فوق جبل عرفات نتذكر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٩:٠٢، ٢٤ يونيو ٢٠١٣ بواسطة Ahmed s (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>فوق جبل عرفات نتذكر</font></font></center>''' ==الجمعية العمومية للعالم الإسلامي== ...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فوق جبل عرفات نتذكر

الجمعية العمومية للعالم الإسلامي

الحج مؤتمر جامع للمسلمين قاطبةً.. مؤتمر يجدون فيه أصلهم العريق والموصول منذ أبيهم خليل الله إبراهيم عليه السلام.. يقول الحق سبحانه وتعالي: "مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" (الحج:78).

والحج من الشرائع القديمة قِدم الإنسان، فقد ثبت أن الأنبياء ومن اتبعوهم كانوا يحجون البيت الحرام، فقد روى الإمام أحمد والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بوادي عسفان، فقال: "يا أبا بكر، لقد مرَّ بهذا الوادي هودٌ وصالحٌ على بكرات خطهما الليف، يحجون هذا البيت العتيق".

والمسلمون يتعلمون من هذه الفريضة ركيزة التجرد النفسي التي تتحرر بها نفس المسلم لله، وركيزة السعي والحركة التي تسلم بها حياته من الدعة والقعود والخمول، وركيزة الكفاح والجهاد التي تحفظ له كيانه من المهانة والذل، وركيزة التضحية التي يمتحن الله بها إيمانه ويؤتيه عزَّ الدنيا والآخرة، وما أحوجَنا إلى الذين يعملون بأرواحهم لا بأشباحهم، وبضمائرهم لا برقابة غيرهم عليهم.

مؤتمر السلام حقًّا

ما أكثرَ المؤتمرات التي تُعقد هنا وهناك ثم تنفضُّ ولا جديدَ.. لكنَّ مؤتمرَ الحج مؤتمرٌ فريدٌ في دنيا الناس.. مؤتمر ينبثق من ضمير الأمة وينعقد تحت لواء الإسراع إلى مرضاة الله ولواء التعاون على الخير والبر..

مؤتمر يجمع أفضل أمة أخرجت للناس، ولو فهمه المسلمون على وجهه الصحيح وأدَّوه كما يجب لانزَوَت كل مؤتمرات السماسرة من محترفي السياسة ودورات هيئة الأمم، ولأَصبح مركز الثقل في كيان وحياة أمة الإسلام، بل أصبح بداية التحول في تاريخ العالم كله.

لقد ارتبط الحج بفكرة السلام والأمان، فليس للمسلم في فترة إحرامه أن يُقلع شجرة أو يُقلم ظفرًا أو يَقصَّ شعرًا، وليس له أن يرفث أو يفسق أو يجادل.. قال تعالى: "فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" (البقرة: 197).

ومن هنا بدأت معركة السلام في داخل القلوب والضمائر.. السلام الذي ربَّى عليه [الإسلام]] أمتَه هو الذي تنسجم عليه حياة المسلم مع هواتف الخير في نفسه.. إن الذين يحققون معنى السلام في أنفسهم بتحريرها من كل سلطان غير سلطان الحق هم وحدهم الذين يستطيعون أن يقودوا البشرية في الطريق الصحيح المؤدي إلى السلام..

إن دورنا الحقيقي أن نحمل الهداية للعالمين في شِعاب الأرض، وفي متاهات الصحراء، وفي كل البقاع؛ ولذلك علمنا الرسول صلوات الله وسلامه عليه أن نقول حين يقع بصرُنا على الكعبة المشرفة: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام".

مواسم الخير

هناك في هذه البقاع ينكشف عن القلوب المؤمنة الغطاءُ، وتُفتح لها أبواب السماء، فيتوجه الحجَّاج إلى الله بقلوب أشرقت عليها الأنوار، ومن بين هذه النفحات الربانية:

فضل عشرة ذي الحجة: والواجب على جميع المسلمين الحرص على طاعة الله فيها، فقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام.. قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله..؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"
وقال:
"ما من أيامٍ أعظمُ عند الله ولا أحب إلى الله من العمل فيهن من أيام العشر، فأكثِروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير"، وفي رواية: "وإنَّ صيام يومٍ منها يعدل صيام سنة، والعمل فيهن يضاعَف بسبعمائة ضعف".

وعن ابن عباس: "وما رؤي الشيطان أغيظ منه وأدحر من يوم عرفة"، والمسلم الحق يهرع إلى الله عز وجل ويقف ببابه تائبًا داعيًا منيبًا إلى الله، ولله في أيام دهركم نفحات.. ألا فتعرضوا لها.. فإلى العمل والطاعة والصدق والإخلاص.

حقوق الإنسان ومبادئ الإسلام

وقف سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يعلن حقوق الإنسان، ويقرر مبادئ السلام، ويبين معالم العدالة والمساواة بين الناس قبل أن يعرفها العالم كله بألف عام.. فقال:

"أيها الناس: إن دماءَكم وأموالَكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا.. أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد.. كلكم لآدم، وآدم من تراب.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. ليس لعربي فضلٌ على أعجميٍّ إلا بالتقوى..
أيها الناس: إن الشيطان قد يئِسَ أن يُعبد في أرضكم أبدًا ولكن إن يقع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقِّرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم.. أيها الناس: إن لكم على نسائكم حقًّا، ولهن عليكم حقًّا..لكم عليهن ألا يوطِئن فرشكم أحدًا تكرهونه، وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا.. أمرًا بيِّنًا.. كتاب الله وسنة نبيه.. ألا هل بلغت..؟ اللهم فاشهد".

المصدر