شهادة عائد من العراق"ياسر الزعاترة"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:٣٢، ٢ أكتوبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شهادة عائد من العراق"ياسر الزعاترة"


مقدمة

الباحث الفلسطيني ياسر الزعاترة

الأستاذ "ياسر الزعاترة": المقاومة في العراق إسلامية.

فوضى ما بعد سقوط بغداد كانت مقصودة من الاحتلال لإشاعة الفوضى.

من المستبعد تقسيم العراق في المستقبل المنظور.

العراق سيكون محطة لانحسار المشروع الأمريكي في المنطقة.

الأستاذ "ياسر الزعاترة" أحد أهم الباحثين والمحلّلين السياسيين العرب- يعيش هموم أمته وقضيته الأولى- رفض الاحتلال- أيًا كان شكله- وفضح ممارساته وكشف حقيقته- أيًا كان العباءة التي يتخفَّى بها-، زار العراق مؤخرًا وعاد من هناك فكان الأقرب إلى الوضع في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، التقيناه في العاصمة الأردنية "عمان" عقب عودته من بغداد، وقبل تشكيل مجلس الحكم مؤخرًا سألناه عن المقاومة وتوجُّهاتها ومستقبلها فكان ذلك الحوار:

نص الحوار

  • بدايةً كيف ترى الوضع في العراق الذي عُدت منه مؤخرًا؛ خاصةً بعد وقوع العراق تحت الاحتلال الأمريكي؟
أهم ما يمكن أن يُشاهده المرء في العراق هو غيابُ الدولة بكل تفاصيلها وما يترتب عليه من مآسٍ على الصعيد الخدمي، وتوفير الحاجيَّات الأساسية للشعب العراقي كالماء والكهرباء والأمن، فالفرحة الأولى لغياب "صدام" ونظامه السابق بدأت تتراجع لصالح السخط على وجود المحتل الذي لم يقدم أيًا من وعوده التي أطلقها قبل عملية العدوان، ولكن رغم الحنق الشعبي على الاحتلال لا يوجد فضاء شعبي للمقاومة، لا على الصعيد الشعبي ولا السياسي من القوى السياسية العراقية بمعنى أن المقاومة لم تتحول إلى مطلب شعبي ولا يوجد كذلك رفض شعبي لها، ولكنه وضع أقرب إلى الشماتة الشعبية في الاحتلال، وما يحدث له على يد المقاومة.

من يقاوم بالعراق

  • ولكن مَن يقوم بالمقاومة؟ أو بمعنى أقرب ما هي التوجهات الدينية والسياسية للمقاومة؟
حتى الآن لا نستطيع القول بأن هناك تنظيمًا يقف خلف المقاومة، ولكن هناك مجموعات صغيرة بدأت تتجمع بشكل أو بآخر لمجموعات مسلحة تُمارس ما تراه جهادًا ضد الأمريكان، وكل هؤلاء من العرب السنة الإسلاميين ولا يوجد بينهم أحد من بقايا النظام البعثي السابق.
ومن هؤلاء الشباب من ينضوي في تنظيمات إسلامية مثل الإخوان المسلمين أو الحزب الإسلامي، ولكنهم يمارسون المقاومة خارج الإطار التنظيمي.

أما الشيعة فموقفهم معروف، ويتراوح بين السكوت والسلبية والانتقاد للمقاومة.

مستقبل المقاومة

  • كيف ترى مستقبل المقاومة العراقية وانعكاس ذلك على الوجود الأمريكي في العراق؟
الاحتلال لا يغير جلده فهو جاء للنهب والهيمنة وتغيير الهوية، والاحتلال الأمريكي هو أسوأ أنواع الاحتلال؛ فهو يضيف لما سبق نوعًا من الصهينة للواقع العراقي، ويجعله منصة انطلاق باتجاه الوضع العربي، وبالتالي ليس أمام العراقيين سوى المقاومة السلمية والمسلحة والتي ستصبح أكثر انتظامًا خلال عامين على الأكثر, والمقاومة تحتاج حدًا معينًا للإجماع عليها يعطيها فضاءً شعبيًا يمنحها القدرة على الاستمرار.
حتى الصمت الشيعي في توقعي لن يستمر، حتى لو نجح الأمريكيون في إيجاد حكومة تابعة لهم، لن يرضى بها العراقيون مستقبلاً، وإن رضوا بها حاليًا؛ فذلك لإعادة الحد الأدنى لوجود الدولة التي يحتاجها المواطن في حياته الأساسية.

مستقبل العراق في ظل الاحتلال

  • ولكن في هذا الإطار هل يمكن أن نشهد عراقًا مقسَّمًا في المستقبل، سواء بإرادة أمريكية أو بأسباب أخرى؟
من المستبعد تقسيم العراق على الأقل لاعتبارات إقليمية، فالأكراد- بشكل عام- لديهم توافق على الفيدرالية كشكل مناسب لهم يمكن أن يتطور إلى الانفصال حسب تطورات الأحداث، أما الإيرانيون والأتراك فلن يقبلوا استقلال الأكراد الذين يملكون حاليًا وفعليًا برلمانًا وحكمًا ذاتيًا خاصًا بهم.
  • *برأيك هل جاء الاحتلال الأمريكي ليبقى؟ أم أنه سيرحل بعد تحقيق أهدافه التي أعلنها قبل العدوان؟
الاحتلال جاء ليبقى، ولكن المهم هو تحت أي لافتة سيبقى ذلك الاحتلال؟! والأقرب للتنفيذ هو إيجاد حكومة عميلة كتلك الموجودة في أفغانستان؛ لأن الاحتلال السافر- وبقوات أمريكية ضخمة- أمر مستبعد؛ لأن أمريكا بذلك تجعل جنودها أهدافًا سهلةً للمقاومة العراقية، وهو الأمر الذي لن تتحمله أمريكا ولن يقبله المواطن الأمريكي بأن تكون العراق "فيتنام" أخرى.
  • هل الاحتلال الأمريكي للعراق بداية مطاف في الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة؟ أم أنه حالة خاصة انتهت باحتلال العراق؟
وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" كان واضحًا حينما قال: إن العراق كان محطة في اتجاه إعادة رسم خرائط المنطقة، وذلك الرسم لا يعني بالضرورة جغرافيًا، فوضع المنطقة بصيغته السابقة الذي كان يريد أن يكون مسار أُوسلو محطة في اتجاه التسوية على النمط الصهيوني لفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة، وهو المخطط الذي بدت مظاهر فشله في تحرر الجنوب اللبناني، وتراجع الهرولة العربية نحو الكيان، وتمَّ إفشال مشروع الشرق أوسطية.
الآن وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق يريد الصهاينة استعادة مسار أوسلو، وأن يأخذوا بالتسوية ما يريدونه، وفرض هيمنتهم على المنطقة، وهذا لن يتحقق إلا بالضغط على المحور المصري السعودي السوري، وتهبيطه لتحقيق الأهداف الأمريكية الصهيونية في المنطقة.
  • هل يمكن أن يصل هذا الضغط الأمريكي على المحور المذكور إلى حدّ استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضدَّ أيٍّ من الأطراف الثلاثة؟
يعتمد السيناريو الأمريكي المتوقع ضد الدول العربية المذكورة على تطورات الأحداث في العراق، فإن استقر الوضع لها فاحتمالات تنفيذ هذا السيناريو أقرب، فلذا من مصلحة الدول العربية تصاعد وتقوية المقاومة العربية لمواجهة ذلك المخطط الأمريكي.
  • وهل يمكن أن نفهم التدخل المصري لدى الأطراف الفلسطينية لإعلان الهدنة، وكذا الحوار السلفي الشيعي في السعودية في إطار التهدئة الداخلية والإقليمية لعدم إعطاء المبرر لأمريكا مزيدًا من التدخُّل في الشئون الداخلية؟
مصر في حال تراجع؛ بسبب الضغوط الأمريكية، خاصةً بعد تهميش "عرفات" لصالح "أبو مازن" والالتزام بخارطة الطريق، وكذا السعودية فهي في حال خوف من انقلاب الأوضاع الداخلية، لذا فهي في حاجة إلى ترميم الساحة الداخلية للتماسك في وجه الضغوط وسطوة القوة الأمريكية.
أما الحوار السلفي- الشيعي فهو نوع من التراجع؛ لأن الداخل السعودي يُدرك أن البلد يتعرض لضغوط تستوجب التفاهم الداخلي لسدّ الذرائع أمام التدخل الخارجي، والحوار في الأساس مبادرة من طرف السلطة الملمَّة للوضع الداخلي، وهو ما استجاب له الجانب الأكبر من السلفيين.

مستقبل الحركة الأسلامية في العراق

المخطط الأمريكي يقوم على إخضاع الوضع العربي بإعادة تشكيل المجتمع الداخلي وأهم مكوناته الحالة أو الحركة الإسلامية.
عملية التغيير تلك بدأت بضرب الحركات الإسلامية العنيفة، ثم ستمتد إلى الحركات السلميَّة كالإخوان، وسيَصِلون إلى- يعني الأمريكيين- إلى إعادة النظر في الدين نفسه وفي حالة التدين؛ لأن النظرة الصهيونية الحاكمة للمقاومة الإسلامية تقوم على أنه (يجب أن تجفف المستنقع؛ كي تحارب البعوض)، والمستنقع هنا في نظرهم هو الإسلام أو التدين، والبعوض هو الإرهاب (المقاومة)، وسيميل الأمريكيون إلى تغريب المجتمع العربي والإسلامي؛ حتى يقبل بالاحتلال الأمريكي، وهو ما لن يحدث؛ لأن هناك حجم وعي وتماسكًا في الأمة يميل إلى رفْض الحالة والتهديدات الأمريكية.
  • هل تعني أن هناك أملاً للانتصار على الاحتلال والمخطَّطات الأمريكية للمنطقة رغم الواقع الحالي؟
العراق ستكون محطة لانحسار المشروع الأمريكي في المنطقة، وليس العكس، فالاحتلال الأمريكي للعراق سيتحوَّل إلى ورْطة، وما خطط له الأمريكيون والصهاينة للوضع في المنطقة بعد احتلال العراق لن يتم ولن يتحقق بإذن الله- عز وجل- بل ستتطور الأمور إلى عكس ما يريدون.
  • قام الاحتلال الأمريكي بتعيين مجلس للحكم المؤقت في العراق... ما تقييمك لتلك الخُطوة؟
من المؤكد أن كثيرين قد رأوا في تعيين مجلس الحكم الجديد دفعًا باتجاه وقف المقاومة عبر جعلها تصطدم بالعراقيين، سواءٌ كان الصدام سياسيًا أم أمنيًا من خلال قوة الشرطة العراقية التابعة للمجلس، غير أن ذلك كله لا يعني أن المقاومة قد غدت في خطر، وأنها في طَوْر التوقف.
ما يجب قوله ابتداءً هو إن تشكيل مجلس الحكم قد جاء بسبب ضغط المقاومة، وخوفًا من كسبها المزيد من الأنصار، أما الأهم فهو أن الملمح الأول لمجلس الحكم هو الغالبية الشيعية، أما الأهم فهو الغالبية المؤيدة للولايات المتحدة بصرف النظر عن مذهبها، وبذلك سيتحول المجلس إلى عبء على الشيعة أنفسهم، فضلاً عن سخط السنَّة الذين ضمنوا في 16% من الأعضاء، وإذا تذكرنا أن المجلس لن يكون قادرًا على التوفيق بين متطلبات الشارع العراقي المادية أولاً، والمعنوية الرافضة للاحتلال ثانيًا، وبين شروط المحتلين ومصالحهم؛ فإن ذلك يؤكد أن المقاومة ستكون المسار الوحيد المتاح في التعامل مع الاحتلال.
خلال الأيام الأخيرة برز موقف تيار "مقتدي الصدر" الذي رفض مجلس الحكم، وأعلن تشكيل جيش المهدي، وهنا قد يكون بالإمكان القول بأن ذلك قد يكون مؤشرًا على إمكانية انخراط هذا التيار في المقاومة، لا سيما وهو المرادف لحزب الله في الساحة اللبنانية من حيث الفتوة والحيوية والروح الاحتجاجية الثورية، مقابل شيخوخة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وإذا حصل ذلك فإن خيار المقاومة سيتعزَّز على نحو لافت.

خلاصة القول: إن ورطة الأمريكيين في العراق قد جاءت أسرع من المتوقع، فيما لن يحتمل الشارع الأمريكي الكثير من الاستنزاف، ما قد يدفعه إلى الإطاحة بنظام اليمين القائم في بلاده خلال الانتخابات المقبلة.

المصدر


للمزيد عن الإخوان في العراق

من أعلام الإخوان في العراق


المواقع الرسمية لإخوان العراق
مواقع إخبارية

مجلات وصحف

.

أجنحة المقاومة
أحزاب وحركات
كتل برلمانية
مواقع شخصية

.

مواقع تربوية ودعوية

.

بيانات الحزب الإسلامي العراقي
الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg بيانات الحزب الإسلامي العراقي الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg



وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

حوارت مع قادة الإخوان في العراق

.

أخبار متعلقة

مراقبو الإخوان في العراق

1-محمد محمود الصواف

2-كمال القيسي

3-عبدالكريم زيدان

4-زياد شفيق الراوي

وصلات فيديو

.