علي أحمد طلب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدكتور علي أحمد طلب


الميلاد والسيرة التعليمية

الدكتور على طلب هو أحد أعلام الإخوان بمحافظة سوهاج وعالم من خيرة علماء المسلمين العاملين وداعية من الطراز الأول لم يفتر عن القيام بواجبه الدعوي حتى أخر لحظات عمره رحمه الله تعالى..

وُلد رحمه الله في 17/5/1937م بقرية شطورة مركز طهطا التابع لمحافظة سوهاج, ونشأ في أسرة طيبة مكافحة من عوائل الشرفاء وقد اشتهر الشيخ منذ صباه بالجد في التحصيل والحرص على العبادة وقد مر الشيخ بمحنة مبكرة حين فقد والدته وهو في الصف الثاني الثانوي مما كان له بالغ الأثر عليه ولكنه تحلى بالصبر وظل سائرا لدرب النجباء.

حصل الشيخ على الثانوية الأزهرية عام 1378هـ الموافق 1958م، وكان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية.

واصل عالمنا الفاضل رحلته التعليمية إلى أن التحق بجامعة الأزهر و نال الإجازة العالية من كلية الدراسات العربية بالقاهرة شعبة الدراسات اللغوية بتقدير: جيد جدًا، وذلك فى المحرم ، 1383 هـ مايو 1963م.

ثم توجه للعمل بالتدريس بوزارة التربية والتعليم ما يقرب من ست عشرة سنة في محافظات مختلفة منها: المنيا، والإسماعيلية، وغيرهما.

كما عمل خطيبًا بمركز ملوي بالمنيا فترة وجوده بالمنيا، وخطيبًا بالإسماعيلية فترة وجوده بها.

بدأ الشيخ علي طلب رحمه الله تعالى الإعداد للماجستير وحصل عليه في فترة وجيزة،ثم حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر، وكان موضوع الرسالة "لا.. واستعمالاتها في القرآن الكريم".

وعلى إثر ذلك انتقل ليعمل مدرسًا للنحو والصرف في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف، وأستاذًا منتدبًا للنحو والصرف بكلية التربية جامعة أسيوط،ثم أُعير للمملكة العربية السعودية فعمل بجامعة أم القرى وغيرها، فترك في كلِّ مكان طلابًا وأقرانًا، مازالوا يذكرونه بالخير ..وفيما يلي بيان ذلك ..

تدرجه الوظيفى

عمل الشيخ رحمه الله إمامًا، وخطيبًا، ومدرسًا بوزارة الأوقاف، لحوالي ثلاث سنوات وذلك بقرية البركة، مركز ملوى، بمحافظة المنيا فى صعيد مصر، فى الفترة من: 2/3/1961 وحتى 12/10/1963م.

  • وعمل مدرسًا بمدرسة طهطا الثانوية الزراعية، فى الفترة من 13/ 10/ 1963م وحتى 16/6/1979م وفى هذه الفترة، حصل الشيخ على لقب المعلم المثالى على مستوى الجمهورية وذلك فى عام 1979م.
  • عمل مدرسًا بقسم اللغويات كلية اللغة العربية بأسيوط، فى الفترة من: 1979 إلى 1983م.
  • عمل أستاذً مساعدًا بالقسم نفسه فى الفترة من 1983 إلى 1988م.

العمل فى الأراضى المقدسة

أعير رحمه الله إلى المملكة العربية السعودية ثلاث مرات:

الأولى: إبان عمله بوزارة التربية والتعليم، وذلك فى مدرسة العزيزية الثانوية للبنين بمكة المكرمة فى الفترة 1972 إلى 1978م.

الثانية: إبان عمله بجامعة الأزهر، وذلك إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة فى الفترة من 1983-1987م.

الثالثة: وأعير فيها إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض فى الفترة من 1992م إلى 1998م، كما عمل أستاذً زائرًا فى الجامعة نفسها.

النسب والأولاد

له من الأولاد الذكور خمسة (أحمد - محمد - أبو بكر- البشير- عبد الحميد) وبنتان ومتزوج من شقيقة كل من الحاج عيسى عبد العليم (من مؤسسى دعوة الإخوان المسلمين فى سوهاج) وأ. د. على عبد العليم أستاذ المحاسبة بجامعة سوهاج.

مع الإخوان

تعرف على دعوة الإخوان المسلمين، وانتمى إليها في أوائل الستينات ، وكان لدعوته بالغ الأثر بما ميزه الله به من فصاحة اللسان وصدق العمل، وكان أثره أولاً على شطورة وما حولها، فاهتم بتربية الشباب تربية إسلامية واعية، وكان يهتم بشرح تعاليم الإسلام صافية من خلال حديث الأربعاء، وخطبة الجمعة؛

حيث كان يسعى إليهم أسبوعيًّا من أسيوط إلى قريته شطورة، هذا فضلا عن إلقائه للعديد من المحاضراته والندوات في أرجاء أسيوط وسوهاج، التي عُرف فيها وذاع صيته لجهره بالحق الذي أتسم أسلوبه به ، فكان سمته جامعا لقول الحق لا يخشى في الله لومة لائم مع عفة اللسان وعدم التجريح.

مؤلفاته:

له العديد من المؤلفات أبرزها:

  1. "لا.. واستعمالاتها في القرآن الكريم" (رسالة دكتوراه).
  2. المرشد في الدراسات النحوية (أربعة أجزاء).
  3. المثال في تصريف الأفعال. وهذَّبه وزاد عليه في:
  4. دروس التصريف.
  5. في تصريف الأسماء.
  6. صيغة أفعل وفعيل.
  7. كما شارك بعشرات المقالات في المجلات الإسلامية مثل: منبر الإسلام، الأزهر...

كما راجع العديد من الكتب والمقالات مثل:

(تكحيل الطرف شرح شذا العرف، وتيسير القواعد النحوية للناشئة والمبتدئين، وتيسير النحو والصرف للتعليم الأساسي، وتيسير النحو والصرف للمرحلة الثانوية).

الدعوة عن طريق وسائل الإعلام

تعددت وسائل الشيخ الدعوية من خطابة ودروس، وندوات وقد جمع مع كل هذا وسيلة أخرى هامة، ألا وهى: الصحف والمجلات، فكان له جملة وافرة من المقالات والتعقيبات.

ومن أكثر الصحف التى كتب فيها الشيخ:

الأهرام، آفاق عربية، الوفد، وثلاثيتها صحف مصرية..

ومن المجلات: الوعى الإسلامى (الكويتية)،ومنار الإسلام (الإمارتية)، والحج (السعودية).

حيث كانت موضوعاته متنوعة ، متميزة بحسن العرض، ، وسهولة الأسلوب، ، وعمق الفكرة.

ولقد أكثر الشيخ من مراسلة بريد الأهرام، حتى عُد من أكبر أصدقاء بريد الأهرام ، وكانت آخر رسائله إلى البريد فى 18/2/ 2010م.

ولقد نعاه البريد متمثلاً فى محرره وأحد أصدقائه حيث قال المحرر معقبًا على نعى السيد علام علام محمد . للشيخ رحمه الله:

"لقد ظل الدكتور الراحل على أحمد طلب يكتب لبريد الأهرام مساهماته حتى آخر لحظة، وكان يبدى دائمًا ملاحظاته على رسائل القراء لإثراء المناقشات والوصول إلى حلول وأفكار جديدة.."

(الأهرام 14/3/2010م)

صفاته وأخلاقه

تحلى الشيخ علي برفيع الأخلاق فكان لا يقابل الإساءة بالإساءة بل بالإحسان، كما أوصى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل إن أساء إليه أحد أحسن هو له ، فكان ربما يكلمه في ذلك بعض المقربين له، فلا يزيد على أن يقول:

أنا لا أعامله ولكني أعامل الله كما كان يَعُول عشرات الأسر براتب شهري سواء في بلدته شطورة أو أسيوط، يخرج ربع دخله لله وكان رحمه الله أنموذجا يحتذى به فى البذل والعطاء، فالشيخ كان يخرج ربع دخله لله كما أسر بذلك لأحد رفقاء دربه،ولقد كان يعول عشرات الأسر من الأيتام والفقراء برواتب شهرية، يراعي الفقير، ويعطف على المسكين ، وله في ذلك القدح المعلى وقصصه فى ذلك متواترة.
كما كان قائمًا على كثير من أعمال البر فى بلدته وغيرها، ومدرسة شطورة الإعدادية تشهد بذلك، حيث كان الشيخ رحمه الله، أحد أكبر المساهمين فى إنشائها، وجمع التبرعات لها.
كما أن الشيخ أوقف لأعمال بره وقفًا من ماله بحيث تستمر إعالة وكفالة هذه الأسر بعد وفاته،وبل ربما يمكن أن يتوسع فى ذلك.

صلته للرحم

كان الشيخ وصولا لرحمه:

و كان رحمه الله فى ذلك مثالاً يحتذى به، فكان حريصًا على متابعة أحوالهم بكثرة زيارتهم، والسؤال عنهم، وتفقد أخبارهم، ومد يد المساعدة لهم بكل جود وسخاء نفس .
ولعل أهم مشروعات البر التي عني بها الشيخ هو مشروع تزويج الفتيان والفتيات، بالإضافة لدعم رقيقى الحال منهم برواتب شهرية, ومن أميز أعمال الصلة التي يمكن ذكرها عنه أن الشيخ فى بداية أمره ترك عقدًا مميزًا فى جامعة أم القرى ليرعى أختين له فقدتا زوجيهما، ولما نوقش فى ذلك، قال: إن أموال الدنيا لا تعدل عندى ساعة صلة رحم....
لكن من ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه، حيث من الله عليه بعد فترة لما تحسنت الظروف بعقد أفضل من سابقه فى الجامعة نفسها.

كما أمتاز بعدة أمور منها:

  1. الدقة التامة في الالتزام بالمواعيد مهما كان عليه من أعباء، ومهما كانت ظروفه الصحية.
  2. الانضباط الكامل في معاملاته المالية مع الوسطية من غير إسراف، ولا تقتير.
  3. الجهر بالحق مهما كانت الظروف حوله.
  4. احترام التخصص، فربما سُئل في مسألة فقهية مثلاً نعلم يقينًا أنه ملم بها، فكان يحيلها إلى أهلها، ولا يجيب إلا إذا دعت الضرورة.
  5. عدم تسفيه رأي الغير بل احترام الآخرين مهما كانوا، ومع حسن السمع والطاعة وتواضعه الجم مع من أقل منه أو أصغر، مع مناقشة أي فكرة، أو رأي بموضوعية.

قال عنه صهره د. على حافظ:

كان الشيخ رحمه الله قرآنيًا فى قوله وفعله، فى سلوكه وسمته، مقتديًا فى ذلك بإمام الأنبياء، وقدوة الأصفياء محمد صلى الله عليه وسلم، الذى قالت عن زوجه عائشة رضى الله عنها فيما رواه مسلم وغيره: "كان خلقه القرآن، كان قرآنا يمشى على الأرض".

عاش الشيخ رحمه الله صابغًا حياته بالقرآن، تلاوة، وعملا حيث جعل له وردًا يوميًا يتلوه بعد صلاة الفجر لا يتخلف عن ذلك بحال، ناهيك عن تلاوته له فى أسفاره وفراغه، فى السيارة وفى القطار، بل كان إذا انتظر شيئًا فإنه يحبس وقتا له، ولقد رافقت الشيخ كثيرًا، فلطالما يشغل وقته بتلاوة القرآن.

وكان يعتز بحفظه أكثر من اعتزازه بما سواه، وأشهد أن الشيخ صرح لى: أن اعتزازه بحفظه للقرآن أكثر من اعتزازه بكونه أستاذًا فى الجامعة، أو عضوًا فى لجنتها العلمية لترقية الأساتذة.

وجزاء تعلقه بالقرآن الكريم أكرم الله الشيخ ووجهه إلى الدراسات القرآنية فى رسائله وأبحاثه.. وأحسب الشيخ، والله حسيبه- أنه كان كما قال تعالى:

" وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ (170)" (الأعراف: 170).

لقد كان رحمه الله مقيمًا للصلاة، محافظًا على أدائها فى المسجد بصورة تجعل المراقب له لا يسعه إلا أن يقول: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

وفاته

نحسب أن الله من على الشيخ علي طلب بحسن الخاتمة وكما قال بن كثير رحمه الله من عاش على شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه.

فقبل وفاته بشهر اتصل بجامعة جنوب الوادي، وجامعة سوهاج ليترك بكل واحدة صدقة جارية من مكتبته الضخمة، فأرسلت كل جامعة عربة حملت ما قدر الله تعالى، وكذا أعطى كل جامعة خمسة وعشرين نسخة من كل كتاب من مؤلفاته رحمه الله تعالى.

ثم عاد إلى أسيوط مقر مقامه ، وعاد يزاول نشاطه، وسرعان ما جاء يوم الثلاثاء فصلى الصبح في الجماعة، وألقى درسًا عظيمًا، لكنه تعب مع صلاة العصر، ووضع له الغداء فقال: لا أنا خلاص لستُ في حاجةٍ إلى طعام، وحافظ على صلاة بقية اليوم جماعة لكن في البيت، بل أطال صلاة صبح الأربعاء بولدين من أولاده؛ حتى قال أحدهم:

(أمال أبوك لو ما كانش تعبان كان هيعمل إيه) ثم وافته المنية رحمه الله تعالى في ذلك اليوم 25 من فبراير 2010م

فجزاه الله خيرًا على ما قدَّم للإسلام والمسلمين، ورحمة الله تعالى عليه وأسكنه الفردوس الأعلى ..