قاسم: أمريكا عجزت عن إرهاب "حزب الله"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قاسم: أمريكا عجزت عن إرهاب "حزب الله"
14-08-2005

حوار- محمد هاني


مقدمة

- الانسحاب من غزة اعتراف صهيوني بالفشل

- مشاركة حزب الله في الحكومة هدفه المشاركة في صنع القرار

- المقاومة لن تلقي سلاحَها حتى لو انسحب الصهاينة من مزارع شبعا

زارت قيادة حزب الله اللبناني مؤخرًا طهران على نحو غير مسبوق، سواءٌ من حيث شكل الزيارة أو توقيتها، وفي الوقت نفسه ما برح الحزب مستغرقًا في الدفاع عن مبررات احتضانه لسلاح المقاومة، فيما الضغوط الأمريكية والغربية عمومًا تطل برأسها مجددًا للمطالبة بنزع هذا السلاح نزولاً عند مضامين قرار مجلس الأمن الرقم 1559، وفيما بدأت تلوح في الأفق أيضًا تباشير حدثَين تتحدث المعلومات عند قرب حصولهما، وهما الانسحاب الصهيوني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من غزة والانسحاب الآخر من مزارع شبعا، والانسحابان- إن حدثا أو وقع أحدهما- سيفقد الحزب سندًا أو واحدًا من الدعائم التي يرتكز عليها لتسويغ مقاومته وتبرير بقاء سلاحه بأيدي مقاوميه.

نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، العائد لتوِّه من طهران- حيث كان على رأس وفد قيادة الحزب الذي زار العاصمة الإيرانية لأكثر من خمسة أيام- يفتح هذه الموضوعات في حوار مع (إخوان أون لاين)؛ حيث يؤكد أن طهران مُجمعةٌ على وقوفها إلى جانب حزب الله، كما يؤكد أن طهران مصممةٌ على تنفيذ برنامجها النووي مهما كانت النتائج، وأنها على ثوابتها بالنسبة لموضوع العراق الذي أصبح مستنقعًا غرق فيه الاحتلال الأمريكي، ومؤكدًا أيضًا استمرار العلاقة الإستراتيجية مع دمشق.

ففي موضوع المقاومة يعتبر الشيخ قاسم أن قرار مجلس الأمن الجديد في شأن نشْر الجيش في الجنوب- والذي يحمل الرقم 1614- لا يحمل جديدًا، ولا يعني الحزب كون الجيش منتشرًا أصلاً في الجنوب، ويكرر قاسم أن القرار 1559 لا يملك قابليةً للتنفيذ؛ لكونه يفتقر إلى آلية لبنانية تسمح بتنفيذه، كما أنه لا يمكِّن أيَّ لبناني أن يتحمل عبءَ العمل على تنفيذه، و"من أراد أن يقوم بهذا الدور فهو سيسقط حتمًا قبل أن يبدأ"..

مزيد من التفاصيل عبر أسطر الحوار القادم:

  • زيارتكم ووفد قيادة الحزب لطهران أعطت أبعادًا تتجاوز مألوف الزيارات المماثلة، فما الجديد في هذه الزيارة؟!
ليست المرة الأولى التي تزور فيها قيادة حزب الله في هذا الشكل القيادات والمسئولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى رأسهم القائد خامنئي، لكن ربما بسبب التطورات الكبرى التي جرت خلال المرحلة الأخيرة برزت الزيارة وكأنها علامةٌ فارقةٌ ومهمةٌ، ولا نجد ضَيْرًا في إعطائها أبعادًا كبرى، فالزيارة استهدفت تهنئة الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد؛ ولذا كان اختيار التوقيت منسجمًا مع هذه اللحظة الانتقالية، كما أنها فرصةٌ للتداول مع الإخوة المسئولين في إيران ووضعهم في أجواء التطورات في لبنان والمنطقة"، والاستماع إلى تقييمهم كما يتصل بموقعية إيران في المنطقة.
وكذلك كان لا بد من إحاطة القيادة الإيرانية علمًا بما قام به حزب الله خلال الحقبة المنصرمة، وما رافق حركته من تطورات مختلفة، وعليه فمن الطبيعي أن لا تكون زيارة وفد قيادة الحزب لطهران مجرد لياقات اجتماعية، وإنما هي عرض وتحليل ومناقشة لمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقد كان واضحًا ما برز في وسائل الاعلام من أحاديث تناولتها قيادة الحزب أو أطلقها المسئولون الإيرانيون، بما يوضح الصورة في شكل جيد، ومن الطبيعي القول أيضًا بأن أبرز ما في هذه الزيارة كان اللقاء الذي أجراه وفدُ قيادة الحزب مع القائد خامنئي، وأكد أن الهزائم المتتالية تلحق بالأمريكيين، سواءٌ في الوحل العراقي أو في مخالفة نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية لتوقعاتهم، أو في إخفاق الخطوات الأمريكية في لبنان، خصوصًا فيما يرتبط بتنفيذ القرار الرقم 1559، وقد لمسنا من خلال هذه الجولة ما نعرفه من اجتماع المسئولين الإيرانيين على اختلاف مواقعهم وآرائهم حول حزب الله والوقوف إلى جانبه.

إيران متمسكة ببرنامجها النووي

  • ألم تشعروا من خلال زيارتكم بأن إيران ورغم ثوابتها باتت أمام أخطار كبرى أو تحولات مهمة جرَّاء الوجود الأمريكي في العراق، أو من خلال الضغط الأوروبي والغربي عمومًا عليها للحيلولة دونها ودون برنامجها النووي؟
قناعة المسئولين في إيران أن أمريكا غرقت في المستنقع العراقي، وباتت مستغرقةً في وحل هذا المستنقع، ولا خلاصَ لها وللعراق إلا بخروج الاحتلال، وإن كل المحاولات السياسية التي تقوم بها واشنطن لتلافي هذا المأزق هي ناقصة وغير مجدية، بل من شأنها أن تُطيلَ عمر الأزمة عوضًا عن معالجتها، ومن الطبيعي أن تكون إيران مهتمةً جدًا بتطورات المسألة العراقية لاعتبارات عدة، أبرزها خصوصية المجاورة في الحدود، ووحدة العقيدة، إلى الروابط التاريخية الموجودة بين شعبي البلدين.
وإيران تنظر من دون شك بريبة إلى الوجود العسكري الأمريكي في العراق أو في أفغانستان؛ لأن أي تثبيت للقواعد العسكرية الأمريكية في كلا البلدين سيستهدفهما ويستهدف إيران في الوقت نفسه، وهذه نقطة مهمة بالنسبة لطهران، كما لمسنا أيضًا تصميمًا إيرانيًا لا عودةَ عنه على متابعة الملف النووي السلمي، والتمسك بحق إيران في انتاج الوقود النووي وفق ما تسمح به القوانين الدولية ذات الصلة، من دون الموافقة على البدائل التي يطرحها الأوروبيون.
انطلاقًا من هذه الموافقة تُحرم إيران من حقها الذي نصَّت عليه القوانين الدولية مهما كانت المبررات والذرائع، فاذا كان هناك من إشكالات أو مخاوف فلا يكون الرد عليها بحرمان إيران من حقها الطبيعي في تخصيب اليوارنيوم، وإنما بإيجاد آلياتٍ للمراقبة والمتابعة تُطمئن المجتمع الدولي على سلمية الملف النووي الإيراني، وقد لمسنا أيضًا أن الإيرانيين حاضرون للتعاطي بإيجابية مع مثل هذا الاتجاه، لكنَّ جميع المسئولين الإيرانيين الحاليين والسابقين يُجمعون على حق إيران الكامل الذي تريد الحصول عليه وفق ما نصت عليه القوانين الدولية.

ثابتون على مقاومتنا

  • ما زال الحديث يدور على المقاومة التي تشكلون أهم عناصرها في الجنوب اللبناني، خصوصًا مع عودة الحديث عن مسألة الضغوط لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559، ومع عودة النقاش الداخلي مجددًا حول جدوى المقاومة.. فهل ما زلتم ترون أنه بالإمكان الاستمرار في حماية البندقية المقاوِمة برغم كل هذه التطورات؟!
المعلوم أن حزب الله حاول مرارًا وتكرارًا إبقاء المقاومة وبندقيتها بمنأى عن السجال الداخلي؛ وذلك انطلاقًا من معطيات ووقائع عدة، أبرزها أن ما أنجزته المقاومة من تحرير.. ونجاحها في الحيلولة دون إدخال سلاح المقاومة بإزار اللعبة السياسية الداخلية.. وتصرف المقاومة بأخلاقية عالية مشهود لها مع سكان المناطق الجنوبية الخارجة لتوِّها من تحت تسلط الاحتلال.. وترك ملف العملاء والمتعاملين للقضاء اللبناني المختص من دون الإقدام على تصفية الحسابات مباشرة.. إضافةً إلى الخطاب السياسي الذي سلط الضوء على مشاركة الجميع في عملية التحرير، كل من موقعه.
كل هذه الوقائع والعناوين أعطت بالتجربة والبرهان الصورة التي يريدها حزب الله للمقاومة، وهي صورة وطنية جامعة، لا تستهدف استغلال الفرصة لتحقيق مكاسب خاصة باسم المقاومة وتضحياتها وجهادها، ومع ذلك لاحظنا أن البعض يبادر إلى إبداء المخاوف بين الحين والآخر من تغير في هذه المنهجية، أو يجهر بالإعراب عن عدم رغبته أساسًا بوجود مثل هذه المقاومة مهما كانت النتائج.
ففي الشق الأول أبدينا استعدادَنا للدخول في الحوار والنقاش الذي يبني ويطمئن ويعطي الضمانات، على أن يكون ملف المقاومة جزءًا من ملفات عدة تحتاج إلى نقاش داخلي صريح وشفاف، فنحن لا نقبل أن تناقش المقاومة ودورها من موقع المتهم، ونقبل في المقابل أن تناقَش هذه المسألة كجزء من سلة كاملة لها علاقة بكل الشئون اللبنانية، وعليه فإن الحوار هنا يتعدى المقاومة، ولا يكتفي بإجابات المقاومة على تساؤلات الآخرين وأسئلتهم، بل إن لدى المقاومة نفسها أسئلةً على الآخرين أن يجيبوا عنها، خصوصًا لجهة البحث عن كيفية حماية لبنان ودرء التهديدات والأخطار والأطماع الصهيونية المعلن منها والمضمر، ومنع الطيران الحربي الصهيوني من اختراق الاجواء اللبنانية، والضمانات العملية للحيلولة دون تكرار الاجتياح الصهيوني للاراضي اللبنانية، والذي كان يحصل حتى يوم كان لبنان ملتزمًا اتفاق الهدنة، وقبل أن توجد على الأراضي اللبنانية مقاومة فلسطينية وغير فلسطينية وسواها من الأسئلة الأخرى الكثيرة المماثلة.. أما من لا يريد أصلاً المقاومة وسلاحها ووجودها- بصرف النظر عن النتائج- فهذا لا ينفع الحوار معه؛ لأنه ينطلق من رؤية سياسة مغايرة، تفرض علينا أن نناقشه بطريقة مختلفة.

لا آلية داخلية للقرار 1559

تصويت بمجلس الامن
  • ولكن ماذا عن القرار الدولي رقم 1559، هل أنتم ما زلتم مطمئنين إلى أنه لن يأخذ طريقَه للتنفيذ؟
لقد صار واضحًا لدينا أن ملف المقاومة ما كان ليبرز على هذا النحو لولا القرار 1559، ولقد تباهى وزير الخارجية الصهيوني سلفان شالوم مرارًا وتكرارًا بأنه كان سببًا في صدوره، ولن أعير الآن اهتمامًا كبيرًا بمن تباهى مثله بهذا الدور، فالمهم بالنسبة لنا ما الذي يؤديه هذا القرار؟! إنه يحقق فيما لو نُفِّذَ رغبةً صهيونيةً جامحةً في تعطيل قدرة لبنان على جبهة التحديات والمشروع الصهيوني، ويعطي الكيان :الصهيوني فرصةً ذهبيةً ليستخدم لبنان معبرًا لسياساته، وحساباته وتصفياته، وتوطينه للفلسطينيين؛ح مما يعني أن أهداف القرار صهيونية بالكامل، ولا نجد فيها ذرةَ خدمةٍ للبنان.
أما أن يكون قرارًا دوليًّا فهذه سلبية ضد القرار وليست إيجابية له؛ لأنه اتُخذ بهذه الصيغة بعد عجز الصهاينة من خلال اجتياحها للبنان مرتين في عامي 1993 و1996، عن أن تتخذ لبنان معبرًا لمخططاتها، كما عجزت أمريكا عن تحقيق عملي لنظريتها في إرهاب حزب الله؛ إذ كان الحزب يتجلى كل يوم أكثر فأكثر، وأصبح حال مقاومة مشروعة تنال تأييدًا عربيًّا وإسلاميًّا وتقديرًا دوليًّا، وباختصار عندما عجزت هذه الاطراف عن استضعافلبنان رمت بثقلها على مجلس الأمن ليكون ستارًا لمشاريعها.. ما فعله "حزب الله" وكل المخلصين والشرفاء في لبنان هو رفض القرار 1559، من خلال التأكيد على أنه تدخل في الشئون اللبنانية وأنه خدمةٌ للكيان الصهيوني، وضربٌ لقوةِ لبنان في جبهة التحديات الصهيونية.

ونحن ما نزال نرى أن لا قابلية لتنفيذ القرار 1559، وإذا كان البعض يتستَّر تحت عنوان متطلبات المجتمع الدولي، فنُحيله على القرارات الأخرى الصادرة عنه والتي علاها الغبار في الأدراج، ولم نعد نسمع عنها شيئًا، فإذا بتنا على موقفنا فلا أحد يستطيع أن يُلزمَنَا بما لا نريده،ن وأكبر دليل على ما نذهب إليه هو الفشل الذريع للأجندة الأمريكية بخطوات وآليات هذا القرار بعد الانتخابات النيابية اللبنانية، فقد كان واضحًا أن أمريكا تريد مباشرةً المواجهة مع المقاومة وسلاحها بعد هذه الانتخابات، لكنها فوجئت بحجم الالتفاف الشعبي حول المقاومة.

وعمومًا فإن الذين يريدون تنفيذ هذا القرار ما زالوا يفتقرون إلى الآلية، ولا يوجد أي لبناني مستعد لأن يكون صوت الكيان الصهيوني في حمل القرار 1559 على ظهره وعاتقه، والمطالبة بنزع سلاح المقاومة، فضلاً عن أن الواقع اللبناني لا يحتمل مثل هذا الطرح، وسيواجه صاحبه بتطويق لبناني من القوى السياسية المختلفة، فاللبنانيون ليسوا أدواتٍ تنفيذيةً للمشروع الأمريكي الصهيوني، ومن أراد منهم أن يقوم بهذا الدور فهو سيسقط حتمًا قبل أن يبدأ.

القرار 1614 ولد ميتًا

حزب الله يهاجم مواقع صهيونية
  • الحديث الدائر حول القرار الدولي الجديد الرقم 1614.. ألا يعطي قوةً إضافيةً إلى القرار 1559؟
إن القرار 1614 ليس جديدًا، وما تضمنه عن الدعوة إلى انتشار الجيش لا معنى له؛ لأن الجيش اللبناني منتشر في الجنوب.
القرار بالنسبة لنا ليس سوى محاولة للنفاذ منها لإثارة موضوع المقاومة، وليس المطلوب هنا أن نستنفر كلما تحدث أحد عن انتشار الجيش وغير ذلك من جماعة المجتمع الدولي.. لقد أعجبني ممثل الأمين العام للأمم المتحدة "غير بيدرسن"، عندما صرح بأنه موظف، فهو يعبر عن أنه يقوم بدور لا بد له من أدائه، وبالتالي عندما نتحدث عن مقاومة فهذا خارجٌ عن سياق الوظائف والموظفين، فإذا قاموا بدورهم من أجل رفع التقرير المناسب انتهى الأمر عند هذا الحد ولا شيء جديدَ بالنسبة لنا، وبالتأكيد لا يمكن التعاطي مع المقاومة بالتهديد والقوة العسكرية؛ ولذلك عندما واجهنا هذا المنطق بالاستعداد للمواجهة فنحن نقصد أولئك المتآمرين في الخارج الذين يريدون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، ولن نَرضى بأن يسقط إنجاز التحرير، ولن نرضى بإخضاع لبنان مجددًا للوصاية الأجنبية وجعله ممرًّا للمشروع الصهيوني نحن لا نعتدي على أحد وعناوين مقاومتنا واحدة، ولكن لا ننصح باستسهال التعاطي مع هذا الإنجاز الكبير في لبنان.
  • لقد بات وشيكًا انسحاب الصهاينة من غزة كما هو متوقع خلال أيام قليلة وقد بتُّم أيضًا من مزارع شبعا.. ألا يعني كلا الأمرين أن المقاومة ستفقد مبررات أساسية من مبررات وجودها؟
الانسحاب الصهيوني من غزة هو انتصار كبير للانتفاضة والمقاومة الفلسطينية؛ لأنه تعبير عن حاجة صهيونية ملحَّةٍ للتخلص من الخسائر المتتالية التي يُمنَى بها الصهاينة؛ لذا من الخطأ تصوير الانسحاب المتوقَّع بأنه جزءٌ من خطة لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وإذا افترضنا أن تل أبيب انسحبت من مزارع شبعا فهذا أيضًا نعدُّه انتصارًا كبيرًا للمقاومة الإسلامية اللبنانية لا يقل أهميةً عن انتصار 25 مايو 2000، رغم ضآلة مساحة هذه المزارع، ذلك أن رمزية مزارع شبعا كبيرة جدًّا ولها علاقة بمواجهة الاحتلال وإسقاط معقل من معاقله وتعطيل خطة من خططه، لكن ليس واضحًا ما إذا كان هذا الانسحاب سيحصل في القريب العاجل أم لا، فقد حاولت في الأشهر الماضية جهاتٌ أوروبيةٌ أن تستكشف ردود فعل الحزب في حال التزَمَت تل أبيب بالانسحاب، وحاولت أكثر من ذلك أن تعرف ما إذا كان الحزب مستعدًّا لإعطاء شيء مقابل هذا الانسحاب أم لا، كأن تنتهي المقاومة مثلاً وتلقي سلاحَها.. لقد كان جوابُنا واضحًا وهو أن لا تفاوض مع الاحتلال من أجل تحرير الأرض، وعلى الاحتلال أن يخرج وليس له علاقة بما نفعله داخل بلدنا.
وإذا أردنا أن نسلط الضوء أكثر على هذه المسألة فإننا نقول: بالنسبة لنا لم تعد المقاومة مجرد خطوة تحرير مزارع شبعا، فحجم الأخطار التي نشعر بها في لبنان من الصهاينة تؤكد الحاجة الملحة إلى المحافظة على هذه المقاومة لحماية لبنان والدفاع عنه.. إن تحرير مزارع شبعا يدخل في الجانب التحريري ويبقى الجانب الدفاعي وجانب الحماية، وهذا حق طبيعي للبنان ولا يحق لأحد أن يحرمه منه أو يسلبه إمكاناته الدفاعية في مواجهة "الرؤوس النووية وأسلحة الدمار الشامل" التي يمتلكها الكيان الصهيوني، إضافةً إلى الخطة التوسعية التي لا حدَّ لها لدى قادة الكيان الصهيوني.
نعم نحن نتعامل مع موضوع المقاومة بجدية كبيرة؛ لأن المسألة تتجاوز مسألة السلاح إلى مسألة الاستقلال والوجود والحق، ولا يمكن حمايتها إلا بوجود قوة دفاعية بين أيدينا.
  • ما هدف حزب الله من دخوله في تشكيل الحكومة الجديدة؟
إن مشاركة حزب الله في الحكومة غايتها أن يكون أساسيًّا في صنع القرار السياسي الذي يحمي لبنان من أجل أن يشكل خط الدفاع في مواجهة الضغوط الدولية التي تمارسها الإدارة الأمريكية؛ لأننا نعتبر نحن اللبنانيين إذا ما ابتعدت أمريكا عن التدخل في شئوننا فإننا قادرون من خلال الحوار أن ندير شئوننا وأن نبنيَ وطننا، وإن اللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين والمصريين- عربًا مسلمين ومسيحيين- هم أمام قضية واحدة هي قضية الاحتلال الصهيوني لأرضهم واغتصاب حقوقهم، وعندما تريد الإدارة الأمريكية أن تضع حلاًّ لهذه القضية فإننا نجد أنها تتجاوز الاحتلال وتطلب من الذين اغتُصبت حقوقُهم أن يتنازلوا عن حقهم.
لذلك نعتبر أن الاحتلالالصهيوني هو السبب الحقيقي لعدم وجود استقرار في المنطقة، ومن هنا فإن حزب الله الذي استطاع أن يحرر الأرض يواجه من المجتمع الدولي بعد فشل العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية في تحقيق هدف القضاء على المقاومة، وهذا ما تسعى إليه تل أبيب التي حرضت الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على استصدار القرار 1559، وهي اليوم تحرِّض مجددًا الاتحاد الأوروبي على أن يضع حزب الله في لائحة الإرهاب، ومع ذلك فإن الحزب مقاومة وليست إرهابًا؛ لأنه حرر أرضه من الاحتلال.

المصدر