لا للقتلة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا للقتلة

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

في الوقت الذي يعلن فيه الغرب حربه القذرة على الإسلام، وتمزق صواريخه وقنابله أجساد المسلمين في أفغانستان، وتسرق طائراته النوم من عيون أطفال المسلمين، ويزرع دوي قنابله الرعب في قلوب نساء المسلمين، تدفعنا النخوة والمروءة والكرامة أن نلعن العدوان الغربي الصليبي على إخواننا هناك، وتحركنا أمانة الواجب أن نخذل عنهم، وأن ننصرهم، فإن حالت بيننا وبينهم الحدود، .

وإن شغلنا عن نصرتهم عدو متربص بنا نقارعه، فلا أقل من مسيرة احتجاج نرفع بها معنوياتهم، ونفضح بها الحقد الصليبي الذي ما زال همه الأول تدمير دينهم واجتثاث عقيدتهم ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )، ونشعر بها الغرب الصليبي أننا أمة واحدة وأن العدوان على أفغانستان عدوان على مليار وربع المليار مسلم.

ولما كان شعبنا الفلسطيني هو أكثر شعوب الأرض معاناة من الإرهاب، على يد اليهود الصهاينة الذين يمارسون أبشع صور الإرهاب ضد شعب بكامله، لذلك كان شعبنا من أكثر الشعوب إحساسا بمرارة ما يجري على أرض المسلمين في أفغانستان من إرهاب أمريكي، فلا عجب إذن أن يخرج الآلاف من طلاب فلسطين في مسيرة سلمية يعبرون عن تعاطفهم مع إخوانهم المسلمين وينددون فيها بالعدوان الغاشم عليهم، ولماذا لا يفعلون ذلك ؟

فهل التعاطف مع الأخوة محظور على المسلمين دون غيرهم ؟ فلماذا تعاطف يهود العالم مع ثلاثة عشر جاسوس يهودي إيراني، فتفهمت دول العالم هذا التعاطف بين الأخوة في العقيدة من اليهود ؟

فهل من المباح في شرع التحالف مع أمريكا أن ينصر اليهودي أخاه اليهودي ولو في إيران بينما يمنع المسلم من أن يبح حنجرته دفاعا عن دماء المسلمين في أفغانستان ؟

ولماذا يمنع التنديد بأمريكا هنا بينما تسمح به أمريكا نفسها من خلال ثلاث مسيرات جابت شوارعها ؟ أم أننا ملكيون أكثر من الملك !!.رب قائل يقول أن الاحتجاج على الإرهاب الأمريكي يغضب أمريكا، وأن أمريكا تجيز لنفسها ما لا تسمح به لغيرها، ولذا علينا فقط أن نتابع جرائم الصليبيين في أفغانستان على شاشات التلفزة دون أن نسمح للعبرات أن تروي غليل صدورنا، ولا لأحزاننا أن تفجر بركان الغضب الذي يضطرم في قلوبنا، بل علينا أن نبارك المبضع

الصليبي وهو يقتطع جزءا من لحمنا الحي، ويتمادى البعض في غيه فيرى أنه من الواجب علينا أن نمد يد العون للقصاب الأمريكي وهو يقطع أوصالنا، ونقول لهذا البعض المنهزم ماذا جلبت لنا على عقود تربو على العشر نظريات الانبطاح المذلة من نكبات وويلات ؟ " الانحناء إلى العاصفة "، و " الكف لا يلاطم مخرز "، و " حط راسك مع هالروس وقول يا قطاع الروس " ؟!!!

هل جنينا من ورائها غير الهزائم والتخلف على كل الصعد والتراجع المستمر عن الثوابت الوطنية، والاستسلام الرخيص لمن يمرغون أنوفنا في التراب ؟!!

لذلك لا نستطيع تفهم تصرف الشرطة في قطاع غزة عندما وقفت في وجه طلاب وتلاميذ فلسطين الذين خرجوا إلى الشوارع يعربون عن رفضهم للجرائم الأمريكية ضد الإسلام، خاصة أن هؤلاء الفتية هم الذين سطروا أروع الملاحم في تصديهم للاحتلال، وهم الذين خضبت دماؤهم كل شبر من ثرى الوطن،

وهم عدة هذا الشعب وذخره في معركة التحرير، وإذا أجاز البعض لأنفسهم أن يتفهموا تحريم التعبير عن الغضب الذي يعتمل في الصدور ضد الحليفة أمريكا !!

فكيف يمكنهم أن يتفهموا إطلاق الرصاص الحي على رؤوس وصدور شباب فلسطين في الوقت الذي نحرم استخدامه ضد العدو الصهيوني بإعلاننا وقف إطلاق النار، فلمصلحة من سفكت هذه الدماء ؟

ولمصلحة من يشق الصف الفلسطيني وتضرب وحدته التي رسخت قواعدها الانتفاضة ؟

وما هي أهداف من أصدر الأوامر بقتل الشباب والأطفال ؟

إن ما جرى يوم الاثنين في قطاع غزة أمر خطير جدا، ولقد أجمعت على خطورته كافة الفصائل والقوى الفلسطينية التي نددت بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، ولقد بات واضحا أنه لا يمكن منع تكرار ما حدث إلا إذا أدرك البعض أنهم ليسوا فوق القانون، وأنهم ليسوا هم القانون،

وأن العقاب يمكن أن يطالهم، فبدون محاكمة العابثين بأرواح الشعب ستزداد الجرأة على الدم الفلسطيني، ولذا دعونا نطلقها صرخة صادقة أمينة مخلصة خالصة لوجه الله " لا للقتلة "، وليتذكر الذين يضعون أصابعهم على الزناد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم )، وليتذكروا أيضا أن الأيام دول ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ).

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.