في ذكرى معاهدة كامب ديفيد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في ذكرى معاهدة كامب ديفيد


يا مؤتمر القمة .. ماذا لو عرفنا حقيقة "إسرائيل

توقيع اتفاقية كامب ديفيد

استوقفني للتأمل السبت 28/3/2009، أمران تعلقا بشأن اليهود و"إسرائيل" أولهما إقرار مؤتمر باريس بفرنسا للحوار الإسلامي اليهودي المحرقة اليهودية، والثاني عنوان نقطة حوار من إذاعة وتليفزيون بي بي سي في لندن وهو: "إسرائيل" ما لها وما عليها، وقصدت ألا أذهب في التعليق على الأمر الأول لأنه يحتاج لمقال متخصص وإبداء الرأي الذي نطمئن إليه نحن العرب والمسلمين، بل ومعنا آخرون معتبرون يشاركوننا رأينا، ولكن الأمر الثاني الذي يريد أن يكون صاحبه من وجهة نظره موضوعياً ومحايداً فيتناول "إسرائيل" بما لها وما عليها شيء يدعو إلى التساؤل المحق، لماذا نقلد الماكرين والكائدين والذين يضعون السم في الدسم ويزورون صفحات التاريخ من خلال الولوج المبرمج الممنهج تدريجياً لجعل "إسرائيل" صاحبة حق في الوجود على أرض الغير واعتبار المحتل لا يخلو من الوجه الحسن وإن كان له طرف قبيح، لا شك أن العلاقات تدل على ضرورة أن نسير ضمن السياسات التي تلبسنا قبعة السلام وقميص التطبيع المأمول مع هذا الكيان المحتل الدخيل، ومن ثم تعتبر الضحية ظالماً والجلاد مظلوماً يستحق الرأفة والانتصاف ممن سلبه حقه!


ولعل ما حدث في مذبحة غزة أكبر دليل على الكيل بمكيالين وتحكيم ازدواجية المعايير في الحكم على الأحداث، إذ رغم مناشدة ملايين الأحرار والمؤسسات الحقوقية الإنسانية من جنسيات مختلفة أن يبحث أي انتهاك للإنسان والحيوان والنبات بل والجماد الذي تحطم في غزة، لم يستجب مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية حتى لمجرد التحقيق في المأساة التي رآها كبار المسؤولين الدوليين ببصرهم وببصيرتهم ولكن الجنوح لـ"إسرائيل" وضع على عيونهم وقلوبهم الغشاوات السميكة.


ولا يبعد هذا عن التحليل في شأن اتهام الرئيس السوداني عمر البشير، وأن يكون وراء ذلك الصهاينة أنفسهم لتكون محكمة الجنايات الأمريكية الصهيونية رهن الإشارة لهم في عالم الغابة الذي يستأسد فيه على كل ضعيف خاصة إذا وقف هذا الرجل في وجه سياساتهم الرعناء وما أسهل ما تدبر له المبررات التي تلاحقه باسم العدالة الدولية، وهم أول من يجب أن يحاسبوا على جرائمهم في العالم وأن بعضهم قد حاز الأستاذية العالية في الإرهاب.


أقول ذلك وأنا أقرأ في كتاب حقيقة اليهود الصهاينة لنخبة من مشاهير العالم ص 149 حيث نقل عن ماكسميليان هاردن عن كتاب بالألمانية عنوانه diekople أن "من يجهر بعدائه لليهود فليستعد ليكون مطارداً من العدالة، ولا قيمة لمبادئه وتاريخه وشهرته ومهنته لأن من يعلن عداءه لليهود فجزاؤه النبذ، بل إن الصحافة ستكون مهمتها أن تركل كل من يرفع صوته ضد "إسرائيل" إلى أقذر بؤر الفساد والتهلكة".


إن العقل الغربي في معظمه اليوم لا يفهم إلا التمترس خلف فكرة الصراع والبقاء للأقوى وإن علم النفس لا يقوده للتعرف على الحقيقة وإنما لتسخير الشعوب ومقدراتها المختلفة لصالحه كما يؤكد الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في كتابه "الأمة المسلمة" ص: 57.


وأنا أجزم أنه لو أبيدت غزة مائة مرة فلن تتهم "إسرائيل"، بل ستكون هي المحقة لأنها تدافع عن نفسها، وكذلك لو أن البشير أو غيره وقع افتراضاً في مقتلة عظيمة لشعبه ومهما بلغ الأمر وكان صديقاً ومؤيداً لـ"إسرائيل" والغرب فإنه لن يلام فضلاً عن أن يتهم، لأن اللغة ستعجز عن صياغة التبريرات المدافعة عنه آنذاك.


ولعلي أسوق بعض المقولات المهمة الصحيحة الموثقة المهمة وغير المشهورة كشهادات من غير العرب والمسلمين على خسة هؤلاء الصهاينة عبر التاريخ ليوقن الخاص والعام بل فخامة وجلالة زعمائنا في مؤتمر القمة في الدوحة أنه لا مجال لتسويق المبادرة العربية للسلام من جديد، ولعل فيما نشرته (التايم) 21 يونيو 1976 عن كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق يوضح ذلك: "إن بقاء إسرائيل لا يرتبط بالسياسة بل هو واجب أخلاقي" وأظنه كما هو وإن غير ظاهري.

يقول يهافاهو ليبوفيتس في كتاب "اليهودية وإسرائيل": "إن قوة القبضة اليهودية تتأتى عن القفاز الحديدي الأمريكي الذي يكسوها والدولارات التي تبطنه".


وأما عندما يشهد اليهود على اليهود أنفسهم ونظرتهم إلى الغير فيقولون:


في العالم اليوم قوتان حيويتان اليهود والأغيار ولا أظن أن التناقض الأساسي بينهما يمكن إزالته بالتفاهم، فالفارق بيننا وبينهم شاسع سحيق، بحسب موريس صاموئيل ص9، 23، 95 من كتاب أنتم الأغيار.


يتوجب على شعبنا اليهودي أن يسيطر على صحافة كل دولة، كاليكست دوفودسكي عن كتاب روسيا اليهودية.

شعور وحيد يتحكم بنفوسنا وقلوبنا نحن نفرض على قلوبنا طرد كل المشاعر الأخرى لتبقى القيادة لذلك الشعور الفريد، الانتقام، حسب موينا أفرليفي عن "الدولة اليهودية".

فكرة الأمم المتحدة فكرة يهودية، دافيد بن غوريون مجلة التايم 1948م.

إن تسعين بالمائة من يهود أمريكا هم صهاينة بكل بساطة حسب القاضي جوليان ماك ص: 57.

أما السياسي الياباني الكونت توبوتسون أوكوما فيقول: يعمل اليهود في جميع أنحاء العالم على تحطيم معنى الوطنية وكل أساس سليم تقوم عليه أي دولة.

ويقول الجنرال الإنجليزي لودندورف في كتاب الحرب القادمة: يجهل أغلب الإنجليز أنهم وقد قاموا بواجبهم نحو الأقلية اليهودية فعليهم التلاشي كقوة عالمية.


ويجب أن لا ننسى في هذا الغضون الدور الإسرائيلي في دارفور وتقويض السلام فيه فهو تدخل بدأ منذ عام 2003 في عهد شارون لمنع أن تكون السودان دولة قوية لأنها مناهضة لـ"إسرائيل"، وقد كشفت (لو موند) الفرنسية في أغسطس عام 2007 عن هذه التحركات الإسرائيلية، وما زيارات عبد الواحد نور المتكررة إلى "إسرائيل" وتمنيه أن يفتح سفارة لها في الخرطوم بعد زوال النظام إلا دليل على ذلك، بل الأقوى من هذا ما قام بفضحه الكاتب الفرنسي "بيير بيان" والذي أحدث كتابه المسمى "العالم وفق رؤية كي" أي برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي. . صدى واسعاً إذ بين اتفاقه مع بوش و"إسرائيل" على تضخيم أزمة دارفور وأطلق مصطلح "الإبادة الجماعية" ودعا في عام 2007 إلى التدخل العسكري الإنساني وإلى مؤتمر دولي في باريس لذلك .. فهل نحمل نحن العرب والمسلمين عقلاً واعياً لتحليل الأحداث وتجنب المصائب؟.


المصدر : الشرق القطرية رسالة الإخوان 3 - 4 - 2009 / 7 ربيع ثان 1430 هـ العدد 587