الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لماذا تفشل ثوراتنا؟ وتنجح عند أخريين ؟!»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>لماذا تفشل ثوراتنا؟ وتنجح عند أخريين ؟!</font></font></center>''' == المقدمة == ظا...')
 
ط (حمى "لماذا تفشل ثوراتنا؟ وتنجح عند أخريين ؟!" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٠:٤٤، ٦ يناير ٢٠٢١

لماذا تفشل ثوراتنا؟ وتنجح عند أخريين ؟!


المقدمة

ظاهرة جديرة بالتأمل في عالمنا العربى ، وهى طول حياة حكم الاستبداد رغم فشله في توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة للشعوب !! فلماذا لاتثور شعوبنا؟! هل لان الشعوب راضية باستبداد حكامها ؟ ام لانها فقدت القدرة على التغيير ؟ ام لان قمع الأنظمة وسطوتها منع الشعوب من الثورة عليها ؟

هناك فَرَضية يروَّج لها المستبدون وهى: (ان الشعوب لاتقوى على التغيير ، وان السلطة دائما هي الأقوى ، فهى تستطيع ان تفعل ماتشاء وقتما تشاء دون حساب او رقيب او خشية من عاقبة)

فهل هذه الفرضية صحيحة ؟ ام ان هناك إجابة أخرى لحالتنا تلك ؟ ولماذا تفشل دائما ثوراتنا او لاتكتمل ؟! بينما تنجح عن آخريين ؟!

نحاول هنا الإجابة على هذا السؤال بقليل من التفصيل ..

متى تكون ثورة ؟

مع نشأة النظم السياسية الحديثة في عالمنا العربى ، انقسمت مجتمعاتنا ما بين سلطة تحكم وتدير ، وجماهير تفوض هذه السلطة في ادارتها ، فتلتزم بسياساتها وقراراتها ..

وفى مقابل هذا التفويض ، احتفظت الجماهير لنفسها بحق رفض هذه السلطة وسحب التفويض منها ، او (الثورة) عليها ، دفاعا عن نفسها اذا ما جنحت السلطة الحاكمة الى الاستبداد والدكتاتورية ... هكذا يقول الكتاب .. لكن هل هذا هو نفسه الواقع ؟!!

لماذا لاتثور شعوبنا ؟!

فالملاحظ ان الاستبداد في عالمنا العربى تطول حياته ، وكأن شعوبنا قد تنازلت عن حقها في التغيير او في سحب تفويضها من حكامها اذا استبدوا ! بينما شعوب أخرى احتفظت بهذا الحق ، فصنعت لنفسها حياة كريمة تتمناها شعوبنا المغلوبة وتحلم بها ، فلماذا نجحت شعوب هناك وفشلت شعوب هنا ؟!!

هذه بعض الأسباب التي تفسر تلك الظاهرة لا كلها :

  1. الاستسلام للسلطة: فالناس من طول الحياة تحت القهر وجبروت القوة ، يستسلمون لها ولا يتصورون الحياة بدونها ، فكان من اللافت للنظر مثلا ان الصعيد كله أيام ثورة يناير لم تتحرك منهم مظاهرة واحدة ! رغم الفقر الشديد وحياة العيشة الضنك التى كانت كفيلة أن تجعلهم اول من يتحركون ، وعلى رأس تلك المحافظات سوهاج وأسيوط ، وبها أعلى نسبة من البشر يعيشون تحت خط الفقر ..
  2. الإحساس بالدونية: فبعض البشر بسبب ذل الحاجة والعوز ، يخضعون لمن بيده خبزهم وعيشهم ، الحكام المستبدون ادركوا هذه الحقيقة ، فجعلوا سياسة (جوع كلبك يتبعك) هي المحركة لسلوكهم مع شعوبهم .. لأن قيمة الحرية لديهم أقل من قيمة الحياة ، والحياة عندهم ليست سوى كسرة خبز تقيهم مجرد الموت .. وهى نفس السياسة (سياسة التجويع) التي استخدمها النظام السوري في المعتقلات كأداة لمنع المساجين من التفكير بالحرية أو الديمقراطية ، فتصبح اقصى أحلامهم داخل حدود الزنزانة ، في مقابل كسرة خبز وحبة زيتون !
  3. عدم الثقة في النجاح: فالناس يترددون في خوض تجربة (ثورة) رأوا بأعينهم اخفاقها اكثر من مرة ، او شاهدوا من يقودهم فيها هم اول من استفادوا بمكاسبها دونهم .. وهو ماعبر عنه احدهم بــ (فقدان الأمل في مكاسب ما بعد الثورة) .. فتكرار الهزائم يورث الإحباط بين صفوف الجماهير ، وهذا مايحرص المستبدون على تثبيته في اذهان الشعوب .. ان لاامل لديكم سوى في الفوز بما يلقيه هؤلاء الحكام من فتات ، وان ماهو متاح اليوم ربما لايكون ممكن غدا ان ثرتم وتمردتم !! وطوال احداث الثورة المصرية وماتبعها من انقلاب على عليها .. كانت لغة خطاب الانقلابيين (.. احسن ماتكونوا مثل سوريا والعراق) ..

معنى الثورة

الثورة اكبر من ان تكون انقلاب يحدث بقوة سلاح الجيش ، واكبر من تكون تمرد يمكن ان يهدد استقرار سلطة ، واكبر كذلك من مجرد انتفاضة تكتفى بتنفيس غضب الجماهير دون تغيير حقيقى على الأرض ..

فليست ثورة تلك التي تكتفى بتحقيق بضعة مطالب اقتصادية او اجتماعية ، وليست ثورة كذلك تلك التي تكتفى بتغيير نظم سياسية او نخب حاكمة . بل الثورة تعنى تغييراً شاملا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، بما يعنى تغييراً في موازين القوى داخل ذلك المجتمع ، وفى علاقة المجتمع بالسلطة ..

ولهذا لم تكن حركة احمد عرابى ثورة ، بل كانت (تمرد) من بعض ضباط الجيش من اجل مطالب فئوية ساندتها الحركة الوطنية آنذاك ، كذلك لم تكن حركة 1919 ثورة ، بل كانت (انتفاضة) شعبية ، تحولت الى (نصف ثورة) نفسّت عن الناس غضباً كان يعتمل في الصدور ، كذلك لم تكن حركة يوليو 1952 ثورة ، بل كانت (انقلاب) عسكرى قام به بعض ضباط الجيش ..

فكل ماسبق فقد عنصرا او اكثر من عناصر (الثورة الكاملة) ، والتي تستمر حتى تحقق كامل أهدافها . فللثورة عناصرها التي باكتمالها ، يكتمل معنى الثورة ويتحقق مفهومها ، وبنقصانها يختل المعنى فلا يتحقق المفهوم ..

عناصر الثورة وشروطها

الثورات الكاملة وحدها هي التي تصنع (نقلات) حقيقية في حياة الشعوب ، فتُفضي عبر خاصية (التراكم) إلى احراز مكتسبات تحقق تقدم المجتمع وازدهاره في نهاية المطاف .

وكمال الثورات يكون باكتمال عناصرها وتحقق شروطها، وشرطها، ان تسود قناعة عند جمهرة من الناس كثيرة العدد ، وعند جمهرة من نخبتهم ، ان كلفة استمرار هذا النظام اعلى من كلفة ازالته وتغييره ، وان ما هو قادم أسوأ ، وان ما يمكن إصلاحه الان سيستحيل إصلاحه بعد حين ، وان الأوضاع الحالية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تقود الى حتمية هذا التغيير ..

هنا وهنا فقط تلتقى الرغبة في التغيير مع الإرادة، لكن القدرة على احداث هذا التغيير او على الأقل سلوك الطريق الذى يؤدى اليه ، لها شروط أخرى ، هي بنفسها (عناصر) الثورة الناجحة .

وعناصرها كما يقول الاكاديمى العراقى خالد المعينى هي:

(فكر خلاق ، نخبة شجاعة ، جماهير واعية) حيث ان (الفكرة والتنظيم والحاضنة كفيلة بصناعة الوقود الثوري اللازم ، الذي لن تنفد طاقته إلا بتحقيق الأهداف النهائية والكبرى للشعوب الثائرة) .. وعلى هذا فانطلاق الثورة يلزمها وقود ثورى يشعلها ، يبدأ بـــ :

فكر خلاّق

فالفكر هو نقطة البداية وهذا دور نخبة المجتمع من المثقفين وأصحاب الفكر والرأى فــ (عقول المفكرين تمثل عصارة وضمير العقل الباطن لمعاناة شعوبهم) ، حيث يشخصون الداء ويصفون الدواء ويقتحمون المناطق المحظورة باحثين عن حلول ، ثم ينطقون بها في بلاغة تستحث همم الجماهير وتستثير عزائمهم نحو اكمال الشوط حتى تحقيق هدفهم النهائي ببناء حياة افضل وطريقا ارشد .

ثم يستمر هذا (الفكر) في مصاحبة حركة الجماهير وإرشادها ، لكيلا لا تنحرف عن اهداف ثورتها . كل ذلك في خطاب ملئه الامل والوعى والعزيمة ، جاعلين من الحرية والكرامة خبزا تقتاده الجماهير ، وحلما يشتاقون اليه ، وهدفا يتحركون اليه عن بينة واقتدار.

نخبة شجاعة

تتبنى هذا الفكر وتحميه وتنشره ، فتكون من هذه النخبة القيادة التي تُلهم الجماهير وتقودها نحو تحقيق اهداف ثورتها سماها سيد قطب في كتابه معالم في الطريق (الطليعة) ، حيث تصور القيادة نخبة تقود تلك الجماهير من اجل حياة عصرية ، يلعب فيها الإسلام دورا أساسيا في تكوينها وتشكيل توجهاتها

ووضع لها حسن البنا مواصفات أربعة لتقود النهضة ، فقال:

(إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادىء تحتاج من الأمة التى تحاول هذا أومن الفئة التى تدعو إليه على الأقل إلى
قوة نفسية عظيمة تتمثل فى عدة امور :
إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف
وفاء ثابت لايعدو عليه تلون ولا غدر
تضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل
معرفة بالمبدأ والإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه ، والإنحراف عنه والمساومة عليه ، والخديعة بغيره) حسن البنا - من رسالة إلى أى شىء ندعو الناس

إن تحقيق أهداف الثورة وآمال الشعوب .. مهمة ضخمة لن تنجزها المليونيات والاعتصامات والدستور والانتخابات ، بل تحتاج إلى قوة عظيمة قوامها شعب معبأ حول مشروع وطني طموح وملتف حول (قيادة) وطنية متجردة قريبة من الناس حريصة عليهم وتشعر بآلامهم وحاجاتهم وغير مهووسة بالسلطة والمناصب والانتخابات ، تقدر على تحريك الشارع واتخاذ القرارات الجريئة وتقدم المصلحة الوطنية في كل خياراتها وقراراتها .

هذا النوع من القيادات الملهمة ، تحاربه الأنظمة المستبدة ، ولا تسمح ببروزه ، وتخشاه وتهابه ان حضر وتمكّن ..

جماهير واعية

الوعى اخطر سلاح يمكن ان تتسلح به الشعوب في مواجهة أنظمة مستبدة او استعمار غشوم . وهو كذلك اول الحصون التي ان سقطت ، كان ذلك إيذانا بهلاك الشعوب واستسلامها ..

فعندما تعلم الشعوب ان حاجتها إلى الشعور بالكرامة والعدالة أشد من حاجتها إلى الرغيف .. وعندما تعلم ان ضريبة الذل افدح الف مرة من ضريبة الثورة عليه ، عندئذ فقط تكون تلك الشعوب قد بدأت السير نحو تحقيق أهدافها في العيش بحرية وكرامة .

مجتمعاتنا انهكها المرض:

فما تمكن المستبدون ولا طال حكمهم ، الا بسبب شعوب ادمنت شراب الذل والاسترقاق ، فان قروناً من الحكم الاستعمارى احدثت دمارا هائلا وكبيرا داخل نفوس المجتمع وفى منظومة القيم التي تحكمه ، فشاعت قيم الفردية والانعزالية والانا مالية ، فلا يعرفون لحياتهم رسالة او غاية سوى محاولة توفير اللقمة لفم أولادهم ، وصار الانتماء لمن يعطيه اكثر من الانتماء للوطن !
فالاستبداد مرض مزمن ومعد ووراثي تتوارثه الأجيال ويتوارثه الضحايا عن جلاديهم . ينتشر الاستبداد ويتغلغل في كل مفاصل المجتمع . وكثيرا ما يقترن الاستبداد بالفساد (السلطة مفسدة) ، فيصبح المال والسلطة بيد فئة قليلة، وهنا تفقد المجموعة مناعتها وتصبح عرضة لشتى الأمراض .
ولقد استفاض القرآن في شرح آثار الاستبداد في النفوس والمجتمعات من خلال التركيز على قصة بني إسرائيل. وقد قال عنه الكواكبي "إن أقل ما يؤثره الاستبداد في أخلاق الناس أنه يرغم حتى الأخيار منهم على إلفة الرياء والنفاق، ولبئس السيئتان".

لذا فالثورة لا تقوم لمجرد إسقاط النظام أو لانتزاع حرية التعبير أو لتمكين هذا الحزب أو ذاك من السلطة ، ولكن تبدأ اولا ثورة في العقول والنفوس لتخليصها من رواسب الاستبداد والفساد والتبعية ، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توعية الجماهير وتأطيرهم ، وتنشئة جيل رسالي وطني طموح ومتحرر . وعليه فإن اى حركة للجماهير الغاضبة اذا لم تستكمل تلك العناصر يكون من العبث أن نطلق على حركتها تلك صفة ثورة .

ولم تستطع الثورات المضادة ان تنجح في الانقضاض على ثورات الشعوب ، او حرفها عن مسارها ، الا بسبب نقص في تلك العناصر او عدم اكتمالها ، فغالبا ما تتمخض (الثورات) غير مكتملة العناصر عن ولادة طغاة جدد ، وإعادة إنتاج نظم استبدادية جديدة ، تحكم وتضطهد الشعب باسم الثورة ، لتعود به إلى المربع الأول !

قوانين الثورات ومحركاتها

تبدأ كل الثورات ، بظلم يفوق احتمال الجماهير ، فتنتفض الشعوب فجأة من غير ميعاد .. لكن من تتبع تاريخ الثورات ، تتبدى لها بعضاً من قوانينها:

الثورات تبدأ بمرحلة اختمار

وهذه عادة معظم الثورات ، انها تمر بفترة مخاض واختمار وغليان ، ثم تعبر عن نفسها فجأة بحالة من الانفجار الشعبي العفوي .. نعم يسبقها كتابات وخطب ومواقف تصنعها تلك النخبة الشجاعة (الطليعة) ، فما يظنه المستبدون هدوءاً ، انما هو السكون الذى يسبق العاصفة ..

الطبقة المتوسطة .. خزّان التغيير

الثورات تصنعها دائما الطبقة المتوسطة ، فهي الطبقة الأكثر تأهيلا لإحداث نقلة حقيقية في حياة المجتمعات ، وهم (خزان التغيير) الحقيقى ، فكل المجتمعات تكون على شكل مثلث ، رأسه وقاعه يتشابهان ، لا الفقراء قادرون على تغيير شيء ولا الأغنياء يريدون تغيير شيء ، لكن من يعيش فى وسط المثلث (الطبقة الوسطى) كأنهم يلهثون خلف رأس المثلث ويهربون من قاعه .. لذلك يحرص الطغاة دائما على اضعاف تلك الطبقة وانهاكها ..

انصاف الثورات .. جهد يتراكم

حتى الثورات التي لم تكتمل ، لاتضيع ولاتُهدر ، فلئن تمكنت الثورات المضادة في الجولة الأولى ، فستظل صورة هذا الصراع حاضرة في أذهان أجيال كثيرة ، مما يجعلها مؤهلة لخوض جولة ثانية من الصراع ، تكون لها فيه الغلبة ..

ففي يوميات تاريخ الثورة الأميركية نجد أن الملك البريطاني جورج الثالث رفض مطالب مواطنيه في المستعمرات الأميركية بتخفيف الضرائب التي فرضها عليهم بعد حرب الأعوام السبعة مع فرنسا ، فطلبوا التمثيل في البرلمان البريطاني فرفض ، فطلبوا الحكم الذاتي في مناطقهم فرفض ، وكانت له الجولة الأولى .. لكن في الجولة الثانية أعلن الثائرون الغاضبون الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية ... ولم يرضوا بأنصاف الحلول .. وانتصرت الثورة وقامت الدولة ...

الجيوش لاتهزم الشعوب

فالجيوش يمكن ان تهزم جيوشاً او تسقط اوطاناً او تحتل دولاً او تستعمر او تستوطن ، لكنها ابداً لاتستطيع ان تهزم شعوباً .. لان الشعوب لاتموت وان هزمت .. ولان الشعوب يمكن ان تسترد عافيتها وتجبر جيوشاً على التراجع امامها ولو بعد حين ، تلك هي عبرة التاريخ

فبريطانيا العظمى احتلت شبه القارة الهندية ، واحتلت كذلك مصر، لكنها - بعد مقاومة طويلة وعنيدة – اُجبرت في النهاية على الانسحاب امام شعوب الهند ومصر .. وفرنسا احتلت الجزائر، وغيرت من هويته ولغة اهله ، لكن بعد نضال طويل من الشعب الجزائري ، قدّم فيه تضحيات تجاوزت المليون شهيد ، انتهى الأمر بانتصار الشعب الجزائرى ، واستعاد هويته العربية والإسلامية ...

و ثالث النماذج ، جنوب أفريقيا التي استوطنها الاوربيون فصارت دولة في قلب أفريقيا يسودها الرجل الأبيض ، ويقيم فيها أبشع نظام فصل عنصري، لكن الامر انتهى بانتصار شعب جنوب أفريقيا ، واستعادة وطنه وهويته . فالشعوب اذا صحت عزيمتها واستقامت طريقتها ، تستطيع ان تهزم جيوشا ً

خاتمة ... وملاحظات

(ثورات) الربيع العربي ، لم تأخذ اى منها شكل الثورة الكاملة حتى الان (2020) ، اذ لازالت جميعها في مراحلها الأولى على تفاوت حظوظها من النجاح ، لكن جميعها وبدرجات متفاوتة تسير في طريق صحيح ، وماوقع من أخطاء يمكن تصحيحه ان تحركت استدركتها النخب الداعمة للثورات ..

ومن ثَمّ فعلينا الانتباه الى الملاحظات التالية:

  1. علينا التأني في دراسة ما يجري من ثورات ، وعدم التسرع في الحكم عليها بالفشل او الإخفاق ، فلربما كانت تلك جولة تتبعها جولات ، وطول النفس هو عنوان النصر في تلك المعركة الطويلة .
  2. تغيير النظام – ان تغير فعلا – ليس دليلا على تمكن الثورة فعلا ، فلابد من صياغة معادلة تضمن ربط تغيير النظام بإحداث تغييرات حقيقية على مستوى المجتمع نفسه وعلاقاته بالسلطة ، فإن إغفال مثل هذه المعادلة ومثل هذا الربط قد يعيد المنطقة إلى مربع الاستقلال الناقص الأول .
  3. إن هذه الثورات بحاجة إلى جهد فكري وسياسي - هو من اختصاص النخب المثقفة - لصياغة مثل هذه المعادلة على أن تكون معادلة حقيقية ونقية ، تنتمي إلى جوهر هذه الأمة ، بعيدا عن الاستنساخ والتلاعب الخارجي وترف الصالونات الفكرية . مقدمة في روح الثورات وقوانين حركتها خالد المعينى – الجزيرة – 12/8/2013
  4. ان انتصار الثورات المضادة لا يكتب مشهد النهاية لثورات الشعوب ، ما تسلحت تلك الشعوب بالوعى وتمسك قادتها بالامل والنفس الطويل
  5. ان الكلمة الأخيرة دائما ، تكون من طرف الشعوب ، الا اذا تنازلت هي عن ذلك الحق .