شيخ المجاهدين الحاج : أبو الفتوح عفيفي في ذمة الله تعالى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شيخ المجاهدين الحاج : أبو الفتوح عفيفي في ذمة الله تعالى


شيخ المجاهدين.jpeg

السيرة الذاتية لشيخ المجاهدين

هو : أبو الفتوح عفيفي إبراهيم شوشة

مواليد 5 مايو 1929 م زوج للسيدة ليلي الحسيني , وأب لإبنتان وولدان ـ مواليد قرية كفر وهب - التابعة لمدينة قويسنا - محافظة المنوفية ـ نائب مجلس الشعب السابق عن دائرة قويسنا لعام 1987 م .

نشأ في أسره متدينة وانضم ل جماعة الاخوان في سن السابعة عشر , شارك في عدة حـــروب وخرج للجهاد أكثر من مرة ، شارك في الجهاد ضد الانجليز ب مصر في عامي 1947 و 1948 م ،

خرج الى الجهاد ب فلسطين لعدة سنوات ضد الجيش الصهيوني من 1948 الى 1953 م ، تم اعتقاله لمدة عام واربعة اشهر لدى عودته من فلسطين .

شارك في حرب السويس عام 1956 م وأبلى فيها بلاءاً حسناً , تم اعتقاله مرة أخرى في عهد عبد الناصر بعد حرب السويس وحكم عليه بالسجن سبعة عشر عاماً .

تعرض خلال سنوات سجنه لأقصى درجات التعذيب من الجلد الشديد ليلاً ونهاراً , الى الصعق بالكهرباء وحتى إقتلاع الأظافر , والكي بالنــــار , حتى أصيب بعدة أمراض مزمنة من جراء قسوة التعذيب ، حفظ القرآن الكريم كاملاً في فترة محبسه , وحصل على شهادة الثانوية العامة ، وبعد أن قضى فتره سجنه كاملة ( 17 عاماً ) خرج ليكمل دوره الإصلاحي .

شارك في العمل التطوعي الخدمي , وأسس اكثر من جمعية خيرية بمحافظته ، خاض إنتخابات مجلس الشعب لعام 1987 م , واكتسح منافسيه ، قدم خدمات عديدة لأهالي دائرته , مما أكسبه حب الاهالي بالكامل ، عضو شرفي لأكثر من 3 مؤسات مدنية تقدم الخدمات الجماهيرية .

إمـــــــام لمسجد الإيمـــــان بمدينة قويسنا منذ اكثر من 9 سنوات ، أصدر كتابه ( رحلتى مع الإخوان المسلمين ) عام 2003 م ، يحكي الكتاب جانباً مهماً من حياة شيخ المجاهدين , ويحكي فترة جهاده الطويلة .

عضـــــو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين ، أطلق عليه لقب شيخ المجاهدين بمدينته , لكثره خروجه للجهــاد ضد أعداء الاسلام ، اعتقل يوم 29 أبريل 2007 م , في قضية إعتقال عضوي مجلس الشعب المنتمين للإخوان المسلمين ، تقدم ذويه بطلب للإفراج الصحي عنه , نظراً لسوء حالته الصحيه لإصابته بضغط الدم والسكر , فضلاً عن قصور حاد في الشريان التاجي , لكن الطلب قوبل بالرفض الغير مبرر .لم يقتصر الإضطهاد الذي تعرض له الشيخ عليه فقط , بل طال أفراد عائلته أيضاً , فإبنته الكبرى ( أسماء ) تخرجت في كليه العلوم ومنعت من التعيين كمعيدة نظراً لأن والدها له ملف أمني .كما تكرر نفس الأمر مع إبنته الوسطى ( أميمة ) ومنعتها الحكومة أيضاً من التعيين كمعيدة ، تعرض ابنه الطبيب البشري ( أحمد ) للإعتقال عدة مرات بسبب ملف والده الأمني .

الحاج : أبو الفتوح عفيفي .. رحلتي مع الإخوان

هذه ليست مذكرات ، كمذكرات الزعماء والمشاهير ، وإنما هى شهادة للتاريخ ، لجماعة جاهد أبناؤها فى سبيل الله وتحرير أوطانهم فصاروا مادة للحديث عن التضحية والإخلاص ، والتجرد لقيم الدين وأعرافه .

لقد كتب الكثير عن جماعة الإخوان المسلمين ، الأعداء والأصدقاء ، فمنهم من أنصف ومنهم من أجحف ، إلا أن الحقيقة الباقية والتى لا مراء فيها ، أن الإخوان المسلمين كان لهم قصب السبق فى مجالدة الأعداء ، فلسطين وفى القناة ، وقد أبلوا بلاء حسنا فى كلتا الجبهتين ، وقدموا العديد من الشهداء الذين صارت دماؤهم غذاء يروى شجرة الشهادة والبذل من أجل تحرير بلاد المسلمين .

ولو لم تكن هناك مؤامرات لصارت الحال غير الحال التى نحن عليها الآن ، لكنه قدر الله ، فنحمده سبحانه على كل حال . وإنا لن نحزن لما أصاب أمتنا ويصيبها . ولكن نبذل الجهد ونفرغ الطاقة ، كما علمنا قائدنا الأول محمد ، وكما سار على نهجه إمامنا ومرشدنا الإمام حسن البنا عليه رضوان الله ، فإن حياتنا مرصودة لخدمة الدين ، وأرواحنا نبذلها لله رخيصة واثقين من استرداد الثمن جنة عرضها السماوات والأرض ، وسوف يبقى حالنا هكذا ما دامت فينا عين تطرف وقلب ينبض .. والحمد لله رب العالمين .

إن هذا الكتاب ليس مذكرات ، كما أسلفت ، ولكنه استرجاع للذاكرة ، لما عايشته ورأيته بنفسى ، أى أنها حكاية العبد الفقير إلى الله مع الصحبة الصالحة من رجال الإخوان المسلمين ، منذ تعرفى عليهم فى ( كفر وهب ) بالمنوفية ، وخروجى معهم مجاهدا فى كل من فلسطين والقناة ، مرورا بعضويتى لمجلس الشعب على قائمة التيار الإسلامى .. وحتى الأن .

والله أسأل أن ينفع القارئ العزيز بهذه الكلمات ، وأن يثبت قلوبنا على الإيمان ، وأن يحشرنا مع النبى وحزبه ، وأن يختم لنا بالباقيات الصالحات .. اللهم آمين .

( كفر وهب ) هو اسم قريتى التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية ، وهى قرية صغيرة تبعد عن قويسنا قرابة ثلاثة كيلو مترات ، ويعمل سكانها بالزراعة ، ويرتبطون فيما بينهم بعلاقات قرابة ونسب ، فتعدادهم قليل ولذلك كانت القرية أشبه بأسرة واحدة ، وبفضل الله كانت روح التدين تسرى بالفطرة فى نفوس أبناء القرية .

وقد ولدت بها فى الأول من مايو سنة 1929 م ونشأت فى أسرة متدينة ، فوالدى "رحمه الله " تعلم فى الأزهر حتى حصل على الشهادة الإعدادية ، وكان إماماً لمسجد القرية الوحيد حتى الآن ، وبالإضافة إلى كونه شيخا للبلد ، وقد حظى بمكانة كبيرة فى ( كفر وهب ) ، فقد كان يفتى فيما يعرضه عليه أهالى البلدة من مسائل دينية ودنيوية ، وكانت القرية ترضى بحكمه فى أية خلافات .

أما والدتى فقد كانت ربة بيت ، وقد توفيت عليها رحمة الله سنة 1948 م ، والغريب فى الأمر أننى لم أبلغ بوفاتها ، فعندما عدت من فلسطين بعد غياب أكثر من عام وقد كنت مشتاقا لرؤيتها لم أجدها فى البيت ، ولقد كان رحيلها دون رؤيتى لها منذ فترة كبيرة صدمة لى جعلتنى أغيب عن البيت قرابة شهر ، فلم أكن أتخيل أن أعود من فلسطين ولا أجد أمى ، وما زلت أذكر أنه فى أحد الأيام وأثناء وجودى مع بعض إخوانى فى فلسطين وقبل عودتى إلى مصر أننى بكيت كثيرا فسألونى ما بك ؟ فقلت لهم : والدتى توفاها الله ، فهونوا على الأمر فقالوا هذه مخاوف لا أساس لها فلا تفكر فى الأمر . وشاء الله أن يكون ما خطر على قلبى واقعا ، فعليها وعلى أمهات المسلمين رضوان الله ورحماته .

ضمت أسرتى أيضا أختا وأخوين هما عبد العزيز رحمه الله ، وكان مزارعا لا يشغله سوى العمل فى الحقل وطاعة الله ، والثانى هو أخى رشدى وقد توفاه الله أيضا وكان رفيقى فى المسير مع الإخوان المسلمين .

كان من عادة والدى أن يوقظنى وإخوتى لصلاة الفجر ثم تناول الإفطار لننطلق بعدها لمدارسنا ، حيث حصلت على الإبتدائية من مدرسة القرية التى كان ناظرها الحاج عشماوى سليمان وهو أحد الإخوان المسلمين .

عرفت الإمام البنا منذ الصغر :

فى أحد الأيام طلب منى الناظر ، كما طلب من غيرى من التلاميذ ، أن أخبر والدى بقدوم الشيخ حسن البنا إلى قويسنا لإلقاء درس بعد صلاة العصر فى المسجد ، وكان ذلك أول معرفتى بهذا الرجل ، فقد أسرعت على الفور بإخبار الوالد والذى سر بسماع ذلك ، وقد طلبت منه أن يصطحبنى إلى المسجد لحضور درس الشيخ حسن البنا الذى شهد جموعا من الناس حرصت على التوافد للمسجد ، وشعرت وقتها بسرور المصلين بمقدم الإمام وثنائهم عليه ، وسألت والدى بعد انتهاء درس الشيخ : لماذا لم تحضره معنا إلى البيت ؟ فقد كان من عادتنا أن يتم استضافة الشيوخ فى أحد المنازل وتقديم واجب الضيافة لهم ، ولكن والدى أخبرنى أن الإمام البنا سيسافر إلى القاهرة لأنه يعمل بالتدريس وليس لديه وقت ، فقد نذر حياته للدعوة فى سبيل الله .

وقد دهشت من قول والدى لأننى أول مرة أجد شخصا يجمع بين الخطابة والتدريس ، فخطيب المسجد لم يكن يمارس عملا آخر ، وكان ذلك بداية إعجابى بالإمام البنا عليه رحمة الله ، وتمنيت فى نفسى أن يكون معلمى فى المدرسة وأن أرتبط به .. وشاء الله أن يتحقق لى ذلك .

الرحيل إلى القاهرة :

بعد حصولى على الشهادة الابتدائية من قويسنا ، رحلت عن قريتى ، فلم يكن لى شغف لممارسة أعمال الفلاحة . رحلت للقاهرة رغم صغر سنى حيث كنت فى الخامسة عشرة من عمرى ، وقد عملت فى الجمعية التعاونية للبترول ، وكان مقرها فى ميدان باب اللوق .

لقد شاهدت فى العاصمة العديد من اللافتات الانتخابية والحزبية ، ورأيت لافتات ترفع شعارات غير التى أعرفها ، أثارت انتباهى مثل ( الله غايتنا والرسول زعيمنا ) ولم أكن أعرف من ينتهج هذا الطريق ، كما أن أبى كان يحب لى البعد عن الأمور السياسية وكان يرفض هو نفسه الانضمام إلى الأحزاب حيث كان يعتقد أنها تعمل لمصلحتها وليس لمصلحة البلد ،ولذلك فقد نقل إلى هذه الرؤية الأمر الذى جعلنى أعتقد أن هذه الدعاية الجديدة هلى لأحزاب تسعى لدخول البرلمان ولكنها تخاطب الناخبين من منطلق إسلامى .

لم يشغلنى الأمر كثيرا ، وعدت للقرية فى إجازة قصيرة ، فالتقيت بأخى رشدى وصديق آخر اسمه محمد عمر من نفس بلدتنا ، واللذين عرضا على الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين ، فرفضت تماما ، وحاولا إقناعى بأنهم يتمسكون بكتاب الله ويعملون على تطبيق أحكامه ، فرددت عليهما بأن هذا سبيلهم للوصول إلى سدة الحكم وبعد ذلك سيتركونه ! وبعد جدل ونقاش معهما سألت عن قائد تلك الجماعة فأخبرانى أنه الأستاذ حسن البنا .

تذكرت ذلك الشيخ الذى يعمل بالتدريس ويخطب فى الناس ، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، وقد نذر نفسه للدعوة فى سبيل فى مختلف أنحاء القطر – كما أخبرنى والدى - .. وكان تحولى عن موقفى تماما بعدما علمت أن هذا الرجل هو الذى يقود تلك الجماعة ، فطلبت من أخى الانضمام إليهم .. فدلنى على الطريق .

المصدر

قالب:روابط أبو الفتوح عفيفي