شيخي أحمد الياسين: ودعنّاك بأحلى فرحة على صوت الزغاريد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:٥٥، ٣ مايو ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "شيخي أحمد الياسين: ودعنّاك بأحلى فرحة على صوت الزغاريد" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شيخي أحمد الياسين: ودعنّاك بأحلى فرحة على صوت الزغاريد

بقلم: طارق شمالي

في ذكرى استشهاد الشيخ المجاهد أحمد ياسين قائد ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية _حماس ورجل الإخوان المسلمين في فلسطين لابد من المرور على بعض الإشراقات المضيئة في حياة الشيخ الشهيد .

فالشيخُ المجاهد أحمد ياسين كان بمثابة الحجة على كل متقاعس ترك ميدان الجهاد تحت مبررات واهية ، فلم تمنعه الإعاقة التي أصيب بها منذ الصغر ، والأمراض الكثيرة التي أُصيب بها في الكبر من أنْ يقوم بدوره وواجبه كمسلم تُجاه دينه ووطنه وعرضه على الرغم من التماس الأعذار له نتيجة الشلل وصعوبة الحركة .

فكانت حياته الجهادية حافلة بالأحداث والتطورات بدءاً بالملاحقة والاعتقال على يد القوات الصهيونية منذ العام 1985 م إلى تكرار فرض الإقامة الجبرية عليه من قبل سلطة أوسلو العميلة بعد كل عملية فدائية تنفذها حماس ضد الكيان الصهيوني وانتهاءً بتقديم نفسه رخيصة في سبيل الله بعد أنْ قامت القوات الصهيونية بقصفه على كرسيه المتحرك بالصواريخ في العام 2004 م ، مروراً بحملات التشويه والإشاعات الكاذبة والمؤامرات التي كانت تُحاك من قبل عملاء يهود في سلطة أوسلو من أجل النيل من صمود الشيخ وثباته ، وعمليات التعذيب الشديد التي تعرض لها الشيخ في سجون الاحتلال الصهيوني على مدار عدة سنوات من الأسر والاعتقال. .

من يقرأ سيرة هذا الرجل جيداً ويتمعن في تفاصيلها بدقة ، يجد نفسه أمام معجزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ولكنني هنا أؤكد ما قاله أحد العلماء الأفاضل في قطاع غزة حينما أراد أن يصف الشيخ أحمد ياسين فقال ليست المعجزة في شخصية الشيخ ولا في كرسيه المتحرك والشلل الذي أصابه ، ولا في صموده وثباته ، بل إن المعجزة الحقيقية تكمن في أن هذا الشيخ القعيد الضعيف قد أسّس حركة ربانية هي حركة المقاومة الإسلامية حماس !.

هذه الحركة التي حيّرت العالم كله بصمودها وتماسكها وتوحدها وجهادها رغم الضربات الموجعة التي تلقتها من الصهاينة وعملائهم .

نعم إنها المعجزة التي خلفها الشيخ أحمد ياسين وجعل منها السوط الذي يجلدُ فيه المحتلين وأعوانهم . فكان غراس الشيخ في حماس ظاهر للجميع ومفخرة لكل العرب والمسلمين قاطبة .

فقد خرّجت حماس القادة العظام الذين ساروا على درب الشيخ أحمد ياسين رغم ما فيه من مصاعب وفتن ، فكانوا كالشيخ تماماً أهلاً للثبات والصمود والتحدي ، وكانوا في مقدمة الصفوف هم و عوائلهم ،ولم يتأخروا للحظة في الدفاع عن ثرى فلسطين فصدق فيهم قول الله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23.

وخرّجت حماس رجالاً في زمن أشباه الرجال ، رجالاً صدقوا وعملوا فنالوا نصراً من الله أو شهادة في سبيل الله إنهم أبناء كتائب القسام فرسان الثغور ، وأساتذة الفكر المقاوم ، وأسود الميدان .

حتى نساء حماس كنّ في بعض المواقف نعد الواحدة منهن بمئات الرجال ، لأنهن تربين على موائد القرآن والسنة ، وغُرست في نفوسهن كل معاني العفة والطهارة ، فمنهن من ودعت أبناءها شهداء وأسرى وجرحى ، ومنهن من قدمت جسدها أشلاء في سبيل الله ، ومنهن من وقفت مواقف عجز فيها الرجال من فك الحصار عن المجاهدين أكثر من مرة.

نعم هذه حماس غراس الشيخ ، تثمر اليوم قادة ومفكرين ، علماء وفقهاء ، مرابطين واستشهاديين ، أمهات خنساوات .

فنم قرير العين يا شيخنا ، ولا نامت أعين من قتلوك ! ، نم في سلام نومة الأبطال واترك حماس ترد كالزلزال .

وأختم مقالي بمقطع من أنشودة رائعة لفرقة الاعتصام تتحدث عن الشيخ الشهيد

ودعنّاك بأحلى فرحة على صوت الزغاريد *** يا صيحة الله أكبر هزّت الاستعمار.