لا داعي للخوف منَّا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا داعي للخوف منَّا

نشرت جريدة جارديان البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2005م مقالاً للمهندس خيرت الشاطر النائب الثاني لفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين ضمَّن فيها رؤاه ورؤى الإخوان حول الانتخابات التشريعية المصرية والحال السياسي العام في مصر، وتعميمًا للفائدة رأينا في (موقع المهندس خيرت الشاطر) نشر ترجمة عربية خاصة بالموقع من المقال.

بقلم : المهندس خيرت الشاطر

خير.jpg

العنف الذي شهدته مصر في الأيام الأخيرة يأتي نتيجة الفزع الحكومي من النجاحات السياسية التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين، حتى في الدوائر التي تم التلاعب في نتائجها في هذا البلد الذي يعتبر أكبر الدول العربية سكانًا.

فما إن بدأت المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية المصرية يوم الأحد الماضي حتى اعتقلت السلطات 500 من أفراد الجماعة، بينما هاجم البلطجية أنصارنا في الدوائر الانتخابية، إلا أن هذه الاستفزازات التي يقوم بها هذا النظام القمعي- المدعوم من أكبر قوة في العالم- لن تعرقل مسيرة جماعتنا المستمرة منذ 77 عامًا ولن تؤثر على إقبال المواطنين المتزايد علينا.

وعلى الرغم من شعبية الإخوان المسلمين المتزايدة- أو ربما بسببها- فإن الجماعة لا تزال محظورةً في مصر، ومع ذلك فقد نجح مرشحونا المتقدمون كمستقلين (والمعروف بين المواطنين انتماؤهم للجماعة) في الحصول على 17 مقعدًا كأكبر كتلة برلمانية معارضة في المجلس السابق.

وفي ظل الإصلاح السياسي الحالي فإنه من المفترض أن يزيد تمثيلنا في البرلمان إذا ما جرت الانتخابات بصورة نزيهة؛ ولأننا ملتزمون بالديمقراطية فإننا نحترم نتائج الانتخابات مهما تكن، إلا أننا قدمنا 150 مرشحًا فقط للتنافس من بين 444 مقعدًا؛ لأننا ندرك أن تقديم عدد أكبر من المرشحين سيُعتبر استفزازًا للنظام يدفعه لتزوير النتائج، وفي الجولة الأولى من الانتخابات استطاع الإخوان أن يحققوا النصر في 65% من عدد الدوائر التي نافسوا فيها، وذلك على الرغم من التزوير والعراقيل التي شهدها التصويت، وهذا ما أكد تأييد المواطنين لنا.

إلا أننا- وعلى الرغم من الثقة الكبيرة التي يمنحها لنا المواطنون- لا نريد أكثر من مجرد قطعة صغيرة من “الكعكة” البرلمانية، وهذا القرار يستند إلى حقائق السياسة الدولية والداخلية، بمعنى آخر: هذا القرار يضع في الاعتبار ردود فعل النظام والقوى السياسية الأمريكية والغربية التي تدعمه.

ما نريده بالفعل هو إحداث نهضة في مصر تنبع من القيم الإسلامية التي بُنيت عليها الثقافة وكذلك المجتمع في مصر؛ إذ إننا نؤمن بأن هذه القيم تستطيع فعلاً التغلب على كل العراقيل التي حالت بيننا وبين الإصلاح والتنمية، ففي الوقت الحالي تعاني الحياة السياسية المصرية من اللامبالاة والفتور، فهي عبارة عن مجموعة صغيرة من الأحزاب ذات التوجهات الضعيفة والمحدودة.

لذا فإن الأولوية هي الآن لتنشيط الحياة السياسية المصرية مما يمكِّن المواطنين من المشاركة الحقيقية في حل مشكلات الحياة اليومية لمصر واختيار المستقبل الذي نريده لبلادنا.

نحن نؤمن بأن احتكار السلطة من جانب حزب واحد أو جماعة سياسية واحدة- سواءٌ كانت الحزب الوطني الديمقراطي أو جماعة الإخوان المسلمين- ليس أمرًا مناسبًا؛ حيث إنه لن يؤديَ إلا إلى عزل غالبية الشعب المصري عن (الحياة السياسية).

ما نريده من فوزنا بعدد محدود من المقاعد هو:

أولاً: إيجاد كتلة برلمانية فاعلة تتمكن- بمساعدة كتل أخرى- من تفعيل المناقشات حول أولويات الإصلاح والتنمية، فلا يمكن أن يتم إقصاء أية جماعة سياسية أو اجتماعية أو دينية من الحياة السياسية المصرية؛ لذا فإن الهدف يجب أن يكون منع احتكار أي حزب للحكومة وتعزيز مشاركة المواطنين في النشاط السياسي.

ثانيًا: هو أننا نريد المشاركة لتحقيق إصلاحات سياسية ودستورية بارزة، وتحديدًا إزالة المعوقات التي يضعها النظام على العمل السياسي، ومنح البرلمان دورًا أكبر مما يحظى به الآن، فبدون قدرة حقيقية على مساءلة السلطة التنفيذية يتحوَّل البرلمان إلى مجرد واجهة.

ثالثًا: نريد المشاركة من أجل إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية، وهذه الإصلاحات لا يمكن أن تتم إلا إذا تم ضبط السلطة التنفيذية عبر منظومتَين تشريعية وقضائية تتمتعان بالاستقلال.

نجاح الإخوان لا يجب أن يُخيف أحدًا، فنحن نحترم حقوق جميع الجماعات السياسية والدينية، فكثيرٌ من المشكلات التي عانت منها البلاد في القرن الماضي ترجع إلى الديكتاتورية والفساد؛ لذا فإنه من المستحيل أن نقوم بإصلاحاتٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ أوسع قبل إصلاح الدمار الذي تعاني منه مؤسساتنا الرئيسة.

إن انتخاباتٍ ديمقراطيةً وحرةً ونزيهةً تُعتبر الخطوة الأولى على طريق الإصلاح من أجل مستقبل أفضل لمصر وللإقليم.. نحن ببساطة لا نملك اليوم خيارًا إلا الإصلاح

المصدر