عاكف يدعو الحكام للعودة إلى الله ومصالحة الشعوب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف يدعو الحكام للعودة إلى الله ومصالحة الشعوب


(07-10-2004)

كتب – محمد الشريف

دعا المرشد العام للإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- الحكامَ العرب والمسلمين إلى الاستفادة من حلول شهر رمضان الكريم وإجراء مصالحة مع الله سبحانه وتعالى، وإجراء مصالحة أخرى مع الشعوب.

وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية إلى العالم العربي والإسلامي أن شهر رمضان الكريم يأتي وكثير من حكام المسلمين يحمل أوزارًا، وددنا- والله- لو تخففوا منها، فقد كبلوا شعوبهم بقيود الاستبداد، وأطاحوا بحريات أمتهم من أجل مخاوف فارغة على كراسي وعروش لا تغري عاقل.

متساءلاً: هل يكون رمضان القادم فرصة للصلح مع الله والإصلاح مع الخلق، إصلاحًا يأتي من داخل النفس مستيقنًا خطر الحساب بين يدي جبار السماوات والأرض، ويستند إلى الثقة في هذه الأمة ومقدرتها على الصمود والفعل التاريخي الجسور، وصياغة المستقبل رغم مكر أعدائها وكيدهم، فضلاً عن ذلك فإننا نريد إصلاحًا يستبق محاولات أعداء الأمة في فرض التغيير الذي يناسبهم فرضًا لا يقدر حكامنا- وهم في خصومةٍ مع شعوبهم- على الفكاك منه، إصلاحًا يستحضر قول الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية11).

وقال فضيلته: وإنَّ لنا في نصر العاشر من رمضان- السادس من أكتوبر لعظة نسوقها لحاكمينا وشعوبنا على السواء، فحين تحرر القرار السياسي، واجتمعت الأمة على حتمية الجهاد وردِّ العدوان وتحرير الوطن.. وصحت العقيدة في أن النصر من عند الله وحده، لا يأتي به الشرق ولا الغرب.. وانطلقت هتافات الجنود الصائمين: الله أكبر.. فما نفع عدونا ما عنده من ترسانة السلاح، والجيش الذي زعمه لا يقهر قهره سلاح الإيمان بالله، فكان نصر ما زلنا نشم أريجه، ونحس فخره منذ واحد وثلاثين عامًا.

وحمل فضيلته على الأنظمة العربية التي قام أحدها بتقديم معلومات كاملة عن هيكل وبنية حماس للعدو الصهيوني، وتساءل أليس هذا السلوك خيانةً لله ورسوله وأمة الإسلام والعرب، ودماء الشهداء ومقدسات المسلمين؟!!

وأضاف: وبماذا نُسمِّي هذا الصمت المريب تجاه المجازر الصهيونية في فلسطين، وعدوانها الكاسح الأسبوع الماضي على غزة، الذي أسموه "فضلاً عن، ذلك الصمت المريب تجاه ما يحدث في العراق من قصف أمريكي وحشي للمدنيين يخلف وراءه كل يوم عشرات القتلى ومئات الجرحى والمصابين.

وقال: إننا لم نعد نجد عذرًا لذلك التقاعس والتخاذل، وتلك المهانة والتحجر، وبخاصة بعدما برح الخفاء، ولم تعد الحرب على عالمنا العربي والإسلامي تجري بالوكالة أو من وراء ستار، فقد أعلن جورج بوش الابن من قبل أنها حرب صليبية، وبالأمس القريب حملت الأخبار إلينا خطاب أزنار رئيس وزراء إسبانيا السابق، والذى قال فيه: "إن الكثير من الأسبان والأوربيين يعتقدون أن اعتداءات مدريد يوم 11 مارس الماضي هي نتيجة دعم الحكومة الإسبانية للحرب على العراق، ولكنني أؤكد لكم أن لها جذورًا ضاربة في التاريخ، منذ رفضت إسبانيا أن تكون جزءًا من العالم الإسلامي عندما غزاها المسلمون العرب في القرن الثامن الميلادي.. إن مشكلات إسبانيا مع تنظيم القاعدة والإسلام بدأت آنذاك!!

وأكد فضيلة المرشد العام أننا على يقين من أن النصر للإسلام قادم لا محالة، فهذا وعد الله الذى لا يتخلف ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(المجادلة: 21)، وأن الشعوب المسلمة لقادرة على تجاوز هذه المحنة بإذن الله، وهي أشد اعتزازًا بدينها واستمساكًا به، وها هم أولاء إخوانكم فى فلسطين تدخل انتفاضتهم المباركة عامها الخامس، وقد أقضت مضاجع الصهاينة المحتلين، وأسقطت وهم الشعور بالأمن، والاحتماء بالجيش الذي لا يقهر، وبمظلة السلاح النووي الموجه نحونا.

حتى غدا غلاة اليمين الصهيوني المتطرف – وعلى رأسهم شارون- يدركون استحالة قهر الانتفاضة والشعب الصابر المجاهد بالقوة العسكرية، ويفكرون في الانسحاب من غزة، وتفكيك المغتصبات الصهيونية هناك، وأما المقاومة في العراق فإنَّ عودها يشتد يومًا بعد الآخر، وإن مصادر الاحتلال نفسها لتؤكد أن المقاومة تشن 70 هجومًا يوميًّا على قواتها، وغدا العراق مستنقعًا شديد الخطر للغزاة، حتى عبَّر الرئيس الفرنسى عن الحال هناك بقوله: "إن أبواب جهنم قد فتحت في العراق، ونحن عاجزون عن إغلاقها"، وشجع حرج الأوضاع الأمريكية هناك الأمين العام للأمم المتحدة على أن يجهر بالقول بأن الحرب على العراق قد تمت بعيدًا عن كل شرعية وقانون.

ودعا فضيلته الله سبحانه وتعالى أن يشد من عزائم المجاهدين، وأن يجعل جهادهم خالصًا لوجهه الكريم، وأن يوحد صفوفهم، ويزيد وعيهم بما يحاك ضد مسيرتهم ويشوه نبل غايتهم.

المصدر