قراءة في واقع حماس بعد عام من استشهاد ياسين والرنتيسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
قراءة في واقع حماس بعد عام من استشهاد ياسين والرنتيسي

كتب- أحمد إبراهيم

مقدمة

عامٌ مضى على جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين (الزعيم الروحي ل حركة المقاومة الإسلامية حماس ) في 22 مارس 2004 م والدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد الحركة في غزة في 17 أبريل العام الماضي.

واعتقد السفاح شارون- الذي هنَّأ أجهزته الأمنية بنجاحها في ارتكاب الجريمتين- أنه سيحقق عدة أهداف تصب لصالح الكيان الصهيوني، لعل أهمها ضرب البنية التحتية لحركة (حماس) في محاولة لإضعاف وخلق بلبلة قيادية داخل الحركة، ووقف صعودها، وعدم التفاف الشارع الفلسطيني خلفها؛ مما سيؤدي إلى تحقيق أمن الكيان الصهيوني، وبعد مرور عام على ارتكاب هذه الجريمة يبقى السؤال الأهم هل حققت تل أبيب أهدافها؟!

وهل غياب جسدي أحمد ياسين و الرنتيسي أثر في فعالية حركة حماس، وهل حقق شارون أمن شعبه؟!

خسائر حماس

فقدت حماس ثمانية قيادات من الصف الأول في جناحها السياسي خلال انتفاضة الأقصى هم (ياسين والرنتيسي، و إسماعيل أبو شنب، و إبراهيم المقادمة و جمال منصور، و جمال سليم ، و صلاح دروزة ، والقواسمة)، يضاف إليهم القادة العسكريون من الصف الأول، ومنهم (صلاح شحادة، وعماد عقل، والغول وغيرهم).

وليس من العيب أن تتأثر حماس بسبب خسارة هذه الكفاءات والرموز، فأي فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية يخسر مثل هذا العدد من القادة المتميزين نوعًا لا بد أن يؤثر ذلك في مستوي تنظيمه سياسيًّا وعسكريًّا، لكن على حد تعليق محمد نزال- عضو المكتب السياسي ل حماس ، في تصريحات له نُشرت مؤخرًا- فقدر المؤسسية في الحركة كفيل باستيعاب تلك الضربات والخسائر.

تزايد شعبية الحركة

رغم قسوة حادث اغتيال الشيخ، والذي بفقدانه خسرت حماس رمزًا تاريخيًا وقوةً دافعةً من الصعب تكرارها, تلاه خسارة قائد محنك سياسي وزعيم تلتف حوله الجماهير هو الدكتور الرنتيسي.. إلا أن حماس استوعبت الضربة وازدادت قوةً وشعبيةً.

ثمة مؤشرات تؤكد تجاوز حماس لخسائرها في انتفاضة الأقصى، فالحركة بعد غياب ياسين و الرنتيسي تشق طريقها إلى المشاركة في الحياة السياسية الفلسطينية، من خلال قرارها بالمشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة، كما كان لفوزها الساحق في الانتخابات المحلية والبلدية في مطلع السنة في الضفة و غزة صدى كبير، يؤكد تزايد قوة وشعبية الحركة.

وكان مرشحو حركة حماس قد تمكنوا في الانتخابات البلدية في الضفة الغربية- التي جرت مؤخرًا- من الحصول على غالبية في 13 دائرة، أما في قطاع غزة وفي المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي جرت يوم (27/1) فقد حصلت حركة المقاومة الإسلامية حماس على 77 مقعدًا من أصل 118 مقعدًا، أي ما نسبته 65.25% من مجموع مقاعد البلديات في عشر بلدات في قطاع غزة.

سامي أبو زهري- الناطق الإعلامي باسم حماس - علل زيادة قوة الحركة بأن حماس حركة مؤسسية مرتبطة بمنهج وغير مرتبطة بأشخاص، وإجهاض الحركة لا يمكن أن يتم باغتيال قيادييها، مؤكدًا أنها لا تزال تتبع المبادئ التي كانت تسير عليها قبل استشهاد الشيخ.

نجاح عسكري

صواريخ القسام مصدر ذعر للصهاينة

حماس أيضًا تجاوزت ما حدث العام الماضي، والدليل سرعة اختيار القيادات في غزة، رغم إخفاء اسم قائد الحركة في القطاع لأسباب أمنية، وبروز أعضاء جدد في المكتب السياسي للحركة ومتحدثين إعلاميين محنكين سياسيًّا، وتزايد خبرات كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) في القيام بعمليات تنطوي على مصاعب جمة، مثل عمليات الأنفاق المفخخة، والاستيلاء على أشلاء جنود صهاينة، وتطوير مدى صواريخ القسام.

وبعد عام من استشهاد أحمد ياسين و الرنتيسي يشهد الواقع أن عملياتها في غزة شهدت العام الماضي طفرةً ونقلةً نوعيةً، تمثلت في عمليات الأنفاق والمعابر، وإطلاق صواريخ القسام، وتنفيذ بعض العمليات الاستشهادية، وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة أثناء محاولاته اجتياح غزة وطولكرم، ويبدو أن الذراع العسكرية الصهيونية الطويلة- التي تتباهى بها تل أبيب بين حين وآخر- أصبحت عاجزةً عن مواجهة ابتكارات المقاومة الفلسطينية المتتالية، إن كان في تصنيع الصواريخ المحلية، أو بعمليات الأنفاق المفخخة.

فقد صعَّدت المقاومة الفلسطينية- خاصةً حماس - لعمليات قصفها الصاروخي والمدفعي على المغتصبات اليهودية في قطاع غزة وبلدة "أسديروت" في النقب (جنوب فلسطين المحتلة منذ عام 1948 )، خلال العام الماضي، ووصل معدل القصف اليومي في بعض الأحيان إلى أكثر من 30 صاروخًا وقذيفة "هاون"، على الرغم من العدوان الصهيوني المتواصل على شمال قطاع غزة وجنوبه لوقف عمليات القصف، وقد بلغ عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام - بحسب بيانات لها- خلال أسبوعين فقط إلى أكثر من 300، بينها 100 صاروخ من طراز "قسام"، وأكثر من 200 قذيفة "هاون".

أصبحت صواريخ "القسام" و"الناصر" و القدس وغيرها من التي تطورها المقاومة الفلسطينية بين الحين والآخر، إضافةً إلى قذائف "الهاون"، رغم أنها استخدمت منذ العام الثاني للانتفاضة التي هي الآن في عامها الخامس على التوالي توقع خسائر وأضرارًا بشرية غير مسبوقة، وهو ما يشير إلى تطور أداء المقاومة في هذا الجانب من حيث التصنيع، علمًا بأن كافة هذه القذائف والصواريخ مصنعة محليًا، أو من خلال التطور في عمليات القصف والإطلاق والتسديد من قبل المجاهدين.

ويمكن القول بأن الفلسطينيين باتوا يمتلكون صناعات عسكرية بالفعل، ويمتلكون قدرات التصنيع والتطوير، وتقول مصادر المقاومة الفلسطينية إن قدرة قذائف "الهاون" على الإصابة زادت بشكل كبير، بعد إجراء تحسينات عليها، لا سيما في مادة الكرودايت الدافعة، وصقل الجسم الخارجي للقذيفة، وتحسين قدرة القاذف، من خلال المقاييس والزوايا التي تزيد من دقة الإصابة.

وكان أكثر من فصيل فلسطيني قد أعلن تطوير صواريخها لتبلغ مداها ثمانية عشر كيلومترًا؛ حيث باستطاعتها الوصول إلى عسقلان، مع الإشارة إلى أنه قد تم قصف مدينة "المجدل" القريبة منها، كما تؤكد مصادر استخبارية صهيونية أن كتائب عز الدين القسام تواصل تطوير صواريخها لتصبح ذات مدى أبعد وقوة أكبر وبالفعل بات القسام" "سلاحًا إستراتيجيًا، بإمكانه تهديد إسرائيل"، على حد اعتراف قادتها.

حماس الأولى على الفصائل

تمكنت المقاومة الفلسطينية- خلال انتفاضة الأقصى- من توجيه الضربات المتتالية والمؤلمة للعدو الصهيوني، وقد أسفرت عمليات المقاومة عن مصرع 1001 صهيوني وإصابة 6358 صهيونيًا، وقد تقدمت كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري ل حركة المقاومة الإسلامية حماس - بفارق ملحوظ على باقي الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، عبر مسئوليتها عن إيقاع قرابة نصف العدد المذكور من القتلى والجرحى الصهاينة.

فطبقًا لدراسة فلسطينية تبوَّأت كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس- المرتبة الأولى في عدد قتلى الصهاينة، بواقع 465 قتيلاً، وهو ما نسبته 46.5% من إجمالي عدد القتلى، فيما حلت كتائب شهداء الأقصى- التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- في المرتبة الثانية بواقع 184 قتيلاً، وهو ما نسبته 18.4% من إجمالي العدد، وجاءت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في المرتبة الثالثة بواقع 118 قتيلاً، أي ما نسبته 11.8% من إجمالي عدد القتلى الصهاينة.

وحسب الدراسة فقد حلت المقاومة الفلسطينية الشعبية، أي العمليات غير المتبناة، في المرتبة الرابعة بواقع 72 قتيلاً صهيونيًا، أي ما نسبته 7.2%، في حين جاءت العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في المرتبة الخامسة بواقع 69 قتيلاً صهيونيًا، أي ما نسبته 6.9%، بينما حلت العمليات المشتركة لفصائل المقاومة أثناء الاجتياحات في المرتبة السادسة بواقع 36 قتيلاً صهيونيًا، أي ما نسبته 3.6%، وجاءت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في المرتبة السابعة بواقع 23 قتيلاً صهيونيًا، وهو ما نسبته 2.3%.

وطبقًا للتسلسل ذاته فقد حلت العمليات الفردية النوعية، في المرتبة الثامنة بواقع 22 قتيلاً صهيونيًا، أي ما نسبته 2.2%، وجاءت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في المرتبة التاسعة بواقع 9 قتلى، أي ما نسبته 0.9%، فيما حلت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في المرتبة العاشرة والأخيرة بواقع 3 قتلى، وهو ما نسبته 0.3%، من إجمالي عدد القتلى الصهاينة خلال الانتفاضة.

أما فيما يتعلق بالإصابات التي ألحقتها المقاومة الفلسطينية في صفوف الصهاينة؛ فقد بينت الدراسة أن كتائب عز الدين القسام قد تبوَّأت أيضًا المرتبة الأولى بواقع 2914 جريحًا، وهو ما نسبته 45.8% من إجمالي عدد الجرحى الصهاينة، فيما حلت كتائب شهداء الأقصى في المرتبة الثانية بواقع 1388 جريحًا صهيونيًا، وهو ما نسبته 21.8%، وجاءت سرايا القدس في المرتبة الثالثة بواقع 759 جريحًا صهيونيًا، أي ما نسبته 11.9%.

وأظهرت الدراسة أن المقاومة الفلسطينية الشعبية، أي العمليات غير المتبناة، قد حلت في المرتبة الرابعة بالنظر لعدد الإصابات التي أوقعتها في صفوف الصهاينة، وذلك بواقع 564 جريحًا صهيونيًا، أي ما نسبته 8.9%، وجاءت العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في المرتبة الخامسة بواقع 261 جريحًا، أي ما نسبته 4.1%، فيما حلت كتائب أبو علي مصطفى في المرتبة السادسة بواقع 225 جريحًا صهيونيًا، وهو ما نسبته 3.5%.

وبينما حلت العمليات المشتركة لفصائل المقاومة أثناء الاجتياحات التي تقوم بها قوات الاحتلال في المرتبة السابعة بالنسبة لإيقاع الإصابات، وذلك بواقع 128 جريحًا صهيونيًا، أي ما نسبته 2.0%؛ فقد جاءت العمليات الفردية النوعية في المرتبة الثامنة بواقع 54 جريحًا صهيونيًا، أي ما نسبته 0.8%، وجاءت ألوية الناصر صلاح الدين في المرتبة التاسعة بواقع 37 جريحًا صهيونيًا، أي ما نسبته 0.6%، فيما حلت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية في المرتبة العاشرة والأخيرة بواقع 28 جريحًا صهيونيًا، وهو ما نسبته 0.4% من إجمالي عدد الجرحى الصهاينة خلال الانتفاضة.

دور جهادي وإغاثي

ومن الواضح أن حركة حماس والتي تمكنت من بلورة برنامج مقاومة يحمل مقومات الاستمرارية وإمكانيات التصعيد، كما أنه يمتلك قدرةً عاليةً على التكيف مع كل الظروف, وأثبتت نتائج الدراسة السابقة تفوقها عسكريًّا بشكل يؤكد عدم تأثرها كثيرًا باغتيال قائد أو أكثر من قياداتها؛ استطاعت- وبالتوازي مع عملها الجهادي- القيام بدورها الإغاثي والخيري تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.. الأمر الذي عزز مواقعها في صفوف الشعب الفلسطيني.

وفي حين ذهبت دراسات في أواسط التسعينيات إلى أن التأييد الشعبي لحركة حماس يصدر عن قوة أدائها العسكري ضد الاحتلال الصهيوني، إلا أن تجربة سبع سنين من التسوية (19932000 ) أفضت إلى زيادة في قوة حماس جماهيريًا وعسكريًا، أظهرها تقدم حماس في كل الانتخابات التي خاضتها، واختيار الجمهور حماس لقيادة التغيير في البلديات والعمل المدني، ما قلب هذه التحليلات رأسًا على عقب، وأظهر مدى انخراط الحركة في النسيج الفلسطيني وتأثيرها فيه، لا سيما أنها أعلنت وبقوة عن طرح برنامجها الإصلاحي في كل المجالات السياسية والمدنية والمجتمعية، وحتى الاقتصادية، بشكل واضح ودقيق.

هيكلية حماس

تعتمد حماس بشدة على القيادة الجماعية، وهذه إحدى الخواص التي كان يدعو إليها دائمًا زعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين .

الجسم التنفيذي للحركة هو اللجنة السياسية، والتي يعتقد بأنها تضم ما بين 12-14 شخصًا تقريبًا، وتتألف من أعضاء يقيمون داخل وخارج المناطق المحتلة على السواء.. اللجنة السياسية توجه عمليًا نشاطات ممثلي حماس في الخارج، والمكتب السياسي، ومكتب المعلومات، والجهاز العسكري، ودائرة شئون الأراضي المحتلة (المعروفة بدائرة الدعوة وتضم نشاطات الحركة الخيرية والتعليمية)، وتعمل اللجنة السياسية من خلال مشاورات واسعة، وغالبًا مطولة وبصورة رئيسية مع القيادة في الخارج، والقيادة الداخلية (غزة والضفة)، ومعتقلي حماس في سجون الاحتلال، قبل أن تتخذ قراراتها بالإجماع عادةً، وهناك مجلس استشاري يجتمع في قطر بصورة عامة يصادق على السياسة العامة والخطط والموازنة المالية.

أعضاء المكتب السياسي في الخارج يقيمون بصورة رئيسية في لبنان و سوريا و قطر و إيران ، ومن بينهم قادة بارزون، مثل موسى أبو مرزوق ، و خالد مشعل ، و عماد العلمي ، ومحمد نزال ، وممثل حماس في لبنان أسامة حمدان ، تعمل القيادة في المنفى كقناة للعلاقات مع العالم العربي و إيران ، وهي تسعى لزيادة تعاملاتها مع فعاليات إقليمية.

لجنة التوجيه في قطاع غزة كانت تعمل بقيادة الشيخ أحمد ياسين (قبل اغتياله) ويمثلها عبد العزيز الرنتيسي (قبل اغتياله) و محمود الزهار و إسماعيل أبو هنية و إسماعيل أبو شنب (وقد اغتيل أيضًا)، وكل هذه الاغتيالات أثرت على عمل اللجنة, ودفعت القادة إلى السرية، وتعتبر هذه اللجنة العنصر الرئيسي في عملية اتخاذ القرارات، وتعكس آراء أعضاء الداخل في اللجنة السياسية، ويجري الاسترشاد بوجهة نظرها في كل قضية تقريبًا.

تعمل هذه اللجنة بصورة ذاتية في بعض القضايا التي تؤثر على المناطق المحتلة، أما في القضايا الأوسع، مثل مفاوضات وقف إطلاق النار التي جرت مؤخرًا، فيبدو أن أعضاء اللجنة السياسية في الخارج يلعبون دورًا حيويًا، كما يعمل بعض أعضاء لجنة التوجيه كأعضاء أيضًا في اللجنة السياسية.

الجناح العسكري ل حماس - ألوية القسام.. لهذا الجناح قيادة مستقلة وبنية تحتية مستقلة، من أبرز قادته السابقين، مثل صلاح شحادة و إبراهيم المقادمة وقد اغتيلا خلال الانتفاضة، ورغم أن ألوية القسام تتمتع بإدارة ذاتية من حيث المبدأ، فالمعروف عنها أنها جهاز منضبط ينفذ قادته السياسات التي تضعها لهم قيادة حماس، وليس سياساتهم الخاصة.

وتقدر المصادر الصهيونية عدد ألوية القسام بما يزيد قليلاً عن 1000 رجل معظمهم في قطاع غزة، ويعتقد أن ترسانتهم تحوي أسلحةً خفيفةً رشاشةً وقنابل يدوية، إضافةً لصواريخ وهاونات وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة ومتفجرات محلية الصنع، كما تتمتع حماس بتأييد عدد كبير ممن يمتلكون أسلحةً أو لديهم سبيل للحصول على أسلحة، وميليشيات عسكرية تقوم بدور الدفاع المدني في بعض مناطق غزة.

أخطاء صهيونية فادحة

إن المراقب للأحداث يؤكد أن الكيان الصهيوني ارتكب خطأً فادحًا بارتكابه هذه الجريمة، تدل على حماقة كبيرة، وتأكيدًا على عدم إدراكه لحقيقة عجلة التاريخ أو طبيعة حركة حماس، التي نمت وترعرعت وأصبحت قوةً أصيلةً في المجتمع الفلسطيني، بفضل فكرها ومنهجها الاجتماعي والثقافي الديني، النابع أصلاً من ثقافة وفكر هذا المجتمع.

وكان اتساع الحركة وقوتها في غياب الشيخ أحمد ياسين عندما اعتُقل في العام 1989 م وحتى الإفراج عنه بعد أكثر من عشر سنوات قضاها في سجون الاحتلال، خلال هذه الفترة كانت الحركة قد انطلقت واتسعت وأصبحت رقمًا صعبًا في المعادلة المحلية والإقليمية والدولية.

كما أن اعتقال الشيخ أحمد ياسين في العام 1989 م ولَّد روح التحدي لدى أبنائه، فكانوا أشد وأقوى من ذي قبل، فكيف الحال بعد أن تم اغتياله..؟!

يقول الكثير من المراقبين إن أهمية الشيخ أحمد ياسين بالنسبة لحماس في موته لا تقل عنها للحركة في حياته، إن لم تفُقْها، فالقيمة الدعائية لما ينظر إليه على أنه استشهاد والانطباع الذي يخلفه قتل شيخ قعيد بصاروخ متطور.. قد حفز أكثر تجنيد المزيد من الأتباع ل حماس ، وتصعيد عمليات المقاومة ضد الكيان الصهيوني ، فما لم يتوقعه العدو الصهيوني أنه لا بمقتل ياسين ولا من بعده الدكتور عبد العزيز الرنتيسي يمكن القضاء على حماس أو المقاومة الفلسطينية.

المصدر


للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.