شبهات الليبراليين حول الإخوان دعاة المرجعية الإسلامية .. عرض ونقض

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٤٦، ١٠ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شبهات الليبراليين حول الإخوان دعاة المرجعية الإسلامية .. عرض ونقض


مدخل

قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه عندما أراد المرتدون أن يأخذوا جزء من الإسلام دون جزء ، فقالوا نقيم الصلاة ولا نؤتى الزكاة ، فأقسم ليقتلن من فرق ين الصلاة والزكاة .

في البداية نؤكد على أن العلاقة بين الدين والسياسة لم تغِب في حضارتنا، بل تبدأ جذورُها من الحقبة الفرعونية، فالأصل في الحضارة العربية الإسلامية وفي الثقافة المصر ية أن الحياة من خلال الإطار الحاكم للتعاليم الدينية؛ حيث يصبح الدين منظِّمًا للحياة وبالتالي منظمًا للسياسة، والعلاقة بين الدين والسياسة تقوم على انتظام السياسة في إطار القيم والعقائد والمبادئ والمقاصد الدينية، ونفس الأمر ينطبق على الحياة والنظام العام، حيث تنتظم حياة الجماعة المصر ية في إطار القواعد والمبادئ الدينية.

ونؤكد أننا بصدد حملة التشوية التى أقامتها الاتجاهات الليبرالية والعلمانية ضد الإخوان المسلمين فى مصر فى الفترة بعد ثورة 25 يناير حتى انتخابات مجلس الشعب التى بدأت مرحلتها الأولى فى 28 /11/ 2011م . وذلك لأهداف معينة ويمكن أن نلخص الأسباب التى دفعت إلى حملة التشويه ضد الإخوان فى النقاط الآتية :

1- تمسك الإخوان بالمرجعية الإسلامية للدولة ،والاحتفاظ بها فى الدستور الجديد تعبيراعن الهوية الإسلامية للدولة، ومزوالة نشاطهم السياسى بمرجعيتهم الإسلامية ، وهو ما لا يريده العلمانيون واليبراليون واليساريون .
2- مناهضة الإخوان للمشروع العلمانى الذى يحاول الليبراليون والعلمانيون واليساريون أن يكون له وجود فى الدستور الجديد للبلاد، وهو ما يرفضه الإخوان .
3- تمسك الليبراليين والعلمانيين واليساريين بفصل الدين عن السياسة ، وبالتالى فهم يهاجمون كل حزب سياسى بمرجعية إسلامية ، وسوف نرى أن انتقاداتهم للإخوان تركزت على هذه النقطة .
4- الهدف السياسى ممثلا فى صرف الناس عن التصويت للإخوان فى الانتخابات البرلمانية .

لهذا نجد أن دور جماعة الإخوان تركَّز في مقاومة أي محاولة له لتهميش الدين في الحياة والنظام العام؛ ولهذا ظهرت الجماعة بعد إلغاء الخلافة الإسلامية، فهي محاولةٌ لاستعادة النظام التاريخي الحضاري للأمة، وعلينا أن نؤكد أن الوضعية المركزية للدين في الحياة والنظام العام تحافظ على دور الدين في حياة المسلم والمسيحي، فالعلمنة ستكون ضد مكانة الدين في حياتنا جميعًا القبطي والمسلم على حدٍّ سواء.. (1)

وقد لجأت السلطة المستبدة إلى إقصاء الإسلام السياسى عن الحكم ، ونظرا لأن الشعب مهما استكان للظلم وطغيان الحاكم واستبداده ، فإنه لا يقبل المساس بدينه والإساءة إليه بأى حال من الأحوال ، والأنظمة البائدة مدركة لمكانة الدين فى النفوس ، لذا لجأت فى دعوتها إلى محاربة أنصاره ، وتشويه صورتهم فى وسائل الإعلام المختلفة وإلصاق تهم التطرف والإرهاب بهم ، وتخويف المجتمع منهم ، وإبعادهم عن العمل السياسى بصورة متنوعة ، وإذا أصروا على العمل السياسى فعليهم أن يتخلوا عن فكرهم الإسلامى فى العمل السياسى ، و صدر القانون 40 لسنة 1977 الخاص بنظام الأحزاب السياسية ، فى الباب الأول ، المادة 4 ، ثالثا : عدم قيام الحزب فى مبادئه أو فى برامجه أو فى نشاطه أو فى اختيار أعضائه على أساس دينى.. (2)

وبذلك يكون إقصاء الإسلام عن العمل السياسى قانونيا لتخلو الساحة السياسية من الإخوان والتيارات السياسية الراغبة فى العمل السياسى ويتم استغلال الإعلام فى الترويج لحملة فصل الإسلام عن السياسة ، وتعقد برامج وحوارات يتكرر فيها عبارات محددة ، ومنها : إدخال الدين فى السياسة .. واستغلال الدين فى العمل السياسى .. وخداع الشعب المتدين بالشعارات الدينية .. والمتاجرة بالدين .. والاستبداد السياسى باسم الدين .. وإقحام الدين فى السياسة يجرح مشاعر الأقباط وضد مبدأ المواطنة ....وهكذا .

ومن ناحية أخرى منع الإخوان من الظهور فى وسائل الإعلام التابع للدولة ، بل وعدم ظهور إعلامية محجبة ، أو إعلامى ذى لحية ، ومنع كذلك الإخوان من الكتابة فى الصحف القومية أو ذكر أخبارهم إلا إذا كان الغرض من ذلك التشوية ، وتذكر الإخوان بلفظ (المحظورة )، ولا غروفإن ربك لبلمرصاد ، فالحزب الوطنى أصبح اليوم محظورا.ولجأ إعلام النظام البائد إلى انتاج أعمال دارمية تشوه تاريخ الإخوان لترسيخ الصورة فى أذهان الناس ، فتم فى رمضان 1432هـ / سبتمبر 2010 عرض مسلسل (الجماعة) لتشويه تاريخ الإخوان.

أبرز الأحداث المؤثرة فى تلك الحملة عقب ثورة 25 يناير :

مرت الحياة السياسية فى مصر بحالة من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى بعد الثورة ، وقد دفع ذلك الاتجاهات السياسية المختلفة للإعلان عن نفسها وبرامجها بعد حل مجلس الشعب والشورى وتعطيل العمل بالدستور،والسماح بتكوين الأحزاب ، ومن أبرز الأحداث التى مرت بها مصر فى تلك الفترة :

  • المظاهرات المليونية : استمرت المظاهرات المليونية فى التحرير للضغط على المجلس العسكرى لاستكمال متطلبات الثورة .فبعد شهور من تنحى مبارك وظهوروثيقة المبادىء فوق الدستورية ، انقسمت القوى السياسية وأصبح لكل منها رأي يخالف الآخرين ، ونظم أصحاب كل رأى مظاهرات لتوضيح رأيه ، فكان الميدان مسرحا للتعبير عن الآراء للجميع .
  • محاكمة النظام السابق : تحت الضغط الشعبى تمت محاكمة مبارك ونظامه عن جرائم الفساد وقتل المتظاهرين ثم عرضت المحاكمات علانية ، حيث اتفقت القوى السياسية على مظاهرات مليونية لمحاكمة رموز الفساد وعلى رأسها مبارك .
  • الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى 19 مارس 2011 : انحازت الأحزاب والاتجاهات الليبرالية والعلمانية واليسارية وائتلاف شباب الثورة ...وغيرهم إلى الرفض ، وانحاز الإخوان والتيار الإسلامى إلى التصويت بالموافقة ، و كان نتيجة الاستفتاء 77.2% بالموافقة. وبناء عليها تتم انتخابات مجلس الشعب والشورى وينتخب مجلس الشعب لجنة لصياغة الدستور بالتوازى مع الانتخابات الرئاسية .
  • أعلنت الاتجاهات الليبرالية والعلمانية واليسارية القبول بتائج الاستفتاء ظاهرا ثم سعت إلى الالتفاف عليه ، ونظمت حملة للمطالبة بالدستور بأولا فى الصحف والبرامج المختلفة ، وأنهم على استعداد لمظاهرة مليونية للمطالبة بالدستور أولا خلافا للأغلبية التى اختارت الموافقة على التعديلات الدستورية .
  • المبادىء فوق الدستورية: سعت الاتجاهات الليبرالية والعلمانية واليسارية إلى ايجاد آلية تعبر عن فكرهم فى الدستور الجديد بعد أن حالت نتيجة الاستفتاء بينهم وبين ما يطمحون فيه ، فسعوا إلى وضع مبادىء دستورية توضع فى الدستور الجديد تكون مبادىء حاكمة للدستور ، وأشرف عليها د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء ، وعرفت بالمبادىء فوق الدستورية ، وانتهت بالفشل واستقالة د. يحيى الجمل .وقد رفض الإخوان الوثيقة لأنها التفاف حول الإرادة الشعبية فى استفتاء 19 مارس 2011.
  • وثيقة د. على السلمى : لم تيأس الاتجهات الليبرالية والعلمانية واليسارية ، فاتجهت إلى إعادة مشروعها مع د. علي السلمي نائب رئيس الوزراء وخليفة د. يحيى الجمل ، فأعد وثيقة لتكون مبادىء دستورية تجعل القوات المسلحة لها سلطة فى الدستور الجديد ، وقد عرفت الوثيقة باسم وثيقة السلمى ، وقد عارضها الإخوان والاتجاه الإسلامى والتحالف الديمقراطى الذى يقوده حزب الحرية والعدالة ، وأوضح الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي للجماعة, عضو مكتب الإرشاد, أن الحديث عن توقيع الإخوان لأية وثيقة تدعو لوثيقة حاكمة للدستور غير صحيح, ولا يجوز مطلقا لأي شخص أن يروج مثل هذه الشائعات, لأن فكرة الزام الجمعية التأسيسية المعنية بصياغة الدستور أمر مرفوض, وتقييد لإرادتها وإرادة الشعب الذي سينتخبها.. (31)

ولما وجد المعارضون للوثيقة الإصرارعليها نظموا مظاهرة مليونية فى ميدان التحرير يوم 18 /11/ 2011 ثم تلتها الأحداث الدامية فى التحريريوم 19و20و21و22 وانتهى مصير الوثيقة باستقالة الوزارة بما فيها د.على السلمى . وقد دفع ذلك الموقف من الإخوان الليبراليين والعلمانيين واليساريين إلى الهجوم على الإخوان المسلمين ، وإلصاق الاتهامات بهم .

  • أبرز الأحداث الدامية : وقد وقعت أحداث دامية خلال تلك الفترة ، منها : ما حدث من الاعتداء على كنيسة إطفيح بالجيزة ، وفى امبابة بالقاهرة من الاعتداء على الكنيسة ، ثم حادت الماريناب فى أسوان فتبعها تظاهر الأقباط أكثر من مرة أمام ماسبيرو ثم مظاهرة فى يوم الأحد 9/10 /2011انطلقت من شبرا إلى ماسبيرو فحدثت أحداثا دامية أدت إلى قتل نحومن ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى من الشرطة والمتظاهرين .وقد أدان الإخوان العنف بكل وسائله ، وأعربوا عن أسفهم لسقوط ضحايا مصر يين .
  • ووقعت كذلك أحداث دامية بالتحرير يوم 19/11/2011 وتبعها أحداث شارع محمد محمود وما بعدها انتهت بأكثر من ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى ، وقد دعت أطراف إلى التظاهر والاعتصام من جديد فى التحرير حتى تنازل المجلس العسكرى لمجلس رئاسى مدنى .ورفض الإخوان العنف ضد المتظاهرين ، ولم يؤيدوا الاعتصام ولم يشاركوافى بالتحرير ، مما أدى إلى انتقادات عديدة للإخوان ، فكان رد الإخوان برغبتهم فى استقرار الأوضاع خاصة والبلاد مقبلة على انتخابات مجلس الشعب ، وهو ما ينادى به المتظاهرون والسبيل الوحيد للتحول الديمقراطى من الحكم العسكرى، وهم لم يعيبواعلى المشاركين فى المظاهرات والاعتصامات ، فكذلك ينبغى على الآخرين أن يحترموا رأى الإخوان ، فالكل له الحرية فى أن يختار الموقف الذى يرتضيه بحرية.
  • ثم أحداث مجلس الوزراء يوم الجمعة 9/12/2011التى انتهت بأكثر من عشرين قتيلا وعشرات الجرحى ، وحرق المجمع العلمى .وقد أدان الإخوان استخد ام العنف وسقوط ضحايا


المبحث الأول : صور من شبهات الليبراليين حول الإخوان بعد ثورة 25 يناير

أولا: أساس الخلاف بين الإخوان والليبراليين ـ العلمانيين

1- رؤية كل منهما لوضع الإسلام فى الدولة

إن تصور الإخوان الفكرى للإسلام أنه شامل فى تطبيقه حياة الفرد والجماعة ، ويربط الحكم وإدارة الدولة بقيمه ومبادئه ، بينما يري الليبراليون .. (4) أن الإسلام سلوك فردي يمارس بحرية ، فهو علاقة بين العبد وربه دون أن يكون له أثر فى إدارة الدولة ، فإدارة الدولة لا دخل للإسلام (الدين ) فيها ، فمن أهم مبادىء الليبرالية الحرية وفصل الدين عن الدولة . فيظل الإسلام (الدين) علاقة روحية لاشأن له بدنيا الناس ، وهى جوهر العلمانية.. (5)

2- الخلاف بين المفاهيم الفكرية الإسلامية والعلمانية

إن الخلاف بين الإخوان المسلمين والليبراليين ـ العلمانيين إنما هو خلاف فى المفاهيم الفكرية العليا لكل منهما ، خلاف بين المنهج الإسلامى والعلمانى . فثمة خلاف عميق بين كل من العلمانية والإخوان ، وتصور كل منهما لنموذج النهضة التى يريد بناؤها فى البلاد وللمواد الحضارية التى تستعمل فى هذا البناء مما يضرب بينهما حاجزا من الظلمة وعدم الفهم .. (6)، وتلك هى نقطة الخلاف بين الإخوان والعلمانيين والتى تغيب عن كثيرين ممن يتصدون للكتابة التاريخية عن الإخوان ، فيضلون الحقيقة ويقدمونها مشوهة لا تمت لها بصلة.
وقد ابتعد المستشار طارق البشري عن الحقيقة فى الطبعة الأولى لتاريخ الإخوان فى كتابه (الحركة السياسية فى مصر) ثم بعد أن فهم حقيقة الخلاف بين الإخوان والعلمانية عاد لتصحيح رأيه فى الطبعة الثانية ، فيقول: صرت الآن أفهم مال يغفل عنه العلمانى الوطنى ، وهو وضع المسألة من الناحية التاريخية بالنسبة لمن الأصيل ومن الطارىء، فالعلمانى الوطنى يرى أن ابتعاد الدنيا عن الدين هو كبعد الأرض عن السماء ، ويرى منهجه هذا هو من طباع الأشياء ، وهو فى صياغته للحقائق التاريخية لا يدرك أن نظرته تلك نبت وافد حديث .وأنها لم تفد قبل يومنا هذا بأكثرمن قرن من الزمان، ولم تكن فى البيئة الفكرية الحضارية المصر ية قبل مطلع القرن العشرين ، ولم تتمكن وتكسب شرعيتها الوطنية قبل ثورة عام 1919... (7)

3- رفض العلمانيين للإسلام السياسى

بالرغم من أن فكرة فصل الدين عن الدولة ظهرت فى أوربا كخيار للمجتمعات فى أوربا ، إن أن العلمانيين يريدون تطبيقها فى بلاد المسلمين ، وكأنها الأصل فى البيئة الإسلامية ، ويعيبون على الإخوان ويلصقون بهم مختلف التهم لأنهم يخلطون الدين بالسياسة على حد تعبيرهم ،فالمشكلة الأساسية فى رفض فكرة أن الإسلام دين ودولة ، ولا يرغبون فى التوافق حولها أو العدول عنها ، فكيف يقبل مجتمع إسلامى بغرس فكرة أجنبية يرفضها دينه ؟ وهل يقبل المجتمع الفرنسى العلمانى بالفكرة الإسلامية أن تطبق عليه ؟ فالإجابة عن السؤال الأخير هى نفسها عن السؤال الأول .

4- عدم التوافق حول النقاط المشتركة

المرجعية الإسلامية للدولة هى من ثوابت فكر الإخوان المسلمين ، والأفكار المتنوعة فى المجتمع تدل على الثراء الفكرى ، فلا يمكن أن يمتلك فصيل سياسى الحقيقة الكاملة المجردة من الزلل ،إن الإيمان بأن التنوع الفكرى يفضى إلى التكامل حينما يتفق الجميع على أن حرية الرأى مكفولة للجميع ، ويحترم كل منهم رأى الآخر بالرغن من اختلافه معه ، فلا يمكن بحال أن تكون العقول والثقافات والرؤى واحدة .
والنقاط المشتركة بينهما فى التصور العام للدولة أنها : مدنية ،ديمقراطية ، دستورية ، تقوم على المواطنة واحترام الحريات ، والتعددية السياسية ، والتداول السلمى للسلطة عن طريق الانتخاب،واحترام الدستور والقانون و حق الشعب فى الاختيار.
لكن الليبراليين ـ العلمانيين يريدون أن يكون التصور العام للدولة بمرجعية علمانية وفقا لمفهومهم .وهو ما يحاولون فرضه ويرفضه الإخوان . ولعل الرئيس التوافقى فى تونس بعد الثورة المنصف المرزوقى يشير إلى التوافق الذى تم بينهم وبين حزب النهضة الإسلامى بأنه تم الاتفاق حول النقاط المشتركة بين العلمانيين والإسلاميين ، فالعلمانيون يؤكدون على احترام الحريات والدستور والمواطنة ، والإسلاميون يؤكدون على العروبة والإسلام للدولة ، وتم الاتفاق على احترام مبادىء الطرفين .وأعلن أن الشعوب الإسلامية اختار الإسلام هو الحل فانتخبت الإسلاميين.
والإخوان يؤمنون باختلاف الرأى ويرفضون فرضه بالقوة ويحاولون الالتقاء مع الآخرين حول النقاط المشتركة ، لذلك تمكنوا من التحالف فى الانتخابات البرلمانية التى بدأت مرحلتها الأولى فى مصر يوم 28 /11/2011 وخاضوا الانتخابات تحت مظلة )حزب الحرية والعدالة ) وضم التحالف احزابا يسارية وليبرالية ، وامتنعت أحزاب يسارية وليبرالية أخرى عن المشاركة واختارت لها طريقا آخر لكنها لم تحترم رأى مخالفيها ، فاستمرت فى حملتها فى تشويه صورة الإخوان ورفض المرجعية الإسلامية للدولة شكلا وموضوعا ولا يرفضون التوافق حولها بصورة تبعد كثيرا عن حرية الرأى والتعبير .
الغريب أن الفكر العلمانى نبت غريب يرفضه المجتمع المصرى ، ومع ذلك نجد العلمانيين يصرون على فرضه بأساليب متنوعة ، ويمارسون فرض رأيهم على من يريد العمل السياسى ، فعليه أن يلتزم بشروطهم فى فصل الدين عن الدولة أولا ، لذلك فإنهم يشترطون على الإخوان فى ممارسة العمل السياسى و تأسيس حزب سياسي بمرجعية إسلامية ; بشرط أن يكون: حزبا مصر يا لا فرعا لتنظيم دولي, وعلنيا لا نصف سري, ومدنيا لا شبه عسكري, وبديلا لا ذراعا للجماعة, وباسم يوجز برنامجه, لا مسمي يوحي بأنه الناطق باسم الإسلام !.. (8)
إن الليبراليين والعلمانيين رفعوا أنفسهم منزلة عالية جعلتهم يمارسون الوصايا على الشعب فيصدرون الأحكام على من يريد العمل السياسى ، ولابد من القبول بتلك الشروط . بل إن أحدهم يريد أن يقوم من بيدهم السلطة باضطهاد الإخوان لإحداث التوازن فى المجتمع ولإرضاء الأقباط على نحو ماكان يفعل الطاغية المخلوع حسني مبارك ، فيقول: فإن «التوازن» الذى كان يقيمه نظام الرئيس السابق مبارك فى كبح جماح تيار الإسلام السياسي المتطرف الذى يعادى الأقباط كان سبباً فى صمت الأقباط... (9)
لقد بلغ جنون العظمة بالعلمانيين والليبراليين مبلغا جعل الشعب يلفظهم فى أول انتخابات برلمانية نزيهة بعد ثورة 25 يناير .

ولنتطرق إلى شبهات الليبراليين على الإخوان ، ومن أهمها:

ثانياً: تشويه صورة الإخوان فى تناول الأخبار الصحفية

لقد تحاملت صحف كثيرة على الإخوان ،منها التى استمرت على سياستها العدائية تجاه الإخوان لأسباب فكرية وحزبية كما كانت قبل ثورة 25 يناير على نحو ما نجد فى صحيفة (روزاليوسف).
وصحف هاجمت الإخوان بعد ثورة 25 يناير تعبيراعن سياتها العامة من الإخوان ،ومنها صحف : الدستور ، والمصرى اليوم والأخبار..وغيرهم .
وأما الصحف القومية : الأهرام والجمهورية بعد ثورة 25 يناير فقد اتخذت منحى أكثر اعتدال تجاه الإخوان منها قبل الثورة خاصة بعد تغيركثيرمن رموز النظام السابق من إدارتها ،وأن كانتا لم تتجردا تجردا كاملا إلا أن التحامل فيهما تجاه الإخوان قليل مما يجعل القارىء يشعر بأن ثمة تحسن فى الأداء بعد الثورة ، ولا ينم التحامل عن سياسة موجهة ، ومنها ما نلمسه من نعت الإخوان والتيار الإسلامى بالتيار الدينى أو الجماعات الدينية ، أو أنصار الدولة الدينية، فى حين تصف العلمانيين والليبراليين واليساريين بالتيارات المدنية ، والأحزاب المدنية وأنصارالدولة المدنية.. (10)
ونقدم نماذج من حملة التشويه المنظمة التى قامت بها الصحف على الإخوان المسلمين فى أعقاب ثورة 25 يناير حتى بداية انتخابات مجلس الشعب فى 28 / 11/ 2011 ، والتى يحمل أصحابها فكرا مختلفا مع فكر الإخوان ، وتلك الحملة ركزت على عوامل محدد،وحتى لا نطيل فى الاستشهاد بالنصوص ، فإننا نقتصرعلى نماذج من اثنين منها ، هما : صحيفتا الدستور، وأخبار اليوم ، ومن ذلك على سبيل المثال :

1- إظهار الانقسام داخل الجماعة وتمرد الشباب ، ويبدو ذلك واضحا من العناوين المغرضة التى تقدمها الصحف لتؤكد هذا الهدف ومنها:

  • شباب الإخوان يتسربون من الجماعة ويسحبون توكيلاتهم من حزب الحرية .. (11)
  • خاص.. ممثلو الإخوان في ائتلاف الثورة يؤسسون حزب التيار المصري .. (12)

-2 تصادمهم مع القوى المتحالفة معها ومهاجمتهم السلفيين ، ومن ذلك على سبيل المثال :

3- السخرية والاستهزاء وإظهار أن المجتمع ضدهم ،ومن ذلك :

  • القوى السياسية تهاجم الإخوان المسلمين فى ساحة مسجد القائد إبراهيم ...أجبرشباب القوى السياسية جماعة الإخوان المسملين على الانسحاب من مظاهرة اليوم الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم ،ورشقوا سيارتهم بزجاجات المياة الفارغة .. (15)
  • ... الإخوان المسلمون: هدفنا في الخلافة الراشدة بات قريباً.. (16)
  • جماعة الإخوان في موقف عبده الأطرش من مطالب الثوار بيتى بيولع ، ورايح أطفي نار بيت تاني، هكذا كان موقف الإخوان المسلمين الذين نظموا مليونية لا لهدم الأقصى، رغم التهاب الأحداث الداخلية في البلاد.. (17)
  • إخواني ولا تحب تضحك معانا:
عبر زوار الفيس بوك أمس واليوم عن أرائهم في نتائج انتخابات المرحلة الاولي التي سيطر فيها الإخوان ممثلين عن حزب الحرية والعدالة، والسلفيون ممثلين عن حزب النور:
قالوا إن الإخوان سيطبقونها بعد اكتساحهم في الانتخابات وهي : تغيير اسم الطريق الدائري إلي الصراط المستقيم، الشتيمة هتتوحد وتبقي تباً لك، مؤمن هيبقي الدليفري الوحيد في مصر ، درينكيز هتبيع سوبيا .. (18)
  • معتصمو التحرير يلقون القبض علي بلطجي :
قام معتصمون التحرير بإلقاء القبض علي أحد الأشخاص البلطجية، اليوم الأحد 20 نوفمبر، يحمل في يده سلاحا أبيض، معتقدين أنه أحد أفراد الشرطة. وردد المتظاهرون بعدها هتافات موجهة ضد الأحزاب وحكومة عصام شرف وجماعة الإخوان وكافة التيارات الإسلامية.. (19)

4- إثارة مخاوف المجتمع من الإخوان بأسلوب مغرض، ومن ذلك :

  • ملحنون ومطربون يتوقعون مستقبل الأغنية في عصر الإخوان .. (20)
  • شباب الإخوان يحذر وسائل الاعلام من التضليل...وقالوا: إذا قامت وسائل الإعلام بتضليل الرأي العام وتشويه صورة مليونية المطلب الوحيد، فسوف يتم محاصرة مبني ماسبيرو، وعدم السماح للإعلاميين بمزاولة عملهم، واقتحام المبني .. (21)
  • المصر يون الأحرار : الإخوان يعيدون تجربة الوطني(22)
  • أخبار اليوم: البرلمان الإسلام ــي ..هل يهدد الفن المصري ؟!:
أثار فوز الإخوان المسلمين والسلفيين بأغلبية المقاعد في المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية مخاوف الكثير من المواطنين وخاصة العاملين في المجال الفني من كتاب ومؤلفين وفنانين ومنتجين حول طبيعة المرحلة القادمة.. خاصة أن مصر مركز للإبداع والتنوير من خلال الأفلام والمسرحيات والمسلسلات.. (23)
  • استياء المرشدين السياحيين من تصريحات الإخوان:
أعربت نقابة المرشدين السياحيين بالإسكندرية عن استيائها من تصريحات أحد أعضاء الهيئة العليا لجماعة الإخوان المسلمين الفائز بانتخابات مجلس الشعب بمحافظة بورسعيد في أحد البرامج التليفزيونية , والذي اتهم فيها المرشدين السياحيين المصريين بانهم يخبرون السائحين بأن من قام ببناء الأهرامات هم اليهود.. (24)
ما تزال نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات المصر ية تشغل الصحف العربية، إذ تحدث بعضها عن احتمال نشوب نزاع بين الجيش المصري والإخوان المسلمين، في حين استأثر خبر نفي وفاة الرئيس المصر ي حسني مبارك علي عناوين عدد من الصحف الأخري.. (26)
في إطار تصريحات بعض الإسلاميين المتشددة فيما يتعلق بالسياحة، تناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ما وصفته بالرؤية الإخوانية للسياحة الخالية من المنكرات، والتي تقوم علي حرمان النساء من ارتداء المايوه البيكيني، ومنع تقديم الخمور في الفنادق والمنتجعات السياحية، وتشير الصحيفة أن عدد مواطنيها الذين يذهبون للسياحة سنويا في مصر يصل إلي 1.4 مليون سائح.. (28)

5- إبراز علاقتهم بأمريكا وإسرائيل وتأييد الدول الأجنبية لهم ، ومن ذلك :

كشف عدد من الصحفيين الفرنسيون الذين حضروا لتغطية الانتخابات البرلمانية, اليوم الخميس أول ديسمبر، تلقيهم تعليمات رسمية مشددة من وزارة خارجية بلادهم بتجاهل سلبيات الإخوان وقالت كبيرة مراسلي الشئون الخارجية بصحيفة لوجورنال دي ديمانش الأسبوعية، كارين لاجون، إن التعليمات شملت التغاضي عن أية سلبيات أو ملاحظات قد تعطي صورة سلبية عن جماعة الإخوان المسلمون أو حزب الحرية والعدالة .. (32)
  • دبلوماسي فرنسي: الشاطر طمأن أمريكا علي مصالح إسرائيل:
كشف مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع المستوي، اليوم الخميس أول ديسمبر، أن هناك اتصالات جرت بين دول غربية والإخوان المسلمون، أدت إلي تقارب وجهات النظر بينهما وقال المصدر، في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، إن الرجل الثاني في الجماعة، خيرت الشاطر، قام في الآونة الأخيرة بعدد من الجولات المكوكية في واشنطن والعواصم الأوروبية .. (33)


ثالثاً: الإفتراء على الإخوان فى المقالات الصحفية

يمكن أن نلخص حملة تشويه الإخوان فى المقالات الصحفية والتى تدور بالأساس حول فكرهم الإسلامى وتمسكهم بالمرجعية الإسلامية في:

1- خلط الدين بالسياسة

ينطلق الليبراليون والعلمانيون فى انتقاداتهم للإخوان منهجهم فصل الدين عن السياسة ،فالشرط عند العلمانيين لمن يريد ممارسة السياسة أن يطبق منهجهم ، ونتيجة تمسك الإخوان بالمرجعية الإسلامية فإنهم بذلك ضد الديمقراطية ومدنية الدولة والدستور والمواطنة ، فمن أقوالهم عن الإخوان :
ولقد يبدو فيما يقوله الإخوان الآن وينشرونه علينا أنهم غيروا موقفهم السلبي من الديمقراطية. لكننا نفاجأ بأفعال تكذب الأقوال. وهو تناقض لابد أن يقع فيه كل من يخلط الدين بالسياسة.. (34)
الدين نشاط روحي, والسياسة نشاط عملي. والدين مطلق, والسياسة نسبية، فكيف يجتمعان؟ لابد إذن أن يصطدما وأن تتناقض الأفعال مع الأقوال. لأننا في الكلام أحرار نقول ما نشاء. فاذا دخلنا ميدان الفعل واجهنا العقبات ورأينا المغريات ، واضطررنا للتوقف هناك والاندفاع هنا. وهي مشكلة لا يجد الإخوان لها حلا بالإغراق في الخلط وفي تحويل النشاط السياسي إلي نشاط ديني . (35)
يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأي طريقة .. (361)
ويحتكمون للنصوص التي لا تسمح بمناقشة أو مراجعة ولا تقبل غير التسليم والتنفيذ .. (37)
ومن يتأمل فيما يحدث الآن يتبين كيف يتم استعمال الدين من أجل الوصول إلى السلطة .. (38)
وأنا أقول من جديد إن الإخوان المسلمين لايؤمنون بالديمقراطية, لأن الديمقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه, وهم يريدون أن يجعلوا الدين دولة لايكون فيها الشعب مصدر السلطات, ولايحق له فيها أن يشرع لنفسه, وإنما يكون فقط سامعا مطيعا ....والإخوان المسلمون لا يؤمنون إذن بالدولة المدنية ولا بالجماعة الوطنية !.. (39)
لا يمكن أن نتخلص من الاستبداد السياسى لنقع فى براثن الاستبداد الدينى .. (40)
إنهم يهدفون إلي السلطة الدنيوية ويبتغون الوثوب إلي الحكم ويشعرون أن الفكر العلماني عقبة في سبيل ذلك لأنه يفصل بين الدين والسياسة.. (41)
الإخوان المسلمون في ثورة يناير خصوم لأن مطالبهم هي النقيض الصريح لمطالب الثورة, وهذا ما أريد أن ابينه في هذه المقالة مستشهدا بأقوال الإخوان المسلمين ومواقفهم المعادية لمدنية الدولة وديمقراطية الحكم, فضلا عن شهادات المحللين والمؤرخين... (42)
.. سبب آخر يحيل الدين إلى أداة للعدوان، هو إقحام الدين فى معارك السياسة .. (43)
وقد يكون من الأفضل أن أبدأ بالسؤال عما تريده جماعات الإسلام السياسى ، فما الذي تريده هذه الجماعات؟
تقول إنها تريد دولة ديمقراطية تشترط أن تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي لقوانينها, وأن يكون الدين الإسلامي هو مرجعيتها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكن أن يجتمع هذان الشرطان المتناقضان في دولة واحدة ؟ .. (44)
إن الحل الوحيد للتخلص من التعصب هو إقامة الدولة المدنية التى لا يرتب فيها الدين حقوقاً سياسية. .. (45)
إنهم يريدون أن يفرضوا علينا دستورا وهابيا يثبتون فيه أن الشريعة كما يفهمونها هم, أو كما أريد لهم أن يفهموها, هي وحدها المرجع بعيدا عن حكم العقل ومطالب العصر، واختلاف الظروف.. وبهذا يصادرون حق الأمة الذي ينبغي ألا نسمح لأي قوة بأن تمسه أو تجادل فيه, وهو أنها مصدر لكل السلطات .. (46)
مشكلة تيار الإسلام السياسي الآن هى المزايدة على التشدد والتزمت فى الدين التى تقودها بعض فصائله ـ ويفتح الباب أمام هواجس مشروعة بأنهم يسعون لإقامة فاشية دينية تؤسس حكما استبداديا يحل محل الاستبداد الراحل! .. (47)
موقفهم سلبي من المواطنة ... وموقفهم سلبي من الدولة المدنية ؛ لأنهم يجعلون الدين مرجعا للدولة. وموقفهم سلبي من الديمقراطية, والتعددية الحزبية , لأن الإصرار علي أن تكون الشريعة الإسلامية وحدها مصدرا للقوانين يحول بين المصر يين, وبين التشريع لأنفسهم ...... وباختصار المرجعية الدينية التي أضافها الإخوان لشعار الثورة تنفي عن الدولة مدنيتها, كما تنفي عن الحكم ديمقراطيته ؛ لأن الدولة لا تكون مدنية إلا بمرجعية مدنية.. (48) وهو ما يعنى فصل الدين عن الدولة،لكنهم يطرحونها بأسلوب مختلف يفصل بين المرجعية الإسلامية والدولة المدنية .
طبعا! الدولة المدنية لابد أن تتناقض مع الدولة الدينية, لأنها دولة الشعب بكافة دياناته ومذاهبه وطبقاته ومصالحه, وليست دولة دين بالذات أو طبقة أو فئة. لكن الدولة المدنية لا يمكن ان تتناقض مع الدين الذي ينظم علاقة المؤمن بربه, بينما تنظم الدولة علاقة المواطن بالمواطن وتضمن للجميع حرية الاعتقاد.. (49)
نحن إذن أمام قوة سياسية تستغل مشاعر الناس الدينية وتعتبر كل شىء مباحا من أجل هزيمة خصومها السياسيين والوصول إلى السلطة.. (50)
إننا نريد أن نعرف, هل يستطيع الإخوان تقديم تصورهم لدولة مدنية حقيقية تقوم علي المواطنة, والديمقراطية استنادا إلي مرجعية إسلامية رصينة ؟ هل يستطيع الإخوان المراجعة الشجاعة لشعارهم الفضفاض الإسلام هو الحل الذي يدغدغ مشاعر العامة, ويحمل توجها اقصائيا مذموما تجاه الأقباط , وتجاه كافة الاتجاهات المدنية في المجتمع المصر ي فضلا عما ينطوي عليه من هبوط بالرسالة الدينية من عليائها, إلي مستوي النظم السياسية والاقتصادية المتغيرة, والمتطورة والمتنافسة ؟ .. (51)
وليس هذا فحسب ، فالإخوان ضلوا الطريق بتمسكهم بأن تصدر القوانين عن الشريعة مما يعنى مصادرة حق الشعب فى التشريع لنفسه ، ورفضهم فصل الدين عن الدولة ، فيقول : بعض الذين يدافعون عن المرجعية الدينية في الدستور المزمع إصداره يتمسحون في الديمقراطية‏.... ويواصلون الخلط بين السياسة والدين, ... وينفون حق الأمة في التشريع لنفسها بإصرارهم علي أن تصدر القوانين عن الشريعة لا عن حاجاتنا ومطالبنا وظروف حياتنا التي تتغير وتتطور. .. (52)
إنهم يهدفون إلي السلطة الدنيوية ويبتغون الوثوب إلي الحكم ويشعرون أن الفكر العلماني عقبة في سبيل ذلك لأنه يفصل بين الدين والسياسة. ولو كانت اهتماماتهم تتعلق بالدين وبنشر تعاليمه والتمسك بمبادئه السامية لما فزعوا من العلمانية ولا حرضوا الناس ضدها لأن العلمانية ليست ضد الدين وانما هي مفهوم ومنهج للدولة العصرية ولأساليب الحكم الحديث.. (53)
ولقد دعا قيادي اخواني الي آلية تضمن الالتزام بالمرجعية الإسلامية; لكنها لم تكن سوي سلطة دينية تجب السلطة التشريعية.. (54)
وإذا كان الإخوان يرفضون النشاط الحزبي فهم بالطبع يرفضون الديمقراطية لأن الديمقراطية حرية. ويرفضون الدستور, لأن الدستور هو أبو القوانين الوضعية, ويرفضون كل مبدأ وكل حق وكل قانون يحرر الإنسان من عبوديته للماضي الذي يريدون أن يبعثوه من مرقده ويحكمونا باسمه!.. (55)
الحق أنه مما يثير الإعجاب أن نقرأ الآن كيف كان زعماء الوفد، منذ سنوات طويلة، يدافعون عن الدولة المدنية ويرفضون خلط الدين بالسياسة.. (56)
ولذلك كنت مندهشا عندما قام البعض في مناقشات الأزهر, حول الوثيقة, من هجوم مفاجئ علي مصطلح الدولة المدنية وتصويره تصويرا سلبيا من الواضح أنه ترك بعض الأثر وظني أن حكمة الدكتور أحمد الطيب هي التي جعلته يستبدل بكلمة المدنية كلمة الوطنية ، فأصبحت الجملة الموجودة في الوثيقة المعلنة دولة وطنية ديمقراطية حديثة كي يحفظ التوافق الذي تعاهدنا عليه, فقد اتفقنا منذ البداية علي أن الهدف من نقاشنا حول مستقبل مصر .. (57)
الدولة المدنية :وما الذى يدفعها إلى هذا الإصرار على رفض أي إشارة للدولة المدنية ، واعتبارها طاغوتا لا يدعو إليه إلاّ الكفرة.. وكأن حظر تشكيل الأحزاب أو ممارسة النشاط السياسي على أساس ديني ليس أحد الملامح الأساسية للدولة المدنية بمقتضى نص القانون القائم والإعلان الدستوري المطبق الآن.. (58)


2- عدم مشاركة الإخوان فى ثورة 25 يناير من بدايتها

حاول الليبراليون والعلمانيون الانتقاص من الإخوان ونشاطهم الوطنى إلى القول بأنهم لم يشاركوا فى ثورة 25 يناير فى بدايتها ، فلحقوا فى ركابها ،واستطاعوا استغلالها لتحقيق مآربهم ، فمن أقوالهم :
وبعد ثورة 25يناير وبفضلها, ورغم تأخر لحاق الجماعة بها, فقد اعترفت الدولة بحزب العدالة والحرية ; رغم بقائه مجرد ذراع سياسية للجماعة الأم !.. (59)
ومع أن الإخوان بوغتوا بلاشك- بنشوب ثورة 25 يناير , إلا أنهم سرعان ما لحقوا بالقوي السياسية الأخري .. (60)
ونحن نعرف أن الإخوان المسلمين شاركوا في الثورة ، ولكننا نعرف كذلك أنهم لم يبادروا بالدعوة إليها أو بالقيام بها, وإنما شاركوا فيها بعد أن اطمأنوا لمساندة المصر يين لها وتبنيهم لمطالبها التي لم يستطع الإخوان أن يعارضوها خلال الأيام التي اشتعلت فيها الثورة, وإن أضمر زعماؤهم الالتفاف عليها حين ينصرف الثوار, ويخلو الميدان, وعندئذ يتمكن الإخوان من فرض وجودهم, مستغلين قوة تنظيمهم وقدرتهم علي إثارة العواطف الدينية .. (61)


3- الإخوان يؤيدون الحكومات المستبدة والمجلس العسكرى

لم يسلم تاريخ الإخوان من إثارة الشبهات حوله ، فكما سبق من أقوالهم اتهام الإخوان بأنهم ضد الديمقراطية والمواطنة ومدنية الدولة ، فكذلك تاريخهم يدل على استبدادهم ، فمن أقوالهم :
هكذا يبشر حسن البنا بنظام استبدادي لا يميز بين تشريع وتنفيذ, ولا يضمن للمصر يين حرية أو عدالة, وهكذا يغازل القوي الرجعية وحكومات السراي التي أوقفت العمل بدستور1923 الديمقراطي وزيفت نتائج الانتخابات واضطهدت المفكرين والكتاب الأحرار كما فعلت حكومة محمد محمود, وحكومة إسماعيل صدقي, وحكومة حسين سري, وحكومة علي ماهر وسواها من الحكومات والحكام الذين تحالفوا مع الإخوان في ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته .. (62)
الإخوان المسلمون.....معظم الإخوان أشخاص جيدون ومخلصون لكن قياداتهم تضع مصلحة الجماعة أولا وتلعب على كل الحبال. من هنا وقفت جماعة الإخوان بانتظام ضد الديمقراطية وأيدت الحكام المستبدين جميعا بلا استثناء واحد، بدءا من الملك فاروق وإسماعيل صدقي جلاد الشعب، وحتى عبدالناصر وأنور السادات. ولقد رأينا كيف خالف الإخوان الإجماع الوطني واشتركوا فى انتخابات مبارك الأخيرة، ثم خالفوا الإجماع مرة أخرى وجلسوا للتفاوض مع عمر سليمان الذى أراد أن يبيض وجه النظام السابق ببعض الصور التذكارية مع المعارضين. وها نحن نرى الإخوان يكررون أخطاءهم من جديد فيقفون مع الحزب الوطني فى الخندق نفسه ويؤيدون التعديلات الدستورية التى يعلمون جيدا أنها معيبة وستؤدى إلى عرقلة الديمقراطية وتضييع مكاسب الثورة.. (63)
مسلسل‏ "الجماعة‏" الذي نشاهده منذ بداية شهر رمضان المبارك فتح أعين الكثيرين علي الخطورة العظمي الناتجة عن اللعب بالدين من أجل تحقيق مكاسب في الحلبة السياسية, كما كشف أن رجال السياسة في كل عصر حاولوا استغلال الدين لتنفيذ مآرب دنوية ومادية لا علاقة لها بالإسلام .
ولست أدري إن كانت الصفقة السياسية التي شاهدناها في المسلسل بين النحاس باشا زعيم حزب الوفد والشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين صحيحة تاريخيا أم لا.. وهي الصفقة التي لخصها الشيخ البنا في المسلسل وهو يتوجه بالكلام للنحاس:' لكم الحكم ولنا الدعوة'.
لقد نجح مسلسل' الجماعة' في إعطاء المشاهد صورة عن دور تنظيم الإخوان المسلمين في تاريخ مصر الحديث منذ إنشائه بالإسماعيلية في مارس عام 1928 علي يد الشيخ حسن البنا. لكنه نجح فيما هو أبعد من ذلك. فقد أبرز بما لا يدع مجالا للشك أن الدين والسياسة هما كوكتيل متفجر أخطر كثيرا من زجاجة كوكتيل مولوتوف الشهيرة التي تختلط فيها الغازات والمواد المتناقضة لتحدث انفجارا مدويا يحرق ما حوله.
والدين أعلي وأسمي كثيرا من أن تدنسه السياسة وأن يتلاعب به أصحاب الطموح السياسي.لقد تأخر هذا المسلسل كثيرا.. تأخر أكثر من ثلاثين عاما.. (64)
وبالرغم من استمرار الملاحقات الأمنية والاعتقالات للإخوان في عهد مبارك إلا أنهم بالتأكيد أخذوا يكثفون وجودهم في الحياة العامة تدريجيا, فضلا عن أنهم حققوا في عهده أفضل حضور لهم في البرلمان من خلال صفقتهم مع الحزب الوطني والحصول علي 88 مقعدا في انتخابات 2005 .. (65)
ويسلك بعض دعاة الإسلام السياسي بعد الفوز (فى المرحلة الأولى والثانية فى الانتخابات البرلمانية المصرية) كما لو كان عليهم عمليا أن يجربوا مرحلة انتقالية صعبة في الطريق الديمقراطي حين يظل المجلس العسكري في السلطة ويترك لهم السيطرة علي المجلس النيابي بتفويض شعبي. فهل يقنع حزب الحرية والعدالة لأن يكون الذراع السياسية مؤقتا للمجلس العسكري؟ .. (66)


4- موافقة الإخوان على التعديلات الدستورية لتحقيق أغراضهم السياسية

وإذا كان من مبادىء الليبرالية الحرية ،ومنها : حرية التعبير العلنى عن الرأى ..و قبول الحق فى الاختلاف والتسامح مع الرأى الآخر، وفى إطار احترام القوانين المعمول بها والأعراف المقبولة ومع التزام عدم الإضرار بالمصلحة العامة.. (67) فإنهم يحتكرون حرية التعبير والاختلاف مع آرائهم ، فلابد أن تفكر فى الإطار الذى يحددونه لك وفى النهاية لا تخرج عن رأيهم ، فهم لا يقبلون أن يختلف معهم الإخوان أو يختار الشعب غيرهم ، ولا يحق لأحد أن يخالف رأيهم ، فإن اختاروا رفض التعديلات الدستورية ، فمن يخالفهم فهو متهم تبلغ به الظنون ، ومن ذلك قولهم عن تضليل الإخوان الرأى العام باسم الدين فى موفقتهم على التعديلات الدستورية :
وتحمست للتصويت بـ « نعم» على التعديلات التى طرحت على دستور 1971، مع أنها لم تتناول بالتعديل هذا النص الذى ورد فى الفقرة الثالثة من المادة الخامسة منه فى تعديلات 2007، كما أنها لا تزال تتمسك بالإعلان الدستوري الذى يتضمنه، وتحذر من المساس به أو الإضافة عليه .. (68)
وقد رأينا في الاستفتاء علي المواد الدستورية كيف استخدم الدين في منع المواطنين من التفكير والموازنة بين حسنات التعديل وسيئاته, وإجبارهم علي التصويت لمصلحة التعديل, لا لأنه يلبي حاجاتنا ومطالبنا, بل لأن الذي يقول نعم سيدخل الجنة, فإن قال لا دخل النار! .. (69)
هذا السلوك ذاته حدث فى الاستفتاء الأخير الذى أُجرى أساساً على تعديل بعض مواد الدستور القديم، ولم يكن من بينها المادة الثانية التى تنص على إسلام الدولة، لكن بعض الإسلاميين وزعوا منشورات تدعو المسلمين إلى الموافقة على التعديلات لأن رفضها يؤدى إلى ضياع الهوية الإسلامية ومنع الأذان والحجاب والسماح للشواذ بالزواج من بعضهم البعض )!).. إلى هذا الحد يمكن لشهوة الحكم أن تدفع بعض الناس إلى تضليل الرأى العام باسم الدين... (70)
وسوف أضرب هنا مثالا واحدا! فعقب ثورتنا في مصر , ونجاحها في التخلص من رؤوس النظام القديم.. ثار الجدل الشهير: الدستور أولا أم انتخاب البرلمان أولا؟ ومع أن المنطقي الموضوعي المجرد من الأهواء- يفترض بداهة- أن يتم وضع الدستور أولا, فإن قوي بعينها يعرفها الشعب جيدا- أصرت علي الانتخابات أولا, بدعوي عدم الالتفاف علي الإرادة الشعبية) ؟!) التي عبر عنها استفتاء 19 مارس الشهير, لان عيونها كانت مركزة علي اقتطاف ثمرة أعتقدت أنها باتت دانية!.. وكانت النتيجة هي من ناحية- أننا نعيش في ظل دستور معيب ومبتسر أعد علي عجل, لا يليق بمصر وتاريخها الدستوري العريق, ومن ناحية أخري فإننا مقبلون علي انتخابات متعجلة يعلم كل عقلاء الوطن أنها لن تكون أبدا آمنه ولا نزيهة! .. (71)
لقد اتخذت قيادة الإخوان قرارا بتأييد التعديلات ، لأن الانتخابات لو أجريت بسرعة فسوف تؤدى إلى حصولهم على عدد أكبر من المقاعد فى مجلس الشعب ، وهذا الاعتبار أهم لديهم من أي اعتبار آخر.. (72)


5- تاريخ الإخوان ظلم وظلمات

كتب د. رفعت السعيد مقالاُ فى جريدة المصرى اليوم تحت عنوان: وماذا لو جاء الإخوان للحكم؟ دراسة وثائقية: أخذ يرصف النصوص بجانب بعضها وتبين ظلمات الإخوان المسلمين ليوحى للقارىء بأن هذه نصوص الإخوان من أقوالهم باعترافاتهم حتى لا يتهم بالتقول عليهم ، ونقدم جانبا مما عرضه ، فيقول :
ونبدأ بموقف الأستاذ حسن البنا من حق الاختلاف داخل صفوف الجماعة ثم حق الاختلاف من خارجها. وتتمثل البداية فى وقوع خلاف بين بعض الأعضاء المؤسسين والمرشد الأول حول مسائل مالية فأمر المرشد بضربهم علقة وصفها هو بأنها «علقة ساخنة»، وذلك بعد أن وصف المخالفين له «بأنهم قد تلبسهم الشيطان فهم خوارج» ثم «فإن من يشق عصا الجمع اضربوه بالسيف كائناًَ من كان» ثم يبدى أسفه «لأننا قد تأثرنا إلى حد كبير بالنظم المائعة التى يسترونها بألفاظ الديمقراطية والحرية الشخصية» (حسن البنامذكرات الدعوة والداعية– الطبعة الأولى– ص ١٦٦– ونلاحظ أن الإخوان قد أدخلوا تعديلات عدة بعد ذلك عن هذه المذكرات لإخفاء ما قد يبدو فيها من تشدد أو من تقرب من الملك). وحتى عندما يكتشف أن بعضاً من المؤسسين مثل «الشيخ المفضال» كما وصفه هو حسن عسكرية «ينظر إلى كأخ وزميل، فلا يصغى لآرائى إلا قليلا ومن هذه الناحية يكون توحيد الفكر ضربا من التعسر» (المرجع السابق) ويصدر البنا قراراً بفصله.
ونمضى إلى ما قاله الأخ صالح عشماوى أحد قادة الجماعة «عند أول عهدى بمكتب الإرشاد ثار سؤال» هل يتقيد فضيلة المرشد برأى المكتب أم أن له أن يخالفه إذا شاء؟ وكان رأى الإمام الشهيد أن الشورى ليست ملزمة، وأن له أن يخالف رأى إجماع المكتب (مجلة الدعوة– 12/12/1952).
فماذا عن موقف الجماعة من المخالفين خارجها؟ ونقرأ فى العدد الأول من مجلة النذير، وكانت لسان حال الجماعة، مقالاً للشيخ عبد الرحمن الساعاتي والد المرشد (وهذا خطأ فهو أخو الأستاذ حسن البنا وليس أبوه) قال فيه «استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته ويعد سلاحه ولا يلتفت منكم أحد، وامضوا إلى حيث تؤمرون» ثم يقول «خذوا هذه الأمة برفق وصفوا لها الدواء فكم على ضفاف النيل من قلب يعانى وجسم عليل». ثم «فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم فى جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطانا خطيراً فأزيلوه. فكثير من أبناء هذا الشعب فى آذانهم وقر، وفى عيونهم عمى» (مجلة النذير– العدد الأول– أول المحرم– ١٣٥٧هـ).
ونلاحظ أنه يتكلم عن الشعب بأكمله.
ويعود الأستاذ البنا ليمجد استخدام القوة ضد المخالفين فيقول «وما كانت القوة إلا كالدواء المر الذى تحمل عليه الإنسانية العابثة ليكسر جبروتها وطغيانها.. ولم يكن السيف فى يد المسلم إلا كالمشرط فى يد الجراح لحسم الداء الاجتماعى» (مجلة النذير– رمضان ١٣٥٧هـ) والقوة تستخدم بين الإخوان وبعضهم البعض.
وثمة سؤال آخر: ماذا سيكون الموقف من القانون الوضعى؟ ويجيب الأستاذ عبد القادر عودة «من الأمثلة الظاهرة على الكفر فى عصرنا الحالى الامتناع عن الحكم بالشريعة وتطبيق القوانين الوضعية» ويقول «فمن أعرض عن الحكم بحد السرقة أو القذف أو الزنى لأنه يفضل غيره من أوضاع البشر عليه فهو كافر قطعا» (عبدالقادر عودةالتشريع الجنائي فى الإسلام – جزء ٢ ص ٧٠٩).
ونلاحظ أن الأستاذ عبد القادر عودة ظل طوال حياته المهنية محامياً يلجأ للقانون الوضعى... (73)


المبحث الثانى : نقض افتراءات الليبراليين على الإخوان

الإخوان يحملون على عاتقهم دعوة الإسلام بشمولها فى عصر تعددت فيه المذاهب والأفكار التى تدعو لتمزيق الإسلام أشلاء ، هذا دين وتلك سياسة ، وظهر (فصل الدين عن السياسة) ،ولذلك فإن فقد أوضح الإمام البنا أن دعوة الإخوان ودعاتها لن يسلموا من التضييق عليهم والاعتقال والتعذيب والتشويه ، وقد كان ، وتربى الإخوان أجيالا يؤمنون بسنة الابتلاء والاضطهاد والتشويه ، وقديما "قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)" (غافر) .


أولا: المرجعية الإسلامية هى الهدف من حملة تشويه الإخوان

والشبهات التى أثارها الليبراليون والعلمانيون حول الإخوان المسلمين ليست جديدة ، لكن الجديد فيها بعد ثورة 25 يناير ، أنهم ربطوا تلك الشبهات بتمسك الإخوان المسلمين بالمرجعية الإسلامية للدولة ،فمنذ تعطيل العمل بدستور 1971 وأعلن الليبراليون رغبتهم فى إلغاء المادة الثانية التى تنص على المرجعية الإسلامية للدولة ، فتصدى لهم الإخوان المسلمون والتيار الإسلامى ، ونظرا لأن الإخوان أقوى فصيل سياسى إسلامى يحمل على عاتقة المشروع الإسلامى ، فلذلك اتجهت أهداف العلمانيين والليبراليين للنيل من الإخوان المسلمين ، فهم ليسوا الهدف الأساسى، بل مرجعيتهم الإسلامية ، فالإخوان يمثلون سدًا منيعا أمام المشروع الليبرالى ـ العلمانى الذى يهدف إلى فصل الإسلام (الدين) عن الدولة ، وايجاد آلية للمشروع العلمانى فى الدستور الجديد لمصر .
ونظرا لأن تطبيق الشريعة الإسلامية من الثوابت التى قامت عليها الجماعة والتى لا يمكن أن تتخلى عنها ، فقد أصبح من ثوابت الليبراليين والعلمانيين إثارة الشبهات حول تطبيق الشريعة الإسلامية وكل من يدعو إليها .
وأحيانا يراوغون ، فيقولون نحن لسنا ضد تطبيق الشريعة ، ولكن ضد من يحتكرون تطبيقها وفق أهوائهم ..نحن لسنا ضد الإسلام ، ولكننا ضد التفسيرات المستبدة باسم الدين على نحو ما يفعله الإخوان المسلمون ، وتبقى عملية تشويه الحركة الإسلامية، بوصفها العملية المكملة للخطاب الديني غير السياسي، حتى يستقر في وعي الناس أن الحركة الإسلامية تشوه الدين، وكل من يحاول تطبيق الدين يشوهه ؛ لذا يصبح الأفضل عدم تطبيق الدين في المجال العام، ويكفي أن يطبق الفرد الدين على نفسه، ونتحول إلى التدين الفردي الروحي، الذي يجعل الدين شأنًا فرديًّا؛ مما يرسخ سيادة العلمانية في المجتمعات العربية والإسلامية .. (74)
ويتضح الأمر بمطالعة بعض أقوالهم ،ومن ذلك قول أحدهم : وينفون حق الأمة في التشريع لنفسها بإصرارهم علي أن تصدر القوانين عن الشريعة لا عن حاجاتنا ومطالبنا وظروف حياتنا التي تتغير وتتطور (75) إن الحل الوحيد للتخلص من التعصب هو إقامة الدولة المدنية التى لا يترتب فيها للدين حقوقاً سياسية.. (76) وقد دأبوا منذ بداية القرن العشرين على إثارة الشبهات حول الشريعة الإسلامية ومحاولة فصلها عن الدولة ، والسخرية والاستهزاء بها بدرجة تثير مشاعر الغيورين على الإسلام الذين لم يألفوا أن يسمعوا أو يقرؤوا هذا التعدى على شريعة دينهم ممن ينتسبون إليها، وليس أدل على التهكم والسخرية من قول أحمد عبد المعطي حجازي عن الإخوان ودعوتهم إلى تطبيق الشريعة : ويحتكمون للنصوص التي لا تسمح بمناقشة أو مراجعة ولا تقبل غير التسليم والتنفيذ.. (77)
وكذلك وباختصار المرجعية الدينية التي أضافها الإخوان لشعار الثورة تنفي عن الدولة مدنيتها, كما تنفي عن الحكم ديمقراطيته ؛ لأن الدولة لا تكون مدنية إلا بمرجعية مدنية.. (78) وبنفس الأسلوب والمنطق فى هجومهم على الشريعة الإسلامية مرجعية الدولة انطلقوا إلى مهاجمة الإخوان بالتدليس والمغالطة وبتر النصوص وعرضها فى غير معناها ليثبتوا أوهاما آمنوا بها ظنا منهم أن ذلك يصرف الشعب عنهم ويرفض مرجعيتهم .. (79)
وقد تعرض الإخوان للاعتقال والتعذيب وحملات التشويه فى العهد الملكى وعهد جمال عبد لناصروالسادات . وفى عهد الطاغية حسنى مبارك ، ومارست السلطات وسائل الحرب المختلفة ضد الإخوان المسلمين لحماية نظامها الفاسد، وتشويه صورة كل من يدعو إلى تفعيل دورالدين فى الحياة ، فالدين يمثل دورالمراقب لتلك السلطات فهي تدرك أنها طبقًا لأحكام الدين، تمثل سلطة خارجة على سيادة الدين ومرجعيته، والدولة القومية العلمانية ، هي دولة متمردة على أحكام الدين وخارجة عنها، فهي دولة تستبدل المرجعية الدينية بالمرجعية الوضعية التي يضعها العقل البشري الخالص، متحررًا من مرجعية الدين العليا.
وتتمدد تلك الحملة على الدين لتصل إلى تشويه كل رؤية سياسية تستند للمرجعية الدينية، فكل حركة سياسية إسلامية، تعتبر حركة متشددة ومتطرفة وإرهابية، وخارجة عن العصر ورجعية، وغيرها من التهم؛ والمقصود من ذلك تشويه التطبيق السياسي للدين، وهو أمر لا يمس الحركات الإسلامية فقط، بل يمس الدين نفسه، وكأن كل تطبيق للدين في المجال السياسي لن ينتج عنه إلا رؤية متطرفة تحيل حياة الناس إلى جحيم، وبالطبع لا يُقال إن المشكلة في الدين، بل يُقال إن المشكلة في الذين يطبقون الدين، وتصل التحليلات العلمانية إلى خلاصة، مفادها أنه لا يمكن تطبيق الدين، فهو مقدس، والبشر غير قادرين على تطبيقه دون تشويهه؛ لذا يصبح الأفضل عدم تطبيقه، حتى يظل مقدسًا، وتلك بالطبع مقولات فاسدة، فمعناها أن الدين مقدس وخير، ولكن لا يمكن تطبيقه في الحياة، فالدين الذي لا يمكن تطبيقه في السياسة، سوف يصبح غير قابل للتطبيق في الاقتصاد أيضًا، وبهذا يصبح الدين حالة روحية وتعبدية غير قابلة للتطبيق، بما يسمح بتحرير حياة الناس، وتحرير السياسة من الدين، ونصل في النهاية إلى تنحية الدين عن الحياة العامة، وبهذا تتحقق العلمانية.. (80) بأبسط صورة وأسهل طريق يتحقق مسألة (فصل الدين عن السياسة) التى تثير حساسية لدى الاتجاهات الإسلامية والمجتمع.فالعلمانيين يسلكون طرقا مختلفة لتحقيق غاياتهم .
والنظم القائمة تمثل خروجًا عن الهوية التاريخية للأمة، ولا تلتزم بما توافقت عليه الأمة من مرجعية وهوية ؛ لذا تظل السلطة الحاكمة في حالة خوف من حكم الدين عليها، وحكم الدين يتحقق من خلال إجماع الناس على تقييم تصرفات السلطة الحاكمة ، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على أنظمة الحكم، والتي تحاول الفصل بين تصرفاتها والقواعد الدينية، وتحاول جعل القواعد الدينية قيمًا مطلقة ومقدسة، ولكن غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وتفترض السلطة الحاكمة أن تصرفاتها نتيجة الواقع ، وأنها تمثل المصلحة العامة للمجتمعات؛ لذا كان من الضروري السيطرة على المؤسسة العلمية الدينية، حتى لا تصبح مصدرًا لإدانة الحكم.
ولم تكن سيطرة النظام الناصري في مصر على مؤسسة الأزهر الشريف، وهي المؤسسة السنية الأولى في العالم الإسلامي، إلا إدراكًا من نظام جمال عبد الناصر لخطورة استقلال المؤسسة العلمية الإسلامية، والتي يمكن أن تدين النظام الحاكم وتكشف خروجه عن مقتضى الشريعة الإسلامية ؛ لذا وضعت مؤسسة الأزهر تحت السيطرة الكاملة منذ ذلك الحين، حتى لا يستقل رأي العلماء عن سيطرة الدولة.. (81)
وبعد ثورة 25 يناير تلقفت الاتجاهات العلمانية والليبرالية واليسارية رآية الحملة لتشويه الإخوان ، وأكثر ما تخشاه الاتجاهات الليبرالية والعلمانية واليسارية من الإسلاميين الذين لهم شعبية فى الشارع العربى والمصرى ، خاصة بعد أن أثبت الواقع أن الاضطهاد والملاحقات الأمنية لم تؤت ثمارها فى التخلص من التيار الإسلامى خاصة الإخوان المسلمين الذى قضوا نحوا من ستين سنة فى محن السجون والمعتقلات والمحاكمات العسكرية والملاحقات الأمنية ، والتشويه الإعلامى ، ومع ذلك ظل الإخوان متماسكون ويؤيدهم الشعب.
وقد وجد الليبراليون المجال متاحا لعرض فكرهم على الشعب ، ونظرا لأن الليبرالية من أهم مبادئها الحرية ،فقد جذبت الأنظار إليها .وقبل ثورة 25 يناير لم يكن جمهورالمثقفين من الشعب يعرف شيئا عن الليبرالية كما يعرف عن العلمانية بالرغم من وجود أحزابا ليبرالية موجودة كالوفد والجبهة الديمقراطية مثلا إلا أن جمهور الشعب كان يعرف الأحزاب دون مرجعيتها الفكرية .
ولذا فقد انتقدوا مواقف الإخوان المسلمين جميعا ، وكأن المفترض من الإخوان ألا يكون لهم رأيا يخالف رأيهم ، وأن يسيروا فى ركابهم وينسقوا وراء المغرضين .


ثانياً: موقف الإخوان من حملة التشويه

أما موقف الإخوان تجاه تلك الحملة ، فتركز على إبراز رؤية الإخوان فى القضايا التى يحاولون استغلالها فى الحملة ضدالإخوان ، وهى : موقف الإخوان من الأقباط ، والمرأة والحجاب ، والفن والتمثيل ، والسياحة ، والخمر ، البنوك، العلاقات مع إسرائيل خاصة اتفاقية كامب ديفيد .وقد اتخذت الصحف المتحاملة على الإخوان تلك التصريحات التى تحمل فى طياتها طمأنة الرأى العام فى مصر والعالم إلا أن تلك الصحف لم تكف عن أسلوبها المتحامل على الإخوان ،وقد بينت تصريحات الإخوان الرد على الشبهات التى تثار حول الإخوان ، وتكذيب بعض الأخبار التى تحرف تصريحات قادة الإخوان لأغراض أصحابها حيث تذكرت تلك التصريحات بعناوين وما تحتها تنم على معنى خبيء يحمل فى طياته إدانة لا توضيحا.
ولم يتخذ الإخوان موقفاً حازماً إلا من التى تطعن فى وطنية الإخوان ، ومنها:
  • الخبر الذى نشرته صحيفة )المصرى اليوم) يوم 14 يونيو 2011 ويفيد بأن الجاسوس الإسرائيلى التقى بالإخوان المسلمين ، مما جعل الإخوان يتقدمون ببلاغ للنائب العام ضد الجريدة وأعلنوا مقاطعتها لتحاملها لبعدها عن الحقيقة والاتجاه إلى التحامل .
  • قام نجيب ساويرس من المؤسسين لحزب )المصر يين الأحرار ) أثناء الانتخابات البرلمانية وعقب تقدم حزب الحرية والعدالة فى المرحلة الأولى التى بدأت فى 28 /11/2011 وتراجع أحزاب تحالف ) الكتلة المصر ية)، التى منها حزب المصريين الأحرار حيث صرح بأن الإخوان يتلقون تمويلا من الخليج ، وتحديدا من قطر، ولديه الأدلة على ذلك ، مما دفع الإخوان إلى إقامة دعوة قضائية ضده .
  • التواصل مع المتخوفين من الإخوان : ومن ذلك : بيان موقف الإخوان من الفن والتمثيل ، فقد استقبل الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أمس الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية، و ذلك بالمقر العام للجماعة بالمقطم.وأكد بديع أهمية دور الفن في نهضة بناء مصر وريادتها, و أنه ما دام الجميع يعمل لصالح مصر فلن يكون هناك أي اختلاف, مشددا علي أهمية وضع ميثاق شرف لكل مهنة, وأهمية الفن المصر ي في إعادة الريادة الإقليمية لمصر .وأعرب عبدالغفور عن سعادته البالغة بلقاء المرشد العام, مؤكدا الاتفاق معه علي أن تعريف الفن هو الفن الراقي والسامي النبيل الهادف المناصر لقضايا الوطن وشعبه، والمتفاعل مع حقوق الشعوب الحرة, ويحفزها في اتجاه البناء والنهضة والعمل والانتماء للوطن.وذكر أن لقاءه ببديع أزال بعض الغموض في رؤية الإسلام للفن التي يتبناها الإخوان المسلمون; حيث دأب النظام البائد علي تشويه نظرة الإخوان للفن; لصالح استمرار الفساد, وإبقاء الشعب بعيدا عن الإسلام , مضيفا: أري بعد لقاء المرشد أن مستقبل الفن رائع ومبهر.. (82)


ثالثاً: الليبراليون على خطى نظام مبارك فى تشويه صورة الإخوان

الغريب أنك إن طالعت الصحافة قبل ثورة 25 يناير لا تجد اختلاف عما يريده الليبراليون والعلمانيون واليساريون عن الإخوان غير أن الأسماء اختلفت والوسائل استحدثت ، فاتهام الإخوان بأنهم ضد مدنية الدولة والمواطنة ويخلطون الدين بالسياسة لإقامة الدولة الدينية ..دولة الخلافة ..ويتاجرون بالدين ، تاريخ الإخوان كله استبداد .. كل ذلك وغيره ردد نظام مبارك عن الإخوان المسلمين .
وبعد نجاح الثورة التونسية وهروب (بن على) يوم الجمعة 14/1/2011 نجد من يكتب من الكتاب من نظام مبارك بأن الإخوان فى تونس لم يشاركون فى الثورة فى تونس إلا فى نهايتهم ليجنو ثمرتها ، وهو نفس ما قيل على الإخوان فى مصر ، ولنأخذ أمثلة على ذلك :
  • ما كتبه محمد على إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الجمهورية تحت عموده الثابت قليل من الذكاء مقالا بالعنوان التالى : (الدولة المدنية .. قانون وقضاء ناجز) شرف دار القضاء العالى بالرئيس مبارك للمرة الثانية خلال فترة وجيزة ....الاحتفال تضمن عدة رسائل مهمة أكدها الرئيس مبارك ، أهمها فى رأيى ...القضاة هم حماة الدولة المدنية .. وهم فرامل الانزلاق نحو الخلط بين الدين والسياسة ....إن الدولة المدنية مثل مصر تعتز بسيادة القانون فهو ملاذها وصمامها.. (83)
  • وكتب أيضا تحت عنوان : ) الإخوان ..والانتخابات الرئاسية ركبوا ثورة تونس .. يضللون الناس ويطلبون إنهاء الدولة المدنية )يقول : كالعادة بدأ الإخوان المسلمون التحرك مستغلين ما يحدث فى تونس .. نشروا على مواقعهم بيانا يدعو إلى ثورة مشابهة لما حدث فيها ، وطالبوا بإلغاء المادة 76، 77 من الدستور ، وكذلك المادة الخامسة التى تنص على المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين .
الإسلاميون فى العالم العربى ـ بلا استثناء ـ يخططون للانقلاب على الحكام العرب .. ليس مصر تحديدا ، لكن فى جميع الأقطار العربية .....وطبعا الإخوان فى مصر هم الأساس وهم الأصل .
الإخوان المسلمون يريدون إلغاء مادة المواطنة حتى يصبح الأقباط مواطنين من درجة ثانية .. يريدون خلافة إسلامية .. أو حكما على طريقة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ..يأمر فيطاع ..رأى واحد .. كانت إيران هى النموذج الذى يسعون إليه ...فى النظم الإسلامية غير مسموح بالديمقراطية ولا التعددية .. الأحزاب إذا عترضت يعتقل قادتها كروبى خير مثال .. حاول أن تقول ( لا ) فى أى نظام إسلامى وستقتل .
ثمة إجماعا على أن الإسلاميين الذين همشهم وقمعهم نظام (بن على) لم يلعبوا دورا محوريا فى الانتفاضة الشعبية التى أطاحت بالنظام والتى تعرف باسم ثورة الياسمين لم يبدأ ظهور الإسلاميين فى الشارع التونسى سوى بعد سقوط النظام وبالتحديد يوم الجمعة الماضى (14/ 1) ولوحظ أنهم يقصرون مشاركتهم فى المظاهرات التى تطالب بإقصاء كامل للحزب الدستورى عن السلطة . ..
ليس سرا أن الإخوان المسلمين فى مصر بعد أن فشلوا فى الانتخابات البرلمانية وعرفوا حجمهم فى الشارع يسعون إلى إفساد الانتخابات الرئاسية القادمة .
وإذا كانت بعض قيادات الحزب الوطنى قد ألمحت إلى أن الدستور يمكن تعديل بعض مواده ، لكن المؤكد أن هناك نصوصا يسحيل تعديلها ، لأنها ركائز أساسية للدولة المدنية مثل المادة رقم (5) من الدستور وعدم خلط الدين بالسياسة ، فإلغاء هذه المواد يؤكد أننا سائرون إلى خلافة دينية وهذا ما لا نخطط له .. (84)
ولنأخذ بعض الأمثلة من جريدة الأهرام قبل الثورة ، ومنها :
  • استبق نبيل زكي عضو الأمانة العامة لحزب التجمع نتائج لقاء بعد غد الأحد بين قيادات الحزب وأعضاء من مكتب ارشاد الجماعة المحظورة‏، بالفشل مقدما‏.‏ وأشار الي أن التجمع ضد أي أحزاب تقوم علي أساس ديني ولم يتغير موقفنا علي الاطلاق بل بالعكس يزداد إلحاحا علي إقامة الدولة المدنية وتطبيق مبدأ المواطنة ، ولكن لامانع من الاستماع لرأي أعدائنا الفكريين‏ .. (85)
  • (الجماعة) مسلسل يكشف المتاجرين بالدين.. (86)
  • الإخوان في مأزق‏..‏ إذا فعلوها وقرروا خوض انتخابات الشعب المقبلة، فهم خانوا العهد مع جماعة التغيير‏..‏أما إذا قرروا عدم المشاركة فمن المؤكد أنهم سيفقدون مصداقيتهم أمام الجميع .. (87)
  • رسائل مهمة أطلقها وزير الداخلية‏,‏ حول مرحلة الانتخابات استهدف منها تحديد الأطر ووضع أجندة للمتابعين والمهتمين بالشأن الداخلي خاصة للمرشحين وأنصارهم وأعضاء الجماعة المحظورة.. (88)
  • لا أحد يستطيع أن يجادل في أن الحزب الوطني الديمقراطي هو الوحيد علي الساحة السياسية الذي يعمل وفق أجندة منظمة ومدروسة بعناية‏,‏ وأنه ومنذ انتخابات برلمان‏2005‏ يعمل في تصميم بالغ حتي لاتتكرر واقعة الـ 88‏ مقعدا للإخوان في مجلس الشعب.. (89)
حقيقة إن الشائعات والاتهامات التى سيقت حول الإخوان لم تصمت يوما من الأيام منذ بداية دعوتهم ، ولن تصمت ما دامت الدعوة الإسلامية باقية . ويفسر د. رفيق حبيب استهلاك الليبراليين والعلمانيين لفكرة الدولة المدنية بقوله : في عملية ترويج منظم، قامت قطاعات واسعة من النخب العلمانية بالترويج لفكرة الدولة المدنية، في مواجهة ما سمي الدولة الدينية. وأصبحت الدولة المدنية شرطا من شروط العمل السياسي، فمن يقبل بها يحق له العمل في المجال السياسي، ومن يرفضها يرفض من المجال السياسي، وتعزله النخب، وكأن لها سلطة تحديد من يتمتع بالحرية السياسية ومن يحرم منها. وتعبير الدولة المدنية له وقع إيجابي بالطبع، ولكن أهم ما ميزه عدم تحديد تعريف واضح له، حتي يظل تعبيرا فضفاضا، يسمح باستخدامه بمعانٍ متعددة. ورفعت النخب العلمانية شرط الدولة المدنية في وجه الحركات الإسلامية، باعتباره شرطا للتعاون أو التنسيق بينهما. ثم تكرر الحديث عن عدم التزام الحركة الإسلامية بالدولة المدنية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، لأنها هي التي تمارس عملاً سياسيًا. أما بالنسبة لبقية الحركات الإسلامية، خاصة التيار السلفي، فهو متهم بالطبع من قبل النخب العلمانية بعدم الإيمان بالدولة المدنية.
ثم نجد جدلا بين النخب العلمانية حول مدي إيمان جماعة الإخوان المسلمين بالدولة المدنية، فمنهم من يري أنها آمنت بالدولة المدنية، أو قبلت الدولة المدنية، ومنهم من يري أنها لم تؤمن بالدولة المدنية، وأنها تعمل من أجل دولة دينية، ومنهم من يري أن مفهوم الدولة المدنية لدي جماعة الإخوان المسلمين ملتبس وغير واضح. وجملة هذه المواقف تجعل النخب العلمانية هي الوصي الرسمي لمفهوم الدولة المدنية، وهي واضع الامتحان، الذي يحق له امتحان الحركات الإسلامية، وتحديد الدرجة النهائية لها، وبالتالي يمكنه منحها صك النجاح أو صك الفشل والرسوب.
والواضح أن قطاعا معتبرا من النخب العلمانية يمارس دور محاكم التفتيش بأسلوب حديث، ويجعل من الحداثة الغربية كتابا مقدسا، ومفاهيم مطلقة لا يجوز الخروج عليها، مما يجعل النموذج الغربي العلماني الليبرالي هو الكتاب المقدس للسياسة، وبالتالي تصبح النخب العلمانية الليبرالية هي الوصي علي تعاليم الليبرالية الغربية المقدسة، وهي التي تمنح صكوك الغفران السياسية، لتحدد من يحق له العمل في المجال السياسي، ومن يحرم من هذا الحق وتستباح كل حقوقه المدنية والسياسية. وتلك هي ملامح العلمانية المستبدة، وملامح الدولة الدينية العلمانية ، التي تحكم بالحق المطلق غير الإلهي، وتعطي لنفسها سلطة الحكم المطلق.. (90)
أما عن تطبيق الشريعة الإسلامية فيقول المستشار طارق البشرى : نحن لسنا بعيدين عن تطبيق الشريعة، والمسألة مسألة ثقافية، أكثر منها سياسية، وأنا لا أتحدث عن الحدود الإسلامية، وإنما عن مبادئ الشريعة، التى هى المرجعية الأساسية للقوانين والتشريعات، والشريعة فى هذا الشأن، اتجاهات وآراء كثيرة جدا، وولى الأمر هو من يحدد أى رأى من هذه الآراء هو ما يجب أن يكون عليه العمل للصالح العام للناس، وولى الأمر هو من يحسم الرأى الذى يتبع، فى هذه المرحلة من مراحل التاريخ فى هذه الجماعة، وقد تتغير الأوضاع بمراحل التاريخ، وتتغير الآراء بتغير الزمان والمكان، وهذه مسائل محسومة فى الفقه الإسلامى.. (91)
لذا تحاول النخبة العلمانية صياغة موقفها بصورة تبدو أمام الناس وكأنها لا تعارض مرجعية الشريعة الإسلامية. ورغم أن كل الجدل الدائر بين العلماني والإسلامي كان يدور حول المرجعية الإسلامية، إلا أن النخبة العلمانية تريد إعادة إنتاج موقفها بصورة تظهرها وكأنها لا تعارض المرجعية الإسلامية، بل وتحاول تصوير التيار الإسلامي، ليس على أنه التيار الذي يحمل المرجعية الإسلامية، بل على أنه تيار مستبد باسم الدين. وكأن النخبة العلمانية هي التي تريد المحافظة على المرجعية الإسلامية بدون استبداد!.. (92)
فالدعوة إلي الدستور الإسلامي وتطبيق الشريعة يحيطها في التطبيق تناحرات في الرأي شديدة. كما أن شعار الإسلام دين ودولة استعمله عبدالرزاق السنهوري في مطلع بحث له لمجلة المحاماة الشرعية (أكتوبر 1992) ولكنه عمل بجهد لكي يتفق القانون المدني الحالي مع مبادئ الشريعة. وقد اقر علماء الشريعة أن هذا القانون اقرب القوانين إليها, فهي اعمال مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم.; كما أن النظام الدستوري البرلماني القائم في مصر يمكن عند البنا والهضيبي وعدد من كتاب الإخوان إذا ما ادخلت عليه بعض اصلاحات أن يلبي المتطلبات السياسية للدولة الإسلامية. فالقطيعة الكاملة التي يصورها بعض دعاة الإسلام السياسي بين ما يسمونه بالقانون الوضعي والشريعة الإسلامية لامحل لها.
و تجربة الإخوان أثبتت أن الممارسة تتطوَّر لديهم أسرع من الفكر؛ لأن الجهد المبذول في الممارسة أكبر بحكم أنهم جماعةٌ حركيةٌ.. (93)
بظهور المشروع الحضاري الإسلامي في تاريخ الحركات الإسلامية تستطيع أن تقول إنه تم تأسيس الإطار الجامع للمسلمين والأقباط، بالطبع إذا ما استثنينا الفترات التي كانت فيها الحركات الإسلامية تخص نفسَها بالدفاع عن الشريعة الإسلامية، وهذا حقُّها؛ لأن المشروع كان يخص شأنًا إسلاميًّا دينيًّا، وليس موجَّهًا ضد الأقباط ولا يخصهم، ولكن عندما توسع المشروع بكتابات كثيرة على المستوى الفكري والحركي لدى العديد من المفكِّرين الإسلاميين ولدى الإخوان المسلمين بدا المشروعُ الحضاريُّ الإسلامي باعتبارِه مشروعًا نهضويًّا؛ حيث صرنا نتكلم عن قيم الأمة وتقاليدها والاتجاه نحو تعميق هويتها الوطنية والحضارية، أي أننا نتكلم في واقع الأمر عن المسلمين والأقباط، والخصوصيات الثقافية والحضارية لكل منهما. وأغلبية الأقباط- ولأكُنْ صريحًا- يرون أن المشاريع الإسلامية التي تتبنَّاها الحركاتُ الإسلامية تعني تغييرَ نظام الحكم وبصيغةٍ إسلاميةٍ، وهو ما يرونه مؤثرًا سلبيًّا على وجود الطائفة المسيحية، ومن ثَمَّ يرفضون أيَّ حوار أو تعامل معها بحجة أن هذه الحركات خطرٌ على هوية الجماعة القبطية.
الحقيقة أن الظروفَ الحاليةَ ومع اتجاهات الأقباط التي عرضناها وفي ظل دولة مستنيرة وحركات إسلامية وتدخل من الخارج ونزعة للتعصب من المسلمين والمسيحيين عامةً في مصر منذ زمن.. أدَّى كل ذلك إلى عدم وجود أي مساحة لإعادة تفهمات سابقة في الخبرات القبطية الإسلامية قامت في ظروف تاريخية معينة؛ حيث إن الشريعة الإسلامية ظلت مطبَّقةً في الفترة الأكبر تاريخيًّا ولم تهدر وجود الأقباط، ولكن الآن- ودعنا نعترف- يظن بعض الأقباط أن تطبيق الشريعة الإسلامية يهدر إيمانَهم بعقيدتهم، وعندما يستشري هذا الإحساسُ فمعنى ذلك أننا تركنا الخبرة التاريخية وانقسمنا في مناخ الاحتقان الطائفي.. (94)
أما عن علاقة الإخوان بالأقباط التى يخوفون الجميع من الشريعة الإسلامية ودعاتها ، فالعلاقة بين الجانبين طيبة وتتسم بالمودة ، يقول المرشد العام د. محمد بديع : وقال إن هناك اتصالا مع البابا شنودة عقب تعرضه لوعكة صحية ألمت به ودعوت له بالشفاء كما أننا حريصون علي علاقتنا بالاقباط في ظل هذا الدين والمنهاج الرباني الذي سيتمتعوا فيه بكل عدل وحرية وعدالة حرمنا منها كلنا في نظام بائد كان لايقيم وزن لنظام أو دين أو دستور.. (95)


رابعاً: الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي ود. رفعت السعيد وتجاهل الحقائق

تعلمنا فى مناهج كتابة التاريخ أن التاريخ يبدأمن انتهاء الحدث ، لذلك فإن الكتابات التى تحمل عنوان (ماذا يحدث لو ...) لا تمت للعلم ولا للتاريخ بصلة لأنها تكنهات لما فى المستقبل ، لذلك فإن عنوان: (وماذا لو جاء الإخوان للحكم ؟) هو من باب التكهنات ولا يمت للعلم بصلة .
و سوف نوضح الخطأ الذى وقع فيه كل من الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي ود. رفعت السعيد فى كتاباتهما عن الإخوان فيما يأتى:
1- الخصومة الفكرية ومنهج التناول سبب سوء الفهم وحجب الحقيقة:
لقد جند الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي قلمه للنيل من المرجعية الإسلامية بما تمثله من هوية الدولة ، وتطبيق الشريعة الإسلامية بأسلوب لا يخلو من سخرية واستهزاء ، فمنذ ثورة 25 يناير وماقبلها نشط قلمه للنيل من الإخوان كذلك ،لأنهم أقوى فصيل سياسى إسلامى له شعبية جماهيرية يقف حجر عثرة أمام المشروع العلمانى الذى يحمله ،فكانت مقالاته يوم الأربعاء فى جريدة الأهرام تدور فى هذا الفلك ، ومن هنا فلابد أن ينال من الإخوان ومرجعيتهم الإسلامية .
وأما د. رفعت السعيد فإن ما ينقصه عند نقله لنصوص الإخوان أن يفهمها جيدا فى سياقها كما أرادها أصحابها لا كما فهمها هو ، فالمؤرخ ليس ناقل نصوص وإلا لكان كل من يجيد القراءة مؤرخا ،فالمؤرخ يختار من الوقائع ـ غالبا ـ ما يسوغ به أفكاره وأهواءه وعقائده متجاهلا لغيرها .. (96) , فمن الصعب على المؤرخ النزيه أن يجرد نفسه من عوامل التحيز والهوى , وهي آفة المرء دائما فيما يأتي ويدع.. (97) , مع أن المفروض أن التاريخ علم يجب أن يتجرد عن الأهواء الذاتية.. (98)
فقد ينخدع الكاتب فيفهم النصوص على غير سياقها ويسوقها نحو استنتاج خاص ,أو لكي يحمله على القيام بعمل معين , فيعطي ـ عن عمد ـ معلومات مختلقة , أو يقدم معلومات معروضة بأسلوب خاص تخالف الحقيقة مخالفة جزئية أو مخالفة تامة .وأشد الاختلاق والتشويه أثر في النفس ما احتوى على عنصر كبير من الحقيقة , واحتوى ـ أيضا ـ على تبديل أو تغيير بأسلوب خاص .الأمر الذي لا بد أن يترك بصماته على صفحات التاريخ , خاصة إذا كان يدون تاريخ خصومه ؛ فإن الخصومة تحمل على سوء الرأي في الرجال .
ويوضح المستشار طارق البشري أن عدم فهم الإخوان وصميم الدعوة الإسلامية السياسية وراء التحامل على الإخوان والحديث عن علاقة الدين بالسياسة ، وهى الفكرة التى تلخص تحامل من يكتبون أو يتحدثون عن الإخوان ، فيقول : فالإخوان تيار شعبى ، قد تكون شعبيته فاقت شعبية الكثيرين غيره ، بل إنها لكذلك ، وتلك نقطة تستوجب التأنى والمدوالة ، فليست الشعبية بالأمر الذى يمكن للبصير أن يتغافل عنها إن كان جادا ، وإنها لمما يستوجب أقصى درجات التأمل والمداولة.وإن النظر الخارجى للإخوان هو ما عاقنى عن التنقيب عن الدلالة والوطنية لشعبيتهم ....ماذا أقصد بهذا النظر الخارجى ؟ أقول هو عدم فهم صميم الدعوة الإسلامية السياسية أى صلة الدين الإسلامى بالسياسة ونظام الحياة ....تلك فعلا هى المسألة لمن ينظر إلى حركة الإخوان لا من خارجها التنظيمى. ولكن من خارج إطارها الفكرى والعقيدى والحضارى ، فيصير أجنبيا عنها لا يستطيع أن يستصحب منطقها.. (99)
ولذلك فإننا لن نتناول ماكتبه د. رفعت السعيد بالرد ، لأنه يحتاج عشرات الصفحات ، وفى كتب الإخوان مايغنى فى ذلك ، ويكفى أن نشير إلى سلسلة كتب أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين بأجزائه الثمانية ، وموسوعة تراث الإمام البنا ما يرد على ما آثاره من تساؤلات .
2- نتائج انتخابات مجلس الشعب : حقائق ودلائل:
أنفقت الاتجاهات الليبرالية واليسارية الجهد والوقت لتشويه صورة الإخوان المسلمين فكرة وتاريخا ، وجاءت نتائج الانتخابات تؤكد ثقة المجتمع فى الإخوان المسلمين ، وحصل الإخوان على ما أرادوا وصرحوا به قبل الانتخابات ، وفى الوقت نفسه أخفقت الأحزاب الليبرالية واليسارية . فهل الشعب المصرى الذى اختار الإخوان كله على خطأ وخدع فى الإخوان أو خدعه الإخوان ود.رفعت السعيد هو الصواب ؟ ما دلالة إخفاق الأحزاب الليبرالية واليسارية فى الانتخابات ؟ هو أنهم خدعوا أنفسهم وأعطوها حجما أكبرمنها ، وصدقوا أنهم على الصواب ، وأن ما يقولونه هو الحق لا جدال فيه .
أليس الشعب هو القاضى العدل الذى يحكم على الجميع ؟ من المصيب ومن المخطىء الشعب أم الأستاذ أحمد عبد المعطى حجازى ود. رفعت السعيد ؟أسئلة تحتاج إجابة .
ولعلنا ننقل سطورا مما كُتب بصحيفة الوفد ، وهى ليست من صحف الإخوان كما هو معروف حول الانتخابات، لما له من فائدة فى هنا وفى مواضع أخرى ،يقول كاتب المقال : رغم حملات التخويف والترهيب الشنيعة من الإسلاميين على السياحة المهددة بالتوقف، وتشريد ألوف العاملين فيها، وتجويع أسرهم، وضياع مليارات العملات الأجنبية التي تجنيها مصر منها.... أهل السياحة ليسوا أغبياء أو جهلة بحيث يمكن تضليلهم بخطاب الإسلام السياسي فينقادون وراءهم كالقطيع ويفضلونهم علي مرشحي التنوير والاستنارة والدولة المدنية والمواطنة وحقوق الإنسان وتمكين المرأة، وهم المرشحون الذين يعتبرون أنفسهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، بينما الإسلاميون يعيشون في العصور الوسطى أو الجاهلية أو في كهوف تورا بورا وقندهار والصومال وإلى آخر تلك المنظومة من التحقير والشتائم والإهانات للمخالفين في الرأي والفكر الذين يتم إظهارهم في الفضائيات على لسان أهل التنوير والحداثة على أنهم كائنات غير بشرية هبطت على مصر لتدميرها.
ما قولكم الآن أيها المستنيرون في اختيار أهل السياحة للإسلاميين الظلاميين؟. أليس ذلك يعد ردا على المهزومين الانهزاميين المعزولين الذين يحتلون منابر إعلامية جاهلة مضللة أخذوا من خلالها يمارسون هوس التخويف من الإسلاميين البرابرة؟.
صحيح أن تصريحات نفر قليل منهم خصوصا السلفيين محدثي السياسة كانت غريبة وغير موفقة اتخذت منصة إطلاق صواريخ هجومية عليهم دون تفريق بين معتدل وبين قابل للاعتدال، إلا أنه كان من الواضح أن هناك موقفا عدائيا مبدئيا غريبا من كل ماهو إسلامي طال حتى الشريعة والإسلام نفسه الذي لاهو ملك إسلامي ولا علماني ولايساري بل هو ملك لجميع من يؤمنون به.
واضح أن أحاديث الفضائيات لاعلاقة لها بأحاديث الشارع، فالمحللون لايعرفون المجتمع الذي يتحدثون عنه ويتخوفون عليه، وهذا المجتمع لايعتد بكلام هؤلاء لأنه لايعكس طبيعة وتفكير وخيارات هذا المجتمع ،إذ أنه بعد الفوز الكبير للإسلاميين في المرحلة الأولى كانت نبرة التفزيع في أوْجها، ومع ذلك واصل الإسلاميون الاكتساح في الثانية، وقيل إن الناخب سيميل إلى الاعتدال في الثالثة بافتراض أن الناخب متطرف من وجهة نظرهم، لكن الناخب مازال مصر ا على الإسلاميين في المرحلة الثالثة أيضا.....الناخب واع ويرى أن يعطي الإسلاميين فرصة بعد أن جرب أنظمة مالت إلى الاشتراكية والعلمانية.. (100)


خامساً: مشاركة الإخوان فى ثورة 25 يناير

إذا كان الليبراليون والعلمانيون يتجنون على تاريخ الإخوان منذ عقود ، فإنهم كذلك يستطيعون تشويه مشاركتهم فى ثورة 25 يناير منذ شهور، فيظنون أنهم يستطيعون أن يشوهوا تاريخهم وفق إرادتهم ،وليس أدل على ذلك من الأدلة الكثيرة التى تثبت مشاركة الإخوان فى ثورة 25 يناير والإعداد لها:
1- تصريحات الإخوان للقنوات الفضائية بأنهم سيشاركون فى يوم الغضب 25 يناير : حيث صريح د. محمد بلتاجى ود. عصام العريان فى اتصال هاتفى مع قناة الجزيرة الإخبارية يوم 22و23 /1/ 2011 بأن الإخوان سيشاركون فى مظاهرات الغضب يوم 25 يناير .
2- بيانات الإخوان قبل الثورة تؤكد مشاركة الإخوان فى الثورة من بدايتها يوم 25 يناير  : وقد درس د.أحمد عبدالدايم محمد حسين.. (101) موقف الإخوان من ثورة 25 يناير قبل انطلاقها ومشاركتهم التنظيمية فى الإعداد لها فى دارسته لبيانات الإخوان خلا ثورة 25 يناير ، فيقول : يشير البعض بأن إعلان جماعة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الإسلامية فى مصر ، فى بادئ الأمر عن عدم مشاركتها فى فعاليات يوم 25 يناير ، قد ساهم فى ترسيخ المشاعرالسلبية تجاه تلك الدعوات ، لكن بالرجوع إلى بيانات ووثائق الجماعة نجد أن هذا القول يجانبه الصواب، بل يعد اصطيادًا لموقفهم المبدئى، وتسويقه على أنه الموقف الرسمى لها. فقبل انطلاق الثورة بثلاثة أيام، أى يوم 22 يناير ، أعلن الدكتور محمد البلتاجي، القيادى فى الحركة، فى إذاعة صوت الأقصى عن مشاركة الإخوان المسلمين فى تظاهرات 25 يناير . لكن لم يصدر عن الإخوان أى بيان رسمى مكتوب يعلن تلك المشاركة ويؤكدها. ومن ثم لا يوجد أى بيان ورقى يؤرخ لهذا الموقف الصريح من المشاركة. وهنا تظهر أهمية الاعتماد على التقنيات الحديثة فى التأريخ لموقفهم المؤيد للمشاركة. فبالإضافة لتصريحات محمد البلتاجي خرج الدكتور عصام العريان يوم 23 يناير ببيان شفوى بثه موقع إخوان يوتيوب، أعلن فيه صراحة مشاركة الإخوان فى وقفة أمام القضاء العالى، مضيفاً بأنهم قرروا عدم منع الشباب الإخوانى فى القاهرة وبقية المحافظات، من المشاركة فيها.
وبالتدقيق أكثر فى البيانات الشفوية نكتشف أهمية البيانات المكتوبة وخلفياتها . فعلى سبيل المثال حين أشار بيان عصام العريان الشفوى السابق بأن من ضمن مهمام شباب الإخوان خلال تلك التظاهرات، هو عرض ورفع مطالب الإخوان العشرة التى صدرت فى بيان رسمى مكتوب يوم 19 يناير ، بهدف جمع التأييد حولها، وتعريف الناس بها، وتثقيف المتظاهرين بها، نستوضح لماذا ترددت الشائعات والأقوال بأن الإخوان هم أحد الأطراف الرئيسية فى الدعوة لتظاهرات 25 يناير بل لم يكن الإعلان عن المشاركة شكليًا؟
فبالرجوع للأرشيف الصحفى نجد أن هذه المشاركة قد تم توثيقها رسمياً. ففى القاهرة على سبيل المثال، تجمع عشرات النواب السابقين، غالبيتهم من جماعة الإخوان، أمام دار القضاء العالى فى قلب القاهرة، حينما خرج الألوف، ومن بينهم شباب الإخوان، فى مظاهرات حاشدة الساعة الواحدة ظهرًا يوم 25 يناير 2011، احتجاجًا على أوضاعهم المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة. واستمر هذا التدفق الإخوانى خلال جمعة الغضب يوم 28 يناير التى سقط فيها أول شهيد من شباب الإخوان، الشهيد مصطفى سمير الصاوى. ....ومن المؤكد أننا حينما نطل على البيانات الرسمية التى أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين طيلة فترة الثورة سنلاحظ أنها تتضمن خمسة عشر بياناً تؤرخ لمسيرة الإخوان عبر الثورة. وهذا يعنى أن الجماعة كانت تصدر بياناً كل يوم تقريباً. وخلاصة هذه البيانات سبعة أمور مهمة : الأمر الأول، أن أول بيان للجماعة يقترب من الاستعداد الخفى للمظاهرات صدر فى 19 يناير ، أى قبل بدء المظاهرات فى 25 يناير بستة أيام، وأن البيان الأخير بشأن نجاح الثورة فى مهمتها صدر فى 12 فبراير ، أى فى اليوم الأول عقب تنحى مبارك فى 11 فبراير . الأمر الثانى، الميزة النوعية لبيانات الإخوان عن بقية البيانات. فقد صدرت بصفة يومية، ومن ثم رصدت كل الأحدث التى تؤرخ بالفعل لكل ما حدث فى الثورة من تفاعلات. الأمر الثالث، أن البيانات الأولى صدرت ممهورة بتوقيع المرشد العام محمد بديع فى أيام 23 و26 و 29 يناير ، فى حين صدرت البقية بتوقيع الإخوان المسلمين فقط، وكأن الأمر قد رتب على أنه فى حالة الفشل يتحملها المرشد العام دونما تأثير على بقية التنظيم. الأمر الرابع ، أن البيانات تقطع بأنهم كانوا جزءاً رئيسياً فى التخطيط للمظاهرات، وليس كما يدعى البعض بأن مشاركتهم تمت فيما بعد. الأمر الخامس، أن بيان 19 يناير يقطع بهذا الاستعداد للمظاهرات، فقد طالبوا شباب الإخوان بأن يرفعوا تلك المطالب التى سجلوها فى هذا البيان، وأن يقوموا بحشد الجماهير والتفافهم حولها. الأمر السادس، أنهم أول من غيروا وقادوا الجماهير ناحية المطالبة برحيل مبارك، حينما رفعوا شعار ارحل يا مبارك، استبدالاً لشعار تغيير، حرية، عدالة اجتماعية. الأمر السابع، أن الإخوان هم التنظيم الوحيد الذى امتلك رؤية واضحة، وتصورًا كاملا لسيناريو الخروج والتنحى... (102)
3- الصحف تذكر مشاركة الإخوان فى الثورة يوم 25 يناير والإعداد لها : ومن الأدلة كذلك على مشاركة الإخوان فى الثورة يوم 25 يناير ، بل والإعداد لها ماذكرته الصحف خاصة المتحاملة على الإخوان ، وذلك على النحو التالى :
  • إشارة الصحف إلى إعداد الإخوان للمظاهرات يوم 25 يناير  : فقد كتب محمد على إبراهيم .. (103) رئيس تحرير صحيفة الجمهورية تحت عموده الثابت : ) قليل من الذكاء) مقالا بالعنوان التالى : (الإخوان ..والانتخابات الرئاسية ركبوا ثورة تونس .. يضللون الناس ويطلبون إنهاء الدولة المدنية) ، ويقول : كالعادة بدأ الإخوان المسلمون التحرك مستغلين ما يحدث فى تونس .. نشروا على مواقعهم بيانا يدعو إلى ثورة مشابهة لما حدث فيها...ليس خافيا على أحد أن بيان الإخوان نشر على المواقع الالكترونية فى الوقت الذى دخل فيه الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد على الخط ، وقال إن تونس تسير الآن نحو إقامة حكم إسلامى ....وأعتقد أن هذا هو السبب فى البيان الذى أصدره الإخوان وحرضوا فيه على الثورة والانتفاضة الشعبية مثلما حدث فى تونس .. (104)
  • ونشرت جريدة الجمهورية فى صفحتها الأولى بتاريخ 26يناير  : عناصر المحظورة وسط 10 آلاف من المتجمهرين وتحت هذا العنوان : دفعت جماعة الإخوان المحظورة بأعداد كبيرة من عناصرها خاصة بميدان التحرير بالقاهرة وتجاوز عدد المتجمهرين عشرة آلاف شخص... (105)
  • المصرى اليوم : ما نشرته صحيفة المصرى اليوم بتاريخ 26يناير ـ وهى من الصحف التى اتخذت موقفا معاديا للإخوان بعد الثورة ـ إلى مشاركة الإخوان للمظاهرات يوم 25 يناير ، فتقول تحت عنوان  : (ميدان التحرير شهد اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين ومحاولات لتفريق المئات بالقنابل المسيلة للدموع ):
  • كانت الدعوة لـ يوم الغضب قد بدأت بمبادرة من بعض الحركات الاحتجاجية والقوى السياسية المعارضة بعد ثورة تونس، واختار الداعون إليه يوم 25 يناير المواكب لاحتفالات عيد الشرطة، للتعبير عن غضبهم من سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر ، واستجاب للدعوة جماعة الإخوان وحركات كفاية و شباب 6 أبريل.. (106)
  • وفى يوم 27 يناير تقول المصرى اليوم : عاشت ) المصرى اليوم ) ١٢ ساعة مع المحتجين بشوارع وميادين التحرير وطلعت حرب وعمر مكرم ومحمد فريد وسعد زغلول وعبد المنعم رياض و٢٦ يوليو بمنطقة وسط القاهرة .... البداية كانت فى الثانية ظهر أمس الأول بميدان التحرير عندما تجمع المحتجون القادمون من منطقة وسط القاهرة أمام دار القضاء العالى ونقابتى المحامين والصحفيين والقادمون من منطقة شبرا ودار السلام وبولاق الدكرور وهتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام» و«يسقط يسقط كل فاسد» و«أهلا أهلا بالتغيير» و«لا وألف لا للظالمين» و«يا رغيف فينك فينك البطالة بينا وبينك»...


سادساً: موقف الإخوان من الحكومات والمجلس العسكرى ثابت

موقف الإخوان من الحكومات ثابت منذ نشأتهم حتى اليوم ، فهم لا يحكمون على الحكومات جملة ،وإنما على مواقف الحكومات ، فعندما تولى على ماهر الحكومة سنة 1938 سئل الإمام البنا عن موقف الإخوان من حكومة علي ماهر باشا ،فأجاب بأننا لا نحكم على أشخاص ، بل على مواقف ، وهذا هو نهج الإخوان مع مختلف العهود .
أما موقف الإخوان من المجلس العسكرى ، فقد عبر عنه الدكتور محمد بديع عندما سئل عن علاقة الإخوان بالمجلس العسكرى قال : إذا أحسن المجلس نقول له أحسنت ، وإن أساء نقول له أخطأت .حذرت جماعة الإخوان المسلمين من الصدام مع القوات المسلحة ، لأنه غاية قوي كثيرة في الداخل والخارج تسعي لإجهاض الثورة ونشر الفوضي وخراب البلاد‏,‏ مستنكرة كل المحاولات المشبوهة للوقيعة بين الشعب والجيش الذي حمي الثورة ومصر ‏, مشيرا إلي أن الاعتداء علي مقراته والصدام معه صدر من قلة لا ندري بواعثهم.... وقال الإخوان إنهم سينزلون المظاهرة ويطلبون من المجلس العسكري أن يحدد موقفه من هذه القضية وأن يعلنه علي الملأ وخصوصا أن الغالبية العظمي من الشعب ترفض مسلك هذه الفئة إضافة إلي أن هذا المسلك يتعارض مع الإعلان الدستوري, كما أنه يكبل الإرادة الشعبية وحرية الهيئة التأسيسية.
وتري الجماعة أن الشعب قال كلمته في استفتاء مارس الماضي وكان علي الجميع أن ينصت إلا أن فئة قليلة لم تحترم هذه الإرادة الشعبية ودعت إلي وضع الدستور في التفاف واضح علي نتائج ذلك الاستفتاء واغتصاب صريح لحق الهيئة التأسيسية التي سينتخبها البرلمان ويسند إليها وضع الدستور, إضافة إلي إهدار حق الشعب في منح نفسه الدستور الذي يريد, فالدستور يصدر من الشعب ثم يوافق عليه الشعب في استفتاء عام ولا يهبط عليه من فئة ما, فلما رفضت الوطنية والسياسية اغتصابها لهذا الحق، شرعت هذه الفئة في وضع مواد أسمتها موادا فوق دستورية, وهذا أيضا ليس من اختصاصها.. (109)


سابعاً: ضعف الثقافة الإسلامية للعلمانيين والليبراليين وراء التحامل

العلمانيون والليبراليون واليساريون يستمدون ثقافتهم عن الإخوان والإسلام من الصحف وبعض الكتابات عن خصوم الغخوان والمسلسلات . ويابؤس من يأخذون علمهم من مسلسل نصب نفسه المرجع والدليل، وانظر إلى أحد الكتاب يستمد ثقافته عن الإخوان من المسلسل ، فيقول : لهذا خلق الله الندم‏..‏ هذه آخر جملة في آخر مشاهد مسلسل الجماعة قالها مرشدها حسن البنا بعد أن كتب رسالته‏:‏ ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين... (110)
أما من يقولون إن مصر سوف تتحول لدولة دينية حال تطبيق الشريعة؟ فيقول المستشار طارق البشري : أكثر من يتكلمون فى هذا الأمر لا يفهمون معنى تطبيق الشريعة الإسلامية. ولم يدخلوا فى الفقه الإسلامى، ولم يعرفوه، ولا خبروه، ولا يعرفون كيفية توليد الأحكام من النصوص، لتطابق الواقع الحاضر، لأن ذلك له مناهج، يعرفها رجال القانون، فأغلب من يتكلمون فى هذا الأمر لم يدرسوه، وليس من السهل تبسيطه وشرحه فى ثلاثة سطور فى حديث، لأن ذلك الأمر مكتوب فيه كتب. وأغلب من تحدثوا عن تطبيق الشريعة، لم يكونوا من التيار السياسى الإسلامى، وأهم من كتب فى موضوع الشريعة الإسلامية، كانوا أساتذة مصر يين درسوا الفقه الإسلامى فى فرنسا.. (111)
ويضيف ظهور تيارات سياسية إسلامية داخل المجتمع المصرى، أيام السادات، لم يكن جديدا، والدليل على ذلك أن التيارات الإسلامية كانت موجودة منذ أوائل القرن العشرين، لكن ما كان يحصن الناس من هذا الأمر، أن هذه التيارات لم تكن تتحدث باسم الإسلام ، وأنك بموقفك الإسلامى تستطيع أن تخالفها، وتقول إنها «غلطانة» والقول قولك بدليلك، وليس بسلطتك الدينية، فالإخوان المسلمون كانوا موجودين عام 1928، وكان أيامها موجودا الأنبا يؤانس التاسع عشر، ثم تولى خمسة باباوات بعدها الكنيسة القبطية، ولم يجنح أحدهم لاستخدام السياسة فى الكنيسة، بل كان هناك صحافة قبطية فى بدايات القرن العشرين، وكان بها نقد للبطريرك، من داخل الأقباط، أنفسهم، لما يرونه مخالفا للشأن الدنيوى، وليس الشأن الدينى.
كل ما يهمنى فى ذلك الأمر شىء واحد، هو ألا تكون هناك عزلة عن المواطنة، لأنها يجب أن تبقى هى الحاكم، والحاضن، والضامن، للمصر يين مسلمين ومسيحيين، متداخلين فى شؤونهم اليومية والحياتية بشكل كامل، وأحاسب به، من يرى عزلة المسلمين عن المسيحيين، محاسبة وطنية، وكذلك عزلة المسيحيين عن المسلمين... (112)
والشريعة متمثلة في المادة الثانية من الدستور أصبحت تخص الجماعة المسيحية، وترفض أكثر ما ترفض من الجماعة المسيحية. وأصبحت الشريعة عنوانا تهرب منه الدولة في مواجهة المسلمين، وتحتمي به الدولة لحل مشكلاتها مع المسيحيين. وهكذا تصبح الأمور في غير نصابها، مما يؤدي إلى حالة متناقضة، وهو ما ينذر بحالة اضطراب داخل بنية المجتمع، ويؤذن بمرحلة تتعمق فيها العلاقات الملتهبة بين الدولة والكنيسة والجماعة المسلمة.
وعلى الجانب الآخر من الصورة، نجد الكنيسة تعيد للمجال العام الحوار حول الشريعة، وتبرز أهمية الشريعة بالنسبة للمسيحيين، وهو ما يعني ضمنا وبالضرورة أهميتها بالنسبة للمسلمين. ونجد الكنيسة تمارس فعلا على الأرض، يعيد مرجعية الدين، ويعضد المشروع الإسلامي بكل أركانه. وبهذا يصبح فعل الكنيسة والجماعة المسيحية، رغم عنوانه العلماني البارز، هو فعل مؤسس للمرجعية الدينية للمجتمع، ورغم تناقضه علنيا مع المشروع الإسلامي، ولكنه يعمق دور الدين في حياة المجتمع. وكأن الكنيسة أو بعضها، والجماعة المسيحية أو بعضها، ورغم أنها ترفع شعار القومية المصر ية والعلمانية ، إلا أن سلوكها في الواقع يعضد ويعمق الانتماء الديني، ويصب رغما عنها في صالح المشروع الإسلامي.. (113)


ثامناً: حقائق وآراء تشهد للإخوان

وقد عبر كثيرون عن ثقتهم فى الإخوان المسلمون فى المرحلة المقبلة بعد أن منحهم الشعب ثقته وصوّت لهم فى انتخابات مجلس الشعب ، ومن ذلك :

1- صحيفة نيويورك تايمز: جماعة الإخوان المسلمين أفضل بكثير من الصورة المشوهة المأخوذة عنهم

قال الكاتب الصحفي في صحيفة نيويورك تايمزالامريكية نيكولاس كريستوف أن حقيقة جماعة الإخوان المسلمين المصر ية هي أفضل بكثير من تلك الصورة المشوهة.
قال الكاتب الصحفي الشهير نيكولاس كريستوف في مقالته بجريدة (النيويورك تايمز): إنه لا بد من عدم المبالغة في القلق من الصعود السياسي لجماعة الإخوان المسلمين, وإن ما يحدث في مصر اليوم لا يمكن اختزاله في صعود تيار سياسي بعينه ولكن لا بد من فهمه في سياق عملية التحول الديمقراطي الوليدة في قلب العالم العربي.
كما التقى الكاتب بعمرو موسى المرشح الرئاسي، ونقل قوله إن مصر لن تكون مثل النموذج الإيراني، وإنه متفائل بشأن المستقبل، وإن مصر ستسعى لعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة.. (114)

2- الأستاذ عبد العظيم حماد رئيس تحرير جريدة الأهرام

حيث يقول: ولا جدال أيضا في أن حزب الحرية والعدالة اختار الاعتدال طابعا لخطابه السياسي, وحملته الانتخابية, بل إن هذه اللهجة المعتدلة أصبحت أكثر وضوحا وتكرارا في الحملات الانتخابية للمرحلة الثانية, ولعل أشهرها ما صرح به زعماء الحزب من أنهم لن يتحالفوا برلمانيا مع السلفيين, لأنهم يفضلون التحالفات السياسية علي التحالفات الإيديولوجية, وكان من الواضح أن هذا التصريح بالذات قصد به التمييز بين اعتدال الحرية والعدالة, وبين التشدد المعروف عن كثير من السلفيين سياسيا ودينيا.
وبناء علي هذا التمييز يمكن فهم بقية التصريحات والتعهدات التي صدرت عن قادة الجماعة وحزبها, فهم أكدوا أنهم لا يسعون إلي صدام مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة ولا يتوقعون حدوث هذا الصدام, وهم أكدوا ولايزالون يؤكدون أنهم لن ينفردا بالحكم, بل لن ينفردوا بوضع الدستور, وأنهم يعترفون بكافة حقوق المواطنة لغير المسلمين, وجاء ذلك علي لسان أكبر قادة الجماعة, وزعماء الحزب, ليس فقط في تصريحات صحفية أو تليفزيونية, بل وجاء أيضا في مؤتمرات انتخابية في معظم محافظات مصر الثماني عشرة التي جرت فيها المرحلتان الأولي والثانية من الانتخابات حتي الآن.
وليست هذه التطمينات هي ما صدر عن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين فحسب, بل إنهم وجهوا خطابا معتدلا حول كل القضايا التي تثير قلق فئات كثيرة في المجتمع من تولي' إسلاميين' سلطة الحكم في البلاد ابتداء من المشتغلين بالسياحة, إلي السياح الأجانب أنفسهم, ومن مجتمع الاقتصاد إلي قضية عمل المرأة وملابسها.
هذا عن الداخل.
أما عن الخارج, فإن البيان الصادر عن الحزب, وكذلك حديث الدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب عن نتائج الاجتماع مع السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي, تسير أيضا في اتجاه الاعتدال والمرونة...حول موقف حزب الحرية والعدالة من اتفاقية السلام مع مصر وإسرائيل ... أن الاتفاقية هي التزام من دولة, وليست التزاما من حزب معين، وبالتالي فإن حزب الأغلبية في البرلمان القادم, وحكومته سوف يظلان ملتزمين بها، مادام الجانب الآخر ملتزما بها .
وإحقاقا للحق، فإننا من جانبنا نرحب بهذا الاعتدال الواضح في خطاب حزب الحرية والعدالة, وجماعة الإخوان المسلمين داخليا وخارجيا, فمن المؤكد أن هذا الاعتدال سوف يكون دعما كبيرا للتحول الديمقراطي في الداخل, كما أنه سوف يشكل ضمانة مؤكدة لأمن مصر القومي, ورادعا للمتشددين المصر يين الذين قد لا يحسنون التعامل مع الأوضاع الإقليمية والدولية, فيدفعون بالوطن إلي أخطار نحن في غني عنها في هذه المرحلة من مراحل التحول في مصر وفي المنطقة ككل.
وإحقاقا للحق أيضا, فإننا من حيث المبدأ نطمئن إلي جدية هذه التطمينات الداخلية, والضمانات الخارجية من جانب حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين.. (115)

3- د. محمد أبو الغار

ويعبر د. محمد أبو الغار عن تفاؤله من سياسة الإخوان بعد الانتخابات فى حواره مع مجلة روز اليوسف بقوله : لا أتوقع حدوث أى صدام بين الإخوان المسلمين والليبراليين ،لأن الإخوان لا يسعون للتصادم مع أى قوة سياسية، وإنما يريدون بدء العمل، والتقدم لن يحدث سريعا ولكن ستكون هناك مؤشرات توحى بحدوثه، وهذه المؤشرات ستظهر عام 2012 كما أن الإخوان سوف يسعون للحفاظ على شعبيتهم وعدم التقليل منها، والدخول فى صدامات سوف يعطلهم ويقلل من شعبيتهم ، والوضع سيكون مختلفا ومفاجئا لكل القوى السياسية، حيث سيحدث تحالف بين الإخوان والليبراليين فى بعض الأمور والقضايا التى سوف يستعين الإخوان بهم فى حلها ، وهذا التوافق فى مصلحة البلاد وسوف نراه هذا العام... أتوقع أن يقوم التيار الإسلامى بأداء دور جيد وذلك متمثلا فى الإخوان المسلمين فقط ، حيث سيقدمون أداء متوازنا ومرضيا.. (116)

4- الأستاذ إبراهيم فتحي

يقول الأستاذ إبراهيم فتحي : يري كثير من المسلمين أن فوز تيار الإسلام السياسي في انتخابات نزيهة أمر منطقي‏.‏ فغالبية المسلمين المصر يين في واقع الحياة اليومية يحرصون علي عدم تعارض نمط حياتهم وسلوكهم مع قواعد الشريعة الإسلامية‏.‏
وهم يهتمون كل الاهتمام بحل المشاكل التي تواجههم وفقا لهذه القواعد. ولا مكان عند الغالبية علي الإطلاق لفصل الدين عن الحياة الاجتماعية, كما تؤمن بإخضاع الحياة السياسية لسلطان الدين فيما يتعلق فحسب بمراعاة قواعد الحلال والحرام التي اكتسبت معني اجتماعيا إلي جانب أصولها الإسلامية دون إيمان بأن هناك نموذجا تشريعيا جاهزا صالحا لكل البلاد في جميع الأزمنة. وذلك بالإضافة إلي أن الإخوان المسلمين لا يقولون بدولة دينية تمتلك تفويضا إلهيا ولا بحكم المشايخ, ويعلنون أنهم مع الحرية الشخصية في حدود الحلال. ويفهم من تصريحاتهم الآن باختلاف مع مرحلة سابقة أنهم لا يعارضون التعددية الحزبية أو يدعون إلي حزب واحد.
وقد يستشري الهلع عند بعض الديمقراطيين واليساريين نتيجة لفوز الإسلام السياسي في المرحلة الأولي من الانتخابات لتخيلهم أن ذلك يعني في المستقبل إمكان قيام أنظمة مصر ية سياسية واجتماعية واقتصادية تماثل أنظمة في الجزيرة العربية والسودان إلي آخر البلاد التي تسمي نفسها إسلامية تطبق الشريعة.
فهذه الجماهير التي مرت بتجربة ديمقراطية ثورية لن تسير وراء من يتنكر لمطالبها. ولن تسير وراء قيادات تعادي الديمقراطية أو تتخذها مطية للسيطرة ثم الانقضاض عليها.. (117)

5- الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية

التقى الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية بالدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، وذلك بالمقر العام للجماعة بالمقطم.
وأعرب عبدالغفورعن سعادته البالغة بلقاء المرشد العام, مؤكدا الاتفاق معه علي أن تعريف الفن هو الفن الراقي والسامي النبيل الهادف المناصر لقضايا الوطن وشعبه ، والمتفاعل مع حقوق الشعوب الحرة, ويحفزها في اتجاه البناء والنهضة والعمل والانتماء للوطن.وذكر أن لقاءه ببديع أزال بعض الغموض في رؤية الإسلام للفن التي يتبناها الإخوان المسلمون; حيث دأب النظام البائد علي تشويه نظرة الإخوان للفن; لصالح استمرار الفساد, وإبقاء الشعب بعيدا عن الإسلام , مضيفا: أري بعد لقاء المرشد أن مستقبل الفن رائع ومبهر.. (118)

6- تواصل الإخوان مع الأقباط

أما من يثيرون مخاوف الأقباط من الإخوان المسلمين فإن الإخوان برهنوا بأنهم دعاة سلام ومحبة ويحترمون الأديان والحريات ، وجاء موقفهم عمليا حيث أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، عن تشكيل لجان شعبية من عناصرها للمشاركة فى حماية الكنائس بجميع محافظات مصر أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد.
وقالت الجماعة في بيان رسمي أصدرته، الأربعاء، وحصل مصر اوي على نسخة منه، أنها اتخذت قراراها بهذا الخصوص، حتى لا تمتد الأيدى الآثمة إلى إفساد هذه الاحتفالات مثلما تكرر مرارا على أيدى النظام الفاسد البائد، داعية المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الشرطة لحماية الكنائس مثلما حدث خلال اللجان الانتخابية فى المرحلتين
وقررت الجماعة إيفاد وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور محمود عزت، نائب أول المرشد، للقيام بـواجب التهنئة إلى الأخوة المسيحيين بعيد ميلاد المسيح نبي الرحمة والأخلاق السامية والمثالية الراقية، حسبما ورد فى البيان.
وقالت الجماعة فى بيانها أنهم سيشاركون في الاحتفال بهذه المناسبة الجليلة استجابة لأوامر الله ببر المسيحيين والقسط إليهم، لأنهم الأقرب مودة للذين آمنوا .
وفى نهاية البيان، أشارت جماعة الإخوان المسلمين إلى أن القرآن الكريم، احتفل بعيسى عليه السلام أيما احتفاء وجعل الإيمان به من صلب العقيدة الإسلامية، وكرم والدته مريم العذراء عليها السلام تكريما لا مثيل له إذ خصها بسورة كاملة يتعبد المسلمون بتلاوتها فى كل حين .. (119)

7- الإخوان يحصلون على أعلى الأصوات فى المدن السياحية

بالرغم من أساليب الترهيب التى مارسها الليبراليون لتخويف المجتمع من الإخوان إلا أن النتيجة جاءت عكس ذلك. كتب طه خليفة فى صحيفة الوفد يقول : ... حصل الحرية والعدالة على 55% من أصوات الناخبين في شرم الشيخ، وهى أعلى نسبة يحصل عليها في كل الدوائر على مستوى الجمهورية، ولم يحصل أي حزب منافس على تلك النسبة أيضا في أي دائرة.في المرحلتين الأولى والثانية يكتسح الحرية والعدالة منطقتين سياحيتين مهمتين أيضا هما الأقصر وأسوان، وإن كان بنسبة أقل من شرم الشيخ، وبالتالي لاتكون شرم الشيخ حالة نادرة لايقاس عليها ،بل صارت جزءا من حالة عامة وهي أن المحافظات والمناطق السياحية ذات الخصوصية في طبيعة سكانها والعاملين المقيمين بها انحازوا إلى الإخوان، أي اختاروا الإسلاميين رغم حملات التخويف والترهيب الشنيعة من الإسلاميين على السياحة المهددة بالتوقف، وتشريد ألوف العاملين فيها، وتجويع أسرهم، وضياع مليارات العملات الأجنبية التي تجنيها مصر منها.... أهل السياحة ليسوا أغبياء أو جهلة بحيث يمكن تضليلهم بخطاب الإسلام السياسي فينقادون وراءهم كالقطيع ويفضلونهم علي مرشحي التنوير والاستنارة والدولة المدنية والمواطنة وحقوق الإنسان وتمكين المرأة، وهم المرشحون الذين يعتبرون أنفسهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، بينما الإسلاميون يعيشون في العصور الوسطى أو الجاهلية أو في كهوف تورا بورا وقندهار والصومال وإلى آخر تلك المنظومة من التحقير والشتائم والإهانات للمخالفين في الرأي والفكر الذين يتم إظهارهم في الفضائيات على لسان أهل التنوير والحداثة على أنهم كائنات غير بشرية هبطت على مصر لتدميرها.
ما قولكم الآن أيها المستنيرون في اختيار أهل السياحة للإسلاميين الظلاميين؟. أليس ذلك يعد ردا على المهزومين الانهزاميين المعزولين الذين يحتلون منابر إعلامية جاهلة مضللة أخذوا من خلالها يمارسون هوس التخويف من الإسلاميين البرابرة؟.
صحيح أن تصريحات نفر قليل منهم خصوصا السلفيين محدثي السياسة كانت غريبة وغير موفقة اتخذت منصة إطلاق صواريخ هجومية عليهم دون تفريق بين معتدل وبين قابل للاعتدال، إلا أنه كان من الواضح أن هناك موقفا عدائيا مبدئيا غريبا من كل ماهو إسلامي طال حتى الشريعة والإسلام نفسه الذي لاهو ملك إسلامي ولا علماني ولايساري بل هو ملك لجميع من يؤمنون به.
واضح أن أحاديث الفضائيات لاعلاقة لها بأحاديث الشارع، فالمحللون لايعرفون المجتمع الذي يتحدثون عنه ويتخوفون عليه، وهذا المجتمع لايعتد بكلام هؤلاء لأنه لايعكس طبيعة وتفكير وخيارات هذا المجتمع ،إذ أنه بعد الفوز الكبير للإسلاميين في المرحلة الأولى كانت نبرة التفزيع في أوْجها، ومع ذلك واصل الإسلاميون الاكتساح في الثانية، وقيل إن الناخب سيميل إلى الاعتدال في الثالثة بافتراض أن الناخب متطرف من وجهة نظرهم، لكن الناخب مازال مصرا على الإسلاميين في المرحلة الثالثة أيضا.....الناخب واع ويرى أن يعطي الإسلاميين فرصة بعد أن جرب أنظمة مالت إلى الاشتراكية والعلمانية ، ووعي هذا الناخب جعله في المرحلتين الثانية والثالثة يختار الوفد الحزب المدني المعتدل المعبر عن الليبرالية الحقيقية العاقلة الحكيمة بدل الكتلة المصر ية التي تراجعت حيث قدمت الليبرالية بفجاجة وتصادمية مع الدين والمتدينين.. (120)
هل يعقل الليبراليون والعلمانيون واليساريون أن مشروعهم فى مناهضة مرجعية المجتمع الإسلامية باءت بالفشل ، وأن الحملة التى شنوها لتخويف المجتمع من الإخوان لم تؤثر على تمسك المجتمع بهم . ترى هل يفقهون ؟


المراجع

(1) د. رفيق حبيب: الشريعة صمام أمان المسيحية في مصر .

(2) راجع : القانون 40 لسنة 1977 الخاص نظام الأحزاب السياسية.

(3) الأهرام ، الأحد 14 رمضان 1432هـ / 14 من أغسطس 2011م ، الصفحة الأولى .

(4) وبعد ثورة 25 يناير انتشر الحديث عن الليبرالية ، فى الوقت الذى قد لا تجد من يعلن أنه علمانى ، ونشرت مقالات متنوعة تتكلم عن الليبرالية ، وحرية الفكر متاحة للجميع طالما أن صاحبه ملتزم بالقانون ، ولا يفرض رأيه على المجتمع بالقوة .وقد انتشر الحديث عن الليبرالية انتشارا واسعا فى الإعلام وظهرت كتاباتهم فى الصحف وظهر أعلامهم. وظهر الموقف الفكرى لليبراليين فى فصل الدين عن الدولة من المادة الثانية من الدستور والدعوة إلى إلغائها ثم تعديلها ، ومحاولتهم فرض مرجعيتهم الليبرالية عن طريق الضغط على المجلس العسكرى ليتمكنوا صياغة فكرهم فى الدستور المصرى الجديد .

(5) وقد مارس الليبراليون والعلمانيون ضغوطا متنوعة على المجلس العسكرى لإصدار قانون فصل الإسلام عن العمل السياسى ، وبالتالى يتحقق المبدأ العام لليبرالية والعلمانية (فصل الدين عن الدولة) بالقانون ، وقد آتت تلك الضغوط ثمارها ؛ فأصدر المجلس يوم 30 مارس 2011، الإعلان الدستورى الذي تضمن 62 مادة، بالإضافة إلى مادة الإصدار أو النشر، وهو بمنزلة مبادئ فوق دستورية تكون فى بداية أى دستور جديد، ومما جاء فى هذا الإعلان : (حظر تكوين الأحزاب على أساس دينى).وعملوا كذلك على تحفيز المجلس العسكرى على إقصاء الإخوان عن العمل السياسى ، لأنهم يخلطون الدين بالسياسة ، فيقول أحدهم : وعلي المجلس العسكري الأعلي, الذي شارك في الثورة والذي لا بديل له ولا غني عنه في قيادة فترة الانتقال, أن يتفهم جدية المخاوف من مخاطر الدولة الدينية, وأن يلتزم بما نصت عليه المـادة الرابعة من الإعـلان الدستوري من أنه لا يجوز مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام أحزاب سياسية علي أساس ديني. راجع : د‏.‏ طه عبد العليم : الحق والباطل في مسألة هوية مصر ، الاهرام 30 من شعبان 1432هـ / 31من يوليو2011م،ص12.

(6) طارق البشري : الحركة السياسية فى مصر ، دار الشروق القاهرة ، ط2 ،1981 . ص 30 .

(7) طارق البشري : الحركة السياسية فى مصر ، دار الشروق القاهرة ، ط2 ،1981 . . ص32.

وحقيقة من الصعب أن تفرق بين كتابات العلمانيين والليبراليين بعد ثورة 25 يناير ، نظرا لأن الفكر الليبرالى والعلمانى يلتقيان حول نقطة واحدة هى فصل الدين عن الدولة . وبالرغم من أن الليبراليين يدعون إلى الحرية السياسية والفكرية واحترام آراء الآخرين إلا أنهم اتسموا فى خلافهم الفكرى ورؤيتهم السياسية مع الإخوان المسلمين بتحامل شديد يؤكد أن هناك فرقا كبيرا بين المفاهيم النظرية وتطبيقها . فقد تحامل الليبراليون والعلمانيون على الإخوان المسلمين لقيام فكرهم على المرجعية الإسلامية للدولة ، ووجهوا إليهم اتهامات متنوعة تنم عن تعصب فكرى ، فالمطلوب من الإخوان أن يسيروا فى فلك الليبراليين ويرون رأيهم حتى لا يتعرضوا لإثارة الاتهامات ضدهم من الليبراليين والعلمانيين على حد سواء .فأين حرية الفكر والتعبير عن الرأى واحترام آراء الآخرين عند الليبراليين ؟!

والليبراليون والعلمانيون ليس لهم شعبية تؤيدهم ، لكنهم يريدون فرض رأيهم على جمهور الشعب ، بالرغم من الشعب صوت للتعديلات الدستورية فى 19 مارس 2011 بنسبة 77.2  % للانتخابات البرلمانية فلجنة لكتابة الدستور، لكن الديمقراطية عند الليبراليين لا تعنى القبول برأى الأغلبية ، لذلك اعترضوا على رأى الأغلبية وتحدوه ،بل واتهموه ، وطالبوا بأن يكون الدستور أولا خلافا لما تم الاستفتاء عليه ، ثم أرادوا صياغة فكرهم فى الدستور الجديد التفافا على التعديلات الدستورية بالمبادى فوق الدستورية ثم وثيقة د. على السلمى ، وتلك ظاهرة فريدة أن تجد الأقلية تحاول فرض رأيها على الأغلبية .

(8) د‏.‏ طه عبد العليم: نقد نقاد دولة المواطنة‏..‏ مرة أخري‏!‏ الأهرام 7جمادى الأخر1432هـ / 10 مايو 2011م.

(9) أحمد الخطيب : الأقباط وجماعات الإسلام السياسي  : المصر ي اليوم ،١٣/ ١٠/ ٢٠١١.

(10) انظر مثلا : القوي الوطنية والتيارات الدينية بالإسكندرية تجمع علي إجراء الانتخابات ، الأهرام الثلاثاء 15 من شوال 1432هـ / 13سبتمبر2011.

(11) الدستور: 5 مايو 2011 .

(12) الدستور: 21 يونيو 2011

(13) الدستور25 ديسمبر2011 .

(14) الدستور: 8 ديسمبر 2011

(15) الدستور: 1 يوليو 2011.

(16) الدستور : 15 يوليو2011

(17) الدستور : 25 نوفمبر 2011.

(18) أخبار اليوم: 1 ديسمبر 2011 .وذلك عقب نتيجة المرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب يوم 28 وقبل الإعادة يوم 5 ديسمبر ، وقد أظهرت النتائج تقدم قوائم حزب الإخوان الحرية والعدالة ، ويليه النور السلفى ، وإعادة عدد كبير من الإخوان على المقاعد الفردية مع إخفاق لتالف أحزاب الكتلة المصر ية والثورة مستمرة وحزب الوفد .

(19) أخباراليوم : 25 نوفمبر 2011.أعلن الإخوان عدم مشاركتهم فى الاعتصام فى التحرير مع حق المعتصمين فى التعبير عن آرائهم وحقهم فى الاعتصام السلمى خاصة والبلاد مقبلةعلى انتخابات مجلس الشعب يوم 28 نوفمبر والأوضاع تحتاج إلى الاستقرار .ولاحظ العنوان لا صلة له بالإخوان إلا أن اقحام الإخوان فى الموضوع يلبى غرض كاتب الخبر.

(20) أخباراليوم: 10 ديسمبر 2011.وذلك عقب المرحلة الأولى من الانتخابات وقبل الثانية بقصد التأثير على الناخبين فى المرحلتين التالتين .

(21) أخباراليوم: 19 نوفمبر 2011.جمعة المطلب الواحد كانت فى اليوم السابق 18 نوفمبر ضد وثيقة السلمى ، حيث شارك الإخوان والتيار الإسلامى وتحالف الحرية والعدالة فى مليونية لإسقاط الوثيقة .

(22)أخباراليوم: 4 ديسمبر 2011.والهدف من ذلك التأثير على الناخبين لعد التصويت لحزب الحرية والعدالة .

(23) أخباراليوم: 25 ديسمبر 2011.

(24) أخباراليوم: 6 ديسمبر 2011 .

(25) أخباراليوم: 7ديسمبر 2011 .

(26) أخباراليوم: 25 ديسمبر2011 .

(27) أخباراليوم: 11 ديسمبر 2011.

(28) أخباراليوم: 14 ديسمبر 2011 .

(29) أخباراليوم : 17 ديسمبر 2011. كان الفنان طلعت زكريا من أنصار الرئيس المخلوع مبارك ، فقد كان يعد الجزء الثانى من عمله الفنى )طباخ الريس) والتقى بالرئيس المخلوع من أجل ذلك ، ولما قامت الثورة انهال بالسباب على المعتصمين بالتحرير ، فماذا ينتظرمنه ؟

(30) أخباراليوم: 23 ديسمبر 2011 .

(31) الدستور: 5 نوفمبر 2011.

(32) أخباراليوم: 2ديسمبر2011.ولننظر إلى سذاجة الخبر الذى يفترض أن الدول الأوربية تدعم وتؤيد الإسلاميين ،ومنهم الإخوان المسلمون فى الانتخابات ، وهم الذين يحملون على عاتقهم مناهضة المشروع الغربى فى مصر . بأى عقل يكتبون ؟ وبأى منطق يريدون أن يقتنع الناس بما يكتبون ؟

(33) أخباراليوم: 1 ديسمبر 2011 .لم يذكركاتب الخبر عمن نقله ، وكأن كل الأخبار التى تنشرها الصحف هى الحق بلاجدال .

(34) أحمد عبد المعطي حجازي: مصر هي مرجعيتنا‏ (5)‏ :الأهرام 5من المحرم 1433هـ / 30 من نوفمبر 2011.

(35) أحمد عبد المعطي حجازي: مصر هي مرجعيتنا‏ (5)‏ :الأهرام 5من المحرم 1433هـ / 30 من نوفمبر 2011.

(36) د. علاء الأسواني  : هل نحارب طواحين الهواء..؟! ، جريدة المصري اليوم ٣١/ ٥/ 2011.

(37) أحمد عبد المعطي حجازي : الإخوان وديمقراطيتهم‏!‏ ، الأهرام 10 من صفر 1433هـ / 4من يناير 2012م ص 12.

(38) د. علاء الأسواني: حتى لا نستبدل استبداداً باستبداد ، المصر ي اليوم٢٤/ ٥/ ٢٠١١.

(39)أحمد عبد المعطي حجازي: ،‏الأهرام 9 2من جمادى الآخرة1432هـ / 1 من يونيو 2011، ص 12.

(40) د. علاء الأسواني: حتى لا نستبدل استبداداً باستبداد ، المصر ي اليوم٢٤/ ٥/ ٢٠١١.

(41) شريف الشوباشي: ما هي العلمانية ؟ الأهرام 11من ذى الحجة 1431 هـ / الأربعاء 17 من نوفمبر2010 ص12.

(42) أحمد عبد المعطي حجازي : لا دولتهم مدنية ولا نظامهم ديموقراطي ‏الأهرام 20 من رجب 1432هـ / 22 من يونيو 2011، ص12 .

(43) د. علاء الأسواني: حتى لا نستبدل استبداداً باستبداد ، المصر ي اليوم٢٤/ ٥/ ٢٠١١.

(44) أحمد عبد المعطي حجازي: مصر هي مرجعيتنا‏ (6)‏ :الأهرام 12من المحرم 1433هـ / 7من ديسمبر 2011ص 12.

(45) د. علاء الأسواني: حتى لا نستبدل استبداداً باستبداد ، المصر ي اليوم٢٤/ ٥/ ٢٠١١.

(46)أحمد عبد المعطي حجازي : فوق دستورية‏..‏ وليست فوق الدستور‏!‏ ..‏ ‏الأهرام 9 من شوال 1432هـ / 7من سبتمبر 2011، ص12.

(47) صلاح عيسى[ : حرب المبادئ الحاكمة ،المصرى اليوم ، ٢٠/ ٨/ 2011.

(48) أحمد عبد المعطي حجازي : لا دولتهم مدنية ولا نظامهم ديموقراطي ‏الأهرام 20 من رجب 1432هـ / 22 من يونيو 2011، ص12 .

(49) أحمد عبد المعطي حجازي : مدنية‏..‏ مدنية‏..‏ مدنية‏!‏ الأهرام 19 من شعبان 1432هـ / 20 من يوليو2011، ص12.

(50) علاء الأسواني : هل تسمح الدولة المدنية بتطبيق الشريعة؟! ، المصر ي اليوم ،١٤/ ٦/ 2011.

(51) د. أسامة الغزالي حرب : الإخوان المسلمون عند مفترق الطرق‏! ، الأهرام الأربعاء 22من جمادى الآخر 1432هـ / 25 من مايو 2011م . ص12.

(52) أحمد عبد المعطي حجازي : مصر هي مرجعيتنا ‏(3)‏ الأهرام 20 من ذى الحجة 1432هـ / 16 من نوفمبر 2011،، ص 12.

(53) شريف الشوباشي: ما هي العلمانية ؟ الأهرام 11من ذى الحجة 1431 هـ / الأربعاء 17 من نوفمبر2010 ص12.

(54) د‏.‏ طه عبد العليم : الحق والباطل في مسألة هوية مصر ، الاهرام 30 من شعبان 1432هـ / 31 من يوليو 2011م،ص12.

(55) أحمد عبد المعطي حجازي: مصر هي مرجعيتنا‏ (5)‏ :الأهرام 5من المحرم 1433هـ / 30 من نوفمبر 2011.

(56) د. علاء الأسواني: حتى لا نستبدل استبداداً باستبداد ، المصر ي اليوم٢٤/ ٥/ ٢٠١١.

(57) د. جابر عصفور: لماذا يكرهون الدولة المدنية؟ ، الأهرام 5/9/2011م ص11.

(58) صلاح عيسى  : حرب المبادئ الحاكمة ،المصرى اليوم ، ٢٠/ ٨/ 2011.

(59) د‏.‏ طه عبد العليم : الحق والباطل في مسألة هوية مصر ، الاهرام 30 من شعبان 1432هـ / 31 من يوليو 2011م،ص12.

(60) د.أسامة الغزالي حرب : الإخوان المسلمون عند مفترق الطرق‏! ، الأهرام الأربعاء 22من جمادى الآخر 1432هـ / 25 من مايو 2011م . ص12.

(61) أحمد عبد المعطي حجازي : لا دولتهم مدنية ولا نظامهم ديموقراطي ‏الأهرام 20 من رجب 1432هـ / 22 من يونيو 2011، ص12 .

(62) أحمد عبد المعطي حجازي : الديمقراطية حفلة تنكرية‏!‏، ‏الأهرام 6 من رجب 1432هـ / 8 من يونيو 2011، ص12.

(63) علاء الأسواني  : خمسة مواقف من الثورة! ، المصرى اليوم ١٥/ ٣/ 2011.

(64) شريف الشوباشي: اللعب بالدين ، الأهرام 29 من رمضان 1431هـ / 8 سبتمبر 2010 ، ص12.

(65) د. أسامة الغزالي حرب : الإخوان المسلمون عند مفترق الطرق‏! ، الأهرام الأربعاء 22من جمادى الآخر 1432هـ / 25 من مايو 2011م . ص12.

(66) إبراهيم فتحي: ماذا بعـد فـوز الإسلام السياســي،الأهرام الخميس 4من صفر 1433هـ / 29 من ديسمبر 2009م ص12.

(67) عمرو حمزاوي : الليبرالية ،جريدة الشروق المصرية ، الثلاثاء 5 أبريل 2011.

(68) صلاح عيسى  : حرب المبادئ الحاكمة ،المصرى اليوم ، ٢٠/ ٨/ 2011

(69) أحمد عبد المعطي حجازي: مصر هي مرجعيتنا‏ (5)‏ :الأهرام 5من المحرم 1433هـ / 30 من نوفمبر 2011.

(70) علاء الأسواني : هل تسمح الدولة المدنية بتطبيق الشريعة؟! ، المصر ي اليوم ،١٤/ ٦/ 2011.

(71)د:أسامة الغزالى حرب: مصر بين الفلول والإخوان‏!‏ : الأهرام الأربعاء 28 من ذى القعدة 1432هــ / 26 من أكتوبر 2011ص12.

(72) علاء الأسواني  : خمسة مواقف من الثورة! ، المصرى اليوم ١٥/ ٣/ 2011.

(73) د. رفعت السعيد  : وماذا لو جاء الإخوان للحكم؟ دراسة وثائقية ، المصرى اليوم ٨/ ١٠/ ٢٠١١م ص7.

(74) د. رفيق حبيب : الخطاب الدينى : تجديد أم علمنة ؟ ، بتاريخ 10/5/2010.

(75) أحمد عبد المعطي حجازي : مصر هي مرجعيتنا ‏(3)‏ الأهرام 20 من ذى الحجة 1432هـ / 16 من نوفمبر 2011، ص 12.

(76) د. علاء الأسواني: حتى لا نستبدل استبداداً باستبداد ، المصر ي اليوم٢٤/ ٥/ ٢٠١١.

(77) أحمد عبد المعطي حجازي : الإخوان وديمقراطيتهم‏!‏ ، الأهرام 10 من صفر 1433هـ / 4من يناير 2012م ص 12.

(78) أحمد عبد المعطي حجازي : لا دولتهم مدنية ولا نظامهم ديموقراطي ‏الأهرام 20 من رجب 1432هـ / 22 من يونيو 2011، ص12 .

(79) وانطلاقا من الرفض الفكرى للمرجعية الإسلامية للدولة التى ينادى بها الإخوان ، فقد سعى الليبراليون والعلمانيون إلى رفض المرجعية الإسلامية ، تاريخا وفكرة ودعاة ، ، فادّعوا أنها لم تطبق إلا فى العقود الأربعة الأولى ، وما بعدها صار الحكم بعيدا عن الإسلام أى علمانيا ،أى أنها فشلت فى العهد الأول من الإسلام ، فكيف تطبق فى عصرنا ؟

ومن ناحية أخرى فإن التجارب التى قامت بها بعض الدول مثل ايران والسودان وأفغانستان قد أدت إلى حكم استبدادى دينى أو دمار للبلاد ، ،ولعل النتيجة التى يهدفون إليها من وراء ذلك أن المرجعية الإسلامية للدولة لم تطبق وغير قابلة للتطبيق ، والدول التى قامت بتطبيقها فشلت سياستها ، ودعاة المرجعية غير مؤتمنين ، وعليهم تساؤلات فلا يصلحون أن يطالبوا بها . ومن هنا تصبح المرجعية بلا تاريخ وفكرتها غير قابلة للتطبيق ، ولا يوجد لها أنصار يحملون فكرتها ويدعون المجتمع إليها ، فتكون النتيجة الحتمية هى الاتجاه إلى العلمانية وتظل فكرة المرجعية الإسلامية قيمة روحية يستطيع الأفراد التمسك بها فى سلوكهم الفردى لا صلة لها بالدولة ، ويحقق الليبراليون والعلمانيون ما يهدفون إليه من فصل الإسلام عن الدولة. ومن هنا فالشبهات التى يثيرونها حول الإخوان المسلمين ليس المقصود بها أشخاصهم ، بل تمسكهم بالمرجعية الإسلامية .

(80) د. رفيق حبيب : الخطاب الدينى : تجديد أم علمنة ؟ ، موقع اخوان أون لاين ، بتاريخ 10/5/2010. والكاتب وقع فى خطأ لغوى فى استخدام حرف الباء عكس ماكتبه ، فهو يقول : فهي دولة تستبدل المرجعية الدينية بالمرجعية الوضعية ، والصواب : تستبدل المرجعية الوضعية بالمرجعية الدينية، لأن الباء فى اللغة العربية تدخل على المتروك ، كما فى قوله تعالى : أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير .

(81) د. رفيق حبيب : الخطاب الدينى : تجديد أم علمنة ؟ ، موقع اخوان أون لاين ، بتاريخ 10/5/2010. والكاتب وقع فى خطأ لغوى فى استخدام حرف الباء عكس ماكتبه ، فهو يقول : فهي دولة تستبدل المرجعية الدينية بالمرجعية الوضعية ، والصواب : تستبدل المرجعية الوضعية بالمرجعية الدينية، لأن الباء فى اللغة العربية تدخل على المتروك ، كما فى قوله تعالى : أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير .

(82) نقيب الممثلين في مكتب الإرشاد‏:‏ مطمئن علي مستقبل الفن مع الإخوان ،الأهرام 10 من صفر 1433هـ / 4من يناير 2012م الأولى ص 1.

(83) الجمهورية الثلاثاء 7من صفر 1432هـ / 11 من يناير 2011 العدد (20833).

(84) الجمهورية الجمعة 17 من صفر 1432ه/ 21 يناير 2011 العدد (20843)ص3 .

(85) الأهرام ، 26/ 3/2010.

(86) الأهرام 17/3/2010.

(87) الأهرام ‏28/9/2010.

(88) الأهرام 28/9/2010.

(89) الأهرام 28 /12/2010

(90) د. رفيق حبيب: الدولة المدنية.. دينية أم لا دينية ؟ ، 14/ 5/ 2010.

(91) طارق البشري : الذين يقولون إن تطبيق الشريعة الإسلامية سيجعلنا دولة دينية أكثرهم لا يفهم في الشريعة ولا القانون ،موقع المستشار على الفيس بوك في 17 يونيو، 2011.

(92) د. رفيق حبيب: الشريعة صمام أمان المسيحية في مصر .

(93) د. رفيق حبيب: الشريعة صمام أمان المسيحية في مصر .

(94) د. رفيق حبيب: الشريعة صمام أمان المسيحية في مصر .

(95) المرشد العام للإخوان : الأقباط سيعيشون في كل حرية وعدالة ، الأهرام 29 من المحرم 1433هـ / 24من ديسمبر 2011 ص1.

(96)انظر : جوستاف لوبون : فلسفة التاريخ , ترجمة : عادل زعيتر , دار المعارف , القاهرة , 1954م , ص 69

(97)انظر : محمد عبد الغني حسن , التراجم والسير , ص 81 .

(98) انظر : د / أحمد محمود صبحي : في فلسفة التاريخ , منشورات جـ امعة قار يونس , بنغازي 1989 , ص

(99) طارق البشري  : الحركة السياسية فى مصر ، دار الشروق القاهرة ، ط2 ،1981 ص 29 ـ 30 .

(100) طه خليفة : تنتخب الإخوان..! ، صحيفة الوفد اليومية 7يناير 2011م

(101)أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصرجامعة القاهرة .

(102) د.أحمد عبدالدايم محمد حسين : قراءة فى بيانات الإخوان المسلمين خلال الثورة المصرية ، 18/ 12/2011.

(103) محمد علي إبراهيم (مواليد 1950) هو رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصر ية. وهو معين بمجلس الشورى ضمن المجموعة التي يختارها رئيس الجمهورية للتعيين بمجلسي الشعب والشورى.

انتقده البعض بأن أسلوبه جارح في انتقاد الشخصيات السياسية المعارضة للحكم وتأييده للحكومة. ويرجح أنه تسبب في أزمة سياسية بين مصر وقطر بعد كتابته مقالا شديد اللهجة وبألفاظ غير لائقة عن أميرة قطر الشيخة موزة وعن زوجها الأمير حمد وعن قناة الجزيرة الفضائية، مما تسبب في احتجاج قطر الرسمي، وكذلك إصدار تعليمات بعدم تجديد عقود 150.000 مصر ي يعمل بقطر وعدم استقدام أي عمالة مصر ية جديدة. وقد تم إقالته من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية عقب ثورة 25 يناير سنة 2011 في مصر التي أطاحت بحسنى مبارك كرئيس للجمهورية وأغلب أعضاء الحكومة الذين تمت محاكمة كثير منهم وأدينوا بجرائم وقد تم تغيير جميع رؤساء تحرير الصحف القومية خلال نفس الفترة نتيجة الضغط الشعبي وإرادة التغيير والتخلص ممن اتهموا بإفساد الحياة السياسية في مصر .راجع: الموسوعة الحرة : محمد علي إبراهيم.

(104) الجمهورية ، الجمعة 17 من صفر 1432هـ/ 21 يناير 2011 العدد )20843) ص3.

(105) الجمهورية:الأربعاء22من صفر 1432هـ/ 26من يناير 2011 العدد 20848 ، ص1.والمحظورة هى جماعة الإخوان المسلمين كما كانت تعبر الصحف فى تلك الفترة .

(106) المصر ي اليوم : ٢٦/ ١/ ٢٠١١.

(107) فى أطول ١٢ ساعة من الاحتجاج وسط القاهرة ، المصر ي اليوم ، ٢٧/ ١/ ٢٠١١.

(108) د. أسامة الغزالي حرب : الإخوان المسلمون عند مفترق الطرق‏! ، الأهرام الأربعاء 22من جمادى الآخر 1432هـ / 25 من مايو 2011م . ص12.

(109) الإخوان تشترط توضيح موقف العسكري من المواد فوق الدستورية لجعل الجمعة يوما للاستقرار، الأهرام الأربعاء26 شعبان 1432هـ / 27 يوليو 2011 الصفحة الأولى .

(110) الأهرام 18 /9/ 2011.

(111) طارق البشري : الذين يقولون إن تطبيق الشريعة الإسلامية سيجعلنا دولة دينية أكثرهم لا يفهم في الشريعة ولا القانون ،موقع المستشار على الفيس بوك في 17 يونيو، 2011.

(112) طارق البشري : الذين يقولون إن تطبيق الشريعة الإسلامية سيجعلنا دولة دينية أكثرهم لا يفهم في الشريعة ولا القانون ،موقع المستشار على الفيس بوك في 17 يونيو، 2011.

(113) د. رفيق حبيب : الدولة والكنيسة والشريعة .

(114) نيويورك تايمز: الإخوان المسلمين أفضل بكثير من الصورة المشوهة المأخوذة عنهم : إخوان أون لاين بتاريخ 8/ 12/[[2011

(115) عبد العظيم حماد: تحت القسم الحرية والعدالة داخليا وخارجيا : الأهرام الجمعة16 /12/ 2011، ص12.

(116) حوار مع د.محمد أبوالغار، ونشر تحت عنوان : تحالف بين الليبراليين والإخوان.. والمتشددون يخرجون عن النص ، صحيفة روزاليوسف : السبت 31 ديسمبر 2011 ، العدد 4360.

(117) لا داعي للهلع ، الأهرام 15/12/2011

(118) نقيب الممثلين في مكتب الإرشاد‏:‏ مطمئن علي مستقبل الفن مع الإخوان ،الأهرام 10 من صفر 1433هـ / 4من يناير 2012م الأولى ص 1.

(119) موقع مصراوي: لجان شعبية إخوانية لحماية الكنائس في عيد الميلاد المجيد.

(120) طه خليفة : السياحة تنتخب الإخوان..! ، صحيفة الوفد اليومية 7 يناير 2011م