الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الرحيم محمود»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٨ مراجعات متوسطة بواسطة ٤ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
{{مقالة غير مراجعة أعلام}}
'''<center><font color="blue"><font size=5>الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود (أبو الطيب)


'''الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود (أبو الطيب)'''
(1332 ـ 1368هـ [[1913]] ـ [[1948]]م)</font></font></center>'''
 
 
[[ملف:الشاعر-الشهيد-عبدالرحيم-محمود.gif|تصغير]]
(1332 ـ 1368هـ = 1913 ـ 1948م)




== أحاديث ذات شجون ==
== أحاديث ذات شجون ==


في 1406هـ  1986م، كنت في زيارة لدار [[الإخوان المسلمين]] في عمّان، والتقيت الأخ الدكتور محمد أبو فارس، ودارت أحاديث ذات شجون عن أوضاع المسلمين في العالم، وبخاصة في [[فلسطين]]، وكيف أن المخلصين من أبناء [[فلسطين]] بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنها، والتصدي للإنجليز واليهود على حد سواء، وأنهم كانوا مدركين لمخططات الأعداء في وقت مبكر وبخاصة بعد المؤتمر الصهيوني بسويسرا سنة 1897م برئاسة هرتزل؛ وصدور وعد بلفور سنة 1917م الذي جاء فيه: «.. إن حكومة ملك بريطانيا تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تبذل أقصى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية».
[[ملف:الشاعر-الشهيد-عبدالرحيم-محمود.gif|تصغير|<center>[[عبد الرحيم محمود|الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود]] (أبو الطيب)</center>]]


وفي سنة 1920م وُضعت [[فلسطين]] تحت الانتداب البريطاني لتحقيق هذا الهدف، وعيّن أول رئيس لحكومة الانتداب اليهودي الصهيوني (هربرت صموئيل). وقادة العرب كانوا في شغل عن فلسطين وأهلها.
في 1406هـ [[1986]]م، كنت في زيارة لدار [[الإخوان المسلمين]] في عمّان، والتقيت الأخ الدكتور [[محمد أبو فارس]]، ودارت أحاديث ذات شجون عن أوضاع المسلمين في العالم، وبخاصة في [[فلسطين]]، وكيف أن المخلصين من أبناء [[فلسطين]] بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنها، والتصدي [[الإنجليز|للإنجليز]] و[[اليهود]] على حد سواء، وأنهم كانوا مدركين لمخططات الأعداء في وقت مبكر وبخاصة بعد المؤتمر الصهيوني بسويسرا سنة 1897م برئاسة هرتزل؛ وصدور وعد بلفور سنة [[1917]]م الذي جاء فيه: '''«.. إن حكومة ملك بريطانيا تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في [[فلسطين]]، وسوف تبذل أقصى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية»'''.


وفيما نحن نتحدث عن المجاهدين من أهل [[فلسطين]] جرّنا الحديث إلى ذكر الشاعر المجاهد عبد الرحيم محمود، الذي كنت أحد تلامذته في المرحلة الابتدائية بمدرسة المقام بالبصرة، حيث كان مدرساً فيها آنذاك عام 1940م، فقال لي د. أبو فارس: إن الشاعر عبد الرحيم محمود كان ذا وعي شديد، وبصر ثاقب بالقضية الفلسطينية، وأنشد بيتين من قصيدة ألقاها أمام الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود (الملك فيما بعد) الذي كان يزور فلسطين والقدس عام 1935م جاء فيها:
وفي سنة [[1920]]م وُضعت [[فلسطين]] تحت الانتداب البريطاني لتحقيق هذا الهدف، وعيّن أول رئيس لحكومة الانتداب اليهودي الصهيوني '''(هربرت صموئيل)'''. وقادة العرب كانوا في شغل عن [[فلسطين]] وأهلها.


يا ذا الأمير أمام عينك شاعر
وفيما نحن نتحدث عن المجاهدين من أهل [[فلسطين]] جرّنا الحديث إلى ذكر الشاعر المجاهد عبد الرحيم محمود، الذي كنت أحد تلامذته في المرحلة الابتدائية بمدرسة المقام بالبصرة، حيث كان مدرساً فيها آنذاك عام [[1940]]م، فقال لي د. أبو فارس: إن الشاعر عبد الرحيم محمود كان ذا وعي شديد، وبصر ثاقب بالقضية الفلسطينية، وأنشد بيتين من قصيدة ألقاها أمام الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود '''(الملك فيما بعد)''' الذي كان يزور [[فلسطين]] والقدس عام [[1935]]م جاء فيها:


ضمت على الشكوى المريرة أضلعه
'''<center>يا ذا الأمير أمام عينك شاعر
::::ضمت على الشكوى المريرة أضلعه


المسجد الأقصى أجئتَ تزوره
المسجد الأقصى أجئتَ تزوره
::::أم جئت من قبل الضياع تودّعه</center>'''


أم جئت من قبل الضياع تودّعه
== مولده ونشأته وسيرته ==


وُلد شاعرنا الشهيد في بلدة '''«عنبتا»''' بقضاء طولكرم ب[[فلسطين]] عام [[1913]]م، وبعد حصوله على الثانوية عمل مدرساً بمدرسة النجاح بنابلس، ثم انخرط في كتائب الثورة الفلسطينية الكبرى عام [[1936]]م تحت قيادة البطل عبد الرحيم الحاج محمد الذي قاوم [[الإنجليز]] و[[اليهود]] حتى لقي ربه شهيداً عام [[1939]]م؛


== مولده ونشأته وسيرته ==
فلاحقت القوات البريطانية رجاله فخرج عبد الرحيم محمود إلى [[العراق]] حيث عمل في مدرسة المقام بالبصرة، وكنت من طلاب الصف الرابع الابتدائي فيها في ذلك الوقت، مع [[مالك المنديل]]، و[[محمد الشعيبي]] و[[عبد العزيز الذكير]] وغيرهم؛


وُلد شاعرنا الشهيد في بلدة «عنبتا» بقضاء طولكرم بفلسطين عام 1913م، وبعد حصوله على الثانوية عمل مدرساً بمدرسة النجاح بنابلس، ثم انخرط في كتائب الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م تحت قيادة البطل عبد الرحيم الحاج محمد الذي قاوم الإنجليز واليهود حتى لقي ربه شهيداً عام 1939م، فلاحقت القوات البريطانية رجاله فخرج عبد الرحيم محمود إلى العراق حيث عمل في مدرسة المقام بالبصرة، وكنت من طلاب الصف الرابع الابتدائي فيها في ذلك الوقت، مع مالك المنديل، ومحمد الشعيبي وعبد العزيز الذكير وغيرهم، وباعتباره المدرس المشرف على نظام الطابور الصباحي، فقد كان يقدّم الطلاب لإلقاء الخطب والقصائد الحماسية من نظمه أو نظم غيره، وكلها تحثّ على الثورة على الاستعمار البريطاني، وتحرير أوطان العروبة والإسلام من سيطرة النفوذ الأجنبي، وكان يكره الإنجليز واليهود كرهاً شديداً، فلا تخلو قصائده وكلماته، ودروسه العربية وأمثلته النحوية، من غمزهم والسخرية منهم وإيغار القلوب ضدّهم، وكثيراً ما كان يقدّمني في طابور الصباح لإلقاء كلمة أو إنشاد قصيدة، وكنت أستعين بابن عمي سعود عبد العزيز العقيل الذي كان يقرض الشعر وهو طالب في المرحلة الثانوية، فألقي بعض قصائده بطابور الصباح ومنها:
وباعتباره المدرس المشرف على نظام الطابور الصباحي، فقد كان يقدّم الطلاب لإلقاء الخطب والقصائد الحماسية من نظمه أو نظم غيره، وكلها تحثّ على الثورة على الاستعمار البريطاني، وتحرير أوطان العروبة و[[الإسلام]] من سيطرة النفوذ الأجنبي، وكان يكره [[الإنجليز]] و[[اليهود]] كرهاً شديداً؛


نحن الرفيعون عند الله منزلة
فلا تخلو قصائده وكلماته، ودروسه العربية وأمثلته النحوية، من غمزهم والسخرية منهم وإيغار القلوب ضدّهم، وكثيراً ما كان يقدّمني في طابور الصباح لإلقاء كلمة أو إنشاد قصيدة، وكنت أستعين بابن عمي سعود عبد العزيز العقيل الذي كان يقرض الشعر وهو طالب في المرحلة الثانوية، فألقي بعض قصائده بطابور الصباح ومنها:


'''<center>نحن الرفيعون عند الله منزلة
في كل يوم لنا نصر به ظفر
في كل يوم لنا نصر به ظفر


لسنا نذل إذا أعداؤنا اعتصبت
لسنا نذل إذا أعداؤنا اعتصبت
ولا نهاب إذا أعداؤنا كثروا
ولا نهاب إذا أعداؤنا كثروا


بل سيفنا لاعب فيهم كما لعبت
بل سيفنا لاعب فيهم كما لعبت
أيدي السباع بسرب كله بقر
أيدي السباع بسرب كله بقر


والإنكليز وحوش البر ضاربة
والإنكليز وحوش البر ضاربة
لكنما العرب أهل الحلم إن قدروا</center>'''


لكنما العرب أهل الحلم إن قدروا
فيعجب بها الشاعر عبد الرحيم محمود، ويطلب إعادتها لإثارة حماسة الطلبة، ويضيف عليها من شعره ما يلهب المشاعر ويؤجج النفوس لبغض [[الإنجليز]] و[[اليهود]].


فيعجب بها الشاعر عبد الرحيم محمود، ويطلب إعادتها لإثارة حماسة الطلبة، ويضيف عليها من شعره ما يلهب المشاعر ويؤجج النفوس لبغض الإنكليز واليهود.
يقول د. [[جابر قميحة]] عن الشاعر عبد الرحيم محمود: '''"عرفته شعراً قبل أن أعرفه شاعراً، فكنا نحن في الابتدائية نتغنى بتلك الكلمات الرنانة القارعة"''':


يقول د. جابر قميحة عن الشاعر عبد الرحيم محمود: «عرفته شعراً قبل أن أعرفه شاعراً، فكنا نحن في الابتدائية نتغنى بتلك الكلمات الرنانة القارعة:
'''<center>سأحمل روحي على راحتي
 
::::وألقي بها في مهاوي الردى
سأحمل روحي على راحتي
 
وألقي بها في مهاوي الردى


فإما حياة تسر الصديق
فإما حياة تسر الصديق
 
::::وإما ممات يغيظ العدا
وإما ممات يغيظ العدا


ونفس الشريف لها غايتان
ونفس الشريف لها غايتان
 
::::ورود المنايا ونيل المنى
ورود المنايا ونيل المنى


وما لعيش لا عشت إن لم أكن
وما لعيش لا عشت إن لم أكن
 
::::مهوب الجناب حرام الحمى
مهوب الجناب حرام الحمى


لعمرك إني أرى مصرعي
لعمرك إني أرى مصرعي
 
::::ولكن أغز إليه الخطى
ولكن أغز إليه الخطى


أرى مقتلي دون حقي السليب
أرى مقتلي دون حقي السليب
 
::::ودون بلادي هو المبتغى
ودون بلادي هو المبتغى


لعمرك هذا ممات الرجال
لعمرك هذا ممات الرجال
::::فمن لام موتًا شريفًا فذا</center>'''


فمن لام موتًا شريفًا فذا
وكنت أتساءل: كيف '''(ممات)''' يغيظ العدا؟ ثم تمر الأيام وأكتشف المعنى الخالد في مثل هذا '''(الممات)''' الذي يغيظ الأعداء ويسوؤهم ويزلزل أركانهم، ويقوض بنيانهم» انتهى.
 
وكنت أتساءل: كيف (ممات) يغيظ العدا؟ ثم تمر الأيام وأكتشف المعنى الخالد في مثل هذا (الممات) الذي يغيظ الأعداء ويسوؤهم ويزلزل أركانهم، ويقوض بنيانهم» انتهى.
 
وللشاعر المجاهد عبد الرحيم محمود ديوان شعر طبع بعد استشهاده بإشراف د. كامل السوافيري عدة طبعات سرعان ما نفد من الأسواق لإقبال الناس عليها، ومن شعره قصيدة يقول فيها:


الحق ليس براجع
وللشاعر المجاهد عبد الرحيم محمود ديوان شعر طبع بعد استشهاده بإشراف د. [[كامل السوافيري]] عدة طبعات سرعان ما نفد من الأسواق لإقبال الناس عليها، ومن شعره قصيدة يقول فيها:


'''<center>الحق ليس براجع
لذويه إلا بالحرابْ
لذويه إلا بالحرابْ


والصرخة النكراء تجـ
::::والصرخة النكراء تجـ
 
ـدي لا التلطّف والعتابْ
ـدي لا التلطّف والعتابْ


سطر ٩٢: سطر ٨١:


وأقم على الأشلاء صرحك إنما
وأقم على الأشلاء صرحك إنما
 
::::من فوقه تبنى العلا وتقامُ
من فوقه تبنى العلا وتقامُ


واغصب حقوقك قط لا تستجدها
واغصب حقوقك قط لا تستجدها
::::إن الألى سلبوا الحقوق لئامُ</center>'''


إن الألى سلبوا الحقوق لئامُ
== جهاده في [[العراق]] و[[فلسطين]] ==


 
وحين أَعلنت ثورة رشيد عالي الكيلاني الحرب على [[الإنجليز]] في [[العراق]] عام [[1941]]م، غادر أستاذنا عبد الرحيم محمود المدرسة وانضم إلى صفوف العراقيين الثائرين ضد [[الإنجليز]] الذين سلّموا [[فلسطين]] لليهود، فلما فشلت الثورة عاد إلى وطنه [[فلسطين]] مدرساً بمدرسة النجاح مرة أخرى.
== جهاده في العراق و[[فلسطين]] ==
 
وحين أَعلنت ثورة رشيد عالي الكيلاني الحرب على الإنجليز في العراق عام 1941م، غادر أستاذنا عبد الرحيم محمود المدرسة وانضم إلى صفوف العراقيين الثائرين ضد الإنجليز الذين سلّموا فلسطين لليهود، فلما فشلت الثورة عاد إلى وطنه فلسطين مدرساً بمدرسة النجاح مرة أخرى.


ولقد ترك غيابه عن مدرستنا فراغاً كبيراً جداً، وتأثر الطلاب على فراقه غاية التأثر، فقد كان محبوباً من الطلاب والأساتذة لصراحته وصدقه وإخلاصه وتدينه وصلاحه وتقواه وشجاعته وغيرته ومروءته.
ولقد ترك غيابه عن مدرستنا فراغاً كبيراً جداً، وتأثر الطلاب على فراقه غاية التأثر، فقد كان محبوباً من الطلاب والأساتذة لصراحته وصدقه وإخلاصه وتدينه وصلاحه وتقواه وشجاعته وغيرته ومروءته.


وبعد قرار تقسيم [[فلسطين]] سنة 1947م واندلاع الجهاد مجدداً في فلسطين سنة 1948م ترك أستاذنا مدرسة النجاح وانضم إلى ركب المجاهدين، وتولى قيادة سرية من سرايا فوج حطين، ودخل في معارك مع القوات الغازية، وبخاصة في منطقة بني عامر.
وبعد قرار تقسيم [[فلسطين]] سنة [[1947]]م واندلاع [[الجهاد]] مجدداً في [[فلسطين]] سنة [[1948]]م ترك أستاذنا مدرسة النجاح وانضم إلى ركب المجاهدين، وتولى قيادة سرية من سرايا فوج حطين، ودخل في معارك مع القوات الغازية، وبخاصة في منطقة بني عامر.
 


== استشهاده ==
== استشهاده ==


 
وفي '''«معركة الشجرة»''' يوم 13/7/[[1948]]م وهي آخر معركة يخوضها البطل المجاهد أصابته شظية من شظايا القنابل اليهودية في عنقه فخر صريعاً مضرجاً بدمه، ولم يمكن إسعافه لتدحرج السيارة التي تحمله أسفل الوادي، فنال الشهادة ولم يبلغ من العمر سوى خمسة وثلاثين عاماً.
وفي «معركة الشجرة» يوم 13/7/1948م ـ وهي آخر معركة يخوضها البطل المجاهد ـ أصابته شظية من شظايا القنابل اليهودية في عنقه فخر صريعاً مضرجاً بدمه، ولم يمكن إسعافه لتدحرج السيارة التي تحمله أسفل الوادي، فنال الشهادة ولم يبلغ من العمر سوى خمسة وثلاثين عاماً.


لقد ترك أستاذنا القائد الشهيد عبد الرحيم محمود تاريخاً مسطراً بالدماء، وشعراً يفيض بالحماسة، وسيرة عطرة مليئة بالوفاء والإخلاص لأرض الإسراء والمعراج، الأرض المباركة المقدسة التي دنستها أقدام يهود إخوان القردة والخنازير.
لقد ترك أستاذنا القائد الشهيد عبد الرحيم محمود تاريخاً مسطراً بالدماء، وشعراً يفيض بالحماسة، وسيرة عطرة مليئة بالوفاء والإخلاص لأرض الإسراء والمعراج، الأرض المباركة المقدسة التي دنستها أقدام يهود إخوان القردة والخنازير.


== نماذج من شعره ==
== نماذج من شعره ==
سطر ١٢١: سطر ١٠٤:
'''ولنستمع إليه وهو يقول:'''
'''ولنستمع إليه وهو يقول:'''


كشِّري ما شئت يا سود الليالي
'''<center>كشِّري ما شئت يا سود الليالي
 
::::فأبو الطيب لا يخشى العوالي
فأبو الطيب لا يخشى العوالي


إن تقاعستُ عن الحرب فإني
إن تقاعستُ عن الحرب فإني
 
::::مجرم يقعد عن شأو المعالي
مجرم يقعد عن شأو المعالي


غايتي ألقى المنايا عاجلاً
غايتي ألقى المنايا عاجلاً
 
::::في مجال العلم أو ساح النضالِ
في مجال العلم أو ساح النضالِ


فابسمي يا أم عبد إنه
فابسمي يا أم عبد إنه
::::زف للحور وولى وهو عالي


زف للحور وولى وهو عالي
ويقول في أخرى:
 
 
'''ويقول في أخرى:'''


وما العيش لا عشت إن لم أكن
وما العيش لا عشت إن لم أكن
 
::::مخوف الجناب حرام الحمى
مخوف الجناب حرام الحمى


إذا قلت أصغى لي العالمون
إذا قلت أصغى لي العالمون
 
::::ودوى مقالي بين الورى
ودوى مقالي بين الورى


ونفس الأبي لها غايتان
ونفس الأبي لها غايتان
 
::::ورود المنايا ونيل المنى
ورود المنايا ونيل المنى


لعمرك إني أرى مصرعي
لعمرك إني أرى مصرعي
 
::::ولكن أغذُّ إليه الخطا
ولكن أغذُّ إليه الخطا


أرى مقتلي دون حقي السليب
أرى مقتلي دون حقي السليب
::::ودون بلادي هو المبتغى</center>'''


ودون بلادي هو المبتغى
'''ويقول محذراً شعبه من تقليد الأمور لذوي النفوس الضعيفة:'''


ويقول محذراً شعبه من تقليد الأمور لذوي النفوس الضعيفة:
'''<center>يا شعبُ يا مسكينُ لم
 
::::تُنكَب بنكبتكَ الشعوبْ
يا شعبُ يا مسكينُ لم
 
تُنكَب بنكبتكَ الشعوبْ


قلّدت أمركَ من بهم
قلّدت أمركَ من بهم
 
::::لا يرجِعُ الحق الغصيبْ
لا يرجِعُ الحق الغصيبْ


لهفي عليك ألا ترى
لهفي عليك ألا ترى
::::يا شعب حولكَ ما يريبْ؟</center>'''


يا شعب حولكَ ما يريبْ؟
== كتبوا عنه==


وقد كُتبت عنه أطروحة جامعية بعنوان '''«الشاعر عبد الرحيم محمود»''' كتبها [[نافع عبدالله]] سنة [[1979]]م. كما كَتبَ عنه وليد صادق جرار كتاباً بعنوان '''(شاعران من جبل النار)''' سنة [[1985]]م.


== كتبوا عنه==
وكتب عنه رشيد جبر الأسعد '''(الشاعر عبد الرحيم محمود بطل معركة الشجرة)''' سنة [[1985]]م وكتب عنه د. [[جابر قميحة]] '''(الشاعر عبد الرحيم محمود)''' وكتب عنه حسني جرار في '''(أدباء من جبل النار)''' وغيرهم كثير من الكتَّاب والأدباء والدارسين الذين يعرفون قدره وجهاده.
 
وقد كُتبت عنه أطروحة جامعية بعنوان «الشاعر عبد الرحيم محمود» كتبها نافع عبدالله سنة 1979م. كما كَتبَ عنه وليد صادق جرار كتاباً بعنوان (شاعران من جبل النار) سنة 1985م. وكتب عنه رشيد جبر الأسعد (الشاعر عبد الرحيم محمود بطل معركة الشجرة) سنة 1985م وكتب عنه د. جابر قميحة (الشاعر عبد الرحيم محمود) وكتب عنه حسني جرار في (أدباء من جبل النار) وغيرهم كثير من الكتَّاب والأدباء والدارسين الذين يعرفون قدره وجهاده.


هذا هو شاعرنا ومعلمنا القائد المجاهد والبطل الشهيد عبد الرحيم محمود، المثل الحيّ للشعب الفلسطيني الصابر وتلك بعض مواقفه: عزة نفس، واستعلاء على الزخارف، وإيمان قوي، وشجاعة نادرة، وإقدام جسور، لا يعرف المساومة، ولا يخضع للطغيان، ولا يستجيب للمغريات، ولا يبيع نفسه لقوى الشرق أو الغرب، ولا يستسلم للضغوط ولا تخدعه مواثيق اليهود ولا عهودهم، لأنهم هم المفسدون في الأرض، وقتلة الأنبياء، وكل من والاهم أو عاهدهم، هو منهم وعبد من عبيدهم.
هذا هو شاعرنا ومعلمنا القائد المجاهد والبطل الشهيد عبد الرحيم محمود، المثل الحيّ للشعب الفلسطيني الصابر وتلك بعض مواقفه: عزة نفس، واستعلاء على الزخارف، وإيمان قوي، وشجاعة نادرة، وإقدام جسور، لا يعرف المساومة، ولا يخضع للطغيان، ولا يستجيب للمغريات، ولا يبيع نفسه لقوى الشرق أو الغرب، ولا يستسلم للضغوط ولا تخدعه مواثيق اليهود ولا عهودهم، لأنهم هم المفسدون في الأرض، وقتلة الأنبياء، وكل من والاهم أو عاهدهم، هو منهم وعبد من عبيدهم.


إن الذين باعوا نفوسهم بثمن بخس لليهود، وفرَّطوا في الأرض والعرض وولغوا بدماء الأبطال من شباب فلسطين، وشايعوا اليهود في حرب المجاهدين، لن يرحمهم التاريخ، ولن تسكت عنهم الشعوب، وسيأتي القصاص منهم على أيدي حفدة الأبطال المجاهدين، أمثال عز الدين القسام، وعبد الرحيم حاج محمد، وعبد القادر الحسيني، وعبد الرحيم محمود وإخوانهم الشهداء الأبرار: {ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً»} [الإسراء:51].
إن الذين باعوا نفوسهم بثمن بخس لليهود، وفرَّطوا في الأرض والعرض وولغوا بدماء الأبطال من شباب [[فلسطين]]، وشايعوا [[اليهود]] في حرب المجاهدين، لن يرحمهم التاريخ، ولن تسكت عنهم الشعوب، وسيأتي القصاص منهم على أيدي حفدة الأبطال المجاهدين، أمثال [[عز الدين القسام]]، و[[عبد الرحيم حاج محمد]]، و[[عبد القادر الحسيني]]، وعبد الرحيم محمود وإخوانهم الشهداء الأبرار: '''{ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً}''' (الإسراء:51).


فهل يذكر الطيب عبد الرحيم سيرة أبيه البطل ويسير على دربه؟ وهل يذكر فيصل عبد القادر الحسيني سيرة أبيه البطل ويسير على نهجه(1)؟ وهل يعود الحق إلى نصابه، ويكون ورثة هؤلاء الأسود رجالاً يجددون سيرة الآباء الصناديد والأبطال المغاوير، والشهداء المؤمنين، الذين رووا بدمائهم ثرى الأرض المباركة ودافعوا عن الأقصى، قِبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي تشدّ إليها الرحال.
فهل يذكر الطيب عبد الرحيم سيرة أبيه البطل ويسير على دربه؟ وهل يذكر فيصل عبد القادر الحسيني سيرة أبيه البطل ويسير على نهجه(1)؟ وهل يعود الحق إلى نصابه، ويكون ورثة هؤلاء الأسود رجالاً يجددون سيرة الآباء الصناديد والأبطال المغاوير، والشهداء المؤمنين، الذين رووا بدمائهم ثرى الأرض المباركة ودافعوا عن الأقصى، قِبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي تشدّ إليها الرحال.


أملنا بالله جدُّ كبير في الجيل الجديد من أبناء فلسطين الذين آمنوا بأن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة وأن المسلمين هم ورثة الأرض وأن لا بقاء لليهود والصليبيين وأعوانهم في ديار المسلمين إذا نحن صدقنا مع الله وأخلصنا النّية له وأخذنا بالأسباب فالنصر آت بإذن الله والله غالب على أمره.
أملنا بالله جدُّ كبير في الجيل الجديد من أبناء فلسطين الذين آمنوا بأن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة وأن المسلمين هم ورثة الأرض وأن لا بقاء لليهود والصليبيين وأعوانهم في ديار المسلمين إذا نحن صدقنا مع الله وأخلصنا النّية له وأخذنا بالأسباب فالنصر آت بإذن الله والله غالب على أمره.


[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أعلام من فلسطين]]
[[تصنيف:أعلام من فلسطين]]
[[تصنيف:المقالة الجيدة]]
[[تصنيف:مقالة جيدة أعلام]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٤١، ٢١ أكتوبر ٢٠١٢

الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود (أبو الطيب) (1332 ـ 1368هـ 1913 ـ 1948م)


أحاديث ذات شجون

في 1406هـ 1986م، كنت في زيارة لدار الإخوان المسلمين في عمّان، والتقيت الأخ الدكتور محمد أبو فارس، ودارت أحاديث ذات شجون عن أوضاع المسلمين في العالم، وبخاصة في فلسطين، وكيف أن المخلصين من أبناء فلسطين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنها، والتصدي للإنجليز واليهود على حد سواء، وأنهم كانوا مدركين لمخططات الأعداء في وقت مبكر وبخاصة بعد المؤتمر الصهيوني بسويسرا سنة 1897م برئاسة هرتزل؛ وصدور وعد بلفور سنة 1917م الذي جاء فيه: «.. إن حكومة ملك بريطانيا تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تبذل أقصى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية».

وفي سنة 1920م وُضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني لتحقيق هذا الهدف، وعيّن أول رئيس لحكومة الانتداب اليهودي الصهيوني (هربرت صموئيل). وقادة العرب كانوا في شغل عن فلسطين وأهلها.

وفيما نحن نتحدث عن المجاهدين من أهل فلسطين جرّنا الحديث إلى ذكر الشاعر المجاهد عبد الرحيم محمود، الذي كنت أحد تلامذته في المرحلة الابتدائية بمدرسة المقام بالبصرة، حيث كان مدرساً فيها آنذاك عام 1940م، فقال لي د. أبو فارس: إن الشاعر عبد الرحيم محمود كان ذا وعي شديد، وبصر ثاقب بالقضية الفلسطينية، وأنشد بيتين من قصيدة ألقاها أمام الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود (الملك فيما بعد) الذي كان يزور فلسطين والقدس عام 1935م جاء فيها:

يا ذا الأمير أمام عينك شاعر
ضمت على الشكوى المريرة أضلعه

المسجد الأقصى أجئتَ تزوره

أم جئت من قبل الضياع تودّعه


مولده ونشأته وسيرته

وُلد شاعرنا الشهيد في بلدة «عنبتا» بقضاء طولكرم بفلسطين عام 1913م، وبعد حصوله على الثانوية عمل مدرساً بمدرسة النجاح بنابلس، ثم انخرط في كتائب الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م تحت قيادة البطل عبد الرحيم الحاج محمد الذي قاوم الإنجليز واليهود حتى لقي ربه شهيداً عام 1939م؛

فلاحقت القوات البريطانية رجاله فخرج عبد الرحيم محمود إلى العراق حيث عمل في مدرسة المقام بالبصرة، وكنت من طلاب الصف الرابع الابتدائي فيها في ذلك الوقت، مع مالك المنديل، ومحمد الشعيبي وعبد العزيز الذكير وغيرهم؛

وباعتباره المدرس المشرف على نظام الطابور الصباحي، فقد كان يقدّم الطلاب لإلقاء الخطب والقصائد الحماسية من نظمه أو نظم غيره، وكلها تحثّ على الثورة على الاستعمار البريطاني، وتحرير أوطان العروبة والإسلام من سيطرة النفوذ الأجنبي، وكان يكره الإنجليز واليهود كرهاً شديداً؛

فلا تخلو قصائده وكلماته، ودروسه العربية وأمثلته النحوية، من غمزهم والسخرية منهم وإيغار القلوب ضدّهم، وكثيراً ما كان يقدّمني في طابور الصباح لإلقاء كلمة أو إنشاد قصيدة، وكنت أستعين بابن عمي سعود عبد العزيز العقيل الذي كان يقرض الشعر وهو طالب في المرحلة الثانوية، فألقي بعض قصائده بطابور الصباح ومنها:

نحن الرفيعون عند الله منزلة

في كل يوم لنا نصر به ظفر

لسنا نذل إذا أعداؤنا اعتصبت ولا نهاب إذا أعداؤنا كثروا

بل سيفنا لاعب فيهم كما لعبت أيدي السباع بسرب كله بقر

والإنكليز وحوش البر ضاربة

لكنما العرب أهل الحلم إن قدروا

فيعجب بها الشاعر عبد الرحيم محمود، ويطلب إعادتها لإثارة حماسة الطلبة، ويضيف عليها من شعره ما يلهب المشاعر ويؤجج النفوس لبغض الإنجليز واليهود.

يقول د. جابر قميحة عن الشاعر عبد الرحيم محمود: "عرفته شعراً قبل أن أعرفه شاعراً، فكنا نحن في الابتدائية نتغنى بتلك الكلمات الرنانة القارعة":

سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق

وإما ممات يغيظ العدا

ونفس الشريف لها غايتان

ورود المنايا ونيل المنى

وما لعيش لا عشت إن لم أكن

مهوب الجناب حرام الحمى

لعمرك إني أرى مصرعي

ولكن أغز إليه الخطى

أرى مقتلي دون حقي السليب

ودون بلادي هو المبتغى

لعمرك هذا ممات الرجال

فمن لام موتًا شريفًا فذا

وكنت أتساءل: كيف (ممات) يغيظ العدا؟ ثم تمر الأيام وأكتشف المعنى الخالد في مثل هذا (الممات) الذي يغيظ الأعداء ويسوؤهم ويزلزل أركانهم، ويقوض بنيانهم» انتهى.

وللشاعر المجاهد عبد الرحيم محمود ديوان شعر طبع بعد استشهاده بإشراف د. كامل السوافيري عدة طبعات سرعان ما نفد من الأسواق لإقبال الناس عليها، ومن شعره قصيدة يقول فيها:

الحق ليس براجع

لذويه إلا بالحرابْ

والصرخة النكراء تجـ

ـدي لا التلطّف والعتابْ

ويقول في أخرى:

وأقم على الأشلاء صرحك إنما

من فوقه تبنى العلا وتقامُ

واغصب حقوقك قط لا تستجدها

إن الألى سلبوا الحقوق لئامُ

جهاده في العراق وفلسطين

وحين أَعلنت ثورة رشيد عالي الكيلاني الحرب على الإنجليز في العراق عام 1941م، غادر أستاذنا عبد الرحيم محمود المدرسة وانضم إلى صفوف العراقيين الثائرين ضد الإنجليز الذين سلّموا فلسطين لليهود، فلما فشلت الثورة عاد إلى وطنه فلسطين مدرساً بمدرسة النجاح مرة أخرى.

ولقد ترك غيابه عن مدرستنا فراغاً كبيراً جداً، وتأثر الطلاب على فراقه غاية التأثر، فقد كان محبوباً من الطلاب والأساتذة لصراحته وصدقه وإخلاصه وتدينه وصلاحه وتقواه وشجاعته وغيرته ومروءته.

وبعد قرار تقسيم فلسطين سنة 1947م واندلاع الجهاد مجدداً في فلسطين سنة 1948م ترك أستاذنا مدرسة النجاح وانضم إلى ركب المجاهدين، وتولى قيادة سرية من سرايا فوج حطين، ودخل في معارك مع القوات الغازية، وبخاصة في منطقة بني عامر.

استشهاده

وفي «معركة الشجرة» يوم 13/7/1948م وهي آخر معركة يخوضها البطل المجاهد أصابته شظية من شظايا القنابل اليهودية في عنقه فخر صريعاً مضرجاً بدمه، ولم يمكن إسعافه لتدحرج السيارة التي تحمله أسفل الوادي، فنال الشهادة ولم يبلغ من العمر سوى خمسة وثلاثين عاماً.

لقد ترك أستاذنا القائد الشهيد عبد الرحيم محمود تاريخاً مسطراً بالدماء، وشعراً يفيض بالحماسة، وسيرة عطرة مليئة بالوفاء والإخلاص لأرض الإسراء والمعراج، الأرض المباركة المقدسة التي دنستها أقدام يهود إخوان القردة والخنازير.

نماذج من شعره

ولنستمع إليه وهو يقول:

كشِّري ما شئت يا سود الليالي
فأبو الطيب لا يخشى العوالي

إن تقاعستُ عن الحرب فإني

مجرم يقعد عن شأو المعالي

غايتي ألقى المنايا عاجلاً

في مجال العلم أو ساح النضالِ

فابسمي يا أم عبد إنه

زف للحور وولى وهو عالي

ويقول في أخرى:

وما العيش لا عشت إن لم أكن

مخوف الجناب حرام الحمى

إذا قلت أصغى لي العالمون

ودوى مقالي بين الورى

ونفس الأبي لها غايتان

ورود المنايا ونيل المنى

لعمرك إني أرى مصرعي

ولكن أغذُّ إليه الخطا

أرى مقتلي دون حقي السليب

ودون بلادي هو المبتغى

ويقول محذراً شعبه من تقليد الأمور لذوي النفوس الضعيفة:

يا شعبُ يا مسكينُ لم
تُنكَب بنكبتكَ الشعوبْ

قلّدت أمركَ من بهم

لا يرجِعُ الحق الغصيبْ

لهفي عليك ألا ترى

يا شعب حولكَ ما يريبْ؟

كتبوا عنه

وقد كُتبت عنه أطروحة جامعية بعنوان «الشاعر عبد الرحيم محمود» كتبها نافع عبدالله سنة 1979م. كما كَتبَ عنه وليد صادق جرار كتاباً بعنوان (شاعران من جبل النار) سنة 1985م.

وكتب عنه رشيد جبر الأسعد (الشاعر عبد الرحيم محمود بطل معركة الشجرة) سنة 1985م وكتب عنه د. جابر قميحة (الشاعر عبد الرحيم محمود) وكتب عنه حسني جرار في (أدباء من جبل النار) وغيرهم كثير من الكتَّاب والأدباء والدارسين الذين يعرفون قدره وجهاده.

هذا هو شاعرنا ومعلمنا القائد المجاهد والبطل الشهيد عبد الرحيم محمود، المثل الحيّ للشعب الفلسطيني الصابر وتلك بعض مواقفه: عزة نفس، واستعلاء على الزخارف، وإيمان قوي، وشجاعة نادرة، وإقدام جسور، لا يعرف المساومة، ولا يخضع للطغيان، ولا يستجيب للمغريات، ولا يبيع نفسه لقوى الشرق أو الغرب، ولا يستسلم للضغوط ولا تخدعه مواثيق اليهود ولا عهودهم، لأنهم هم المفسدون في الأرض، وقتلة الأنبياء، وكل من والاهم أو عاهدهم، هو منهم وعبد من عبيدهم.

إن الذين باعوا نفوسهم بثمن بخس لليهود، وفرَّطوا في الأرض والعرض وولغوا بدماء الأبطال من شباب فلسطين، وشايعوا اليهود في حرب المجاهدين، لن يرحمهم التاريخ، ولن تسكت عنهم الشعوب، وسيأتي القصاص منهم على أيدي حفدة الأبطال المجاهدين، أمثال عز الدين القسام، وعبد الرحيم حاج محمد، وعبد القادر الحسيني، وعبد الرحيم محمود وإخوانهم الشهداء الأبرار: {ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً} (الإسراء:51).

فهل يذكر الطيب عبد الرحيم سيرة أبيه البطل ويسير على دربه؟ وهل يذكر فيصل عبد القادر الحسيني سيرة أبيه البطل ويسير على نهجه(1)؟ وهل يعود الحق إلى نصابه، ويكون ورثة هؤلاء الأسود رجالاً يجددون سيرة الآباء الصناديد والأبطال المغاوير، والشهداء المؤمنين، الذين رووا بدمائهم ثرى الأرض المباركة ودافعوا عن الأقصى، قِبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي تشدّ إليها الرحال.

أملنا بالله جدُّ كبير في الجيل الجديد من أبناء فلسطين الذين آمنوا بأن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة وأن المسلمين هم ورثة الأرض وأن لا بقاء لليهود والصليبيين وأعوانهم في ديار المسلمين إذا نحن صدقنا مع الله وأخلصنا النّية له وأخذنا بالأسباب فالنصر آت بإذن الله والله غالب على أمره.