عبد القادر حجازي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٤٥، ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد القادر حجازي .. ما أروع أن تكون إنسانا

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

إعداد: السعيد العبادي

مقدمة

الدكتور عبد القادر حجازي والجائزة التقديرية

فقدت الإنسانية منذ أيام قلائل أهم من رفع شعار الإنسانية وخدمتها وأحد رموز العمل الخيرى العربي والإسلامي فقد جاب العالم شرقاً وغرباً من أدغال أفريقيا إلى أقصى شرق آسيا، وباكستان وكوسوفا والبوسنة والهرسك والعراق والصومال بحثاً عن كل ملهوف ومنكوب، يقدم له كسرة خبز وحبة دواء وخيمة تقيبه شر التشرد،عمراً أفنى جله مغيثاً لكل ملهوف .

إنه العلم والمجاهد الدكتور عبد القادر حجازي الأمين العام للجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر، وأحد أهم رموز العمل الإغاثة الإنساني والإسلامي في العالم ،والذي وافته المنية مساء الجمعة الماضي بعد رحلة.. ضرب فيها أروع الأمثلة للاهتمام بأمر المسلمين والإنسان فى كل مكان..، متحاملاً على نفسه وآلامها وأوجاعه وتداعياتها، والتى تكالبت عليه فى عينه تارة وفى كبده تارة أخرى فتحداها ببذل الجهد والوقت والمال والخبرة الواسعة لعون كل محتاج.

لقد أرهق الدكتور حجازى كل من عمل معه باللجنة، فقد كان لا يكل ولا يمل ولا يعرف شيئاً غير الإحساس بالفقراء والمحتاجين، فهذا بحاجة لكرسى متحرك، وهذه توفى زوجها وبحاجة لإعانة وهذا بحاجة لجراحة لاستعادة نور عينيه وهو لا يعرف إلا تلبية كل ذلك مهما كان الروتين ، فكان خلال الحرب على غزة مقيماً ليل نهار فى مقر اللجنة، هاجراً بيته، ومجافياً مستشفاه، فمن متابعة الموقف والاحتياجات واصطحاب القوافل لتسليمها عبر معبر رفح،إلى استقبال وفود الهيئات الإغاثية التى أتته من كل دول العالم باعتباره الأخير بكيفية إغاثة غزة..

إلى جلسات مع شركات الأدوية والتجهيزات الطبية لرئاسة اجتماعات مشتركة للهيئات الإغاثية للتنسيق، إلى إدارة ندوات لفضح الممارسات الإسرائيلية.

لم يكتف الدكتور حجازى بجهوده الخيرية فى لجنة الإغاثة، والمجلس الإسلامي العالمى للدعوة والإغاثة، والجمعية الطبية الإسلامية، وغيرها من الهيئات الدولية وإنما أسس جمعية فى المنطقة التى كان يسكن بها فى القاهرة لمساعدة أبناء الحى من المحتاجين .

رحم الله الدكتور حجازى وألهم ذويه ومحبيه الصبر، وعوض الساحة الإغاثية غنه خيراً.


النشأة والميلاد

في ليلة عيد الفطر المبارك وفي يناير عام 1937م، استقبلت الدنيا هذا الطفل الوديع الذي أطلق عليه والده اسم عبد القادر تيمناً بالشيخ عبد القادر الكيلاني ، فقد كان والده من المتصوفة الذاكرين الله كثيراً ، حيث كان حريصاً على قيام ، وتربية ابنه على النوم مبكراً والمداومة على صلاة الفجر ، أما والدته فكان عمها الأستاذ محمود عبده المجاهد الذي خرّج المجاهدين في حرب فلسطين عام 48 .


التحاقه بالإخوان المسلمين

وتبدأ رحلة المجاهد من مدينة أجا بمحافظة الدقهلية ، حيث أتم المدرسة الإلزامية ثم الثانوية ، ويسمع الشاب عن حضور فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ حسن الهضيبي ، في مضيفة أجا أواخر عام 1951م ، فيذهب مع الذاهبين للاستماع إليه ، وكأنه كان على موعد مع دعوة الإخوان ، ويرد ذلك إلى أقدار الله الجميلة ، فقد كان معلمه آنذاك الأستاذ عراقي ، الذي رآه يوماُ في صحبة الشباب يتريضون كعادتهم على المنصورية في أجا بعد صلاة العصر ، فناداه من بين أصحابه ، ثم يدعوه إلى الشعبة ، ومن ساعتها وقد انتظم في أنشطة الطلاب ، وهكذا بدأت الرحلة من احترام لمعلمه وتوقيره والاستجابة لطلبه ، بل ظل وفياً لأستاذه حتى اللحظات الأخيرة في مرضه بمستشفي الأمل .


اعتقاله وبدء المحنة

من عام 52 وحتى محنة 54 استوعب الشاب رسائل الإمام البنا جيداً ، ومع شدة ميله إلى الناحية العملية التي عرفت عنه منذ الصغر ، حيث كان شعاره : ( نحن قوم عمليون ) ، فقد اعتبر أن كل ذلك كان ( أولى روضة ) ، معتبراً أن الالتحاق العملي والحقيقي بجماعة الإخوان قد بدأ مع السجن الحربي ، من لحظة اعتقاله وهو ضابط احتياطي في محنة 64 .

وكانت نقطة التحول عندما وقف بين يدي شمس بدران ، فرأي الظلم بعينيه ، وظل التعذيب يمارس عليه من الساعة 9 ص إلى ما بعد الظهر ، حيث كانت لحظة الخروج من أولى روضة تصنع ، والتي بدأت باتهامه بسيل من الاتهامات الذي استوقفه منها اتهامه بقتل عبد الناصر ! ، فكان رده الفعلي : أنا لا أستطيع قتل فرخة !! ، وعند الظهر قدموا له طبق العدس المشهور بالسوس المتين ، ولم يكن قد ذاق الطعام منذ لحظة اعتقاله ، ومع ذلك يقول : (استطعمت العدس) ، (جعلوني من الإخوان) ، ثم يشرح المعنى : (حرم الله الظلم ، وانتهاك الحرمات أظلم الظلم ، لقد كانوا يقولون لنا : لا أحد منكم سيخرج من هنا ، وكنت أقول لإخواني : سيأتي الفرج ، بل زاد عمقي أن الإخوان على حق) وهكذا كانت هذه الفترة كما أطلق عليها : (مدرسة الحربي) ، وكانت التهمة الموجهة إليه : أنه طبيب التنظيم !!! .


مواقف خلال المحنة

وقدر الله أن يزامله في السجن صلاح شادي ، الذي كلما تذكره بكي بكاءً يجبرك على البكاء ، خاصة حينما تنطلق مشاعره وهو يصور لك المشهد المحفور في وجدانه ، وهو يتعلم معنى الثبات فيقول عن صلاح شادي : (أتذكره بعد صلاة الفجر وهو يقرأ المأثورات مطمئناً ثابتاً ، لقد تعلمت منه الكثير) .

وهكذا تنطلق المعاني على الطريق في صياغة شخصية فذة ، قدر الله أن تصنع على عينه ، على يد أساتذة الجهاد والدعوة ، فمن صلاح شادي إلى معروف الحضري ، الذي تعلم منه معنى (الايثار) ، حيث كان يساعده في توزيع البرتقال خلسة على الزنازين ، مما كان يعرضه إلى الإيذاء والعقاب اللفظي والبدني أكثر من مرة ، ومن هنا كان يقول مجاهدنا قولته المشهورة : القراءة عن الإخوان غير المعايشة مع الإخوان في المحن) .

وعندما بدأت دورات غسيل المخ ، بدأ معها لدي الدكتور عبد القادر معنى جديد ، فعندما أفلسوا في تحقيق هدفهم ، هددوا بتنفيذ حكم الإعدام في اثنين من الإخوان المحكوم عليهما بالإعدام ، وحددوا لذلك يوم 5 يونيو ، وفي صبيحة يوم 5 يونيو فوجئ الإخوان بغلق الزنازين ، وسمحوا لثلاثة فقط منهم عبد القادر حجازي في الساعة التاسعة صباحاً بالنزول إلى الحوش لكنسه وتنظيفه ، وكان القدر في نفس ساعة النزول أن تكون إغارة الطائرات على القاهرة ، فأسرعوا بإدخالهم إلى الزنازين ، ونقل الخبر إلى الإخوان ، فكان المعنى (لا دوام للظلم) يقول واصفاً هذا المعنى العميق : (فكانت هزيمة 5 يونيو التي كنا لا نتمناها ، فالإسلام يرسخ فينا حب الوطن ، وهذا شئ من العقيدة ، بل كان من المعنى الرباني في ذلك : أنهم لم ينفذوا حكم الإعدام أولاً ، ثم أن ذهينا إلى طرة حيث بدأت لأول مرة الزيارات) .

ومن تهمة طبيب التنظيم ! أصبح من الآن الدكتور عبد القادر هو بالفعل طبيب الإخوان ! ،ولكن كيف يمارس مهنته بلا دواء ؟ ولكنه ابتكر دواءً جديداً ممثلاً في : أكل قشر البطيخ – وأكل قشر البيض – وأكل قشر البرتقال ) ، والعجيب في ذلك أنه في هذه الفترة كما يقول : (لم يكن هناك حالات إسهال ،ولا رشح ، ولا مغص ، والأمراض تكاد تكون قد اختفت) .

ويحكي بنفسه القصة التي يتناقلها الإخوان وكان هو بطلها ، يقول : (في أثناء الطابور شكى لي أحد الإخوان بأنه يعاني من مغص شديد ، فأعطيته قرص اسبرين مهرب قائلاً له : قسمه على مرتين أو ثلاثة ولا تزيد عن ذلك ، وأخذ الاسبرين وشفي بإذن الله) ثم يضيف (لقد قابلت هذا الأخ بعد خروجنا في الحرم ، وقال لي : مازلت أعاني من المغص على فترات ، هل أعطيتني اسم هذا الدواء الذي شفي الله به المغص ؟ قلت له : (قرص الايبرين) ! .

أصيب الدكتور عبد القادر بالسكر مع قصور في الدورة التاجية ، ومرض مرضاً شديداً ، وكان يسكن بجواره في الغرفة الحاج أحمد حسنين عليه رحمة الله ، وهو صندوق للمشاعر ، وكتلة من الإحساس ، الزاهد في الدنيا ، المقبل دائماً على إخوانه ، يحكي الدكتور متأثراً جداً بمواقف الحاج ومآثره قائلاً : (كان يقوم بإعداد وتحضير اللحم وتسويتها ، وكان يسهر على راحتي ، مما ترك أثراً بالغاً في مشاعري) ومن فرط تأثره وهو يحدثك عن الحاج أحمد حسنين ، تشعر وكأنه يحدثك عن صحابي أو تابعي من التاريخ يعيش بيننا ! .


مواقف للدكتور حجازى مع مرشدي الجماعة

كان للدكتور عبدالقادر حجازى رحمه الله مواقف عديدة وخاصة أن مستشفى الأمل كانت مأوى معظم مرشدى الجماعة في مرض الموت ويرويها الاستاذ جمال ماضي في مقال له عن د عبدالقادر حجازى فيسرد تلك المواقف فيقول :

أولاً: الأستاذ عمر التلمساني

في مستشفى الأمل ، حيث استقبلت الأستاذ عمر التلمساني في مرضه الإخير ، كانت فرصة ليكون حديث المستشفي ذكريات الدكتور مع التلمساني :
  • 1 – في عام 81 كنت في السعودية ، وحملت رسالة من أحد الإخوان ( فلان يقول ) : إلى متى نضرب ويعتدى علينا ؟ فقال لي : يا أخ عبد القادر : ظفر الإخوان عندي أغلى من اجنيا وما فيها، فأدرك الدكتور المعنى قائلاً : وصلت سالة .
  • 2 – في مكة المكرمة كنت في أفغانستان ثم عدت إلى مكة للالتقاء بالأستاذ عمر في عمرته ونعلمه عن الوضع في أفغانستان ، ولكنه أصيب بمرض فذهبنا إليه في الفندق ، وهو في هذه الظروف المرضية اعتدل ، وفوجئنا به ينصحنا وينصح المجاهدين .
  • 3 – حدث خلاف بيني وبين أخ وكنت حريصاً على إنهائه ، ووصل الأمر للأستاذ عمر عن رغبة الأستاذ مأمون في الصلح بيننا زلكن الأستاذ عمر قال له : لا يا مأمون أنت لك موقع ودعوة ، في ابتسامته المشرقة .
  • 4 – كان ابن الأستاذ عمر يعيش في جدة وكان ثرياً ، وعندما سئل لماذا لا تأخذ من مال ابنك ؟ قال: أنا أعيش على جيوب إخواني ولا أخذ من ابني مليماً )


ثانياً: الأستاذ محمد حامد أبو النصر

كان يستقبله الدكتور بمستشفي الأمل ، وفوجئ بعد خروجه مرة ، برسالة بخط يد الأستاذ محمد حامد أبو النصر ، رسالة شكر وتقدير موقعة باسمه ، يذكّر فيها الدكتور بالاهتمام بالمرضي وخصوصاً المرضى الأقباط ، وقد أرانا إياها الدكتور وهو يقول لنا بتأثر : كان كلما يلقاني الأستاذ محمد حامد أبو النصر يقول لى : (أنت أخ عملي من العمليين) ، فكانت أعظم من كل ما حصل عليه الدكتور من شهادات تقدير تملاً مكتبه سواء بالبيت أو بالمستشفي ! ، وكانت آخر رسالة تركها للدكتور ، تحمل نفس المعاني ، قبل وفاته بنفس المستشفي .


ثالثاً: الأستاذ مصطفي مشهور

الاستاذ.مصطفى مشهور


كان من قدر الله أن يكون قبل وفاته بيوم في مستشفي الأمل مع الدكتور عبد القادر ، ثم ذهب إلى منزله ، لتكون وفاته في المكان الذي حدده الله.

ولم ينس الدكتور موقفاً مع الأستاذ مصطفي مشهور ، الذي فوجئ بإتصال تليفوني منه وهو مرشد ، يبلغه بوفاة أخ وميعاد جنازته ، فأدرك معنى الأخوة بهذا الحرص ، لعله يدعو له ويسامحه .


قصة برواز

  • في مكتبه بمستشفي الأمل تجد على اليمين بروازاً وقد ظهرت عليه علامات السنين ، ومكتوب فيه : (التزموا كريم الخلق في أنفسكم أولاً ، يَصلح الناس معكم) ، فسألته عن قصة هذا البرواز فقال : هذه قول للأستاذ الهضيبي عندما التقى مع عبد الناصر ، وسأله الأستاذ : ياجمال اتفقتم مع الإخوان على إيه ؟ فتنكر من كل الاتفاقات قائلاً : لم نتفق على شئ ، فقال صلاح شادي حاكياً الاتفاق على تحكيم شرع الله عندما تستقر الأمور ، وعندها سأله عبد الناصر : بم تنصحنا ؟ فقال الهضيبي هذه الحكمة ، فرأيتها حكمة للناس كلهم وليس للمسلمين فقط ، لأن دعوة الإسلام دعزة عامة .
  • وسألناه عن قصة برواز آخر مكتوب عليه الآية القرآنية : (واغضض من صوتك ، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) فقال على الفور بعفوية : لقد كان صوتي عالياً حتى في السجن ، فأردت أن أهذب نفسي ، بالتذكير بهذه الآية ، ولعل هذا هو سر الصوت الناعم الهادئ الذي كان يشتهر به الدكتور !
  • أما علم فلسطين ، وبرواز القدس لنا ، والغترة الفلسطينية ، فلا تسأل ، لأنه يقوم بإهدائها لكل زائر له سواء في مكتبه أو منزله ، وكان لي نصيب من ذلك .


وبقي الأمل

  • الحلم كيف حققته ؟ سألناه فأجاب : بفضل الله علينا وفضل هذه الدعوة
  • كيف يحقق الطبيب حلمه ؟ سألناه فأجاب : بالتعايش مع أقدار الله لا ضدها ، فعند خروجي من السجن شاء الله أن أذهب إلى السعودية بعد الزواج ، ومن واقع عملي واقعي أقول : سلوك الطبيب يتلخص في : الحرص على المريض وإتقان العمل والصدق في الأداء والمعاملة الطيبة مع كل المرضي وابتغاء وجه الله تعالى في كل ممارساته ، فالإمام البنا يقول : نحن قوم عمليون ) .
  • سألناه عن حلم العودة إلى مصر ؟ فقال : ( حياتي كلها : أن أعود إلى مصر وأن أعمل في عمل إنساني تطوعي خيري ) فكتب الله أن يكون كذلك ، كرئيس للجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر لعدة سنوات ، زار خلالها بالصور التي رأيناها ومشاهد الفيديو ، البلدان المنكوبة ، وتقديم المساعدة لضحايا الكوارث على المستوي الإنساني العالمي .
  • سألناه عن نصيحته للشباب ؟ فقال : تقدمت غلى زوجتى بدبلة فضة لي ودبلة ذهب لوزجتى فقط ، لذلك أقول لشبابنا : لا صعود إلى السماء مباشرة ولمن بالتدريج ، وتعايشوا مع قدر الله فكله جميل ، بدأت بشقة ومع زوجتي الدكتورة ، وكانت عيادة وشقة للسكن في ذات الوقت ، وكان القدر أخيراً : أسكن في الدور الثامن فوق مستشفي الأمل التي صارت بفضل الله صرحاً ، بدأت بسبعة أسرة وانتهت إلى أربعين سريراً بعد التوسعة .
  • سألناه هل من كلمة أخيرة ؟ فقال : الحياة كلها من فضل الإسلام علينا ، ومن التربية التي أخذناها في فترة السجن ..(1)


نماذج من غرس يده

لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء.. ودورها الإغاثى

تعد لجنة الإغاثة الإنسانية أحد أهم روافد العمل الإنساني الإغاثى وكان لدكتور عبدالقادر دوراً مؤثراً وفعالاً فيها،وقد ولدت هذه اللجنة سنة 1984.. وذلك بعد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان ..وتصاعد وتيرة الجهاد الأفغاني ضده .. وحدوث خسائر كبيرة فى صفوف المجاهدين وكذلك المدنيين الأفغان ونزوح الآلاف منهم إلى باكستان ..

وقد كان هذا الميلاد مناسبا جدا لكي تقوم هذه اللجنة بوظيفتها دون عوائق محلية أو إقليمية أو دولية .. حيث كان هناك تعاطف دولي وغربي وإقليمي وعربي مع هذه القضية .. ولم تكن هناك تحفظات كالموجودة دوليا وإقليميا ومحليا الآن على مثل هذه النشاطات في أفغانستان وباكستان .

وكان أول من رأس هذه اللجنة الأستاذ الدكتور / عمر شريف .. أستاذ جراحة الأورام .. صاحب الحس الوطني والإنساني .. وصاحب الفضل الأول في بناء معهد فاقوس لعلاج الأورام في مسقط رأسه فاقوس شرقية .. عرفانا لها بالفضل وردا لبعض جميلها .

ثم تتابع على رئاستها ثلة من ذوي الكفاءات الإدارية والطبية والدعوية في الوقت نفسه ومنهم د / عبد المنعم أبو الفتوح ،الأستاذ الدكتور سالم نجم ، ود / عبد القادر حجازي ، و د/ سعد زغلول ، ود/حسام حسين ، ود / عصام العريان ، والأستاذ د / مدحت عصام ، ود / أنور شحاتة .. أما أكثر من استمر في رياستها والإشراف عليها وتطويرها واتساع نشاطها فهو الأستاذ د/ عبد القادر حجازي ,

ولعل اختيار النقابة لاسم لجنة الإغاثة الإنسانية كان موفقا .. إذ أن ذلك أفضل من أن تسمي لجنة الإغاثة الإسلامية .. أو إغاثة المسلمين .. فإغاثة الملهوف عامة مسلما أو غير مسلم هي من أعظم القربات .. وتزداد الخيرية كلما كان الذي تغيثه وتفرج كربه صالحا طائعا .. حيث أنه سيستغل الخير الذي حصل له في المعروف والإحسان إلى آخرين .. وهكذا .. فلا تنقطع سلسلة الخير أبدا ..

وقد امتد نشاط لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء داخل البلاد وخارجها .. ففي داخل مصر .. وقفت بجوار الشعب المصري في كارثة السيول في صعيد مصر وزاوية عبد القادر بالإسكندرية ، حادثة غرق العبارة سالم أكسبركس ، حادث قطار الصعيد ، زلزال سنة 1992م .. الخ ذلك ...

فقد قامت اللجنة بإعالة أكثر من 2500 أسرة إعالة كاملة بمنطقة زاوية عبد القادر بما يعادل ربع مليون جنيه .. كما وزعت هناك مساعدات عينية وتموينية بمبلغ 140 ألف جنيه .

الدكتور عبد القادر حجازي يسلم الكراسي لزوي الإحتياجات الخاصة

أما جهود اللجنة في إغاثة منكوبي زلزال 12/10/1992 فكان لافتا ً للجميع حيث كونت عدة لجان لإغاثة وإعانة الأسر التي تضررت من الزلزال .. فقد قدمت اللجنة إعانة فورية 200جنيه لأسرة كل متوفى و 100 جنيه لكل أسرة من أسر الإيواء .. كذلك تقديم 60.000 بطانية بما يقارب مليون جنيه مصري ، وتقديم 1000 خيمة ، وتقديم 11 ألف وجبة غذاء على المناطق المنكوبة .

كل ذلك ناهيك عن مشروعات عديدة أقامتها .. منها مشروع رعاية المعوقين .. وقد بدأ هذا المشروع سنة 1995 .. وبدأ برعاية المعوقين سمعيا ..حيث وفرت اللجنة أعدادا كبيرة من السماعات كانت توزعها على المرضي فى معهد السمع والكلام فى إمبابة ثم توسعت منها إلى وحدة السمع بمستشفي الدمرداش .

ثم امتد نشاطها إلى المعوقين حركيا .. حيث ساهمت اللجنة مع جامعة عين شمس فى دعم شراء عشرين دراجة ..

كما ساهمت اللجنة بمساعدة المعوقين حركيا بشراء كراسي متحركة لمرضي شلل الأطفال وكذلك شراء أطراف صناعية لهم .. وقد بلغت إنفاقات لجنة رعاية المعوقين سمعيا وحركيا ً مبلغ أكثر من 3 مليون جنيه .

أما نشاطات اللجنة خارج مصر فقد تمثلت فى الآتي :

أولا: إغاثة مسلمي البوسنة

فلم يشهد العصر الحديث مأساة إنسانية أشد هولا من مأساة مسلمي البوسنة .. حيث شن الصرب حرب إبادة شاملة وتطهير عرقي لمسلمي البوسنة .. حيث مارسوا معهم كل أشكال القتل والتعذيب والتهجير والتعذيب الجماعي .. ولم يتورعوا عن اغتصاب وذبح النساء والأطفال والحوامل والتمثيل بالجثث ثم دفنهم فى مقابر جماعية تتكشف يوما بعد يوم . ً
وربما لم تحظ مأساة من مآسي المسلمين بمثل ما حظيت به مأساة البوسنة من تغطية إعلامية عالمية .. وذلك لكراهية الغرب للصرب خاصة ويوغسلافيا عامة .
ورغم ذلك فإن ما شاهده العالم وقرأه وسمعه لا يمثل سوي قمة جبل الجليد لهذه المأساة ..ويكفي للدلالة على ذلك أنه في عام 1992 وحتى أبريل 1993 أباد الصرب قرابة 200 ألف مسلم قتلا ً .. واغتصب جنودهم 50 ألف سيدة .. أنجبوا بعد ذلك 10 آلاف طفل بلا مأوي ولا سكن ولا أم تقبلهم ..
وقد بلغ حجم الإنفاق من لجنة الإغاثة الإنسانية والجمعيات الأخرى في قطاع المأوي بالبوسنة 600 ألف مارك .. وبلغ إنفاقها فى مجال التعليم 900 ألف مارك ألماني .. أما في قطاع الخدمات الاجتماعية فوصل إلى أربعة ملايين مارك ألماني .
ومن أهم المشروعات التي قامت بها اللجنة في البوسنة .. مشروعات لدعم كلية الطب في سراييفو .. وتطوير وصيانة المستشفيات البوسنية .. وتطعيم أطفال البوسنة .. ومشروع رعاية النساء المغتصبات وأطفالهن .. ومشروع الأضاحي الحية والمعلبة وتطوير مصنع بوسناليك ، وهو المصنع الوحيد للأدوية في البوسنة .. ومشروع القوافل الطبية لعلاج المهاجرين من شعب البوسنة والهرسك ..

أما فى أزمة كوسوفا:

فقد ساهمت لجنة الإغاثة بمجهودات كبيرة يصعب حصرها للتخفيف عن مسلمي كوسوفا .. ورفع بعض آثار المعاناة عنهم .

أما بالنسبة لفلسطين:

الدكتور عبد القادر حجازي في زيارة لمصابي غزة عام 2009م


فقد كانت للجنة جهود متميزة لإعانة الشعب الفلسطيني على تجاوز بعض محنته الإنسانية .. ففى أثناء مذبحة الخليل التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ..فقد قامت اللجنة بتقديم مساعدات إلى جمعية أصدقاء المريض بالخليل .. وصلت إلى نحو 100 ألف دولار .. وسيارة إسعاف لنقل الجرحى مع دعم مستشفي الرازي في جنين بأجهزة للعناية المركزة .


ثم أرسلت النقابة بعد ذلك 4 سيارات إسعاف مجهزة هدية لوزارة الصحة الفلسطينية .. ثم تتابعت مجهوداتها في أماكن كثيرة .. منها : جنوب السودان ، دارفور ، الصومال ، جيبوتي ،ثم لبنان بعد اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان أخيرا ..(2)


من كلماته الخالدة

يقول د. عبد القادر حجازى في كلمه له بعنوان (ما أروعَ أنْ تكونَ إنسَانـَاً):

لم نجدْ أعظمَ من أمرهِ سبحانـَهُ وتعالى في كتابهِ الكريـم : " وتعَاونوا على البِّرِّ والتقوى ولا تعَاونوا على الإثم ِوالعُــدْوَان " ( صدق الله العظيم ) ، ليكون مفتاحنا ودليلنا والنور الذي يضيء لنا في قلب هذه الأيام المعتمة ، الأيام التي تحوّلت فيها كل زوايا الدنيا بأركانها الأربعة إلى بؤر ملتهبة ، بالحروب والصراعات والمؤامرات من ناحية ، وبالكوارث الطبيعية والحوادث المفاجئة من ناحية أخرى ، وتحت وطأة هذه وتلك يسقط ملايين الأبرياء تحت سنابك الخوف والجوع والتشريد والمرض ، ملايين لا ذنب لهم في كل ما يحدث حولهم ويدفعون هم ثمنه غاليا ، يسقط ملايين الأبرياء كوقود لمطامع المستبدين والطغاة الذين جهلوا الآية العظمى في خلق الإنسان عندما أراد الله أن يجعله خليفة له في الأرض ، خليفة يبني ويعمـّر ويملأ ربوع الكون محبة ومودة ورحمة ، لا خليفة يفسد في الأرض ويستبد ويسفك الدماء .
وبين أنياب الطغاة والطامعين والمعتدين يصرخ الأبرياء : أغيثـــــونا !!! أبرياء في كل بقاع الأرض ، من كل جنس ولون ودين ، وعندما تنطلق صرخاتهم المبللة بالدماء فإنها تطمع في أن تصل إلى القلوب الرحيمة ، القلوب الحقيقية التي يليق بها أن تكون بالفعل قلوبا للبشر ، يصرخ الأبرياء تحت حطام الحروب والصراعات ، وتحت حطام غضب الطبيعة والحوادث المفاجئة وكلهم أمل أن تمتد إليهم أيدي الرحماء تجفف الدمع وتخفف الألم ، وتزيل بعض الخوف ، وتعطيهم أملا في أن " الدنيا ما زالت بخير " ، وأن هناك قلوبا ما زالت تنبض بالحب والرحمة وكل المعاني الإنسانية ، تلك القلوب التي وعت رسالتها على الأرض وتسابقت في الاستجابة لأمره تعالى : " و تعَاونوا على البِّرِّ والتقوى ولا تعَاونوا على الإثم ِوالعـُدْوَان " . تتسابق كل القلوب الرحيمة من كل جنس ولون ودين لتنقذ الأبرياء بدون النظر إلى الجنس أو اللون أو الدين ، وهذا التنافس الشريف من أجل مرضاة الله ، ومن أجل تحقيق القيم الإنسانية العظمى وإحياء ما يحاول البعض طمسه تحت سنابك خيول الطمع ، وتحت جنازير الدبابات ، وتحت وابل قاذفات الموت من الجو والبر والبحر .
من هنا كان واجبا طبيعيا أن تولد " لجنة الإغاثة الإنسانية " بنقابة أطباء مصر ، ومثيلاتها ـ قبل أو بعد ـ من اللجان أو الجمعيات التي تتسابق من أجل غوث الملهوفين ، وتخفيف آلام الضحايا الأبرياء الواقعين تحت سطوة الظروف القاهرة.
لم تتأخـَّر اللجنة في القيام بدورها على وجه السرعة في غوث أي ملهوف في أي مكان يمكن الوصول إليه على وجه الأرض ، لم ننشغل لحظة واحدة في السؤال حول الجنس أو الدين ، كل الذي يشغلنا هو " الإنسان " ، الإنسان في كل مكان وأي مكان ، فذهبت اللجنة إلى مشارق الأرض ومغاربها لتمد يد العون لكل من يحتاجون إلى العون ، تقوم اللجنة بدورها نيابة عن كل أصحاب الفضل من المواطنين والهيئات والشركات وكل " أهل الخير " الذين يسارعون ويقدمون الدعم المادي والعيني ليساعدونا على القيام بدورنا الذي يمثل همزة الوصل بيننا وبين ذوي الحاجة في كل مكان بالعالم .
لا يسعني إلا أن أذكر الفضل لكل أهل الفضل الذين لولاهم ما استطاعت اللجنة عمل أي شيء ، سنظل دائما ممتنين لكل هؤلاء الذين يبادرون بالتبرع لنجدة الإنسان في كل مكان ، وسنظل دائما نذكر بالفضل كل الذين فكروا في إنشاء هذه اللجنة التي أصبحت تمثل حضورًا مُهـِمًا في ساحةِ العمل الإنساني ، ومن خلالها أصبحنا أكثر حُبـًّا وقربًا وإحساسًا بقيمة الإنسان ، وبمعنى أن تكونَ إنسانـًا تشعرُ بآلام الآخرين واحتياجاتهم ، وأن تكونَ زهرة أو قطرة ندى في قيظ الأيام ومفاجآتها المقفرة الموحشة .
ما أروعَ أنْ يكونَ الإنسانُ إنسانـًـا..(3)

ألبوم صوره

ألبوم صور الدكتور عبد القادر حجازي


إضغط علي الصورة لتظهر بحجمها الكامل

 

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي في احتفال بالإسراء والمعراج

الدكتور عبد القادر حجازي

حمدي السيد وعبدالقادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبدالقادر حجازي في أحد المؤتمرات

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي وندوة عن سرقة أعضاء الفلسطينين من قبل الصهاينة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي وندوة عن سرقة أعضاء الفلسطينين من قبل الصهاينة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي وندوة عن سرقة أعضاء الفلسطينين من قبل الصهاينة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي في غرفة عمليات لمتابعة الحرب على غزة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي في مهرجان من أجل غزة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي في نقابة الاطباء والاحتفال بالاسراء والمعراج

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي متحدثا في مهرجان من أجل غزة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي ولقاء مع ذوي الاجتياجات الخاصة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي وأشرف عبدالغفار على معبر رفح

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبدالقادر حجازي وأطباء النقابة

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي والاعلام

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي والجائزة التقديرية

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي وباسم نعيم وزير الصحة الفلسطيني

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي وتوزيع كراسي لذوي الاحتياجات

الدكتور عبد القادر حجازي

عبد القادر حجازي وجمال ماضي

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي وحمدي السيد

الدكتور عبد القادر حجازي

الدكتور عبدالقادر حجازي وندوة مع الدكتور عصام العريان

الدكتور عبد القادر حجازي

عبدالقادر حجازي يزور مصابي غزة 2009م


المراجع