عبدالحفيظ الصيفي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٤٩، ١ فبراير ٢٠٢٠ بواسطة Lenso90 (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
عبد الحفيظ الصيفي ونشأة التنظيم الدولي للإخوان


مقدمة

كثير من الناس يولدون ويعيشون ويموتون لا يعرفهم أحد ولا يعرفون أحدا، وقليل من يحفر اسمه في سجل الخالدين الذين أثروا البشرية بالعمل الإنساني، إلا أن البعض قد يظل حياته مجاهدا لكن الناس يهملون علمه وجهوده فلا تصل للناس ويضيع كل ما قدم، ومن هؤلاء الأستاذ عبدالحفيظ سالم الصيفي أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في عهد الأستاذ البنا، وعضو مكتب الإرشاد العام، ومؤسس التنظيم الدولي للإخوان، وصاحب المهام التفاوضية

إلا أن سيرته وتاريخه لا يعرفها أحد، حتى كتب الإخوان تكاد لا تذكر عنه شيء إلا شذرا، بل أن المقربين له في الدعوة تخلوا كتبهم من ذكر تاريخ الرجل – اللهم إلا بعض المواقف الصغيرة – ولذا وجدا جهدا كبيرا في تجميع بعض ما يلقي الضوء على هذه الشخصية، حيث فتشنا في الكتب والمجلات والمواقع لنحصل على معلومة تفيد وتعرف القارئ شخصية هذا الرجل.

الرجل لا يعرف بالتحديد متى ولد وأين ولد ومتى رحل وأين دفن؟ غير أنه من الواضح من سياق التاريخ والأحداث أنه ولد في الربع الأول من القرن العشرين، بمدينة القاهرة، وأما عن رحيله فالمعلومة الوحيدة التي ذكرت خروجه من مصر بعد صدام الإخوان مع عبد الناصر تقول أنه اتجه لموريتانيا إلا أن المعلومات غير دقيقة، وذكر الأستاذ محمد فريد عبدالخالق أن الصيفي كان يعمل موظفا بوزارة الداخلية.

الصيفي والإخوان

لا توجد معلومات توضح متى انضم عبدالحفيظ الصيفي إلى الإخوان إلا أنه يبدو أنه انضم لها وقت أن كان طالبا في جامعة القاهرة، وهي الجامعة التي نشطت فيها دعوة الإخوان منذ أن تكون قسم الطلاب في جماعة الإخوان عام 1933م.

غير أن أحمد عادل كمال ذكر أنه حينما زار المركز العام للإخوان للاستماع إلى حديث الثلاثاء عام 1942م رأى الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي كواحد من قيادات الجماعة مما يؤكد أنه انضم إلى الإخوان في ثلاثينيات القرن العشرين

حيث يقول:

بدأ حديث الثلاثاء في صالة الدار رغم أنه كان للدار فناء غير أن عدد الحاضرين كان قليلا لا يملأ الفناء كما كان الفصل شتاء من عام 1942م، حيث طاف صديقي حسين بى غرف المركز العام – غرفة للسكرتارية جلس فيها محمد الطوبجي وغرفة لقسم الطلاب وغرفة للمكتبة اختفى بين أكداس كتبها علوي عبد الهادي أمين المكتبة حينذاك وغرف أخرى كان بها أحمد السكري وعبد الرحمن الساعاتي وعبد الحكيم عابدين وصالح عشماوي وصلاح عبد الحافظ وعبد الحفيظ الصيفي عرفتهم جميعا في ذلك اليوم. هؤلاء كانوا رجال المركز العام. (1)

غير أن منتصف الأربعينيات برز فيه اسم الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي كأحد أعضاء مكتب الإرشاد بالإضافة كرئيس ومؤسس قسم الاتصال بالعالم الاسلامي "التنظيم الدولي حاليا".

الصيفي ونشأة قسم التنظيم الدولي

كانت أولى خطوات إنشاء قسم الاتصال بالعالم الإسلامي في عام 1944م، والتي تولى رئاسته عند تأسيسه الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي

وقد أكد في أغراضه على أمرين:

أولهما: العمل على ربط الأقطار الإسلامية بعضها ببعض.

وثانيهما: العمل على تحرير هذه الأوطان من كل سلطان أجنبي، وإقامة دولة إسلامية في هذا الوطن العام.

ثم بدأ العمل بتأليف ثلاث لجان:

  1. لجنة الشرق الأدنى.
  2. لجنة الشرق الأقصى.
  3. لجنة الإسلام في أوروبا، ووضعت شروطًا يجب توافرها في عضو هذه اللجنة. (2)

وهو ما أكده الشيخ محمد محمود الصواف في كتابه "صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية في العراق، دار الاعتصام" بقوله:

ثم بدأ العمل بقسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالمركز العام للإخوان متعاونًا مع الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي وغيره من الإخوان
يقول الشيخ الصواف عن ذلك القسم:
"وأسسنا بالمركز العام للإخوان المسلمين قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالتعاون مع الأخ عبد الحفيظ الصيفي من مصر، والأخ الفضيل الورتلاني - رحمه الله - من الجزائر، والأخ إسماعيل مندا - رحمه الله - من إندونيسيا وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم، وفي المركز العام كنا نلتقي مع كبار رجال الإسلام في العالم الإسلامي، والمركز العام كان كخلية النحل يعج بالزائرين والشباب الصادقين.
نشط الأستاذ الصيفي في القسم ونهض به حيث كان له دور في احتواء الحركات التحررية في العالم الإسلامي، والتنديد بما يقوم به المستعمر ضد الشعوب الضعيفة فنراه يتصدى للرد على الشبهات التي يثيرها الداعون إلى الانفصال في السودان، فيكتب مفندًا مزاعمهم تحت عنوان: "أجل: السودان للسودانيين". (3)

كما كتب مذكرة أرسلها الإخوان دعمًا للسنغال حيث جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مذكرة بخصوص إنشاء معهد إسلامي في بلاد السنغال بغرب إفريقيا.

حضرة صاحب المعالي رئيس الديوان الملكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... يقيم في بلاد السنغال أغلبية إسلامية تربو على ثمانين في المائة من سكان البلاد جميعًا، وهم مع ذلك محرومون من المعرفة بأصول دينهم على ما بهم من شوق عظيم لمعرفة دينهم وفقهه، كما أنهم أشد ما يكونون حاجة لتعلم اللغة العربية التي هي آلة الفقه الديني.

وقد عهد المواطنون المسلمون من أهل البلاد إلى أحد علمائهم السيد محمد السنوسي مالك السنغالي -الذي تلقى العلم بالجامعة الأزهرية - بالعودة إلى مصر، مهد العلم وقبلة المسلمين في هذا العصر، ليستعين بالجهات الرسمية والشعبية فيها، لمعاونة المسلمين في السنغال لإقامة معهد إسلامي فيها. وقد شرع في تحقيقه، وأذنت الحكومة الفرنسية في البلاد بإقامته وأعطت الترخيص اللازم بذلك.

لذلك يتقدم قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالمركز العام للإخوان المسلمين إلى معاليكم بهذه المذكرة رجاء العمل على مساعدة إخواننا مسلمي السنغال في إنشاء هذا المعهد الديني. حتى يكون عاملاً من عوامل الدعوة الإسلامية بين غير المسلمين في هذه البلاد العزيزة.

وفي انتظار خطواتكم الموفقة في هذا السبيل - تفضلوا يا صاحب المعالي بقبول فائق التحية وعظيم الاحترام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قسم الاتصال بالعالم الإسلامي: عبد الحفيظ الصيفي. (4)

الصيفي ومكتب الإرشاد

يبدو أن الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي كان أحد المقربين للإمام البنا، بل كان أحد المعروفين في الوسط الإخواني مما أهله أن يتم انتخابه في عضوية مكتب الإرشاد عام 1945م

والتي جاءت على النحو التالي:

تجددت عضويته في مايو 1945م ليتكون من عشرين عضوًا وهم:

  1. الأستاذ حسن البنا
  2. الأستاذ أحمد السكري
  3. الأستاذ عبده قاسم
  4. الأستاذ عبد الحكيم عابدين
  5. الأستاذ أحمد محمد عطية
  6. الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي
  7. الدكتور محمد أحمد سُليمان
  8. الأستاذ صلاح عبد الحافظ
  9. الأستاذ حلمي نور الدين
  10. الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد
  11. الأستاذ صالح عشماوي
  12. الأستاذ صالح غيث
  13. الأستاذ محمد شريف
  14. الأستاذ أمين إسماعيل
  15. الأستاذ محمود البراوي
  16. الأستاذ طاهر عبد المحسن
  17. الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي
  18. الأستاذ محمد خضري
  19. الأستاذ حسين كمال الدين
  20. الدكتور إبراهيم حسن. (5)

وحينما عقد الإخوان الجمعية العمومية عام 1945م والتي على إثرها تم اختيار أعضاء الهيئة التأسيسية للإخوان مثل القاهرة في الجمعية المرشد العام حسن البنا، أحمد السكري. إبراهيم حسن . عبد الحكيم عابدين . محمد أحمد سليمان . محمد الخضري . عبد الحفيظ الصيفي.

وقد تم اختيار الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي – المقيم شارع حامد عبد الرحيم، المنيل، القاهرة عضو في أول جمعية تأسيسية يشكلها الإخوان عام 1945م. (6)

ولمكانته تم اختياره في اللجنة المشكلة لوضع مشروع تعديل النظام الأساسي للإخوان المسلمين، حيث تأليف لجنة من حضرات الإخوان الأساتذة طاهر الخشاب وأحمد الباقوري وعبد الحفيظ الصيفي وعبد الحكيم عابدين وعبد المنعم فرج الصدة برياسة المرشد العام لوضع مشروع تعديل النظام الأساسي للإخوان المسلمين تحقيقًا يتفق مع مقتضيات امتداد الدعوة في أقطار العالم العربي والإسلامي وما تواجهه من ظروف وأحداث – وذلك بناءً على ما وجه إلى المكتب والهيئة من اقتراحات بهذا النص من شُعب الإخوان في هذه الأقطار المباركة. (7)

كما عمد الإخوان المسلمون إلى تفعيل قرارات مؤتمرهم وألفوا لجنة تنظيم المؤتمرات التي سيزمع عقدها في عواصم المحافظات والمديريات والمدن برأسه الأستاذ أحمد السكري وكيل الإخوان وسكرتارية الأستاذ أمين إسماعيل وعضوية كل من حضرات الأساتذة محمد خضري وحسين كمال الدين وصلاح عبد الحافظ وعبد الحفيظ الصيفي وسعد الوليلي وفريد عبد الخالق وشكري عبد المجيد.

كما تألفت لجنة تذكر رؤساء الهيئات والأحزاب والجماعات بواجبها وتدعوهم إلى العمل مجتمعين أو منفردين على تحقيق الأهداف القومية بوسائل يتفق عليها. هذه اللجنة برئاسة الأستاذ أحمد السكري وسكرتارية الأستاذ أمين إسماعيل وعضوية حضرات النائب محمد بك نصير وكمال بك عبد النبي والصاغ محمود بك لبيب والدكتور إبراهيم حسن والأساتذة حسين كمال الدين وأحمد عطية وعبد الحفيظ الصيفي وتوفيق الشاوي وصالح عشماوي.

وقد سافر بعض أعضاء الوفد إلى الإسكندرية لمقابلة زعماء الأحزاب ورؤساء الهيئات للتفاهم معهم على طريقة العمل لصالح البلاد منفردين أو مجتمعين كما تولى بقية أعضاء اللجنة الاتصال بالجمعيات والهيئات الأخرى في القاهرة للتفاهم معهم لنفس الغرض. (8)

ولاتساع جماعة الإخوان في حقبة الأربعينيات كان لابد من تكليف بعض الإخوان بمتابعة العمل، حيث وزعت أعباء الأقسام على بعض الإخوة من أعضاء مكتب الإرشاد وغيرهم من الإخوان؛ بحيث يشرف على القسم دائمًا واحد من أعضاء مكتب الإرشاد؛ فإن كان رئيس القسم عضوًا بمكتب الإرشاد مارس العملين معًا: رئاسة القسم والإشراف عليه، أما إن كان من غير أعضاء مكتب الإرشاد فيتم اختيار أحد أعضاء المكتب للإشراف على القسم، وقد اختير الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي لمسئولية ومتابعة قسم الاتصال بالعالم الإسلامي والبلاد العربية.

ولمزيد من الإشراف والمتابعة قرر مكتب الإرشاد تخصيص ثمانية من أعضاء مكتب الإرشاد العام للإشراف على المناطق، وموالاة الاتصال بها وإمدادها بكل جديد من نظم المكتب وأساليبه في التكوين والتركيز بحيث اختير الأستاذ الصيفي لمتابعة شبرا (مصر) – قليوب – المنياأسيوط. (9)

كان الصيفي له مهام كبرى في هدمة القضية الفلسطينية، ففى ديسمبر 1947م تولى محمد عبد الرحمن نصير رئاسة اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين التي شكلها الإخوان في إطار نشاطهم تجاه القضية الفلسطينية

وتكونت من:

  1. محمد بك نصير "رئيسًا".
  2. سعد الدين الوليلي "سكرتيرًا".
  3. الصاغ محمود لبيب "عضوًا".
  4. حسين كمال الدين "عضوًا".
  5. عبده أحمد قاسم "عضوًا".
  6. عبد الحفيظ الصيفي "عضوًا".
  7. فريد عبد الخالق "عضوًا".
  8. محمد شريف "عضوًا" .
  9. مصطفى مؤمن "عضوًا".
  10. الدكتور محمد أحمد سليمان "عضوًا".
  11. صلاح عبد الحافظ المحامي "عضوًا".

ولمكانة الأستاذ الصيفي في الجماعة تذكر الحاجة زينب الغزالي كيف انها تواصلت معه للإعلان عن كونها جندية في الدعوة

حيث تذكر:

وأحسست أن حسن البنا كان أقوى مني وأكثر صراحة في نشر الحقيقة وإعلانها وأن هذه الشجاعة والجرأة هي الرداء الذي يجب أن يرتديه كل مسلم وقد ارتداه حسن البنا ودعا إليه.. ثم وجدت نفسي أهتف بالسكرتير ليوصلني بالأخ عبد الحفيظ الصيفي ـ الذي كلفته سابقا بنقل رسالة شفوية للإمام البنا ـ يذكره فيها بعهدي له في آخر لقاء لنا
وحين عاد لي بتحيته ودعائه استدعيت شقيقي محمد الغزالي الجبيلي وكلفته بإيصال وريقة صغيرة بواسطته أو بواسطة زوجته إلى الإمام المرشد وكان في الوريقة: سيدي الإمام حسن البنا .. زينب الغزالي الجبيلي تتقدم إليك اليوم وهي أمة عارية من كل شيء إلا من عبوديتها لله وتعبيد نفسها لخدمة دعوة الله وأنت اليوم الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يبيع هذه الأمة بالثمن الذي يرضيه لدعوة الله تعالى.. في انتظار أوامرك وتعليماتك سيدي الإمام.." (10)

وبعدما حلت الجماعة واستشهد الأستاذ حسن البنا عام 1949م اعتقل الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي مع كثير من قيادات الإخوان المسلمين، حتى أن مصطفى أمين كان يظن أن هؤلاء الإخوان قليلي العلم والمعرفة فطلب من الحكومة أن ترسل من يحاضر الإخوان في السجون مما أثارة شجون الشيخ أحمد الشرباصي

الذي كتب يقول:

سمعت أن الأستاذ مصطفى أمين بك كتب هذا الأسبوع فى " جريدة أخبار اليوم " يقترح على الحكومة ارسال محاضرين الى المعتقل ليعلموهم كيف يكون الاقناع بالحجة والدليل لا بالقوة والارهاب ... وأتطلع حولي فأرى أناسا مثقفين مهذبين مؤمنين بأن الإسلام لا يقر الاعتداء الا على المعتدين فما الحاجة الى هذه المحاضرات اذن ؟ .

وأتطلع حولي فأرى أناسا أولى بهم مناصب التدريس لا مقاعد التعلم وكيف لا وفيه أمثال الأساتذة الفضلاء : طاهر الخشاب وصالح عشماوي وكمال خليفة وعبد الحكيم عابدين وجمال عمار وعبد الحليم الوشاحي وفريد عبد الخالق وعمر التلمساني ومحمود لبيب وزكريا خورشيد وعبد الحفيظ الصيفي ومصطفى مؤمن وأنور الجندي ومحمود البراوي وطاهر عبد المحسن وعبد العزيز كامل وغيرهم وغيرهم ... هؤلاء بحاجة الى توجيه. (11)

وحينما عادت الجماعة كان للصيفي مهام كبرى داخل الجماعة حيث كان أحد العناصر المهمة الداعمة للمستشار حسن الهضيبي ولمسار الدعوة الحقيقي بعيدا عن سيطرة عبد الناصر ورجاله داخل الصف.

حتى صور الشيخ أبو الحسن الندوي ذلك بقوله:

في كتـابه القيِّم (مـذكرات سائـح في الـشرق العربي) وفي يوم آخر اجتمعت مع الأستاذ صالح عشماوي في إدارة مجلة الدعوة وأطلعته على الكلمة التي أريد أن أوجهها إلى الإخوان المسلمين فاستحسنها واتفقنا على أن أُلقيها أولاً في حفلة خاصة للإخوان
ثم تنشر بعد ذلك في مجلة الدعوة وهي بعنوان "أريد أن أتحدث إلى الإخوان" وفي الغد زارنا الأستاذ صالح عشماوي والأستاذ سعد الدين الوليلي، ثم كان اجتماعي بعد ذلك مع أعضاء مكتب الإرشاد العام، أذكر منهم الأستاذ صالح عشماوي والأستاذ عبد الحكيم عابدين والأستاذ فريد عبد الخالق والشيخ أحمد حسن الباقوري والصاغ محمود لبيب والأستاذ منير الدلة والأستاذ عبد الحفيظ الصيفي وآخرين.

وحينما حدثت أزمة داخل الإخوان بين رجال النظام الخاص القديم والمرشد العام الهضيبي كتب الأستاذ محمود عبد الحليم يقول: بعد حادث احتلال المركز العام بدأ مكتب الإرشاد اجتماعه بالتحقيق فيه ، والاستماع إلي من كانوا بالمركز العام ومنهم صالح عشماوي وعبد العزيز جلال ومن أرسلهم المكتب للتفاهم وهم : عبد القادر عودة وعبد الحفيظ الصيفي وعبد العزيز كامل

ثم قرأت في مذكرات معدة للنشر إن شاء الله للأخ الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي ما يلي :

" عندما اضطر جمال عبد الناصر إلي إخراج الإخوان من المعتقل الأول كانت هناك لجنة وساطة من الأستاذ فؤاد جلال والدكتور عبد القادر سرور . ووضع الطرفان شروطًا: "أن يزور جمال المرشد في بيته معتذرًا – وأما من جانب جمال فاشترط أن يلتزم الإخوان الصمت لفترة معينة ".

هذا ما كنت اجهله ولكنني قرأت في مذكرات للأخ الكريم الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي يعدها للطبع نبأ أستمحيه عذرًا في نقله للقراء لعله يلقي شعاعًا من الضوء نستبين معه إجابة لهذا السؤال :

يقول الأستاذ عبد الحفيظ في مذكراته :

" سألت الأستاذ أحمد عادل كمال – وكان من قيادة النظام الخاص التي فصلها مكتب الإرشاد – سألته : لماذا اعتقلت مع أنك كنت أحد المفصولين ؟ فرد قائلاً : إنه هو أيضًا كان في حيرة من الأمر .. لماذا .. ؟ إلي أن عرف أخيرًا السر في ذلك ..
يقول الأخ أحمد عادل كمال إنه كان في زيارة لأقارب له ليقوم بواجب العزاء ، والتقي عندهم بضيف يقوم بنفس الواجب . وعندما قام بعض أقاربه بتقديمه لهذا الضيف فوجئت أنه يقول لهم : إنني أعرفه – وعرض عليّ أن يكشف لي عن موضوع ربما يكون خافيًا عليّ دون أن يعرفني بشخصيته .
وعندما سألته عن الموضوع أجابني : هل تعرف السر في اعتقالك بعد أن فصلت مع آخرين من الإخوان ؟ فقلت : إنني في حيرة من هذا الأمر بالفعل . فقال : هل تذكر يوم اجتماع الهيئة التأسيسية الأخيرة ؟ وحضرت إلي دار المركز العام .. وفي الميدان قابلك أحد الإخوة من النظام الخاص ، وعرفت منه أن هناك مجموعة من النظام في بيت القلعة – وهم مسلحون – وفي النية مهاجمة أعضاء الهيئة التأسيسية في حالة صدور قرارات منها لا تؤيد الجماعات المعارضة للمرشد العام الأستاذ الهضيبي والقيادة الشرعية للجماعة ..
وبعد أن استمعت للأخ الذي تحدث معك سارعت متوجهًا إلي المنزل المجتمع فيه بعض إخوة النظام المسلحين طلبت منهم إنهاء اجتماعهم وفض هذا التجمع المسلح ، وقلت لهم : كفاية ما نحن فيه . وفي الحال بلغ جمال عبد الناصر ما قمت به فقرر يومها أن تكون في قائمة المعتقلين ، بل في قائمة من ينالهم التعذيب في السجون والمعتقلات وكان ذلك بالفعل " .

ويقول الأستاذ عبد الحفيظ :

ويظهر أن عبد الناصر قد وضع تحت تصرف هؤلاء المنشقين كثيرًا من إمكانات الحكومة وأجهزة مخابراتها وإشاعاتها ورسائلها بل صحافتها التي كانت في ذلك الوقت أكبر أداة في يد مجلس الثورة لتسميم الأفكار وتضليل الرأي العام. (12)

نهاية

الغريب أن الأخبار انقطعت ولم يذكر لنا أحد عن بقية حياة رجل حمل الدعوة على كتفه وكان صاحب مهام صعبة بها حتى أصبح يعتمد عليه الأستاذ حسن البنا ثم المستشار حسن الهضيبي في معالي الأمور، ولا نعرف هل سجن أو هرب، إلا المعلومة التي تقول أنه تواجد في موريتانيا بعد أحداث 1954م ولا يعرف عنه شيء ولا عن وفاته.

المراجع

  1. قسم المناطق، نشرة عامة من المركز العام للإخوان المسلمين، ربيع الآخر 1363- أبريل 1944، صـ20-23.
  2. أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف، طـ1، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة، 1987م، صـ54.
  3. مجلة الإخوان المسلمون:، العدد (71)، السنة الثالثة، 21 شوال 1364ه- 27 سبتمبر 1945م، صـ15.
  4. جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، الجزء السابع، 2009م.
  5. نشرة المركز العام - النشرة الأولى – جماد الآخر 1364هـ - مايو 1945م.
  6. مجلة الإخوان المسلمون: العدد 70 – السنة الثالثة – 14 شوال 1364هـ - 20 سبتمبر 1945 صـ 23، 24، 25
  7. الإخوان المسلمون اليومية – العدد 267 – السنة الأولى – 24 ربيع ثان 67هـ - 17 مارس 1947– صـ2
  8. جريدة الإخوان المسلمين: العدد 70 – السنة الثالثة – 14 شوال 1364هـ - 20 سبتمبر 1945 صـ 7
  9. المركز العام – النشرة الأولى – جمادى الآخرة 1364هـ - مايو 1945م.
  10. زينب الغزالي: أيام من حياتي، دار التوزيع والنشر الإسلامية، مصر.
  11. أحمد الشرباصي: مذكرات واعظ أسير، دار الكتاب، مصر، 1371هـ.
  12. محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، الجزء الثالث، دار الدعوة، 1998م.