فقهيات تربوية : الاسلام دين الفطرة 7 فطرة الاقتصاد في الطعام ، وتحدي الشره والنهم ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فقهيات تربوية:الاسلام دين الفطرة 7 فطرة الاقتصاد في الطعام،وتحدي الشره والنهم؟

فتحي يكن

الأقتصاد في الطعام من الفطرة

من الفطرة في تناول الطعام،الاقتصاد في الكمية،مصداقا لقوله تعالى:{ كلوا واشربوا ولا تسرفوا}الاعراف30

وقوله:{ كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه } طه 81

فمن الفطرة التعامل مع الجهاز الهضمي وفق المنهج الرباني وتبعا لما هو ميسر له .. من ذلك :

عدم املاء البطن وحشوه بالطعام، لقوله صلى الله عليه وسلم :{ ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا ًمن بطنه}

تحقيق التوازن الامعائي بين متطلبات الطعام والشراب والنفس،لقوله صلى الله عليه وسلم :{بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه،فان كان لامحالة:فثلث لطعامه،وثلث لشرابه،وثلث لنفسه } روا الترمذي

اعتماد الحمية كنهج وقائي للمحافظة على سلامة الجسم،ذلك أن درهم وقاية خير من قنطار علاج،وقد عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك أدق تعبير حيث قال :{المعدة بيت الداء،والحمية رأس كل شفاء}

أما إملاء البطون بالاطعمة،وإدخال الطعام على الطعام ولو من غير شعور بالجوع،وعدم اعتماد(الريجيم )الرباني في مسألة تنظيم الأكل والشرب،فهو الذي أدى ويؤدي الى تكاثر الامراض الخبيثة؟


الأستغناء عن الرجيم القسري

والانسان بغنى عن الريجيم العلاجي القسري،لو أنه اعتمد النظام الفطري الذي اشرنا اليه،وبخاصة وأن الرجيم المتكلف يحمل معه الكثير من المخاطر الصحية،وليس بمأمون العواقب؟

اعرف قريبة كانت تأكل بلا حساب،وتمتلي سمنة بلا حدود .. وكلما كانت تمتليء سمنة تعمد الى الريجيم الصارم،فينحل جسمها،وتضعف قواها،وباتت حياتها ووقتها ضائعين في دوامة الاقلال من الطعام أوالاكثار منه،الى ان اصيبت بمرض التهاب الدماغ(السحايا)وأدخلت المستشفى وهي في حالة الخطر الشديد،ولو فسحة في الأجل لكانت اليوم من سكان القبور؟

ان معالجة هذه الظاهرة المرضية تحتاج الى ارادة قوية،والى اشغال النفس بالقيم العليا والأهداف الكبيرة .


الاسلام يدعو الي الارتقاء بالنفس

والاسلام يدعو الى الارتقاء بالنفس من دناياها ورزاياها وشهواتها،حتى لاتصبح هذه القشوروالسفاسف أكبر همها ومبلغ علمها،ويكون تعلقها بها عن المعالي والمكارم،ويكون لسان حالها ما حكاه الشاعر بقوله :

دع المكارم لاترحل لبغيتها
واقعد فانك انت الطاعم الكاسي

إن النظام الاسلامي يعمل على تحقيق التوازن في كل الاشباعات ،حيث لا تفريط ولا افراط .. وكل جنوح عن عملية التوازن،سيؤدي لامحالة الى نشوء حالة مرضية،يكون حجمها وضررها بحجم الجنوح الذي تسبب بها

{ ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لايعلمون }

السبت 7رجب 1423هـ / الموافق14 أيلول 2002 م

المصدر