الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لماذا الإسلام هو الحل ؟»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''لماذا الإسلام هو الحل!!''' '''بقلم: د. محمد مرسي''' بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على ر…')
 
 
(٦ مراجعات متوسطة بواسطة ٣ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''لماذا الإسلام هو الحل!!'''
'''<center><font color="blue"><font size=5>ماذا نعني بشعار "الإسلام هو الحل"؟</font></font></center>'''


'''بقلم: د. [[محمد مرسي]]'''
'''بقلم: محمود غزلان'''


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى كل مَن سار على دربه واتبع هديه وبعد.
* عضو [[مكتب الإرشاد]] ب[[جماعة الإخوان المسلمين]]


عندما قررت جماعة الإخوان المسلمين خوض الانتخابات على اختلاف مستوياتها برلمانية كانت أو محلية أو تلك المتعلقة بالنقابات المهنية ونوادي أعضاء هيئة التدريس، أو الاتحادات الطلابية لم يكن الهدف هو خوض غمار التجربة والوصول لمقاعد مؤثرة لتقديم نماذج متميزة وفاعلة في العمل الشعبي والسياسي فقط، وإنما كان الهدف أيضًا ترسيخ مفهوم ضرورة إقامة المجتمع المسلم كخطوة أساسية وضرورية لإحداث الإصلاح والتغيير المطلوب لإقامة الدولة الإسلامية التي ننشدها والتي بها الخير والاستقرار للمجتمع كله.
تعرضنا في الفترة الأخيرة لحملةٍ شعواء وهجومٍ ظالمٍ من كثيرٍ من حَمَلةِ الأقلام، ومُدَّعي الثقافة، تعرَّضنا لهذه الحملة أشخاصًا وجماعةً ودعوةً ومبادئَ وحركة، وقد بلغت حد الإسفافِ والافتراء، وكان نصيب شعارنا الذي رفعناه لدعايتنا الانتخابية "الإسلام هو الحل" كان نصيبه من هذا الهجومِ وافرًا وانهالت عليه السهام من كل مكان ومن كل لون.


وعندما قرر الإخوانُ خوضَ هذه التجربة وتحمُّل تبعاتها كان الهدفُ هو طرح الرؤية الإسلامية وترسيخ مفهوم أنَّ الإسلامَ هو القادر على حلِّ مشاكلنا وانتشالنا من واقعنا الأليم في كافةِ المجالات السياسية والاقتصادية وعلى مختلفِ الأصعدةِ المحلية والقومية والعالمية، ليتحول الشعار الذي اخترناه وهو شعار "الإسلام هو الحل" إلى واقعٍ ملموس.. بمضمون ومحتوي.. وبممارسة وتجربة.. وأداء يجسد النظرية ويقدم الدليل والبرهان على صحتها وإمكانية إقامتها وتطبيقها.
ورغم أنَّ كثيرًا من هؤلاءِ الرماةِ يُصدرون في مواقفهم هذه عن مصالحِ وتزلفٍ للسلطان، فلو تغيرت مواقف السلطة منَّا، لداروا معها حيث دارت، ولابتلعوا نقدهم المرير، ولانطلقت ألسنتهم وأقلامهم بالمدح والثناء والتبشير، إلا إنني سأضرب صفحًا عن هذه الحقيقةِ المطردةِ منهم والمعهودة فيهم، وسأفترضُ فيهم جميعًا حُسن النية وسلامة الطوية، شارحًا لهم ما نعنيه بهذا الشعار، سائلاً الله تعالى أن يشرح صدورهم ويزيل غشاوتهم، وسألجأ إلى الاختصارِ الشديدِ الذي يناسب ظروف المقال، وإلا لاحتجتُ إلى كتاب.


ومن أجل ذلك بذل نواب الإخوان المسلمين السبعة عشر خلال الفصل التشريعي الثامن (2000/2005م) كل جهد ممكن من أجل الوصول لهذا الهدف فكانت مشاركاتهم تحت قبة البرلمان فاعلةً ومؤثرةً، كما هو الحال خارج القبة، وتشهد مضابط مجلس الشعب ومحاضر لجانه النوعية بما قدَّمه نواب الإخوان طيلة خمس سنوات هامة شهدت فيها مصر الكثير من المتغيرات، وتأثرت بكثير من الأمور على المستوى الداخلي والخارجي، كما شهد العالم تغيرًا في سياسته وطريقة إدارته، فالعالم العربي أضيفت إليه فاجعة جديدة هي احتلال العراق بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ أكثر من خمسين عامًا، ولقد أثَّر ذلك على المناخ السياسي داخل مصر وخارجها.
الإسلام عقيدة وشريعة، والشريعة عبادات وأخلاق ومعاملات، والمعاملات تشريعات تنظيمية وإدارية وجزائية تشمل كل جوانب الحياة، فالعقيدة والعبادة والأخلاق هي التي يقوم عليها الجانب التربوي في الإسلام الذي من شأنه أن يُوقظ الضميرَ ويُوجِد ملكةَ المراقبة لله ويحقق تقواه.


ولقد كان لنواب الإخوان أثرٌ واضحٌ في كل المجالات، ففي داخل البرلمان طُرح الكثيرُ من القضايا في السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، سواء من خلال استخدام الأدوات الرقابية التي كفلها الدستور والقانون للنواب، أو باستخدام الأدوات التشريعية كحقٍّ أصيلٍ للنائب، وكانت الحكومة تحاول طمس معالم هذا الدور، كما كان لنوابنا صولات وجولات في القضايا العربية والإسلامية التي تتعلق بأمن مصر القومي أو التي تعد مصر طرفًا أساسيًّا فيها أو غيرها التي تمس الدول العربية والإسلامية، فمصر هي القلب في العالمين العربي والإسلامي مهما حاول المغرضون محو ذلك أو إنكاره.
وأما المعاملات التنظيمية فتشمل الجوانب المدنية وأحكام الأسرة وأحكام القضاء، ونظام الحكم وقواعده، وكيفية اختيار رئيس الدولة وشكل الحكومة وعلاقات الأفراد بها وحقوقهم إزاءها، وتنظيم علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى في السلمِ والحرب، وتنظيم العلاقات المالية المتعلقة بموارد الدولة ومصارفها، والعلاقة بين الدولة والأفراد.


وفي خارج البرلمان كان لنواب الإخوان مساهمات وجهود لتحقيق رغبات أبناء الأمة في الدوائر المختلفة خلال خمس سنوات كاملة هي عمر المجلس في فصله التشريعي الثامن، ولا نكون مبالغين إن قلنا إنَّ القطر المصري كله شعر بها، وما كان لهذا كله أن يتحقق إلا بالجهود التي بُذلت وعلى مدار الساعة، ولم يكن لهذه الإنجازات أن تستمر إلا من خلال اليقين والاقتناع التام بأن "الإسلام هو الحل"، فهذا الشعار وبفضل الله وتوفيقه الذي يحمل مضمونًا ومعنًى وأهميةً لنا ولكل أبناءِ الشعب المصري وللعالم العربي والإسلامي.
أما المعاملات الجزائية فتتعلق بتحديدِ علاقة الفرد بالدولة من جهةِ الأفعال المنهي عنها "الجرائم ومقدار كل عقوبة"، وتتلخص هذه الحقائق كلها في عبارة (الإسلام دين ودولة)، ولما كان الإسلام دينًا خالدًا فقد اتسمت شريعته بالمرونة والتطور؛ لأنَّ الحياةَ بطبيعتها متطورة، ولذلك فقد جاءت الشريعة بقواعد عامة ومبادئ كلية في جوانبِ الحياة المتغيرة والمتطورة، وسمحت- بل- أمرت العلماء والمجتهدين في استنباطِ الأحكام المناسبة لكل عصرٍ ومكانٍ وملء منطقة العفو التشريعي بما يحتاجه المجتمع من تشريعاتٍ تُحقق العدالة والمصلحة والتيسير ورفع الحرج عن الناس، ومن ثمَّ وجدنا من أصول التشريع بعد القرآن والسنة والإجماع، وجدنا القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وسد الذرائع والعرف والاستصحاب... إلخ، وفي هذا المعنى يقول الإمام الشهرستاني: إنَّ النصوصَ تتناهى والوقائع لا تتناهى ولذلك لا بد من اجتهاد المجتهدين.


وانطلاقًا من هذا الشعار ومن خلال الممارسات الدستورية للتغيير والإصلاح، وجدنا أنه لا إصلاحَ حقيقي دون أن نبدأ بالإصلاح السياسي، ووجدنا أيضًا أن النظام البرلماني هو أقرب النظم التي نقبلها كنظامٍ عامٍّ لدولة إسلامية مدنية، وبالتالي فإنَّ صناديق الانتخابات هي الفيصل والحكم، فنحن نريد للشعب الحرية في اختيار من يمثله، كما نتمنى من هؤلاء الأعضاء بعد أن يضع الناس ثقتهم فيهم أن يكونوا على قدر المسئولية وأن يقدموا مصالح وطنهم وشعبهم على مصالحهم الخاصة أو نظرتهم الحزبية الضيقة.
ولما كانت العقول متفاوتة في فهم النصوص، ومختلفة في اعتماد مصادر التشريع وفي ترتيبها، جاءت اجتهادات المجتهدين مختلفة، ومن ثمَّ وُجدت المذاهب الفقهية التي يجمعها على اختلافها احترامها للشريعة وتوخيها مقاصدها، وهذه المذاهب إنما هي اجتهادات بشرية وليست مقدسة يسعنا الاختلاف معها أو الأخذ منها ما يناسب ظروفنا وأحوالنا.
ونؤكد أنَّ البرلمان هو بوابة التغيير الحقيقية، وهو طريق الإصلاح لباقي مؤسسات الدولة فإن صلُح البرلمان صلُحت باقي المؤسسات وذاق الشعب ثمار جهاده وجهده، وصبره وعطائه وتضحيته..
وما بذله الإخوان من جهدٍ في مختلفِ المجالات التشريعية والرقابية داخل مجلس الشعب أو الخدمية داخل النقابات المهنية والعمالية ليست تفضلاً على الناس، وإنما هي دليل عرفان لتوفيق الله ثم لمَن وضع ثقته ليس فينا كأفراد وإنما من وضع ثقته ومنح صوته للدعوةِ ومنهجها الذي يتجسد في شعارنا الدائم "الإسلام هو الحل".


والله نسأل أن يوفق الأمة ومؤسساتها لما فيه الخير ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (غافر: 44)، ونعاهد الله على الاستمرار في السير في ذات الطريق.
وإننا حينما نقول إنَّ الإسلام هو الحل إنما نعني بذلك أنه المرجعية التي ينبغي على المسلمين أن يرجعوا إليها ويستمدوا منها ويجتهدوا فيها شريطةَ أن يستكملوا شروطَ الاجتهاد أو أن يختاروا من بين اجتهادات المجتهدين، وهو ما نفعله، ومن ثمَّ فإننا نقرر أننا لا نحتكر الإسلام ولا فهم الإسلام وأن ما نراه إنما هو اجتهاداتنا البشرية أو اختياراتنا من اجتهاداتِ الفقهاء وهي ليست مقدسة كما أسلفت، وأننا نسعد حينما يفعل غيرنا مثلما فعلنا ولو انتهت اجتهاداتهم واختياراتهم إلى غير ما انتهينا إليه.


فالله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، فهيا إلى العمل، ومعًا نستكمل المسير لتكوين برلمان جديد للفصل التشريعي التاسع، نُعلي فيه وبه صوت الحق ونرعى مصالحَ الشعب ونحترم القانون والدستور والله أكبر ولله الحمد "والإسلام هو الحل".
وأما أولئك الذين يزعمون أنَّ الإسلام دينٌ لا شأنَ له بالدولة فإننا نعرض له حقيقةَ الإسلام وطبيعته من خلال بعض نصوصه في إيجازٍ شديدٍ وأننا حينما نقول إن الإسلام هو الحل إنما نقرر:


----------------------
=== الحريات العامة ===
1- حرية العقيدة والعبادة '''﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾''' (البقرة: من الآية 256).


د/محمد مرسى
2- حرية الرأي والتعبير حتى ليراجع المسلمون النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو الموحَى إليه، وذلك في غزوة بدر وأحد والأحزاب، وحتى يقول رجل لعمر: "اتق الله" فيرد: "لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها"، وحينما تستدرك عليه امرأة وهو على المنبر فيقرّ بخطئه قائلاً: "أصابت امرأة وأخطأ عمر".


* رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان
3- إنما نقرر مبدأ الشورى أو الديمقراطية الإسلامية '''﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾''' (الشورى: من الآية 38) '''﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾''' (آل عمران: من الآية 159).


[[تصنيف:مكتبة الويكيبيديا]]
4- إنما نقرر حق الشعب في اختيار حاكمه بمحضِ إرادته الحرة حتى ليختار المسلمون أبا بكر خليفةً لرسول الله قبل أن يُواروه- عليه الصلاة والسلام- التراب.
 
5- إنما نقرر أنَّ هذا الحاكمَ وكيلٌ عن الأمةِ وأنها مصدر السلطات ومن حقها محاسبته "أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعةَ لي عليكم"، "لو رأينا فيك اعوجاجًا لقوَّمناه بسيوفنا".
 
6- إنما نقرر المساواة الإنسانية العامة '''﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)''' (الحجرات)، "'''كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى'''".
 
7- والمساواة أمام القانون "'''إنما أهلك مَن كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها'''".
 
8- والمساوة أمام القضاء '''﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾''' (النساء: من الآية 58).
 
'''إنما نقرر حقوق الإنسان في أكملِ صورها وأوسع معانيها:'''
 
1- حقه في الحياة '''﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾''' (المائدة: من الآية 32) "'''لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجلٍ مسلم'''".
 
2 - نقرر حقه في العزة والكرامة الإنسانية '''﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)''' (الإسراء)، ومن ثمَّ تجريم تخويفه وتعذيبه "لا تروعوا المسلم فإنَّ روعة المسلم ظلمٌ عظيم"، "إنَّ الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا".
 
3- إنما نقرر تحريم الظلم "اتقوا الظلم فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة"، "'''انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قالوا: ننصره مظلومًا فكيف ننصره ظالمًا؟ قال عليه الصلاة والسلام: "تحجزه عن ظلمه".'''
4- إنما نقرر حق الإنسان في تكوين أسرته '''﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)''' (النور) حتى جعل لهم الإسلام من الزكاة نصيبًا يتزوجون به.
 
5- إنما نقرر حق الفرد على الدولة في إيجادِ عملٍ لكل قادرٍ، وأجرٍ مناسبٍ لكلِّ عاملٍ، وكفالة لكل عاجز "من كان لنا عاملاً ولم يكن له مسكن فليتخذ مسكنًا، وليس له زوجة فليتخذ زوجةً ولم يكن له خادم فليتخذ خادمًا ولم يكن له دابة فليتخذ دابة".
 
6- إنما نقرر حق الفرد في كفالة المجتمع عند العجز أو البطالة '''﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾''' (المائدة: من الآية 2) "من ترك مالاًَ فلورثته ومَن ترك ديْنًا أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاه".
 
7- إنما نقرر تحريم استغلال النفوذ والتربح "ما بال العامل منكم أبعثه فيما ولاني الله فيرجع فيقول هذا لكم وهذا أهدى إليَّ، أفلا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدى إليه أم لا"، "إنَّ رجالاً يتخوضون في مالِ الله بغير حقٍّ فلهم النار يوم القيامة"، ولقد أرسى عمر- رضي الله عنه- مبدأ (من أين لك هذا؟) وطبَّقه على ولاته وصادر من أموالهم ما تبين أنهم جمعوه بمقتضى مناصبهم.
 
8- إنما نقرر حرمة الملكية الخاصة طالما كانت مصادرها حلالاً وتؤدي حق الله وحق المجتمع.
 
=== عنف وبلطجة في الانتخابات التشريعية ===
 
9- إنما نقرر وجوب محاربة الفقر "أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله" حتى قرنه الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالكفر واستعاذ منهما معًا "اللهم إني أعوذُ بكَ من الكفرِ والفقر"، وقال علي: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته".
 
10- إنما نقرر مسئولية الحاكم عن أعمالِ وزرائه وموظفيه، يقول عمر: "أيما عامل لي ظلم أحدًا وبلغتني مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلمته"، ويقول: "'''أرأيتم إذا استعملت عليكم خير مَن أعلم ثم أمرته بالعدل، أكنتُ قضيتُ ما عليَّ؟ قالوا: نعم، فقال: لا حتى أنظر عمله، أعمل بما أمرته أم لا؟".'''
 
11- إنما نقرر واجب محاربة الظلم والفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر '''﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)''' (الحج)، "مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
 
12- إنما نقرر حقوق المرأة في اختيار شريك حياتها وحقها في مباشرة كافةِ العقود المدنية وحقها في العمل الذي يتناسب مع طبيعتها وحقها في الانتخاب والترشيح للمجالس النيابية والمحلية وتولي الوظائف العامة التي تُناسبها.
 
13- إنما نقرر حقوق غير المسلمين وحرياتهم التي يوجزها المبدأ المقرر "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".
 
هذه المبادئ العامة قليل من كثير، وهي كما رأينا تغطي مختلف مناحي الحياة، جاء بها الإسلام وطبقها المسلمون أزمنةً طويلة، وانحرفوا عن بعضها هنا وهناك، فنحن حينما نقول إنَّ الإسلام هو الحل إنما نرمي إلى التصدي لهذه الانحرافاتِ، وهي شاخصة في مجتمعاتنا شخوص الشمس؛ فالاستبداد السياسي والأخلاقي والإداري والمالي سقط بالبلد إلى مؤخرةِ الأمم، وأي مشروعٍ للنهضة لا بد وأن يستند- في عقيدتنا- إلى هذه المبادئ النابعة من الإيمان والتاريخ والتراث والتشريع الإسلامي، وعلينا أن نترجم هذه المبادئ إلى مناهج وبرامج وتشريعات نسعى لتحقيقها في واقع الحياة، وقد صُغناها في برنامجٍ انتخابي لنا نرجو لمَن يكتبون عنَّا أن يقرأوه.
 
ونحن إذْ نفعل ذلك ونرفع هذا الشعار لا نعني مطلقا أننا المسلمون وأن مَن عدانا ليسوا مسلمين، فنحن الذين تصدِّينا لفتنةِ التكفير في وقتٍ كانت فيه ظهورنا وأجسادنا ممزقة بالسياط وأيدينا وأرجلنا مكبلة بالأصفاد نقبع في غياهب السجون، ومع ذلك لم نُكفر جلادينا وظالمينا وأصدرنا كتاب "دعاة لا قضاة"، ولا زلنا نطبعه وننشره فكيف نُكفر مَن يُخالفنا الرأي فقط، فليتقوا الله فينا مَن يفترون علينا، وأيضًا لسنا نزعم أنَّ دولتنا ليست إسلامية، ولكننا نقرر للحق أنَّ بها انحرافاتٍ جسيمة عن الإسلامِ وتشريعه ولا سيما في مجالِ الحرياتِ العامة والحكم والمال، ومن ثمَّ فإننا نسعى للإصلاح '''﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾''' (هود: من الآية 88).
 
ومن ثمَّ فليس من حقِ أحدٍ أن ينكر علينا شعارنا الذي نُعبِّر به عن عقيدتنا وفكرنا وشريعتنا ومنهجنا ومرجعيتنا، كما لا ننكر على أي فصيلٍ شعاره ومرجعيته، أرجو أن أكون وضَّحت ما أعنيه بهذا الشعار، وأسأل اللهَ لي وللجميع الهداية والتوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط محمود غزلان]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٤:٣٤، ٢١ فبراير ٢٠١٢

ماذا نعني بشعار "الإسلام هو الحل"؟

بقلم: محمود غزلان

تعرضنا في الفترة الأخيرة لحملةٍ شعواء وهجومٍ ظالمٍ من كثيرٍ من حَمَلةِ الأقلام، ومُدَّعي الثقافة، تعرَّضنا لهذه الحملة أشخاصًا وجماعةً ودعوةً ومبادئَ وحركة، وقد بلغت حد الإسفافِ والافتراء، وكان نصيب شعارنا الذي رفعناه لدعايتنا الانتخابية "الإسلام هو الحل" كان نصيبه من هذا الهجومِ وافرًا وانهالت عليه السهام من كل مكان ومن كل لون.

ورغم أنَّ كثيرًا من هؤلاءِ الرماةِ يُصدرون في مواقفهم هذه عن مصالحِ وتزلفٍ للسلطان، فلو تغيرت مواقف السلطة منَّا، لداروا معها حيث دارت، ولابتلعوا نقدهم المرير، ولانطلقت ألسنتهم وأقلامهم بالمدح والثناء والتبشير، إلا إنني سأضرب صفحًا عن هذه الحقيقةِ المطردةِ منهم والمعهودة فيهم، وسأفترضُ فيهم جميعًا حُسن النية وسلامة الطوية، شارحًا لهم ما نعنيه بهذا الشعار، سائلاً الله تعالى أن يشرح صدورهم ويزيل غشاوتهم، وسألجأ إلى الاختصارِ الشديدِ الذي يناسب ظروف المقال، وإلا لاحتجتُ إلى كتاب.

الإسلام عقيدة وشريعة، والشريعة عبادات وأخلاق ومعاملات، والمعاملات تشريعات تنظيمية وإدارية وجزائية تشمل كل جوانب الحياة، فالعقيدة والعبادة والأخلاق هي التي يقوم عليها الجانب التربوي في الإسلام الذي من شأنه أن يُوقظ الضميرَ ويُوجِد ملكةَ المراقبة لله ويحقق تقواه.

وأما المعاملات التنظيمية فتشمل الجوانب المدنية وأحكام الأسرة وأحكام القضاء، ونظام الحكم وقواعده، وكيفية اختيار رئيس الدولة وشكل الحكومة وعلاقات الأفراد بها وحقوقهم إزاءها، وتنظيم علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى في السلمِ والحرب، وتنظيم العلاقات المالية المتعلقة بموارد الدولة ومصارفها، والعلاقة بين الدولة والأفراد.

أما المعاملات الجزائية فتتعلق بتحديدِ علاقة الفرد بالدولة من جهةِ الأفعال المنهي عنها "الجرائم ومقدار كل عقوبة"، وتتلخص هذه الحقائق كلها في عبارة (الإسلام دين ودولة)، ولما كان الإسلام دينًا خالدًا فقد اتسمت شريعته بالمرونة والتطور؛ لأنَّ الحياةَ بطبيعتها متطورة، ولذلك فقد جاءت الشريعة بقواعد عامة ومبادئ كلية في جوانبِ الحياة المتغيرة والمتطورة، وسمحت- بل- أمرت العلماء والمجتهدين في استنباطِ الأحكام المناسبة لكل عصرٍ ومكانٍ وملء منطقة العفو التشريعي بما يحتاجه المجتمع من تشريعاتٍ تُحقق العدالة والمصلحة والتيسير ورفع الحرج عن الناس، ومن ثمَّ وجدنا من أصول التشريع بعد القرآن والسنة والإجماع، وجدنا القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وسد الذرائع والعرف والاستصحاب... إلخ، وفي هذا المعنى يقول الإمام الشهرستاني: إنَّ النصوصَ تتناهى والوقائع لا تتناهى ولذلك لا بد من اجتهاد المجتهدين.

ولما كانت العقول متفاوتة في فهم النصوص، ومختلفة في اعتماد مصادر التشريع وفي ترتيبها، جاءت اجتهادات المجتهدين مختلفة، ومن ثمَّ وُجدت المذاهب الفقهية التي يجمعها على اختلافها احترامها للشريعة وتوخيها مقاصدها، وهذه المذاهب إنما هي اجتهادات بشرية وليست مقدسة يسعنا الاختلاف معها أو الأخذ منها ما يناسب ظروفنا وأحوالنا.

وإننا حينما نقول إنَّ الإسلام هو الحل إنما نعني بذلك أنه المرجعية التي ينبغي على المسلمين أن يرجعوا إليها ويستمدوا منها ويجتهدوا فيها شريطةَ أن يستكملوا شروطَ الاجتهاد أو أن يختاروا من بين اجتهادات المجتهدين، وهو ما نفعله، ومن ثمَّ فإننا نقرر أننا لا نحتكر الإسلام ولا فهم الإسلام وأن ما نراه إنما هو اجتهاداتنا البشرية أو اختياراتنا من اجتهاداتِ الفقهاء وهي ليست مقدسة كما أسلفت، وأننا نسعد حينما يفعل غيرنا مثلما فعلنا ولو انتهت اجتهاداتهم واختياراتهم إلى غير ما انتهينا إليه.

وأما أولئك الذين يزعمون أنَّ الإسلام دينٌ لا شأنَ له بالدولة فإننا نعرض له حقيقةَ الإسلام وطبيعته من خلال بعض نصوصه في إيجازٍ شديدٍ وأننا حينما نقول إن الإسلام هو الحل إنما نقرر:

الحريات العامة

1- حرية العقيدة والعبادة ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ (البقرة: من الآية 256).

2- حرية الرأي والتعبير حتى ليراجع المسلمون النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو الموحَى إليه، وذلك في غزوة بدر وأحد والأحزاب، وحتى يقول رجل لعمر: "اتق الله" فيرد: "لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها"، وحينما تستدرك عليه امرأة وهو على المنبر فيقرّ بخطئه قائلاً: "أصابت امرأة وأخطأ عمر".

3- إنما نقرر مبدأ الشورى أو الديمقراطية الإسلامية ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: من الآية 38) ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ (آل عمران: من الآية 159).

4- إنما نقرر حق الشعب في اختيار حاكمه بمحضِ إرادته الحرة حتى ليختار المسلمون أبا بكر خليفةً لرسول الله قبل أن يُواروه- عليه الصلاة والسلام- التراب.

5- إنما نقرر أنَّ هذا الحاكمَ وكيلٌ عن الأمةِ وأنها مصدر السلطات ومن حقها محاسبته "أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعةَ لي عليكم"، "لو رأينا فيك اعوجاجًا لقوَّمناه بسيوفنا".

6- إنما نقرر المساواة الإنسانية العامة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) (الحجرات)، "كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى".

7- والمساواة أمام القانون "إنما أهلك مَن كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

8- والمساوة أمام القضاء ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ (النساء: من الآية 58).

إنما نقرر حقوق الإنسان في أكملِ صورها وأوسع معانيها:

1- حقه في الحياة ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32) "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجلٍ مسلم".

2 - نقرر حقه في العزة والكرامة الإنسانية ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) (الإسراء)، ومن ثمَّ تجريم تخويفه وتعذيبه "لا تروعوا المسلم فإنَّ روعة المسلم ظلمٌ عظيم"، "إنَّ الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا".

3- إنما نقرر تحريم الظلم "اتقوا الظلم فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة"، "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قالوا: ننصره مظلومًا فكيف ننصره ظالمًا؟ قال عليه الصلاة والسلام: "تحجزه عن ظلمه". 4- إنما نقرر حق الإنسان في تكوين أسرته ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) (النور) حتى جعل لهم الإسلام من الزكاة نصيبًا يتزوجون به.

5- إنما نقرر حق الفرد على الدولة في إيجادِ عملٍ لكل قادرٍ، وأجرٍ مناسبٍ لكلِّ عاملٍ، وكفالة لكل عاجز "من كان لنا عاملاً ولم يكن له مسكن فليتخذ مسكنًا، وليس له زوجة فليتخذ زوجةً ولم يكن له خادم فليتخذ خادمًا ولم يكن له دابة فليتخذ دابة".

6- إنما نقرر حق الفرد في كفالة المجتمع عند العجز أو البطالة ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية 2) "من ترك مالاًَ فلورثته ومَن ترك ديْنًا أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاه".

7- إنما نقرر تحريم استغلال النفوذ والتربح "ما بال العامل منكم أبعثه فيما ولاني الله فيرجع فيقول هذا لكم وهذا أهدى إليَّ، أفلا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدى إليه أم لا"، "إنَّ رجالاً يتخوضون في مالِ الله بغير حقٍّ فلهم النار يوم القيامة"، ولقد أرسى عمر- رضي الله عنه- مبدأ (من أين لك هذا؟) وطبَّقه على ولاته وصادر من أموالهم ما تبين أنهم جمعوه بمقتضى مناصبهم.

8- إنما نقرر حرمة الملكية الخاصة طالما كانت مصادرها حلالاً وتؤدي حق الله وحق المجتمع.

عنف وبلطجة في الانتخابات التشريعية

9- إنما نقرر وجوب محاربة الفقر "أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله" حتى قرنه الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالكفر واستعاذ منهما معًا "اللهم إني أعوذُ بكَ من الكفرِ والفقر"، وقال علي: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته".

10- إنما نقرر مسئولية الحاكم عن أعمالِ وزرائه وموظفيه، يقول عمر: "أيما عامل لي ظلم أحدًا وبلغتني مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلمته"، ويقول: "أرأيتم إذا استعملت عليكم خير مَن أعلم ثم أمرته بالعدل، أكنتُ قضيتُ ما عليَّ؟ قالوا: نعم، فقال: لا حتى أنظر عمله، أعمل بما أمرته أم لا؟".

11- إنما نقرر واجب محاربة الظلم والفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41) (الحج)، "مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".

12- إنما نقرر حقوق المرأة في اختيار شريك حياتها وحقها في مباشرة كافةِ العقود المدنية وحقها في العمل الذي يتناسب مع طبيعتها وحقها في الانتخاب والترشيح للمجالس النيابية والمحلية وتولي الوظائف العامة التي تُناسبها.

13- إنما نقرر حقوق غير المسلمين وحرياتهم التي يوجزها المبدأ المقرر "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".

هذه المبادئ العامة قليل من كثير، وهي كما رأينا تغطي مختلف مناحي الحياة، جاء بها الإسلام وطبقها المسلمون أزمنةً طويلة، وانحرفوا عن بعضها هنا وهناك، فنحن حينما نقول إنَّ الإسلام هو الحل إنما نرمي إلى التصدي لهذه الانحرافاتِ، وهي شاخصة في مجتمعاتنا شخوص الشمس؛ فالاستبداد السياسي والأخلاقي والإداري والمالي سقط بالبلد إلى مؤخرةِ الأمم، وأي مشروعٍ للنهضة لا بد وأن يستند- في عقيدتنا- إلى هذه المبادئ النابعة من الإيمان والتاريخ والتراث والتشريع الإسلامي، وعلينا أن نترجم هذه المبادئ إلى مناهج وبرامج وتشريعات نسعى لتحقيقها في واقع الحياة، وقد صُغناها في برنامجٍ انتخابي لنا نرجو لمَن يكتبون عنَّا أن يقرأوه.

ونحن إذْ نفعل ذلك ونرفع هذا الشعار لا نعني مطلقا أننا المسلمون وأن مَن عدانا ليسوا مسلمين، فنحن الذين تصدِّينا لفتنةِ التكفير في وقتٍ كانت فيه ظهورنا وأجسادنا ممزقة بالسياط وأيدينا وأرجلنا مكبلة بالأصفاد نقبع في غياهب السجون، ومع ذلك لم نُكفر جلادينا وظالمينا وأصدرنا كتاب "دعاة لا قضاة"، ولا زلنا نطبعه وننشره فكيف نُكفر مَن يُخالفنا الرأي فقط، فليتقوا الله فينا مَن يفترون علينا، وأيضًا لسنا نزعم أنَّ دولتنا ليست إسلامية، ولكننا نقرر للحق أنَّ بها انحرافاتٍ جسيمة عن الإسلامِ وتشريعه ولا سيما في مجالِ الحرياتِ العامة والحكم والمال، ومن ثمَّ فإننا نسعى للإصلاح ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88).

ومن ثمَّ فليس من حقِ أحدٍ أن ينكر علينا شعارنا الذي نُعبِّر به عن عقيدتنا وفكرنا وشريعتنا ومنهجنا ومرجعيتنا، كما لا ننكر على أي فصيلٍ شعاره ومرجعيته، أرجو أن أكون وضَّحت ما أعنيه بهذا الشعار، وأسأل اللهَ لي وللجميع الهداية والتوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.