قالب:كتاب الأسبوع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٠:٥٠، ٢٢ يناير ٢٠٢٢ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مكتبة الموقع
الإخوان وعبد الناصر القصة الكاملة لتنظيم 1965م

للأستاذ / أحمد عبد المجيد

الإهداء

إلي الأحبة الذين أحببتهم قبل وبعد استشهادهم

سيد قطب

محمد هواش

عبد الفتاح إسماعيل

الذين ساروا في درب الجهاد الطويل الشاق باذلين كل جهد من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض .

حتى قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ، راغبين درجات الشهادة السامقة .
أحمد عبدالمجيد

مقدمة الطبعة الأولي

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ) [الأحزاب 23].

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي نبينا الأمين ، عليه وعلي آله وصحبه أجمعين ، والتابعين له بإحسان إلي يوم الدين .

وبعد ...

فلعل من الملاحظ لمن عايش الأحداث في مصر يعلم أنه لم يتعرض تشكيل أو تنظيم لمثل ما تعرض له تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965م ، من الضجة الإعلامية التي نسجت حوله بواسطة أجهزة الإعلام المصرية المختلفة سواء الإذاعات المسموعة أو المرئية أو الكتب والنشرات الموجهة أو الخطب الكلامية علي مختلف منابر الخطابة ، ولم يستثن من ذلك أحدًا إلا نادرًا ، وحتى بعض المشايخ وعلي رأسهم شيخ الأزهر وقتها .

ولقد استثيرت الجماهير بشتى أنواع الاستثارة بدءًا من مرحلة التعليم الابتدائي وانتهاء بالتعليم الجامعي ، وإلي جانب القطاعات المهنية والصناعية والحرفية المختلفة ، مع تشويه صورة أعضاء التنظيم وأهدافهم ومقاصدهم بأنهم كانوا سينسفون ويقتلون ويدمرون ، ويعبثون في الأرض فسادًا ، إلي غير ذلك مما حوته أجهزة الإعلام الناصرية . والذي زاد من تأثير هذه الضجة ، أن المتهم لم تتح له فرصة ولو يسيرة لتوضيح الأمر وإجلاء الحقيقة ، كما فعل فرعون مصر الذي يضرب به المثل في الجبروت والطغيان ، إذ أتاح الفرصة لسيدنا موسي – عليه السلام – لتقديم بينته يوم الزينة في جمع من الناس ، ولم يكن المتهم كذلك يجد أي فرصة للدفاع عن نفسه إزاء الافتراءات الموجهة إليه . بل إنك لا تجد ولو واحدًا من ذوي العقول الراجحة أو من أصحاب العزيمة والشجاعة ليقول قولة حق في هؤلاء الناس ، الذين تكلم ضدهم كل الأجهزة .

ولم نسمع صوتا واحدا من الكتاب والأدباء والصحفيين ولا شيخ الأزهر نفسه – حسن مأمون – بدلا من أن يحترم نفسه , والمنصب الذي يتقلده ويلتزم الصمت علي الأقل , أصدر بيانا نشرته الصحف بتاريخ 11 سبتمبر 1965 باسمه بعنوان ( رأى الإسلام في مؤامرة الإجرام ) . لم يستطع هؤلاء جميعا أن يقولوا ولو كلمة واحدة لوجه الله تعالي , فالكل مرتعد , مرتجف من أن تصيبه هذه العاصفة التي لا تبقي ولا تذر في عهد عبد الناصر , ذلك الطاغية الجبار المتكبر , بل حتى أقرباء المعتقلين لم يستطيعوا الكلام أو اللجوء لأي جهة , فالكل مغمض العينين أصم الأذنين , مكبل اليدين , مطبق الفم , ومقيد اللسان , لا تجد واحدا يقول قولة الحق أو الدفاع عن هؤلاء , فالكل يخشي المصير المظلم المجهول . إنه العذاب الرهيب الذي قد يصل بأصحابه إلي الموت , بل لو كان الموت وحده لتقدم شخص راغبا في الشهادة , كما فعل مؤمن آل فرعون: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) [غافر 28]

ولقد صاحب هذه الضجة , ضجة أخرى , ولكنها كانت وقتها أخفت صوتا , وأضعف صدى , تلك هي القضايا الفكرية التي أثيرت عن التنظيم , هؤلاء يكفرون الحكام , إنهم يكفرون الناس , ويرمون المجتمع بالجاهلية , إلي غير ذلك من الأمور التي كان دافعها الأساسي هو غرس الحقد والكراهية في نفوس الناس من الإسلاميين بل ومن الإسلام نفسه . حتى هذه لم تتح فرصة لهؤلاء المتهمين أن يوضحوا الحقيقة الغائبة , ويجلوا الأمر , وحينما أراد الشهيد سيد قطب – رحمه الله – توضيح جاهلية المجتمع لما يسمي " المحكمة " التي يرأسها الفريق أول محمد فؤاد الدجوى قاطعه ومنعه من الكلام . أما الأمر الثالث الذي تعرض له أفراد التنظيم فهو ذلك العذاب الرهيب الذي وقع علي الجميع بلا استثناء , البري منهم قبل المتهم , الشيخ منهم والشاب السليم والمريض , حتى النساء لم يسلمن من الاعتقال والتعذيب , وبأساليب وحشية وقذرة , حتى خرج الكثير منهم وهم مصابون بالعاهات , أو الأمراض , ناهيك عن الشهداء الذي سقطوا في ساحات التعذيب . كل ذلك بأيدي ضباط وجنود , أنفقت عليهم الدولة ودربتهم ليكونوا حماة بلادهم ويذودوا عن أهلها وأرضها , أو هكذا يكون , ولكن الدولة سخرتهم ليستنفذوا طاقتهم وجهدهم للتنكيل بخيرة الرجال والشباب ، حتى أدخلوا السعادة علي أعداء الإسلام ، وتحملوا عنهم الجهد والعناء بدلاً منهم . ....تابع القراءة