عبد العزيز البدري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:١٦، ١٩ نوفمبر ٢٠٠٩ بواسطة إخواني (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== في رحاب الذكريات الشيخ العلامة المجاهد الشهيد عبدالعزيز البدري == الحمد لله رب العالمين وال…')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

في رحاب الذكريات الشيخ العلامة المجاهد الشهيد عبدالعزيز البدري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوة الإسلام حتى قيام الساعة. لقد حفلت الدولة الإسلامية بتاريخها الطويل بمآثر جليلة سجلها العلماء في مواقفهم الخالدة والفذة مع الحكام تلك المواقف التي اتسمت بالصدق والجرأة والإخلاص لله ولدينه الحنيف فكانوا نجوما وإضاءة يهتدي بها الحاكم والمحكومون في ظلمات الحياة. قال تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

إن الشيخ الشهيد هو عالم من أعلام الحركة الإسلامية بالعراق الذي وقف بوجه الظلم والاستبداد طيلة تاريخ العراق السياسي المعاصر إلى أن استشهد على يد الزمرة الفاسدة العفلقية في العراق سنة 1969م.

نشاته

ولد عام 1930م ببغداد واستشهد بتاريخ 26/6/1969م.

ومنذ نشأته الأولى درس على يد علماء بغداد وعلى رأسهم الشيخ العلامة أمجد الزهاوي والشيخ محمد فؤاد الالوسي والشيخ عبد القادر الخطيب والشيخ العلامة شاكر البدري رحمهم الله تعالى جميعا.

أماكن وأحداث تشهد له

وفي العهد الملكي عين إمام وخطيب مسجد السور سنة 1949م واستمر إماما وخطيبا في بغداد إلى سنة 1954م وأبعد كإمام وخطيب إلى المسجد الحديد بديالى وهي قرية نائية وحوَّل هذه القرية إلى قرية إسلامية تخرج فيها أئمة وخطباء ودعاة وبعدها أبعد إلى خارج العراق في سنة 1957م وجاء المد الشيوعي الشعوبي في عهد الطاغية عبدالكريم قاسم سنة 1959م بعد أن عاد إلى جامع الحاج أمين في منطقة الكرخ إماما وخطيبا وبعدها وضع تحت الإقامة الجبرية التي فرضت على الشيخ في داره لمدة سنة كاملة من 2/12/1959م لغاية 2/12/1960م وبعد فترة وضع مرة أخرى في الإقامة الجبرية من 7/8/1961م إلى أن أصدر العفو العام عن السياسيين يوم 4/12/1961م وكانت الإقامة الجبرية الأولى مع زميله في الجهاد الأمام الشيخ محمد مهدي الخالصي في الكاظمية وجاء العهد العارفي وكان مدرسا في مدرسة التربية الإسلامية في الكرخ وفي أثر مجابهة أحد طلاب الشيخ في حفل كان يلقي كلمة رئيس الجمهورية عبدالسلام عارف تهجم هذا الطالب على الرئيس حول تحريم الاشتراكية الرشيدة التي ظهرت في ذلك الوقت مما أدى إلى فصل الطالب من المدرسة وإبعاد الشيخ عن التدريس في المدرسة المذكورة وبعد فترة تمت إعادة الشيخ إلى الخطابة ونسب إلى جامع لم يكتمل بناؤه وهو جامع عادلة خاتون وطلب منه إكمال الجامع لكي يخطب فيه وفي الافتتاح يوم الجمعة وكان الشيخ الشهيد واقف على المنبر وهو يخطب دخل عبدالسلام عارف أكمل صلاة السنة قال له الشيخ البدري أسمع يا عبدالسلام أن تقربت من الإسلام باعا تقربنا إليك ذراعا أسمع يا عبدالسلام طبق الإسلام أسمع يا عبدالسلام القومية لا تصلح وبدأ يقرع عبدالسلام أمام المصلين وعند انتهاء الخطبة لم يلتفت إليه الشيخ ثم نهض إليه عبدالسلام وقال يا شيخ أني أشكرك على هذه الجرأة وبعد فترة وفي أثر هذه المجابهة نقل أماما وخطيبا إلى مسجد الخلفاء الذي كان مغلقا سنة 1964م وبقي إلى عام 1966م وبعد ضغوط وتهديد من قبل الشيخ إلى السلطة بانه سوف يخطب في الشارع أمام مسجد الخلفاء مما جعلهم ينسبونه إماما وخطيبا وواعظا في جامع إسكان غربي بغداد بعد أن كان فقط إماما في الجامع المذكور وذلك لمنعه من الخطابة.


واستمرت الأحداث على هذا البلد المظلوم إلى أن جاء يوم النكسة سنة 1967م وبعد الهزيمة قرر الشيخ البدري أن يذهب إلى الجهاد في فلسطين ويلتحق مع جماعة الإمام الشهيد عز الدين القسّام وبدون أن يعلم أحد من أفراد عائلته حول نية سفره ووضع وصية عند المجاهد الدكتور وجيه زين العابدين وأخبره في حالة استشهاده أن يسلم الوصية إلى أهله. ولكن عندما ذهب إلى هناك في فلسطين المحتلة للجهاد طلبوا منه المجاهدون بعد أن شاركهم بالجهاد بان يعود إلى بلده وينشر القضية الفلسطينية على الدول الإسلامية وفعلا عندما عاد إلى أهله وفي أثر هذه النكبة التي أصابت الأمة الإسلامية في فلسطين من جراء العدو الصهيوني الاستعماري الغاشم اتجهت النية إلى تشكيل وفد إسلامي شعبي للطواف في العالم الإسلامي من أجل استنفار المسلمين ونقل القضية إلى النطاق الإسلامي باسم (من أجل فلسطين رحلة الوفد الإسلامي العراقي) من 27/6/1967م إلى 8/8/1967م داود العطار والسيد د. عدنان البكاء والمهندس عبد الغني شندالة والشيخ عبدالعزيز البدري والسيد صالح عبدالله سرية والمحامي المجاهد محمد الالوسي وبعد مجيء البعثيين إلى الحكم سنة 1968م وقف بوجههم موقف الأبطال الشجعان وكان يقول في مقدمة خطبته (أعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات حكامنا) وكان عندما يذكر.عفلق يقول أجلكم الله وكان يقول بعد انتهاء كل صلاة دعاء آل البيت رضي الله عنهم (اللهم ارزقنا دولة إسلامية كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا من الدعاة إلى طاعتك والاقتداء إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة والشهادة في سبيلك).


استشهاده

أما كيف استشهد، فقد تم أخذه من داره في منطقة الداودي بعد تطويق المنطقة بالحرس الخاص العائد إلى عصابة صدام منذ العصر وكان يأتي بين فترة وأخرى شخص من سكنة المنطقة من نفس العصابة يسأل عنه وكانت المنطقة مزروعة بهؤلاء العصابة حتى المساء وعندما وقف أمام داره لينزل من السيارة التي كانت تعود إلى المجاهد الشهيد عبد الغني شندالة وبعد توصيل الدكتور المجاهد وجيه زين العابدين إلى داره في اليرموك ما هي إلا لحظات ونرى السيارات تطوق الشارع والمسكن وبيدهم السلاح حتى دخلوا داخل سياج الدار وهو واقف أمام داره لتوديع الشهيد عبدالغني شندالة تم أخذهما معاً، ولكن كل واحد منهم في سيارة وبقيت سيارة الشهيد عبدالغني أمام داره وفي نفس الليلة حضروا مرة أخرى إلى داره ومعهم مختار المنطقة وفتشوا الدار تفتيشا همجيا وأخذوا جميع الأشرطة التي كان يسجل فيها خطب الجمعة وتفتيش المكتب الشخصي له ووجدوا فيه كتابين كانا مهيئين لطبعة وهو كتاب الله الخالد وكتاب الإسلام حرب على الاشتراكية والرأسمالية وتم أخذ الكتابين مع جميع أشرطة خطبه وخرجوا.

وبعد عدة أيام خرج الشهيد عبدالغني من المعتقل واخبرنا بان الشيخ أخذ إلى قصر النهاية آنذاك وهو أخذ إلى مكان أخر إلى أن وافاه الأجل نتيجة التعذيب الذي كان يشرف عليه مباشرة المجرمون صدام وناظم كزار ويقول أحد الشهود من الذين كانوا معه في المعتقل في قصر النهاية قال لم أر بحياتي رجلا بشجاعته داخل السجن وهو يعذب وكان من شدة التعذيب يفقد الوعي ويذهبون به إلى مستشفى الرشيد العسكري يطلبون من الأطباء إعادة الوعي إليه وأعادته إلى المعتقل لإعادته إلى التعذيب وهذه بشهادة أحد الأطباء بالمستشفى إلى أن وافاه الأجل يوم 26/6/1969م ونقل إلى مستشفى الرشيد العسكري حيث تم غسله وتكفينه في المستشفى لتغطية جريمتهم وجلبوا طبيباً نصرانياً ليكتب شهادة الوفاة توقف الدورة الدموية وهبوط عمل الكليتين وجاء المجرمون بالشيخ إلى داره في الداودي بسيارة عسكرية مع انضباط عسكري ووضعوه في تابوت امام الدار وهربوا.


وكان من المفروض أن يدفن بجوار والده بمدينة سامراء إلا أن النظام الفاسد المجرم طوقوا المدينة والشارع في بغداد لمنع الذهاب به إلى سامراء حيث كان شيوخ عشيرته في استقبال الشهيد وخافوا من الانتفاضة ضد النظام في سامراء فاضطررنا إلى تشييعه ودفنه في بغداد بجوار شيخه العلامة أمجد الزهاوي في مقبرة الأمام أبي حنيفة بالاعظمية وتمت الصلاة عليه في جامع أبي حنيفة النعمان وقبل دفنه وقف شقيقه الداعية المجاهد محمد توفيق البدري في ساحة الأمام وعند القبر تم كشف جثة الشهيد أمام المشيعين ليروا ما بها من أثار التعذيب والدماء تنزف منه ليطلع المشيعون على وحشية النظام وهم يرددون الله اكبر والموت للكفرة مما أدى إلى أخذ قسم منهم أثناء التشييع إلى المعتقل وتم تصوير التشييع والدفن من قبل أجهزة أمن الدولة وبعد فترة. أصدر حكم الإعدام الغيابي على أخيه محمد توفيق البدري لأنه كشف حقيقة البعثيين على ما فعلوا بأخيه عند دفنه فسافر إلى السعودية عام 1970م

كان الشيخ البدري يتقرب إلى جميع المذاهب والأحزاب الإسلامية في ذلك الوقت فكانت علاقته مع أخيه العلامة الشيخ محمد جواد الخالصي رحمه الله ومع الشهيد المجاهد السيد محمد باقر الصدر كانوا أخوة وكتلة واحدة بوجه الحكام الظالمين فاحبوا الشهادة أكثر مما أحبوا الحياة.


المراجع

كاتب المقال :أحد أبناء الشهيد عبدالعزيز البدريمنقول عن جريدةدار السلام عدد28