الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لقاء الساعة مع الشيخ فيصل مولوي»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''<center> لقاء الساعة</center>''' '''<center> أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان:</center>''' '''<center> المقاومة تس...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''<center> لقاء الساعة</center>'''
'''<center> لقاء الساعة</center>'''


'''<center> أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان:</center>'''
'''<center>مع الشيخ فيصل مولوي .. أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان</center>'''


'''<center> المقاومة تسير في الطريق الصحيح والفلسطينيون سينتزعون حقوقهم</center>'''
 
*'''المقاومة تسير في الطريق الصحيح والفلسطينيون سينتزعون حقوقهم'''
*''' لن يكون المستقبل إلا للحق الفلسطيني'''
*'''اغتيال الشيخ أحمد ياسين لن يؤدي إلا لاستمرار الجهاد بقوة'''


[[ملف:الشيخ فيصل المواوى.jpg|left|220px]]
[[ملف:الشيخ فيصل المواوى.jpg|left|220px]]
 
*''' حركة الإخوان لها تاريخ عريق مع فلسطين، فكيف تقرأ حركة الإخوان اليوم ما يحدث في فلسطين؟'''
'''الشيخ فيصل مولوي:'''
 
''' لن يكون المستقبل إلا للحق الفلسطيني'''
 
'''اغتيال الشيخ أحمد ياسين لن يؤدي إلا لاستمرار الجهاد بقوة'''
 
'''بيروت – لقاء خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام'''
 
'''- حركة الإخوان لها تاريخ عريق مع فلسطين، فكيف تقرأ حركة الإخوان اليوم ما يحدث في فلسطين؟'''


·ما يحدث في فلسطين الآن واضح ويمكن تلخيصه بأمرين، الأمر الأول إن القوة العسكرية الإسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ومن أكثر بلاد العالم الغربي تتمتع بقدر كبير من القوة العسكرية لا يتاح لا للفلسطينيين ولا للعرب ولا للمسلمين ولو اتفقوا جميعاً دولاً وشعوباً على أن يواجهوها في معركة عسكرية وينتصروا عليها.  
·ما يحدث في فلسطين الآن واضح ويمكن تلخيصه بأمرين، الأمر الأول إن القوة العسكرية الإسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ومن أكثر بلاد العالم الغربي تتمتع بقدر كبير من القوة العسكرية لا يتاح لا للفلسطينيين ولا للعرب ولا للمسلمين ولو اتفقوا جميعاً دولاً وشعوباً على أن يواجهوها في معركة عسكرية وينتصروا عليها.  
سطر ٢١: سطر ١٥:
والأمر الثاني أن مظلومية الشعب الفلسطيني وأحقيته واضحة وأساس، سواء للشعوب العربية والإسلامية بأسرها أو حتى بالنسبة للكثير من شعوب العالم، هناك شعب فلسطيني انتزعت أرضه بالقوة وشرّد في كثير من بلاد العالم ومن هو داخل أرضه شرد من مكان إلى مكان ويقع عليه استعمار استيطاني يتحكم في كل شؤونه فهذه مظلومية واضحة، نحن نعتقد أنه أمام هذين الأمرين لا يمكن أن يكون المستقبل إلا للحق مهما كانت الظروف، لأن الشعب الفلسطيني بدأ يعي أكثر من الماضي أن هذا الظلم الواقع عليه وهذا الطغيان الذي يتحكم فيه ليس هناك مجال على الإطلاق للقبول به ولا بد من المقاومة مهما كانت التضحيات ولو أدى الأمر إلى استشهاد كل الشعب الفلسطيني، عندما صارت هذه القناعة موجودة عند الشعب الفلسطيني معنى ذلك أن المعركة سارت في طريقها الصحيح، وليس معنى هذا الطريق الصحيح أن الفلسطينيون سينتصرون عسكرياً على الاحتلال، لكن استمرار هذه المقاومة سيؤدي إلى تفسخ البنية الصهيونية وسيؤدي إلى خلخلة التأييد العالمي لها ولو بعد حين وبالتالي سيؤدي إلى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني بإذن الله، هذا التحليل يتفق مع نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم في نهاية العدو الصهيوني وفي انتصار المسلمين عليه.
والأمر الثاني أن مظلومية الشعب الفلسطيني وأحقيته واضحة وأساس، سواء للشعوب العربية والإسلامية بأسرها أو حتى بالنسبة للكثير من شعوب العالم، هناك شعب فلسطيني انتزعت أرضه بالقوة وشرّد في كثير من بلاد العالم ومن هو داخل أرضه شرد من مكان إلى مكان ويقع عليه استعمار استيطاني يتحكم في كل شؤونه فهذه مظلومية واضحة، نحن نعتقد أنه أمام هذين الأمرين لا يمكن أن يكون المستقبل إلا للحق مهما كانت الظروف، لأن الشعب الفلسطيني بدأ يعي أكثر من الماضي أن هذا الظلم الواقع عليه وهذا الطغيان الذي يتحكم فيه ليس هناك مجال على الإطلاق للقبول به ولا بد من المقاومة مهما كانت التضحيات ولو أدى الأمر إلى استشهاد كل الشعب الفلسطيني، عندما صارت هذه القناعة موجودة عند الشعب الفلسطيني معنى ذلك أن المعركة سارت في طريقها الصحيح، وليس معنى هذا الطريق الصحيح أن الفلسطينيون سينتصرون عسكرياً على الاحتلال، لكن استمرار هذه المقاومة سيؤدي إلى تفسخ البنية الصهيونية وسيؤدي إلى خلخلة التأييد العالمي لها ولو بعد حين وبالتالي سيؤدي إلى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني بإذن الله، هذا التحليل يتفق مع نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم في نهاية العدو الصهيوني وفي انتصار المسلمين عليه.


'''- ما حصل من تضييق على الإسلاميين من الناحية الاقتصادية بحجة الحرب على الإرهاب وما حصل من تجميد لكثير من الأرصدة أثر كثيرا على المساعدات التي تصل إلى الشعب الفلسطيني، ومن فترة صرح الأستاذ موسى أبو مرزوق لإسلام أون لاين أن سبعين بالمائة من المساعدات للشعب الفلسطيني قد توقفت، فكيف تقرءون هذا الواقع؟'''
*''' ما حصل من تضييق على الإسلاميين من الناحية الاقتصادية بحجة الحرب على الإرهاب وما حصل من تجميد لكثير من الأرصدة أثر كثيرا على المساعدات التي تصل إلى الشعب الفلسطيني، ومن فترة صرح الأستاذ موسى أبو مرزوق لإسلام أون لاين أن سبعين بالمائة من المساعدات للشعب الفلسطيني قد توقفت، فكيف تقرءون هذا الواقع؟'''


·مع ما حصل من بذل جهود عظيمة جداً أنا أعتقد أن الخير في الأمة العربية والإسلامية وإذا ضاقت السبل على الكثيرين في إيصال المساعدات، لا بد للفلسطينيين أن يخترعوا وسائل جديدة ولا بد لأخوتنا العاملين في المجال الخيري أن يبحثوا على وسائل جديدة لإيصال المساعدات، أنا لم أقرأ تصريح الأستاذ أبو مرزوق، حول هذا الموضوع، وان صح هذا، فهو لا شك أدرى بذلك، ولكن أنا من بعيد لا أظن أن الأمر بهذا القدر، لكن من المعروف أن كثيرا من المساعدات للشعب الفلسطيني تأتي عن طريق مؤسسات خيرية رسمية معروفة وتأتي بشكل علني ومكشوف، هذه المساعدات توقف منها القليل نتيجة لما يشاع من تحقيق حول هذا المؤسسات، لا أظن أنه توقف من هذا الجمعيات هذا القدر الكبير،  
·مع ما حصل من بذل جهود عظيمة جداً أنا أعتقد أن الخير في الأمة العربية والإسلامية وإذا ضاقت السبل على الكثيرين في إيصال المساعدات، لا بد للفلسطينيين أن يخترعوا وسائل جديدة ولا بد لأخوتنا العاملين في المجال الخيري أن يبحثوا على وسائل جديدة لإيصال المساعدات، أنا لم أقرأ تصريح الأستاذ أبو مرزوق، حول هذا الموضوع، وان صح هذا، فهو لا شك أدرى بذلك، ولكن أنا من بعيد لا أظن أن الأمر بهذا القدر، لكن من المعروف أن كثيرا من المساعدات للشعب الفلسطيني تأتي عن طريق مؤسسات خيرية رسمية معروفة وتأتي بشكل علني ومكشوف، هذه المساعدات توقف منها القليل نتيجة لما يشاع من تحقيق حول هذا المؤسسات، لا أظن أنه توقف من هذا الجمعيات هذا القدر الكبير،  
سطر ٢٧: سطر ٢١:
أنا في حدود علمي وفي حدود مسئوليتي عن بعض الجوانب الخيرية ما زلنا نقوم بالواجب وبقدر لا بأس به، دائما يحصل تقصير من جانب يعوض من جانب آخر، ولكن بطبيعة الحال المساعدات التي تذهب مباشرة إلى حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي، قد تكون قد خفت إلى هذه النسبة لأنها تأتي في الأصل عن طرق غير معلنة وغير رسمية ، لكنها لا تشكل من المساعدات التي تدفع للشعب الفلسطيني لأعمال الإغاثة والأعمال الخيرية إلا نسبة بسيطة جدا، وأكثر المساعدات تذهب مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، وهذه بلا شك طرأ عليها قدر من التغيير لكن لا أظنه تغييرا كبيراً، بل هو معالج.
أنا في حدود علمي وفي حدود مسئوليتي عن بعض الجوانب الخيرية ما زلنا نقوم بالواجب وبقدر لا بأس به، دائما يحصل تقصير من جانب يعوض من جانب آخر، ولكن بطبيعة الحال المساعدات التي تذهب مباشرة إلى حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي، قد تكون قد خفت إلى هذه النسبة لأنها تأتي في الأصل عن طرق غير معلنة وغير رسمية ، لكنها لا تشكل من المساعدات التي تدفع للشعب الفلسطيني لأعمال الإغاثة والأعمال الخيرية إلا نسبة بسيطة جدا، وأكثر المساعدات تذهب مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، وهذه بلا شك طرأ عليها قدر من التغيير لكن لا أظنه تغييرا كبيراً، بل هو معالج.


'''- بعد كل الاغتيالات التي تمت في صفوف الحركات المجاهدة في فلسطين وخاصة دولة الكيان وضعت علامة الموت على جسد الشيخ أحمد ياسين، فكيف تحللون هذا الأمر؟'''
*'''  بعد كل الاغتيالات التي تمت في صفوف الحركات المجاهدة في فلسطين وخاصة دولة الكيان وضعت علامة الموت على جسد الشيخ أحمد ياسين، فكيف تحللون هذا الأمر؟'''


* هذه نتيجة طبيعية للغطرسة الإسرائيلية وللعدوان؛ أحمد ياسين هو ابن هذا الشعب الفلسطيني، ولا ننسى أن عشرات الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني قتلوا على يد الآلة الحربية الصهيونية ومنهم قياديون في حماس، فأن تستمر إسرائيل في هذا العدوان الصهيوني فهذا أمر طبيعي بالنسبة لها وجزء مستمر من نهجها العدواني لكن هذا لن يغير من حقيقة الأمر ومن نتيجة الصراع شيئا، مهما تمادوا ولو قتلوا الشيخ أحمد ياسين سيضاف إلى سجل الشهداء شهيد من نوع آخر، شهيد ليس له مثيل في النضال الفلسطيني كله، لأنه مثال للقائد الفذ الذي يستطيع ما عنده من مرض وشلل أن يقود جموع الشعب الفلسطيني، وأن يصبح رمزاً للصمود الفلسطيني أمام العالم كله، وإذا اغتيل الشيخ ياسين فهو شهيد من نوع جديد، وإذا حصل هذه الأمر فإنه سيعطي دفعاً كبيراً جداً للجهاد الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.
هذه نتيجة طبيعية للغطرسة الإسرائيلية وللعدوان؛ أحمد ياسين هو ابن هذا الشعب الفلسطيني، ولا ننسى أن عشرات الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني قتلوا على يد الآلة الحربية الصهيونية ومنهم قياديون في حماس، فأن تستمر إسرائيل في هذا العدوان الصهيوني فهذا أمر طبيعي بالنسبة لها وجزء مستمر من نهجها العدواني لكن هذا لن يغير من حقيقة الأمر ومن نتيجة الصراع شيئا، مهما تمادوا ولو قتلوا الشيخ أحمد ياسين سيضاف إلى سجل الشهداء شهيد من نوع آخر، شهيد ليس له مثيل في النضال الفلسطيني كله، لأنه مثال للقائد الفذ الذي يستطيع ما عنده من مرض وشلل أن يقود جموع الشعب الفلسطيني، وأن يصبح رمزاً للصمود الفلسطيني أمام العالم كله، وإذا اغتيل الشيخ ياسين فهو شهيد من نوع جديد، وإذا حصل هذه الأمر فإنه سيعطي دفعاً كبيراً جداً للجهاد الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.


'''- وما الذي استجد برأيك في سياسة حماس حتى سمحت للنساء بالمشاركة بالعمليات الاستشهادية؟'''
*''' وما الذي استجد برأيك في سياسة حماس حتى سمحت للنساء بالمشاركة بالعمليات الاستشهادية؟'''


·الاستشهادية شخصية لها قرارها الذاتي المنبعث من ظروفها وقناعاتها والحركة لها تخطيطها في هذا المسألة، ما كنت أعلم أن حركة حماس تنكر على المرأة أن تقوم بعمليات عسكرية وأن تصبح استشهادية ، والمعروف عندنا إسلاميا أن المرأة المسلمة إذا اعتدي على بلدها من حقها أن تخرج للقتال مع إخوانها الرجال، والصحابيات كما هو معروف كن يقاتلن مع إخوانهن الرجال، فما أظن أن هذه المسالة كانت موضع خلاف وتغير فيها الرأي بين فترة وأخرى، لكن طبيعة الحال، العمل الاستشهادي، وعمل حماس كحركة مقاومة تعيش في ظروف صعبة تحت الاحتلال الإسرائيلي تحتاج إلى ترتيب أولويات والى تخطيط، ويظهر أنه لم يكن من أولوياتها السماح للمرأة المسلمة أن تقوم بمثل هذه العمليات، ويظهر انه حان الوقت واصبح مناسبا، ولا ادري ما هي الاعتبارات التي أدت إلى ذلك،  
الاستشهادية شخصية لها قرارها الذاتي المنبعث من ظروفها وقناعاتها والحركة لها تخطيطها في هذا المسألة، ما كنت أعلم أن حركة حماس تنكر على المرأة أن تقوم بعمليات عسكرية وأن تصبح استشهادية ، والمعروف عندنا إسلاميا أن المرأة المسلمة إذا اعتدي على بلدها من حقها أن تخرج للقتال مع إخوانها الرجال، والصحابيات كما هو معروف كن يقاتلن مع إخوانهن الرجال، فما أظن أن هذه المسالة كانت موضع خلاف وتغير فيها الرأي بين فترة وأخرى، لكن طبيعة الحال، العمل الاستشهادي، وعمل حماس كحركة مقاومة تعيش في ظروف صعبة تحت الاحتلال الإسرائيلي تحتاج إلى ترتيب أولويات والى تخطيط، ويظهر أنه لم يكن من أولوياتها السماح للمرأة المسلمة أن تقوم بمثل هذه العمليات، ويظهر انه حان الوقت واصبح مناسبا، ولا ادري ما هي الاعتبارات التي أدت إلى ذلك،  


ولكن الظاهر الآن أن الأمر اصبح ممكنا فكانت هذه الاستشهادية الأولى، ومن بعيد يصعب على الإنسان أن يقبل بأن تضحي بولديها الصغيرين لتستشهد في سبيل الله عز وجل وفي سبيل هذه الأمة، طبيعة المرأة لا تقبل بذلك، لكن علينا أن نفكر أن امرأة حتى تصل إلى هذا القدر كم هو شعورها بظلم الشعب الفلسطيني كله وهي منه، طغى عليها هذا الشعور حتى غلب فطرتها كأم، وهذه مسألة أعتقد أنها يجب أن تلفت نظر العالم كله إلى الشعور بمظلومية الشعب الفلسطيني.
ولكن الظاهر الآن أن الأمر اصبح ممكنا فكانت هذه الاستشهادية الأولى، ومن بعيد يصعب على الإنسان أن يقبل بأن تضحي بولديها الصغيرين لتستشهد في سبيل الله عز وجل وفي سبيل هذه الأمة، طبيعة المرأة لا تقبل بذلك، لكن علينا أن نفكر أن امرأة حتى تصل إلى هذا القدر كم هو شعورها بظلم الشعب الفلسطيني كله وهي منه، طغى عليها هذا الشعور حتى غلب فطرتها كأم، وهذه مسألة أعتقد أنها يجب أن تلفت نظر العالم كله إلى الشعور بمظلومية الشعب الفلسطيني.
سطر ٤٣: سطر ٣٧:
نحن نقول إن الشعب الفلسطيني الآن توطن، وأخذ الجنسية في أكثر بلاد العالم التي ذهب إليها، لكن حتى الآن لم يفرّط في حق العودة، وهذا الأمر طبيعي، وعلى كل حال، إذا كان وردت بعض القيود أو الظروف الأخرى للتأكد من منع التوطن فلا إشكال في ذلك، لكن أن يؤدي هذا إلى منع الحق الطبيعي عن إنسان مظلوم مشرد خارج وطنه، يمنع من حقوقه الطبيعية، فهذا أمر نعتقد أنه كبير، والقضية في تصوري سيظل فيها صراع، وسيظل من واجب المسلمين خاصة وكثير من غير المسلمين، ممن يقدر هذه المسائل أن يتعاون للوصول إلى وضع أسلم إن شاء الله، يتمتع فيه المسلمون بقدر كبير من حقوقهم المشروعة.
نحن نقول إن الشعب الفلسطيني الآن توطن، وأخذ الجنسية في أكثر بلاد العالم التي ذهب إليها، لكن حتى الآن لم يفرّط في حق العودة، وهذا الأمر طبيعي، وعلى كل حال، إذا كان وردت بعض القيود أو الظروف الأخرى للتأكد من منع التوطن فلا إشكال في ذلك، لكن أن يؤدي هذا إلى منع الحق الطبيعي عن إنسان مظلوم مشرد خارج وطنه، يمنع من حقوقه الطبيعية، فهذا أمر نعتقد أنه كبير، والقضية في تصوري سيظل فيها صراع، وسيظل من واجب المسلمين خاصة وكثير من غير المسلمين، ممن يقدر هذه المسائل أن يتعاون للوصول إلى وضع أسلم إن شاء الله، يتمتع فيه المسلمون بقدر كبير من حقوقهم المشروعة.


'''- كيف تقرءون قضية تبادل الأسرى التي تحققت بين حزب الله والصهاينة؟'''
*''' كيف تقرءون قضية تبادل الأسرى التي تحققت بين حزب الله والصهاينة؟'''


·بلا شك نجاح المفاوضات حول الأسرى إنجازاً جديداً للمقاومة الإسلامية في الجنوب بعد إنجاز التحرير شبه الكامل لأرض الجنوب، وهذه باعتقادي نتيجة طبيعية جداً للصراع بيننا وبين الصهاينة دائماً كما وصفهم رب العالمين يحبون الحياة والدنيا ومستعدون لأن يتنازلوا عن كل شيء من أجل هذه المظاهر من الحياة الدنيا، أو من أجل بعض المناسك والشعارات التي يعتبرونها مهمة، ولذلك فهم تنازلوا عن مسألة أساسية جداً، وهي أنهم يتهمون المقاومة في الجنوب وحزب الله بأنهم إرهابيون، وبالعادة هم لا يتعاملون مع الإرهابيين، لا هم ولا كل دول العالم، ولكنهم هنا تعاملوا مع المقاومة ومع حزب الله،  وتفاضوا معها وسلّموها الأسرى، مما يعني أنهم يكذبون أنفسهم عندما يكذبون أنفسهم عندما يعتبرون أن المقاومة إرهابية، نحن نعتقد أن هذا إنجاز مهم جداً، وهو يثبت لجميع الأمة العربية والإسلامية، وخاصة الشعب الفلسطيني، بأن الصمود هو الذي يؤدي إلى نتائج حقيقية في مصلحة استعادة الأرض المسلوبة، وفي مسألة القضاء على الوجود الصهيوني في فلسطين.
·بلا شك نجاح المفاوضات حول الأسرى إنجازاً جديداً للمقاومة الإسلامية في الجنوب بعد إنجاز التحرير شبه الكامل لأرض الجنوب، وهذه باعتقادي نتيجة طبيعية جداً للصراع بيننا وبين الصهاينة دائماً كما وصفهم رب العالمين يحبون الحياة والدنيا ومستعدون لأن يتنازلوا عن كل شيء من أجل هذه المظاهر من الحياة الدنيا، أو من أجل بعض المناسك والشعارات التي يعتبرونها مهمة، ولذلك فهم تنازلوا عن مسألة أساسية جداً، وهي أنهم يتهمون المقاومة في الجنوب وحزب الله بأنهم إرهابيون، وبالعادة هم لا يتعاملون مع الإرهابيين، لا هم ولا كل دول العالم، ولكنهم هنا تعاملوا مع المقاومة ومع حزب الله،  وتفاضوا معها وسلّموها الأسرى، مما يعني أنهم يكذبون أنفسهم عندما يكذبون أنفسهم عندما يعتبرون أن المقاومة إرهابية، نحن نعتقد أن هذا إنجاز مهم جداً، وهو يثبت لجميع الأمة العربية والإسلامية، وخاصة الشعب الفلسطيني، بأن الصمود هو الذي يؤدي إلى نتائج حقيقية في مصلحة استعادة الأرض المسلوبة، وفي مسألة القضاء على الوجود الصهيوني في فلسطين.


'''- صرح الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل أيام أن حماس تعرض هدنة لمدة عشرة سنوات مقابل انسحاب صهيوني من  الأراضي المحتلة عام 1967، وهذا العرض ليس جديداً فقد طرحه الشيخ أحمد ياسين من فترة طويلة، إلى ماذا ترمي حماس برأيك من وراء هذه الطروحات؟'''
*''' صرح الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل أيام أن حماس تعرض هدنة لمدة عشرة سنوات مقابل انسحاب صهيوني من  الأراضي المحتلة عام 1967، وهذا العرض ليس جديداً فقد طرحه الشيخ أحمد ياسين من فترة طويلة، إلى ماذا ترمي حماس برأيك من وراء هذه الطروحات؟'''


* كما ذكرت هذا الطرح ليس جديداً، فقد طرحه سابقاً الشيخ أحمد ياسين، وبالنتيجة هو ينطلق من المحافظة على الثوابت وهي تحرير فلسطين بالكامل، ومن الواقعية في اعتماد المرحلية  في هذا التحرير، فليس فيه أمر جديد، ولكن أعتقد أن بعض قيادات حماس، أو الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قد صرح بهذا التصريح في هذه الفترة بالذات ليثبت للرأي العام العالمي أن حماس بالنتيجة حركة مقاومة، لكنها أيضاً حركة سياسية، وتستطيع أن تأخذ وتعطي وتعرض وتناقش مثل هذه الأمور. لا أظن أن في الأمر أكثر من ذلك، لأنه يريد أن يعطي هذه الصبغة للحركة  وأنها ليست مجرد حركة جهاد وقتال بدون أفق سياسي معين.
كما ذكرت هذا الطرح ليس جديداً، فقد طرحه سابقاً الشيخ أحمد ياسين، وبالنتيجة هو ينطلق من المحافظة على الثوابت وهي تحرير فلسطين بالكامل، ومن الواقعية في اعتماد المرحلية  في هذا التحرير، فليس فيه أمر جديد، ولكن أعتقد أن بعض قيادات حماس، أو الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قد صرح بهذا التصريح في هذه الفترة بالذات ليثبت للرأي العام العالمي أن حماس بالنتيجة حركة مقاومة، لكنها أيضاً حركة سياسية، وتستطيع أن تأخذ وتعطي وتعرض وتناقش مثل هذه الأمور. لا أظن أن في الأمر أكثر من ذلك، لأنه يريد أن يعطي هذه الصبغة للحركة  وأنها ليست مجرد حركة جهاد وقتال بدون أفق سياسي معين.


'''- منذ وفاة المرشد العام للإخوان المسلمين، المستشار مأمون الهضيبي رحمه الله تردد اسمك كثيراً كمرشح لتكون مرشدا عاماً للإخوان المسلمين في العالم، فما ظروف وملابسات هذا الترشيح وما مدى صحة هذه الأقوال؟'''
*''' منذ وفاة المرشد العام للإخوان المسلمين، المستشار مأمون الهضيبي رحمه الله تردد اسمك كثيراً كمرشح لتكون مرشدا عاماً للإخوان المسلمين في العالم، فما ظروف وملابسات هذا الترشيح وما مدى صحة هذه الأقوال؟'''


·سمعت هذا الترشيح وقرأت عنه في بعض وسائل الإعلام، لكن ليس له أصل، فلم يكن طبعاً من قبلي، ولم يكن من قبل أحد من الجماعة، والأصل أن هذا الأمر ليس وارداً، فنحن نعمل هنا في إطار الجماعة الإسلامية في لبنان، والإخوان المسلمون في مصر هيئة مستقلة، والإخوان المسلمون في البلاد العربية والإسلامية هيئة موجودة بهذا الإسم وهذا التنظيم، هناك هيئات إسلامية أخرى كثيرة، تبنت فكر الإخوان ومنهجهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جزءاً من التنظيم بالمعنى المعروف في هذا العصر، وبالتالي فالمرشد العام للإخوان المسلمين لا بد أن يكون من إحدى هذه الحركات في العالم العربي، وربما بعض الإخوان في مصر طرحوا اسمي من قبيل أنهم يعتبرون حركة الإخوان كما قال المرشد الجديد، منفتحة حتى خارج التنظيم، ويمكن أن يكون المرشد العام حتى من خارج التنظيم، فانطلاقاً من هذه الفكرة قد يكون قد طرح اسمي.
سمعت هذا الترشيح وقرأت عنه في بعض وسائل الإعلام، لكن ليس له أصل، فلم يكن طبعاً من قبلي، ولم يكن من قبل أحد من الجماعة، والأصل أن هذا الأمر ليس وارداً، فنحن نعمل هنا في إطار الجماعة الإسلامية في لبنان، والإخوان المسلمون في مصر هيئة مستقلة، والإخوان المسلمون في البلاد العربية والإسلامية هيئة موجودة بهذا الإسم وهذا التنظيم، هناك هيئات إسلامية أخرى كثيرة، تبنت فكر الإخوان ومنهجهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جزءاً من التنظيم بالمعنى المعروف في هذا العصر، وبالتالي فالمرشد العام للإخوان المسلمين لا بد أن يكون من إحدى هذه الحركات في العالم العربي، وربما بعض الإخوان في مصر طرحوا اسمي من قبيل أنهم يعتبرون حركة الإخوان كما قال المرشد الجديد، منفتحة حتى خارج التنظيم، ويمكن أن يكون المرشد العام حتى من خارج التنظيم، فانطلاقاً من هذه الفكرة قد يكون قد طرح اسمي.


'''- كيف ترى عهد الإخوان المسلمين، في عهد الأستاذ مهدي عاكف، وما الذي يميز المرشد الجديد عن سلفه؟'''
*''' كيف ترى عهد الإخوان المسلمين، في عهد الأستاذ مهدي عاكف، وما الذي يميز المرشد الجديد عن سلفه؟'''


·لا أظن أن الحركة ستتميز بأي شيء، لأن الأستاذ مهدي عاكف كما أعلن، وكل المرشدين الآخرين بالنتيجة يتولون التعبير عن موقف الجماعة وسياستها، وما يتقرر في أجهزتها وأجهزتها أجهزة شورية تتمتع بقدر كبير من الاستقرار والكفاءة وكل الأمور تدرس في هذه الأجهزة، والمرشد العام ليس له بالذات صلاحية القيام بأي مبادرة أو إجراء أو عمل دون الرجوع إلى إخوانه واتخاذ القرار بذلك، ولهذا حسب لوائح الإخوان المسلمين لا أظن أنه سيطرأ أي تعديل على مسار الإخوان.
لا أظن أن الحركة ستتميز بأي شيء، لأن الأستاذ مهدي عاكف كما أعلن، وكل المرشدين الآخرين بالنتيجة يتولون التعبير عن موقف الجماعة وسياستها، وما يتقرر في أجهزتها وأجهزتها أجهزة شورية تتمتع بقدر كبير من الاستقرار والكفاءة وكل الأمور تدرس في هذه الأجهزة، والمرشد العام ليس له بالذات صلاحية القيام بأي مبادرة أو إجراء أو عمل دون الرجوع إلى إخوانه واتخاذ القرار بذلك، ولهذا حسب لوائح الإخوان المسلمين لا أظن أنه سيطرأ أي تعديل على مسار الإخوان.


'''- كثير من التحليلات الإعلامية والفكرية والسياسية ترى أن هناك نوعاً من الخلاف بين ما يسمى بالحرس القديم والحرس الجديد في قلب التنظيم، ويقولون بما معناه أن منصب المرشد العام صار نوعاً من مكافأة نهاية الخدمة، حيث يكون المرشد العام دائما كبيراً في السن ثم ما يلبث أن يتوفى، ويرون أن انحصار القيادة في كبار السن، جعل الحركة تعيش على أمجاد الماضي دون أن تكون قادرة على اجتراح أي جديد في الواقع، ما رأيكم بهذا الكلام؟'''
*''' كثير من التحليلات الإعلامية والفكرية والسياسية ترى أن هناك نوعاً من الخلاف بين ما يسمى بالحرس القديم والحرس الجديد في قلب التنظيم، ويقولون بما معناه أن منصب المرشد العام صار نوعاً من مكافأة نهاية الخدمة، حيث يكون المرشد العام دائما كبيراً في السن ثم ما يلبث أن يتوفى، ويرون أن انحصار القيادة في كبار السن، جعل الحركة تعيش على أمجاد الماضي دون أن تكون قادرة على اجتراح أي جديد في الواقع، ما رأيكم بهذا الكلام؟'''


·أعتقد أولاً أن هذا الموضوع من رواسب الفكر الغربي الذي غزا بلادنا العربية والإسلامية ومقتضاه تسابق الناس على المصالح، والزعامة والمسؤولية تعتبر بالنظرة الغربية المادية سواء كانت في الأحزاب أو في الجمعيات أو في الدول، تعتبر تنافساً من أجل تحقيق مصالح أكبر، أو من أجل إبراز النفوذ الشخصي أكثر، وهذا في إطار الحركات الإسلامية ليس موجوداً في الأصل، وخاصة في إطار الإخوان، ليس هناك تنافس على هذا الأمر، فقد يكون هناك شباب متحمسون وعاملون وواعون لكن لا يخطر في بالهم أن ينافسوا الى الزعامة، وقد يكون هناك شيوخ كثيرون أيضاً أكثر عملاً وإنتاجاً ولكن لا يفكر أحدهم بالتنافس، فيما أعلم، ليس من أدبيات الحركات الإسلامية كلها ليس هناك من يرشح نفسه لتولي هذه المسؤولية، وإنما يرشحه إخوانه هناك، فهذا الأمر الواضح في إطار الحركات الإسلامية غير مفهوم عند كثير من الناس، لذلك عندما نقول ونكرر أنه ليس هناك صراع بين الشيوخ والشباب لا في حركة الإخوان ولا في كثير غيرها من الحركات الإسلامية لا يفهم الكثير من الناس مغزى هذا الكلام، مع أن هذا الكلام واقع والدليل عليه يفرض نفسه في كل مرة.  
أعتقد أولاً أن هذا الموضوع من رواسب الفكر الغربي الذي غزا بلادنا العربية والإسلامية ومقتضاه تسابق الناس على المصالح، والزعامة والمسؤولية تعتبر بالنظرة الغربية المادية سواء كانت في الأحزاب أو في الجمعيات أو في الدول، تعتبر تنافساً من أجل تحقيق مصالح أكبر، أو من أجل إبراز النفوذ الشخصي أكثر، وهذا في إطار الحركات الإسلامية ليس موجوداً في الأصل، وخاصة في إطار الإخوان، ليس هناك تنافس على هذا الأمر، فقد يكون هناك شباب متحمسون وعاملون وواعون لكن لا يخطر في بالهم أن ينافسوا الى الزعامة، وقد يكون هناك شيوخ كثيرون أيضاً أكثر عملاً وإنتاجاً ولكن لا يفكر أحدهم بالتنافس، فيما أعلم، ليس من أدبيات الحركات الإسلامية كلها ليس هناك من يرشح نفسه لتولي هذه المسؤولية، وإنما يرشحه إخوانه هناك، فهذا الأمر الواضح في إطار الحركات الإسلامية غير مفهوم عند كثير من الناس، لذلك عندما نقول ونكرر أنه ليس هناك صراع بين الشيوخ والشباب لا في حركة الإخوان ولا في كثير غيرها من الحركات الإسلامية لا يفهم الكثير من الناس مغزى هذا الكلام، مع أن هذا الكلام واقع والدليل عليه يفرض نفسه في كل مرة.  


قيل مثلاً، إن الشباب الآن ينافسون الأستاذ مهدي عاكف، لكن بالنتيجة –فيما علمت – أن الشباب كالشيوخ، هم الذين انتخبوا الأستاذ عاكف مثلهم مثل الشيوخ، لأنه توافق الرأي عليه وأي شخص يتوافق عليه يكون فيه خير.  
قيل مثلاً، إن الشباب الآن ينافسون الأستاذ مهدي عاكف، لكن بالنتيجة –فيما علمت – أن الشباب كالشيوخ، هم الذين انتخبوا الأستاذ عاكف مثلهم مثل الشيوخ، لأنه توافق الرأي عليه وأي شخص يتوافق عليه يكون فيه خير.  
سطر ٦٩: سطر ٦٣:
أما أن يكون هذا تعويض نهاية خدمة، فإن هذا التعويض بالمعنى المصلحي فهو عند من يعتبرون الأمر مصلحياً، لكن القيادة خاصة في هذه الظروف، حيث الإخوان منذ أكثر من خمسين سنة ممنوعون من العمل السياسي وبالتالي ضريبة القيادة وضريبة حتى العضوية هي السجون والتضييق والحصار وربما يصل الأمر أحياناً الى الإعدام، وهذا ليس تعويضاً لنهاية الخدمة، بل هو زيادة تحمل غرم في مسار الإخوان وقيادتهم.
أما أن يكون هذا تعويض نهاية خدمة، فإن هذا التعويض بالمعنى المصلحي فهو عند من يعتبرون الأمر مصلحياً، لكن القيادة خاصة في هذه الظروف، حيث الإخوان منذ أكثر من خمسين سنة ممنوعون من العمل السياسي وبالتالي ضريبة القيادة وضريبة حتى العضوية هي السجون والتضييق والحصار وربما يصل الأمر أحياناً الى الإعدام، وهذا ليس تعويضاً لنهاية الخدمة، بل هو زيادة تحمل غرم في مسار الإخوان وقيادتهم.


'''- من خلال قراءة السيرة الذاتية للأستاذ مهدي عاكف يتبين أنه كان من الذين سجنوا في قضية حزب الوسط، أليس لهذا الأمر دلالة خاصة مع حمله حزب الوسط من أفكار تجديدية؟'''
*''' من خلال قراءة السيرة الذاتية للأستاذ مهدي عاكف يتبين أنه كان من الذين سجنوا في قضية حزب الوسط، أليس لهذا الأمر دلالة خاصة مع حمله حزب الوسط من أفكار تجديدية؟'''


·أولا، المرشد لم يسجن في موضوع حزب الوسط، وإنما صادف سجنه في نفس الوقت الذي ظهر فيه حزب الوسط فربما من هنا جاء الجمع بين الأمرين، وإنما هو موضوع سجن آخر له علاقة – كما هي العادة في مصر- في اجتماع وعمل للإخوان المسلمين، حيث ضبطت مجموعة منهم فحكمت بالسجن ليس أكثر من ذلك. حزب الوسط في الأساس ليس عنده أي فكر تجديدي من خارج الإخوان المسلمين، فكل ما طرحه من أفكار أخذها من أدبيات الإخوان، لكن الفارق أنه كان بعض الشباب يريدون إنشاء هذا الحزب، ورأت القيادة أن الأمر ليس مناسباً في هذا الوقت لأنه بتقديرهم أن الدولة لن تمنح الحزب الرخصة وبالتالي يكونون قد قدموا للدولة دون أن تعطي شيئا بالمقابل، فالمسألة إذن كانت مسألة خلاف تنظيمي وبناء على ذلك أصر هؤلاء، وخرجوا من التنظيم ولم يخرج معهم أحد لأنهم قلة من الشباب – على أهميتهم- وعلى أهمية ما عندهم من نشاط ومن فكر، لكن لم يكن لهم أي تأثير على التنظيم ككل والتنظيم يمضي.
أولا، المرشد لم يسجن في موضوع حزب الوسط، وإنما صادف سجنه في نفس الوقت الذي ظهر فيه حزب الوسط فربما من هنا جاء الجمع بين الأمرين، وإنما هو موضوع سجن آخر له علاقة – كما هي العادة في مصر- في اجتماع وعمل للإخوان المسلمين، حيث ضبطت مجموعة منهم فحكمت بالسجن ليس أكثر من ذلك. حزب الوسط في الأساس ليس عنده أي فكر تجديدي من خارج الإخوان المسلمين، فكل ما طرحه من أفكار أخذها من أدبيات الإخوان، لكن الفارق أنه كان بعض الشباب يريدون إنشاء هذا الحزب، ورأت القيادة أن الأمر ليس مناسباً في هذا الوقت لأنه بتقديرهم أن الدولة لن تمنح الحزب الرخصة وبالتالي يكونون قد قدموا للدولة دون أن تعطي شيئا بالمقابل، فالمسألة إذن كانت مسألة خلاف تنظيمي وبناء على ذلك أصر هؤلاء، وخرجوا من التنظيم ولم يخرج معهم أحد لأنهم قلة من الشباب – على أهميتهم- وعلى أهمية ما عندهم من نشاط ومن فكر، لكن لم يكن لهم أي تأثير على التنظيم ككل والتنظيم يمضي.


'''- في ظل بانوراما الأحداث التي تجري في العالم، وما يجري من تضييق وحرب على الإسلام والمسلمين، كيف ترى آفاق عمل الحركة الاسلامية وكيف ترى مستقبلها؟'''
*''' في ظل بانوراما الأحداث التي تجري في العالم، وما يجري من تضييق وحرب على الإسلام والمسلمين، كيف ترى آفاق عمل الحركة الاسلامية وكيف ترى مستقبلها؟'''


·أنا أظن أن المستقبل للإسلام وللحركات الإسلامية المعتدلة، المستقبل للإسلام، وهذا ما نراه بوضوح في كل بلاد العالم، نسبة كبيرة دائما من المفكرين والمثقفين تطلع على الإسلام  من خلال وسيلة من الوسائل تدخل في دين الله عز وجل، وهذه ظاهرة مهمة جدا قد لا توجد في أي دين او حزب أو مؤسسة أو فكر آخر؛ هذا لأن الإسلام يثبت يوماً بعد يوم من خلال الأدلة العملية وليس الأدلة العقلية أنه وحي من الله عز وجل وأن ما فيه من توازن وشمول وهداية يمكن أن يؤسس لحياة إنسانية سعيدة سليمة؛ وهذا أمر واضح في كل بلاد العالم، ولذلك أنا أعتقد أن المستقبل للإسلام. وإنما أيضاً أظن أن الحركات الإسلامية التي تعبر عن هذا الإسلام تختلف فيما بينهما بين متشدد وبين مفرط وبين معتدل وهذا طبيعي وموجود في كل الأفكار وفي كل الأحزاب، طبيعة الناس دائماً عندما يلتقون بعضهم متشدد وبعضهم مفرط وبعضهم معتدل. الذي اعتقده أن التشدد لا يمكن أن يفيد، لا في هذا العصر ولا في الماضي ولا في المستقبل، والرسول عليه الصلاة والسلام نهانا عن التشدد كما هو معروف في كثير من الأحاديث.  
أنا أظن أن المستقبل للإسلام وللحركات الإسلامية المعتدلة، المستقبل للإسلام، وهذا ما نراه بوضوح في كل بلاد العالم، نسبة كبيرة دائما من المفكرين والمثقفين تطلع على الإسلام  من خلال وسيلة من الوسائل تدخل في دين الله عز وجل، وهذه ظاهرة مهمة جدا قد لا توجد في أي دين او حزب أو مؤسسة أو فكر آخر؛ هذا لأن الإسلام يثبت يوماً بعد يوم من خلال الأدلة العملية وليس الأدلة العقلية أنه وحي من الله عز وجل وأن ما فيه من توازن وشمول وهداية يمكن أن يؤسس لحياة إنسانية سعيدة سليمة؛ وهذا أمر واضح في كل بلاد العالم، ولذلك أنا أعتقد أن المستقبل للإسلام. وإنما أيضاً أظن أن الحركات الإسلامية التي تعبر عن هذا الإسلام تختلف فيما بينهما بين متشدد وبين مفرط وبين معتدل وهذا طبيعي وموجود في كل الأفكار وفي كل الأحزاب، طبيعة الناس دائماً عندما يلتقون بعضهم متشدد وبعضهم مفرط وبعضهم معتدل. الذي اعتقده أن التشدد لا يمكن أن يفيد، لا في هذا العصر ولا في الماضي ولا في المستقبل، والرسول عليه الصلاة والسلام نهانا عن التشدد كما هو معروف في كثير من الأحاديث.  


أيضا التفريط الذي فيه التنازل عن كثير من الثوابت والمسائل الشرعية لا يمكن أن يؤدي الى خدمة هذا الإسلام، الحركات المعتدلة الذي تحتفظ بقدر كبير من الأصالة تحافظ على هذا التوازن وتجدد في كل الأمور المتغيرة، تستفيد من العصر ومن تجارب البشرية، هذه الحركات التي تدمج بين اصالتها العقائدية الفكرية وبين معاصرتها أو فهمها للعصر واستيعابه هي القادر بإذن الله على تحقيق مستقبل طيب للإسلام، فأنا أعتقد أن المستقبل للحركات الإسلامية المعتدلة مهما كانت تتعرض الآن الى تضييق والى حصار والى ملام، وهو واقع قائم في كثير من بلدان العالم، ولكن مع ذلك يلاحظ الإنسان المتجرد من بعيد بأن هذه الحركات رغم كل ما يحيط بها في تقدم يوماً بعد يوم.
أيضا التفريط الذي فيه التنازل عن كثير من الثوابت والمسائل الشرعية لا يمكن أن يؤدي الى خدمة هذا الإسلام، الحركات المعتدلة الذي تحتفظ بقدر كبير من الأصالة تحافظ على هذا التوازن وتجدد في كل الأمور المتغيرة، تستفيد من العصر ومن تجارب البشرية، هذه الحركات التي تدمج بين اصالتها العقائدية الفكرية وبين معاصرتها أو فهمها للعصر واستيعابه هي القادر بإذن الله على تحقيق مستقبل طيب للإسلام، فأنا أعتقد أن المستقبل للحركات الإسلامية المعتدلة مهما كانت تتعرض الآن الى تضييق والى حصار والى ملام، وهو واقع قائم في كثير من بلدان العالم، ولكن مع ذلك يلاحظ الإنسان المتجرد من بعيد بأن هذه الحركات رغم كل ما يحيط بها في تقدم يوماً بعد يوم.


'''- لكن ألا ترى أنه حين تحشر الولايات المتحدة بعض الدول العربية والإسلامية في زاوية فإما التضييق على الإسلاميين أو ضمها  إلى لائحة الدول الراعية للإرهاب، ألا ترى أن هذا يدفع حتى الحركات المعتدلة في نقطة معينة إلى صدام إجباري مع السلطة؟'''
*''' لكن ألا ترى أنه حين تحشر الولايات المتحدة بعض الدول العربية والإسلامية في زاوية فإما التضييق على الإسلاميين أو ضمها  إلى لائحة الدول الراعية للإرهاب، ألا ترى أن هذا يدفع حتى الحركات المعتدلة في نقطة معينة إلى صدام إجباري مع السلطة؟'''


·طبعاً هذا من الأسباب، فبطبيعة الحال، فإن الإنسان عندما يضرب يشعر بحاجة الى أن يرد الضربة لكن الأصل عند الحركات الإسلامية المعتدلة أنها تلتزم بالقواعد الشرعية، وليس من القواعد الشرعية ما يبيح الخروج على الحاكم مهما بلغ انحرافه، انما الحركات الإسلامية المعتدلة تعتبر أن القاعدة الشرعية هي في الإصرار على نهي الحاكم عن الظلم وفي الإصرار على القيام بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى أن تتعرض الى التضييق والمنع والحصار وربما حتى الى أن يصل الأمر الى الموت، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" ولذلك فإن كل ما حصل من تضييق على الإخوان في مصر على سبيل المثال لم يدفع بهم الى التصادم مع الدولة رغم أنهم يعتبرون في نظر جميع الناس أكبر قوة شعبية في مصر وبإمكانيتهم تحريك الشعب لكنهم يعتقدون أن تحريك الناس ضد النظام هو بالنتيجة فتنة لا يستفيد منها إلا العدو، ولذلك رغم إنكارهم لكثير من الأخطاء التي يقع بها النظام لكنهم لا يصلون الى درجة التصادم معه.  
طبعاً هذا من الأسباب، فبطبيعة الحال، فإن الإنسان عندما يضرب يشعر بحاجة الى أن يرد الضربة لكن الأصل عند الحركات الإسلامية المعتدلة أنها تلتزم بالقواعد الشرعية، وليس من القواعد الشرعية ما يبيح الخروج على الحاكم مهما بلغ انحرافه، انما الحركات الإسلامية المعتدلة تعتبر أن القاعدة الشرعية هي في الإصرار على نهي الحاكم عن الظلم وفي الإصرار على القيام بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى أن تتعرض الى التضييق والمنع والحصار وربما حتى الى أن يصل الأمر الى الموت، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" ولذلك فإن كل ما حصل من تضييق على الإخوان في مصر على سبيل المثال لم يدفع بهم الى التصادم مع الدولة رغم أنهم يعتبرون في نظر جميع الناس أكبر قوة شعبية في مصر وبإمكانيتهم تحريك الشعب لكنهم يعتقدون أن تحريك الناس ضد النظام هو بالنتيجة فتنة لا يستفيد منها إلا العدو، ولذلك رغم إنكارهم لكثير من الأخطاء التي يقع بها النظام لكنهم لا يصلون الى درجة التصادم معه.  


واحتمال أن تخرج بعض الحركات عن طورها وتصطدم  مع الأنظمة احتمال وارد، وللأسف الأعداء يستغلون مثل هذه الأخطاء إن وقعت بل هم أحياناً يقعون بمثل هذه الأخطاء فيرتكبونها ولكنهم ينسبونها الى الحركات الإسلامية ليبرروا ضرب هذه الحركات سواء بعمل وقع فعلا من بعض شباب الحركة تحت هذا الضغط أو وقع من قبل مخابرات مدسوسة على هذه الحركات، هذا يقع وذلك يقع، ولكننا نعتقد أنه لو وقع هذا الامر أو ذاك فإن الله سبحانه وتعالى يجعله امتحاناً يؤدي الى تصفية الحركة وتطهيرها وتزكيتها، ولا بد بعد ذلك أن تواصل مسيرتها أقوى مما كانت كما حصل مع الحركة في مصر، حيث تعرضت لهذا التضييق واستشهد كثير من أبنائها وقادتها وسجن منهم عشرات الألوف لعشرين سنة ولكنهم خرجوا من السجون وهم أقوى واستمرت الدعوة ونمت.
واحتمال أن تخرج بعض الحركات عن طورها وتصطدم  مع الأنظمة احتمال وارد، وللأسف الأعداء يستغلون مثل هذه الأخطاء إن وقعت بل هم أحياناً يقعون بمثل هذه الأخطاء فيرتكبونها ولكنهم ينسبونها الى الحركات الإسلامية ليبرروا ضرب هذه الحركات سواء بعمل وقع فعلا من بعض شباب الحركة تحت هذا الضغط أو وقع من قبل مخابرات مدسوسة على هذه الحركات، هذا يقع وذلك يقع، ولكننا نعتقد أنه لو وقع هذا الامر أو ذاك فإن الله سبحانه وتعالى يجعله امتحاناً يؤدي الى تصفية الحركة وتطهيرها وتزكيتها، ولا بد بعد ذلك أن تواصل مسيرتها أقوى مما كانت كما حصل مع الحركة في مصر، حيث تعرضت لهذا التضييق واستشهد كثير من أبنائها وقادتها وسجن منهم عشرات الألوف لعشرين سنة ولكنهم خرجوا من السجون وهم أقوى واستمرت الدعوة ونمت.


== المصدر ==
== المصدر ==
سطر ٨٩: سطر ٨٤:




{{روابط فيصل مولوي}}


[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط فيصل مولوي]]
[[تصنيف:روابط فيصل مولوي]]

مراجعة ١٥:٥٣، ١٤ مايو ٢٠١١

لقاء الساعة
مع الشيخ فيصل مولوي .. أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان


  • المقاومة تسير في الطريق الصحيح والفلسطينيون سينتزعون حقوقهم
  • لن يكون المستقبل إلا للحق الفلسطيني
  • اغتيال الشيخ أحمد ياسين لن يؤدي إلا لاستمرار الجهاد بقوة
الشيخ فيصل المواوى.jpg
  • حركة الإخوان لها تاريخ عريق مع فلسطين، فكيف تقرأ حركة الإخوان اليوم ما يحدث في فلسطين؟

·ما يحدث في فلسطين الآن واضح ويمكن تلخيصه بأمرين، الأمر الأول إن القوة العسكرية الإسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ومن أكثر بلاد العالم الغربي تتمتع بقدر كبير من القوة العسكرية لا يتاح لا للفلسطينيين ولا للعرب ولا للمسلمين ولو اتفقوا جميعاً دولاً وشعوباً على أن يواجهوها في معركة عسكرية وينتصروا عليها.

والأمر الثاني أن مظلومية الشعب الفلسطيني وأحقيته واضحة وأساس، سواء للشعوب العربية والإسلامية بأسرها أو حتى بالنسبة للكثير من شعوب العالم، هناك شعب فلسطيني انتزعت أرضه بالقوة وشرّد في كثير من بلاد العالم ومن هو داخل أرضه شرد من مكان إلى مكان ويقع عليه استعمار استيطاني يتحكم في كل شؤونه فهذه مظلومية واضحة، نحن نعتقد أنه أمام هذين الأمرين لا يمكن أن يكون المستقبل إلا للحق مهما كانت الظروف، لأن الشعب الفلسطيني بدأ يعي أكثر من الماضي أن هذا الظلم الواقع عليه وهذا الطغيان الذي يتحكم فيه ليس هناك مجال على الإطلاق للقبول به ولا بد من المقاومة مهما كانت التضحيات ولو أدى الأمر إلى استشهاد كل الشعب الفلسطيني، عندما صارت هذه القناعة موجودة عند الشعب الفلسطيني معنى ذلك أن المعركة سارت في طريقها الصحيح، وليس معنى هذا الطريق الصحيح أن الفلسطينيون سينتصرون عسكرياً على الاحتلال، لكن استمرار هذه المقاومة سيؤدي إلى تفسخ البنية الصهيونية وسيؤدي إلى خلخلة التأييد العالمي لها ولو بعد حين وبالتالي سيؤدي إلى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني بإذن الله، هذا التحليل يتفق مع نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم في نهاية العدو الصهيوني وفي انتصار المسلمين عليه.

  • ما حصل من تضييق على الإسلاميين من الناحية الاقتصادية بحجة الحرب على الإرهاب وما حصل من تجميد لكثير من الأرصدة أثر كثيرا على المساعدات التي تصل إلى الشعب الفلسطيني، ومن فترة صرح الأستاذ موسى أبو مرزوق لإسلام أون لاين أن سبعين بالمائة من المساعدات للشعب الفلسطيني قد توقفت، فكيف تقرءون هذا الواقع؟

·مع ما حصل من بذل جهود عظيمة جداً أنا أعتقد أن الخير في الأمة العربية والإسلامية وإذا ضاقت السبل على الكثيرين في إيصال المساعدات، لا بد للفلسطينيين أن يخترعوا وسائل جديدة ولا بد لأخوتنا العاملين في المجال الخيري أن يبحثوا على وسائل جديدة لإيصال المساعدات، أنا لم أقرأ تصريح الأستاذ أبو مرزوق، حول هذا الموضوع، وان صح هذا، فهو لا شك أدرى بذلك، ولكن أنا من بعيد لا أظن أن الأمر بهذا القدر، لكن من المعروف أن كثيرا من المساعدات للشعب الفلسطيني تأتي عن طريق مؤسسات خيرية رسمية معروفة وتأتي بشكل علني ومكشوف، هذه المساعدات توقف منها القليل نتيجة لما يشاع من تحقيق حول هذا المؤسسات، لا أظن أنه توقف من هذا الجمعيات هذا القدر الكبير،

أنا في حدود علمي وفي حدود مسئوليتي عن بعض الجوانب الخيرية ما زلنا نقوم بالواجب وبقدر لا بأس به، دائما يحصل تقصير من جانب يعوض من جانب آخر، ولكن بطبيعة الحال المساعدات التي تذهب مباشرة إلى حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي، قد تكون قد خفت إلى هذه النسبة لأنها تأتي في الأصل عن طرق غير معلنة وغير رسمية ، لكنها لا تشكل من المساعدات التي تدفع للشعب الفلسطيني لأعمال الإغاثة والأعمال الخيرية إلا نسبة بسيطة جدا، وأكثر المساعدات تذهب مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، وهذه بلا شك طرأ عليها قدر من التغيير لكن لا أظنه تغييرا كبيراً، بل هو معالج.

  • بعد كل الاغتيالات التي تمت في صفوف الحركات المجاهدة في فلسطين وخاصة دولة الكيان وضعت علامة الموت على جسد الشيخ أحمد ياسين، فكيف تحللون هذا الأمر؟

هذه نتيجة طبيعية للغطرسة الإسرائيلية وللعدوان؛ أحمد ياسين هو ابن هذا الشعب الفلسطيني، ولا ننسى أن عشرات الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني قتلوا على يد الآلة الحربية الصهيونية ومنهم قياديون في حماس، فأن تستمر إسرائيل في هذا العدوان الصهيوني فهذا أمر طبيعي بالنسبة لها وجزء مستمر من نهجها العدواني لكن هذا لن يغير من حقيقة الأمر ومن نتيجة الصراع شيئا، مهما تمادوا ولو قتلوا الشيخ أحمد ياسين سيضاف إلى سجل الشهداء شهيد من نوع آخر، شهيد ليس له مثيل في النضال الفلسطيني كله، لأنه مثال للقائد الفذ الذي يستطيع ما عنده من مرض وشلل أن يقود جموع الشعب الفلسطيني، وأن يصبح رمزاً للصمود الفلسطيني أمام العالم كله، وإذا اغتيل الشيخ ياسين فهو شهيد من نوع جديد، وإذا حصل هذه الأمر فإنه سيعطي دفعاً كبيراً جداً للجهاد الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.

  • وما الذي استجد برأيك في سياسة حماس حتى سمحت للنساء بالمشاركة بالعمليات الاستشهادية؟

الاستشهادية شخصية لها قرارها الذاتي المنبعث من ظروفها وقناعاتها والحركة لها تخطيطها في هذا المسألة، ما كنت أعلم أن حركة حماس تنكر على المرأة أن تقوم بعمليات عسكرية وأن تصبح استشهادية ، والمعروف عندنا إسلاميا أن المرأة المسلمة إذا اعتدي على بلدها من حقها أن تخرج للقتال مع إخوانها الرجال، والصحابيات كما هو معروف كن يقاتلن مع إخوانهن الرجال، فما أظن أن هذه المسالة كانت موضع خلاف وتغير فيها الرأي بين فترة وأخرى، لكن طبيعة الحال، العمل الاستشهادي، وعمل حماس كحركة مقاومة تعيش في ظروف صعبة تحت الاحتلال الإسرائيلي تحتاج إلى ترتيب أولويات والى تخطيط، ويظهر أنه لم يكن من أولوياتها السماح للمرأة المسلمة أن تقوم بمثل هذه العمليات، ويظهر انه حان الوقت واصبح مناسبا، ولا ادري ما هي الاعتبارات التي أدت إلى ذلك،

ولكن الظاهر الآن أن الأمر اصبح ممكنا فكانت هذه الاستشهادية الأولى، ومن بعيد يصعب على الإنسان أن يقبل بأن تضحي بولديها الصغيرين لتستشهد في سبيل الله عز وجل وفي سبيل هذه الأمة، طبيعة المرأة لا تقبل بذلك، لكن علينا أن نفكر أن امرأة حتى تصل إلى هذا القدر كم هو شعورها بظلم الشعب الفلسطيني كله وهي منه، طغى عليها هذا الشعور حتى غلب فطرتها كأم، وهذه مسألة أعتقد أنها يجب أن تلفت نظر العالم كله إلى الشعور بمظلومية الشعب الفلسطيني.

·بلا شك لبنان له وضع ديموغرافي خاص – كما يقال- يلقي بظلاله على الفلسطينيين المقيمين في لبنان، إنما أن يصل الأمر إلى حد التوطين بمعنى الحصول على الجنسية اللبنانية ومعاملة الفلسطيني معاملة اللبناني بشكل كامل حتى في حقوقه السياسية فهذا أمر أظنه مستبعداً، وأعتقد أن الفلسطيني نفسه ليس حريصاً عليه، وإنما هو حريص على العودة إلى وطنه، وحريص على أن تبقى جنسيته الفلسطينية هي الأساس، وهذا القدر يتفق عليه الجميع، ولا أظن أنه الإشكال، الإشكال يكمن في أن الشعب الفلسطيني أثناء إقامته الآن في لبنان والتي قد تطول وقد تقصر، يجب أن يتمتع بحقوقه الإنسانية بشكل كامل،

تلك الحقوق التي تتيحها كافة المواثيق الدولية، فضلاً عن كونها من مقتضيات الإسلام والعروبة والجوار، فضلاً عن أنها من مقتضيات استقبال الضيف؛ فهذه المسألة، مسألة تمتع الفلسطيني في لبنان بكل حقوقه الإنسانية، بما فيها حق التملك وحق العمل وغير ذلك، هذه أعتقد أنها مسألة مهمة جداً، وربما كانت أكثرية اللبنانيين مع هذا الاتجاه، لكن بلا شك هناك أقلية لا تريد هذا، ليس من قبيل التفريط بالواجبات العربية أو الإسلامية أو الإنسانية، وإنما من قبيل أن هذا الفلسطيني إذا ارتاح في لبنان، بما معناه أنه صار يعمل وصار له حق التملك، فقد يدفعه هذا إلى الاستيطان النهائي في لبنان، وهذا يخل بالأوضاع الديموغرافية في لبنان، فهم بالتالي يرفضون منحه الحقوق لهذا السبب، وليس انتقاصاً من الواجبات الشرعية أو الإنسانية.

نحن نقول إن الشعب الفلسطيني الآن توطن، وأخذ الجنسية في أكثر بلاد العالم التي ذهب إليها، لكن حتى الآن لم يفرّط في حق العودة، وهذا الأمر طبيعي، وعلى كل حال، إذا كان وردت بعض القيود أو الظروف الأخرى للتأكد من منع التوطن فلا إشكال في ذلك، لكن أن يؤدي هذا إلى منع الحق الطبيعي عن إنسان مظلوم مشرد خارج وطنه، يمنع من حقوقه الطبيعية، فهذا أمر نعتقد أنه كبير، والقضية في تصوري سيظل فيها صراع، وسيظل من واجب المسلمين خاصة وكثير من غير المسلمين، ممن يقدر هذه المسائل أن يتعاون للوصول إلى وضع أسلم إن شاء الله، يتمتع فيه المسلمون بقدر كبير من حقوقهم المشروعة.

  • كيف تقرءون قضية تبادل الأسرى التي تحققت بين حزب الله والصهاينة؟

·بلا شك نجاح المفاوضات حول الأسرى إنجازاً جديداً للمقاومة الإسلامية في الجنوب بعد إنجاز التحرير شبه الكامل لأرض الجنوب، وهذه باعتقادي نتيجة طبيعية جداً للصراع بيننا وبين الصهاينة دائماً كما وصفهم رب العالمين يحبون الحياة والدنيا ومستعدون لأن يتنازلوا عن كل شيء من أجل هذه المظاهر من الحياة الدنيا، أو من أجل بعض المناسك والشعارات التي يعتبرونها مهمة، ولذلك فهم تنازلوا عن مسألة أساسية جداً، وهي أنهم يتهمون المقاومة في الجنوب وحزب الله بأنهم إرهابيون، وبالعادة هم لا يتعاملون مع الإرهابيين، لا هم ولا كل دول العالم، ولكنهم هنا تعاملوا مع المقاومة ومع حزب الله، وتفاضوا معها وسلّموها الأسرى، مما يعني أنهم يكذبون أنفسهم عندما يكذبون أنفسهم عندما يعتبرون أن المقاومة إرهابية، نحن نعتقد أن هذا إنجاز مهم جداً، وهو يثبت لجميع الأمة العربية والإسلامية، وخاصة الشعب الفلسطيني، بأن الصمود هو الذي يؤدي إلى نتائج حقيقية في مصلحة استعادة الأرض المسلوبة، وفي مسألة القضاء على الوجود الصهيوني في فلسطين.

  • صرح الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل أيام أن حماس تعرض هدنة لمدة عشرة سنوات مقابل انسحاب صهيوني من الأراضي المحتلة عام 1967، وهذا العرض ليس جديداً فقد طرحه الشيخ أحمد ياسين من فترة طويلة، إلى ماذا ترمي حماس برأيك من وراء هذه الطروحات؟

كما ذكرت هذا الطرح ليس جديداً، فقد طرحه سابقاً الشيخ أحمد ياسين، وبالنتيجة هو ينطلق من المحافظة على الثوابت وهي تحرير فلسطين بالكامل، ومن الواقعية في اعتماد المرحلية في هذا التحرير، فليس فيه أمر جديد، ولكن أعتقد أن بعض قيادات حماس، أو الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قد صرح بهذا التصريح في هذه الفترة بالذات ليثبت للرأي العام العالمي أن حماس بالنتيجة حركة مقاومة، لكنها أيضاً حركة سياسية، وتستطيع أن تأخذ وتعطي وتعرض وتناقش مثل هذه الأمور. لا أظن أن في الأمر أكثر من ذلك، لأنه يريد أن يعطي هذه الصبغة للحركة وأنها ليست مجرد حركة جهاد وقتال بدون أفق سياسي معين.

  • منذ وفاة المرشد العام للإخوان المسلمين، المستشار مأمون الهضيبي رحمه الله تردد اسمك كثيراً كمرشح لتكون مرشدا عاماً للإخوان المسلمين في العالم، فما ظروف وملابسات هذا الترشيح وما مدى صحة هذه الأقوال؟

سمعت هذا الترشيح وقرأت عنه في بعض وسائل الإعلام، لكن ليس له أصل، فلم يكن طبعاً من قبلي، ولم يكن من قبل أحد من الجماعة، والأصل أن هذا الأمر ليس وارداً، فنحن نعمل هنا في إطار الجماعة الإسلامية في لبنان، والإخوان المسلمون في مصر هيئة مستقلة، والإخوان المسلمون في البلاد العربية والإسلامية هيئة موجودة بهذا الإسم وهذا التنظيم، هناك هيئات إسلامية أخرى كثيرة، تبنت فكر الإخوان ومنهجهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جزءاً من التنظيم بالمعنى المعروف في هذا العصر، وبالتالي فالمرشد العام للإخوان المسلمين لا بد أن يكون من إحدى هذه الحركات في العالم العربي، وربما بعض الإخوان في مصر طرحوا اسمي من قبيل أنهم يعتبرون حركة الإخوان كما قال المرشد الجديد، منفتحة حتى خارج التنظيم، ويمكن أن يكون المرشد العام حتى من خارج التنظيم، فانطلاقاً من هذه الفكرة قد يكون قد طرح اسمي.

  • كيف ترى عهد الإخوان المسلمين، في عهد الأستاذ مهدي عاكف، وما الذي يميز المرشد الجديد عن سلفه؟

لا أظن أن الحركة ستتميز بأي شيء، لأن الأستاذ مهدي عاكف كما أعلن، وكل المرشدين الآخرين بالنتيجة يتولون التعبير عن موقف الجماعة وسياستها، وما يتقرر في أجهزتها وأجهزتها أجهزة شورية تتمتع بقدر كبير من الاستقرار والكفاءة وكل الأمور تدرس في هذه الأجهزة، والمرشد العام ليس له بالذات صلاحية القيام بأي مبادرة أو إجراء أو عمل دون الرجوع إلى إخوانه واتخاذ القرار بذلك، ولهذا حسب لوائح الإخوان المسلمين لا أظن أنه سيطرأ أي تعديل على مسار الإخوان.

  • كثير من التحليلات الإعلامية والفكرية والسياسية ترى أن هناك نوعاً من الخلاف بين ما يسمى بالحرس القديم والحرس الجديد في قلب التنظيم، ويقولون بما معناه أن منصب المرشد العام صار نوعاً من مكافأة نهاية الخدمة، حيث يكون المرشد العام دائما كبيراً في السن ثم ما يلبث أن يتوفى، ويرون أن انحصار القيادة في كبار السن، جعل الحركة تعيش على أمجاد الماضي دون أن تكون قادرة على اجتراح أي جديد في الواقع، ما رأيكم بهذا الكلام؟

أعتقد أولاً أن هذا الموضوع من رواسب الفكر الغربي الذي غزا بلادنا العربية والإسلامية ومقتضاه تسابق الناس على المصالح، والزعامة والمسؤولية تعتبر بالنظرة الغربية المادية سواء كانت في الأحزاب أو في الجمعيات أو في الدول، تعتبر تنافساً من أجل تحقيق مصالح أكبر، أو من أجل إبراز النفوذ الشخصي أكثر، وهذا في إطار الحركات الإسلامية ليس موجوداً في الأصل، وخاصة في إطار الإخوان، ليس هناك تنافس على هذا الأمر، فقد يكون هناك شباب متحمسون وعاملون وواعون لكن لا يخطر في بالهم أن ينافسوا الى الزعامة، وقد يكون هناك شيوخ كثيرون أيضاً أكثر عملاً وإنتاجاً ولكن لا يفكر أحدهم بالتنافس، فيما أعلم، ليس من أدبيات الحركات الإسلامية كلها ليس هناك من يرشح نفسه لتولي هذه المسؤولية، وإنما يرشحه إخوانه هناك، فهذا الأمر الواضح في إطار الحركات الإسلامية غير مفهوم عند كثير من الناس، لذلك عندما نقول ونكرر أنه ليس هناك صراع بين الشيوخ والشباب لا في حركة الإخوان ولا في كثير غيرها من الحركات الإسلامية لا يفهم الكثير من الناس مغزى هذا الكلام، مع أن هذا الكلام واقع والدليل عليه يفرض نفسه في كل مرة.

قيل مثلاً، إن الشباب الآن ينافسون الأستاذ مهدي عاكف، لكن بالنتيجة –فيما علمت – أن الشباب كالشيوخ، هم الذين انتخبوا الأستاذ عاكف مثلهم مثل الشيوخ، لأنه توافق الرأي عليه وأي شخص يتوافق عليه يكون فيه خير.

الإمام البنا رحمه الله تنسب له قولة مهمة جدا، عندما كان قريبا من الوفاة سئل: من نختار بعدك؟ فقال: اجتمعوا على أضعفكم فيكون بكم أقوى، فهذا أصبح عند الإخوان منهجاً في اختيار القيادة، لا يهم اختيار القوية أو الضعيف أو الشاب أو الشيخ، بل المهم اختيار من تلتقي عليه الكلمة، والكلمة عادة تلتقي على الأكبر سنا أكثر مما تلتقي على الشباب.

أما أن يكون هذا تعويض نهاية خدمة، فإن هذا التعويض بالمعنى المصلحي فهو عند من يعتبرون الأمر مصلحياً، لكن القيادة خاصة في هذه الظروف، حيث الإخوان منذ أكثر من خمسين سنة ممنوعون من العمل السياسي وبالتالي ضريبة القيادة وضريبة حتى العضوية هي السجون والتضييق والحصار وربما يصل الأمر أحياناً الى الإعدام، وهذا ليس تعويضاً لنهاية الخدمة، بل هو زيادة تحمل غرم في مسار الإخوان وقيادتهم.

  • من خلال قراءة السيرة الذاتية للأستاذ مهدي عاكف يتبين أنه كان من الذين سجنوا في قضية حزب الوسط، أليس لهذا الأمر دلالة خاصة مع حمله حزب الوسط من أفكار تجديدية؟

أولا، المرشد لم يسجن في موضوع حزب الوسط، وإنما صادف سجنه في نفس الوقت الذي ظهر فيه حزب الوسط فربما من هنا جاء الجمع بين الأمرين، وإنما هو موضوع سجن آخر له علاقة – كما هي العادة في مصر- في اجتماع وعمل للإخوان المسلمين، حيث ضبطت مجموعة منهم فحكمت بالسجن ليس أكثر من ذلك. حزب الوسط في الأساس ليس عنده أي فكر تجديدي من خارج الإخوان المسلمين، فكل ما طرحه من أفكار أخذها من أدبيات الإخوان، لكن الفارق أنه كان بعض الشباب يريدون إنشاء هذا الحزب، ورأت القيادة أن الأمر ليس مناسباً في هذا الوقت لأنه بتقديرهم أن الدولة لن تمنح الحزب الرخصة وبالتالي يكونون قد قدموا للدولة دون أن تعطي شيئا بالمقابل، فالمسألة إذن كانت مسألة خلاف تنظيمي وبناء على ذلك أصر هؤلاء، وخرجوا من التنظيم ولم يخرج معهم أحد لأنهم قلة من الشباب – على أهميتهم- وعلى أهمية ما عندهم من نشاط ومن فكر، لكن لم يكن لهم أي تأثير على التنظيم ككل والتنظيم يمضي.

  • في ظل بانوراما الأحداث التي تجري في العالم، وما يجري من تضييق وحرب على الإسلام والمسلمين، كيف ترى آفاق عمل الحركة الاسلامية وكيف ترى مستقبلها؟

أنا أظن أن المستقبل للإسلام وللحركات الإسلامية المعتدلة، المستقبل للإسلام، وهذا ما نراه بوضوح في كل بلاد العالم، نسبة كبيرة دائما من المفكرين والمثقفين تطلع على الإسلام من خلال وسيلة من الوسائل تدخل في دين الله عز وجل، وهذه ظاهرة مهمة جدا قد لا توجد في أي دين او حزب أو مؤسسة أو فكر آخر؛ هذا لأن الإسلام يثبت يوماً بعد يوم من خلال الأدلة العملية وليس الأدلة العقلية أنه وحي من الله عز وجل وأن ما فيه من توازن وشمول وهداية يمكن أن يؤسس لحياة إنسانية سعيدة سليمة؛ وهذا أمر واضح في كل بلاد العالم، ولذلك أنا أعتقد أن المستقبل للإسلام. وإنما أيضاً أظن أن الحركات الإسلامية التي تعبر عن هذا الإسلام تختلف فيما بينهما بين متشدد وبين مفرط وبين معتدل وهذا طبيعي وموجود في كل الأفكار وفي كل الأحزاب، طبيعة الناس دائماً عندما يلتقون بعضهم متشدد وبعضهم مفرط وبعضهم معتدل. الذي اعتقده أن التشدد لا يمكن أن يفيد، لا في هذا العصر ولا في الماضي ولا في المستقبل، والرسول عليه الصلاة والسلام نهانا عن التشدد كما هو معروف في كثير من الأحاديث.

أيضا التفريط الذي فيه التنازل عن كثير من الثوابت والمسائل الشرعية لا يمكن أن يؤدي الى خدمة هذا الإسلام، الحركات المعتدلة الذي تحتفظ بقدر كبير من الأصالة تحافظ على هذا التوازن وتجدد في كل الأمور المتغيرة، تستفيد من العصر ومن تجارب البشرية، هذه الحركات التي تدمج بين اصالتها العقائدية الفكرية وبين معاصرتها أو فهمها للعصر واستيعابه هي القادر بإذن الله على تحقيق مستقبل طيب للإسلام، فأنا أعتقد أن المستقبل للحركات الإسلامية المعتدلة مهما كانت تتعرض الآن الى تضييق والى حصار والى ملام، وهو واقع قائم في كثير من بلدان العالم، ولكن مع ذلك يلاحظ الإنسان المتجرد من بعيد بأن هذه الحركات رغم كل ما يحيط بها في تقدم يوماً بعد يوم.

  • لكن ألا ترى أنه حين تحشر الولايات المتحدة بعض الدول العربية والإسلامية في زاوية فإما التضييق على الإسلاميين أو ضمها إلى لائحة الدول الراعية للإرهاب، ألا ترى أن هذا يدفع حتى الحركات المعتدلة في نقطة معينة إلى صدام إجباري مع السلطة؟

طبعاً هذا من الأسباب، فبطبيعة الحال، فإن الإنسان عندما يضرب يشعر بحاجة الى أن يرد الضربة لكن الأصل عند الحركات الإسلامية المعتدلة أنها تلتزم بالقواعد الشرعية، وليس من القواعد الشرعية ما يبيح الخروج على الحاكم مهما بلغ انحرافه، انما الحركات الإسلامية المعتدلة تعتبر أن القاعدة الشرعية هي في الإصرار على نهي الحاكم عن الظلم وفي الإصرار على القيام بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى أن تتعرض الى التضييق والمنع والحصار وربما حتى الى أن يصل الأمر الى الموت، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" ولذلك فإن كل ما حصل من تضييق على الإخوان في مصر على سبيل المثال لم يدفع بهم الى التصادم مع الدولة رغم أنهم يعتبرون في نظر جميع الناس أكبر قوة شعبية في مصر وبإمكانيتهم تحريك الشعب لكنهم يعتقدون أن تحريك الناس ضد النظام هو بالنتيجة فتنة لا يستفيد منها إلا العدو، ولذلك رغم إنكارهم لكثير من الأخطاء التي يقع بها النظام لكنهم لا يصلون الى درجة التصادم معه.

واحتمال أن تخرج بعض الحركات عن طورها وتصطدم مع الأنظمة احتمال وارد، وللأسف الأعداء يستغلون مثل هذه الأخطاء إن وقعت بل هم أحياناً يقعون بمثل هذه الأخطاء فيرتكبونها ولكنهم ينسبونها الى الحركات الإسلامية ليبرروا ضرب هذه الحركات سواء بعمل وقع فعلا من بعض شباب الحركة تحت هذا الضغط أو وقع من قبل مخابرات مدسوسة على هذه الحركات، هذا يقع وذلك يقع، ولكننا نعتقد أنه لو وقع هذا الامر أو ذاك فإن الله سبحانه وتعالى يجعله امتحاناً يؤدي الى تصفية الحركة وتطهيرها وتزكيتها، ولا بد بعد ذلك أن تواصل مسيرتها أقوى مما كانت كما حصل مع الحركة في مصر، حيث تعرضت لهذا التضييق واستشهد كثير من أبنائها وقادتها وسجن منهم عشرات الألوف لعشرين سنة ولكنهم خرجوا من السجون وهم أقوى واستمرت الدعوة ونمت.


المصدر


للمزيد عن الشيخ فيصل مولوي

وصلات داخلية

حوارات مع الشيخ فيصل مولوي

مقالات بقلم الشيخ فيصل مولوي

مقالات كتبت عنه

أخبار متعلقة

وصلات فيديو