الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:تاريخ الإخوان في الأردن»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢: سطر ٢:


'''إعداد: [[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]]'''
'''إعداد: [[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]]'''
 
تاريخ الإخوان في الأردن
 
== تاريخ الإخوان في الأردن ==
[[ملف:علم الأردن.png|210بك|يسار]]
المملكة الأردنية الهاشمية، هي دولة عربية مسلمة، تقع في شمال شبه الجزيرة العربية وفي جنوب غرب آسيا. يحدها [[سوريا]] من الشمال، [[العراق]] من الشرق، [[السعودية]] من الجنوب والجنوب الشرقي، خليج العقبة من الجنوب الغربي، [[فلسطين]] وإسرائيل من الغرب. سميت ب[[الأردن]] نسبة إلى نهر [[الأردن]]، وهي كلمة أرامية أو يونانية.
المملكة الأردنية الهاشمية، هي دولة عربية مسلمة، تقع في شمال شبه الجزيرة العربية وفي جنوب غرب آسيا. يحدها [[سوريا]] من الشمال، [[العراق]] من الشرق، [[السعودية]] من الجنوب والجنوب الشرقي، خليج العقبة من الجنوب الغربي، [[فلسطين]] وإسرائيل من الغرب. سميت ب[[الأردن]] نسبة إلى نهر [[الأردن]]، وهي كلمة أرامية أو يونانية.


سطر ٣٢: سطر ٢٩:
وتمثل ذلك بموافقته على افتتاح فروع لجمعية الشبان المسلمين التي تأسست في [[القاهرة]] عام 1346ه - [[1927]] بهدف تنمية الشباب المسلم في مجالات الفكر والثقافة والرياضة عن طريق عمل الندوات والمعسكرات، وكانت أول فروعها في رمضان 1348هـ - [[فبراير]] [[1930]] حسب ما تشير إليه مجلة الفتح وجل أعضائها من أصول شامية أو فلسطينية. [[#المراجع|(5)]]
وتمثل ذلك بموافقته على افتتاح فروع لجمعية الشبان المسلمين التي تأسست في [[القاهرة]] عام 1346ه - [[1927]] بهدف تنمية الشباب المسلم في مجالات الفكر والثقافة والرياضة عن طريق عمل الندوات والمعسكرات، وكانت أول فروعها في رمضان 1348هـ - [[فبراير]] [[1930]] حسب ما تشير إليه مجلة الفتح وجل أعضائها من أصول شامية أو فلسطينية. [[#المراجع|(5)]]


وظهر دعم الدولة أكبر في قيام جمعيات إسلامية عندما دعمت أول تنظيم أردني اجتماعي ثقافي ذا صبغة إسلامية وذلك حين تأسس نادي الفضائل الإسلامية العام [[1943]] على يد [[حسن الشوربجي]] و[[خليل العزيزي]] و[[عبد اللطيف أبو قورة]] وعربي جميل وعبده صبحا
وكان من أهم إنجازاته تأسيس مدرسة إسلامية عام [[1943]] وتولى الإشراف عليها الأستاذ محمد تيسير ظبيان ناشر جريدة الجزيرة ومعه مجموعة من تجار عمان وتربوييها وكانت غايته إيجاد تنظيم ثقافي ديني لتثقيف الكبار وتعليم الصغار. [[#المراجع|(6)]]
ونجحت هذه المجموعة - والتي صارت من قيادات [[الإخوان]] المؤسسين فيما بعد- بدعوة تجار عمان إلى اجتماع تأسيس لجمع التبرعات لـتأسيس مدرسة ثانوية ودعم المشروع الأمير الملك عبدالله وكان أكبر المتبرعين الحاج عبد اللطف أبو قورة وهو متوسط الحال، ومن ثمّ طلب الأمير الملك إشراك كبار التجار بتبرع حده الأدنى ألف دينار
وكان نتجية ذلك العمل تأسيس الكلية العلمية الإسلامية في عمان، لكن مجموعة نادي الفضائل الإسلامية وجدت فيما بعد أن برامج الكلية العلمية لا تلبي ما أرادوه من تعليم ديني، فتنادوا إلى تجمع جديد هو رابطة العلوم الإسلامية والتي أسست مدرسة للشريعة العام [[1949]]م باسم '''"معهد العلوم الإسلامية"''' ودعمه مجموعة من التجار ومديرية الأوقاف وجمعية الثقافة الإسلامية، وبعد عام [[1952]] تحول المعهد إلى كلية جامعية مستقلة باسم كلية الشريعة، انضمت فيما بعد إلى الجامعة الأردنية بعد تأسيسها عام [[1962]]م. [[#المراجع|(7)]]
مهدت هذه الأجواء وصول جماعة [[الإخوان المسلمين]] للعمل القانوني المرخص، سواء قبل الاستقلال الأردني أو بعده، وكان [[عبد اللطيف أبو قورة]]
== الشعب الأردني ونظرته للإخوان ==
بدأت علاقة [[الإخوان المسلمين]] ب[[الأردن]] حينما ناصر [[الإخوان]] قضية [[الأردن]] ضد الاستعمار الانجليزي واحتلاله لها، حيث ناصر [[الإخوان]] الشعب الأردني في حقه في الاستقلال والحرية، وشجعوا كل بادرة تصب في الوحدة والمصالح العربية.
فقاموا بنشر أخبار [[الأردن]] ومطالبه في التحرر من الانتداب البريطاني، وحث إنجلترا على ذلك، ومن ذلك ما نشرته مجلة [[الإخوان المسلمين]] قائلة: '''"ولقد كنا نأمل أن تجيب الحكومة البريطانية المطالب الأردنية في الاستقلال عن بريطانيا، لاسيما بعد وفاء [[الأردن]] لبريطانيا بكل تعهداتها، فلا تلجأ بريطانيا للتسويف ولا التأجيل"''' [[#المراجع|(8)]]
وحينما أعلن الملك عبد الله – ملك [[الأردن]] - الوحدة مع [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[الأردن]] في مشروع [[سوريا]] الكبرى كتب الأستاذ [[البنا]] برسالة مطولة يطالبه بالعزوف عن هذا الأمر خاصة أن [[سوريا]] و[[لبنان]] أصبحتا حرتين لكن [[الأردن]] ما زالت محتلة من قبل بريطانيا ويخشى أن تكون بريطانيا تعمد لذلك لبسط نفوذها على [[سوريا]] و[[لبنان]] بعد خروج فرنسا منهما بحجة مشروع [[سوريا]] الكبرى
'''ومما جاء فيه:'''
:إن مواصلة الدعوة إلى هذا المشروع بعد أن ثبت أنه ليست هناك وسيلة مشروعة تؤدى إلى تحقيقه لا يعنى إلا بإعطاء الحجة لمن يقولون إن جلالة الملك عبد الله شديد الإصرار على عرش دمشق ولو كلفه ذلك أن يزحف عليها بجيشه، بل لو اضطر أن يدخلها فى أكناف الجيوش الأجنبية. [[#المراجع|(9)]]
كان [[حسن البنا]] حريص على عدم تفكك الأمة وانصياعها خلف ما تريده بريطانيا – ظاهر فيه الوحدة وباطنه فيه استعمار كلي مقنن - ولذا كان مطلبه من الملك أن لا يستجيب لمشروع [[سوريا]] الكبرى. حرص [[الإخوان]] على إبراز الشخصيات الوطنية الأردنية التي تعمل لصالح البلاد في والوحدة العربية والإسلامية أمثال الأستاذ عبد المنعم الرفاعي بك قنصل إمارة شرق [[الأردن]].
بل حرص [[الإخوان]] على تأصيل معاني الأخوة والترابط مع الشعب الأردني، فاحتفلوا في مركزهم العام في [[يناير]] [[1944]]م بنخبة من وجهاء الإمارة الأردنية، وعلى رأسهم مثقال باشا الفائز وأنجاله،والسيد عبد المنعم الرفاعي بك القنصل الجديد لإمارة شرق [[الأردن]] في [[مصر]]
كما حضر وفد من [[لبنان]] وكذلك من [[سوريا]]، وقد حياهم الأستاذ عابدين بكلمة طيبة، كما ألقى [[حسن البنا]] كلمة أخرى فياضة شكر فيها أعضاء الوفود تشريفهم إياهم
'''وقال فيها عن الوحدة العربية:'''
:"إنها حقيقة واقعة ليست بحاجة إلى تأكيد، وما صنعته يد الله لا تفرقه يد الإنسان، فنحن وحدة جغرافية، ووحدة لغوية، ووحدة اقتصادية، ووحدة ثقافية جمعتنا الآلام والآمال أجيالاً عديدة"، وقد وقف الأستاذ عبد المنعم الرفاعي فألقى كلمة رائعة عن الوحدة الإسلامية ومركز [[مصر]] فيها [[#المراجع|(10)]]
== دعوة [[الإخوان]] في نفوس الأردنيين ==
دخلت دعوة [[الإخوان المسلمين]] [[الأردن]] كما دخلت كثير من الأقطار العربية والإسلامية، وأكثر الباحثين يرجعون تاريخ نشأة جماعة [[الإخوان المسلمين]] في [[الأردن]] إلى 19/11/[[1945]] ذلك التاريخ الذي نص عليه القانون الأساسي للجماعة، حيث بدأت علاقة الحاج '''([[عبد اللطيف أبو قورة]])''' مؤسس جماعة [[الإخوان المسلمين]] في [[الأردن]] إلى عام [[1943]] لشدة إعجابه بموقفهم من القضية الفلسطينية
...'''[[تاريخ الإخوان المسلمين في الأردن|تابع القراءة]]'''
...'''[[تاريخ الإخوان المسلمين في الأردن|تابع القراءة]]'''

مراجعة ١٤:١٨، ٥ نوفمبر ٢٠١٨

تاريخ جماعة الإخوان المسلمون في الأردن

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين تاريخ الإخوان في الأردن المملكة الأردنية الهاشمية، هي دولة عربية مسلمة، تقع في شمال شبه الجزيرة العربية وفي جنوب غرب آسيا. يحدها سوريا من الشمال، العراق من الشرق، السعودية من الجنوب والجنوب الشرقي، خليج العقبة من الجنوب الغربي، فلسطين وإسرائيل من الغرب. سميت بالأردن نسبة إلى نهر الأردن، وهي كلمة أرامية أو يونانية.

تشكلت المملكة العربية بزعامة فيصل بن الحسين في سوريا عام 1918م في أعقاب الثورة العربية الكبرى. في عام 1920م دخل الأمير عبد الله بن الحسين الأردن وحث الأردنيين على التخلص من الحكم الفرنسي.

وفي عام 1921م اعترفت بريطانيا بالأمير عبد الله بن الحسين أميرًا على شرقي الأردن، وفي سبتمبر عام 1922م وافقت عصبة الأمم على إلحاق شرقي الأردن بسلطة الانتداب على فلسطين. وفي 22 مارس 1946م وافقت بريطانيا على إنهاء انتدابها على شرقي الأردن ووقعت معاهدة تحالف وصداقة بين البلدين، وبويع عبد الله بن الحسين ملكًا دستوريًا على المملكة الأردنية. (1)

تعاقبت على الأردن حضارات عدة حتى دخلها الإسلام، حيث شهدت أراضها معركة مؤتة سنة 8 هـ، وبعدها شهدت المنطقة تحولا كبيرا حيث انتعشت المنطقة في ظل الوجود الإسلامي. بعدما استقلت شرق الأردن جرت أول انتخابات نيابية على أرضها عام 1947م، غير أنها واجهتها عقبات خاصة بعد احتلال الضفة. (2)

و الأردن بلد صغير من حيث المساحة محدود الموارد، يعتمد اقتصاد المملكة بشكل رئيسي على قطاع الخدمات والتجارة والسياحة، وعلى بعض الصناعات الاستخراجية كالأسمدة والأدوية فالأردن فقير بالموارد الطبيعية. وكانت الأردن تعتبر جزء من الدول الشامية، والتي كان لها دور كبير في الدفاع عن الإسلام، وعمل شعبها دائما في نطاق الدولة الإسلامية السنية.

وللأردن طبيعة خاصة لقربها من المقدسات الفلسطينية، بل وإشرافها في أوقات كثيرة على المسجد الأقصى والعمل على حمايته. ومن المعروف أن سكان الأردن ينقسم بين السكان الأصليين، والسكان من أصول فلسطينية، الذين لجؤوا إلى الأردن عقب حربي عام 1948 وعام 1967م.

ولقد كانت الأردن -ولا زالت - تعاني من ضعف في الموارد الطبيعية بالإضافة إلى كثرة أراضيها الصحراوية، الأمر الذي أدى إلى ضعف الحالة الاقتصادية وجعل الأردن في حاجة إلى العون والمساعدة، وهذا ما جعل المحتل الغربي يستفاد من هذا الوضع بأن جعلها تسير في فلكه، ولتحقيق ذلك أسرعت بريطانيا إلى مساعدة الأردن في تكوين جيش قامت على تدريبه وتسليحه وجعلت على رأسه جلوب باشا الإنجليزي حتى تضمن ولاءه لها لا إلى ملك البلاد، وحتى تتأكد من سير الأردن في ركابها. (3)

ولذا ما إن ظهرت حركة الإخوان المسلمين بمصر عام 1928م وبدأت تنتشر إلا وكانت أعين بعض الأردنيين عليها، حيث تعرفوا عليها – خاصة للاهتمام الشديد للإخوان المسلمين بالقضية الفلسطينية والتي كانت تعتبر محور القضايا الإسلامية.

تساؤلات ووجهة نظر

تتعدد وجهات النظر حول كينونة موافقة الملك عبد الله للإخوان على تأسيس مركزا لهم في الأردن. ويبدو أنه مع تصاعد قوة الحركة الوطنية الرافضة لفكرة العلاقة بين النظام السياسي وحكومة الانتداب البريطاني، وجد الأمير الملك المؤسس للأردن عبد الله بن الحسين بن علي إمكانية نسخ التجربة

والترحيب بانتشار الحركة الإسلامية والتحالف معها كتنظيم جماهيري مؤثر، في مواجهة الجار السلفي الجنوبي الشرقي المتمثل بالمملكة العربية السعودية وانتشار السلفية الوهابية بين قبائل البادية الأردنية من جهة، ولإيجاد قوة سياسية تمنح العمل السياسي الوطني لوناً إسلامياً، وتعضده في حال بدت المعارضة الوطنية أكثر شراسة ضد العلاقة مع بريطانيا من جهة أخرى. (4)

وهذه وجه نظر ذكرها واحد من المؤسسين للحركة في الأردن، إلا أنه يبدو أن بداية العمل الإسلامي مع الملك عبد الله بدأت قبل وصول دعوة الإخوان إلى الأردن.

وتمثل ذلك بموافقته على افتتاح فروع لجمعية الشبان المسلمين التي تأسست في القاهرة عام 1346ه - 1927 بهدف تنمية الشباب المسلم في مجالات الفكر والثقافة والرياضة عن طريق عمل الندوات والمعسكرات، وكانت أول فروعها في رمضان 1348هـ - فبراير 1930 حسب ما تشير إليه مجلة الفتح وجل أعضائها من أصول شامية أو فلسطينية. (5)

وظهر دعم الدولة أكبر في قيام جمعيات إسلامية عندما دعمت أول تنظيم أردني اجتماعي ثقافي ذا صبغة إسلامية وذلك حين تأسس نادي الفضائل الإسلامية العام 1943 على يد حسن الشوربجي وخليل العزيزي وعبد اللطيف أبو قورة وعربي جميل وعبده صبحا

وكان من أهم إنجازاته تأسيس مدرسة إسلامية عام 1943 وتولى الإشراف عليها الأستاذ محمد تيسير ظبيان ناشر جريدة الجزيرة ومعه مجموعة من تجار عمان وتربوييها وكانت غايته إيجاد تنظيم ثقافي ديني لتثقيف الكبار وتعليم الصغار. (6)

ونجحت هذه المجموعة - والتي صارت من قيادات الإخوان المؤسسين فيما بعد- بدعوة تجار عمان إلى اجتماع تأسيس لجمع التبرعات لـتأسيس مدرسة ثانوية ودعم المشروع الأمير الملك عبدالله وكان أكبر المتبرعين الحاج عبد اللطف أبو قورة وهو متوسط الحال، ومن ثمّ طلب الأمير الملك إشراك كبار التجار بتبرع حده الأدنى ألف دينار

وكان نتجية ذلك العمل تأسيس الكلية العلمية الإسلامية في عمان، لكن مجموعة نادي الفضائل الإسلامية وجدت فيما بعد أن برامج الكلية العلمية لا تلبي ما أرادوه من تعليم ديني، فتنادوا إلى تجمع جديد هو رابطة العلوم الإسلامية والتي أسست مدرسة للشريعة العام 1949م باسم "معهد العلوم الإسلامية" ودعمه مجموعة من التجار ومديرية الأوقاف وجمعية الثقافة الإسلامية، وبعد عام 1952 تحول المعهد إلى كلية جامعية مستقلة باسم كلية الشريعة، انضمت فيما بعد إلى الجامعة الأردنية بعد تأسيسها عام 1962م. (7)

مهدت هذه الأجواء وصول جماعة الإخوان المسلمين للعمل القانوني المرخص، سواء قبل الاستقلال الأردني أو بعده، وكان عبد اللطيف أبو قورة

الشعب الأردني ونظرته للإخوان

بدأت علاقة الإخوان المسلمين بالأردن حينما ناصر الإخوان قضية الأردن ضد الاستعمار الانجليزي واحتلاله لها، حيث ناصر الإخوان الشعب الأردني في حقه في الاستقلال والحرية، وشجعوا كل بادرة تصب في الوحدة والمصالح العربية.

فقاموا بنشر أخبار الأردن ومطالبه في التحرر من الانتداب البريطاني، وحث إنجلترا على ذلك، ومن ذلك ما نشرته مجلة الإخوان المسلمين قائلة: "ولقد كنا نأمل أن تجيب الحكومة البريطانية المطالب الأردنية في الاستقلال عن بريطانيا، لاسيما بعد وفاء الأردن لبريطانيا بكل تعهداتها، فلا تلجأ بريطانيا للتسويف ولا التأجيل" (8)

وحينما أعلن الملك عبد الله – ملك الأردن - الوحدة مع سوريا ولبنان والأردن في مشروع سوريا الكبرى كتب الأستاذ البنا برسالة مطولة يطالبه بالعزوف عن هذا الأمر خاصة أن سوريا ولبنان أصبحتا حرتين لكن الأردن ما زالت محتلة من قبل بريطانيا ويخشى أن تكون بريطانيا تعمد لذلك لبسط نفوذها على سوريا ولبنان بعد خروج فرنسا منهما بحجة مشروع سوريا الكبرى

ومما جاء فيه:

إن مواصلة الدعوة إلى هذا المشروع بعد أن ثبت أنه ليست هناك وسيلة مشروعة تؤدى إلى تحقيقه لا يعنى إلا بإعطاء الحجة لمن يقولون إن جلالة الملك عبد الله شديد الإصرار على عرش دمشق ولو كلفه ذلك أن يزحف عليها بجيشه، بل لو اضطر أن يدخلها فى أكناف الجيوش الأجنبية. (9)

كان حسن البنا حريص على عدم تفكك الأمة وانصياعها خلف ما تريده بريطانيا – ظاهر فيه الوحدة وباطنه فيه استعمار كلي مقنن - ولذا كان مطلبه من الملك أن لا يستجيب لمشروع سوريا الكبرى. حرص الإخوان على إبراز الشخصيات الوطنية الأردنية التي تعمل لصالح البلاد في والوحدة العربية والإسلامية أمثال الأستاذ عبد المنعم الرفاعي بك قنصل إمارة شرق الأردن.

بل حرص الإخوان على تأصيل معاني الأخوة والترابط مع الشعب الأردني، فاحتفلوا في مركزهم العام في يناير 1944م بنخبة من وجهاء الإمارة الأردنية، وعلى رأسهم مثقال باشا الفائز وأنجاله،والسيد عبد المنعم الرفاعي بك القنصل الجديد لإمارة شرق الأردن في مصر

كما حضر وفد من لبنان وكذلك من سوريا، وقد حياهم الأستاذ عابدين بكلمة طيبة، كما ألقى حسن البنا كلمة أخرى فياضة شكر فيها أعضاء الوفود تشريفهم إياهم

وقال فيها عن الوحدة العربية:

"إنها حقيقة واقعة ليست بحاجة إلى تأكيد، وما صنعته يد الله لا تفرقه يد الإنسان، فنحن وحدة جغرافية، ووحدة لغوية، ووحدة اقتصادية، ووحدة ثقافية جمعتنا الآلام والآمال أجيالاً عديدة"، وقد وقف الأستاذ عبد المنعم الرفاعي فألقى كلمة رائعة عن الوحدة الإسلامية ومركز مصر فيها (10)

دعوة الإخوان في نفوس الأردنيين

دخلت دعوة الإخوان المسلمين الأردن كما دخلت كثير من الأقطار العربية والإسلامية، وأكثر الباحثين يرجعون تاريخ نشأة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إلى 19/11/1945 ذلك التاريخ الذي نص عليه القانون الأساسي للجماعة، حيث بدأت علاقة الحاج (عبد اللطيف أبو قورة) مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إلى عام 1943 لشدة إعجابه بموقفهم من القضية الفلسطينية ...تابع القراءة