كلمة المؤتمر الشعبي العام في المؤتمر العام الرابع – الدورة الأولى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة المؤتمر الشعبي العام في المؤتمر العام الرابع – الدورة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" صدق الله العظيم.

الأخوة رئيس وأعضاء المؤتمر الرابع للتجمع اليمني للإصلاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

يسرني بمناسبة انعقاد مؤتمركم هذا في دورته الرابعة أن أنقل إليكم جميعاً تحيات إخوانكم قيادة وأعضاء المؤتمر الشعبي العام ، وتمنياتهم لكم بالسداد والتوفيق في جميع فعالياتكم ومداولاتكم ، وأملنا كبير في أن يكون هذا المؤتمر محطة هامة في مسيرة التجمع اليمني للإصلاح ، ومناسبة تتجسد فيها المعاني العظيمة للوقوف أمام تجربة العمل السياسية في بلادنا في إطار المعاني العظيمة للوقوف أمام تجربة العمل السياسي في بلادنا في إطار التعددية السياسية والحزبية .. والتي علينا جميعاً إثراؤها داخل صفوف أحزابنا ومع الأخرين بالممارسة الديقراطية والفعلية والمسؤولة.

إننا في المؤتمر الشعبي العام نقدر تقديراً عالياً وقوف إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح قيادات وقواعد معنا وكل الشرفاء الخيرين في الوطن في خندق الدفاع عن الوحدة المباركة في وجه تلك العناصر التي أشعلت فتنة الحرب والإنفصال في صيف عام1994م ، واستلمت ثمن دماء ألآف الشهداء والجرحى والمعوقين ، وما تكبده الوطن واقتصاده من خسائر فادحة في تلك الفتنة ، والتي عملنا جميعاً وبحمد الله على تجاوزآثارها وعلى مختلف الأصعدة.

ولا شك أنكم أيها الأخوة تعلمون حقيقة تلك الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد حرب صيف عام 1994م وما خلفه من حالة انهيار اقتصادي كانت سائدة حينها نتيجة تلك الفتنة ، ولكن بفضل الله وما تم اتخاذه من سياسيات وإجراءات وفي مقدمتها عملية الإصلاحات المالية والاقتصادية والإدارية تم تجاوز تلك المنعطفات الخطرة وتحقيق الكثير من النجاحات والإنجازات في مضمار التنمية والإستقرار الاقتصادي والتحولات السياسية والديمقراطية التي تتعزز أكثر فأكثر في واقعنا ومجتمعنا اليوم.

كما أنه وخلال الفترة الماضية شهد الوطن حوارات ناضجة ومسؤولة بين المؤتمر الشعبي العام والأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية والتي تفاعل الجميع خلالها وصولاً إلى تعزيز التجربة الديقراطية وإجراء انتخابات رئاسية ومحلية ناجحة وشفافة شهد بنجاحها أكثر من 45 ألف مراقب محلي و400 مراقب دولي ينتمون إلى أحزاب وتنظيمات ومنظمات دولية وإقليمية ، ومن مختلف الدول الشقيقة والصديقة .. حيث عبر الجميع عن إعجابهم بالمسيرة الديقراطية اليمنية ، وبالوعي السياسي لشعبنا اليمني تجاه العملية الانتخابية التي جرت بصورة آمنة وهادئة ونزيهة.. وكذا بالمشاركة الفاعلة للمرأة اليمنية التي يعرف الجميع كيف كان واقعها في الماضي ، وما كانت تواجهه من صعوبات تقف أمامها ، ومن رفض غير منطقي إزاء مشاركتها في الحياة السياسية والعامة .. رغم حرص الجميع على الإستفادة منها كصوت انتخابي أثناء الإنتخابات ، وهاهي اليوم وبفضل الديمقراطية والتعددية السياسية وصلت إلى ما وصلت إليه ، بعد أن زالت الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى القوى السياسية التي تخلت عن تمترسها غير المنطقي حول إيجابية الدور الذي تلعبه المرأة اليمنية اليوم كناخبة ومرشحة وقيادية في مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع ، وشريكة لأخيها الرجل في مختلف مجالات الحياة والتنمية.. كيف لا ؟! وهي الأخت والأم والإبنة والزوجة ، وهي عنصر أساسي في مسيرة بناء الوطن ونهضته.. وإنها لمناسبة نعبر فيها عن اعتزازنا بتجربتنا الديمقراطية التعددية التي ارتضيناها جميعاً عن قناعة وطنية راسخة وبادرنا بها منذ وقت مبكر دون أن تفرض علينا من أحد أوجهة انطلاقا من إدراكنا بأنها خيار العصر الذي نعيشه ووسيلتنا الحضارية للبناء وصنع التقدم لوطننا .. حيث ارتكزت تلك التجربة على حرية الراي والصحافة والمشاركة الشعبية الواسعة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان ..وهي حتماً غير منطقية الصلة والجذور عن ذلك التاريخ الحضاري التليد الذي صنعه شعبنا عندما أرسى قواعد الشورى والديقراطية في البلدة الطيبة منذ عهود غابرة وهو ما حفظه لنا كتاب الله العزيز في قوله سبحانه وتعالى على لسان ملكة سبأ " قالت يا ايها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون" وقوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم" صدق الله العظيم.

الأخوة والأخوات:

ليس ببعيد عن أذهانكم واستقراءاتكم الواعية إدراك أن بعض القوى من مخلفات النظام الإمامي الكهنوتي الرجعي المعادية للثورة والجمهورية والحرية والديقراطية والأمن والإستقرار والتنمية في وطننا ما زالت تتربص بالوطن وهي تقف في خندق واحد مع تلك العناصر من مخلفات التشطير وحرب الإنفصال لتشويه كل شيء جميل في الوطن ، مما يتطلب منا جميعاً في المؤتمر الشعبي لعام والتجمع اليمني للإصلاح وك القوى الخيرة والشريفة والنظيفة في الوطن الوقوف صفاً واحداً في مواجهة تلك القوى من أعداء الثورة والوحدة والديمقراطية والتقدم في إطار ما يجمعنا جميعاً من قواسم مشتركة وفي مقدمتها الدستور والحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية والديمقراطية والوحدة والأمن والإستقرار والتنمية والدفاع عنها ، وبإعبتارها ثوابت وطنية لا مجال للإختلاف حولها مهما كانت التباينات في الرؤى أو الإجتهادات الحزبية التي هي حق طبيعي ومشروع يأتي في إطار المناخ الديمقراطي التعددي في بلادنا وبما لا يلحق الأذى بالوطن أو يضر بمصالحه، فالوطن فوق الجميع ومصالحه العليا ينبغي أن تكون فوق كل اعتبار.

أيها الأخوة

إننا في المؤتمر الشعبي العام نؤكد مجددا حرصنا المستمر على مد جسور التواصل والتفاهم والحوار مع الجميع وفي المقدمة إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح .. وإنطلاقا من ذلك فإننا نجدد الدعوة إلى إسدال الستار على كل تلك الآثار التي خلفتها الدعايات والحملات الإنتخابية الرئاسية والمحلية الأخيرة بإعتبار أن ماحدث أمر طبيعي ومألوف في الحملات الإنتخابية المماثلة التي تجري في العديد م بلدان العالم الديمقراطي خاصة المتقدمة منها ، والتي ينبغي علينا أن نستفيد منها جميعاً بما يطور من تجربتنا السياسية في الساحة الوطنية حول كل ما يهم الوطن وأبنائه على قاعدة الدستور والقوانين النافذة والقواسم المشتركة والثوابت الوطنية ، وبما يكفل إيجاد توافق وطني حول مهام البناء المستقبلي ويخدم المصالحاالعليا لوطننا وشعبنا ..فنحن جميعاً في السلطة والمعارضة شركاء في هذا الوطن وتقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية تاريخية ومشتركة من أجل التنمية الشاملة وتعزيز الديمقراطية والوحدة والسلام الإجتماعي والأمن والإستقرار..فالمعارضة هي رد ف السلطة والوجه الآخر لها وينبغي أن لا يكون للخصومة السياسية مكان بيننا.

أيها الأخوة والأخوات..

الحاضرون جميعاً..

أننا وفي ظل هذه الظروف والمتغيرات التي يمر بها وطننا والمنطقة من حولنا.. بحاجة وأكثر من أي وقت مضى إلى تضافر جهود كل أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم وإنتماءاتهم السياسية من أجل خدمة وطننا والنهوض به وعلى مختلف الأصعدة.. والعمل على كل ما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس قيم التآخي والتلاحم ونبذ الفرقة والتعصب والكراهية والبغضاء ن وتجنب التعبئة الخاطئة أو التمترس ورائها والإنتحار للحقيقة وللعقل والمنطق في التعامل مع كآفة قضايا الوطن.. وإن شعبنا بمناضليه وعلمائه ومشايخه وسياسيه ومثقفيه وقادته الذي تحطمت في الماضي على صخرة وعيهم وصمودهم كل المؤامرات والخزعبلات والتحديات التي واجهت مسيرة الوطن منذ قيام الثورة المباركة في الـ26 من سبتمبر 1962م والـ14 من أكتوبر عام 1963م لهو اليوم أكثر قوة وصلابة وثقة واقتدار لمواصلة مسيرته وإنجازاته على درب الحرية والديمقراطية والتنمية والأمن والإستقرار والتقدم ومواجهة تلك العناصر الإرهابية الخارجة على الدستور والنظام والقانون وإخماد تلك الفتنة التي أشعلتها في بعض مناطق محافظة صعدة من أجل إلحاق الأذى بوطننا وشعبنا ومحاولة إعادة عجلة التاريخ للوراء..ولكن هيهات أن يتحقق لها ذلك فالشعب وقواه الخيرة وقواته المسلحة والأمن بالمرصاد لكل الخزعبلات وكل من يفكر المساس بأمن الوطن وإستقراره ووحدته الوطنية.

إننا أيها الأخوة والأخوات مطالبون في الأحزاب والتنظيمات السياسية بمراجعة النفس والوقوف أمام الضمير بعيداً عن الرؤى المتعصبة والمواقف الخاطئة ، فالإعتراف بالحق فضيلة وليس عيباً أن يخطئ الإنسان حيث لا يحوز الكمال إلا الله ، ولكن العيب الاستمرار في الخطأ أو المكابرة به.

وإننا لنعبر عن شكرنا وتقديرنا العالي لمواقف الكثيرين من إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح الذين وقفوا بمسؤولية إلى جانب الحق والصواب خاصة خلال الإنتخابات الرئاسية والمحلية وكانوا شجعاناً ..ومع العقل والمنطق في خياراتهم الصائبة والعقلانية من أجل مصلحة الوطن وأمنه وإستقراره ومستقبل أجياله.

ولكم جميعاً أيها الأخوة والأخوات في التجمع اليمني للإصلاح المشاركون في هذا المؤتمر نجدد التهاني ونتمنى لكم بإسم كل إخوانكم وأخواتكم وزملائكم وزميلاتكم في المؤتمر الشعبي العام كل النجاح والتوفيق وبما يخدم الأهداف الوطنية المنشودة ويحقق المصالح العليا للوطن ويثري واقع الممارسة الديمقراطية في بلادنا.

النصر للثورة..والجمهورية.. والوحدة والديمقراطية..

الموت لأعداء الوطن وثورته ووحدته..أعداء الحياة والتقدم والازدهار ..

المجد والخلود للشهداء الأبرار..

قال تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


للمزيد عن الإخوان في اليمن

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

أخبار متعلقة

.

أعلام الإخوان في اليمن

.

مؤتمرات التجمع اليمني للإصلاح

المؤتمر الأول
شعار التجمع اليمني للإصلاح.jpg
المؤتمر الثاني
المؤتمر الثالث
المؤتمر الرابع