قالب:أحداث معاصرة
برغم ان الأصل ان الجيوش في الدولة الحديثة جهة خدمة لا جهة سيادة ، الا ان إشكالات عديدة حدثت في العلاقة بين المكون العسكرى (الجيش) والمكون المدنى (الأحزاب والهيئات المدنية) طوال تاريخ الدولة المصرية الحديثة . فمنذ نشأة الدولة الحديثة (محمد على) ، نجد ان العلاقة لم تكن ودية بين المكونين المدنى والعسكرى على الدوام ، خاصة في أوقات الازمات .
ففي عهد محمد على كانت الغلبة للمكون العسكرى (محمد على أصلا كان عسكرى عثمانى) . ثم ضمر دور المكون العسكرى بفعل النفوذ الاجنبى طوال حكم اسرة محمد على ، باستثناء فترة قصيرة حاول فيها المكون العسكرى ان يلعب دورا (مع انتفاضة احمد عرابى) الا ان هذه الفترة انتهت بالاحتلال الانجليزى لمصر في 1882 .
ثم تعاظم دور الجيش مع انقلاب 1952 مرة أخرى ، لتتأرجح العلاقة بين المكون العسكرى (الجيش) وبين المكون المدنى (الجماعات والأحزاب) منذ انقلاب 1952 الى ما بعد الانقلاب 2013 . في مصر السادات (1971-1981) ، كيف كانت العلاقة بين المكون العسكرى والمكون المدنى داخل الدولة المصرية ؟ وكيف كنت آثار تلك العلاقة على الجيش وعلى الدولة ؟ هذا ما سنتحدث عنه في ذلك البحث ، ونبدأها بميراث عبد الناصر .
عبد الناصر .. جيش مهزوم ومجتمع ضعيف
انفرد عبد الناصر بالحكم ، طوال فترة حكمه مما أدى الى خنق الحياة السياسية في مصر ، خاصة بعد تغلبه على اللواء محمد نجيب ثم زجه بالإخوان المسلمين – اكبر تيار مدنى في مصر - في السجون المصرية لمدة عشرين عاما ..
في تلك الفترة شهد المجتمع المدنى انحسارا كبيرا لصالح تيار العسكر الجارف ، لكن هذه المعادلة لم تدم طويلا ، اذ ان تدخل الجيش في السياسة اضر به ودفعه الى التورط في حروب لم يستعد لها ، مما عصف بهيبته واضر بسمعته فيما بعد .
جيش مسيس .. جيش مهزوم
كانت النتيجة المباشرة لتدخل الجيش في السياسة وتغوله على المجتمع المدنى بسياسييه واحزابه ، ان تعرض لنكبات اضرت بسمعته وذهبت بهيبته ...تابع القراءة