علي رزة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٤:٠٢، ١٩ نوفمبر ٢٠٠٩ بواسطة إخواني (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== البداية == ينتمي علي محمد علي رزة إلى عائلة بدوية استقرت في الإسماعيلية؛ حيث وُلد في 11/2/1918م …')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

البداية

ينتمي علي محمد علي رزة إلى عائلة بدوية استقرت في الإسماعيلية؛ حيث وُلد في 11/2/1918م بقرية نفيشة بالإسماعيلية، وكان جده أحد الذين شاركوا في حفر قناة السويس.


تعلَّم في كتَّاب القرية، ثم التحق بالمدرسة الأولية في نفس القرية، ثم المدرسة الابتدائية بمدينة الإسماعيلية (التي تسمى طه حسين حاليًّا)، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة النجاح بالزقازيق عام 1938م، وبعد تخرجه عمل في الشركة الاقتصادية للقوات المسلحة البريطانية، ثم عمل صرافًا، واستمر في الشركة من عام 1939 حتى عام 1948م حتى وصل إلى مدير مخازن، واستفاد كثيرًا من صناعة الأدوية وطرق تجهيزها، وبعدما ترك العمل في الشكة اشترى صيدلية وقام بإدارتها بالاشتراك مع الدكتور خميس حميدة عام 1951م، وكانت تقع في شارع الثلاثيني.


تزوَّج من ابنة خالته عام 1944م ورزقهما الله قدرية عام 1945م، ومحمود عام 1949م، ونادية عام 1950م، وحسن عام 1952م، وفاطمة الزهراء عام 1956م، وعائشة عام 1958م، وصفاء عام 1962م.



انضمامه الى الاخوان

التحق بجماعة الاخوان المسلمين سنه 1939م، يقول عن نفسه- رحمه الله تعالى-: "كان والدي في بداية حياته وفديًّا، غير أنه لم يجد بغيته داخل هذا الحزب، ووجد به أشياء كثيرة لم يَرْضَ عنها، وفي إحدى المرات دعاه الشهيد يوسف طلعت عام 1942م- وقت أن رشح الإمام البنا نفسه في انتخابات النواب- إلى مؤتمر سيحضر فيه الإمام الشهيد حسن البنا، فذهب معه واستمع إلى حديثه، فأعجب به، ومن وقتها عشق جماعة الإخوان المسلمين وعمل وسط رجالها.


التحق بالنظام الخاص عام 1946م، وأصبح أحد رجاله المخلصين، وأصبح أحد أعضاء الحرس الخاص للإمام الشهيد حسن البنا .


جهاده

منذ أن التحق علي رزة بالدعوة حمل فوق كاهله العمل لدين الله والتصدي للمحتلين الغاصبين، فعشق الجهاد، وكرجلٍ من النظام الخاص بدأ العمل ضمن منظومة الجهاد، ويقول في هذا المعنى: "في عام 1946م بدأنا الإعداد المادي والمعنوي لمعركةٍ رأيناها لا محالة واقعة بين العرب واليهود في فلسطين، وشرعنا في جمع الأسلحة، وأنشأنا ورشة عمل لذلك، فتم جمع الأسلحة عن طريق الإخوان المسلمين الذين يعملون في مخازن الأسلحة بالمعسكرات البريطانية وكان يساعدهم في ذلك جنود من أيرلندا واسكتلندا لكرههم لليهود وللحصول على المقابل المادي، فكان أحدهم يأتي إلى دار الإخوان بالإسماعيلية حاملاً بندقيةً أو مدفعًا ويأخذ خمسة جنيهات، وجهَّزنا ورشه خراطة لتصنيع السلاح، وكذلك لإصلاح ما كنا نحصل عليه من الأسلحة المستعملة، وتولَّى هذا الأمر أحد الإخوان العاملين يلقب بـ"دفكش"، وكان هناك مركز تجميع للسلاح بالقرب من القنطرة، ثم ينقل السلاح إلى غزة، ومنها إلى المجاهدين، وكانت منطقة الإسماعيلية والقناة مسرحًا لعمليات قتل وخطف الجنود الإنجليز والحصول على أسلحتهم.


وأذكر على سبيل المثال "محمود كنج" (ماسح أحذية) صغير الجسم ممزق الثياب حافي القدمين، كان يمسح أحذية الجندي الإنجليزي ثم يلهيه بالحديث ويربط قدميه ببعضهما ثم يخطف سلاحه ويجري، ويحاول الجندي اللحاق به فيفاجأ بأنه مقيد.


وكنا قد لجأنا إلى جمع التبرعات المادية والعينية لمحاربة اليهود، وتجاوبت معنا معظم طوائف الشعب، وبدأ الإمام الشهيد وإخوانه يجوبون أنحاء القطر لإذكاء الروح الوطنية والإسلامية، وتعاونوا مع الهيئة القومية لمناصرة القضية الفلسطينية برئاسة الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين، وتم إنشاء معسكرات لتدريب الشباب المصري خلال عامي 1946 و1947م حتى قرار تقسيم فلسطين الذي زاد بعده الإقبال على معسكرات التدريب في مصر، ثم أنشأت الهيئة معسكرًا للتدريب في سوريا لمهاجمة اليهود من الشمال مع القوات الفدائية العراقية، وفي منتصف عام 1948 تم تجهيز مجموعة من شباب الإخوان بمصر للسفر إلى سوريا، وأخطرت لأن أكون في صحبة الإمام الشهيد، فقابلته في قطار الثانية والنصف مساءً المتوجه من الإسماعيلية إلى بورسعيد، وعندما وصلنا مع المسافرين بورسعيد وجدناها في أبهى صورة لاستقبالنا، ونزلنا من القطار، وتشكَّل الإخوان في طابور يتقدَّمه حامل علم الإخوان وخلفه الإمام الشهيد حسن البنا وأنا وأحد الإخوان بجواره وخلفنا باقي الطابور يسير في خطوات فتية قوية، واستقبلنا الشعب البورسعيدي بكل ترحابٍ وحب، وألقيت علينا باقات الورود والحلوى، وارتفعت الزغاريد من الشرفات حتى وصلنا دار الإخوان في أعلى المسجد التوفيقي، واسترحنا بعض الوقت، ثم أُقيم احتفال حضره الكثير من وجهاء بورسعيد وعلى رأسهم المحافظ في ذلك الوقت، وتحدَّث الإمام الشهيد في هذا الحفل؛ حيث حمَّل الجميع المسئولية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وكان هذا الحديث آخر ما سمعته منه رحمه الله.


بعد اجتماع الدول المعادية للإسلام: إنجلترا وأمريكا وفرنسا في فايد بالإسماعيلية وطلبهم من النقراشي باشا إيقاف نشاط الإخوان، استجاب لهم وأغلق شُعَب الإخوان في جميع أنحاء القطر، وفي 25 نوفمبر عام 1948م بدأت الحكومة المصرية تشن حملات اعتقال واسعة شملت الآلاف، وكان في مقدمة المعتقلين إخوان الإسماعيلية وإخوان بورسعيد، وقضيت عامًا في المعتقل وخرجت في أواخر عام 1949م وبقيت بالإسماعيلية وبمعسكر الطيران لمدة عام تقريبًا كُلِّفت خلاله برسم خريطة وعمل بيانٍ للمخازن، خصوصًا مخازن الأسلحة، وقمتُ بالمهمة على خير وجه؛ حيث كنتُ أتجوَّل في أنحاء المعسكر نهارًا بحجة تقديم خدمات لمختلف المكاتب والمساكن الخاصة بالضباط، وسهَّل المهمة إجادتي للغة الإنجليزية".


يقول المهندس حسن رزة: "الوالد لم يذهب إلى حرب فلسطين بسبب أنه كان متزوجًا، وكان الإمام البنا يرفض ذهاب المتزوجين إلى الحرب، غير أنه كان يقوم بجمع السلاح من منطقة القنال وإرسالها إلى المجاهدين، وكانت له أرض زراعية على طريق بورسعيد في الكيلو 17، كانت عبارة عن مخزن للسلاح، وتم اكتشافه عام 1948م، وهو ما اعتقل والدي بسببه".


كما اشترك علي رزة في حرب القنال عام 1951م، وأبلى بلاءً حسنًا، واستمر في تهديد المعسكرات البريطانية في القنال، فيقول في ذلك: "وفي عام 1953م حضر إلى الإسماعيلية أحد ضباط المخابرات المصرية التابعين لعبد الناصر لمقابلتي للتنسيق والعمل ضد القوات البريطانية في منطقة القناة، وطلب مني الاتصال بالشيخ محمد فرغلي والشيخ يوسف طلعت، فوافقنا على ذلك بعد توصية الشيخ عبده أحمد قاسم سكرتير مساعد الجماعة في ذلك الوقت، ولأن محاربة الإنجليز من صميم أهداف الإخوان، وقدَّمنا مجموعة من فدائيي الإخوان المدرَّبين على حرب العصابات وقاموا بأعمال فدائية أزعجت القوات البريطانية على طول القناة وأبهرت رجال المخابرات".



وسط المحنة

تعرَّض الأستاذ علي رزة للمحن مثلما تعرَّض لها الإخوان؛ فبعد أن أصدر النقراشي باشا قرارًا بحل جماعة الإخوان المسلمين أولاً في شعبتي الإسماعيلية وبورسعيد، ثم سرعان ما أصدر قرارًا بحل الجماعة ومصادرة أملاكها واعتقال أفرادها في 8/12/1948م، اعتقل الأستاذ علي مع إخوانه، ومكث في السجن لمدة عام حتى أفرج عنه، وبعدما خرج أسرع إلى المشاركة في حرب القنال ومساعدة الإخوان في إنجاح الثورة، غير أنه ما كادت تمر السنون إلا وقد انقلب رجال الثورة على الإخوان، خاصةً عبد الناصر الذي دبَّر لهم حادثة المنشية في 26/10/1954م وعلى إثرها اعتقل الآلاف من الإخوان.


زُجَّ به في سجن القلعة ثم السجن الحربي، غير أنه خرج أواخر عام 1956م مع بعض إخوانه الذين لم يحكم عليهم.


أعيد اعتقاله مرةً أخرى عام 1965م، وظل في السجن حتى توفِّي عبد الناصر عام 1970م، وأفرج السادات عن كثيرٍ من الإخوان فخرج الحاج علي من المعتقل عام 1970م.


يقول المهندس حسن: "إنه في عام 1965م قامت المباحث بمصادرة أملاك الوالد، وقد علمنا بأمر هذه المصادرة من أحد الأفراد الذي رفض ذكر اسمه، فأسرعتُ إلى الصيدليات التي كان يملكها الوالد فأخرجت منها 6 آلاف جنيه، وما وصلت إليه أيدينا من بضاعة قُدِّرت فيما بعد بخمسة آلاف، وفي اليوم التالي وجدنا المباحث قد صادرت أملاك الوالد ووضعتها تحت الحراسة، وهذه الأموال كفتنا والحمد لله ذُلَّ سؤال أحد، وقد دفعتني والدتي إلى إعطاء عمتي هذه الأموال، وعندما تعرَّضت الإسماعيلية لعدوان 1967م كان زوج عمتي الحاج سيد الحولي يضع هذه الأموال حول بطنه خوفًا من الضياع، وقد انتقلنا من الإسماعيلية إلى ساقية مكي، وبعدما خرج الوالد نقلنا إلى مصر الجديدة لنكون قريبين من الإسماعيلية.



ما بعد المحنة

يقول المهندس حسن رزة: "بعد أن خرج الحاج علي لم يجد مع زوجته من الأموال سوى 500 جنيه، فبدأ يسعى في البحث عن أجزخانة يستطيع أن يفتحها ليعيش وأسرته منها، فرزقه الله بأجزخانة في التل الكبير، وكانت ضعيفة، فاشتراها من صاحبها بـ(1500) جنيه، وعندما وجد أن الأهاليَ لا يقبلون على شراء الدواء استطلع الأمر فوجدهم يذهبون إلى الزقازيق للكشف عند الأطباء وشراء الدواء من هناك؛ وذلك بسبب عدم وجود أطباء في التل الكبير، فقام بتأجير شقة فوق الأجزخانة بـ(250) قرشًا كعيادة، وجاء بطبيبين فيها دون أن يأخذ منهما شيئًا على أساس أن يشغِّلا الأجزخانة، ونجحت الفكرة وآتت ثمارًا طيبة، حتى أعادت له الحكومة أجزخانة الحكمة بميدان عباس بالإسماعيلية، كما فتح مكتب معمار".


كان يتعرَّض بين الحين والآخر للمضايقات الأمنية والاستدعاءات والتفتيش، ومع ذلك كان يعمل وسط إخوانه بجد ونشاط، وكان أحد أعضاء المكتب الإداري بالإسماعيلية.



المراجع

1- حوار شخصي مع المهندس حسن علي رزة يوم 18/8/2008م.

2- موقع (إخوان أون لاين) يوم 12/5/2006م.

3- مذكرات الحاج علي رزة، موقع الإسماعيلية، بقلم الأستاذ خليل إبراهيم خليل.


المصدر

http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=39989&SecID=362