قالب:أحداث معاصرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٥:٣٩، ٦ فبراير ٢٠٢١ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإمام الشهيد حسن البنا ورؤيته الفكرية للحضارة

الإنسان في طبيعة خلقه هو خليفة الله في أرضه ليعمرها ويسيع فيها معاني العبودية لله الواحد القهار، قال تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) "ص:26"، وهو المعني الذي ورد على لسان سيدنا رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - حينما قال فيما رواه أنس بن مالك – رضى الله عنه: "إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها" (رواه أحمد)، وهو ملخص لمفهوم الحضارة الذي يعني الإعمار والإستقرار والتي اختص بها الله سبحانه مخلوقه الإنسان عن بقية المخلوقات.

وحيث أن مصطلح الحضارة مصطلح مستحدث كانت بداية ظهوره مع الحداثة والثورة الفرنسية، وتحديدا في منتصف القرن الثامن عشر، حيث نجده استعمل ربما لأول مرة من طرف ماركي دو ميرابو سنة 1760، وهو مشتق من فعل "تحضر" يتحضر، والمشتق بدور من الحضر أو الحاضرة التي تعني المدينة أو سكان المدينة.

فالحضارة إذا مجموعة مركبة من الظواهر الجماعية التي نتجت عن النشاط الخلاق للإنسان؛ "فكر فلسفي، ديني أو علمي، الأنظمة أو الأنساق الأخلاقية، القانونية المؤسساتية، الإبداعات الفنية، اختراعات علمية"، والتي ميزت الإنسان البدائي الذي عاش حياة التنقل والترحال كل وظيفته البحث عن حياة فحسب، والإنسان الذي استقر فأبدع وأنتج وأنشأ صروحا من التقدم البشري، وترك خلفه نماذج ما زالت شاهدة على إبداع وتقدم الإنسان في الأماكن التي تواجد فيها وأسرار من هذا التقدم ما زال العلم يستنطق مفرداته.

ولقد اختلف العلماء والمفكرين حول معني الحضارة، فكلا منهم يراه بزاوية معينة يراه هو منها ولذا جاء تعريف مصطلح الحضارة مختلف عن بعضه البعض، وعن طبيعة البيئة والمكان الذي نشأ فيه هذا المفكر، فبعض مفكري الحضارة الغربية نظروا إلى الحضارة من النواحي المادية، وهو ما جعلها نظرة مختلفة عن مفكري الحضارة الإسلامية مثل ابن خلدون والذي رأى أنّ جميع الحضارات التي نشأت كانت في بدايتها تعيش حياة بداوة، إلّا أنّها أخذت بالتوسع شيئاً فشيئاً حتى صارت عامرةً ومزدهرةً، ومع مرور الوقت يزول هذا الملك والعمران وينتقل إلى أمم أخرى.... تابع القراءة