كلمة مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة ألقاها د. قاسم سلام – الدورة الثانية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة ألقاها د. قاسم سلام – الدورة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حلوه لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير ) صدق الله العظيم.

الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح.

الأخوة أمناء ورؤساء وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية.

الأخوة ممثلو السلك الدبلوماسي الأشقاء والأصدقاء.

الأخوات والأخوة أعضاء المؤتمر العام الثاني – الدورة الثانية.

الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

يسعدني أن أشارككم حضور مؤتمركم هذا حاملاً لكم تحية إخوانكم قيادة وقواعد مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة متمنين لدورتكم هذه كل توفيق ونجاح آملين خروجكم بقرارات تعزز مسيرتنا الوطنية والديمقراطية وتُعمّق عرى العلاقة بين أطراف العمل السياسي المنهجي الديمقراطي في سياق الثوابت القومية والإسلامية والقواسم الوطنية المشتركة حتى نحقق لشعبنا خطوةً نوعيةً ترسخ القواعد الدستورية وتجذر أسس ومرتكزات دولة المؤسسات دولة النظام والقانون مؤكدين حرصنا على مواصلة الحوارات المنهجية الديمقراطية بين مجلسنا وحزبكم لما يخدم تقدم ونهضة وأمن واستقرار بلادنا مدركين أهمية التفاعل الإيجابي بيننا ومثمنين أهمية كافة الخطوات التنسيقية التي وضعتنا جميعاً على طريق العمل المشترك الهادف آملين أن يكون مؤتمركم هذا عامل دفع جدي لعجلة الحوارات الديمقراطية وعنصر تنشيط وتوسيع لدائرة التفاعل الوطني والقومي والإسلامي حتى تتمكن اليمن من أداء دورها المبدئي في فلسطين المغتصبة وتصعيد مسيرة الجهاد ضد الصهاينة والأمريكان والنضال المتواصل لرفع الحصار الجائر عن العراق الصابر المجاهد ورفض الهيمنة الأمريكية البريطانية التي تحاول وأد نهضة الأمة والأصرار على محاصرة شعبنا العربي في العراق وليبيا والسودان واحتواء معظم الأنظمة في سياق مخططاتها الاستراتيجية الرامية إلى إعاقة المشروع الحضاري العربي وفرض سياسة الإذلال والامتهان على أمتنا مدركةً أنها بإذلال العرب تتمكن من إذلال وتركيع المسلمين في العالم كله وصدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حين قال ( إذا ذل العرب ذل الإسلام وإذا عز العرب عز الإسلام ) مطبقين منهجهم الصهيوني القاضي بزرع كيان صهيوني حاقد على أرض فلسطين كل فلسطين – لإدراكهم للأبعاد المادية والمعنوية لموقع هذا القطر في خارطة الأمة العربية وعمقه العقائدي في خارطة الشعوب الإسلامية نعم .. نعم لمعرفتهم الأكيدة بمعاني وقيم العروبة والإسلام وإدراكهم انه لا مفر للعرب ولا حجة للمسلمين أجمعين أمام الحقيقة الموضوعية القائلة بأن ( العروبة جسد روحه الإسلام ) وان ثورة الحجارة اليوم وصمود العراق ليس أكثر من تعبير عملي عن واقعية مرتبطة بثورة المبادئ معبرة عن زمن عربي واسلامي جديد زمن لا يقبل بغير الواقعية العربية الثورية الجديدة التي ترتكز على حجارة أبطال فلسطين من الأطفال الرجال ومن الرجال الرجال الذين تحدوا المستحيل وأطفال العراق الرجال الرجال الذين يدكون جدران الحصار الأمريكي الصهيوني الهمجي المفروض عليهم بمساعدة أو دعم من بعض الحكام العرب الذين يجسدون اليوم صورة تجار قريش في بداية الدعوة الإسلامية حين أخافتهم المبادئ . وهؤلاء اليوم ألهتهم المصالح المادية والآنية تحت ظلال الواقعية المادية المزيفة التي تعيش يومها منكرة ً قاعدة الأصالة وطموح المستقبل لجماهير الأمة.. كل الأمة.

أيتها الأخوات أيها الأخوة.

بالأمس كان أبطال الأمة يمثلون مشروع شهادة ايماناً واحتساباً تشدهم العقيدة فينفرون خفافاً وثقالاً للجهاد غايتهم النصرة أو الشهادة مؤمنين بقوله تعالى ( انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )

انطلاقاً من هذا كانت رايات الجهاد ترفع فكانت بلاط الشهداء ( معركة تور ) وكان استنفار المعتصم إلى عموريه تلبية لنداء وامعتصماه أما اليوم فكم من نداء سمعناه وكم من هتاف تردد على لسان أبطال الحجارة يهيب بالحكام العرب والمسلمين ولكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي كما يبدو فقد مات عبد الرحمن الغافقي وموسى بن نصير وطارق بن زياد والمعتصم وخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي في نفوس وعقول الكثير من حكام العرب والمسلمين وغابت عنهم صور بطولات الشهادة وأصبح تحرك الجماهير العربية يمثل رعباً لمعظم الحكام مدركين أن غضب أطفال الحجارة وأبطالها انتقل وينتقل يوماً بعد آخر إلى ساحات معظم أقطار الأمة إذ أصبحت فلسطين بلاط شهداء ثانٍ عملياً في ظل المواجهة الاستراتيجية المدججة وفي ظل تحالف صهيوني أمريكي بريطاني ضد الأمة التي يمثلها أبناء فلسطين و أبناء العراق اليوم في معركة واحدة متكاملة ومتلاحمة.

أيها الحاضرون .. لقد غابت صور الشهادة عند الكثير من الحكام ونسوا أو تناسوا قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) هنا تكمن لعبة ما يسمونه بالسلام والحوار مع الكيان الصهيوني برعاية العدو الأول للامة العربية والإسلامية أمريكا الصهيونية وهنا يكمن الضعف العربي أمام الصلف والغرور الصهيوني وهنا تبرز لعبة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الموظفين لخدمة العدو الصهيوني في فلسطين والتحكم باقتصادنا العربي مستغلين الفساد المالي والإداري وسياسة العبث في معظم أقطار الأمة فأتت ما أسموها بمؤتمرات القمة العربية والإسلامية لا لتصب إمكانيات الأمة في الخندق الفلسطيني بل لاحتواء الغضب الساطع في فلسطين وداخل الساحة القومية كلها ونسوا أن آمال لا يمكن أن يكون بديلاً وتعويضاً عن الدم النازف يومياً داخل الساحة الفلسطينية وان قرارات الشجب والاستنكار لا يمكن أن تمرر لعبة التآمر فتكرر لعبة الاحتواء التي تمت عام 1936م حين خدع ثوار فلسطين على يد بعض الحكام العرب.. كلا ثم كلا لن يخدع أبطال الحجار ة اليوم بعد أن بات أبناء فلسطين كلهم مشروع شهادة وأصبحت فلسطين بلاط للشهداء بلاطاً حقيقياً للشهداء دفاعاً عن الحق التاريخي وشرعية الوجود الفلسطيني ودفاعاً عن الأقصى ثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم كما انه دفاعاً عن كرامة الأمة العربية ووحدتها وتحررها واستقرارها واستقلالها.

أيها الأخوة .. ليس هناك وقت للكلام بعد أن أصبحت مدافع الدبابات الصهيونية والمروحيات العسكرية والبنادق والبوازيك تجابه الحجارة فتحصد شعبنا في فلسطين اليوم أمام مسمع ومرأى قادة وزعماء ما يسمونه بالنظام الدولي الجديد نعم ليس هناك وقت للغة الشجب والادانه فالعدو الصهيوني حليف استراتيجي للأمريكان والبريطانيين وكل أولئك الذين يرون في العروبة والإسلام خطراً على مصالحهم ووجودهم في المنطقة العربية وفي الدول العربية ولقد كانت بلادنا ممثلة بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح ثانِ قُطر يدعو لرفع راية الجهاد عالياً بعد العراق المحاصر ويطالب بفتح الحدود حتى يتمكن أبناء الأمة من الاصطفاف مع أشقائهم الفلسطينيين في المواجهة التاريخية كي تأخذ المواجهة حجمها الحقيقي فالدم العربي الفلسطيني ليس رخيصاً ولا يمكن أن يكون ماءاً فهو دم الأمة في معركة التحرر والكرامة والاستقلال والاستقرار من هنا ينبغي أن يكون موقفنا المبدئي واضحاً صادقاً مع شعبنا في فلسطين وأن نؤكد للعالم أن الصهاينة وامريكا المتصهينة عدونا وعدو مستقبل أجيالنا ويجب أن لا يغيب عن بالنا أن الصهاينة لن يكتفوا بفلسطين بل إذا تم ما لهم ما يريدون اليوم في القدس وفلسطين فإن مطلبهم القادم سيكون في المدينة المنورة نعم في يثرب وغيرها من الواحات والوديان التي كان لبني قريضة وبني النضير وبني قينع في يوم ما تواجد أو علاقة .

وإذا كان الأخ الرئيس علي عبدالله صالح قد أفصح بشجاعة الرجال عن أهمية الجهاد فإنه قد عبر بصدق عن إرادة كل اليمنيين وأعاد صورة اليمن إلى خارطة الجهاد فاليمنيون هم أول من ناصر رسول الله وحمل الراية إلى مشارق الأرض ومغاربها وهذا موقف للأخ الرئيس علي عبدالله صالح يذكر له ويسجل إذ ليس أمام العرب اليوم إلا أن يعملوا بقوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وانتم لا تظلمون )

أيتها الأخوات أيها الأخوة .. لا شك أن المعركة في فلسطين وأن صمود العراق هو تأكيد لتجدد العروبة وصحوة إسلامية حقيقية خارج جدران بعض الحكام المتخاذلين والمترددين وينبغي لهذا التجدد هذه الصحوة أن لا ينتهيان بزيارة مكوكية للصهيوني وزير الدفاع الأمريكي كوهين ولا لوزيرة الخارجية الصهيونية اولبرايت كمالا يجوز أن توظف لخدمة الأنظمة المهترئة والمهرولة التي أفرزتها اتفاقيات كامب ديفيد الأولى واتفاقيات أوسلو ومدريد و واي ريفر بلانتيشن ووادي عربة وما تفرع عنها من سياسات التطبيع وتبادل تمثيل مع الكيان الصهيوني الغاصب .

أيها الأخوة والأخوات .. من هنا من هذه القاعة اليمنية ومن خلال هذا المؤتمر نؤكد على نقطتين: أهمية إعلان الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف ، وقف عبث الحوارات مع مجرمي الحرب الصهاينة وفتح باب التطوع والجهاد داخل الساحات العربية والإسلامية حتى يتمكن المجاهدون من نصرة أشقائهم داخل الأراضي المحتلة في فلسطين ، أهمية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني من قبل الذين أقاموا مثل تلك العلاقات ، تكثيف الجهود العربية لأرغام الكيان الصهيوني على الانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة ، مقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية والامتناع عن استقبال الأساطيل الأمريكية البريطانية وعدم منحها أي تسهيلات في الأراضي والمياه العربية والإسلامية ، اعتبار كل دولة تقف مع الكيان الصهيوني وتناصره عدو للعرب والمسلمين وينبغي قطع كافة العلاقات معها ، توظيف البترول كسلاح في المعركة حتى يعرف العدو وحلفاؤه أن الأمة كلها في خندق شعب فلسطين الذي يستشهد أبناؤه يومياً ، وضع كل إمكانات الأمة في خندق المقاومة الفلسطينية ودعم هذا الخيار بكل الوسائل المادية والمعنوية وتحويل الحجر إلى قنبلة والعصا إلى بازوكة في وجه العدو الصهيوني ، الإسراع باتخاذ الخطوات الجادة والعملية لأحياء معاهدة الدفاع المشترك العربية واعتبار مجلسها منعقداً لمواجهة العدوان الصهيوني المسلح ومفردات الإستراتيجية الأمريكية التي استفردت بالعراق وتواصل استفرادها اليوم بفلسطين وشعب فلسطين.

تحية لشعب فلسطين المجاهد وتحية لكم في مؤتمركم هذا .

الله اكبر الله اكبر الله اكبر والعزة لله ولرسوله وعاشت فلسطين حرة عربية والنصر للأمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


للمزيد عن الإخوان في اليمن

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

أخبار متعلقة

.

أعلام الإخوان في اليمن

.

مؤتمرات التجمع اليمني للإصلاح

المؤتمر الأول
شعار التجمع اليمني للإصلاح.jpg
المؤتمر الثاني
المؤتمر الثالث
المؤتمر الرابع