شهر مايو وذكريات مع العلماء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:١٧، ٣ نوفمبر ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شهر مايو وذكريات مع العلماء


أعلام لها تاريخ

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

إعداد: عبده مصطفى دسوقي

مقدمة

لقد هل علينا شهر مايو وهو يحمل بين طياته كثير من الذكريات الجياشة، حيث فارقنا فيه كثير من علماء هذه الأمة الذين تركوا بصمات وحفروا اسمهم وعلمهم في قلوب كل من عرفهم وسمع عنهم وقرأ لهم.

الأستاذ عمر التلمساني

عمر التلمساني هو المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين، والذي رحل في 22 مايو 1986م وترك بصمة عظيمة في نفوس الشعب المصري بجميع طوائفه.

ولد 4 نوفمبر عام 1904م ، في حارة حوش قدم بالغورية قسم الدرب الأحمر بالقاهرة واسمه بالكامل "عمر عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني".

والتلمساني ليس من أصل مصري فجده لأبيه من بلدة تلمسان بالجزائر، جاء إلى القاهرة واشتغل بالتجارة، وأصبح من كبار الأغنياء.

تزوج عمر التلمساني في سن مبكرة في سن الثامنة عشرة وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة، ولم يتزوج عليها حتى توفاها الله في أغسطس عام 1979م ، بعد أن رزق منها بأربعة من الأولاد: عابد، وعبد الفتاح، وبنتين".

عندما حصل على شهادة ليسانس الحقوق، عمل بمهنة المحاماة وأفتتح مكتبًا في شبين القناطر ، وفي سنة 1933م التقى بالأستاذ "حسن البنا" في منزله، وكان يسكن في حارة عبد الله بك في شارع اليكنية في حي الخيامية، وبايعه، وأصبح من الإخوان المسلمين وكان أول محامٍ يعمل بتوكيل من الجماعة التي قبض عليهم للدفاع عنهم في المحاكم المصرية.

دخل السجن في عام 1948 ثم 1954م وأفرج عنه في آخر يونيو 1971م جاءه ضابط المعسكر وقال: لقد أفرج عنك، فاجمع حاجتك لتخرج، وكان الوقت بعد العشاء، فقال للضابط: ألا يمكن أن أبيت الليلة هنا، وأخرج صباحًا فإني قد نسيت طرقات القاهرة ، فقال له الضابط: هذه مسئولية لا أستطيع تحملها، تفضل اخرج من السجن ، ونم على بابه إلى أي وقت تشاء، فطلب "تاكسي" فأحضره، وعاد الأستاذ إلى منزله.

اختير مرشدًا للجماعة بعد وفاة المستشار الهضيبي ثم قبض عليه السادات مع المئات من مفكرين وأقباط وأساقفة وكتاب وغيرهم في عام 1981م ، وتوفي في يوم الأربعاء 13 من رمضان 1406هـ الموافق 22 مايو 1986 عن عُمْر يناهز 82 عامًا، ثم صُلِّي عليه بجامع "عمر مكرم" بالقاهرة ، وكان تشييعه في موكب مهيب شارك فيه أكثر من ربع مليون نسمة وقيل نصف مليون من جماهير الشعب المصري فضلاً عن الوفود التي قدمت من خارج مصر .

وكان الشباب دون العشرين، وفوق العشرين، الذين جاءوا من مدن مصر ، وقراها، يشاركون في الوداع، وهم يجرون حفاة الأقدام خلف السيارة التي تحمل الجثمان، ودموعهم تكسو وجوههم، يبكون فيه الداعية ، وقد شاركت الحكومة في عزاء الإخوان المسلمين ، وفي تشييع الجثمان، وحضر رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر ، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب ، وبعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموعة كبيرة من الشخصيات المصرية والإسلامية إلى جانب حشد كبير من السلك الدبلوماسي، العربي والإسلامي ، وشارك وفد من الكنيسة المصرية برئاسة الأنبا غريغوريوس في تشييع الجثمان.

حسني أحمد عبد الباقي المليحي .. المجاهد الجواد

في قرية الرقة القبلية مركز أطفيح ولد حسني عبد الباقي في أسرة ميسورة الحال، وتربي وسط أبنائها، وتشرب من معين تربيتها الصافي حيث رعاية والده له ولإخوته فأدخلهم التعليم، وحصل الحاج حسني على الكفاءة، ثم خرج منها وعمل مزارعا، وبعد وفاة والدة طلت العمودية في بيتهم حيث كان أخوه الحاج محمد أحمد هو عمدة البلدة، كما أن له أخ أكمل تعليمة وأصبح دكتور وكان يسمى عبد المتعال.

تزوج من ابنة عمه الحاجة نعيمة عبد المحسن عبد الباقي عام 1936م والتي كانت نعم السند له على طريق حياته، ورزقهما الله بكمال ثم أحمد ثم ماجد ثم محمد والذي ولد عام 1942م وهو حاليا عضو مجلس الشوري المصري، ثم فاطمة ثم عائشة.

التحق الحاج حسني بجماعة الإخوان المسلمين في وقت مبكر، وصاحب الإمام البنا، حيث اعتمد عليه في أوقات كثيرة، كما كان يصطحبه في بعض أسفاره، وكان الإمام البنا يعتبره مفتاح الجيزة، لما اشتهر عنه بجوده وحسن تعامله مع أهل بلدته والبلاد المجاورة.

انتخب عضوا لمجلس محلي مديرية الجيزة وهنأه الإمام البنا على هذا النجاح كما هنأته صحف الإخوان المسلمين بهذا الفوز.

وعندما تكونت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين عام 1945م وهي هيئة جمعت الرعيل الأول من الإخوان، اختير ليكون عضو في أول هيئة تأسيسية للإخوان المسلمين عن مركز الصف.

وليس ذلك فحسب بل أنه انتخب عام 1948م ليكون عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، اختير عضوا في البرلمان عام 1984م.

وفي 24 مايو 1990م الموافق الثلاثاء 28 شوال 1410 هـ، فضت روحه لبارئها واحتشدت الآلاف من شتى بقاع الأرض على رأسهم الأستاذ محمد حامد أبو النصر (المرشد العام للإخوان المسلمين) وأعضاء مكتب الإرشاد والمكاتب الإدارية احتشدوا ليواروا هذا الجسد الذي ظل طوال ستة وسبعون عاما يعطى للدعوة وللمجتمع.

السيدة نعيمة عبدالمحسن عبدالباقي .. امرأة من النظام الخاص

في عشرينيات القرن العشرين ولدت نعيمة عبد المحسن في قرية الرقة القبلية التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة.

ما كاد عام 1936م يجئ إلا وقد حمل البشرى لبيتها فقد جاء ابن عمها يخطبها من والدها، وابن عمها لم يكن الشخصية المجهولة التي لا يعرفه أحد، بل كانت مكانته وسط عائلته محل تقدير واحترام الجميع بل والقرية كلها، وابن عمها هذا هو الأستاذ حسني أحمد عبد الباقي المليحي.

بعد انتهاء مرحلة الانتخابات تكالبت عليها الأيام وأثقلتها الأمراض، وسكن هذا الجسد الهزيل بعض الشيء، إلا انه كان ينتابه بعض الهمة العالية بين الفينة والأخرى، حتى تعرض لهزة قوية بفراق سندها في الحياة في 24 مايو 1990م، فزاد همها وحزنت على فراقه كثيرا حتى سكن الجسد للأبد عام 1994م، ودفنت بقريتها ووسط أهلها.

محمد عبدالفتاح شريف


ولد الأستاذ محمد عبد الفتاح شريف في 1/5/1909م بقرية كنيسة الضهرية مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، حصل على دبلوم المساحة ،ليعمل بعد ذلك مهندسا مساحا في هيئة المساحة بدمنهور.

أعتقل لأول مرة في عام 1954م، ثم اعتقل ثانية ضمن ما عرف بتنظيم 65 في عام 1965م ، و كان عمره وقتها (56) عاما ، مكث في السجن الحربي سنتين ، بعدها حكم عليه بالمؤبد فتم ترحيله إلى ليمان طره ، ليقضي من المؤبد (10 سنوات) ويخرج بعدها في عام 1975م .

وفي عام 1981م أعتقل للمرة الثالثة لمدة (12) شهرا، وأخيرا أعيد اعتقاله للمرة الرابعة عام 1995م ،و أحيل للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية وعمره آنذاك (89) عاما ،ثم أفرج عنه لاحقا بسبب ضعف صحته وكبر سنه { إفراج صحي }.

توفي المهندس البطل الهمام في 14/ 5 /2002م ، عن (91 )عاما


الدكتور أنور حسن شحاته

في مركز زفتى بمحافظة الغربية، هذه المحافظة التي خرجت علماء وجهابذة رفعوا مشعل الهدى في شتى المعمورة أمثال الدكتور القرضاوي والدكتور أحمد العسال والأستاذ أحمد البس وغيرهم الكثير

ولد الدكتور أنور حسن شحاته في فبراير عام 1955م، ولم يكن وحيد والديه بل كان له سبعة من الإخوة منهم خمسة من الإخوان المسلمين، التحق بالتعليم حتى حصل على كلية الطب جامعة طنطا عام 1979م، ثم انتقل للعمل في شبين الكوم عام 1980م وهناك استقر به المقام.

نشط الحاج أحمد البس وهو من قيادات الإخوان القدامى في العمل وسط الدلتا فربى الشباب، وتتلمذ على يديه المرحوم الدكتور أنور شحاته ومعه آخرون، وقادوا مسيرة الصحوة في جامعة طنطا.. وكان معهم مشاركاً ومؤسساً الدكتور مصطفي الغنيمي.

التحق الدكتور أنور شحاته بالعمل النقابي من خلال عضوية مجلس نقابة الأطباء الفرعية بالمنوفية منذ عام 1986م حتى عام 1988م، ثم أمينًا عامًّا لها حتى عام 1990م، ومنذ ذلك الحين وحتى وافته المنية ، تولى رحمه الله منصب أمين صندوق النقابة العامة للأطباء، كما تولى أمانة صندوق اتحاد المهن الطبية منذ عام 1990م، ولمدة خمس سنوات، وفى يوم 18 يوليو 1995م تم اعتقاله مع عدد كبير من اخوانه.

دخل الدكتور أنور شحاته المستشفي وتطورت الأزمة الصحية التي ألمَّت به وفضل الأطباء الذين يشرفون على علاجه نقله إلى العناية المركزة في محاولة منهم للسيطرة على الحالة الصحية له ووقف تدهورها.

غير أن الله توفاه بمستشفى السلام الدولي بالمعادي في الساعة التاسعة والنصف من مساء الأحد 20049/5/م.

لقد رحل الكثير من العلماء والدعاة العاملين من أجل الإسلام في هذا الشهر