قرية البصراط في ركاب دعوة الإخوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قرية البصراط في ركاب دعوة الإخوان

مقدمة

شعار محافظة الدقهلية

قرية البصراط هي إحدى القرى التابعة لمركز المنزلة في محافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، حيث كان سبب التسمية بهذا الاسم ففيها رأيان ... الأول : أنها نشأت فى بداية الفتح الإسلامي لمصر ، وكان يطلق عليها آن ذاك " الصراط " لاتصاف أهلها بالاستقامة ، وحرف هذا الاسم بعد ذلك لـ " البصراط " الثاني : هو أن اسم " البصراط " ينقسم إلى شقين هما " البوص " وهو نبات مائى وكان يكثر فى هذا الإقليم ، و " رطرط " وتعنى " كثر " ، والمعنى المجمل لـ ( البوص - رطرط ) أن البوص كثر أو كثير. حرف هذا الاسم ( أو صفة المكان ) إلى " البوص راط " ثم إلى " البصراط " ... والرأي الثاني أقرب للصحة والبصراط من اقدم قرى مركز المنزلة ويتبعها عدة قرى اخرى.

غير أن الرأي الأول ذكره محمد أحمد عبدالرازق غنيم بقوله: قرية البصراط قرية الصراط اسمها الأصلي « السراط « وهذا الاسم كان يطلق على المنطقة البحرية من مركز فارسكور والمقلق فقد ورد في معجم البلدان في الكلام عن البسراط().

كما ورد ذكرها في الخطط التوفيقية الجديدة والتي كتبها علي مبارك باشا، الجزء التاسع، الطبعة الأولى، بالمطبعة الكبرى الأميرية، سنة 1305هـ في الصفحة 66. يحدها من الناحية البحرية ترعة السلام ، ومن الناحية القبلية قرية كفر حجاج والستايته وميت خضير ، ومن الناحية الشرقية مدينة المنزلة ، ومن الناحية الغربية مدينة الجمالية.

الإخوان في البصراط

لقد كانت محافظة الدقهلية من المحافظات التي دخلتها الدعوة في وقت مبكر، ويبرهن على ذلك وجود عدد كبير من أبناءها أعضاء في أول مجلس شورى للإخوان المسلمين وأول مكتب إرشاد للجماعة عام 1933م.

و بالبحث عن تاريخ نشأة دعوة الإخوان المسلمين بالمنزلة نجد تداخل كبير بين بعض الاماكن التى كانت مرتبطة جغرافيا وإدارياً فى بداية الثلاثينيات من القرن الماضى والتى تعتبر انفصلت وأصبحت مدن مستقلة أو وحدات محلية مستقلة بذاتها فى العصر الحالى فنجد هناك ارتباط وثيق بين المنزلة والجمالية وميت مرجا سلسيل وهى المنطقة المعروفة حينها باسم البحر الصغير.

وقد أوردت جريدة الإخوان المسلمون عام 1933م بيانًا بالشعب التي اعتمدها مكتب الإرشاد وذكرت فيها أسماء نوابها ونقبائها تحت عنوان: "فروع جديدة لجمعية الإخوان المسلمين" حيث ذكرت البصراط ضمن مجموعة شعب تم افتتاحها في محافظة الدقهلية في هذا الوقت، وكان نائبها حضرة الشيخ يوسف المزين(). تشكلت شعبة البصراط بعد مجلس الشورى العام للإخوان الأول وهو ما وضح من عدم حضور ممثل عنها في هذا المجلس غير أن وجودها تأكد في مجلس الشورى العام الثاني والذي عقد في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، حيث مثل الشعبة فيه كلا من:

1-​حضرة الحاج يوسف المزين.​2-​حضرة محمد أفندي عمر الغراوي.

3-​حضرة إبراهيم أفندي عبدالله.​4-​حضرة الشيخ محمود موسى.

وفي هذا المجلس أيد المجتمعون قرار الاجتماع السابق في إنشاء مطبعة للإخوان المسلمين وقرر أن تؤلف لذلك شركة مساهمة تعاونية رأس مالها ابتداءً ثلاثمائة جنيه مصري تقسم إلى 1500سهم قيمة السهم الواحد عشرون قرشًا ساهم، وقد ساهم إخوان البصراط بجهد وفير حيث ساهم حضرة الشيخ يوسف المزين، ومحمد أفندي عمر الغزاوي بسهمين، كما شارك الشيخ محمود موسى بـ5 أسهم().

وفي عام 1937م ورد تقرير بشعب الإخوان فكان نقيب البصراط في هذا التقرير الأستاذ محمد أفندي عمر الغزاوي، وفي عام 1940م تم اختيار الشيخ محمود موسى نقيبا للبصراط.

أنشطة شعبة البصراط

لم تترك شعب البحر الصغير الساحة للإسماعيلية لتشارك وحدها في تطور الجماعة بل أسهمت إسهامات عظيمة في ذلك التطور، فقد نبتت فكرة المؤتمرات الإقليمية من شعب البحر الصغير ولم تكتفِ هذه الشعب بتقديم الأفكار بل قدمت النموذج العملي في المؤتمرات حيث عقد في كل شعبة مؤتمر جامع لشعب الإخوان في البحر الصغير فكان أن عقد في البصراط في 20 جمادى الأولى سنة 1353هـ.

حيث كتب الأستاذ محمد السيد الشافعي تقريرا عما جرى في مؤتمر البصراط فقال: بعون الله تعالى وتوفيقه اجتمع المؤتمر في يوم الخميس 20 من جمادى الأولى سنة 1353هـ بناحية البصراط مركز المنزلة بمنزل حضرات أولاد المرحوم الشيخ محمد عمر الغزاوي في الساعة 8.35 عربي نهارًا بناء على دعوة سكرتيرية فرع البصراط برئاسة سعادة عبد الفتاح بك رفعت نائب ميت القمص نظرًا لغياب حضرة نقيب البصراط وبحضور حضرات محمد أفندي عجيز نائب ميت القمص والشيخ حسنين يوسف والحاج سويلم محمد ومحمد افندي محمد سويلم ومحمد السيد الشافعي عن فرع برمبال القديمة، ورمضان أفندي عبد الجليل ومحمد أفندي عماشة والشيخ عبده محمودي والشيخ محمد مصطفى الشال والشيخ معوض محمد عقل عن ميت مرجا سلسيل، وخالد أفندي عبد اللطيف ومحمد أفندي المهدي عن الجمالية، والشيخ أحمد علي حسبو والشيخ سيد العزبي والشيخ حسين علي العيسوي والشيخ حسانين حسن العيسوي ومحمد أفندي حسانين ومحمد أفندي عمر وأحمد أفندي محمد عمر والشيخ حسيني محمد عمر نائب شبرا بمصر، ومصطفى أفندي كامل العزبي وحسن أفندي خليل والشيخ محمد محمود عبده والشيخ محمد إبراهيم سيد أحمد والحاج محمد حمودة عماشة ورجب أفندي المغربي والشيخ محمد محمد الدحروجي والشيخ محمود مصطفى حسين والشيخ عبد الحليم العزبي والشيخ محمود أحمد المغربي والشيخ محمد مرسي البسيوني وإبراهيم أفندي محمد سيد أحمد والشيخ عبد اللطيف محمد عبده والشيخ محمود موسى عن ناحية البصراط، والشيخ محمد حجازي والشيخ محمد بدوي عن ميت خضير، والشيخ يوسف طويلة وطه أفندي يوسف طويلة والشيخ عبد الباسط طويلة والشيخ أبو المعاطي العزبي عن جديدة المنزلة، وفضيلة الشيخ خطاب محمد خطاب والشيخ محمد قاسم صقر والشيخ محمد الطنطاوي سعد عن المنزلة، والشيخ محمد خليفة عن السنانين.

واعتذر عن عدم الحضور الشيخ أحمد سلام نائب الجمالية والشيخ أحمد محمد المدني نائب ميت مرجا سلسيل والشيخ يوسف المزين نائب البصراط.

وافتتحت الجلسة بتلاوة آي الذكر الحكيم من الأخ الشيخ محمد بدوي سكرتير ميت خضير، وقام الشيخ محمود موسى سكرتير البصراط وحيا الإخوان بكلمة طيبة وقدم للهيئة جدول الأعمال الآتي طالبًا النظر().

كانت الأخبار المتداولة عن البصراط بسيطة وشحيحة مما أفقدنا جزء كبير من تاريخها مع الإخوان المسلمين، إلا أنه مما ورد أن إخوان البصراط اهتموا بالنشاط الرياضي، حيث انضم إلى شعبة البصراط للإخوان المسلمين عدد قليل من الطلاب والشباب, وقد تكونت من بينهم فرقة لكرة القدم من 12 لاعبا واختارت الأخ الشافعي الغزاوى مشرفا لها(). ويتذكر الكاتب والشاعر جابر قميحة بعض ذكرياته مع شعب المنزلة فيقول: إن في رحاب الدعوة الإخوانية عشرات، بل مئات يستحقون أن أكتب عنهم، لكن المساحة المتاحة لا تسمح بأكثر مما كتبت، فلنتركهم لصفحات التاريخ الذي سجل، ويسجل أسماءهم بحروف من نور. ولكن هذا لا يمنع من أن أذكر – على سبيل الإشارة – أسماء بعض الشخصيات الأخرى في المنزلة، وبعض قرى المنطقة، وقد عاصرتهم، وأنا طالب في المرحلة الابتدائية، وبعض سنوات المرحلة الثانوية.

فمـن المنزلـــة

الأخ أحمد سليمان زين الدين: سكرتير شعبة المنزلة، وكان يعمل صائغاً، وعاش شعلة من النشاط والذكاء وحضور البديهة.

أحمد الغندور: كان له دكان صغير على محطة المنزلة يبيع فيه بعض الأطعمة الشعبية الخفيفة كساندويتشات (الفول والطعمية)، واشتهر بأنه أفضل من ينفخ في البروجي في استعراضات الجوالة.

وجيه الزرقاني: كان داعية هادئ الطبع، ذا خلق رفيع، وكان كثير المصاحبة للأستاذ عبد الرحمن جبر – رئيس المنطقة.

عزت الكوش، مختار البنان، وعبده حيدر .. أفراد مميزون من الجوالة. والأخيران اشتهرا بالقوة الجسدية والشجاعة الفائقة.

محمد عبد العزيز سعيد: جوال متميز يعمل في المجل البلدي، وكان بطلاً من أبطال رفع الأثقال.

ومن قرية (العزيـزة): (وبينها وبين المنزلة قرابة ثلاثة أميال)، أتذكر:

1) محمد مسعد. وكانت ميم (مِسعد) تنطق بالكسر.

2) الحاج أحمد الليثي (تاجر جبن).

وهو رئيس شعبة العزيزة، وله ولدان: محمد وأحمد في سن يقارب سني، والأول كان أكثر توفيقاً من الثاني في دراسته وسلوكه.

وكان عند الشيخ أحمد – رحمه الله – مكتبة صغيرة، أذكر أنني استعرت منها بعض الكتب، وخصوصاً، مثل: الشاعر والفضيلة، وماجدولين.

ومن ميت سليسل: الشيخ عبد الرحمن القداح.

ومن ميت مرجا: الشيخ أحمد المدني.

ومن البصراط: الشيخ محمود عبده، وشقيقه محمد.

ومن الكفر الجديد: الحاج طاهر الهواري، وابنه محمود.

ومن العصافرة: إبراهيم سالم، وأشقاؤه: محمد، وأبو السعود، ورأفت.

ومن الضهير: إبراهيم الشيخ، وشقيقاه: حسن، ومأمون.

ومن النسايمة: محمد مصطفى المزين.

ومن المطرية: محمد جادو السويركي، وهو من المجاهدين الذين سبقوا إلى الجهاد في فلسطين. ومحمد سيد الأزهري: خريج الأزهر، وكان شاباً خفيف الجسم، ذا خلق رفيع، وخطيباً بليغاً، متدفق البيان، قوي الإلقاء، وقد تعلمت منه الكثير، وتأثرت بطريقته في الخطابة.

والحاج عبده البسيوني، وهو رئيس الشعبة، وكان له مواقف عظيمة جداً في استقبال المتطوعين الذين ينْفذون من بحيرة المنزلة لضرب الإنجليز، وأذكر من هؤلاء الإخوة: علي صديق، ويوسف علي يوسف، فؤاد هويدي. وكان الحاج عبده البسيوني يقوم بإيوائهم، والإشراف على مبيتهم، وإطعامهم، وتسهيل أمورهم في النفوذ بالسفن الشراعية إلى الجانب الآخر من بحيرة المنزلة، لضرب القوات الإنجليزية.

ومن أشهر عملياتهم عملية نسف القطار الإنجليزي الذي كان محملاً بالسلاح والذخيرة والجنود الإنجليز.

كنت في هذه الفترة طالباً في مدرسة أحمد ماهر الثانوية بالمطرية" ، ومن طلبة الإخوان زملائي في المدرسة:

إبراهيم الريس، وشقيقه عبد الكريم، وعبد الرحمن المرسي، وسيد حجاب (شاعر العامية فيما بعد)، ومحمد عبد الرازق الغوابي، وسيد الجيار، والسيد الريس (الذي صار طبيباً وممثلاً فيما بعد). وكان من أساتذتنا آنذاك: الثلاثة الأشقاء من آل النجدي: محمد (أستاذ اللغة العربية) ، وعليّ (أستاذ المواد الاجتماعية) ، ورفعت (أستاذ الإنجليزية). أما ناظر المدرسة، فهو عمهم الأستاذ علي النجدي، وكان من الأساتذة العظام من خارج المطرية: الأستاذ فياض (أستاذ الإنجليزية)، والأستاذ عبد الجواد جامع (أستاذ اللغة العربية). وأنبه القارئ إلى أنني أعتمد على الذاكرة في اجترار الأسماء. وإن أعوذ بالله من الخطأ والنسيان().

غير أن بعض الأخبار عادت للواجهة مرة أخرى بعد الانقلاب العسكري الذي وقع عام 2013م.

ففي 14‏/9‏/2012م نظم الاخوان بحزب الحرية والعالة بالبصراط مظاهرات حاشدة مع بعض أهالي القرية الساعة الثانية ظهر الجمعة 14/9/2012م اعتراضاً على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم ويطالبون بالاعتذار الفوري من الادارة الامريكية على هذه التصرفات الاجرامية فى حق المسلمين والرسول الكريم().

وفي 28 يناير 2013م جهز إخوان البصراط قافلة طبية حيث توافد المئات من أهالي قريتي "البصراط" و"أبو الأخضر" التابعتين لمركز المنزلة بمحافظة الدقهلية على القافلتين الطبيتين اللتين نظمتهما جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وبلغ عدد المستفيدين 900 مواطن، وكان في استقبلتهم رموز وقيادات الحزب والجماعة وبمشاركة نخبة من الأطباء المتطوعين، حيث أشار أحمد الزحزاحى -أمين الحزب بالمركز - أن الحزب ينظم القوافل الطبية بالتوازي مع تقديم الأشعة والتحاليل المجانية من خلال مستشفى اليسر، إضافة إلى السوق الخيرية بأسعار الجملة المنعقد بمدينة المنزلة().

وحينما وقعت الاشتباكات حول مكتب الارشاد بالمقطم في مارس من عام 2013م أصيب عدد كبير من الإخوان كان من بينهم بعض إخوان البصراط ومنهم:

الصديق سليمان حيث أصيب بخرطوش

محمد منصور العيسوي أصيب بجرح قطعي

ناصر منصور العيسوي أصيب بجرح قطعي

محمد عبده على يونس أصيب بجرح قطعي

وحينما وقع مذبحة رابعة العدوية ارتقى ابراهيم محمد انور الألفي 33سنة من البصراط شهيدا ضمن من استشهد.

وفي نوفمبر 2018م استشهد المعتقل عيد شردي – من أبناء البصراط - بسجن المنصورة بعد غيبوبة كبدية ظلت خمسة أيام وتعنتت إدارة السجن في علاجه وفي أغسطس 2016م نظم عدد من أحرار المنزلة بقرية البطراط مسيرة دراجات بخارية في جمعة ادعموا حق الغلابة، نددوا فيها بالانقلاب الفاشل فى إدارة البلاد، وطالبوا بسقوط النظام ورحليه، كما أكدوا على استمرارهم في التظاهر حتى عودة الشرعية().

وفي يوم الأحد الموافق 17 أغسطس من عام 2018م قامت قوات الأمن باعتقال الدكتور كامل يوسف – من البصراط - السياسي البارز في جماعة الإخوان ومرشح الإخوان السابق في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة بدائرة المنزلة، ومن المعروف أنه كان قد اعتقل في عهد مبارك عام 2008م حيث احتشد عدد من أهالي قرية البصراط والمدن والقرى المجاورة لمشاركة احتفال الإخوان بعودة الدكتور كامل يوسف السياسي البارز في جماعة الإخوان المسلمين بعد عودته من الاعتقال، وشارك في الاحتفال إبراهيم الخريبي من المنزلة ومحمد سعده من ميت سلسيل ومحمد فرج من المطرية ورموز وقيادات الإخوان من أنحاء المنطقة().