر ١٤٨:
هذا وهم .. انه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ولا مبررّ للفصل بينهما في حسّ المؤمن وفي تصوره.
هذا وهم .. انه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ولا مبررّ للفصل بينهما في حسّ المؤمن وفي تصوره.


=== التصور الصحيح ===
[[ملف:سيد-قطب-(3).jpg|تصغير|200بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]] في قفص الإتهام</center>]]
وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش [[في ظلال القرآن]] ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها واثر هذا الانحراف في نهاية المطاف.


== التصور الصحيح ==
'''(ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النعيم ولو انهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم)''' وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه '''( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا)''' وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم '''(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)'''
 
وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش [[في ظلال القرآن]] ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها واثر هذا الانحراف في نهاية المطاف. (( '''ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النعيم ولو انهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم''' )) وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه ((''' فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا''' )) وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم (( '''إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم'''))
 


إن الإيمان بالله وعبادته على استقامة وإقرار شريعته في الأرض كلها إنفاذ لسنن الله وهي سنن إيجابية نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحسّ والاختبار.
إن الإيمان بالله وعبادته على استقامة وإقرار شريعته في الأرض كلها إنفاذ لسنن الله وهي سنن إيجابية نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحسّ والاختبار.
في غياب هذا التصور
في غياب هذا التصور


... لقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية. هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ولكنها تظهر حتما في نهايته وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه .


... لقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية. هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ولكنها تظهر حتما في نهايته وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه . لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما . وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا.
لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما . وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا.
 
وفي الطريق الآخر تقف الحضارة المادية اليوم كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار بينما جناحه الآخر مهيض فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك. لولا انهم لا يهتدون إلى منهج الله وهو وحده العلاج والدواء.


=== الشريعة والإنسان وبناء المجتمع ===


وفي الطريق الآخر تقف الحضارة المادية اليوم كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار بينما جناحه الآخر مهيض فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك. لولا انهم لا يهتدون إلى منهج الله وهو وحده العلاج والدواء.
إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون فإنقاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثره الإيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون .  


والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير اصلها الكبير فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني


== الشريعة والإنسان وبناء المجتمع ==
ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير ونظافة في الشعور وضخامة في الاهتمامات ورفعة في الخلق واستقامة في السلوك وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود. والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود وعمله وإرادته وإيمانه وصلاحه ونشاطه .


إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون فإنقاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثره الإيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون . والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير اصلها الكبير فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير ونظافة في الشعور وضخامة في الاهتمامات ورفعة في الخلق واستقامة في السلوك وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود. والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود وعمله وإرادته وإيمانه وصلاحه ونشاطه . هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود . وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة لهذا الوجود و كلها تعمل متناسقة وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق بينما تفسد آثارها وتضطرب وتفسد الحياة معها وتتشتت الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم . (( '''ذلك بأن الله لم يك مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم''' )) فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين مجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع ولا يوحي تمزيق هذا الارتباط ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق ولا يحول بين الناس وسنة الله الجارية إلا عدو للبشرية يطاردها دون هدى وينبغي لها أن تطارده وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم.
هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود . وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة لهذا الوجود و كلها تعمل متناسقة وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق بينما تفسد آثارها وتضطرب وتفسد الحياة معها وتتشتت الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم .  


'''(ذلك بأن الله لم يك مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)''' فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين مجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع ولا يوحي تمزيق هذا الارتباط ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق ولا يحول بين الناس وسنة الله الجارية إلا عدو للبشرية يطاردها دون هدى وينبغي لها أن تطارده وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم.


== قالوا عنه ==
== قالوا عنه ==
[[ملف:الشهيد-سيد-قطب-أمام-محكمة-الدجوى-1965م.jpg|تصغير|450بك|center|<center>الشهيد [[سيد قطب]] أمام محكمة [[الدجوي]] [[1965]]م</center>]]
عندما سمع المفكّر الإسلامي الكبير [[أبو الحسن علي الندْوي |أبو الحسن الندوي]] نبأ إعدامه بكى وقال: إن هذه الشهادة ليست شهادة الأفراد، وإنها ليست هدراً للدماء، وعبثاً بالحقوق البشريّة والكرامة الإنسانيّة فحسب، وإنها ليست همجيّة وعداءاً سافراً للإسلام فحسب، بل إنها خسارة فادحة [[الإخوان|للدعوة]] الإسلاميّة والعلم والأدب، والدراسة والبحث والنقد، ومأساة علميّة ضخمة.


عندما سمع المفكّر الإسلامي الكبير [[أبو الحسن علي الندْوي |أبو الحسن الندوي]] نبأ إعدامه بكى وقال: إن هذه الشهادة ليست شهادة الأفراد، وإنها ليست هدراً للدماء، وعبثاً بالحقوق البشريّة والكرامة الإنسانيّة فحسب، وإنها ليست همجيّة وعداءاً سافراً [[للإسلام]] فحسب، بل إنها خسارة فادحة [[الإخوان|للدعوة]] الإسلاميّة والعلم والأدب، والدراسة والبحث والنقد، ومأساة علميّة ضخمة. وقال: إن سيد من أولئك الأفذاذ الذين يسعد بهم [[العالم الإسلامي]]، وهو من الطراز الأوّل، من صفوة [[الإخوان|الدعاة]] ورجال الفكر والأدب الذين تحظى بهم الأمم. وقال الزعيم المغربي [[علال الفاسي]]: إن قضيّة سيّد قطب هي قضية داعية مسلم تتشح الرؤية وتستقيم أمام ناظريه، ويعرف السبيل إلى قلوب الناس بعد أن ثبت نور الإيمان في قلبه، واستقامت معالم الفهم في ذهنه، واستحال الإيمان والفهم والتطبيق في دنيا الواقع، وسطر الكلمة لتشق سبيلها ممهّداً إلى مجالها في القلوب والأذهان والنفوس.
وقال: إن سيد من أولئك الأفذاذ الذين يسعد بهم العالم الإسلامي، وهو من الطراز الأوّل، من صفوة [[الإخوان|الدعاة]] ورجال الفكر والأدب الذين تحظى بهم الأمم. وقال الزعيم المغربي [[علال الفاسي]]: إن قضيّة سيّد قطب هي قضية داعية مسلم تتشح الرؤية وتستقيم أمام ناظريه، ويعرف السبيل إلى قلوب الناس بعد أن ثبت نور الإيمان في قلبه، واستقامت معالم الفهم في ذهنه، واستحال الإيمان والفهم والتطبيق في دنيا الواقع، وسطر الكلمة لتشق سبيلها ممهّداً إلى مجالها في القلوب والأذهان والنفوس.


'''ورثاه قائلا:'''
'''ورثاه قائلا:'''


<center>اترك الحزن والألــم     
'''<center>اترك الحزن والألــم     
::::واحبس الدمع كالنعم
::::واحبس الدمع كالنعم


سطر ١٧٦: سطر ١٩١:


أي أمر يروعنــــا     
أي أمر يروعنــــا     
::::بـعد سيل من الأزم</center>
::::بـعد سيل من الأزم</center>'''
 


'''وتحدّث الشيخ [[محمد الفاضل بن عاشور]] لأحد محرّري (تونس أفريقيا للأنباء) فقال:''' إنّ تنفيذ الحكم بالإعدام على سيّد قطب يعتبره الموقنون بحقيقة جهاده الإسلامي تتويجاً لحياته الماجدة، لأن الشهادة في سبيل الله هي أقصى ما يتطلّع إليه أصحاب النفوس الإسلاميذة المؤمنة المطمئّنة، ولذلك فإن موت سيّد قطب أفرحنا وأحزننا: أفرحنا بما رزقه الله من مقام الشهادة، ونرجو الله أن يجزيه أجر العاملين المستشهدين في سبيله، وأحزننا للفراغ العظيم الذي يتركه في محيط الفكر الإسلامي.
'''وتحدّث الشيخ [[محمد الفاضل بن عاشور]] لأحد محرّري ([[تونس]] أفريقيا للأنباء) فقال:'''  


:إنّ تنفيذ الحكم بالإعدام على سيّد قطب يعتبره الموقنون بحقيقة جهاده الإسلامي تتويجاً لحياته الماجدة، لأن الشهادة في سبيل الله هي أقصى ما يتطلّع إليه أصحاب النفوس الإسلاميذة المؤمنة المطمئّنة، ولذلك فإن موت سيّد قطب أفرحنا وأحزننا: أفرحنا بما رزقه الله من مقام الشهادة، ونرجو الله أن يجزيه أجر العاملين المستشهدين في سبيله، وأحزننا للفراغ العظيم الذي يتركه في محيط الفكر الإسلامي.


وقال الدكتور [[عبد الصبور شاهين]] في مقدمة كتاب ([[عبقري الإسلام سيّد قطب]]) تمنيت أن يعيش العبقري سيّد قطب ظروف الحرية والتكريم، وأن تجد الدعوة طريقها إلى بناء المجتمع الصالح، وإنشاء الدولة الإسلاميّة دون هذا البحر من الدماء الذي يراق على أيدي من يدّعون [[الإسلام]] زوراً وبهتاناً.
وقال الدكتور [[عبد الصبور شاهين]] في مقدمة كتاب '''([[عبقري الإسلام سيّد قطب]])''' تمنيت أن يعيش العبقري سيّد قطب ظروف الحرية والتكريم، وأن تجد الدعوة طريقها إلى بناء المجتمع الصالح، وإنشاء الدولة الإسلاميّة دون هذا البحر من الدماء الذي يراق على أيدي من يدّعون [[الإسلام]] زوراً وبهتاناً.


وقال: إنّ ما واجهه سيّد من اضطهاد حاقد مجنون، لم يثنه عن تقديم ما قدّمه من بيان وتأصيل وتنظير إلى الأمة.
وقال: إنّ ما واجهه سيّد من اضطهاد حاقد مجنون، لم يثنه عن تقديم ما قدّمه من بيان وتأصيل وتنظير إلى الأمة.
سطر ٢١٢: سطر ٢٢٧:


== إعدام سيد قطب ==
== إعدام سيد قطب ==


===شاهد يروي===
===شاهد يروي===
[[ملف:اعدام-سيد-قطب.jpg|تصغير|<center>'''الأستاذ سيد قطب'''</center>]]
[[ملف:سيد-قطب-(21).jpg|تصغير|200بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]] في طريقه الى المحكمة</center>]]
 
إن في بذل العلماء و[[الإخوان|الدعاة]] والمصلحين أنفسهم في سبيل الله حياة للناس ، إذا علموا صدقهم ؛ وإخلاصهم لله عز وجل .
إن في بذل العلماء و[[الإخوان|الدعاة]] والمصلحين أنفسهم في سبيل الله حياة للناس ، إذا علموا صدقهم ؛ وإخلاصهم لله عز وجل .


ومن هؤلاء [[الإخوان|الدعاة]] والمفكرين.. "[[سيد قطب]]" رحمه الله ، فقد كان لمقتله أثر بالغ في نفوس من عرفوه وعلموا صدقه ، ومنهم اثنان من الجنود الذين كلفوا بحراسته وحضروا إعدامه .
ومن هؤلاء [[الإخوان|الدعاة]] والمفكرين.. '''"[[سيد قطب]]"''' رحمه الله ، فقد كان لمقتله أثر بالغ في نفوس من عرفوه وعلموا صدقه ، ومنهم اثنان من الجنود الذين كلفوا بحراسته وحضروا إعدامه .
 


'''يروي أحدهما القصة فيقول :'''
'''يروي أحدهما القصة فيقول :'''
سطر ٢٢٦: سطر ٢٣٨:
هناك أشياء لم نكن نتصورها هي التي أدخلت التغيير الكلي على حياتنا..
هناك أشياء لم نكن نتصورها هي التي أدخلت التغيير الكلي على حياتنا..


في السجن الحربي كنا نستقبل كل ليلة أفرادا أو جماعات من الشيوخ والشبان والنساء ، ويقال لنا : هؤلاء من الخونة الذين يتعاونون مع اليهود ولابد من استخلاص أسرارهم ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأشد العذاب ، وكان ذلك كافيا لتمزيق لحومهم بأنواع السياط والعصي ، كنا نفعل ذلك ونحن موقنون أننا نؤدي واجبا مقدسا ، إلا أننا ما لبثنا أن وجدنا أنفسنا أمام أشياء لم نستطع لها تفسيرا ، لقد رأينا هؤلاء " الخونة " مواظبين على الصلاة أثناء الليل وتكاد ألسنتهم لا تفتر عن ذكر الله ، حتى عند البلاء !
في السجن الحربي كنا نستقبل كل ليلة أفرادا أو جماعات من الشيوخ والشبان والنساء ، ويقال لنا : هؤلاء من الخونة الذين يتعاونون مع [[اليهود]] ولابد من استخلاص أسرارهم ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأشد العذاب ، وكان ذلك كافيا لتمزيق لحومهم بأنواع السياط والعصي ، كنا نفعل ذلك ونحن موقنون أننا نؤدي واجبا مقدسا ، إلا أننا ما لبثنا أن وجدنا أنفسنا أمام أشياء لم نستطع لها تفسيرا ، لقد رأينا هؤلاء '''" الخونة "''' مواظبين على الصلاة أثناء الليل وتكاد ألسنتهم لا تفتر عن ذكر الله ، حتى عند البلاء !


بل إن بعضهم كان يموت تحت وقع السياط ، أو أثناء هجوم الكلاب الضارية عليهم ، وهم مبتسمون ومستمرون على الذكر .
بل إن بعضهم كان يموت تحت وقع السياط ، أو أثناء هجوم الكلاب الضارية عليهم ، وهم مبتسمون ومستمرون على الذكر .ومن هنا.. بدأ الشك يتسرب إلى نفوسنا.. فلا يعقل أن يكون مثل هؤلاء المؤمنين الذاكرين من الخائنين المتعاملين مع أعداء الله .
 
ومن هنا.. بدأ الشك يتسرب إلى نفوسنا.. فلا يعقل أن يكون مثل هؤلاء المؤمنين الذاكرين من الخائنين المتعاملين مع أعداء الله .


واتفقت أنا وأخي هذا سرا على أن نتجنب إيذاءهم ما وجدنا إلى ذلك سبيلا ، وأن نقدم لهم كل ما نستطيع من العون .
واتفقت أنا وأخي هذا سرا على أن نتجنب إيذاءهم ما وجدنا إلى ذلك سبيلا ، وأن نقدم لهم كل ما نستطيع من العون .


ومن فضل الله علينا أن وجودنا في ذلك السجن لم يستمر طويلا.. وكان آخر ما كلفنا به من عمل هو حراسة الزنزانة التي أفرد فيها أحدهم ، وقد وصفوه لنا بأنه أخطرهم جميعا ، أو أنه رأسهم المفكر وقائدهم المدبر ( هو [[سيد قطب]] رحمه الله ) .
ومن فضل الله علينا أن وجودنا في ذلك السجن لم يستمر طويلا.. وكان آخر ما كلفنا به من عمل هو حراسة الزنزانة التي أفرد فيها أحدهم ، وقد وصفوه لنا بأنه أخطرهم جميعا ، أو أنه رأسهم المفكر وقائدهم المدبر '''(هو [[سيد قطب]] رحمه الله)''' .


وكان قد بلغ به التعذيب إلى حد لم يعد قادرا معه على النهوض ، فكانوا يحملونه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في قضيته .
وكان قد بلغ به التعذيب إلى حد لم يعد قادرا معه على النهوض ، فكانوا يحملونه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في قضيته .


=== الإعدام ===
=== الإعدام ===
سطر ٢٤٣: سطر ٢٥٢:
وذات ليلة جاءت الأوامر بإعداده للمشنقة ، وأدخلوا عليه أحد الشيوخ !! ليذكره ويعظه !! وفي ساعة مبكرة من الصباح التالي أخذت أنا وأخي بذراعيه نقوده إلى السيارة المغلقة التي سبقنا إليها بعض المحكومين الآخرين.. وخلال لحظات انطلقت بنا إلى مكان الإعدام.. ومن خلفنا بعض السيارات العسكرية تحمل الجنود المدججين بالسلاح للحفاظ عليهم..
وذات ليلة جاءت الأوامر بإعداده للمشنقة ، وأدخلوا عليه أحد الشيوخ !! ليذكره ويعظه !! وفي ساعة مبكرة من الصباح التالي أخذت أنا وأخي بذراعيه نقوده إلى السيارة المغلقة التي سبقنا إليها بعض المحكومين الآخرين.. وخلال لحظات انطلقت بنا إلى مكان الإعدام.. ومن خلفنا بعض السيارات العسكرية تحمل الجنود المدججين بالسلاح للحفاظ عليهم..


وفي لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضنا مسدسه الرشاش ، وكان المسئولون هناك قد هيئوا كل شئ.. فأقاموا من المشانق مثل عدد المحكومين.. وسيق كل مهم إلى مشنقته المحددة ، ثم لف حبلها حول عنقه ، وانتصب بجانب كل واحدة " العشماوي " الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم.. ووقف تحت كل راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ .
وفي لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضنا مسدسه الرشاش ، وكان المسئولون هناك قد هيئوا كل شئ.. فأقاموا من المشانق مثل عدد المحكومين.. وسيق كل مهم إلى مشنقته المحددة ، ثم لف حبلها حول عنقه ، وانتصب بجانب كل واحدة '''" العشماوي "''' الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم.. ووقف تحت كل راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ .


كان أهيب ما هنالك تلك الكلمات التي جعل يوجهها كل من هؤلاء المهيئين للموت إلى إخوانه ، يبشره بالتلاقي في جنة الخلد ، مع محمد وأصحابه ، ويختم كل عبارة بالصيحة المؤثرة : الله أكبر ولله الحمد .
كان أهيب ما هنالك تلك الكلمات التي جعل يوجهها كل من هؤلاء المهيئين للموت إلى إخوانه ، يبشره بالتلاقي في جنة الخلد ، مع محمد وأصحابه ، ويختم كل عبارة بالصيحة المؤثرة : الله أكبر ولله الحمد .


وفي هذه اللحظات الرهيبة سمعنا هدير سيارة تقترب ، ثم لم تلبث أن سكت محركها ، وفتحت البوابة المحروسة ، ليندفع من خلالها ضابط من ذوي الرتب العالية ، وهو يصيح بالجلادين : مكانكم !
وفي هذه اللحظات الرهيبة سمعنا هدير سيارة تقترب ، ثم لم تلبث أن سكت محركها ، وفتحت البوابة المحروسة ، ليندفع من خلالها ضابط من ذوي الرتب العالية ، وهو يصيح بالجلادين : مكانكم !


=== صمود الداعية ===
=== صمود الداعية ===
 
[[ملف:سيد-قطب-(26).jpg|تصغير|200بك|<center>الأستاذ [[سيد قطب]] في المعتقل قبل إعدامه</center>]]
ثم تقدم نحو صاحبنا الذي لم نزل إلى جواره على جانبي المشنقة ، وبعد أن أمر الضابط بإزالة الرباط عن عينيه ، ورفع الحبل عن عنقه ، جعل يكلمه بصوت مرتعش :
ثم تقدم نحو صاحبنا الذي لم نزل إلى جواره على جانبي المشنقة ، وبعد أن أمر الضابط بإزالة الرباط عن عينيه ، ورفع الحبل عن عنقه ، جعل يكلمه بصوت مرتعش :


سطر ٢٦٢: سطر ٢٧٠:
قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن : ولكنه الموت يا سيد...
قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن : ولكنه الموت يا سيد...


وأجاب سيد : " يا مرحب بالموت في سبيل الله .. " ، الله أكبر !! هكذا تكون العزة الإيمانية ،  
وأجاب سيد : '''" يا مرحب بالموت في سبيل الله .. "''' ، الله أكبر !! هكذا تكون العزة الإيمانية ،  
ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار ، فأشار الضابط بوجوب التنفيذ .
ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار ، فأشار الضابط بوجوب التنفيذ .


=== إرتقاء الروح ===
=== إرتقاء الروح ===
سطر ٢٧٢: سطر ٢٧٩:
== المراجع ==
== المراجع ==


(1) [[في ظلال القرآن]] لسيد قطب.
:#[[في ظلال القرآن]] ،سيد قطب.
 
:#[[مـعالم في الطَـريق .... سيد قطب|معالم في الطريق]] ،سيد قطب.
(2) [[مـعالم في الطَـريق .... سيد قطب]] لسيد قطب.
:#[[لماذا أعدموني]] وثيقة نسبت لسيد قطب.
 
:#[[شعراء الدعوة الإسلامية]] ج 4 ص 26 ،[[جدع وجرار]].
(3) [[لماذا أعدموني]] وثيقة نسبت لسيد قطب.
:#[[الموسوعة الحركية]] م 1 ص 216 ،[[فتحي يكن]].
 
:#[[الفكر الإسلامي المعاصر]] ص 219 ،[[غازي التوبة]].
(4) [[شعراء الدعوة الإسلامية]] ج 4 ص 26 جدع وجرار.
:#[[الدراسات القرآنية المعاصرة]] ص 75 ،[[محمد السديس]].
 
:#[[أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث]] ص 421 ،[[فهمي جدعان]].
(5) [[الموسوعة الحركية]] م 1 ص 216 [[فتحي يكن]].
:#[[ذكريات لا مذكرات....عمر التلمساني|ذكريات لا مذكرات]] ص 280 ،[[عمر التلمساني]].
 
:#[[النبي والفرعون]] ص 15 و23 ،[[جيلز كيبل]].
(6) [[الفكر الإسلامي المعاصر]] ص 219 [[غازي التوبة]].
:#[[ومضات فكر]] ص 447 ،[[محمد الفاضل بن عاشور]].
 
:#[[نصف قرن من ذكريات الدكتور محمد مهدي علام]] ص 24 ،[[أبو بكر عبد الرزاق]].
(7) [[الدراسات القرآنية المعاصرة]] ص 75 [[محمد السديس]].
:#[[عبقري الإسلام سيد قطب]] ،[[سيد بشير أحمد الكشميري]].
 
:#[[مذكرات سائح في الشرق العربي]] ص 184 ،[[أبو الحسن علي الحسني]].
(8) [[أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث]] ص 421 فهمي جدعان.
:#[[صحافة الصحوة الإسلاميّة في البلاد العربيّة]] ص 21 ،[[محمد علي شاهين]].
 
:#[[أعلام الصحوة الإسلاميّة]] ،[[محمد علي شاهين]]
(9) [[ذكريات لا مذكرات....عمر التلمساني|ذكريات لا مذكرات]] ص 280 [[عمر التلمساني]].
 
(10) [[النبي والفرعون]] ص 15 و23 [[جيلز كيبل]].
 
(11) [[ومضات فكر]] ص 447 [[محمد الفاضل بن عاشور]].
 
(12) [[نصف قرن من ذكريات الدكتور محمد مهدي علام]] ص 24 [[أبو بكر عبد الرزاق]].
 
(13) [[عبقري الإسلام سيد قطب]] ل[[سيد بشير أحمد الكشميري]].
 
(14) [[مذكرات سائح في الشرق العربي]] ص 184 [[أبو الحسن علي الحسني]].
 
(15) [[صحافة الصحوة الإسلاميّة في البلاد العربيّة]] ص 21 [[محمد علي شاهين]].
 
(16)[[أعلام الصحوة الإسلاميّة]] ....[[محمد علي شاهين]]
 
== للمزيد ==
{| class="wikitable" border="0"
|
'''وصلات دخلية'''
 
'''كتب متعلقة'''
<font size=2>
* '''كتاب''': [[مـعالم في الطَـريق .... سيد قطب]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[أفراح الروح للشهيد سيد قطب]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[هذا الدين.... سيد قطب]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[ذكريات لا مذكرات....عمر التلمساني]] ، أ.[[عمر التلمساني]]
* '''كتاب''': [[عملاق الفكر الإسلامي(الشهيد سيد قطب)....عبد الله عزام]] ، الشيخ.[[عبدالله عزام]]
* '''كتاب''': [[منهج التغيير عن حسن البنا وسيد قطب]] ،'''للتحميل''' [[ملف:Pdf.png|وصلة=منهج التغيير عن حسن البنا وسيد قطب.pdf]] ،'''أ.سيد قطب'''
</font>
'''كتب ودراسات في سيرتة'''
<font size=2>
* '''كتاب''': [[عبقري الإسلام سيّد قطب]] ،[[سيد بشير أحمد كشميري]]
* '''كتاب''': [[رائد الفكر الإسلامي المعاصر الشهيد سيّد قطب]] ،[[يوسف العظم]]
* '''كتاب''': [[سيد قطب الأديب الناقد]] ،[[عبد الله الخبّاص]]
* '''كتاب''': [[سيّد قطب الشهيد الحي]] ،[[صلاح الخالدي]]
* '''كتاب''': [[نظريّة التصوير الفني عند سيّد قطب]] ،[[صلاح الخالدي]]
* '''كتاب''': [[سيّد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد]] ،[[صلاح الخالدي]]
* '''كتاب''': [[أمريكا من الداخل بمنظار سيّد قطب]] ،[[صلاح الخالدي]]
* '''كتاب''': [[سيّد قطب بين العاطفة والموضوعية]] ،[[سالم البهنساوي]]
* '''كتاب''': [[سيّد قطب أو ثورة الفكر الإسلامي]] ،[[محمد علي قطب]]
* '''كتاب''': [[مع سيّد قطب في فكره السياسي والديني]] ،[[مهدي فضل الله]]
* '''كتاب''': [[سيد قطب من القرية إلى المشنقة]] ،[[عادل حموده]]
* '''كتاب''': [[سيد قطب: الخطاب والأيديولجيا]] ،[[محمد حافظ دياب]]
* '''كتاب''': [[سيّد قطب والأصوليّة الإسلاميّة]] ،[[شريف يونس]]
* '''كتاب''': [[سيّد قطب حياته وأدبه]] ،[[عبد الباقي محمد حسن]]
* '''كتاب''': [[سيد قطب ومنهجه في التفسير]] ،[[إسماعيل الحاج أمين]]
* '''كتاب''': [[التيار الإسلامي في أدب سيّد قطب]] ،[[حسيني علي رضوان]]
* '''كتاب''': [[المنهج الفني في النقد عند سيذد قطب]] ،[[محمد أديب عبد الرحمن]]
* '''كتاب''': [[سيد قطب]] ،[[أحمد البدوي]]
* '''كتاب''': [[فلسطين في فكر سيّد قطب وأدبه]] ،[[أحمد الجدع]]
* '''كتاب''': [[أعراس الشهادة]] ،[[محمد المنتصر]]
</font>
'''مؤلفاتة'''
<font size=2>
* '''كتاب''': [[هذا الدين.... سيد قطب]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[في ظلال القرآن]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[مـعالم في الطَـريق .... سيد قطب]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[المستقبل لهذا الدين]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[فى التاريخ فكرة و منهاج]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[مقومات التصور الاسلامي]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[خصائص التصور الاسلامي]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[معركة الاسلام و الرأسمالية]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[دراسات اسلامية]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[النقد الأدبى أصوله و مناهجه]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[العدالة الاجتماعية فى الاسلام]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[مشاهد القيامة فى القرآن]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[السلام العالمى و الاسلام]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[الاسلام و مشكلات الحضارة]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[نحو مجتمع اسلامى]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[التصوير الفنى فى القرآن]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[معركتنا مع اليهود]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[معالم فى الطريق]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[التصوير الفني في القران]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''كتاب''': [[لماذا أعدموني]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''رواية''': [[أشواك]] ،'''أ.سيد قطب'''
* '''رواية''': [[المدينة المسحورة]] ،'''أ.سيد قطب'''
</font>
'''مقالات متعلقة'''
<font size=2>
* '''مقال''': [[جهود سيد قطب في الأدب الإسلامي]]
* '''مقال''': [[سيد قطب والدعوة إلى العري والإباحية]]
* '''مقال''': [[العالم الإسلامي وإعدام سيد قطب]]
* '''مقال''': [[عملاق الفكر الإسلامي(الشهيد سيد قطب)....عبد الله عزام]] ،د.[[عبدالله عزام]]
* '''مقال''': [[سيد قطب- الإنقاذ من الجاهلية]]
* '''مقال''': [[سيد قطب مظلوم حيا وميتا]] ،د.[[جابر قميحة]]
* '''مقال''': [[سيد قطب والإسلام الأمريكاني]] ،د.[[جابر قميحة]]
* '''مقال''': [[من سيد قطب إلى أبطال "غزة" الصامدين .. بقلم : سيد قطب]] ،أ.'''سيد قطب'''
* '''مقال''': [[من الشهيد "سيد قطب" إلى المتثاقلين عن الجهاد]] ،أ.'''سيد قطب'''
* '''مقال''': [[سيد قطب وأكذوبة "القطبيين"]] ،أ.'''جمال ماضي'''
* '''مقال''': [[سيد قطب: كارل ماركس الثورة الإسلامية]] ،أ.'''ليزلي إيفانز'''
</font>
|
<font size=2>
'''تابع مقالات متعلقة'''
 
* '''مقال''': [[أفراح الروح للشهيد سيد قطب]] ،أ.'''سيد قطب'''
* '''مقال''': [[ليس دفاعاً عن الشهيد سيد قطب]] ،د.[[محمد عبدالرحمن]]
* '''مقال''': [[اعدام سيد قطب]]
* '''مقال''': [[سيد قطب]] ،''' عبد القادر عبار'''
* '''مقال''': [[وقفات مع فكر سيد قطب]]
* '''مقال''': [[المنهج التجديدي في فكر سيد قطب]]
* '''مقال''': [[محمد قطب]]
* '''مقال''': [[أمينة قطب]]
* '''مقال''': [[حميدة قطب]]
</font>
 
'''متعلقات'''
<font size=2>
* '''مقال''': [[أحداث في صور...الشهيد سيد قطب ليلة الإعدام]]
* '''مقال''': [[أحداث في صور...الأستاذ سيد قطب أمام محكمة فؤاد الدجوي عام 1965م]]
* '''مقال''': [[صلاح الخالدي]]
* '''مقال''': [[الإبتلاء]] ،د.[[موفق الحكيم]]
* '''مقال''': [[كلمات خالدة سيد قطب 1]] ،أ.'''سيد قطب'''
* '''مقال''': [[التاريخ الأدبي للإخوان المسلمين]]
* '''صور''': [[حميدة قطب (صور)]]
* '''صور''': [[سيد قطب (صور)]]
</font>
 
 
'''وصلات خارجية'''
 
'''مقالات متعلقة'''
<font size=2>
* '''مقال''': [http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=14020&SecID=390 المستشار جريشة ينقض الاتهامات لسيد قطب بالتكفير] ،'''حاوره- عمرو محمود''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=8154&SecID=390 عاكف: سيد قطب لم يُكفِّر مسلمًا] ،أ.'''محمد الشريف''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=8316&SecID=390 الشهيد سيد قطب.. في ذكرى استشهاده]  ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=3941&SecID=270 المستشار البهنساوي: الأمة تختار الحاكم وتحاسبه وتعزله] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=27062&SecID=444 مقال تاريخي للعلامة سيد قطب عن المواطنة والدولة الدينية] ،أ.'''سيد قطب''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=69906&SecID=373 جهود سيد قطب في إصلاح التعليم] ،د. [[كامل عبد الفتاح]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=54513&SecID=293 سيد قطب يكتب عن: فصل الدين عن الدولة] ،أ.'''أحمد حسن''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=44449&SecID=293 من سيد قطب إلى المتثاقلين عن الجهاد] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=51472&SecID=293 في ظل ظلال القرآن] ، أ/د. [[جابر قميحة]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=23042&SecID=290 شهادات بحق سيد قطب] ،إعداد- '''عمرو محمود''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=8361&SecID=373 العالم الإسلامي وإعدام سيد قطب] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=7093&SecID=290 فكر (سيد قطب) في ميزان الشرع] ،المستشار [[سالم البهنساوي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=8341&SecID=373 سيد قطب والدعوة إلى العري والإباحية]  ،أ.'''سيد قطب''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=57208&SecID=391 ليس دفاعًا عن الشهيد سيد قطب] ،د.[[محمد عبد الرحمن]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=510&SecID=104 الأديب الشهيد الأستاذ/ سيد قطب]  ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=8181&SecID=290 رؤية لتباين الآراء حول فكر سيد قطب] ،المستشار [[سالم البهنساوي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=8315&SecID=290 صحافة الإخوان تثني على الشاعر سيد قطب] ،أ.'''سيد قطب''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/ftest/Article.asp?ArtID=24497&SecID=290 كلمة ليست أخيرة عن الشهيد سيد قطب.. المترفون يمتنعون] ،أ.''' يحيى بياض''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/ftest/Article.asp?ArtID=8316&SecID=290 الشهيد سيد قطب.. في ذكرى استشهاده]  ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/ftest/Article.asp?ArtID=23878&SecID=290 بعد مائة عام من ميلاده.. ماذا تبقى من فكر سيد قطب؟؟] ،أ.'''وصفي عاشور أبو زيد''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/ftest/Article.asp?ArtID=23036&SecID=290 سيد قطب.. رجل فكرة وشهيد دعوة]  ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=14030&SecID=114 الشهيد سيد قطب في ذكراه الـ39]  ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=53837&SecID=290 د. السيد العاصي يكتب: فكرة سيد قطب بعين الإنصاف (1)] ،د.[[السيد أحمد العاصي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=53887&SecID=290 د. السيد العاصي يكتب: فكرة سيد قطب بعين الإنصاف (2)] ،د.[[السيد أحمد العاصي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=53919&SecID=290 د. السيد العاصي يكتب: فكرة سيد قطب بعين الإنصاف (3)] ،د.[[السيد أحمد العاصي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=53965&SecID=290 د. السيد العاصي يكتب: فكرة سيد قطب بعين الإنصاف (4)] ،د.[[السيد أحمد العاصي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=54006&SecID=391 د. السيد العاصي يكتب: فكرة سيد قطب بعين الإنصاف (5)] ،د.[[السيد أحمد العاصي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=54015&SecID=391 د. السيد العاصي يكتب: فكرة سيد قطب بعين الإنصاف (6)] ،د.[[السيد أحمد العاصي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=54016&SecID=391 د. السيد العاصي يكتب: فكرة سيد قطب بعين الإنصاف (7)] ،د.[[السيد أحمد العاصي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=23044&SecID=113 الإصلاح الاجتماعي والسياسي في مشروع سيد قطب] ،د.'''كامل عبد الفتاح''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=58359&SecID=211 سيد قطب مظلوم حيًّا وميتًا] ،أ/د. [[جابر قميحة]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=2573&SecID=362 الأديبة: أمينة قطب]  ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=11335&SecID=290 الشهيد سيد قطب يحيِّي الإخوان المسلمين] ، أ.د [[توفيق الواعي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=23040&SecID=106 "في ظلال القرآن".. عندما يتحول النص إلى واحة] ، د. [[خالد فهمي]] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=8328&SecID=373 مشاهد من الساعات الأخيرة قبل الشهادة]  ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=7056&SecID=390 أكاذيب صلاح عيسى حول قطب والهضيبي!!] ،'''أ.أنور عبد الرحيم''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
</font>
|
<font size=2>
'''تابع وصلات خارجية'''
 
'''مقالات متعلقة'''
 
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=57341&SecID=211 توضيح من د. محمد عبد الرحمن حول مقال سيد قطب] ،'''أ.عبد المعز محمد''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?Page=1&ArtID=62856&SecID=360 الظلال.. فكر قرآني فريد] ،'''أ.عبد القادر أحمد عبد القادر''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=60786&SecID=360 صاحب الظلال.. البراءة من كل الأكاذيب] ،'''أ.جمال ماضي''' ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2B28A8CF-500D-4B91-8F0B-C7A7AB0BA87C.htm مفكر جماعة الإخوان المسلمين] ،'''موقع الجزيرة نت'''
* '''مقال''': [http://www.islamonline.net/arabic/famous/2000/12/article3.shtml سيد قطب.. الأديب والمصلح الاجتماعي] ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1219723042653&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout إنصاف سيد قطب بمراجعات كان لابد منها] ،أ.'''إبراهيم الهضيبي ''' ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1248187724889&pagename=Islamyoun%2FIYALayout القرضاوى:أفكار "قطب" لا تنتمي للإخوان وفيها خروج على أهل السنة] ،أ.'''السيد زايد''' ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=128832 القرضاوى يعيد الجدل حول سيد قطب] ،'''موقع جريدة اليوم السابع'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1190886416115&pagename=Islamyoun%2FIYALayout سيد قطب .. نذكره ونحبه ونختلف معه] ،د.[[عبد المنعم أبو الفتوح]] ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1173695196793&pagename=Islamyoun%2FIYALayout هل يكفّر "سيد قطب" مسلمي اليوم؟] ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://kootb.maktoobblog.com/ مدونة سيد قطب] ،'''مدونة سيد قطب'''
* '''مقال''': [http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4590 قصة مقتل سيد قطب] ،الشيخ [[عبدالحميد كشك]] ،'''موقع طريق الإسلام'''
* '''مقال''': [http://kootb.maktoobblog.com/31/من-سيد-قطب-إلى-أبطال-غزة-الصامدين/ من سيد قطب إلى أبطال “غزة” الصامدين] ،'''أ.سيد قطب''' ، ،'''مدونة سيد قطب'''
* '''مقال''': [http://kootb.maktoobblog.com/21/من-أجل-سيد-قطب-حقيقي/ من أجل سيد قطب حقيقي] ،'''أ.عبد الله الطحاوي''' ، ،'''مدونة سيد قطب'''
* '''مقال''': [http://kootb.maktoobblog.com/3/سيرة-الشهيد-سيد-قطب/ سيرة الشهيد سيد قطب] ،'''مدونة سيد قطب'''
* '''مقال''': [http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D299487E-9427-4240-BB13-549B5066705B.htm بين سيد قطب ومالك بن نبي] ،'''أ.راشد الغنوشي''' ، ،'''موقع الجزيرة نت'''
* '''مقال''': [http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9A535641-9367-460B-938C-25C137D1EF5D.htm ما مدى مسؤولية قطب عن حركات التكفير والعنف؟] ،'''أ.راشد الغنوشي''' ، ،'''موقع الجزيرة نت'''
* '''مقال''': [http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B35A89EC-24E1-4B8C-B38E-3C23189D9C35.htm منهج جديد لقراءة فكر سيد قطب] ،'''أ.كمال حبيب''' ، ،'''موقع الجزيرة نت'''
</font>
'''متعلقات'''
<font size=2>
* '''برنامج:ممنوعون''' :[http://www.aljazeera.net/NR/exeres/54B5B2F8-F09D-4C05-A809-D075802FFAAB حلقة خاصة عن سيد قطب] ،'''الجزيرة نت'''.
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/ramadan/Pageview.aspx?ID=1812 ذكريات الحاج سيد المشتولي] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=7499&SecID=270 ذكريات عبد الحليم سليمان مع دعوة الإخوان] ،'''موقع إخوان أون لاين'''
* '''مقال''': [http://www.khayma.com/alattar/selection/sqotb2.htm مقتطفات من كتابعملاق الفكر الإسلامي الشهيد سيد قطب] ،د.'''[[عبدالله عزام]]''' ،'''موقع الخيمة'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1243825254042&pagename=Islamyoun%2FIYALayout "ظلال" سيد قطب ..المراجعة وليس التجريد] ،أ.'''محمود طرشوبي''' ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1243825394626&pagename=Islamyoun%2FIYALayout أفكار قطب.. هل ما زالت "تدب فيها الروح"؟]أ.'''صلاح الدين حسين''' ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1242759305146&pagename=Islamyoun%2FIYALayout تجريد الظلال..أو فرز مجوهراته من متفجراته!]أ.'''أيمن الجندي''' ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1245343144078&pagename=Islamyoun%2FIYALayout تجريد الظلال.. حقيقة المشروع]أ.'''أيمن الجندي''' ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1243825355768&pagename=Islamyoun%2FIYALayout نعم يحتاج الظلال لتهذيب واختصار]أ.'''عصام تليمة''' ،'''موقع إسلام أون لاين'''
* '''مقال''': [http://kootb.maktoobblog.com/8/8/ فتحي يكن.. الدليل الميداني إلي سيد قطب] ،'''أ.حسام تمام''' ، ،'''مدونة سيد قطب'''
* '''مقال''': [http://kootb.maktoobblog.com/5/من-أقوال-سيد-قطب-الخالدة/ منأقوال سيد قطب الخالدة] ،'''أ.سيد قطب''' ، ،'''مدونة سيد قطب'''
* '''مقال''': [http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=108 فتوى الشيخ محمد حسان عن سيد قطب رحمه الله] ،'''الموقع الذهبي للإسلام'''
* '''مقال''': [http://www.aljazeera.net/NR/exeres/305785D9-7ED2-412B-B30E-F95F703EEB06.htm الإخوان المسلمون.. إلى أين؟] ،'''موقع الجزيرة نت'''
* '''مقال''': [http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F163655E-3844-4497-800E-94AA096F1303.htm منهج حركة الإخوان المسلمين ورؤاها الفكرية] ،'''أ.شفيق شقير''' ، ،'''موقع الجزيرة نت'''
</font>


'''بعض أقوال أهل العلم فى الشهيد سيد قطب'''
==ألبوم صور==


<font size=2>
'''<center>الشهيد سيد قطب</center>'''
* '''مقال''': [http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=161 كلمات الشيخ عبد العزيز بن باز] ،'''الموقع الذهبي للإسلام'''
'''<center>&nbsp;<gallerytag>129</gallerytag> <br></center>'''
* '''مقال''': [http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=156 توجيه سماحة الشيخ ابن قعود رحمه الله لمن تحامل على سيد قطب وكتابه] ،'''نفس المصدر'''
* '''مقال''': [http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=154 أقوال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عن سيد قطب رحمه الله] ،'''نفس المصدر'''
* '''مقال''': [http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=136 كلمة حق وإنصاف في سيد قطب رحمه الله ،الشيخ المحدث الألباني] ،'''نفس المصدر'''
* '''مقال''': [http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=109 فتوي الشيخ عبد الله بن جبرين] ،'''نفس المصدر'''
</font>




'''وصلات فيديو'''
{{سيد قطب}}
<font size=2>
* '''فيديو''': [http://ikhwantube.org/video/15822/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D9%82%D8%B7%D8%A8-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%82%D8%B7%D8%A8-1 حصاد العمرمع الحاجة حميده قطب شقيقة الشهيد سيد قطب ..1] ،الحاجة [[حميدة قطب]] ، ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://ikhwantube.org/video/15832/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D9%82%D8%B7%D8%A8-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%82%D8%B7%D8%A8-2 حصاد العمرمع الحاجة حميده قطب شقيقة الشهيد سيد قطب ..2] ،الحاجة [[حميدة قطب]] ، ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://ikhwantube.org/video/15853/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D9%82%D8%B7%D8%A8-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%82%D8%B7%D8%A8-3 حصاد العمرمع الحاجة حميده قطب شقيقة الشهيد سيد قطب ..3] ،الحاجة [[حميدة قطب]] ، ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://ikhwantube.org/video/15865/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D9%82%D8%B7%D8%A8-%D8%B4%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%82%D8%B7%D8%A8-4 حصاد العمرمع الحاجة حميده قطب شقيقة الشهيد سيد قطب ..4] ،الحاجة [[حميدة قطب]] ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.ikhwanwikitube.com/view_video.php?viewkey=40c570a322f1b0b65909&page=1&viewtype=basic&category=mr الحاج محمد ابو مدينه وذكريات مع الشهيد سيد قطب1] ،الحاج [[محمد ابومدينه]] ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.ikhwanwikitube.com/view_video.php?viewkey=3c9111e6526ea173a7c8&page=1&viewtype=basic&category=mr الحاج محمد ابومدينه وذكريات مع الشهيد سيد قطب2] ،الحاج [[محمد ابومدينه]] ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.ikhwanwikitube.com/view_video.php?viewkey=a54e94377e6ae2eded4d&page=1&viewtype=basic&category=mr الحاج محمد ابومدينه وذكريات مع الشهيد سيد قطب3] ،الحاج [[محمد ابومدينه]] ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.ikhwanwikitube.com/view_video.php?viewkey=200c36f7cd9dfd0e5dea&page=2&viewtype=basic&category=mr قصة مقتل الشهيد سيد قطب] ،'''الشيخ كشك''' ، ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=rOiyY_3_7hg&feature=related سيد قطب] ،'''أ.سيد قطب''' ، ،'''موقع إخوان ويكي تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=RUqsJl7JxXk&feature=related فيديو نادر لسيد قطب رحمه الله] ، ،'''موقع يو تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=2LKzWaFnIHM&feature=related Who Murdered Sayyid Qutb? من قتل سيد قطب] ،'''موقع يو تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=ocME-zkof80&feature=related سلمان العودة يدافع عن حسن البنا وسيد قطب] ،'''موقع يو تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=PvAV1K_qNCk&feature=related  الشيخ عثمان الخميس كلمة حق في سيد قطب] ،'''موقع يو تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=P5XqQ_FIBkg&feature=related مقطـع صــوتــي بصـوت سـيـد قـطـب رحمـه الله 1] ،'''موقع يو تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=bliycp_Wtog&NR=1 مقطع صوتي بصـوت سيد قطب رحمه الله 2 ] ،'''موقع يو تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=Bt0A1g2MVIE&feature=related مــقــطـع صـوتــي بصوت سيـد قطب رحمه الله 3] ،'''موقع يو تيوب'''
* '''فيديو''': [http://www.youtube.com/watch?v=L4QKD_2wiwM&feature=related رأي الشيخ أبو إسحاق الحويني في سيد قطب] ،'''موقع يو تيوب'''
</font>
|}




سطر ٥٣٠: سطر ٣٠٩:
[[تصنيف:أعلام من مصر]]
[[تصنيف:أعلام من مصر]]
[[تصنيف:أعلام أسيوط]]
[[تصنيف:أعلام أسيوط]]
[[تصنيف:المقالة الجيدة]]
[[تصنيف:مقالة جيدة أعلام]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٣٠، ٣ نوفمبر ٢٠١٢

الأستاذ سيد قطب


بقلم: عبد القادر عبار

شهيد المفسرين .. سيد قطب

الأستاذ سيد قطب شاباً

هو سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم ولد في أحضان عائلة موسرة نسبيا في قرية " قها" الواقعة في محافظة أسيوط سنة 1906. كان والده رجلا متدينا مرموقا بين سكان القرية وعضوا في لجنة الحزب الوطني الذي كان يرأسه مصطفى كامل ... يهتم بزراعة أراضيه ويعطف على الفقراء ويبر بهم مما اضطره على ما يبدو إلى أن يبيع قسما كبيرا من أطيانه .. أما أمه فكانت سيدة متدينة تنتسب إلى عائلة معروفة وقد عنيت بتربيته فحنت عليه وزرعت في نفسه الطموح وحب المعرفة..

كانت له أختان وأخ اصغر منه سنا هم حميدة وأمينة ومحمد. فقد والده وهو لم يزل يتابع دراسته بالقاهرة فأحس بثقل المسؤولية التي ورثها إزاء أمه واخوته وكرهت نفسه الإقامة في مسقط رأسه فاقنع أمه بالانتقال إلى القاهرة وكان لموت أمه المفاجئ عام 1940 اثر كبير في نفسه إلى درجة انه أحس نفسه وحيدا في الحياة غريبا عنها ..

كان سيد رجلا أسمر اللون مجعّد الشعر لا هو بالبدين ولا هو بالنحيل . أميل إلى القصر منه إلى الطول بغير قماءة. رقيق الإحساس لطيف المعشر متواضعا شجاعا حاضر البديهة سليط اللسان في نقده شغوفا إلى حب المعرفة ميالا إلى مساعدة الآخرين.

ولم يكن سيد يتمتع بصحة جيدة منذ صغره وقد ساعد على تدهور حالته الصحية عوامل القلق التي داهمته بعد وفاة والديه وفي المدة الأخيرة من حياته كان يعاني من أمراض شتى في معدته . اضطرته إلى أن يحمل معه أينما ذهب الأدوية اللازمة لعلاجه.

المساومة قبل الإعدام

تقول الداعية زينب الغزالي ׃

"... طلب الطغاة حميدة قطب ليلة تنفيذ الحكم بالإعدام. فقالت׃ استدعاني حمزة البسيوني إلى مكتبه وأراني حكم الإعدام والتصديق عليه ثم قال لي إن الحكومة مستعدة أن تخفف هذا الحكم إذا كان شقيقي يجيبهم إلى ما يطلبونه ثم أردف قائلا إن شقيقك خسارة لمصر كلها وليس لك وحدك... إننا نريد أن ننقذه من الإعدام بأي شكل وبأي وسيلة .
إن بضع كلمات يقولها ستخلصه من حكم الإعدام ولا أحد يستطيع أن يؤثّر عليه إلا أنت . أنت وحدك مكلفة بأن تقولي له هذا ... نريد أن يقول إن هذه الحركة كانت على صلة بجهة ما.. وبعد ذلك تنتهي القضية بالنسبة لك. أما هو فسيفرج عنه بعفو صحي.
قلت له ولكنك تعلم كما يعلم عبدالناصر أن هذه الحركة ليست على صلة بأي جهة من الجهات . قال حمزة البسيوني ׃ أنا عارف وكلنا عارفون أنكم الجهة الوحيدة في مصر التي تعمل من أجل العقيدة... نحن عارفون أنكم احسن ناس في البلد .. ولكننا نريد أن نخلص سيد قطب من الإعدام.
فقلت له إذا كان سيادتك عاوز تبلغه هذا فلا مانع.
وذهبت إلى سيد شقيقي وسلمت عليه وبلغته ما يريدون منه فنظر إلي ليرى اثر ذلك على وجهي وكأنه يقول׃ أأنت التي تطلبين أم هم ؟ واستطعت أن افهمه بالإشارة انهم هم الذين يقولون ذلك . وهنا نظر إلي وقال ׃ ولله لو كان هذا الكلام صحيحا لقلته ولما استطاعت قوة على وجه الأرض أن تمنعني من قوله. ولكنه لم يحدث وأنا لا أقول كذبا أبدا.
... وأفهمت أخي بالحكاية من أولها وقلت له إن حمزة استدعاني وأراني تنفيذ حكم الإعدام وطلب مني أن اطلب منك هذا الطلب.
سأل ׃ وهل ترضين ذلك ؟ قلت لا . قال إنهم لا يستطيعون لأنفسهم ضررا ولا نفعا ... إن الأعمار بيد الله وهم لا يستطيعون التحكم في حياتي ولا يستطيعون إطالة الأعمار ولا تقصيرها.. كل ذلك بيد الله والله من ورائهم محيط...
..وبعد أيام سمعنا عن تنفيذ الحكم وقد ضرب أفراد من الجيش اعتمروا الخوذات الفولاذية وتزودوا بالرشاشات الثقيلة حصارا حول سجن القاهرة حيث تم تنفيذ حكم الإعدام بعد أن منع الصحفيون من دخول السجن وطلب منهم مغادرة المنطقة... أما من ناحية الدفن فإنه قد تم من قبل السلطات الرسمية وبصورة سرية في إحدى مدافن القاهرة.

في ظلال القرآن .. تجربة رجل

الأستاذ سيد قطب

لعل من ابرز بركات الصحوة الإسلامية المعاصرة إلى جانب فضلها ودورها الريادي في رفع الغبن عن الذاتية الإسلامية أنها أعادت الاعتبار لكتاب الله كدستور خالد لهذه الأمة وكمنهاج عامل وفاعل وشامل للحياة الإسلامية المنشودة. (1)

وقد كان هذا القرآن الكريم كذلك في عصر التنزيل وما بعده في أيام الراشدين والتابعين إلا أن الأعاصير التي انطلق هديرها منذ "صفين" قويا مدمرا قد أحدثت شروخا وجروحا حادة في العقل المسلم والحياة الإسلامية بصفة عامة وكان لها الدور البارز والمؤثر في تمييع الرابطة المقدسة والمتينة بين المسلمين وكتابهم المنزل وكذلك في تبليد الفهم وتجميد الوعي المطلوب والضروري للإبقاء على الوصال المقدس بين المسلم ودستوره الخالد. (2)

ولولا قوة المسك لهذا الكتاب وألوهية الحفظ له لضاع في أتون الصراعات والغارات التي حلت بالأمة الشاهدة وهذا فضل من المولى ونعمة على الإسلاميين تدبرها والتشمير الجاد لأداء شكرها.. (3)

ولقد زامل القرآن العظيم أجيال المسلمين المختلفة منذ أربعة عشر قرنا ولا يزال فحفظه كثيرون عن ظهر قلب وبرع في ترتيله كثيرون وعكف على تفسير آياته كثيرون ونسخه بخط اليد كثيرون وكتبه بماء الذهب كثيرون...

ولكن قليلون هم الذين جربوا الحياة في ظلال هذا القرآن الحياة بكل ما في هذه الكلمة من معنى ذلك أننا عرفنا كثيرا ممن حفظوا هذا القرآن الكريم حفظ الخزن فهم يرددونه صباح مساء في خوف من تحريف حركاته أو سهو في ترتيب آياته وسوره ... فتعيه ذاكرتهم ولا تعيه قلوبهم...وهذه ليست حياة ولا تجربة حياة في ظلال هذا القرآن و إن كانت ولابد فهي في تقديري جافة كل الجفاف وباهتة كل البهت وساكنة كل السكون. (4)

إن الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه ... والحمد لله . لقد منّ عليّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي . ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر فتباركه وتزكيه لقد عشت اسمع الله سبحانه . يتحدّث إلي بهذا القرآن أنا العبد القليل الصغير ... أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ..أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل.. أي مقام جليل يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟

وعشت في ظلال القرآن انظر من علوّ إلى الجاهلية التي تموج في الأرض والى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة ... انظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال وتصورات الأطفال واهتمامات الأطفال... كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ومحاولات الأطفال ولثقة الأطفال واعجب.. ما بال هذا الناس ؟؟ ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئية ولا يسمعون النداء العلوي الجليل .. النداء العلوي الذي يرفع العمر ويزكيه.

غاية الوجود الإنساني وحركة الإنسان

في ظلال القرآن عشت أتملى ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود... لغاية الوجود كله وغاية الوجود الإنساني وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في شرق وغرب وفي شمال وجنوب ... وأسأل كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن وفي الدرك الهابط وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتفع الزكي وذلك المرتقى العالي وذلك النور الوضيء ؟

وعشت في ظلال القرآن أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله وحركة هذا الكون كما أبدعه الله ثم انظر فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عينا وبين فطرتنا التي فطرنا الله عليها وأقول في نفسي أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم .. يا حسرة على العباد...

وعشت في ظلال القرآن أرى الوجود اكبر بكثير من ظاهره المشهود. اكبر في حقيقته واكبر في تعدد جوانبه . أنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وأنه الدنيا والآخرة لا هذه الدنيا وحدها والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول والموت ليس نهاية الرحلة وإنما هو مرحلة في الطريق وما يناله الإنسان من شيء في هذه الأرض ليس نصيبه كله.

إنما هو قسط من ذلك النصيب وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك فلا ظلم ولا نجس ولا ضياع . على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة حيّ مأنوس وعالم صديق ودود . كون ذي روح تتلقى وتستجيب وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) ..( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن و إن من شيء إلا يسبح بحمده) أي راحة وأي سعة وأي أنس وأي ثقة يفيضها هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح ؟؟

المؤمن .. من ذلك الموكب الكريم

الأستاذ سيد قطب

في ظلال القرآن عشت أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد. إنه إنسان بنفخة من روح الله (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض (وسخر لكم ما في الأرض جميعا)

ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والعلو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة.. جعلها آصرة العقيدة في الله. فعقيدة المؤمن هي وطنه وهي قومه وهي أهله ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها لا على أمثال ما يتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج..

والمؤمن ذو نسب عريق ضارب في شعاب الزمان انه واحد من ذلك الموكب الكريم الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم ׃ نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ( و إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) هذا الموكب الكريم الممتد في شعاب الزمان من قديم يواجه كما يتجلى في ظلال القرآن مواقف متشابهة وأزمات متشابهة وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكرّ الدهور وتغيّر الزمان وتعدد الأقوام يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى والاضطهاد والبغي والتهديد والتشريد

ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو مطمئن الضمير واثقا من نصر الله متعلقا بالرجاء فيه متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من لرضنا أو لتعودنّ في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكنّ الظالمين ولنسكنّنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيدي) موقف واحد وتجربة واحدة وتهديد واحد ويقين واحد ووعد واحد للموكب الكريم... وعافية واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد.

استشعار الهدوء النفسي .. الاطمئنان إلى رحمة الله

في ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ولا للفلتة العارضة (إنا كل شيء خلقناه بقدر) .. (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) وكل أمر بحكمة ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تنكشف للنظرة الإنسانية القصيرة (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) ..(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون) .

والأسباب التي تعارف عليها الناس قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها . ذلك انه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ لاثار والنتائج كما تنتج الأسباب والمقدمات سواء (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) .. (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله).

والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها والاطمئنان إلى رحمة الله وعدله وحكمته وعلمه هو وحده الملاذ الامين والنجوة من الهواجس والوساوس (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم). ومن ثم عشت في ظلال القرآن هادئ النفس مطمئن السريرة قرير الضمير. عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر .

عشت في كنف الله وفي رعايته. عشت استشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها (أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) .(وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير). (والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون).( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) .(فعّال لما يريد)... إن الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء عمياء فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة والمشيئة المطلقة والله يخلق ما يشاء ويختار..

كذلك تعلمت أن يد الله تعمل ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة وانه ليس لنا أن نستعجلها ولا أن نقترح على الله شيئا فالمنهج الإلهي موضوع ليعمل في كل بيئة وفي كل مرحلة من مراحل النشأة الإنسانية وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض أخذ في الاعتبار فطرة هذا الإنسان وطاقاته واستعداداته وقوته وضعفه وحالاته المتغيرة التي تعتريه .

إن ظنّه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض أو يهدر قيمته في صورة من صور حياته سواء وهو فرد أو وهو عضو في جماعة. كذلك هو لا يهيم مع الخيال فيرفع هذا الكائن فوق قدرته وفوق طاقته وفوق مهمته التي أنشأه الله لها يوم أنشأه ولا يفترض في كلتا الحالتين أن مقومات فطرته سطحية تنشأ بقانون أو تكشط بجرّة قلم.

الإنسان... والارتفاع إلى الكمال

الأستاذ سيد قطب

الإنسان هو هذا الكائن بعينه بفطرته وميوله واستعداداته يأخذ المنهج الإلهي بيده ليرتفع به إلى أقصى درجات الكمال المقدر له حسب تكوينه ووظيفته ويحترم ذاته وفطرته ومقوماته وهو يقوده في طريق الكمال الصاعد إلى الله ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل هذا القرآن ومن ثم لم يكن متعسفا ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من هذا المنهج.

إن المدى أمامه ممتد فسيح لا يحده عمر فرد ولا تستحثه رغبة فان يخشى أن يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة . كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين يعتسفون الأمر كله في جيل واحد ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا يصرون على الخطو المتزّن .

وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر وتسيل الدماء وتتحطم القيم وتضطرب الأمور ثم يتحطمون هم في النهاية وتتحطم مذاهبهم المصطنعة تحت مطارق الفطرة التي لا تصمد لها المذاهب المتعسفة.. فأما الإسلام فيسير هيّنا ليّنا مع الفطرة يدفعها من هنا ويردعها من هناك ويقوّمها حين تميل ولكنه لا يكسّرها ولا يحطّمها انه يصبر عليها صبر العارف البصير الواثق من الغاية المرسومة والذي لا يتم في هذه الجولة يتم في الجولة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو المائة أو الألف.

فالزّمن ممتد والغاية واضحة والطريق إلى الهدف الكبير طويل وكما تنبت الشجرة الباسقة وتضرب بجذورها في التربة وتتطاول فروعها وتتشابك . كذلك ينبت الإسلام ويمتد في بطء وعلى هيّنة وفي طمأنينة ثم يكون دائما ما أراده الله أن يكون ... والزرعة قد تسقى عليها الرمال وقد يأكل بعضها الدود وقد يحرقها الظمأ وقد يغرقها الري..

ولكن الزارع البصير يعلم أنها رزعة للبقاء والنماء وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل فلا يعتسف ولا يقلق ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة السمحة الودود.. انه المنهج الإلهي في الوجود كله (ولن تجد لسنّة الله تبديلا).

أصالة الحق في هذا المنهج

والحق في منهج الله أصيل في بناء هذا الوجود ليس فلتة عابرة ولا مصادفة غير مقصودة . إن الله سبحانه هو الحق ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده (ذلك بأن الله هو الحق و أن ما تدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير) وقد خلق الله هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل (ما خلق الله ذلك إلا بالحق) .

(ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك) والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك ( ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر ولا بد للباطل أن يزهق ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق باقية بقاءه في الأرض .

لا صلاح إلا في الرجوع إليه

انتهيت من فترة الحياة في ظلال القرآن إلى يقين جازم حاسم.. انه لا صلاح لهذه الأرض ولا راحة لهذه البشرية ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله.

والرجوع إلى الله .. له صورة واحدة وطريق واحد. واحد لا سواه . انه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم .. انه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها والتحاكم إليه وحده في شؤونها وإلا فهو الفساد في الأرض والشقاوة للناس والارتكاس في الحمأة والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون الهوى ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين )

صورة: إيمان أو لا إيمان

الأستاذ سيد قطب تحت الحراسة

إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس تطوعا ولا نافلة ولا موضع اختيار إنما هو الإيمان أو فلا إيمان (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) فالأمر إذن جدّ . انه أمر العقيدة من أساسها. ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها.

إن هذه البشرية وهي من صنع الله لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتح من صنع الله ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يديه سبحانه وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق وشفاء كل دواء. (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) . ( إن هذا القرآن ليهدي للتي هي أقوم).

ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه ولا تسلك في أمر نفسها وفي أمر إنسانيتها وفي أمر سعادتها أو شقائها ما تعودت أن تسلكه من أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة.

وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع هذا الجهاز ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه فترده إلى المصنع الذي منه خرج ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب. الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه و أنشأه (انه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)

اصل الشقوة العامة

ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة البشرية المسكينة البشرية التي لن تجد الرشد ولن تجد الهدى ولن تجد الراحة ولن تجد السعادة إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير كما ترد الزهيد إلى صانعه الصغير.

ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ونكبة قاصمة في حياتها . نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألمّ بها من نكبات. لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعدما فسدت الأرض فأسنت الحياة وتعفّنت القيادات وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)

تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن وبالشريعة المستمدة من هذا التصور. فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان اعظم ف حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته .

لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا.كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور قبل أن ينشأه لها القرآن إنشاء .. نعم..

لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال والعظمة والارتفاع والبساطة واليسر والواقعية والإيجابية والتوازن والتناسق .. بحيث لا يخطر للبشرية على بال . لولا أن الله أراده لها وحققه في حياتها في ظلال القرآن ومنهج القرآن وشريعة القرآن.

ثم وقعت تلك النكبة القاصمة ونحيّ الإسلام عن القيادة . نحيّ عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى في صورة من صورها الكثيرة . صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان.

عصابة المضللّين

إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ثم يقولون لها اختاري.. اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله وهذا اخداع لئيم خبيث فوضع المسألة ليس هكذا أبدا.

إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني إنما هو مشرّع لهذا الإبداع وموجّه له الوجهة الصحيحة ذلك لكي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض هذا المقام الذي منحه الله له وأقدره عليه ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه وسخر له من القوانين الكنية ما يعينه على تحقيقه ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام والتقيد بشرطه في عقد الخلافة

وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى فهم سيّئو النية شرّيرون يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح و أن تؤوب من المتاهة المهلكة و أن تطمئن إلى كنف الله.

وهناك آخرون لا ينقصهم حسن النية ولكن ينقصهم الوعي الشامل والإدراك العميق هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة ويجعلون للقوانين الطبيعية مجالا وللقيم الإيمانية مجالا آخر ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الإيمانية وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا ابتغوا منهج الله أم خالفوا عنه حكموا بشريعة الله أم بأهواء الناس.

هذا وهم .. انه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ولا مبررّ للفصل بينهما في حسّ المؤمن وفي تصوره.

التصور الصحيح

الأستاذ سيد قطب في قفص الإتهام

وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في ظلال القرآن ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها واثر هذا الانحراف في نهاية المطاف.

(ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النعيم ولو انهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه ( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا) وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

إن الإيمان بالله وعبادته على استقامة وإقرار شريعته في الأرض كلها إنفاذ لسنن الله وهي سنن إيجابية نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحسّ والاختبار. في غياب هذا التصور

... لقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية. هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ولكنها تظهر حتما في نهايته وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه .

لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما . وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا.

وفي الطريق الآخر تقف الحضارة المادية اليوم كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار بينما جناحه الآخر مهيض فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك. لولا انهم لا يهتدون إلى منهج الله وهو وحده العلاج والدواء.

الشريعة والإنسان وبناء المجتمع

إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون فإنقاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثره الإيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون .

والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير اصلها الكبير فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني

ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير ونظافة في الشعور وضخامة في الاهتمامات ورفعة في الخلق واستقامة في السلوك وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود. والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود وعمله وإرادته وإيمانه وصلاحه ونشاطه .

هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود . وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة لهذا الوجود و كلها تعمل متناسقة وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق بينما تفسد آثارها وتضطرب وتفسد الحياة معها وتتشتت الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم .

(ذلك بأن الله لم يك مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين مجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع ولا يوحي تمزيق هذا الارتباط ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق ولا يحول بين الناس وسنة الله الجارية إلا عدو للبشرية يطاردها دون هدى وينبغي لها أن تطارده وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم.

قالوا عنه

الشهيد سيد قطب أمام محكمة الدجوي 1965م

عندما سمع المفكّر الإسلامي الكبير أبو الحسن الندوي نبأ إعدامه بكى وقال: إن هذه الشهادة ليست شهادة الأفراد، وإنها ليست هدراً للدماء، وعبثاً بالحقوق البشريّة والكرامة الإنسانيّة فحسب، وإنها ليست همجيّة وعداءاً سافراً للإسلام فحسب، بل إنها خسارة فادحة للدعوة الإسلاميّة والعلم والأدب، والدراسة والبحث والنقد، ومأساة علميّة ضخمة.

وقال: إن سيد من أولئك الأفذاذ الذين يسعد بهم العالم الإسلامي، وهو من الطراز الأوّل، من صفوة الدعاة ورجال الفكر والأدب الذين تحظى بهم الأمم. وقال الزعيم المغربي علال الفاسي: إن قضيّة سيّد قطب هي قضية داعية مسلم تتشح الرؤية وتستقيم أمام ناظريه، ويعرف السبيل إلى قلوب الناس بعد أن ثبت نور الإيمان في قلبه، واستقامت معالم الفهم في ذهنه، واستحال الإيمان والفهم والتطبيق في دنيا الواقع، وسطر الكلمة لتشق سبيلها ممهّداً إلى مجالها في القلوب والأذهان والنفوس.

ورثاه قائلا:

اترك الحزن والألــم
واحبس الدمع كالنعم

استوى الخطب عندنـا

وسوى الخطب إذ ألم

أي أمر يروعنــــا

بـعد سيل من الأزم

وتحدّث الشيخ محمد الفاضل بن عاشور لأحد محرّري (تونس أفريقيا للأنباء) فقال:

إنّ تنفيذ الحكم بالإعدام على سيّد قطب يعتبره الموقنون بحقيقة جهاده الإسلامي تتويجاً لحياته الماجدة، لأن الشهادة في سبيل الله هي أقصى ما يتطلّع إليه أصحاب النفوس الإسلاميذة المؤمنة المطمئّنة، ولذلك فإن موت سيّد قطب أفرحنا وأحزننا: أفرحنا بما رزقه الله من مقام الشهادة، ونرجو الله أن يجزيه أجر العاملين المستشهدين في سبيله، وأحزننا للفراغ العظيم الذي يتركه في محيط الفكر الإسلامي.

وقال الدكتور عبد الصبور شاهين في مقدمة كتاب (عبقري الإسلام سيّد قطب) تمنيت أن يعيش العبقري سيّد قطب ظروف الحرية والتكريم، وأن تجد الدعوة طريقها إلى بناء المجتمع الصالح، وإنشاء الدولة الإسلاميّة دون هذا البحر من الدماء الذي يراق على أيدي من يدّعون الإسلام زوراً وبهتاناً.

وقال: إنّ ما واجهه سيّد من اضطهاد حاقد مجنون، لم يثنه عن تقديم ما قدّمه من بيان وتأصيل وتنظير إلى الأمة.

فقد كان رجلا سامي القيمة متعدّد نواحي العظمة، فهو زيادة على كونه مجاهداً كاملاً في قضيّة الإسلام، كان إلى جانب ذلك شاعراً، وكاتباً خيالياً، وقصصياً، وناقداً أدبياً، وحكيماً إسلامياً وباحثاً في الثقافة والاجتماع، ودارساً قرآنياً.

كتبت في سيرته عشرات الكتب والدراسات منها:

إعدام سيد قطب

شاهد يروي

الأستاذ سيد قطب في طريقه الى المحكمة

إن في بذل العلماء والدعاة والمصلحين أنفسهم في سبيل الله حياة للناس ، إذا علموا صدقهم ؛ وإخلاصهم لله عز وجل .

ومن هؤلاء الدعاة والمفكرين.. "سيد قطب" رحمه الله ، فقد كان لمقتله أثر بالغ في نفوس من عرفوه وعلموا صدقه ، ومنهم اثنان من الجنود الذين كلفوا بحراسته وحضروا إعدامه .

يروي أحدهما القصة فيقول :

هناك أشياء لم نكن نتصورها هي التي أدخلت التغيير الكلي على حياتنا..

في السجن الحربي كنا نستقبل كل ليلة أفرادا أو جماعات من الشيوخ والشبان والنساء ، ويقال لنا : هؤلاء من الخونة الذين يتعاونون مع اليهود ولابد من استخلاص أسرارهم ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأشد العذاب ، وكان ذلك كافيا لتمزيق لحومهم بأنواع السياط والعصي ، كنا نفعل ذلك ونحن موقنون أننا نؤدي واجبا مقدسا ، إلا أننا ما لبثنا أن وجدنا أنفسنا أمام أشياء لم نستطع لها تفسيرا ، لقد رأينا هؤلاء " الخونة " مواظبين على الصلاة أثناء الليل وتكاد ألسنتهم لا تفتر عن ذكر الله ، حتى عند البلاء !

بل إن بعضهم كان يموت تحت وقع السياط ، أو أثناء هجوم الكلاب الضارية عليهم ، وهم مبتسمون ومستمرون على الذكر .ومن هنا.. بدأ الشك يتسرب إلى نفوسنا.. فلا يعقل أن يكون مثل هؤلاء المؤمنين الذاكرين من الخائنين المتعاملين مع أعداء الله .

واتفقت أنا وأخي هذا سرا على أن نتجنب إيذاءهم ما وجدنا إلى ذلك سبيلا ، وأن نقدم لهم كل ما نستطيع من العون .

ومن فضل الله علينا أن وجودنا في ذلك السجن لم يستمر طويلا.. وكان آخر ما كلفنا به من عمل هو حراسة الزنزانة التي أفرد فيها أحدهم ، وقد وصفوه لنا بأنه أخطرهم جميعا ، أو أنه رأسهم المفكر وقائدهم المدبر (هو سيد قطب رحمه الله) .

وكان قد بلغ به التعذيب إلى حد لم يعد قادرا معه على النهوض ، فكانوا يحملونه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في قضيته .

الإعدام

وذات ليلة جاءت الأوامر بإعداده للمشنقة ، وأدخلوا عليه أحد الشيوخ !! ليذكره ويعظه !! وفي ساعة مبكرة من الصباح التالي أخذت أنا وأخي بذراعيه نقوده إلى السيارة المغلقة التي سبقنا إليها بعض المحكومين الآخرين.. وخلال لحظات انطلقت بنا إلى مكان الإعدام.. ومن خلفنا بعض السيارات العسكرية تحمل الجنود المدججين بالسلاح للحفاظ عليهم..

وفي لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضنا مسدسه الرشاش ، وكان المسئولون هناك قد هيئوا كل شئ.. فأقاموا من المشانق مثل عدد المحكومين.. وسيق كل مهم إلى مشنقته المحددة ، ثم لف حبلها حول عنقه ، وانتصب بجانب كل واحدة " العشماوي " الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم.. ووقف تحت كل راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ .

كان أهيب ما هنالك تلك الكلمات التي جعل يوجهها كل من هؤلاء المهيئين للموت إلى إخوانه ، يبشره بالتلاقي في جنة الخلد ، مع محمد وأصحابه ، ويختم كل عبارة بالصيحة المؤثرة : الله أكبر ولله الحمد .

وفي هذه اللحظات الرهيبة سمعنا هدير سيارة تقترب ، ثم لم تلبث أن سكت محركها ، وفتحت البوابة المحروسة ، ليندفع من خلالها ضابط من ذوي الرتب العالية ، وهو يصيح بالجلادين : مكانكم !

صمود الداعية

الأستاذ سيد قطب في المعتقل قبل إعدامه

ثم تقدم نحو صاحبنا الذي لم نزل إلى جواره على جانبي المشنقة ، وبعد أن أمر الضابط بإزالة الرباط عن عينيه ، ورفع الحبل عن عنقه ، جعل يكلمه بصوت مرتعش :

يا أخي.. يا سيد.. إني قادم إليك بهدية الحياة من الرئيس – الحليم الرحيم !!! – كلمة واحدة تذيلها بتوقيعك ، ثم تطلب ما تشاء لك ولإخوانك هؤلاء .

ولم ينتظر الجواب ، وفتح الكراس الذي بيده وهو يقول : اكتب يا أخي هذه العبارة فقط : " لقد كنت مخطئا وإني أعتذر ... " .

ورفع سيد عينيه الصافيتين ، وقد غمرت وجهه ابتسامة لا قدرة لنا على وصفها.. وقال للضابط في هدوء عجيب : أبدا.. لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول !

قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن : ولكنه الموت يا سيد...

وأجاب سيد : " يا مرحب بالموت في سبيل الله .. " ، الله أكبر !! هكذا تكون العزة الإيمانية ، ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار ، فأشار الضابط بوجوب التنفيذ .

إرتقاء الروح

وسرعان ما تأرجح جسد سيد رحمه الله وإخوانه في الهواء.. وعلى لسان كل منهم الكلمة التي لا نستطيع لها نسيانا ، ولم نشعر بمثل وقعها في غير ذلك الموقف ، " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .. "

المراجع

  1. في ظلال القرآن ،سيد قطب.
  2. معالم في الطريق ،سيد قطب.
  3. لماذا أعدموني وثيقة نسبت لسيد قطب.
  4. شعراء الدعوة الإسلامية ج 4 ص 26 ،جدع وجرار.
  5. الموسوعة الحركية م 1 ص 216 ،فتحي يكن.
  6. الفكر الإسلامي المعاصر ص 219 ،غازي التوبة.
  7. الدراسات القرآنية المعاصرة ص 75 ،محمد السديس.
  8. أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث ص 421 ،فهمي جدعان.
  9. ذكريات لا مذكرات ص 280 ،عمر التلمساني.
  10. النبي والفرعون ص 15 و23 ،جيلز كيبل.
  11. ومضات فكر ص 447 ،محمد الفاضل بن عاشور.
  12. نصف قرن من ذكريات الدكتور محمد مهدي علام ص 24 ،أبو بكر عبد الرزاق.
  13. عبقري الإسلام سيد قطب ،سيد بشير أحمد الكشميري.
  14. مذكرات سائح في الشرق العربي ص 184 ،أبو الحسن علي الحسني.
  15. صحافة الصحوة الإسلاميّة في البلاد العربيّة ص 21 ،محمد علي شاهين.
  16. أعلام الصحوة الإسلاميّة ،محمد علي شاهين

ألبوم صور

الشهيد سيد قطب
 

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(18)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(17)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(16)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(15)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(14)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(13)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(12)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(11)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(10)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(9)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(8)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(7)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(6)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(5)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(3)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(3)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(2)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-(1)

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب-2

سيد قطب (الجزء الأول)

سيد-قطب

سيد قطب (الجزء الأول)

الشهيد-سيد-قطب-وإخوانه-اثناء-محاكمة-1965م

سيد قطب (الجزء الأول)

الشهيد-سيد-قطب-فى-السجن

سيد قطب (الجزء الأول)

الشهيد-سيد-قطب-أمام-محكمة-الدجوى-1965م

سيد قطب (الجزء الأول)

الشهيد-سيد-قطب

السيد سرور

005-سيد-قطب

سيد قطب (الجزء الأول)

الأستاذ-سيد-قطب-وعمر-بهاء-الأميرى(سوريا)ومحمد-محمود-الصواف(العراق)وعلال-الفاسى-(2)



للمزيد عن الأستاذ سيد قطب

كتب ودراسات في سيرتة

مؤلفاتة

مقالات متعلقة

متعلقات أخري

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع وصلات خارجية

مقالات متعلقة

متعلقات

شهادات

بعض أقوال أهل العلم فى الشهيد سيد قطب

.

وصلات فيديو

.