في وفاة الفقيد عبد الله الفرحان:الكويت والسعودية.. زينة في الرخاء وعدة في الشدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في وفاة الفقيد عبد الله الفرحان:الكويت والسعودية.. زينة في الرخاء وعدة في الشدة

بقلم الشيخ/ عثمان الناصر الصالح

رئيس تحرير مجلة البحوث الإسلامية

الكرم والشمم والإباء والكرامة والرجولة من صفات العربي.. والمسلم هو ذلك العربي، له من مميزات دينه وعقيدته التي شرف الله بها محمدًا (صلى الله عليه وسلم)، الذي حمل الرسالة الإلهية إلى الأحمر والأسود، وإلى جميع البشر من أرض المقدسات، من الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية)، وقد قال الشاعر الرصافي في المسلم ومكارمه:

ومذ قام ابن عبد الله فيهم أقام لكل مكرمة عمودا

هذه الكلمة أسجلها نابعة من إحساسي، ومن صميم قلبي، وأنا في الكويت، حيث ألتقى بعض أعيان هذا البلد العزيز.

وقد كان للأستاذ حمد العبدالله السليمان ـ الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية بالكويت ـ فضل لقائي بأولئك الأعيان في منزله.. وقد كان مقررًا لنا أن نلتقي في أحد أيام هذا الأسبوع بأحد الأعيان، وهو من رجال الأعمال البارزين في الكويت وفي البلاد العربية، وهذا الرجل هو عبد الله الفرحان.

ولكن يد المنون سبقتنا إليه قبيل اللقاء بيوم واحد، واختطفته في بيت صديقه وزميله في نشاطه وأعماله إبراهيم أبو نيان.

وكان الفقيد عبد الله الفرحان قبل وفاته في رحاب سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي ما أن علم بالمصاب الذي أحزنه، أمر في الحال بطائرة خاصة أقلت جثمان الفقيد الفرحان إلى الكويت مصحوبة بجمهرة من المشيعين من السعوديين ووجهاء البلاد، وكان في مقدمتهم الأمير بندر بن أحمد السديري.

وفي المقبرة، حيث ورى الفقيد الثري، وبعد أن صلى عليه جمع غفير من الكويتيين والسعوديين، غص بهم المكان، تحدث فيهم الشيخ عبد الله العقيل بكلمة مؤثرة صافية، أشاد فيها أولاً بالمملكة العربية السعودية، وما تكنه حكومة وشعبًا من إخاء صادق، ووفاء عظيم لأبناء هذا البلد الشقيق، وقد تجلى هذا في شخص الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي بذل كل رعاية وعناية وشهامة للمشاركة في هذه المأساة، كما أشاد الشيخ عبد الله العقيل بحسن الجوار الذي أمر به الدين، ودعت إليه الأخوة الراسخة جذورها عبر الزمن في القلوب والنفوس منذ الأزل.. وقد شكر الشيخ العقيل الأمير بندر بن أحمد السديري على ما تحلى به من الخلق الكريم والمشاركة في هذا المصاب الأليم، وما هذه الصفات إلا امتدادًا لآبائه الصيد الميامين، وإخوته الأكارم، وختم الشيخ العقيل حديثه بذكر مآثر الفقيد ومناقبه.

الموت كأس وكل الناس شاربه والقبر باب وكل الناس داخله

وقال: إننا نعتبر الفقيد - الفرحان - حيًا بيننا بحسن سلوكه وأخلاقه العالية، حيًا بأعماله ومعاملته النادرة.. حيًا بأخلاقه وشمائله، لقد تغلغل في قلوب أبناء هذا الوطن بهذه الصفات هنا، وفي المملكة العربية السعودية، وشكر للأمير أحمد بن عبد العزيز موقفه النبيل واهتمامه البالغ، ثم التفت إلى آل - الفرحان - وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والصبر عند الصدمة الأولى، وبقدر ما يتحلى به المؤمن من الصبر ينال الكثير من الثواب والأجر، ثم قال بعد التعزية:

فلا المعزي بباق بعد ميتته ولا المعزين وإن عاشا إلى حين

وأخيرًا، وبعد هذا الموقف المؤلم الذي تجلت فيه المشاركة من جميع الأطراف، أجدني معهم في هذا المصاب عارفًا مزايا الفقيد ووطنيته، وأنه لا غرابة أن تتجسد العواطف والأحاسيس في هذه الفاجعة.

ولا بدع أن تروا من الأمير أحمد بن عبد العزيز، ومن المجموعات المشاركة الذين شيعوا الفقيد من السعوديين، وعلى رأسهم الأمير بندر بن أحمد السديري، ولو كانت هناك طائرات أخرى لامتلأت بالمشيعين أيضًا.

ولا ريب أن المملكة والكويت أشقاء.. وما سكانهما ورعاياهما إلا إخوة، وما الأمير الشهم إلا واحد من الألوف التي هي معكم في مشاعركم وأحاسيسكم والجميع ـ أفرادًا وأعيانًا ـ هم زينة في الرخاء وعدة في الشدة.

حفظ الله أمن الدولتين والشعبين، ورحم الله الفقيد الغالي، وبارك في أسرته.


المصدر