في ذكرى جنين وقانا.. اغتيال الرنتيسي ضحية الصمت العربي!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في ذكرى جنين وقانا.. اغتيال الرنتيسي ضحية الصمت العربي!

مقدمة

على مدار أكثر من ثلاث ساعات نددت ندوة نظمتها نقابة الصحفيين المصريين- بمناسبة مرور الذكرى الثامنة لمذبحة قانا- باستمرار ارتكاب الصهاينة المزيد من الجرائم والمجازر ضد أبناء فلسطين ورموز المقاومة، فبالأمس اغتالوا الشيخ احمد ياسين، واليوم قاموا باغتيال الدكتورعبدالعزيز الرنتيسي- قائد حركة حماس في غزة- ضمن سلسلة اغتيالات متواصلة للقادة والزعماء الفلسطينيين.

وقد وقف الحاضرون دقيقة حداد على شهداء فلسطين وعلى روح الشهيد الدكتور " عبدالعزيز الرنتيسي "، وذكر الدكتور "رفعت سيد أحمد"، الذي أدار الندوة أن شهر إبريل قد شهد العديد من المجازر، ففي 18 من إبريل من مثل هذا اليوم وقعت مجزرة قانا وجنين ودير ياسين، ويعتبر هذا الشهر شهر الملاحم والمجازر، فبالأمس وقعت جريمة لم يشهد لها القانون الدولي أو الواقع الإنساني من قبل مثيلاً؛ وهي اغتيال الدكتور "عبدالعزيز الرنتيسي "، ومنذ أقل من 23 يومًا وقع اغتيال الشيخ " أحمد ياسين " مؤسس حركة حماس .

د. محمد جمال حشمت

وأشار الدكتور " محمد جمال حشمت " في كلمته نيابة عن نقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب إلى أن استشهاد زعماء حركة حماس يمثل امتدادًا لسلسلة من الاغتيالات، وليس انتهاءً لها، وذلك دون تحرك، ففي أثناء أحداث جنين أخذت لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب تناقش الدور الذي يمكن أن تفعله مصر تجاه هذه الأحداث من خلال إلغاء معاهدات "كامب ديفيد"، وطرد السفير الصهيوني والأمريكي من مصر ؛ ولكن حزب الأغلبية قابل هذا القرار بابتسامة عريضة ساخرة، وذكر أن مثل ذلك لا يمكن تحقيقه، ويمثل حلمًا صعب المنال؛ حيث إن مصر غير مؤهلة لهذا.

وقال الدكتور "جمال حشمت": إن مصر دولة منهارة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والتعليم وغيره، كما أن كرامة الشعوب العربية أصبحت ليس لها ثمن أو قيمة تذكر، فالأجنبي يعامل معاملة الدرجة الأولى داخل بلده وخارجها في حين أن المصريين لا يعاملون إلا معاملة السوء.

فكرامة المصريين أصبحت هامشية، لا يطالب بها أحد، ولا يسعى إلى استعادتها، كما كانت من قبل، وليس هناك نية للإصلاح، فقد أتاحت لبنان الفرصة للمقاومة، ونجح الشعب اللبناني في استرداد كرامته وتحرير بلاده ومقاومة العدوان، وكذلك فلسطين ، وهذا ما يحدث الآن في العراق ولابد من تحرك الشعب العربي قبل أن يأتي الدور علينا.

وأشار الدكتور " رفعت سيد " إلى أن العدو الصهيوني يقتل ويشرد ويغتال القيادات، ولابد أن تكون هناك ردود أفعال تعادل هذه المجازر؛ حتى لا يُصاب الناس بالإحباط، ومن عدم اتخاذ خطوات إيجابية ضد سياسات العدو الصهيوني .

وشدد " رفعت سيد أحمد " على ضرورة إطلاق حرية الشعوب للرد الفوري، والتحرر من سياسات العجز الرسمي العربي، التي تعد إحدى أدوات الصهيونية والإمبريالية الأمريكية في تحقيق مشروعها الاستعماري في المنطقة، وضرورة إلغاء كافة المعاهدات التي تم إبرامها مع الكيان الصهيوني، خاصة بعد تصريح بوش وشارون الأخير بضم الضفة الغربية، وإلغاء حق عودة الشعب الفلسطيني إلى دياره التاريخية.

وأشارت الصحفية "منى عزت" بلجنة دعم الانتفاضة بنقابة الصحفيين إلى أن اغتيال "عبد العزيز الرنتيسي" يُعدُّ رسالة واضحة لكافة الأنظمة العربية، فقد بات المخطط الأمريكي الصهيونيواضحًا، ليس على فلسطين فحسب؛ بل على الأمة العربية كلها.

وطالبت الصحفية "منى عزت" بضرورة مقاومة الأنظمة الاستبدادية التي تصادر الحق في التضامن السياسي والشعبي للمقاومة في فلسطين ، وكذلك مقاومة الأنظمة العربية التي تصمت أمام الجرائم التي ترتكب من قبل العدو الأمريكي والصهيوني بين الحين والآخر دون أي تحرك.

ودعت إلى ضرورة المشاركة في حملة تبدأ في العشرين من الشهر الجاري للتأكيد على أن الشعب المصري ضد وجود العدو الصهيوني ومعاهدة كامب ديفيد رغم مرور 25 عامًا عليها، فالكيان الصهيوني عدو لنا، ويجب قطع الطريق أمامه وإجهاضه؛ حتى لا يمتد إلى الدول الأخرى، وهذه تعتبر حملة للتعبير عن الشعب المصري تضم الشباب والشيوخ والنساء.

كما أكدت الصحفية "منى عزت" على أن الرد الحقيقي على العدو الصهيوني يكون من خلال اتباع سياسة الإرهاب لهم، وتشجيع المقاومة ودعمها.

بينما أشار " ناجي الشهابي "- رئيس حزب الجيل- إلى أن سياسة الاغتيالات أصبحت سياسة شارون؛ فبالأمس استشهد الدكتور " عبدالعزيز الرنتيسي "، ومن أقل من شهر، استشهد مؤسس حركة حماس الشيخ "أحمد ياسين "، ولابد من طرد السفير الصهيوني من كافة الدول العربية، خاصةً بعد الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني واحتلال أمريكا للبوابة الشرقية، والتي تتمثل في العراق .

العدو الأساسي

واعتبر "الشهابي" الولايات المتحدة الأمريكية العدو الأساسي للأمة العربية، ولابد من اتحاد المطالب العربية للقضاء على السياسة الأمريكية، وضرورة اعتبار ذلك أول البنود التي لابد من مناقشتها على القمة العربية المؤجلة في تونس؛ حيث تستخدم أمريكا وإسرائيل (الكيان الصهيوني) الأسلحة المحرمة دوليًّا والمحظورة دون أي تحرك من خلال الجامعة العربية .

وطالب الشهابي بضرورة أن تكون هناك وقفة حازمة أمام الكيان الصهيوني، فبوش في حقيقة الأمر مهزوم في العراق، وكذلك شارون في فلسطين، في حين أن الدول العربية مهزومة في نفسها؛ حيث لم تتخذ أي إجراء نحو المجازر التي تتم يوميًّا، ومسلسل الاغتيالات الذي يبدو أنه ليس له نهاية إلا باحتلال فلسطين والقضاء على المقاومة فيها.

فرغم الأسلحة القوية التي يتم استخدامها في العراق و فلسطين ، فإن روح الاستشهاد والمقاومة قوية؛ حيث إنها منتصرة رغم التحديات التي تواجهها من جانب الكيان الصهيوني.

وتساءل " جمال فهمي "- مقرر لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين- عن موعد انتهاء الاحتفال بالمذابح الدامية في فلسطين و العراق دون تحرك الشعوب العربية، ويقول: "إذا كانت الأفواه مكممة، والانتخابات مزورة، وبعض الصحف ممنوعة من الصدور، والسجون مشرعة ومملوءة بأصحاب الرأي والكلمة الحرة؛ فلماذا نلوم شارون على جرائمه التي يرتكبها، والمذابح التي تحدث على أرض فلسطين بشكل يومي؛ حيث يقتصر رد الشعوب العربية على هذه الاغتيالات على إصدار بيان تنفس به عن نفسها".

واعتبر "جمال فهمي" الكلمة سلاحًا حقيقيًّا عندما تؤثر وتنتقل بالحركة خطوة نحو الأمام في اتخاذ قرار حاسم نحو هذا العدوان؛ لكن ما نحن فيه الآن فسنظل نبكي على الأطلال لأكثر من مليون عام دون أي فائدة يتم تحقيقها.

أما "ممدوح إسماعيل" المحامي- وكيل مؤسس حزب الشريعة- فأشار إلى أن هناك مؤامرة للقضاء على المقاومة ووأدها، فالحكام العرب مسئولون عن ذلك، كما أن التاريخ لا ينسى ولا يكذب، ويجب توجيه رسالة لشارون تحمل وحدة الشعوب العربية للتصدي لهذا العدوان الغاشم.

ويرى "عاطف مغاوري"- أمين حزب التجمع بالشرقية شمال القاهرة- أنه لا يوجد حل لمواجهة الصهاينة غير المقاومة، فقد أصبحت أجندة المذابح مزدحمة بالاغتيالات بين الحين والآخر، وتمثل في حقيقة الأمر سلسلة من التضحيات للدفاع عن حرية الشعوب والوطن.

وتساءل "عاطف مغاورى" عن حصاد زيارة الرئيس مبارك لأمريكا، والاحتفال بمرور 25 عامًا على اتفاقية السلام، والتي تمثل في حقيقة الأمر ذلاًّ وعارًا على الشعب المصري.

وأكد الدكتور "مهدي الدجاني" أن أرض فلسطين هي أرض مباركة؛ ولذلك يستمر ينبوع الاستشهاد من وقت لآخر، فالأمس كان استشهاد "أحمد ياسين"، واليوم عبد العزيز الرنتيسي.. كما أن العدوان الصهيوني أصبح يغتال الكوادر والقادة المدانيين وكتائب الجهاد في فلسطين، ويتصيد الرءوس الكبيرة، فهناك توقع باستشهاد آخرين.

وقد برز هذا المخطط الصهيوني في الوقت الحالي لتزايد الانحصار الإستراتيجي الذي يعاني منه الكيان الصهيوني والعجز عن توفير الأمن المطلق، وإن يعتقد البعض أن الجدار الفاصل يوفر لهم الأمن المنشود، هذا علاوةً على تصاعد الهجرة العكسية، والتصدع داخل الكيان العسكري، وزيادة المقاومة؛ ولذلك شعر الصهاينة أن المسألة أصبحت حياة أو موت، ويعتبر الكيان الصهيوني الجرائم التي يتم ارتكابها في العراق تخفيف عن الإسرائيليين (الصهاينة) في فلسطين.

ويطالب الدكتور "مهدي الدجاني" بضرورة تطوير أسلوب المقاومة في فلسطين والعراق لزيادة استنزاف القيادات الأمريكية، وضرورة تحرير القوة الشعبية وعودة النظم العربية لرشدها، وأكد الدكتور المهدي أن شجرة المقاومة صلبة، وجذورها تضرب في أعماق الأرض في فلسطين والعراق منذ فترة طويلة.

وأشار القس "برام مخائيل"- الذي حضر هذا المؤتمر نيابة عن الأنبا "بسنتي"- إلى ضرورة التسوية الكاملة للقضية الفلسطينية لتحرير المقدسات الدينية؛ حتى نعيش في سلام، وأشار إلى أن البابا شنودة رفض الذهاب إلى فلسطين بعد دعوة من قبل ياسر عرفات، وقال: إنه لن يدخل فلسطين إلا بعد تحريرها، ورجوع المقدسات الدينية لنا، وقد أعلن ذلك في كافة الكنائس في مصر.

وطالب القس "برام مخائيل" بضرورة إصلاح أنفسنا قبل الحكام، وكذلك الأبناء، وضرورة التكاتف؛ وذلك لإثبات وجودنا حتى نصبح قوة مؤثرة لها وزنها وسط المجتمعات والدول الأخرى، وذلك من خلال التغيير الداخلي.

أما المهندس "محمد هاشم"- ممثل اللجنة المصرية لمقاومة التطبيع الزراعي- فقد أشار إلى أن ما يحدث الآن في فلسطين و العراق يدل على أن الحكام العرب أصبحوا بمثابة دمية في أيدي العدو الصهيوني؛ حيث إنهم أصبحوا مسلوبي الإرادة السياسية في مواجهة الكيان الصهيوني، واتهم المهندس "محمد هاشم" الحكام بالخيانة، واعتبرهم عملاء للكيان الصهيوني.

وأشار "عبدالرحيم الكيلان"- ممثل الجبهة المصرية لمساندة المقاومة- إلى أنه حتى في التاريخ لحظات فارقة تفرق بين الأبيض والأسود، وسياسة وأخرى، وفي هذه اللحظة يجب أن نفرق بين التسوية وسياسة المقاومة التي وضح أنها خيار انحازت إليه جميع الشعوب.

كما أن الشيخ "احمد ياسين" والدكتور "عبد العزيز الرنتيسي" جاهدا من أجل استرداد حرياتهم، ودافعا عن أرضهم، وليس عن رمز عقائدي؛ بل تعبيرهم فيه سياسية ووطنية؛ حيث يدافعون عن حرية الشعوب كافة، وليست عقائدهم.

ويطالب "عبدالرحيم الكيلاني" بضرورة توحيد الشعوب من أجل المقاومة، ولَمِّ شمل الشعوب العربية لكسب القضية الفلسطينية ولمقاومة الكيان الصهيوني.

وطالب بضرورة اتحاد القيادات السياسية والشعب حتى نصبح جبهة واحدة تدافع عن تحرير أراضيها واستعادة كرامتها، فهناك اتحاد بين السنة والشيعة في العراق لتحقيق هدف سياسي واحد؛ وهو الدفاع عن أراضيهم وتحريرها من أيدي الأمريكان، وليس دفاعًا عن هدف عقائدي؛ بل لتحقيق الحرية الكاملة، فلابد من إعلان الجبهة الوطنية للمقاومة الصهيونية.

وترى الدكتورة "كريمة الحفناوي"- باللجنة الشعبية لدعم المقاومة الفلسطينية- ضرورة انتهاء الخلافات السياسية بين الدول العربية واتحادها لمواجهة العدوان الإسرائيلي (الصهيوني) والأمريكي الغاشم، وتكوين جبهة عربية للمطالبة بالحقوق الوطنية حتى يكون هناك مناخ مناسب لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، كما ترى ضرورة توحيد المطالب من جانب القيادات الشعبية لغلق السفارة الصهيونية في مصر، ومقاطعة جميع السلع الأمريكية.

وطالب "عبدالكريم العلوجي" بضرورة الرد على هذه المآسي بالمقاومة؛ حيث إن هناك مؤامرة تعوق الحركة في العراق و فلسطين ، وإعادة ترتيب الأمور مرة أخرى من جانب القادة العرب، وإقامة وحدة وطنية لها وطنيتها وبرامجها المستقلة للقضاء على الكيان الصهيوني.


المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.