فلسطينيون: استشهاد "ياسين" فرصة ذهبية لتوحيد الأمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٤٣، ٣٠ أبريل ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "فلسطينيون: استشهاد "ياسين" فرصة ذهبية لتوحيد الأمة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فلسطينيون: استشهاد "ياسين" فرصة ذهبية لتوحيد الأمة


القاهرة- ياسر هادي


الشيخ الشهيد "أحمد ياسين"


استنكر الكتاب والمفكرون الفلسطينيون المقيمون بالقاهرة الحادثَ الإجراميَّ الذي راح ضحيته الشيخ المجاهد "أحمد ياسين"- مؤسس حركة (حماس)، مشيرين إلى أن اغتيال "ياسين" ليس أول جرائم الصهاينة ولن تكون آخرها، وأكدوا أن الصهاينة لم يكونوا ليُقدِموا على ارتكاب هذه الجريمة لولا تيقُّنِهم من حالة العجز العربي والخضوع الكامل للصهاينة ومن خلفهم أمريكا.

وتوقَّع الفلسطينيون أن تستمر المقاومة وتشتعل بعد اغتيال "ياسين"؛ لأنَّه قام بتربية كوادر قادرة على قيادة الحركة في كل الأحوال، مشدِّدين على أن الولايات المتحدة الأمريكية لم ولن تكون سوى راعية للإرهاب والإجرام الصهيوني.

في البداية يشير "عبد القادر ياسين"- الكاتب الفلسطيني- إلى أن "شارون" لم يكن ليُقدِم على جريمته تلك لولا أن رأى التربة الرسمية العربية جاهزةً وصالحةً لجرائمه، وذلك من خلال دأب النظام العربي على استرضاء الصهاينة على حساب الشعب الفلسطيني.. الأمر الذي تجلَّى في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذي عُقد مؤخرًا في القاهرة في مارس الحالي؛ حيث بذلوا جهودًا غير مشكورة لتقديم مبادرة عربية، سبق لقمة (بيروت) أن أصدرتها منذ عامين لحل الصراع العربي الصهيوني، وأجمع الوزراء على ضرورة استجابة المبادرة الجديدة لتطلعات "بوش"، والالتقاء مع خريطة الطريق بما يجعلها مقبولةً من الصهاينة؛ أي إنَّ النظام العربي يريد تسويةً على مقاس الصهاينة.

وعلى المستوى الدولي يرى الكاتب الفلسطيني أن "شارون" توهم أن جريمة (مدريد) الأخيرة هيَّأت الرأي العام الأوروبي لتقبل الاعتداء على أي مقاوم، خاصةً إذا كان إسلاميًّا؛ ولكن ذلك لم يكن صحيحًا على الإطلاق، مشيرًا إلى أن (حماس) حركة مؤسسية وبها الكثير من القيادات المؤهلة لقيادة الحركة للاستمرار في طريق المقاومة والتحرير.

ويشير الشاعر الفلسطيني "هارون هاشم رشيد" إلى أن الساحة العربية والفلسطينية والإسلامية خسرت بفقدان الشيخ "أحمد ياسين" عَلَمًا من أعلامها، ومُناضِلاً كبيرًا ستظل تذكره الأجيال المتعاقبة، وقد شاءت الأقدارُ وإرادةُ الله أن ينال ما يتمناه، فالشهادة هي أرفع رتبةٍ يصل إليها الإنسان، مؤكِّدًا أن الجريمة في حدِّ ذاتها تقدم لهذا العالم الصامت على المجرمين صورةً حقيقيةً لهذا الزرع الشيطاني الذي غُرس في منطقتنا تحت اسم (إسرائيل) يرعاه كل دعاة الشر في العالم، وستظل (إسرائيل)- وما تفرزه من شياطينها- مصدر قلق وإزعاج، ليس لنا فقط؛ ولكن للإنسانية كلها.

مضيفًا أنَّ التاريخ سيسجِّل لـ"شارون" بجريمته الجديدة- إضافةً إلى الجرائم التي ارتكبها- أنه أبشع من مضى من المجرمين والقتلة، وهو الذي كرَّس إرهاب الدولة تحت عين وبصر الأمم المتحدة وبدعم دائم ومستمر ومنحاز من الإدارة الأمريكية التي أبَت إلا أن تكون نصير الشر، والتي تدعي أنها تحارب الإرهاب وهي التي تكرس إرهاب الدولة في منطقة الشرق الأوسط، فالطائرات التي ضربت الشيخ "ياسين" البريء الطاهر هي طائرات أمريكية دفع ثمنها دافع الضرائب الأمريكي لتقتل وتبطش وتدمر وتنشر الإرهاب، وسيسجل التاريخ هذا اليوم الأسود عارًا على الإنسانية كلها التي تصمت على هذه الجرائم.

مشددًا على ضرورة أن يكون استشهاد الشيخ "ياسين" جرَسَ إنذارٍ في آذان أمتنا العربية والإسلامية لتنتَبِه لما يُدبَّر لها من جرائم تحيكها الصهيونية والسياسة الأمريكية.

أما "لطيفة يوسف"- ممثلة وزارة الثقافة الفلسطينية بالقاهرة- فتؤكد أن الجريمة التي ارتكبها الصهاينة ضد الشيخ "ياسين" حدثت بمنتهى الاستعلاء والاستكبار؛ حيث افترى الصهاينة على رجل قعيد بثُّوا خلالَه حِقْدهم الدفين على الإسلام، مشيرةً إلى أن اختيارهم لتوقيت بعد صلاة الفجر هو نوع من الجبن، وأن الصواريخ التي قتلت "ياسين" لم تقتله وحده؛ بل قتلت معه كل العرب والمسلمين، الذين أصابتهم الصواريخ في مقتل.

وتضيف أنه بالرغم من كل الافتراءات الصهيونية ضد المقاومة والمجاهدين.. إلا أن العالم كلَّه أصبح أكثرَ اقتناعًا بالمقاومة والعمليات الاستشهادية، مشيرةً إلى أن استشهاد "ياسين" زادَ من هموم أبناء فلسطين المجاهدين؛ ولكنَّه في الوقت نفسِه دليلٌ على أن هذا الرجل- ومن معه- يؤرِّقون الصهاينة، وهذا ما نسعى إلى أن يستمر حتى تحرير أرضنا، ففلسطين أرض الرسالات التي تُخرج كلَّ يوم شهيدًا قائدًا لا يستكين.

ويرى الدكتور "خالد الأزعر"- الكاتب الفلسطيني- أن كل شيء متاح مع وجود الاحتلال؛ حيث يستبيح الاحتلال أبناء فلسطين استباحةً كاملةً، يصعُب معها الحديث عن أمنٍ ذاتي لهم، مشيرًا إلى أنه بالرغم من إمكانية اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية من الناحية الأمنية لقادة فلسطين.. فإن الأمر في النهاية يظل مرتبطًا بحسابات الصهاينة لردود الأفعال التي تتوقع أن تثور عندما تُقدِم على اغتيال أحد هؤلاء القادة أو غيرهم من أبناء الشعب المجاهد، ويشير في هذا الإطار إلى أن تقديرات "شارون" لعملية اغتيال "ياسين" لم تكن صحيحة على الإطلاق، وهذا ما أثبتته ردود الأفعال على كل المستويات.

ويشكك الدكتور "خالد الأزعر" من هدف الصهاينة من اغتيال الشيخ "ياسين"، مؤكدًا أن الأسباب الواضحة من حيث بثِّ الفتنة داخل صفوف (حماس)، واستئصال تلك الفئة المقاوِمة يصعُب أن تكون هي أسباب اغتيالهم لهذا البطل المجاهد وحدَها، مؤكِّدًا عِلمَ أمريكا بتلك العملية التي اتخذت قرارًا بها منذ سبتمبر الماضي.

أما عن التأثير الرائع لاستشهاد الشيخ "ياسين" على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي، فتشير الباحثة الفلسطينية "زينات أبو شاويش" إلى أن استشهاد المجاهد "أحمد ياسين" وحَّد الصف الفلسطيني بشكل لم يسبِق له مثيلٌ؛ وهو ما يصعُب معه على قوات الاحتلال اختراق ذلك الصف بسهولة، كما عمِل على إرساء فلسفة جديدة في مواجهة الصهاينة فيما يتعلق بالنظر إلى قضية فلسطين على أن الأرض كاملة من حق الفلسطينيين ولكن على مراحل، كما جاء موقف رئيس السلطة الفلسطينية متوافقًا مع شعور كافة فصائل الشعب الفلسطيني المجاهد.

أما على المستوى العربي فتؤكد الباحثة الفلسطينية أن استشهاده جاء مؤكِّدًا لروح العروبة مرةً أخرى؛ حيث أعلنت الشعوب العربية كلمتها، مؤكدةً أن العرب ما زالوا بخير، وأن الشعوب لن تسكت بعد ذلك، وسيخرج من بطون الأمهات ملايين "أحمد ياسين" يندِّدون بالاحتلال في كل وقت.

وأثبتت المظاهرات- التي خرجت في كل الشوارع والجامعات العربية- أن روح الأمة متعلقة بفلسطين، وأن تلك الأرض المباركة ستظل المنبعَ الذي يستقي منه العرب عزيمتهم وإرادتهم، مضيفًا أن القادة العرب وقفوا موقفًا متميزًا بعد الاغتيال؛ حيث وصفوا تلك العملية بأنها وحشيةٌ إجراميةٌ، كما أوقفت مصر المهزلة التي كانت ستحدُث بسفَر وفد مصري للمشاركة في احتفالات الكيان الصهيوني بتوقيع اتفاقية (كامب ديفيد).

أما عن وسائل الإعلام الرسمية فقد جاءت "مانشيتات" الصحف العربية وبرامج القنوات الفضائية منددةً بالجريمة، كما وقف علماء الأمة الرسميين وغير الرسميين لأول مرة في موقف موحَّد أثبت قوةَ الصفِّ العربي، وفي بادرةٍ جيدةٍ ندَّد شيخُ الأزهر بالجريمة؛ داعيًا إلى نصرة الفلسطينيين.

وتضيف "زينات أبو شاويش" أن استشهاد الشيخ "ياسين" جاء ليؤكد أن أمريكا تدعم الصهاينة على طول الخط؛ حيثُ جاءت التصريحات- التي خرجت من أمريكا بعد عملية الاغتيال- مؤيدةً لتلك العملية الإرهابية.