كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي ألقاها د/ قاسم سلام في المؤتمر العام الثاني - الدورة الأولى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي ألقاها د/ قاسم سلام في المؤتمر العام الثاني - الدورة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر... رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ..رئيس مجلس النواب .

الأخوة / أعضاء الهيئة العليا.

الأخوة/ أعضاء المؤتمر..

الأخوة/ قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية .

الضيوف الكرام : ممثلوا السلك الدبلوماسي من الأشقاء والأصدقاء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنها لمناسبة طيبة أنقل لكم فيها خالص تحيات وتهاني وتمنيات إخوانكم في مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة , راجين لكم كل توفيق ونجاح في أعمال مؤتمركم الثاني... ويطيب لنا أن نهنئكم وشعبنا اليمني العظيم بأعياد الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر .. سائلين العزيز الحكيم أن يعيد هذه المناسبة وشعبنا ينعم بالديمقراطية والأمن والاستقرار والنهضة وقد قطع شوطاً نموذجياً على طريق التنمية في حقولها المختلفة .

أيها الأخوة أيها الأخوات:

كلكم يعي البعد الاستراتيجي لما تهدف إليه الديمقراطية في حقولها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, ويدرك أنها المدخل الطبيعي السليم لبناء المجتمع المدني الحديث , وأن عمودها الفقري في هذه العملية هو الحرية التي تؤكد (أول ما تؤكد) على مبدأ : الرأي والرأي الآخر, من هذا المنطلق تنطلق قاعدة ومعادلة السلطة والمعارضة ومبدأ التداول السلمي للسلطة ,وانسياقاً مع الديمقراطية والسلمية ووفقاً لهذا الفهم تحدد الأطراف الفاعلة والمتفاعلة في سياق الثوابت الوطنية والعربية والإسلامية ، وتخص بموضوعية القواسم المشتركة على صعيد ممارسة الميدان ، وحركة الواقع .

فمن هذا المفهوم تبرز أهمية وجود ( حكومة وطنية قوية ) ببرنامج ومنهج متكاملين ، ومعارضة كظل لها ببرنامج ومنهج شاملين ، بهدف تعزيز جوانب الصواب في منهج وبرنامج حكومة الحزب الحاكم وتشخيص الجوانب السلبية والنواقص ، وصولاً إلى التعامل العقلاني الموضوعي المعبر عن حرص طرفي المعادلة على سعادة وأمن واستقرار ورفاه الوطن والمواطن .

الحاضرون جميعاً :

إننا بحاجة ماسة إلى التعامل الاستراتيجي مع قضية الإنسان ، أداة وغاية كل تنمية في مجتمعنا الذي ننشده ، فالديمقراطية بدون أدنى شك تعتبر هذا الموقف هماً يومياً بكل أبعاده ومعانيه – المادية والعنوية – بدءاً من رغيف الخبز ، وجرعة الدواء ، ومنهج التربية .. مروراً بضمان كافة الحقوق واحترام الواجبات ، حتى أمنه الوطني والقومي والإسلامي .

ففي الوقت الذي يفكر فيه الإنسان بموسوعة معيشته المتكاملة لا شك أنه يحرص كل الحرص على تقوية وتعزيز دور ( المؤسسة ) وتعميق مسيرة النظام والقانون ، مستهدفاً ترسيخ الديمقراطية والوحدة الوطنية ، وترصين الجبهة الداخلية ، والتحرر من قيود وشروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المجحفة ، مؤمناً إيماناً راسخاً أنه بتعميق تجربة الديمقراطية ، وتعزيز مسيرة الوحدة ، وتقوية دور ( المؤسسة ) واحترام الدستور ، والالتزام بتنفيذ القوانين ، كل ذلك سيمكن من اقتلاع الفساد المالي والإداري واجتثاث مرتكزاتهما .

أيها الأخوة .. أيتها الأخوات :

إننا جميعاً نتمنى أن نرى عملية التصحيح المالي والإداري والقضائي المعبرة في جوهرها عن الحكم المحلي الملبي لإرادة المواطنين في اختيار مسئوليهم في سياق اللا مركزية المالية والإدارية , نعم نتمنى أن تأخذ هذا العملية مداها ضمن الضوابط والأسس الدستورية والقانونية , مؤكدين أنه إذا ما انتصرت هذه العملية ستتكل سفينة للعبور نحو المستقبل الأفضل, وقاعدة صحيحة في التعامل مع " موسوعة الإنسان الشاملة" و" المنظومة المتكاملة " تحياته وطموحاته في حاضره و مستقبله , نعم إننا ونحن قضية " رغيف المواطن" في إطار العملية التنموية المتكاملة في يمن الوحدة والثورة والديمقراطية لا ننسى أننا جزء من أمة تواجه أعداء تاريخيين . نعم تاريخيين , لا يميزون بين قطر وآخر, بين عربي وعربي, بين مسلم عربي وغير عربي, إنهم يريدون طمس هويتنا ومعاني حضارتنا , بل إلغاء وجودنا ودورنا الحضاري التاريخي في هذا العالم .

أيها الأخوة أيتها الأخوات:

إننا ندرك أن مؤتمركم هذا ينعقد في ظرف عربي وإسلامي في غاية الحساسية والأهمية , فالأمة العربية والإسلامية محاصرة حصاراً صهيونياً أمريكياً صليبيا , فحصار العراق الظالم مضى عليه أكثر من ثمان سنوات, وحصار بليد قاهر على ليبيا وأخر مجحف على السودان وإلى جانب هذا كلها تتكشف شبكة مؤامرة عدوانية وقحة تحاك وترتب فصولها بخبت شعبنا في سوريا, من خلال تحالف تركي إسرائيلي أمريكي, حاقد , متداخلة ومترابطة مع تآمر بيّن على عراق العروبة والإسلام , وذلك بزج القوات التركية / الإسرائيلية / الأمريكية بأكثر من عشرة ألاف جندي غاز إلى شمال العراق, متكاملة فصول هذه المؤامرة مع العدوان السافر على السودان , أرضاً وإنساناً , كل هذا يحدث وجدار الصمت مهول مخيف.

أيها الأخوة والأخوات:

لا نبالغ عندما نقول أن الأمة العربية والإسلامية واقعة بين فكي كماشة / صهيونية / صليبية / تستهدف العروبة والإسلام, وتستهدف حضارتنا وتاريخنا وإنساننا أينما كان.

إنها الصليبية الصهيونية الأمريكية مدججة بصواريخ وأسلحة الدمار الشامل, والأمثلة أمامنا كثيرة من فلسطين المحتلة على أفغانستان المغرقة بالدماء, فالبوسنة والهرسك وكوسوفو الحزينة المذبوحة على مرأى ومسمع ما يسمونه بنظامهم الصهيو أمريكي الجديد.

حقاً تحالف تركي محسوب/ للأسف على الإسلام مع أعداء العروبة والإسلام من الصهاينة والأمريكان الذين يسعون دائما إلى إثارة الصراعات وإذكاء الفتن بين أبناء الأمة العربية الواحدة , وبينهم وبين إخوانهم من المسلمين المحيطين بالوطن العربي الكبير.

إنهم لا يريدون أي تقارب عربي عربي, ولا يسمحون مع الأسف الشديد بأي حوار عربي إسلامي حر يوصل إلى التفاعل وإلى التعاون والتكامل , لأن ذلك كما يعتقدون ويعون يهدد مصالحهم ينسف أطماعهم العديدة في هذه المنطقة الحيوية والإستراتيجية من العالم.

أيها الأخوة أيتها الأخوات:

لا يغيب عن بالكم أهداف الصهيو أمريكية الرامية إلى تهويد القدس الشريف , أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وتصفية القضية المركزية قضية فلسطين , وإن إطالة أمد الحصار الإجرامي المفروض على العراق وليبيا والسودان لم تعد منفصلة عن محاولة ترسيخ الكيان الصهيوني المزروع في قلب الوطن العربي ومده الإمكانيات التي تمكنه من السيطرة الكاملة في الحقول العسكرية والاقتصادية والتقنية , ومحاولة فرضه كعنصر أساسي في خارطة الوطن العربي انسجاماً مع دعوة الصهيوني الإرهابي "شمعون بيريز" إلى تحويل الجامعة العربية إلى جامعة " شرق أوسطية وقد تناغم مع الأسف الشديد مع هذه الدعوة أولئك الذين يستهويهم ما يسمى بالنظام الدولي الجديد.

الأخوة المؤتمرون:

إن انعقاد مؤتمركم العام الثاني في هذه الأيام , ليؤكد تأكيداً قاطعاً على حيوية جماهيرية هذه الأمة العربية والإسلامية , وديناميكية الحركات الوطنية العربية والإسلامية في مسارها الجهادي وأنه لدليل آخر على قدرة أبناء هذه الأمة من لخليج العربي إلى المحيط الأطلسي على التجدد والتطور وعلى الثبات المبدأي والتعبير المقتدر في مواجهة التحديات الصعبة التي تجابه العرب والمسلمين وتستهدفها دون تمييز بين العربي في هذا الوطن العربي الكبير المسلم في عالمه الواسع , كل هذا يجعلنا نؤكد للعالم رفضنا للإرهاب الدولي الذي مارسته الصهيونية مباشرة ضد العراق وليبيا والسودان وأفغانستان وتمارسه يومياً داخل الأرض المحتلة وجنوب لبنان والجولان .. دونما رادع لعنجهيتها وغرورها وعنصريتها.

أيها الأخوة أيتها الأخوات:

إن أمتنا العربية والإسلامية هي أمة السلام الحقيقي والعدل والمساواة بين الشعوب, وإننا عندما نرفض العنف بكافة أشكاله وصوره والظلم والاستغلال والتعصب وندين حروب الإبادة الصليبية التي مورست ضد إخوتنا في العقيدة وعلى وجه الخصوص في البوسنة والهرسك ,وفي كوسوفو إنما نعبر عن أصالة حضارتنا وعن منهج عقيدتنا وقيمنا النبيلة التي كانت وما تزال مناراً لكل الخيرين في العالم وإننا عندما ندين الصمت المخزي الذي يحكم معظم المواقع المسئولة الأولى في محيط الأمة , هذا الصمت المخزي المفجع المواكب للمغالطات الصهيو أمريكية , والتردد والمراوحة الأوروبية التي تقول: " لا تفعل فينطبق عليها قول الله تعالى : " كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما تفعلون " صدق الله العظيم.

الأخوة المؤتمرون:

إننا في مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة , إذ نكرر تهنئتنا لكم بانعقاد مؤتمركم العام الثاني , نتمنى لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح , آملين أن يخرج بقرارات تعزو مسيرة النهج الديمقراطي وتجربة التعددية السياسية والحزبية وترسخ الوحدة , وتدفع بحركة التصحيح المالي والإداري جنباً على جنب مع تطبيق قانون الحكم المحلي المنسجم مع طموحات المواطنين في توسيع المشاركة الشعبية في إطار اللا مركزية المالية والإدارية وتطبيق مبدأ اختيار المواطنين لمسئوليهم وتزكية المركز لهذه الإرادة ولهذا الاختيار , والدفع بكل ذلك في الاتجاه الهادف إلى خدمة الوطن والمواطن في حاضره ومستقبله , إنه حق تطالب به لتقوية عملية استئصال الفساد المالي والإداري في كل جوانبه وأبعاده.

وإن تعميق الحوارات الوطنية تواصلا مع تلك التي كانت قد أخذت مكانها بين معظم أعضاء مجلسنا وتجمعكم ينبغي أن يأخذ مكانه بين قراراتكم واهتماماتكم منفتحاً على مختلف فصائل الحركة الوطنية داخل الساحة وصولاً على إرساء قاعدة الوفاق الوطني وتجاوز مخلفات الماضي وكافة التراكمات التي أخرت بالمواطن وبالوطن في حاضرة وعرقلت حركة التواصل نحو المستقبل الذي ننشده.

أيها الأخوة:

إن حماية هذه التجربة تقع على كاهل الجميع : سلطة ومعارضة, بعيداً عن التحذق والانغلاق , فليكن التسامح دليلنا والتجاوز منهجنا والمحبة عنوان انتصارنا على الذات, ومدخل تفاعلنا مع الموضوع (فالإيمان يمان والحكمة يمانية) وعلى هذا ينبغي أن تقاس حركة فعلنا وأن تبنى برامجنا وان تقام علاقاتنا مع بعضنا البعض , ومع واقعنا .

فالديمقراطية والوحدة والأمن والوطني والقومي والاستقرار والتنمية والنهضة , والاستقلال والسيادة الوطنية والقومية والإسلامية والعزة والكرامة , هي طموحنا وما نسعى إليه صادقين مخلصين لهذا الوطن العزيز الغالي , ومن الله نسأل التوفيق والعزة لله ولرسوله وللوطن والأمة....."

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


للمزيد عن الإخوان في اليمن

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

أخبار متعلقة

.

أعلام الإخوان في اليمن

.

مؤتمرات التجمع اليمني للإصلاح

المؤتمر الأول
شعار التجمع اليمني للإصلاح.jpg
المؤتمر الثاني
المؤتمر الثالث
المؤتمر الرابع