عاكف: نريد حزبًا مدنيًا ذا مرجعية إسلامية وهذا حقنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف: نريد حزبًا مدنيًا ذا مرجعية إسلامية وهذا حقنا
22-05-2005

حوار فضيلة المرشد لمجلة (المجتمع) الكويتية


مقدمة

- نريد الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم

- الإخوان ليسوا دعاة ثورة، وإنما دعاة حق وسلام

- التاريخ والشارع والدستور هو الذي يُعطينا الشرعية

- الذي يعتدي علينا إنما يُنقص من قدر نفسه ولا يُنقص من قدرنا

- نحن أصحاب مبادئ وأصحاب قيم وأصحاب رسالة

في الآونة الأخيرة شهدت الساحة المصرية ارتفاع وتيرة التعامل بين الإخوان والحكومة المصرية؛ بسبب المظاهرات التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين في الشارع؛ للمناداة بتسريع عجلة الإصلاح في مصر ، وإلغاء قانون الطوارئ، وإلغاء قانون الأحزاب، وإطلاق الحريات العامة، وإلغاء القوانين الاستثنائية التي تشوِّه سمعةَ مصر.

وقد أثرنا مع فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين - الأستاذ محمد مهدي عاكف - هذا الموضوع، وكذلك موقف الإخوان من تأسيس حزب مدني، ومشاركتهم في الانتخابات العامة التشريعية، وموقفهم من تعديل المادة 76 من الدستور المصري، وهل هناك بالفعل حوار مع أمريكا أم لا..؟ ولماذا لا يكون؟ وهل الإخوان يرشِّحون شخصيةً إخوانيةً للرئاسةً؟ وما الموقف من مشاركة ( حماس ) في انتخابات البلدية الأخيرة؟ وما المخرج للقضية الفلسطينية؟ وكذلك الشأن العراقي وما يحدث فيه؟

كل هذه الأسئلة توجهنا بها إلى فضيلة المرشد العام .. وإليكم نص الحوار:

  • في الآونة الأخيرة قام الإخوان المسلمون بمظاهرات كثيرة في محافظات عدة.. ما الفائدة من كل هذه المظاهرات والاعتقالات مستمرة، طالما أنَّ النتيجة معروفة، وهي مجيء الرئيس مبارك مرةً أخرى للحكم؟!
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن والاه.. هذه المظاهرات ليست من أجل عدم ترشيح الرئيس مبارك أو وجوده، لا يهمنا إطلاقًا مَن يكون رئيسًا للجمهورية، ولكن يهمنا بالدرجة الأولى حالُ الشعب، وإطلاقُ الحريات التي تحمي العمل الجاد والفضيلة.. المظاهرات قامت لتطالب بحقوق هذا الشعب في أن يحيا حياةً كريمةً، بعيدًا عن قانون الطوارئ، وقانون الأحزاب، والقوانين المقيِّدة للحريات.. نحن لا نريد إلا الحرية لهذا الشعب، لقد قاسى الشعب كثيرًا، وهو برغم ذلك صابرٌ محتسبٌ على كل ما يصيبه، والإخوان المسلمون- على رأس هذا الشعب- قاوموا وصبروا ولم يُصَب أحدٌ في هذا الشعب كما أُصيب الإخوان المسلمون، حتى عبَّر أحد الكتَّاب عن صبر الإخوان بأنَّ الإخوان المسلمين هم الصبر نفسه.. صبرنا كثيرًا على الاضطهاد والسجن وهذه المحاكم العسكرية، وآن الأوان لكي ينفض الشعب عن نفسه هذا الاضطهاد وهذا الظلم، ولو كان هناك ذرة من تفكير لهذا النظام لكان تصرفه غير هذا.
لقد طلبنا من النظام التفاهم وطلبنا التحاور وطلبنا أن يكف عن هذا الأسلوب الديكتاتوري الاستبدادي في التعامل مع هذا الشعب ومع الإخوان المسلمين ، ولا تظنوا أنَّ الحياة في مصر يتم فيها اضطهاد الإخوان المسلمين فقط، الاضطهاد لكل الشعب، ولكن الإخوان حينما يرفضون الاضطهاد يكون مصيرهم إلى السجن، أما بقية الناس فهم يحسون بالاضطهاد، لكنهم- في ظل سيف الطوارئ المسلَّط على رقابهم- يسيرون بجوار الحائط أو داخل الحائط كما يقولون، وكثيرٌ من الكتَّاب والمحللين وكثير من الأحزاب يعرفون الحقيقة، لكنهم ينأَون بأنفسهم عن القيام بدور المعارضة الحقيقية.
نحن مأمورون من الله- عز وجل- أن نعلن الحق، ونقف بجانب المظلوم، فنحن ما فعلنا شيئًا في هذه المظاهرات إلا أن طالبنا بالإصلاح، وطالبنا برفع الظلم، وطالبنا برفع قانون الطوارئ والقوانين المقيِّدة للحريات، وقانون 100 للنقابات، ولائحة 79 الخاصة بالاتحادات الطلابية.. هذا الأسلوب أعتبره أسلوبًا غير حضاري ولا يتوافق مع العصر.. من أجل هذا قام الإخوان بمظاهراتهم، وتحمَّلوا في ذلك ما عرفه الناس كلهم، ولن نصمت حتى تعود لهذه الأمة حريتها كاملةً إن شاء الله تعالى، وليعلم الجميع أنَّ ثمن الحرية غالٍ؛ إذ ليس من السهل أن تنال حريتك في ظل حكم ديكتاتوري استبدادي ظلَّ خمسين عامًا.
  • لماذا الآن والجماعة منذ أكثر من سبعين عامًا على الساحة، وخصوصًا أنه أثناء فترة الرئيس السادات كانت هناك مساحةٌ أكثر من الحرية للإخوان ولم تخرجوا إلى الشارع.. فما هو السبب الآن بالذات؟!
لأنه كان هناك حوار، وكان الرئيس السادات يسمع ويرد، أما حينما يُغلق الحوار، وحينما لا تَسمع الحكومة، ويكون هناك إصرارٌ على النهج القمعي، وإبقاء حالة الجمود والركود السياسي كما هي.. فلا بد أن نُسمِعَها عن طريق الشارع.
  • لماذا لا يستفرغ الإخوان جهدهم في التربية، وخصوصًا أنه ربما يكون هناك بعض أفراد من الإخوان لا يهتمون بمثل هذه المظاهرات؟!
التربية أصل عندنا، وهي تُوصل الأخ إلى درجة عالية من الفهم والثقافة والوعي لواجباته وحقوقه، وهي مستمرة، سواءٌ في ظل الاضطهاد أو في ظل الحرية، والخروج في المظاهرات جزءٌ من التربية، وهي التي توصله إلى هذه الدرجة.
  • لماذا يُصرُّ الإخوان على دخول مجلس الشعب، ويبذلون كل هذه التضحيات من الأموال وغيرها، والحكومة تفعل ما تريد، وتهمِّش دور المعارضة؟!
دخولنا مجلس الشعب إنما هو احترام لمبدأ عام.. أننا ندخل كل الانتخابات احترامًا لمبدأ الشورى، ومبدأ تداول السلطة، ومبدأ التغيير السلمي، فإن لم ندخل الانتخابات لِنغيِّر حال البلد عن طريق الدستور، وعن طريق مجلس الشعب، لا فائدةَ إطلاقًا إلا إذا قمنا بثورة، والإخوان ليسوا دعاةَ ثورة، وإنما دعاة حق وسلام، وهذا هو الطريق الحضاري المناسب في هذا العصر، فنحن نخوض الانتخابات، ونعلم أنه يصيبنا منها الكثير، وستعمل الحكومة على محاربتنا محاربةً لا أخلاقية، ففي انتخابات 2000 م كان هناك أكثر من 5000 معتقل، والدبابات في الشوارع لمنع الناس من دخول اللجان، ونجح من الإخوان 17 في الجولة الأولى والثانية، وكانت الدبابات قد حاصرت مراكز الاقتراع بعِلْم العالم كله، والعالم كله لا يتحرك، فالديكتاتورية شيء مؤسف ومقزِّز، ولا تراعي مصلحةً ولا دينًا ولا خلقًا، وها هي الديكتاتورية التي أوصلتنا إلى هذا الانحطاط وهذا التخلف.
  • ما جاء في تعديل المادة 76 كان مخيِّبًا لآمال الشعب والقوى السياسية في مصر.. ما تعليقكم على ذلك؟
لقد أعلنا رأيَنا في هذا التعديل، وأنه تعديل لا يؤدي إلى الغرض المطلوب من المادة 76، وكأنه فُصِّل خصِّيصًا للحزب الحاكم، وهذا رأي كل الكتَّاب والسياسيين والمحللين.. إنه تعديل يُفرِّغ المادة من محتواها، وللأسف الشديد يزيد من احتقان الأمة، ويزيد من الفساد فيها.
  • ما الإجراءات التي سوف تقوم بها الجماعة بعد هذه الاعتقالات الكثيرة والتضييقات الأمنية الأخيرة؟!
نحن لا نهدأ بأي حالٍ من الأحوال حتى نرفع الظلم عن هذه الأمة وعن الإخوان المسلمين بكل الطرق والوسائل، وهي طرق كثيرة ومتنوعة، ولكن همُّنا الشاغل في هذا الوقت- كما كان في كل وقت- هو عودة الحرية لهذا الشعب، فنحن نعمل لكي تعود الحريات لأبناء هذا الشعب.
  • هل الإخوان بالفعل يريدون تأسيس حزبٍ بالرغم من وجود لجنة الأحزاب الحالية التي يهيمن عليها الحزب الحاكم؟!
نحن لنا رغبة في تأسيس الحزب، ولكني أرى أنه لا يجوز أن أتقدم بحزبٍ للجنة غير دستورية، نحن موجودون، والشارع هو الذي يعطينا الشرعية، والدستور هو الذي يعطينا الشرعية، ولا يليق ولا يجوز أن نلجأ إلى لجنةٍ مشكوكٍ في شرعيتها ودستوريتها.
  • ولكن هذا واقع موجود وكل من يريد تأسيس حزب يتقدم إلى هذه اللجنة؟
لا أعترف بالواقع المختل المخالف للدستور.
حزب مدني ذو مرجعية إسلامية، وعجيب جدًّا أنهم يرفضون هذه المرجعية، وكل الأحزاب لها مرجعية، الشيوعية لها مرجعية، والليبرالية لها مرجعية.. وهكذا.
  • هل سيتم الاستغناء عن الجماعة بشكلها الحالي بعد تأسيس الحزب؟
الجماعة هيئة إسلامية جامعة، والسياسة فيها جزء صغير، فالحزب يعبِّر عن وجهة النظر السياسية للجماعة، والجماعة لها مشاريعها التربوية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والرياضية، بمعنى أنها تقوم بواجبات كثيرة جدًا.

الحوار مع أمريكا

  • لماذا الإصرار على عدم الحوار مع الأمريكان بينما الأنظمة تتحاور معها وتنفذ كل ما تريد.. هل حلال للحكومة حرام على القوى السياسية، وهل تأمل أن تأذن الخارجية أو غيرها بالحوار لكم؟
نحن نتحاور مع كل الدنيا.. مراكزها وفضائياتها وصحفها ومفكريها، ولكن حينما نتحاور مع الحكومة- احترامًا لبلدنا واحترامًا لمؤسساتنا الوطنية- لا نتحاور معها إلا عن طريق وزارة الخارجية المصرية.. موقفنا هذا موقف ثابت، نعتبره اعتزازًا منا ببلدنا وبوطننا، ولا نسمح لأحدٍ بأي حالٍ من الأحوال أن يُنقِص من قدر هذا الوطن ومن احترامنا لهذا الوطن.
  • أنتم حريصون على احترام النظام وأن لا يكون عليه ضغطٌ، ومع ذلك يتعامل معكم بقسوة وعنف، لماذا أنتم حريصون على ذلك؟
لأنَّ هذه أخلاقنا، ونحن نستمدها من كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- نحن نتعامل مع الناس ونتمنى لكل البشر السعادة، ونتمنى لهم أن يسيروا في الطريق الذي يُرضي الله- عز وجل- ولن نملَّ في دعوتهم إلى طاعة الله في الكبيرة والصغيرة، وكما قال الإمام البنا - رحمه الله-: "كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر ويلقي إليهم بأطيب الثمر"، فنحن لا نُغير من أخلاقنا لفساد أخلاق الناس، فنحن نظل على أخلاقنا وندعو الناس أن يتجاوبوا معنا، وموقف الإخوان وتعاملهم المتميز مع كل الناس- سواء أساءوا إليهم أو لم يسيئوا إليهم- موقف متميز مشكور، وأنا أحب أن أقول إنَّ الذي يعتدي علينا إنما يُنقِص من قدر نفسه ولا يُنقِص من قدرنا، فقدرُنا محفوظ بأدائنا وبأداء واجباتنا، أما هم فالجميع يحتقرهم، ويعتبرهم متخلفين، أما نحن- والحمد لله رب العالمين- فموقفنا موقف تقدير وحب واحترام من كل الهيئات والفاعليات.
  • هل أمريكا والغرب كله محرَّمٌ الاقتراب منهم؟ ولما لا يكون الحوار والتعاون والحذر من الوقوع في حبالهم ومخططاتهم، وخصوصًا أنهم واقع موجود، وهم الذين يديرون العالم في جزء كبير منه، والإخوان جماعة عريقة، ومن الصعب الضحك عليها؟!
يا أخي الكريم.. نحن نعلم جيدًا أنَّ أمريكا- بخطتها وبقوتها وبقدرتها- تريد أن تسيطر على العالم بمنهجها الفاسد وبعقليتها المتسلطة، لا لشيء إلا لمصلحتها؛ ولذلك أنا قلت لـ"بوش"- حينما ادَّعى أنه رجل دين-: من هو ربه الذي يدعوه إلى القتل والتدمير ويدعوه إلى هذا الأسلوب المرفوض في الحكم، والميزان بميزانين؟ فأمريكا لا تبغي إلا مصلحتها، ولا تبغي للإسلام والمسلمين إلا كل شر، ونحن نتعامل معها بحسابٍ دقيقٍ ونعلم قوتَها جيدًا، ولكن في نفس الوقت نعلم أن الله- سبحانه وتعالى- أقوى منها، وأنه ناصر الحق مهما كان ضعيفًا، وتلك الأيام نداولها بين الناس، هذا إيماننا العميق بنصر الله- عز وجل.
  • لماذا الإلحاح من قِبَل الإخوان على مدِّ يدهم إلى الأحزاب السياسية، وأنتم تعلمون أنها أحزاب كرتونية لا تمثل إلا نسبةً قليلةً من المجتمع، وهي في نفس الوقت تخلَّت عن الإخوان، وانخدعت ببريق الحكومة، ولفظت يدها من الإخوان ؟
تعاملنا مع الأحزاب هو تعاملنا مع الشعب، فنحن نعلم جيدًا أنَّ الأحزاب عبارةٌ عن مجموعة قليلة جدًا ومحصورة في مقراتها وفي صحفها، وأحب أن أقول: الأحزاب محاصَرَة كما أننا محاصرون، ولكن لأننا أصحاب رسالة ومنهج يتقبله الناس ويدعون إليه تواجدنا في الشارع المصرى، واحتملنا في ذلك ما لم يحتمله إنسان.. من سجون وتعذيب وقتل ومحاكم عسكرية إلى آخره، والأحزاب ليست على استعداد لهذا؛ ولذلك أنا أمد يدي إليها لإنقاذها من وهدتها، وبعد أن مددت يدي إليها لإنقاذها خلت بي وذهبت إلى الحزب الوطني، وأعلنتُ في ذلك الوقت أنَّ أي حوار في غياب الإخوان حوارٌ فاشل، وبالفعل فشل الحوار وعادوا مرةً أخرى.. نحن أصحاب مبادئ، وأصحاب قيم، نمد يدنا لكل البشر، ونعرض عليهم ما عندنا، ومهما أساء إلينا النظام، فنحن لا نعيد هذه الإساءة بمثلها، ونقول دائمًا إنَّ الذي يُسيءُ إنما يُسيءُ إلى نفسه، وأنا كجماعة لا يسوؤني إلا تصرفي، ويجب أن يكون تصرفي على مستوى رفيع من الخلق الكريم والعمل الطيب؛ ابتغاءً لوجه الله عز وجل.
  • ماذا لو أنَّ الرئيس مبارك بالفعل أعلن عدم ترشيحه في اللحظة الأخيرة ليخلي الطريق لآخَر ترضى عنه أمريكا.. هل الإخوان استعدوا لذلك؟!

الرئيس محمد حسنى مبارك

نحن مستعدون لكل شيء، وهذا الأمر يُدرَس في مؤسسات الجماعة وسوف يصدر القرار الذي تراه الجماعة مناسبًا لها وهذا الأمر لم يُطرح بعد.
  • وهل الإخوان استعدوا لترشيح أحد الشخصيات الإخوانية لذلك؟!
هذا الأمر لم يُدرَس بعد.
  • أليس من الممكن أن تتم صفقةٌ بين الرئيس مبارك والإخوان - بضغوطٍ أمريكيةٍ- لضمان المصالح الغربية والعلاقات مع العدو الصهيوني ؟!
ليس بيننا وبين أحد صفقات.. نحن نحمل دينًا، ونحمل دعوةً، ونحمل رسالةً، وكلمة "صفقات" هذه تكون بين الناس الذين لا يملكون منهجًا ولا رؤيةً حاليةً أو مستقبليةً، فنحن أصحاب منهج، ونحمل رؤيةً يعرفها كل الناس، تعرفها أمريكا ويعرفها النظام، وأنا أستبعد مثل هذا الأمر.
  • رئيس الوزراء المصري قبل زيارته لأمريكا التقى برؤساء الصحف القومية والمعارضة، وقال إنَّ الإخوان فهموا رسالة كونداليزا رايس خطأً والأمريكان الآن فهموا واستوعبوا موقف الإخوان.. ما ردُّكم على ذلك؟!
أنا لا أُعير اهتمامًا لكلام كونداليزا رايس ولا أُعير اهتمامًا لكلام رئيس الوزراء المصري؛ لأنني صاحب رسالة واضحة؛ ولذا أعلنتها: "لا قيمة عندي لما قاله بوش أو غيره أو يقوله رئيس الوزراء المصري".
  • هناك مَن يقول إنَّ أمريكا تراهن بخصوص الحوار مع الإخوان على الوصول إلى شخصيات معينة على شاكلة أوردغان لإيجاد نموذج مصري على شاكلة النموذج التركي.. أي أنَّ الحوار مع الإخوان الذي تروِّج له أمريكا كلمةُ حق يُراد بها تفريغ الإخوان كما حدث مع أربكان، ما ردكم على ذلك؟
أمريكا تقول ما تشاء، ودع الواقع يفرض ما يريد، نحن واقع موجود، فكونهم يبحثون عن أفراد فلهم ذلك، وكيف يبحثون عن أفراد في جماعة منهجها الشورى!! ولا يمكن لأي أخ من الإخوان أن ينفرد بشيء وحده، سواءٌ بالتفاوض أو الرفض، نحن نصدر عن رأي نتيجة الشورى، فهو دائمًا- بعون الله- الرأي الصواب، وأي شخص من الإخوان له وجهةُ نظرٍ يقولها في المؤسسة التي يعمل فيها، ويكون موضع احترام ودراسة، وفي النهاية نصدر عن الرأي الذي تراه الجماعة بناءً على الشورى.


الشأن الفلسطيني

  • ما تعليقكم على مشاركة (حماس ) في انتخابات البلدية الأخيرة؟
هذا أمر يرجع إليهم هم، فهم الذين يحددون لأنفسهم السياسة التي يحققون بها رؤيتهم، ويحققون بها مصالح الشعب الفلسطيني، أنا لست معهم في الميدان حتى أقول هذا صواب وهذا خطأ، ولكن أُعطيهم الفرصة كاملةً لكي يدبِّروا أمورَهم، ويتخذوا الخطوات التي يرونها، وكل ما أنصحهم به ألا يضعوا السلاح قط حتى يُجلوا الصهاينة عنهم.
هم لم يضعوا السلاح، هم وافقوا على تهدئة مشروطة وليست هدنة.
  • ما المخرج للقضية الفلسطينية مما هي فيه الآن؟
المخرج هو ثبات الشعب الفلسطيني، وثبات فصائل المقاومة على ما هي عليه، وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تؤدي واجبها نحو هذا الشعب المجاهد الصابر لكي يستطيع أن يقف أمام الصهاينة بكل قوة وبكل ثبات، والمطلوب من العالم العربي والإسلامي أن يجعل القضية الفلسطينية قضيته الأولى، ويسهم في استرداد الأرض بكل الطرق والوسائل.


الشأن العراقي

  • ما موقفكم من الاحتلال الأمريكي في العراق ؟
معروف.. وأعلناه في أكثر من موقف، ولا يمكن بحالٍ من الأحوال أن نقبل أي احتلال لأي بلد عربي، وفي هذا الوقت نعلن أنَّ مجاهدةَ هذا المحتل فرضُ عينٍ على كل مسلم ومسلمة.
  • هل الصورة الحالية في العراق تمثل ديمقراطيةً حقيقيةً؟
هذا عبث.. كيف تكون هناك ديمقراطية في ظل الاحتلال؟! أي شيء في ظل الاحتلال فاسدٌ لا قيمةَ له.
  • ولماذا لم يشارك الإخوان في الانتخابات العراقية الأخيرة، وخصوصًا أنَّ الشيعة شاركوا فيها؟!
هذا شأنهم.. نحن لا نتدخل في الشئون العراقية، فأهل العراق أعلم بواجباتهم نحو أمتهم، وإذا كان لنا نصيحة ننصح فقط، ونحن ننصح دائمًا بعدم التعاون مع المحتل حتى يُجلوا الاحتلال عن العراق .
  • نصيحة أخيرة للعالم الإسلامي توجهونها إليه..
نصيحتي ألا ينسوا ذكر الله- عز وجل- وأن يعلَموا أنَّ الله مع الجماعة، وأنَّ هذه الأمة أمةٌ واحدةٌ، وعلينا جميعًا- أفرادًا وجماعاتٍ وحكوماتٍ- أن نسعى لوحدة هذه الأمة في كل شئونها حتى تصدر عن موقف واحد وكلمة واحدة لها مكانتها.. إنَّ هذه الأمة تحمل كل مقومات القوة؛ ولذلك ندعو الشعوب العربية والإسلامية والحكومات أن يسعَوا إلى الوحدة في كل توجهاتها ومواقفها.. في اقتصادها وفي تربيتها؛ حتى نستطيع أن نواجه هذا الشرَّ الذي يأتي من الغرب أو الشرق لإضعاف هذه الأمة.

  • يُنشر بالتنسيق مع مجلة (المجتمع) الكويتية

المصدر