في احدث حوار للدكتور الرنتيسي: انتفاضة الأقصى الأكثر إيلامًا للعدو الصهيوني !

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في احدث حوار للدكتور الرنتيسي: انتفاضة الأقصى الأكثر إيلامًا للعدو الصهيوني !


تقرير خاص:

الدكتور عبد العزيز الرنتيسي رمز واسم ارتبط في أذهان الجميع بالمقاومة، فهو قائد سياسي وأحد رموز حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وأحد أهم رموز المقاومة والجهاد حاليًا في العالم، استهدفه الاحتلال الصهيوني أكثر من مرة بالإبعاد والاعتقال، وأخيرًا بالمحاولة الفاشلة لاغتياله، ورغم الظروف التي يعيشها الرنتيسي الآن؛ لكونه مستهدفًا كان هذا الحوار الشيق معه- في الذكرى الثالثة لانتفاضة الأقصى، ومع أول يوم لدخولها عامها الرابع- ليجيب عن واقع انتفاضة الأقصى ومستقبلها، وموقف حركة حماس خصيصًا من كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية.

* بداية كيف تقيِّم انتفاضة الأقصى بعد مرور 36 شهرًا على اندلاعها؟

الانتفاضة اليوم أكثر إيلامًا للعدو الصهيوني من أي وقت مضى، خاصة أن العمليات الأخيرة التي زلزلت أركان العدو جاءت في الوقت الذي اتخذ فيه العدو إجراءات أمنية مشددة، وظنَّ أن حركة المقاومة الإسلامية حماس لن تستطيع أن تنفذ عمليات داخل العمق الصهيوني ، ولكنها استطاعت أن تنفذ وبقوة، وهذا يؤكد أن الانتفاضة قد حطمت نظرية الأمن الصهيوني ، مما يعني أن الانتفاضة في تقدم مستمر وقد قطعت شوطًا مهمًا نحو تحقيق أهدافها بإذن الله، ومن الدلائل المهمة أيضًا على تقدمها وتطورها الهزائم المتتالية التي يُمنى بها العدو في كل اجتياح يقوم به لقطاع غزة، أي أنها بما تملك من أدوات قتالية مصنَّعة محليًّا استطاعت في المواجهة المباشرة أن تهزم الجيش الصهيوني الذي ظنَّ يومًا أنه لا يقهر.

* وهل حققت الانتفاضة الأهداف المرجوة منها خاصة لدى حماس؟

نحن شعب يرزح تحت الاحتلال وليس أمامنا إلا أن نقاوم الاحتلال، والانتفاضة نجحت في استنزاف العدو بطريقة غير مسبوقة، والعدو يقرّ ويعترف أن الانتفاضة أوقعت فيه من الخسائر ما عجزت عن تحقيقه الجيوش العربية مجتمعة، وأهم أهداف الانتفاضة هو تحقيق هذا الاستنزاف البشري والاقتصادي والنفسي والمعنوي الذي دفع (أبراهام بورج) أن يتحدث عن قرب نهاية هذا الكيان، فالانتفاضة حققت توازن الردع، ولولا أن هناك فئة من الشعب الفلسطيني تعرض على العدو عروضًا سخية لبلغت الانتفاضة مرادها وحققت أهدافها كاملة غير منقوصة، ولكن الانتفاضة في تقدم مستمر والحمد لله، والعدو في تأخر مستمر والفضل في ذلك كله لله، والنصر قادم بإذن الله.

* البعض يرى البعض أن حماس فشلت في تحويل انتفاضة الأقصى إلى حرب تحرير وأن القوى الوطنية ومنها فتح فشلت في استغلالها لرفع سقف المفاوض الفلسطيني ما رأيكم؟

على العكس تمامًا فقد تمكنت حركة المقاومة الإسلامية حماس من تحويل الانتفاضة إلى حرب تحرير، فهذه العمليات الاستشهادية التي تضرب عمق العدو، وهذه المواجهات اليومية التي يتكبد فيها العدو خسائر فادحة لهي دليل قوي على أن الانتفاضة تحولت فعلاً إلى حرب تحرير، وهذا ما تعلنه حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وعندما يتحدث رئيس الوكالة اليهودية سابقًا ورئيس الكنيست السابق (أبراهام بورج) عن توقعاته قائلاً: إن العدّ التنازلي لنهاية الكيان الصهيوني قد بدأ وإن الانتفاضة الفلسطينية ستقضي على هذا الكيان فهو يقدم دليلاً جديدًا على ما أحدثته الانتفاضة من الاستنزاف للكيان الصهيوني على كل المستويات، وهذا يعني أنها فعلاً حرب تحرير وليست مجرد انتفاضة شعبية.
أما المفاوض الفلسطيني فلن يستطيع رفع سقفه؛ لأنه عندما خفض سقف تطلعاته السياسية فعل ذلك أمام العالم، والتزم بذلك أمام الدول العظمى مما يجعل العودة عن موقفه السابق أمرًا مستحيلاً، أي لن يستطيع أن يطالب بسقف أعلى، بل على العكس تمامًا سيطالب هو بمزيد من تخفيض السقف وهذا ما تفعله أمريكا وهي تمارس ضغوطًا متزايدة على السلطة الفلسطينية.

* أحد القيادات في حماس ذكر من قبل ان التأييد الشعبي لانتفاضة الأقصى أكبر بكثير من سابقتها-الانتفاضة الأولى- فهل ما زالت المقولة صحيحة في ظل التصعيد الصهيوني غير المسبوق؟

هذه المقولة صحيحة 100% والسبب في ذلك أن الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الأولى كان يفقد أشياء كانت في يده، مثلاً كان هناك أعداد كبيرة من العمال الذين ينتفعون من الهدوء، فكانت الانتفاضة تحرمهم من العمل داخل الكيان الصهيوني سواء عن طريق فرض حظر التجول من قِبل العدو الصهيوني أو عن طريق أيام الإضراب الطويلة التي كانت تفرضها الانتفاضة، أما في هذه الانتفاضة فلا يوجد ما يفقده الشعب الفلسطيني، فلم تكن هناك أعداد كبيرة من العمال تعمل داخل الكيان الصهيوني ؛ حيث إن الكيان الصهيوني أحضر عمالاً من أوربا الشرقية وكذلك من آسيا، كما أن الشعب الفلسطيني في هذه الانتفاضة أصبحت لديه قناعات راسخة أنه لا توجد حلول سياسية لقضيته العادلة، ولم يعد أمامه إلا أن يقاتل.

* أيضًا قيل أول الانتفاضة إن حماس ومؤسساتها كانت ترعى شهداء ومعافي الانتفاضة، ألا يمثل تجميد السلطة لمؤسساتكم الخيرية إعاقة لمجهوداتكم وتعسيرًا وتقليلاً للتأييد الشعبي للانتفاضة؟

من غير المتوقع أن تتأثر شعبية الانتفاضة بسبب تجميد السلطات لمؤسسات حماس الخيرية، والسبب في ذلك أن السلطة لن تستطيع أن تقدم بديلاً للشعب الفلسطيني، أي لن تستطيع أن تعوض أولئك الذين ينتفعون من المؤسسات الخيرية الإسلامية، وفي نفس الوقت لن تستطيع أن تقدم حلولاً سياسية للمشكلة الفلسطينية، وهذا سيؤدي إلى مزيد من العزلة للسلطة الفلسطينية، وفي نفس الوقت إلى مزيد من التأييد لحركة المقاومة الإسلامية حماس هذا من جانب، ومن جانب آخر فالشعب الفلسطيني يقدم الشهداء من أجل كرامته وليس من أجل الحصول فقط على الطعام، فطالما أن هناك تنكرًا للحقوق الوطنية المشروعة من قِبل العدو الصهيوني وأعداء الأمة من الأمريكان والأوربيين ستجد أن الشعب الفلسطيني يزداد تأييدًا ودعمًا للانتفاضة، وهذا ما نراه على أرض الواقع في هذه الأيام.

* وما الدور المنوط بالمسلمين في العالم لضمان استمرار الانتفاضة..؟

أولاً القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده ولكنها قضية الأمة الإسلامية، ثانيًا يرى المسلمون اليوم أن الصهيوني ة الحاقدة والغرب الصليبي قد حشدوا كل قوتهم في مواجهة الانتفاضة، ومن هنا بات واجبًا على كل مسلم أن يقوم بدوره في دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني لضمان استمراريتها، فعلى مستوى الشعوب لا بد من تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني، فالجهاد بالمال يوازي الجهاد بالنفس، وأما على مستوى الدعم المعنوي فلا بد للشعوب الإسلامية أن تتحرك في مسيرات حاشدة على مستوى العالم الإسلامي تأييدًا للشعب الفلسطيني، والتحشيد ضد العدوان الصهيوني والمواقف الأمريكية والغربية في مساندتهم للإرهاب الصهيوني ، أما على مستوى الدول فالأنظمة مسئولة أمام الله أولاً ثم أمام شعوبها، فقضية فلسطين وقضية المسجد الأقصى المبارك هي أولاً وأخيرًا قضية إسلامية، فماذا سيقول القادة لله عز وجل يوم القيامة عندما يسألهم عن المسجد الأقصى ماذا عملتم من أجل تحريره من يد الصهاينة، فعلى جميع الأنظمة أن تقدم الدعم العسكري والإعلامي والمعنوي والدبلوماسي لقضية فلسطين، وأن يتحدوا من أجل دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني هذا واجبهم وعليهم أن يقوموا بواجبهم.

* وجدنا استجابة عربية للقرار الأمريكي بتجميد الأصول المالية ل حماس وقادتها السياسيين وإن كان القرار الأمريكي لم يؤثر في الحركة، فهل تتفقون أن الاستجابة العربية والأوروبية سيكون لها الأثر السلبي عليكم؟ أم أن الأثر سيكون في مغزى الاستجابة للإملاءات الأمريكية فقط؟

للأسف الشديد إننا فعلاً لمسنا الاستجابة من بعض دولنا العربية للموقف الأمريكي العدائي ل

حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وموقف هذه الدول يعكس حالة العجز التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية، ولا يكون للموقف العربي والموقف الأوروبي أي تأثير ملموس على حركة المقاومة الإسلامية حماس فلا توجد لدينا أرصدة لا في دولنا العربية ولا في أوربا، ولكن اتخاذ بعض الدول العربية لخطوة كهذه يعني بداية مرحلة جديدة من قِبل تلك الدول العربية تتناغم فيها مع الموقف العدائي الأمريكي والصهيوني الذي يصنف حماس على أنها حركة إرهابية، ولذلك ستكون هناك تبعات لهذا الموقف الذي اتخذته بعض الدول العربية، أي أنها ستطالب بمزيد من الإجراءات ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس والمتعاطفين معها في عالمنا العربي والإسلامي، ولكني على ثقة بأن الخاسر الوحيد من هذه الإجراءات هو النظام الذي يضع نفسه في خندق الأعداء في مواجهة الشعوب العربية والإسلامية، ولكن حركة حماس بإذن الله ستزداد قوة وستزداد دعمًا وتأييدًا من الشعوب التي تتطلع إلى يوم الخلاص، وتبحث عن الكرامة.

* تعرضت قيادات حماس لعمليات اغتيال من الاحتلال الصهيوني نجح منها ما نجح وفشل ما فشل.. كيف حال القيادات الصحية والمعنوية الذين فشلت ضدهم عمليات الاغتيال وكيف ترى أسباب نجاح العمليات الاخرى؟

بالنسبة للحالة الصحية فالحمد لله جميعنا بخير، وأما بالنسبة للحالة المعنوية فقد ارتفعت كثيرًا عما كانت عليه في السابق والفضل في ذلك لله وحده، يعلم الله أننا ندعوه تقريبًا في كل صلاة أن يرزقنا الشهادة، وقد غلب علينا الظن أننا سنكون شهداء بإذن الله تعالى، ولكن عندما ينقضي الأجل فلكل أجل كتاب، أما بالنسبة لأسباب نجاح العدو في بعض العمليات ففي معركتنا مع العدو نحن نرصده جيدًا ولذلك ننجح في تسديد ضربات قوية تصيبه في العمق، وهو يرصدنا جيدًا ولذلك ينجح أحيانًا في تحقيق أهدافه، وهكذا الحال دائمًا في المعارك، وأعتقد أننا كنا نستهتر فلا نتخذ إجراءات أمنية مشددة، ولكن الأمر مختلف الآن فنحن نتخذ اليوم أقصى درجات الحيطة الأمنية ثم نتوكل على الله.

* نعرف شدة الضربات التي تمّ توجيهها مؤخرا ( لكتائب القسام) والتي لم يواجهها أي فصيل فلسطيني آخر ولكن هل هذه الضربات يمكن أن تكون معتمدة على اختراقات في صفوف الحركة وهل استطاع الكيان أن يشلّ الكتائب التي تمثل الذراع الضارب لكل الحركات الفلسطينية وليس لحماس فقط؟

الواقع أن هذه الضربات تعتمد على اختراق في الشارع الفلسطيني وليس داخل حركة حماس ، ولو كان هناك اختراق داخل الحركة لما نجحت ضربات (القسام)، فالعدو يحاول أن يخترق صفوف التنظيمات لكي يتجنب ضرباتها، ونجاح حماس في تسديد ضربات قوية للعدو دليل قاطع على أن صفها معافى من الاختراق والحمد لله، ولكن العملاء الذين ينتشرون في الشوارع هم الذين يقدمون المعلومات المطلوبة عن تحرك المطلوبين للاغتيال من قِبل العدو الصهيوني ، فيكفي أن يقدم أحدهم معلومة عن السيارة التي ركبها أحد القادة المطلوبين، عن لونها ونوعها ووجهتها، والواقع يقول إن العدو الصهيوني فشل فشلاً ذريعًا في مواجهة كتائب عز الدين (القسام) التي تسدد له ضربات قوية رغم الاستنفار الأمني الذي بلغ أقصى درجاته، والعمليتان الأخيرتان في القدس وتل أبيب أثبتتا أن العدو الصهيوني عاجز عن مواجهة كتائب عز الدين (القسام)، ومن هنا بدأ يمارس ضغوطًا على السلطة الفلسطينية كي تقوم بمواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وكذلك تلعب أمريكا وأوربا نفس الدور.

* لماذا ترفضون المشاركة في حكومة وحدة وطنية؟ ألا يمكن ان تكون تلك المشاركة حصنًا وحفظًا للدم الفلسطيني وأن يكون الرفض سببًا للصدام؟

كما تعلم فلأي حكومة تُشكل داخل فلسطين سقف معلوم وهو سقف (أوسلو)، وعليه فأي حكومة تُشكل يجب أن تعترف بدولة الكيان الصهيوني ، وهذا يعني التنازل عن 78% من فلسطين ثم التفاوض على باقي الوطن، وهذا أمر ترفضه حماس لأنه مرفوض شرعًا، ولذلك طالما أن سقف الحكومة هو (أوسلو) فلن تشارك حماس في تلك الحكومات، والواقع أن عدم المشاركة لن يولد الصدام؛ فلا يوجد لدى العدو الصهيوني أي مشروع سياسي يمكن أن يقدمه للسلطة الفلسطينية مما يبعد شبح الصدام.

* أعلنت بعض المصادر الإعلامية أن أحد القريبين من حماس (موسى الزعبوط) سيشارك في الحكومة القادمة.. نرجو التوضيح؟

الدكتور "موسى الزعبوط" رجل مستقل ولا يمثل حماس، وهو عضو في المجلس التشريعي، بينما

حركة المقاومة الإسلامية حماس كما تعلم لم تشارك في انتخابات المجلس التشريعي، ولكن الدكتور "موسى الزعبوط" رجل فاضل ونُكنّ له كل احترام وتقدير، إلا أنني أؤكد أنه لا يوجد في المجلس التشريعي أي ممثلين لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

* نعلم أن الحركة تواجه حربًا ضروس.. قد تكون مقدمة لاقتحام غزة هل لديكم خطة أو منهج لمواجهة الحرب ضدكم وكذا لمخطط اقتحام غزة؟

بالتأكيد لدينا خطط تتناسب مع ما لدينا من إمكانيات، ونقول بوضوح إن العدو الصهيوني يستطيع أن يجتاح غزة بما يمتلك من دبابات وطائرات وصواريخ.. ولكن سيدفع ثمنًا باهظًا عند الاجتياح ولن يستطيع المكوث في غزة ولو لمدة 24 ساعة، إذا بقي الجنود في الدبابات ستنسف الدبابات.. وإذا ترجلوا من الدبابات سيصبحون أهدافًا سهلة لمقاتلينا سواء في حركة المقاومة الإسلامية حماس أو باقي الفصائل الوطنية والإسلامية المقاومة، وعندها سيقتلون من العدو العددَ الكبير.. وربما يتمكن مقاتلونا من اختطاف بعض الجنود مما يشكل فرصة ذهبية للإفراج عن أسرانا البواسل.

* هل تتوقع استمرار انتفاضة الأقصى أم انها ستلاقي نفس مصير الانتفاضة الأولى في ظل الظروف السلبية المحيطة بها؟

لم يعد هناك احتمال لأي حل سياسي؛ فالمشروع الصهيوني لا يقبل بالوجود الفلسطيني على أرض فلسطين فكيف سيقبل بقيام دولة فلسطينية؟! هذا أمر مستحيل، وفي غياب احتمال أي حل سياسي يمكن أن يقبل به الشعب الفلسطيني فأعتقد أن المقاومة مستمرة والانتفاضة مستمرة ولن تتوقف أبدًا حتى تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة.

* لم نسمع عن أي إجراء تجاه العملاء خاصة بعد سلسلة عمليات الاغتيال التي تعرض لها قيادات الحركة رغم أن حماس هددت باتخاذ إجراءات حيالهم وهو ما لم يحدث منذ الانتفاضة الأولى رغم معرفتكم بمعظمهم؟

الواقع أن الذي يمنع حركة المقاومة الإسلامية حماس من ملاحقة العملاء هو حرص الحركة على تجنب الصدام مع السلطة الفلسطينية، فهذا واجب السلطة القائمة التي تمتلك الأجهزة الأمنية وتستطيع أن تلاحق هؤلاء العملاء وأن تفكك شبكاتهم، إلا أن السلطة لم تقم بدورها، ونحن من جانبنا نخشى إن قمنا بهذا الدور أن تقول السلطة هذا اعتداء على صلاحيات السلطة وتصبح هناك فرصة لاقتتال فلسطيني فلسطيني.

* هل يمكن أن ينجح (أحمد قريع) في ما فشل فيه (أبو مازن) سواء في وقف الانتفاضة أو تنفيذ خريطة الطريق؟

لقد أعلن (أبو مازن) أن الذي أفشله هو الموقف الأمريكي والموقف الصهيوني ، وأنا أؤكد أن الصهاينة وأمريكا لا يفكرون في إعطاء الشعب الفلسطيني أيًّا من حقوقه الوطنية المشروعة، وهذا يعني أن (أبا علاء) لن ينجح في تحقيق ما فشل في تحقيقه (أبو مازن)، أما الانتفاضة والمقاومة فلا يستطيع أحد أن يوقفها دون أن يقدم للشعب الفلسطيني حلاً يقبل به الشعب الفلسطيني.

* ما مدى المسئولية التي تقع على الحركة في نجاح عمليات الاغتيال الصهيوني ة خاصةً وأنكم وصفتم ما حدث من بعض المنتمين للحركة بالاستهتار؟

من الملاحظ أن العدو الصهيوني لم يتمكن في الآونة الأخيرة من اغتيال أي من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس وذلك عندما توقف الاستهتار، فكان كثير من الإخوة المسئولين يظنون أنهم غير مطلوبين للاغتيال ثم تحدث الكارثة، لكن اليوم الجميع يعتقد أنه مطلوب وبالتالي ويأخذ احتياطات أمنية مشددة، وهذا بالتأكيد يثبت أن

حركة المقاومة الإسلامية حماس بسبب الاستهتار في السابق قد ساهمت في نجاح العدو في الوصول إلى بعض قياداتها.

* أيضًا بماذا تفسر اختفاء قادة حماس مؤخرًا؟ هل هو خوف من الاستهداف أم مناورة؟

لا ليست مناورة ولكن يجب علينا أن نأخذ الحذر؛ لقول الله عز وجل:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ " كما أن من واجبنا أن نأخذ الحذر حتى نوفر حماية لجيراننا الذين تقصف بيوتهم مع بيوتنا.

* ما موقف الحركة المستقبلي في حال قيام الحكومة الفلسطينية الجدية بالاصطدام مع التنظيمات الفلسطينية وبالأخص حركة حماس، فهل ستقبل الحركة الخيار الذي حصل معها بعام 96 وهو الرضوخ للواقع والاعتقال السياسي أم أنها ستعمل على مواجهة السلطة بغض النظر عن طبيعة هذه المواجهة؟

لا يمكن أن تقبل حركة المقاومة الإسلامية حماس أن يتكرر ما حدث عام 96، وأنا أعتقد أن الظروف لا تسمح بتكرار المحاولة من قِبل السلطة، ولكن إن فعلت فسيتصدى لها الشعب الفلسطيني الذي يقف مع خيار المقاومة ويبارك ما تقوم به حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وهذا يعني أن احتمال المواجهة مع السلطة غير وارد، وفي نفس الوقت أن تكرر السلطة التجربة أمر غير وارد، ونسأل الله العفو والعافية.

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.