عبد الحليم سليمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الشيخ عبد الحليم سليمان .. رحلة مجاهد

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

مقدمة

يقول الإمام أحمد بن حنبل: إن لنا إخوانا لا نراهم إلا في كل سنة مرة، نحن أوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم.

ونقول إن لنا إخوانا فارقونا بعد ان غرسوا في نفوسنا معنى الحب والعزة والكرامة، ربما لم نلتقي بهم لكن سيرتهم وجهادهم كان نبراسا ونورا نهتدي به في ظلمات الحياة ومتاعبها.
وكان الحاج عبدالحليم سليمان واحدا من هؤلاء الذين رحلوا وظلت سيرتهم الطيبة نموذجا عمليا يسير علي نهجه كل من عرفه.


نشأته

  • ولد عبد الحليم سليمان عامر سليمان في 15/2/1928م بقرية نجع زقزوق التابعة لنجع النجار مركز ومحافظة سوهاج، التحق بالتعليم وحفظ القرآن، وحصل على المرحلة الابتدائية عام 1948م وكان ترتيبه الأول من معهد "أمير الصعيد" سوهاج حاليا وكانت دفعته 154 طالبا، ثم تدرج في التعليم حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1954م حيث كان ترتيبه 14 مكرر على مستوى الجمهورية وكان عدد طلبة الشهادة الأزهرية 820 طالبا.
  • ثم حصل على الشهادة العالية التربوية لكلية اللغة العربية عام 1958م من جامعة الأزهر وكان ترتيبه الثاني على دفعته وحصل على والعالمية مع إجازة التدريس 1960م.
  • عمل مدرسًا في الإسكندرية ثم طما، وانتقل للعمل في ليبيا في أوائل السبعينيات، وبعد عودته عمل ناظر لمدرسة الإعدادية الجديدة بنين بسوهاج ثم مدرسة نيدة الثانوية ثم مدير لإدارة أخميم التعليمية ثم عمل في إدارة التدريب في مديرية التربية والتعليم في سوهاج؛
  • حتى درجة مدير إدارة التعليم الخاص بمديرية التربية والتعليم بسوهاج، واستمر بها لسنِّ المعاش عام 1992م، وفي عام 1987 و 1988 عمل مدير مدرسة الدعوة بسوهاج، ثم مدير إدارة مدارس الدعوة الإسلامية بسوهاج من عام 1992 حتى وفاته.
  • تزوج ورزقه الله بحمود مدرس كيمياء وصفوت مدرس لغة عربية وطلعت مراجع ضرائب ونجاح محاسب في الجامعة وأمل مدرسة علوم وأسماء طالبة.

على طريق الدعوة

يعد الشيخ عبد الحليم سليمان من مؤسسي جماعة الإخوان بسوهاج، حيث التحق بجماعة :الإخوان وعمره تسعة أعوام على يد الواعظ أحمد الأحمر.

يقول في حوار معه لإخوان أون لاين:

تعرفت على جماعة الإخوان في الصف الثالث الابتدائي من المرحلة الابتدائية، عندما قَدِم بعض دعاة الإخوان إلى محافظة سوهاج، وزاروا معهد (بلصفورة) الديني الأزهري الابتدائي، وجاء الانضمام لصفوف الدعوة بعد ذلك على يد الشيخ أحمد الأحمر من وُعَّاظ الأزهر بسوهاج، فعرَّفني بدعوة الإخوان وأهدافها وغاياتها، فحملتُ هذه الدعوة منذ ذلك الوقت.

ويضيف بقوله:

في عام 1949م قامت السلطات الأمنية بإبعاد بعض المدرسين المنتمين لجماعة الإخوان ونفيهم إلى سوهاج، وكان منهم فضيلة الشيخ "السيد سابق"، الذي كان يدرس لنا مادة الفقه بمعهد سوهاج الثانوي، وأذكر أن الشيخ "السيد" أقام في سوهاج ما يقرب من خمس سنوات بمنزل الحاج عبد الحي الخولي عليه رحمة الله، والشيخ أحمد الشرباصي مدرس البلاغة والأدب، والشيخ محمود فايد مدرس النحو، والأستاذ حامد كريم مدرس المواد الاجتماعية، وهؤلاء كان لهم بفضل الله دور في نشر دعوة الإخوان بين طلاب معهد سوهاج الديني.
كان له بعض المواقف الطيبة التي تعد نموذجا عمليا حيث يقول: في تلك الفترة كان الغليان الشعبي على أشده ضد الاحتلال البريطاني الذي كان قابعًا في قواعده على ضفاف القناة؛ مما ولَّد مشاعر الغضب لدى الطلاب بسوهاج، فقاموا بالعديد من المظاهرات، لعل من أهمها تلك التي قام فيها الطلاب بمحاصرة استراحة كبار زُوَّار المحافظة؛ حيث يقيم السفير البريطاني أثناء زيارته لسوهاج، والتحمَتْ جموع الطلاب مع قوات الأمن التي حاولت فك الحصار عن السفير البريطاني.

في القاهرة

انتقل إلى القاهرة للالتحاق بكلية اللغة العربية عام 1954 وتعرف على الإخوان بالكلية وبشعبه السيدة زينب فى ذلك الوقت وشارك فى الأنشطة المختلفة للجماعة.
وكانت العلاقة بين الإخوان ومجلس قيادة الثورة قد بدأت في التوتر خاصة بعد زيارة جمال عبد الناصر للصعيد والتي قابله الإخوان هناك بحفاوة غير أن رده عليهم كان قاسيا وصادما.
بلغ ذروة التوتر في يناير من عام 1954م حينما حل مجلس قيادة الثورة جماعة الإخوان المسلمين واعتقل قادتها، وأزاح نجيب عن الحكم، مما دفع الإخوان في تحريك مظاهرات في مارس من نفس العام، وهي ما عرفت بمظاهرات عابدين حيث أفرج عن الإخوان وعاد نجيب للحكم مرة أخرى.

يقول في ذلك:

شاركتُ في الأنشطة المختلفة للجماعة، ومن الأحداث التي شاركتُ فيها مظاهرة عابدين في مارس 1954م؛ حيث تجمَّعنا نحن الطلاب من مختلَف الكليات وطوائف الشعب كآفة بميدان عابدين، وحاول رجال الشرطة تفريق الجموع بإطلاق النيران؛ مما أصاب البعض، فرفعنا قمصان المصابين الملطَّخة بالدماء؛ مما ألهب مشاعر الناس، وكانت هذه المظاهرة احتجاجًا على عزل اللواء محمد نجيب.
وأذكر أننا احتشدنا بالميدان من الساعة العاشرة صباحًا إلى الساعة الرابعة، ولم يستطِع أحد تفريق الجموع الغاضبة غير القاضي الشهيد عبد القادر عودة عندما اعتلى المنصَّة قائلاً: "أيها الإخوة.. شكَر الله لكم.. انصرِفوا"، فانصرف الناس، كأن "بالوعة" ابتلعتهم، وكان هذا التصرف غاية الحكمة؛ لأنه لو حدث صدام بين المتظاهرين والجيش لكانت حربًا أهليةً لا يعلم عواقبَها إلا الله.

رحلة المعتقلات

كان شهر أكتوبر من عام 1954م شهر فتحت فيه المعتقلات على مصرعيها لتبتلع الإخوان ومن يتصل بهم، حيث زج بالآلاف منهم في السجون الحربية وغيرها وذاقوا العذاب ألوان، وكان الشيخ عبدالحليم سليمان واحدا منهم.

ويصف رحلته في المعتقلات بقوله:

كنت أقيم مع بعض إخواني في شقة بالقرب من القلعة عندما هاجم رجال الشرطة الشقة، وقُبِض على كل من فيها، وكان ذلك يوم 15/12/1954م بعد أسبوعين من إعدام الإخوة الستة.... وكان الاعتقال بسبب "حادث المنشية" الملفَّق للإخوان، وتم اعتقال جميع قادة الإخوان ومسئولي الشُّعَب والمناطق، واقتيد الجميعُ إلى السجن الحربي.
وقد كان السجن الحربي مذبحةً للوطنيةً؛ إذ كان مثالاً سيئًا في استخدام أبشع ألوان التعذيب والإذلال وانتهاك حرمة الإنسان؛ حيث كان يسيطر عليه مجموعة من غلاظ الأكباد، ممسوخي العقول، الذين يستخدمون مع معتقلي الإخوان وغيرهم أقسى وسائل التعذيب مما لا يخطُر على بال واحد من هؤلاء الذين ساقتهم الأقدار، فوقعوا تحت براثن الطغيان ومخالب أولئك الزبانية بقيادة حمزة البسيوني وأذنابه، من أمثال أمين، وياسين، ودياب وغيرهم، مثل الموجودين في كل زمان ومكان، يظهرون حين يغيب الضمير الإنساني، وقيم العدل والحق.
وتشهد صحراء العباسية على ذلك؛ حيث دُفِن عشرات الشهداء من الإخوان، ومن أنواع التعذيب التي كانت في السجن الحربي "حفل الاستقبال"، عندما دخلنا السجن الحربي إذ استقبلَنا قساةُ القلوب بحفل "ضرب" استمر من الساعة السادسة صباحًا حتى الثانية عشر ظهرًا، مستخدمين كرابيج وعصى غليظة وقطعًا خشبية، وخصَّني حمزة البسيوني بضربة من حذائه أحدثت شجًّا في جبهتي لا يزال أثره ماثلاً حتى الآن.
وكانت الطوابير في السجن الحربي في غاية الفظاعة والإذلال، يهرول الجميع، والحراس يصوِّبون البنادق وأدوات التعذيب، والجميع يردد أغنية أم كلثوم.. "أجمل أعيادنا الوطنية.. نجاتك يوم المنشية".

ويقول:

من كثرة التعذيب والطوابير الكثيرة وقعتُ فريسةَ الأمراض فنُقلتُ إلى مستشفى السجن الحربي، وقابلت مجموعةً من المصابين إصابات بالغة، منهم الشهيد سيد قطب عليه رحمة الله ولم أتعرَّف إليه في البداية؛ بسبب ما لحِق به من أذًى؛ ولأن جسده كان مغطًّى بالكثير من القطن، وبالرغم مما كان به من آلام استقبلني، وقدَّم لي بعض ما عنده من طعام، واطلعت على بعض ما لديه من كتب، وكان دائمًا يطلب مني أن أصبر، وأحتسب.
ظل عبدالحليم سليمان في المعتقل حتى خرج مع عدد من إخوانه في عام 1957م حيث لم يحكم عليهم وظلوا طيلة هذه الفترة على قيد الاعتقال حتى أفرج عنهم.
لكن لم تكد السنين تمر حتى اعتقال مرة أخرى فيما سمى بتنظيم عام 1965م حينما أعلن عبد الناصر من موسكو اعتقال كل من سبق اعتقاله، وظل في السجن حتى عام 1967م حينما أفرج عنه مع عدد من الإخوان بعد نكسة 67.

حول التعليم

الشيخ عبد الحليم سليمان يكرم أحد المدرسين في حفل لتكريم المتفوقين

لقد كان الشيخ معلما، عمل على نهضة التعليم والتصدي لكل ما شابه من تزييف وفي هذا يقول:

هذا البلد إسلامي، قدَّم على مدار تاريخه للعروبة والإسلام نماذجَ طيبةً من رجالاته ومواقفه، ويريد أعداء الإسلام القضاء على الهوية الإسلامية لهذا البلد، وليس هذا البلد وحده.. بل وجميع البلدان الإسلامية، وأخطر ما يوجَّه لعقيدة الأمة وهويتها هو التمييع الذي يُفقِدها شخصيتها تحت دعاوى مختلفة من التطوير والحداثة، فيُسدل ستار كثيف على هوية الأمة، ويُهال الركام على شخصيتها، وما نشاهده اليوم من حذف أجزاء من مناهج التعليم- التي تمثل العمود الفقري في تكوين الشخصية المسلمة العربية- يؤدي إلى تمييع عقائد النشء والأجيال المقبلة، ويتمثل الحذف في:
  1. حذف تاريخ الشخصيات ذات البصمات الواضحة في تاريخ الأمة الإسلامية من المنهج.
  2. تهميش مناهج التربية الدينية.
  3. حذف غزوات الرسول- صلى الله عليه وسلم.
  4. طمس الهوية الإسلامية لبعض قيادات الإسلام والمسلمين في العصور الإسلامية الزاهية.
  5. تسليط الأضواء على الدور الفرعوني، والمحاولات الدائمة لوصله بالحاضر.
  6. وضع الفترة الإسلامية بين قوسين، كأن هذه الفترة عارضة وطارئة على حياة الأمة.
  • وما دور المعلمين والمربين في صد هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين؟
دور المعلمين والمربين رعاية الشباب المسلم؛ لأن شباب الأمة بخير إذا حَسُن إعدادُه وحسُنَت تربيته، ويتلخص دورهم فيما يلي:
  1. أن يعطوا من أنفسهم القدوة والمثل الطيب من حيث السلوك الإسلامي الملتزم.
  2. السعي الدائم لأجل تخريج جيلٍ مسلمٍ واعٍ مثقَّف مدركٍ لخصائص عصره.
  3. إبعاد شباب الإسلام عن الميوعة والانحراف.
  4. فضح أساليب العلمانية المعاصرة التي تحاول تغريب الشباب وسلخه عن تاريخ أمته وقضاياها.

ما بعد المحنة

بعدما خرج الشيخ عبدالحليم سليمان من المعتقل شارك إخوانه العمل في عودة الإخوان مرة أخرى ونشر الفكر وسط جموع الشعب السوهاجي ووضع يده في يد المجاهد أبو الحمد ربيع لنشر فكر ومبادئ ومنهج الإخوان على نطاق واسع، وكان دائم الالتصاق بأهل المحافظة، فكان يشاركهم أفراحهم واطراحهم.
فقد شارك إخوانه في مناقشة رسالة الماجستير لأحد الإخوة الكرام، كما كان مناصرا لقضايا الأمة الإسلامية، حيث نظم الإخوان المسلمون بسوهاج ظهر الاثنين الموافق 5/ 1/ 2009م بمدينة :سوهاج وقفة احتجاجية للتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم على أهالي غزة حضرها 3 آلاف مواطن من أهالي محافظة سوهاج الذين احتشدوا بميدان العروبة لمدة ساعتين، مرددين العديد من الهتافات التي تطالب الرئيس مبارك بفتح معبر رفح، فكان الحاج عبدالحليم سليمان على رأس المشاركين.

في ذكرى الإمام نُجدد البيعة لله (بقلم الشيخ عبدالحليم سليمان)

كما كتب الشيخ عبدالحليم سليمان في ذكرى استشهاد الإمام البنا تحت عنوان "في ذكرى الإمام نُجدد البيعة لله" يقول:

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. سيدنا محمد وآله وسلم، تمر بنا في الثاني عشر من فبراير كل عام ذكرى استشهاد داعية الإسلام المرشد العام للإخوان المسلمين "حسن البنا" رضوان الله عليه ففي هذا التوقيت عام 1949م امتدت يد آثمة بإطلاق الرصاص على ذلك العَلَم الشامخ والقمة السامقة، وكان ذلك نتيجة تدبير وتآمر اشترك فيه الملك مع دوائر الاغتصاب العدواني والصهيونية العالمية؛ لتطفئ ذلك النورَ والشعلة التي أضاءت للمسلمين طريقهم في هذا العصر الهالك.

روح جديدة

فبعد أن طُوِيَ علم الخلافة الإسلامية بفعل دسائس الصهيونية العالمية على يد "كمال أتاتورك"، وبعد أن ظن المغتصب في الحملة الصليبية الخامسة أنه استطاع أن يبسط نفوذه وسلطانه على العالم الإسلامي كله، وبعد أن أعطى الإنجليز وعدًا لليهود بإقامة وطنٍ لهم على أرض فلسطين، وبعد أن ظن العالم كله أنَّ المشرق قد أعولت عليه نوادبه، وأنه قد شُيعت جنازته.
قام هذا الرجل في هذا الظرف يُوقظ النيام ويحركهم من ثباتهم فتسري في هذه الأمه روح جديدة، فيزيل الركام عن مفهوم الإسلام الحقيقي، قام في هذه الحقبة والتي ظنَّ المغتصبون والصليبيون أنهم قد أجهزوا فيها على الأمة الإسلامية، قام ليعيد فيها الدين غضًا طريًّا، قام فيها بجهدٍ ليس معه جند ولا عتاد، وأنما معه إيمان يحمله بين جنبيه وفهم عميق للإسلام الذي استقاه من كتاب الله وسنة رسوله، قام ذلك الداعية يدعو إلى الإسلام على بصيرةٍ، لا كما كان يشيع في ذلك الزمان من إسلامٍ غافلٍ وإيمانٍ نائمٍ، بل الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والذي رضيه الله عز وجل للعالمين ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا﴾ (المائدة: من الآية 3).
قام يدعو إلى الإسلام الذي لا يتجزأ، يدعو إليه كعقيدة وكعبادة وكتشريعٍ ومعاملاتٍ وكمنظم للعلاقات بين الأمم والشعوب، هذا الفهم المتكامل لدين الله كان يعتبر جديدًا بالنسبة لهذه الحقبة الزمنية التي كان منتشرًا فيها شبهات وبدع وخرافات وأضاليل وفهم قاصر للإسلام على أنه: صلاة وركعات تؤدى في المسجد ولا شيء دون ذلك
فقام رضوان الله عليه بدعوته، وكان الإمام مالوفًا يتجمع الناس حوله، وقد رزقه الله الفهم الواسع للإسلام والحجة البالغة والحركة الدائبة فما وهن ولا استكان ولا ضعف ولا تخاذل، وسرعان ما التفَّ حوله المخلصون والأحباب، فكان يُعطيهم من نفسه، ويؤلف بين قلوبهم على مائدة القرآن ويغرس فيهم الحب والعزة.
كان شعلة تضيء حبًا وإخاءً، شعلة أنارت الدرب بعد ظلامه.
كان يعطيهم المثل من نفسه؛ فالتف حوله الناس من كل الطوائف: المثقفون، العمال، الفلاحون، الحِرَفيون، أصحاب الأعمال الحره، ذوى المناصب، فألَّف بينهم وربط بين قلوبهم برباط الإسلام، ودعا إلى الله على بصيرة؛ فصارت جماعة الإخوان لها كيانها ومكانتها، استقطبت جميع الفئات الواعية في هذا الشعب، وما كان ذلك يسر الزعماء والمغتصبون والحاكمون، ولكنه ملأ قلوبهم بالحقد وألقى على أبصارهم غشاوةً، ومضى الإمام يؤلف بين أصحابه في حركة دائبة وعمل متواصل بالليل والنهار.. لا يكل ولا يمل فأشرب أبناءه روحَ الإخاء والحب بينهم، فكانوا جسدًا واحدًا فتجسدت بينهم تلك المقولة: "إن الإخوان لو عطس منهم واحد في الإسكندرية لشمته أخوه في أسوان"..!!
وما قصر جهاده على ناحية من نواحى الإسلام دون غيرها بل كان منظمًا وفاهمًا خط الدعوة ومسارها، ورسم لها المبادئ من جميع الجهات وفي جميع النواحي، فكانت دعوته ومازالت ملءَ السمع والبصر بفضل الله عز وجل وإخلاص مؤسسها، وسار الإمام ورفاقه من حوله يعدهم الإعداد الجيد للمعركة الفاصلة بين الإسلام وخصومه من المستعمرين والصهيونية والمتخاذلين الذين يبثون روح التخاذل والتراخي في هذه الأمة.

ما أشبه اليوم بالبارحة..!!

في مرة من المرات عرض أمام الإمام الآلاف من جوالة الإخوان ونظام الجوالة نظام معمول به في الإخوان وهو نظام يشبه إلى حدٍ كبير نظام الكشافة فأوقع هذا العرض الرعب في نفوس الحكام فأشاعوا أنَّ الإخوان يعدون العدة للانقضاض على الحكم وإحداث انقلاب وأعانهم على ذلك التصور الاستعمار والدوائر الصهيونية؛
فأخذوا يوغرون الصدور ويبثون الفتن، ويوقعون بين الإخوان ورجال الحكم، والحقيقة التي يعلمونها جيدًا أنَّ الإخوان هم أخلص الناس لهذه البلد وهم الدرع الواقي لها والحصن الحصين عندما تلم الخطوب وتتسارع الأحداث ومعها الفتن، وأنذرت بالشر وكشَّر المتآمرون عن أنيابهم، وبخاصة بعد أن ذهبت جحافل :الإخوان إلى فلسطين تهب لنجدتها وتطهر الأماكن المقدسة من دنس اليهود وتلحق الهزيمة تلو الهزيمة بالصهاينة، وبعد أن دخلت الجيوش العربية إلى ساحة المعركة تفوح منهم رائحة الخيانة على جبهات القتال،
ويبعد المجاهدون الحقيقيون عن ميدان القتال إلى السجون والمعتقلات وتُحل الجماعة ويُترك الإمام الشهيد وحيدًا لم يُعتقل مع إخوانه ورفاقه، ولكن كيف يعيش وقد انفصل عنه بعض كيانه حتى إنه ذهب وطلب أن يُعتقل مع إخوانه، ولكن المكيدة كانت مُدبَّرة ليُغتال؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنَّ موته يعني القضاء على هذه الدعوة وإطفاء النور الذي أضاءه والذي سار عليه السائرون.
وفي ليلة كما أجمعت قريش على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة أجمعوا أمرهم على قتل الإمام وعهد بالتنفيذ إلى حكمدار كان يعمل بمحافظة سوهاج هو ومجموعة من المخبرين السريين، ونفذت في أكبر شوارع القاهرة ازدحامًا (شارع رمسيس حاليًا)، فأُطلق النار على الإمام على سلم جمعية الشبان المسلمين
ولكن الإمام يتحامل على نفسه ويطلب الإسعاف ويُذهب به إلى مستشفى القصر العيني، وهناك تتم بقية فصول المؤامرة فيترك دون رعاية أو علاج، تنزف دماؤه حتى تصعد إلى بارئها، ويُذهب به بليلٍ إلى والده الشيخ الهرم الكبير، ويمنع الناس من الذهاب إليه، فيقوم والده بتغسيل ابنه وتكفينه وتخرج الجنازة تحملها النساء إلى مثواها الأخير.

دماء الشهيد تروي شجرة الإخوان على مر العصور

وظن أولئك أنهم بهذا الصنيع قد اقتلعوا الشجرة التي غرسها الإمام في هذه الأمة.. ولكن الله خيَّب أملهم، فإن النفوس التي أُشربت الإيمان يستحيل ان تتخلى عن إيمانها وأن القلوب التي تلاقت وتآخت على الإسلام يستحيل ان ترتد عن إيمانها، والجموع التي رباها الإمام على مائدة القران ما تزال صامدة ويخرج الإخوان من سجون الظالمين
وكان الناس يظنون ان هذه الدعوة قد قضى عليها بالقضاء على داعيها المؤسس وتطيش السهام، فهى دعوة الله ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره﴾ هذا الإمام الذي ربى أتباعه وعلمهم دروس الإيمان والفداء والتضحية قد أثمر غرسه وآتى أكله، فلم تمض سنوات حتى كان استشهاد الإمام زاد على الطريق يتزود به الدعاة، فدماؤه تروي شجرة الإخوان، فالإمام جاد بنفسه في سبيل دعوته وعقيدته فشمر أتباعه عن السواعد وأكملوا مسيرته بعد أن أودعوا عند الله وديعة غالية وطلبوا منه المغفرة.

تجديد البيعة

فى ذكرى استشهادك إمامنا نجدد البيعة لله بأننا على الدرب سائرون وفي سبيل إعلاء كلمة الحق والدين مضحون ونردد ما ربيتنا عليه: الله غايتنا، الرسول زعيمنا، القران دستورنا، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا، لا اله إلا اله الله...عليها نموت وعليها نحى وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله.

وفاته

توفي الشيخ عبدالحليم سليمان يوم 6/ 6/ 2009م بعد فترة بسيطة من جلاء القوات الصهيونية عن غزة بعدما شارك إخوانه التنديد بما قاموا نحو غزة وبعد أن أدَّى صلاة الفجر في مسجد الصحابة القريب من منزله، وحرص على حضور جلسة القرآن اليومية التي اعتاد أن يواظب عليها منذ فترةٍ طويلة، ثم وافته المنية بعد عودته إلى منزله.
وقد نعاه فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين آنذاك، حيث شيَّعت الجنازة من مسجد الصحابة بسوهاج بعد صلاة العصر من نفس يوم الوفاة.

ألبوم صوره

ألبوم صور الشيخ عبد الحليم سليمان


إضغط علي الصورة لتظهر بحجمها الكامل
 

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-واجتماع-الادارة

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-مع-مدير-المدرسة

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-مع-المدرسين

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-مع-ابنته-أسماء

عبد الحليم سليمان

شهادة-نجاح-الأزهرية-عبد-الحليم-سليمان

عبد الحليم سليمان

شهادة-الابتدائي-للعبد-الحليم-سليمان

عبد الحليم سليمان

شهادة-الأزهرية-لعبد-الحليم-سليمان

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-متحدثا-في-حفل-التفوق

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-متحدثا-عن-التفوق

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-متحدثا

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-في-حفل-توزيع-شهادات-التفوق-على-الطلبة

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-في-حفل-المتفوقين

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-في-المدرسة

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-في-الحفل

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-في-الثانوية-الأزهرية

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-في-إحدى-الحفلات

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-شابا

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-في-أحد-الحفلات

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-بالمدرسة

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-أواخر-حياته

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-اجتماع-الادارة

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-05

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-06

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-04

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-02

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-03

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان-01

عبد الحليم سليمان

عبدالحليم-سليمان-01

عبد الحليم سليمان

عبد-الحليم-سليمان

عبد الحليم سليمان

جبل-سجن-مزرعة-طرة-في-عهد-الثورة

عبد الحليم سليمان

شهادة-الابتدائي-لعبد-الحليم-سليمان

عبد الحليم سليمان

الشيخ-عبد-الحليم-في-حضور-مناقشة-رسالة