شهداء الإخوان المسلمين في مصـر (1928م- 1981م)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شهداء الإخوان المسلمين في مصـر (1928م- 1981م)


مقدمة

كان لمشاركة (الإخوان) في مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الداخلية والخارجية آثارٌ ضخمة وخطيرة على تاريخ الجماعة وتاريخ مصر والعالم العربي والإسلامي كله، وكان من نتائجها سقوط عدد كبير من أبناء الجماعة شهداءَ في ميادين الجهاد المختلفة.


شهداء المظاهرات والمسيرات الوطنية

وبتصاعد المشاركة السياسية لـ(الإخوان)، وقيامهم بتنظيم المسيرات والمظاهرات الخاصة بقضايا الجلاء والاستقلال ونصرة قضية فلسطين، كان ردُّ فعل الحكومة- ممثلاً في وزارة الداخلية- غريبًا؛ إذ إنها في بعض تلك المظاهرات بادرت المتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، فكانت الخسارة بسقوط شهداء أبرار برصاص البوليس، منهم الشهيد "محمد عبدالرحيم الأنصاري".


شهداء في محاربة الإقطاع

وكان لـ(الإخوان) مواجهة مع الإقطاع والنظام الاجتماعي الفاسد في مصر، سقط فيها أيضًا بعض الضحايا من الشهداء، كان أبرزهم الشهيد الشيخ "عناني أحمد عواد" ببلدة (كفر نجم)- شرقية.


شهداء مؤامرات الأحزاب

فمع بداية دخول الجماعة معترك النشاط السياسي الداخلي، أحسَّت بعض الأحزاب بأن البساط يسحب من تحت أقدامها، وأن جموع الشباب بدأت في التحول عنها إلى تلك الجماعة الناهضة؛ فأعلنت الحرب عليها، واستخدمت في ذلك الأساليب الحزبية البغيضة التي كانت سائدةً في ذلك الوقت، ولم يتورع بعض المنتمين إلى تلك الأحزاب عن اللجوء للتصفية الجسدية لمخالفيهم، وكان من جرَّاء ذلك بعض الشهداء من أبناء الحركة، ومنهم الأخ: "صادق سعد مرعي" الطالب بمعهد شبين الكوم الأزهري بالمنوفية.


شهداء حرب فلسطين عام1948م

وبتصاعد الأحداث في فلسطين عام 1948م، قررت الجماعة نصرة مسلمي فلسطين والمشاركة بالجهاد إلى جانبهم ضد اليهود الصهاينة، فاشتركت كتائب (الإخوان المسلمون) في حرب فلسطين في معارك عديدة، وسقط منهم عدد كبير من الشهداء قارب المائة شهيد، بعد أن سجلوا هناك صفحات خالدة من البطولة والفداء.


استشهاد الإمام "البنا" وشهداء المحنة الأولى

وكانت طعنات الخيانة من الظهر تمتد إلى الجماعة في الوقت نفسه، فأعلن "النقراشي"- رئيس الوزراء- حل الجماعة في 8/12/1949م، وقامت حملة اعتقالات واسعة لأبناء الجماعة، وسيق المجاهدون من ميدان المعركة إلى المعتقلات، واكتملت المؤامرة باغتيال الإمام الشهيد "حسن البنا" ليصبح على رأس قائمة الشهداء، وتبعه بعض الشهداء، منهم الشاب المجاهد "أحمد خليل شرف الدين".


شهداء معارك القنال (1951م - 1954م)

وبعد زوال العهد، وعودة الجماعة لممارسة نشاطها، وفي عام 1951م ألغيت معاهدة 1936م مع الإنجليز، واشتدت حركة الجهاد ضد الإنجليز في القتال تحت قيادة (الإخوان المسلمون)، فأعلن (الإخوان) في منطقة القنال الجهاد ضد الإنجليز في 17/10/1951م، وقاد شباب (الإخوان) طلبة الجامعة في كتائب التدريب والتطوع بالجامعة، وشهدت (القنال) معارك متعددة للإخوان، وبطولات خارقة شهد بها العدو قبل الصديق، وسقط من (الإخوان) عدد من خيرة الشهداء، منهم الشهداء الثلاثة، فخر الحركة الطلابية المصرية؛ "عمر شاهين"، و"أحمد المنيسي"، و"عادل غانم".


شهداء محنة 54م ومقدماتها

وبعد قيام حركة يوليو1952م بمساندة (الإخوان) وتأييدهم، تنكر قادة الحركة للإخوان، ورأوا أنهم العقبة الكبرى في طريق الانفراد بالحكم دون معارضة جادة، وذلك بعد حل الأحزاب والتنظيمات السياسية جميعًا، ومن ثم تطورت العلاقة بين قادة الحركة و(الإخوان) من سيئ إلى أسوأ، حتى انتهت بحادث المنشية في 26/10/1954م، الذي شهد كثير من المؤرخين أنه كان مسرحية ملفقة للتخلص من (الإخوان)، وهذا ما حدث بالفعل، فقد قُدِّم (الإخوان) للمحاكمات العسكرية، التي حكمت على المئات منهم بأحكام قاسية، وأدخلوا السجون والمعتقلات، ولاقوا فيها أهوال من التعذيب، وحكم على ستة من رجال الحركة بالإعدام شنقًا، ونفذ فيهم الحكم فعلاً، لينضموا إلى قافلة الشهداء، وهم: الشيخ "محمد فرغلي"، "ويوسف طلعت"، و"عبد القادر عودة"، و"إبراهيم الطيب" المحامي، و"هنداوي دوير"، و"محمود عبداللطيف".


شهداء داخل السجون والمعتقلات (تحت التعذيب)

وفي داخل السجون والمتعقلات، لاقى (الإخوان) أهوالاً من التعذيب تقشعر لها الأبدان، ويشيب لها الولدان، فسقط عدد كبير منهم شهداء، لفظوا أنفاسهم تحت سياط التعذيب، في حلقة جديدة من سلسلة الشهداء.


شهداء مذبحة (ليمان طُرَّة) 1957م

وفي عام1957م أقدمت حكومة مصر على فعلة نكراء شنعاء؛ إذ دبرت مذبحة للإخوان داخل المعتقل، فكانت مذبحة (ليمان طرة) الشهيرة، التي ضرب فيها المعتقلون العزل بالرصاص داخل الزنازين؛ وهو ما أسفر عن استشهاد 21 من (الإخوان)، وجرح 35، ووصل الأمر أن بعضهم فقدوا عقولهم من هول ما رأوا في تلك المذبحة الهمجية.


شهداء محنة 1965م

ثم جاء عام 1965م، وفي موسكو- بلد الإلحاد- أعلن "عبد الناصر" عن اكتشاف مؤامرة للإخوان المسلمين ؛ ليُرضِي سادته الشيوعيين، فبدأت محنة جديدة للإخوان، صدرت الأوامر فيها باعتقال كل من سبق اعتقاله من (الإخوان)، وشكلت المحاكم العسكرية بقيادة شخصية ذليلة ذات ماضٍ مشبوه، يُدعَى "الدجوي"، وحكمت على ثلاثة من قادة (الإخوان) بالإعدام، وهم: الأستاذ "سيد قطب"، والشيخ "عبدالفتاح إسماعيل"، و"محمد يوسف هواش"؛ لترتوي شجرة الشهداء بدماء جديدة، ويدخل السجون والمعتقلات أعداد ضخمة من (الإخوان)، مات منهم عدد كبير تحت سياط الجلادين، كان منهم على سبيل المثال: "محمد عواد"، و"محمد الصوابي الديب"، و"بدر الدين شلبي"، و"إسماعيل الفيومي"، و"محمد منيب"، و"محمد عبدالله"، و"زكريا المشتولي"، و"فاروق المنشاوي".


شهداء الجهاد خارج مصر

وهناك خارج مصر كان بعض (إخوان مصر) يواصلون جهادهم في ميادين عدة، واشترك بعضهم في ميادين القتال ضد اليهود بجانب مجاهدي فلسطين وفدائيي حركة (فتح)؛ كالشهيد "صلاح حسن".


شهيد محنة 1981م

وأتت محنة سبتمبر 1981م في عهد "السادات"؛ ليعتقل فيها عدد من قادة الدعوة، من بينهم مرشد الجماعة الأستاذ "عمر التلمساني"، وفي بداية نوفمبر من العام نفسه تفتح أبواب السماء لتستقبل الملائكة موكب شهيد الإخوان "كمال السنانيري"، الذي قتل داخل زنزانته، وزعم المجرمون أنه انتحر.

ولم تتوقف قافلة الشهداء، ولن تتوقف حتى تعود راية الإسلام عالية خفاقة: ﴿حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ﴾ (الأنفال:39)، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم:4-5). [تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]