الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:تاريخ الإخوان في الأردن»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط (حمى "قالب:تاريخ الإخوان في الأردن" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
لا ملخص تعديل
 
(١٩ مراجعة متوسطة بواسطة ٤ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
<center>'''الإخوان المسلمون في الأردن'''</center>
<center><font color="blue"><font size=5> '''تاريخ جماعة الإخوان المسلمون في الأردن''' </font></font></center>


بدأت علاقة [[الإخوان المسلمين]] بالأردن حينما ناصر [[الإخوان]] قضية الأردن ضد الاستعمار الانجليزي واحتلاله لها، وناصر [[الإخوان]] الشعب الأردني في حقه في الاستقلال والحرية، وشجعوا كل بادرة تصب في الوحدة والمصالح العربية. فقاموا بنشر أخبار الأردن ومطالبه في التحرر من الانتداب البريطاني، وحث إنجلترا على ذلك، ومن ذلك ما نشرته مجلة [[الإخوان المسلمين]] قائلة: "ولقد كنا نأمل أن تجيب الحكومة البريطانية المطالب الأردنية في الاستقلال عن بريطانيا، لاسيما بعد وفاء الأردن لبريطانيا بكل تعهداتها، فلا تلجأ بريطانيا للتسويف ولا التأجيل".
'''إعداد: [[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]]'''


كما حرص [[الإخوان]] على إبراز الشخصيات الوطنية الأردنية التي تعمل لصالح البلاد في والوحدة العربية والإسلامية أمثال الأستاذ [[عبد المنعم الرفاعي]] بك قنصل إمارة شرق الأردن -هكذا كانت تسمى في ذلك الوقت؛ حيث نشرت مجلة الإخوان المسلمين له حديثًا صحفيًّا ينم عن التقائه مع أهداف الإخوان ومطالبهم في أمور كثيرة، ومما جاء فيه قوله: "فنحن حكومة وشعبًا نؤيد فكرة الاتحاد العربي".


وأنه لا يرى تباينًا في آمال الشعوب العربية ولا في عاداتها وإن اختلفت بعض المظاهر، أما من حيث الجوهر والتفكير فهي تشكل أمة عربية إسلامية خفاقة اللواء.
== تاريخ الإخوان في الأردن ==
[[ملف:علم الأردن.png|210بك|يسار]]
المملكة الأردنية الهاشمية، هي دولة عربية مسلمة، تقع في شمال شبه الجزيرة العربية وفي جنوب غرب آسيا. يحدها [[سوريا]] من الشمال، [[العراق]] من الشرق، [[السعودية]] من الجنوب والجنوب الشرقي، خليج العقبة من الجنوب الغربي، [[فلسطين]] وإسرائيل من الغرب. سميت ب[[الأردن]] نسبة إلى نهر [[الأردن]]، وهي كلمة أرامية أو يونانية.


بل حرص [[الإخوان]] على تأصيل معاني الأخوة والترابط مع الشعب الأردني، فاحتفلوا في دارهم في يناير 1944م بنخبة من وجهاء الإمارة الأردنية، وعلى رأسهم مثقال باشا الفائز وأنجاله، والسيد [[عبد المنعم الرفاعي]] بك القنصل الجديد لإمارة شرق الأردن في مصر، كما حضر وفد من لبنان وكذلك من سوريا، وقد حياهم الأستاذ عابدين بكلمة طيبة، كما ألقى فضيلة [[المرشد العام]] كلمة أخرى فياضة شكر فيها أعضاء الوفود تشريفهم إياهم، وقال فيها عن الوحدة العربية: "إنها حقيقة واقعة ليست بحاجة إلى تأكيد، وما صنعته يد الله لا تفرقه يد الإنسان، فنحن وحدة جغرافية، ووحدة لغوية، ووحدة اقتصادية، ووحدة ثقافية جمعتنا الآلام والآمال أجيالاً عديدة"، وقد وقف الأستاذ عبد المنعم الرفاعي فألقى كلمة رائعة عن الوحدة الإسلامية ومركز مصر فيها.
تشكلت المملكة العربية بزعامة فيصل بن الحسين في [[سوريا]] عام [[1918]]م في أعقاب الثورة العربية الكبرى. في عام [[1920]]م دخل الأمير عبد الله بن الحسين [[الأردن]] وحث الأردنيين على التخلص من الحكم الفرنسي.


ولقد دخلت دعوة الإخوان المسلمين الأردن كما دخلت كثير من الأقطار العربية والإسلامية، وأكثر الباحثين يرجعون تاريخ نشأة [[جماعة الإخوان المسلمين]] في الأردن إلى 19/11/1945 ذلك التاريخ الذي نص عليه القانون الأساسي للجماعة، حيث بدأت علاقة الحاج (عبد اللطيف أبي قورة) مؤسس جماعة [[الإخوان المسلمين]] في الأردن إلى عام [[1943]] لشدة إعجابه بموقفهم من القضية الفلسطينية حين وقعت في يده في ذلك التاريخ بضعة أعداد من جريدة الإخوان في مصر، فأعجب بدعوتهم إلى الجهاد ورفضهم الوجود اليهودي في [[فلسطين]]، فراسل الجريدة، واشترك فيها، ثم اتصل بالإمام [[حسن البنا]] وبايعه، وبعدها أصبح عضوًا في الهيئة التأسيسية [[للإخوان]] في مصر، وكانت الهيئة تضم قيادات من الأقطار العربية.
وفي عام [[1921]]م اعترفت بريطانيا بالأمير عبد الله بن الحسين أميرًا على شرقي [[الأردن]]، وفي [[سبتمبر]] عام [[1922]]م وافقت عصبة الأمم على إلحاق شرقي [[الأردن]] بسلطة الانتداب على [[فلسطين]]. وفي 22 [[مارس]] [[1946]]م وافقت بريطانيا على إنهاء انتدابها على شرقي [[الأردن]] ووقعت معاهدة تحالف وصداقة بين البلدين، وبويع عبد الله بن الحسين ملكًا دستوريًا على المملكة الأردنية. [[#المراجع|(1)]]


'''يقول الأستاذ [[جمعة أمين]] :''' وفي صيف 1945 زار الأستاذ [[عبد الحكيم عابدين]] الأردن أثناء عودته من سوريا بعد انتهاء البعثة الطبية للإخوان فيها، وكان من ثمرات هذه الزيارة أن عقد الحاج عبد اللطيف أبو قورة لعابدين عدة لقاءات في مدن وقرى الأردن مع بعض المثقفين وعلية القوم، فأثمرت للدعوة العديد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع، يقول الأستاذ [[عبد الحكيم عابدين]] عن تلك اللقاءات وحماسة الحاج عبد اللطيف أبي قورة للدعوة: "فما كان يتركني ليلاً ولا نهارًا أبدًا، وكانت له مكانة عظمية في البلاد، وكلمة لا ترد عند وجهاء البلاد ووزرائها وكبار تجارها الذين يحضرون تلك اللقاءات، ويحضر جميع الوجهاء والوزراء والشخصيات".
تعاقبت على [[الأردن]] حضارات عدة حتى دخلها الإسلام، حيث شهدت أراضها معركة مؤتة سنة 8 هـ، وبعدها شهدت المنطقة تحولا كبيرا حيث انتعشت المنطقة في ظل الوجود الإسلامي. بعدما استقلت شرق [[الأردن]] جرت أول انتخابات نيابية على أرضها عام [[1947]]م، غير أنها واجهتها عقبات خاصة بعد احتلال الضفة. [[#المراجع|(2)]]


ولقد ساهمت هذه الرحلة في توطيد دعائم الفكر الإخواني داخل المجتمع الأردني، وكذلك هيأت المناخ المناسب لتأسيس وافتتاح المركز العام [[للإخوان]] في الأردن، وذلك في يوم 19/11/1945، وتحت رعاية الملك عبد الله نفسه، وجاء رد مجلس الوزراء على الطلب المقدم من أبي قورة لإنشاء جمعية إسلامية تحت اسم: "[[جماعة الإخوان المسلمين]]" هذا نصه: "قرر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 9من كانون الثاني (يناير) 1946 السماح للوجيه إسماعيل بك البلبيسي وإخوانه السادة عبد اللطيف أبو قورة وإبراهيم جاموس، وراشد دروزة، وقاسم المصري وغيرهم بتأسيس جمعية في شرق الأردن تدعى جمعية [[الإخوان المسلمين]].
و [[الأردن]] بلد صغير من حيث المساحة محدود الموارد، يعتمد اقتصاد المملكة بشكل رئيسي على قطاع الخدمات والتجارة والسياحة، وعلى بعض الصناعات الاستخراجية كالأسمدة والأدوية ف[[الأردن]] فقير بالموارد الطبيعية. وكانت [[الأردن]] تعتبر جزء من الدول الشامية، والتي كان لها دور كبير في الدفاع عن الإسلام، وعمل شعبها دائما في نطاق الدولة الإسلامية السنية.


'''ومن أهم أعمال الجماعة في هذه الفترة :''' إقامة الندوات والمحاضرات والاحتفالات الإسلامية والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ساهمت ممثلة بشخص قائدها الحاج عبد اللطيف أبو قورة، رحمه الله، في إنشاء الكلية العلمية الإسلامية في عمان، والمشاركة كذلك في رابطة العالم الإسلامي، والمؤتمر الإسلامي، ولجنة نصرة الجزائر، والمؤتمر الإسلامي لـبيت المقدس، وغيرها وشارك الإخوان في حرب فلسطين عام 1948م بسرية أبو عبيدة عامر بن الجراح، وكان مقرها في قرية عين كارم، حيث كان قوامها 120 رجلاً وبقيادة الحاج [[عبد اللطيف أبو قورة]]، واستشهد عدد منهم، من بينهم الشهيد [[سالم المبسلط]]، والشهيد [[بشير سلطان]].
وللأردن طبيعة خاصة لقربها من المقدسات الفلسطينية، بل وإشرافها في أوقات كثيرة على المسجد الأقصى والعمل على حمايته. ومن المعروف أن سكان [[الأردن]] ينقسم بين السكان الأصليين، والسكان من أصول فلسطينية، الذين لجؤوا إلى [[الأردن]] عقب حربي عام [[1948]] وعام [[1967]]م.


وأواخر عام 1953 م اختير الأستاذ [[محمد عبد الرحمن خليفة]] مراقباً عاماً للجماعة، حيث تم إنشاء نظام أساسي، وإنشاء هيئة عامة في كل شعبة تنتخب هيئة إدارية، كما تم انضمام الجماعة في [[فلسطين]] إلى شقيقتها الأردن لتشكل جماعة واحدة، وقد اهتم الإخوان بـمخيمات اللاجئين، حيث افتتحت بعض الشعب الجديدة وأنشأت بعض المدارس منها مدرسة البر بأبناء الشهداء في مخيم عقبة جبر. وأصدر الإخوان في هذه الفترة مجلة الكفاح الإسلامي، التي كان يرأس تحريرها الأستاذ يوسف العظم، وتم إصدار أحد عشر عدداً منها، ثم أغلقت بقرار من الحكومة الأردنية في حينها. ودعوا إلى عقد مؤتمر إسلامي عالمي خاص بـبيت المقدس ،وعقد المؤتمر عام 1953م في القدس بمشاركة واسعة من علماء ومفكرين وقادة إسلاميين من مختلف أقطار العالم الإسلامي، وكان [[للإخوان]] مشاركة واسعة في مختلف هيئاته ولجانه المختلفة. وفي عام 1954 أصدرت الجماعة بياناً حددت فيه سياستها بالخطوط العريضة التالية : إن الأردن جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، وإن الحكم بشريعة الله هو مطلب [[الإخوان]] وغايتهم في هذه الدنيا، وإن قضية فلسطين قضية إسلامية ولا بد أن تحشد لها جميع الإمكانات المادية والمعنوية لتحريرها من اليهودية العالمية والصليبية الدولية.
ولقد كانت [[الأردن]] -ولا زالت -  تعاني من ضعف في الموارد الطبيعية بالإضافة إلى كثرة أراضيها الصحراوية، الأمر الذي أدى إلى ضعف الحالة الاقتصادية وجعل [[الأردن]] في حاجة إلى العون والمساعدة، وهذا ما جعل المحتل الغربي يستفاد من هذا الوضع بأن جعلها تسير في فلكه، ولتحقيق ذلك أسرعت بريطانيا إلى مساعدة [[الأردن]] في تكوين جيش قامت على تدريبه وتسليحه وجعلت على رأسه جلوب باشا الإنجليزي حتى تضمن ولاءه لها لا إلى ملك البلاد، وحتى تتأكد من سير [[الأردن]] في ركابها. [[#المراجع|(3)]]


وفي عام 1954 احتج [[الإخوان]] على وجود ضباط إنجليز في الجيش العربي، وطالبوا بترحيلهم، ونظموا المظاهرات المعادية للاستعمار، كما هاجموا حلف بغداد، واعتقل المراقب العام عام 1955، كما عارضوا مبدأ آيزنهاور عام 1957 م المعروف بمبدأ ملء الفراغ في الشرق الأوسط، ونظموا مظاهرات احتجاجية على أثر استدعاء قوات بريطانية عام 1958م واعتقل المراقب العام مرة أخرى عام 1958 وكان عضواً في البرلمان.
ولذا ما إن ظهرت حركة [[الإخوان المسلمين]] ب[[مصر]] عام [[1928]]م وبدأت تنتشر إلا وكانت أعين بعض الأردنيين عليها، حيث تعرفوا عليها – خاصة للاهتمام الشديد [[للإخوان المسلمين]] بالقضية الفلسطينية والتي كانت تعتبر محور القضايا الإسلامية.  


كما شارك [[الإخوان]] في الانتخابات النيابية عام 1956، ونجح لهم أربعة مرشحين من ستة، ووقفوا ضد الفساد الذي كانت تمارسه الحكومة، ومنه إقامة حفل راقص على الجليد في عمان، وذلك عام 1960 حيث اعتقل عدد من أفراد الجماعة وعلى رأسهم المراقب العام الذي بقي في السجن مدة ستة أسهر. كما شارك [[الإخوان]] في الانتخابات النيابية عام 1963، ونجح لهم اثنان وانشأوا مع مجموعة من الشخصيات الإسلامية والعامة جمعية المركز الإسلامي الخيرية التي أصبح لها فروع في مختلف مدن المملكة، وأنشأت المستشفى الإسلامي في عمان والعقبة وعدة مدارس ومعاهد.. وقد شهدت هذه الفترة انحساراً في المد الإسلامي، في مقابل المد اليساري والقومي.
== تساؤلات ووجهة نظر ==


وبعد هزيمة عام 1967 بدأ المد الإسلامي بالتنامي والمد القومي واليساري بالانحسار، وقد شارك [[الإخوان المسلمون]] في العمل الفدائي ضد الكيان الصهيوني من خلال حركة فتح، حيث أقاموا ثلاثة معسكرات، ونفذوا مجموعة من العمليات الناجحة ضد أهداف صهيونية، وقد عمل في هذه المعسكرات حوالي 180 مجاهداً متفرغاً إضافة إلى العديد من المتطوعين على فترات متقطعة، كما استشهد عدد من هؤلاء المجاهدين في هذه الفترة هم : صلاح حسن (مصر) مهدي الأدلبي (سوريا) رضوان كريشان (الأردن)، محمد سعيد باعباد (اليمن) إبراهيم عاشور ([[فلسطين]]) رضوان بلعا (سوريا) محمود برقاوي (الأردن) صلاح الدين المقدسي ([[فلسطين]]) زهير سعدو (سوريا) نصر العيسى (سوريا) سليم المومني (الأردن) يعقوب عيسى (سوريا) وفي عام 1970 وقف الإخوان موقفاً حاسماً من الفتنة ورفضوا أن يعينوا فريقاً ضد فريق وأكدوا أنهم إنما حملوا السلاح لمقاتلة المحتلين اليهود.
تتعدد وجهات النظر حول كينونة موافقة الملك عبد الله للإخوان على تأسيس مركزا لهم في [[الأردن]]. ويبدو أنه مع تصاعد قوة الحركة الوطنية الرافضة لفكرة العلاقة بين النظام السياسي وحكومة الانتداب البريطاني، وجد الأمير الملك المؤسس للأردن عبد الله بن الحسين بن علي إمكانية نسخ التجربة


وشهدت فترة السبعينيات مداً إسلامياً كبيراً، حيث تدفق الشباب على الجماعة التي ركزت في هذه المرحلة على التربية والدعوة، واتجهت نحو التوسع في العمل النقابي وشاركت في الانتخابات النيابية التكميلية عام [[1984]] إذ حصلت على مقعدين آخرين في المجلس فأصبح لها أربعة نواب، وشارك [[الإخوان]] في الانتخابات البلدية في اربد ومادبا وسحاب، وتقدم [[الإخوان]] في قيادة العمل الطلابي في الجامعات، كما عارض [[الإخوان]] معاهدة كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني، التي تؤدي إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتنهي الحرب معه وتضفي الشرعية على اغتصابه، كما تؤدي إلى إشعال الفتنة الطائفية في لبنان وحصار المقاومة الفلسطينية، وأكدوا على أن قضية فلسطين هي قضية عقيدة وقضية مقدسة لدى مسلمي العالم جميعاً، ونددت بالعدوان الصهيوني على لبنان وعلى المقاومة الفلسطينية وبالمذابح الإجرامية في مخيمات تل الزعتر وصبرا وشاتيلا.. وشهدت هذه الفترة توتراً في العلاقة مع النظام، حيث فصل عدد كبير من [[الإخوان]] الأساتذة في الجامعات وفي غيرها من المواقع الوظيفية وبقي الأمر كذلك حتى عام 1989، كما أيدت الجماعة ودعمت الانتفاضة المباركة في فلسطين.
والترحيب بانتشار الحركة الإسلامية والتحالف معها كتنظيم جماهيري مؤثر، في مواجهة الجار السلفي الجنوبي الشرقي المتمثل بالمملكة العربية [[السعودية]] وانتشار السلفية الوهابية بين قبائل البادية الأردنية من جهة، ولإيجاد قوة سياسية تمنح العمل السياسي الوطني لوناً إسلامياً، وتعضده في حال بدت المعارضة الوطنية أكثر شراسة ضد العلاقة مع بريطانيا من جهة أخرى. [[#المراجع|(4)]]


وفي الفترة التي تلت الانتفاضة الفلسطينية اتسعت مشاركة الجماعة السياسية والعامة في هذه الفترة، حيث كانت الأكثر حضوراً ونجاحاً بين القوى السياسية المختلفة، إذ حصلت في المجلس النيابي الحادي عشر على اثنين وعشرين مقعداً بالإضافة إلى رئاسة المجلس لثلاث دورات متتالية، كما شاركت بخمسة وزراء في عام 1991، وفي عام 1993 حصلت على سبعة عشر مقعداً، بعد إصدار قانون انتخابي جديد سمي بقانون الصوت الواحد، حيث أكد كثير من السياسيين والشخصيات الوطنية وحتى بعض المهتمين الأجانب بالشأن الأردني بأن هدف هذا القانون هو محاصرة الحركة الإسلامية وتقليل فرص نجاحها. وتم في هذه الفترة إنشاء حزب جبهة العمل الإسلامي سنة 1992، وذلك بالتعاون مع شخصيات إسلامية عامة، كما شاركت الجماعة في الانتخابات البلدية لعام 1995 وفاز مؤيدوها وأنصارها في عدد من البلديات.
وهذه وجه نظر ذكرها واحد من المؤسسين للحركة في [[الأردن]]، إلا أنه يبدو أن بداية العمل الإسلامي مع الملك عبد الله بدأت قبل وصول دعوة [[الإخوان]] إلى [[الأردن]].


وفي عام 1994 تم انتخاب مراقب عام جديد هو الأستاذ عبد المجيد ذنيبات، وعقدت في عام 1996 مؤتمراً داخلياً لتقويم مسيرة خمسين سنة. ونتيجة لاستمرار التراجع في الممارسة الديمقراطية والتضييق على الحركة الإسلامية بعد توقيع معاهدة وادي عربة التي عارضتها الجماعة بشدة، رأت أنه لا بد من مراجعة المشاركة السياسية الرسمية ومنها المجلس النيابي، واحتجاجاً على هذه الحال، ولتحسين شروط المشاركة السياسية قررت الجماعة مقاطعة الانتخابات النيابية لعام 1997م.
وتمثل ذلك بموافقته على افتتاح فروع لجمعية الشبان المسلمين التي تأسست في [[القاهرة]] عام 1346ه - [[1927]] بهدف تنمية الشباب المسلم في مجالات الفكر والثقافة والرياضة عن طريق عمل الندوات والمعسكرات، وكانت أول فروعها في رمضان 1348هـ - [[فبراير]] [[1930]] حسب ما تشير إليه مجلة الفتح وجل أعضائها من أصول شامية أو فلسطينية. [[#المراجع|(5)]]


وما زالت الجماعة تتصدر العمل السياسي والاجتماعي الخيري على مستوى المملكة ، فقد حصلت في انتخابات 2003 على 17 مقعداً في مجلس النواب ، وما زالت تسهم في جمعية المركز الإسلامي التي تعتبر رائدة في العمل الخيري على مستوى الأردن بالرغم من الأزمة الأخيرة التي مرت بها الجمعية مع الحكومة ، وفي الانتخابات النيابية عام 2007 م لم تحصل الجماعة ممثلة بـ حزب جبهة العمل الإسلامي إلا على 6 مقاعد في البرلمان بسبب عمليات التزوير وشراء الأصوات التي سهّلت لها الحكومة.
وظهر دعم الدولة أكبر في قيام جمعيات إسلامية عندما دعمت أول تنظيم أردني اجتماعي ثقافي ذا صبغة إسلامية وذلك حين تأسس نادي الفضائل الإسلامية العام [[1943]] على يد [[حسن الشوربجي]] و[[خليل العزيزي]] و[[عبد اللطيف أبو قورة]] وعربي جميل وعبده صبحا


وكان من أهم إنجازاته تأسيس مدرسة إسلامية عام [[1943]] وتولى الإشراف عليها الأستاذ محمد تيسير ظبيان ناشر جريدة الجزيرة ومعه مجموعة من تجار عمان وتربوييها وكانت غايته إيجاد تنظيم ثقافي ديني لتثقيف الكبار وتعليم الصغار. [[#المراجع|(6)]]


== أبرز قيادات الجماعة ==
ونجحت هذه المجموعة - والتي صارت من قيادات [[الإخوان]] المؤسسين فيما بعد- بدعوة تجار عمان إلى اجتماع تأسيس لجمع التبرعات لـتأسيس مدرسة ثانوية ودعم المشروع الأمير الملك عبدالله وكان أكبر المتبرعين الحاج عبد اللطف أبو قورة وهو متوسط الحال، ومن ثمّ طلب الأمير الملك إشراك كبار التجار بتبرع حده الأدنى ألف دينار


'''وأبرز قيادات الجماعة هم :'''
وكان نتجية ذلك العمل تأسيس الكلية العلمية الإسلامية في عمان، لكن مجموعة نادي الفضائل الإسلامية وجدت فيما بعد أن برامج الكلية العلمية لا تلبي ما أرادوه من تعليم ديني، فتنادوا إلى تجمع جديد هو رابطة العلوم الإسلامية والتي أسست مدرسة للشريعة العام [[1949]]م باسم '''"معهد العلوم الإسلامية"''' ودعمه مجموعة من التجار ومديرية الأوقاف وجمعية الثقافة الإسلامية، وبعد عام [[1952]] تحول المعهد إلى كلية جامعية مستقلة باسم كلية الشريعة، انضمت فيما بعد إلى الجامعة الأردنية بعد تأسيسها عام [[1962]]م. [[#المراجع|(7)]]


*الأستاذ [[سالم الفلاحات]].
مهدت هذه الأجواء وصول جماعة [[الإخوان المسلمين]] للعمل القانوني المرخص، سواء قبل الاستقلال الأردني أو بعده، وكان [[عبد اللطيف أبو قورة]]


*الشيخ [[حمزة منصور]].
== الشعب الأردني ونظرته للإخوان ==


*الدكتور [[عبداللطيف عربيات]].  
بدأت علاقة [[الإخوان المسلمين]] ب[[الأردن]] حينما ناصر [[الإخوان]] قضية [[الأردن]] ضد الاستعمار الانجليزي واحتلاله لها، حيث ناصر [[الإخوان]] الشعب الأردني في حقه في الاستقلال والحرية، وشجعوا كل بادرة تصب في الوحدة والمصالح العربية.


*الدكتور [[اسحق الفرحان]]  
فقاموا بنشر أخبار [[الأردن]] ومطالبه في التحرر من الانتداب البريطاني، وحث إنجلترا على ذلك، ومن ذلك ما نشرته مجلة [[الإخوان المسلمين]] قائلة: '''"ولقد كنا نأمل أن تجيب الحكومة البريطانية المطالب الأردنية في الاستقلال عن بريطانيا، لاسيما بعد وفاء [[الأردن]] لبريطانيا بكل تعهداتها، فلا تلجأ بريطانيا للتسويف ولا التأجيل"''' [[#المراجع|(8)]]


*الأستاذ [[زكي سعد بني أرشيد]].
وحينما أعلن الملك عبد الله – ملك [[الأردن]] - الوحدة مع [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[الأردن]] في مشروع [[سوريا]] الكبرى كتب الأستاذ [[البنا]] برسالة مطولة يطالبه بالعزوف عن هذا الأمر خاصة أن [[سوريا]] و[[لبنان]] أصبحتا حرتين لكن [[الأردن]] ما زالت محتلة من قبل بريطانيا ويخشى أن تكون بريطانيا تعمد لذلك لبسط نفوذها على [[سوريا]] و[[لبنان]] بعد خروج فرنسا منهما بحجة مشروع [[سوريا]] الكبرى


*الدكتور [[محمد أبو فارس]].
'''ومما جاء فيه:'''


*الأستاذ [[عبد المجيد الذنيبات]].
:إن مواصلة الدعوة إلى هذا المشروع بعد أن ثبت أنه ليست هناك وسيلة مشروعة تؤدى إلى تحقيقه لا يعنى إلا بإعطاء الحجة لمن يقولون إن جلالة الملك عبد الله شديد الإصرار على عرش دمشق ولو كلفه ذلك أن يزحف عليها بجيشه، بل لو اضطر أن يدخلها فى أكناف الجيوش الأجنبية. [[#المراجع|(9)]]


 
كان [[حسن البنا]] حريص على عدم تفكك الأمة وانصياعها خلف ما تريده بريطانيا – ظاهر فيه الوحدة وباطنه فيه استعمار كلي مقنن - ولذا كان مطلبه من الملك أن لا يستجيب لمشروع [[سوريا]] الكبرى. حرص [[الإخوان]] على إبراز الشخصيات الوطنية الأردنية التي تعمل لصالح البلاد في والوحدة العربية والإسلامية أمثال الأستاذ عبد المنعم الرفاعي بك قنصل إمارة شرق [[الأردن]]....'''[[تاريخ الإخوان المسلمين في الأردن|تابع القراءة]]'''
== المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان في الأردن ==
 
'''وكان المكتب التنفيذي السابق لجماعة الإخوان في الأردن يتكون من:-'''
 
1- الأستاذ [[سالم الفلاحات]] [[المراقب العام]] السابق للجماعة في الأردن.
 
2- الأستاذ [[جميل أبو بكر]] نائب المراقب العام.
 
3- الأستاذ [[سعود أبو محفوظ]] عضو المكتب التنفيذي.
 
4- الأستاذ [[أحمد الكفاوين]] عضو المكتب التنفيذي.
 
5- الدكتور [[عبد الحميد القضاة]] عضو المكتب التنفيذي.
 
6- الأستاذ [[نائل زيدان مصالحة]] عضو المكتب التنفيذي.
 
7- الأستاذ [[خالد حسنين]] عضو المكتب التنفيذي.
 
'''ويتكون المكتب الحالي والذي تم اختياره من قبل مجلس شورى جماعة الإخوان في مساء الخميس 1مايو 2008م من: '''
 
1- الشيخ الدكتور [[همام سعيد]] مراقبا عاما للجماعة.
 
2- الدكتور [[عبد الحميد القضاة]] نائبا للمراقب العام.
 
3- [[جميل أبو بكر]] عضو المكتب التنفيذي.
 
4- [[رحيل غرايبة]] عضو المكتب التنفيذي.
 
5- [[ممدوح المحيسن]] عضو المكتب التنفيذي.
 
6- [[أحمد الكفاوين]] عضو المكتب التنفيذي.
 
7- [[كاظم عايش عضو]] المكتب التنفيذي.
 
8- [[زياد الميتاني]] عضو المكتب التنفيذي.
 
9- [[سعادة سعادات]] عضو المكتب التنفيذي.
 
 
== مراقبو الجماعة بالأردن ==
 
 
'''أما عن مراقبو جماعة الإخوان المسلمين بالأردن فهم كالتالي:-'''
 
1. الحاج [[عبد اللطيف أبو قورة]] (1945 - 1953).
 
2. الشيخ [[محمد عبد الرحمن خليفة]] (1953 - 1994).
 
3. الأستاذ [[عبد المجيد ذنيبات]] (1994 - 2006).
 
4. الأستاذ [[سالم الفلاحات]] (2006 -30 /4/2008).
 
5. الشيخ الدكتور [[همام سعيد]] (30/4/2008 - حتى الآن).
 
 
== المصادر ==
 
1- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
 
2- محمد عبد القادر أبو فارس في كتاب "صفحات من التاريخ السياسي للإخوان المسلمين في الأردن"، دار الفرقان، الطبعة الأولى، 2000م.
 
3- مجموعة من المؤلفين: الأحزاب والحركات والجماعات الإسلامية، المركز العربي للدراسات الإستراتيجية، دمشق، الطبعة الثالثة، سنة الطبع: 2000م.
 
4- موقع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٢١، ٥ نوفمبر ٢٠١٨

تاريخ جماعة الإخوان المسلمون في الأردن

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين


تاريخ الإخوان في الأردن

علم الأردن.png

المملكة الأردنية الهاشمية، هي دولة عربية مسلمة، تقع في شمال شبه الجزيرة العربية وفي جنوب غرب آسيا. يحدها سوريا من الشمال، العراق من الشرق، السعودية من الجنوب والجنوب الشرقي، خليج العقبة من الجنوب الغربي، فلسطين وإسرائيل من الغرب. سميت بالأردن نسبة إلى نهر الأردن، وهي كلمة أرامية أو يونانية.

تشكلت المملكة العربية بزعامة فيصل بن الحسين في سوريا عام 1918م في أعقاب الثورة العربية الكبرى. في عام 1920م دخل الأمير عبد الله بن الحسين الأردن وحث الأردنيين على التخلص من الحكم الفرنسي.

وفي عام 1921م اعترفت بريطانيا بالأمير عبد الله بن الحسين أميرًا على شرقي الأردن، وفي سبتمبر عام 1922م وافقت عصبة الأمم على إلحاق شرقي الأردن بسلطة الانتداب على فلسطين. وفي 22 مارس 1946م وافقت بريطانيا على إنهاء انتدابها على شرقي الأردن ووقعت معاهدة تحالف وصداقة بين البلدين، وبويع عبد الله بن الحسين ملكًا دستوريًا على المملكة الأردنية. (1)

تعاقبت على الأردن حضارات عدة حتى دخلها الإسلام، حيث شهدت أراضها معركة مؤتة سنة 8 هـ، وبعدها شهدت المنطقة تحولا كبيرا حيث انتعشت المنطقة في ظل الوجود الإسلامي. بعدما استقلت شرق الأردن جرت أول انتخابات نيابية على أرضها عام 1947م، غير أنها واجهتها عقبات خاصة بعد احتلال الضفة. (2)

و الأردن بلد صغير من حيث المساحة محدود الموارد، يعتمد اقتصاد المملكة بشكل رئيسي على قطاع الخدمات والتجارة والسياحة، وعلى بعض الصناعات الاستخراجية كالأسمدة والأدوية فالأردن فقير بالموارد الطبيعية. وكانت الأردن تعتبر جزء من الدول الشامية، والتي كان لها دور كبير في الدفاع عن الإسلام، وعمل شعبها دائما في نطاق الدولة الإسلامية السنية.

وللأردن طبيعة خاصة لقربها من المقدسات الفلسطينية، بل وإشرافها في أوقات كثيرة على المسجد الأقصى والعمل على حمايته. ومن المعروف أن سكان الأردن ينقسم بين السكان الأصليين، والسكان من أصول فلسطينية، الذين لجؤوا إلى الأردن عقب حربي عام 1948 وعام 1967م.

ولقد كانت الأردن -ولا زالت - تعاني من ضعف في الموارد الطبيعية بالإضافة إلى كثرة أراضيها الصحراوية، الأمر الذي أدى إلى ضعف الحالة الاقتصادية وجعل الأردن في حاجة إلى العون والمساعدة، وهذا ما جعل المحتل الغربي يستفاد من هذا الوضع بأن جعلها تسير في فلكه، ولتحقيق ذلك أسرعت بريطانيا إلى مساعدة الأردن في تكوين جيش قامت على تدريبه وتسليحه وجعلت على رأسه جلوب باشا الإنجليزي حتى تضمن ولاءه لها لا إلى ملك البلاد، وحتى تتأكد من سير الأردن في ركابها. (3)

ولذا ما إن ظهرت حركة الإخوان المسلمين بمصر عام 1928م وبدأت تنتشر إلا وكانت أعين بعض الأردنيين عليها، حيث تعرفوا عليها – خاصة للاهتمام الشديد للإخوان المسلمين بالقضية الفلسطينية والتي كانت تعتبر محور القضايا الإسلامية.

تساؤلات ووجهة نظر

تتعدد وجهات النظر حول كينونة موافقة الملك عبد الله للإخوان على تأسيس مركزا لهم في الأردن. ويبدو أنه مع تصاعد قوة الحركة الوطنية الرافضة لفكرة العلاقة بين النظام السياسي وحكومة الانتداب البريطاني، وجد الأمير الملك المؤسس للأردن عبد الله بن الحسين بن علي إمكانية نسخ التجربة

والترحيب بانتشار الحركة الإسلامية والتحالف معها كتنظيم جماهيري مؤثر، في مواجهة الجار السلفي الجنوبي الشرقي المتمثل بالمملكة العربية السعودية وانتشار السلفية الوهابية بين قبائل البادية الأردنية من جهة، ولإيجاد قوة سياسية تمنح العمل السياسي الوطني لوناً إسلامياً، وتعضده في حال بدت المعارضة الوطنية أكثر شراسة ضد العلاقة مع بريطانيا من جهة أخرى. (4)

وهذه وجه نظر ذكرها واحد من المؤسسين للحركة في الأردن، إلا أنه يبدو أن بداية العمل الإسلامي مع الملك عبد الله بدأت قبل وصول دعوة الإخوان إلى الأردن.

وتمثل ذلك بموافقته على افتتاح فروع لجمعية الشبان المسلمين التي تأسست في القاهرة عام 1346ه - 1927 بهدف تنمية الشباب المسلم في مجالات الفكر والثقافة والرياضة عن طريق عمل الندوات والمعسكرات، وكانت أول فروعها في رمضان 1348هـ - فبراير 1930 حسب ما تشير إليه مجلة الفتح وجل أعضائها من أصول شامية أو فلسطينية. (5)

وظهر دعم الدولة أكبر في قيام جمعيات إسلامية عندما دعمت أول تنظيم أردني اجتماعي ثقافي ذا صبغة إسلامية وذلك حين تأسس نادي الفضائل الإسلامية العام 1943 على يد حسن الشوربجي وخليل العزيزي وعبد اللطيف أبو قورة وعربي جميل وعبده صبحا

وكان من أهم إنجازاته تأسيس مدرسة إسلامية عام 1943 وتولى الإشراف عليها الأستاذ محمد تيسير ظبيان ناشر جريدة الجزيرة ومعه مجموعة من تجار عمان وتربوييها وكانت غايته إيجاد تنظيم ثقافي ديني لتثقيف الكبار وتعليم الصغار. (6)

ونجحت هذه المجموعة - والتي صارت من قيادات الإخوان المؤسسين فيما بعد- بدعوة تجار عمان إلى اجتماع تأسيس لجمع التبرعات لـتأسيس مدرسة ثانوية ودعم المشروع الأمير الملك عبدالله وكان أكبر المتبرعين الحاج عبد اللطف أبو قورة وهو متوسط الحال، ومن ثمّ طلب الأمير الملك إشراك كبار التجار بتبرع حده الأدنى ألف دينار

وكان نتجية ذلك العمل تأسيس الكلية العلمية الإسلامية في عمان، لكن مجموعة نادي الفضائل الإسلامية وجدت فيما بعد أن برامج الكلية العلمية لا تلبي ما أرادوه من تعليم ديني، فتنادوا إلى تجمع جديد هو رابطة العلوم الإسلامية والتي أسست مدرسة للشريعة العام 1949م باسم "معهد العلوم الإسلامية" ودعمه مجموعة من التجار ومديرية الأوقاف وجمعية الثقافة الإسلامية، وبعد عام 1952 تحول المعهد إلى كلية جامعية مستقلة باسم كلية الشريعة، انضمت فيما بعد إلى الجامعة الأردنية بعد تأسيسها عام 1962م. (7)

مهدت هذه الأجواء وصول جماعة الإخوان المسلمين للعمل القانوني المرخص، سواء قبل الاستقلال الأردني أو بعده، وكان عبد اللطيف أبو قورة

الشعب الأردني ونظرته للإخوان

بدأت علاقة الإخوان المسلمين بالأردن حينما ناصر الإخوان قضية الأردن ضد الاستعمار الانجليزي واحتلاله لها، حيث ناصر الإخوان الشعب الأردني في حقه في الاستقلال والحرية، وشجعوا كل بادرة تصب في الوحدة والمصالح العربية.

فقاموا بنشر أخبار الأردن ومطالبه في التحرر من الانتداب البريطاني، وحث إنجلترا على ذلك، ومن ذلك ما نشرته مجلة الإخوان المسلمين قائلة: "ولقد كنا نأمل أن تجيب الحكومة البريطانية المطالب الأردنية في الاستقلال عن بريطانيا، لاسيما بعد وفاء الأردن لبريطانيا بكل تعهداتها، فلا تلجأ بريطانيا للتسويف ولا التأجيل" (8)

وحينما أعلن الملك عبد الله – ملك الأردن - الوحدة مع سوريا ولبنان والأردن في مشروع سوريا الكبرى كتب الأستاذ البنا برسالة مطولة يطالبه بالعزوف عن هذا الأمر خاصة أن سوريا ولبنان أصبحتا حرتين لكن الأردن ما زالت محتلة من قبل بريطانيا ويخشى أن تكون بريطانيا تعمد لذلك لبسط نفوذها على سوريا ولبنان بعد خروج فرنسا منهما بحجة مشروع سوريا الكبرى

ومما جاء فيه:

إن مواصلة الدعوة إلى هذا المشروع بعد أن ثبت أنه ليست هناك وسيلة مشروعة تؤدى إلى تحقيقه لا يعنى إلا بإعطاء الحجة لمن يقولون إن جلالة الملك عبد الله شديد الإصرار على عرش دمشق ولو كلفه ذلك أن يزحف عليها بجيشه، بل لو اضطر أن يدخلها فى أكناف الجيوش الأجنبية. (9)

كان حسن البنا حريص على عدم تفكك الأمة وانصياعها خلف ما تريده بريطانيا – ظاهر فيه الوحدة وباطنه فيه استعمار كلي مقنن - ولذا كان مطلبه من الملك أن لا يستجيب لمشروع سوريا الكبرى. حرص الإخوان على إبراز الشخصيات الوطنية الأردنية التي تعمل لصالح البلاد في والوحدة العربية والإسلامية أمثال الأستاذ عبد المنعم الرفاعي بك قنصل إمارة شرق الأردن....تابع القراءة