سينتصر العراق بإذن الله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٤٣، ٢ يونيو ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
سينتصر العراق بإذن الله

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

لا زلت أعتقد رغم الحشد الهائل الذي يقوم به الصليبيون في الخليج أن الحرب على العراق ليست هي الاحتمال الأقوى، و إن كان في ظلّ سموم الحقد الصليبي الأعمى الذي يحرّك بوش تبقى كل الاحتمالات قائمة ، و لكن إن قرعت طبول الحرب فهل سيكون انتصار الصليبيين في هذا العدوان الغاشم أمراً حتمياً ؟

هذا ما لا أعتقده ، و إني لأرى أن غطرسة الغرب إنما تقوده إلى نهايته الحتمية إن هو أصرّ على ممارسة العدوان و الإرهاب ضد الأمة الإسلامية ، و قد تكون أول هزائمه بإذن الله في العراق ، و الهزيمة هنا درجات أدناها الفشل في تحقيق الأهداف من هذا العدوان ، و أعلاها الهزيمة العسكرية في ميدان المعركة . و حتى يحقّق العراق ما نتمناه من نصرٍ عزيز ، عليه أن يعدّ لمعركته هذه ما استطاع من قوة ، و أهمّ عناصر القوة الاستعانة بالله و التوكل عليه بصدقٍ و إخلاص ، إن العراق ليس بحاجة إلى نصرة العرب ، فالعرب يعيشون مرحلة العجز التام الذي لا يرى الحكمة إلا في الاستسلام ، فهم لا يستطيعون نصر أنفسهم فكيف سينصرون العراق ؟!! (و الذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم و لا أنفسهم ينصرون) ، .

و على العراق ألا يبني آمالاً على روسيا و فرنسا و الصين ، فتلك الدول فضلاً عن أنها لا تملك أن تمدّ يد العون للعراق فإنها تقدّم مصالحها القومية على مصلحة العراق ، و لولا أن لها مصلحة في عدم ضرب العراق لما تحرّكت هذا التحرّك الخجول ، فنحن ندرك أن العدوان على العراق عدوان على مصالح تلك الدول ، إلا إنها أعجز من أن تنقذ العراق ، .

و لذلك عليه أن ينتصر بالله فإن فعل فلن تهزمه قوة على وجه الأرض مهما عظمت ، (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) ، و اعلموا أهلنا في العراق أنكم إن لم تنصروا بالله فلن تنصَروا بغيره (و إن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده و على الله فليتوكل المؤمنون) ، فيا شعبنا في العراق اعتزوا بالله ، و ثقوا بنصره ، و توكّلوا عليه (و من يتوكّل على الله فهو حسبه) .

و من أسباب القوة الإرادة التي لا تعرف التردّد و الخور ، و هذه من شيَم أهلنا في العراق ، فشعب العراق شعب أبيّ صلب شديد المراس ، تهون الشدائد أمامه و لا يهون ، و إذا فرضت عليه المعركة فكأني به سيتمثل قول الشاعر :

إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً

فما حيلة المضطر إلا ركوبها

و إذا فشل الصليبيون في كسر إرادة الشعب العراق ي في المقاومة – و سيفشلون بإذن الله تعالى - فلن يجنوا من عدوانهم إلا الدموع ، كما قال توماس فريدمان : (إذا اعتمد بوش فقط على وزارة الدفاع لخوض هذه الحرب - و على "كارل روف" للبحث عن نقاط الضعف فيها - فحينها لن يكون أمامنا سوى جني الدموع) ، فالمعركة في نهاية المطاف معركة إرادات و علينا أن نوطّن النفس على أننا يجب أن ننتصر فيها ، فأوّل دركات الهزيمة الإحباط و اليأس و التشاؤم ، و لا أعتقد إلا أن شعب العراق قد عافاه الله من تلك الأمراض الخطيرة .

و من أسباب القوة أن يكون لدى العراقيين جيش من الاستشهاديين ، فأعداء الله و أعداء هذه الأمة جبناء ، فهم يحرصون على الحياة حرص المسلمين على الشهادة ، و العمليات الاستشهادية المزلزلة كفيلة بأن تقذِف في قلوبهم الرعب ، و الرعب أول مسوغات الهزيمة ، فلا بد من تنظيم آلاف الخلايا الاستشهادية و أن يكون لها جهازها السري ، و أن توفّر لها الإمكانات من الآن ، و أن تكون لديها آلاف الأحزمة الناسفة المتطوّرة و شديدة الانفجار و التأثير ، فالدفاع عن الوطن ضد الهجمة الإرهابية الصليبية يحتاج إلى الذين يتوقون إلى الجنة ، و أقصر الطرق إلى الجنة الموت في سبيل الله ، فما أحوجنا أن نرى الأمهات في العراق تعلو وجوههن نضارة البشر ، و قسمات الرضى و هن يودّعن فلذات أكبادهن و هم ذاهبون إلى مواطن الشرف ، مواطن الشهادة ، ليعلم أعداء الأمة أن الحفاظ على الكرامة و الوطن أغلى من الحياة ، و أمهاتنا في العراق كأمهاتنا في فلسطين يجدن بفلذات الأكباد و لا يجدن بالكرامة .

و على العراق أن يعدّ قوافل الاستشهاديين إيمانياً ، و لا يكون ذلك إلا بالتقائهم على موائد القرآن ، فكتاب الله أقوى محرّض على الرجولة و الشرف ، فلا مكان فيه للضعف و الوهن (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين) ، إن هؤلاء الرجال القرآنيين قادرون بإذن الله كما هو الحال في فلسطين على زلزلة أركان العدو مهما بلغت قوته ، و قادرون بعون الله على إلحاق الهزيمة به مهما تعاظم بطشه ، فشتّان شتان بين طلاب الشهادة و طلاب الدنيا .

و من أسباب القوة أن تكونوا أهلنا في العراق صفاً واحداً على اختلاف مشاربكم ، فكلّكم في بؤرة الاستهداف لن تفرّق بينكم قنابلهم و لا حممهم ، فكونوا يداً واحدة ، و قلباً واحداً ، فيد الله مع الجماعة (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص) ، و إن عدوّكم يراهن على بث الفرقة بينكم حتى يتمكّن من احتلال وطنكم دون أن يتكبّد ثمناً لذلك ، و ستجدون من بينكم من يتعاون مع العدو أمنياً ، يقدّمون مصالحهم على مصلحة الوطن ، هؤلاء ليسوا منكم فهم منهم (و من يتولّهم منكم فإنه منهم) ، و رهان العدو عليهم سيمنى بالفشل لا محالة .

و من أسباب القوة أن تفتحوا الأبواب للمجاهدين من أبناء هذه الأمة الإسلامية ليقوموا بدورهم في الدفاع عن أرض المسلمين ، فهزيمة الصليبيين في العراق ستوقف زحفهم نحو باقي ديار المسلمين ، فمطامعهم أبعد من حدود العراق و فلسطين ، و غاياتهم أبعد من السيطرة على الأرض و الثروات و إن كانت تلك السيطرة بعض أهدافهم ، فهم في واقع الأمر يستهدفون عقيدة هذه الأمة بعد احتلال الأرض و نهب الثروات (و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا) ، فأعطوا المجاهدين فرصة ليصدّوا هذا العدوان الغاشم ، و على المجاهدين أن يزحفوا من كلّ مكانٍ للذود عن أرض العراق ، و لولا أننا في معركة مع أذناب الصليبيين في فلسطين لكان شعبنا في فلسطين أول من يزحف لنصرة أهلنا في العراق .

فمعركة العراق كمعركة فلسطين هي معركة الأمة و على الأمة أن تأخذ دورها و توظّف إمكاناتها لنصرة العراق ، و أقول لمن هزمه الواقع سينتصر العراق بإذن الله .

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.